المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ صفة الغيرة

ومنها: الحديث المرويّ في إثبات‌

‌ صفة الغيرة

لله ـ تعالى ـ؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله» .

ومنها: حديث: «إنّ الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام» ، وفيه:«يرفع له عمل اللّيل قبل عمل النّهار، وعمل النّهار قبل عمل اللّيل» ، صحيح.

وبالجملة؛ فالأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا، اقتصرتُ على ما حضرني منها حال الكتابة؛ فالعاقل المؤمن يكتفي بذكر واحد منها أو ببعض ما ذكر، والجاهل المعاند لا يكتفي بالمجلّدات الضّخام، وكيف تؤثّر فيه المجلّدات وهو يقرأ كتاب الله ويفسّره، ويقرأ كتب السُّنّة ويشرحها، وهو لا يعرج على إثبات صفة لله ـ تعالى ـ من الصّفات التي ذكرناها؛ بل نصب لجميع ذلك شرك التّأويل؛ فاصطاد به كلّ آية وكلّ حديث صحيح ورد في إثبات الصّفات؟! ولا أدري كيف نجت من هذا الشّرك: الصّلاة والزّكاة والحجّ والصّيام؟! فكان يمكنه تأويل جميع ذلك ـ بل هو أقرب للتّأويل من هذه الآيات والأحاديث التي وردت في الصّفات ـ! فنعوذ بالله من هذه المهلكات والشّبهات والضّلالات.

ص: 412

فصل

ومنها: الحديث المرويّ في «الصّحيح» : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا وصف الدّجال وأخبر أنّه أعور؛ فقال: «وإنّ ربّكم ليس بأعور» ، وأشار إلى عينيه.

ومنها: الحديث المرويّ في «الصّحيح» ـ في كتاب: بدء الخلق ـ: «إنّ الله كتب كتابًا فهو عنده فوق العرش ـ وفي رواية: فهو موضوع عنده فوق العرش ـ: إنّ رحمتي تغلب غضبي» ، وفي رواية:«تسبق غضبي» .

ومنها: الحديث المرويّ في «الصّحيح» : «إنّ الله ينادي يوم القيامة بصوت يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه مَن قَرُب» . انتهى.

فإن شئتَ ـ يا أخي ـ الزّيادة على ما ذكرتُه في هذا الكتاب؛ فعليك بكتب السُّنّة؛ مثل: كتاب التّوحيد الذي ختم به البخاريّ كتابه؛ فإنّه عقده للرّدّ على الجهميّة، وكتاب «خلق أفعال العباد» له، وكتاب «العلوّ» للحافظ شمس الدّين الذّهبيّ، وكتاب «الأسماء والصّفات» للحافظ البيهقيّ، وكتاب «شرح السُّنّة» للإمام محيي السُّنّة البغويّ، وكتاب «الرّدّ على الجهميّة» للدّارميّ، وكتاب «العلوّ» للموفّق ابن قدامة، وكتاب «الجيوش الإسلاميّة

ص: 413

لغزو المعطّلة والجهميّة» للحافظ شمس الدّين ابن القيّم، وغير ذلك من الكتب المصنّفة في الرّدّ على هؤلاء النّفاة الجاحدين لصفات ربّ العالمين. وكتب السُّنّة كلّها طافحة بهذه الأدِلّة، ولكن أهل هذه الكتب ممّن ذكرنا أرادوا جمع ذلك في مصنّفات مخصوصة؛ تسهيلًا للطّالبين؛ فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء، وشكر الله سعيهم، وأحسن مثواهم، ونحن معهم؛ {أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون} ، وهم المؤمنون حقًّا؛ لأنّهم آمنوا بالله ورسوله، وبما أُنزل إليهم من ربّهم، وبما جاءهم عن نبيّهم، لم يبدّلوا ولم يغيّروا ولم يحرّفوا؛ بل تلقّوه بالإيمان والتّسليم والتّفويض، وشنّعوا على مَن خالف ذلك أو أوّله أو حرّفه؛ فعليك بهم واهرع إليهم، واقفُ سبيلهم؛ تحشر معهم؛ {ومَن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون} ؛ فهم قدوتنا والحُجّة بيننا وبين الله ورسوله.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المحافل

ص: 414

فصل

ومنها: حديث أبي رزين العقيليّ أنّه قال: قلتُ: يا رسول الله؛ أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، {وكان عرشه على الماء}

» الحديث.

ومنها: حديث حصين والد عمران، أنّه سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الجاهليّة؛ فقال له:«كم تعبد اليوم من الآلهة؟» ؛ فقال حصين: أعبد سبعًا؛ ستّة في الأرض وواحد في السّماء؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: «مَن الذي أعددته لرغبتك ورهبتك؟» ؛ فقال: الذي في السّماء.

ومنها: الحديث الذي ورد في الدُّعاء للمريض؛ ولفظه: «ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك» .

ومنها: حديث: «مَن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومَن كره لقاء الله كره الله

ص: 415

لقاءه» .

ومنها: الأحاديث الدّالّة على كلام الله عز وجل مع أهل الجنّة كلام رحمة وحنان، ومع أهل النّار كلام تبكيت وهوان.

وغير ذلك من الأحاديث الصّحيحة، المثبتة لصفات كثيرة لله عز وجل، أنكرها هؤلاء النّفاة المعطّلون، وكلّ هذه الأحاديث ناطقة بالرّدّ عليهم، وشاهدة عليهم بأنّهم مخالفون، ولصفات ربّهم ناكرون وجاحدون؛ فالله المستعان.

ص: 416