الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ
مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}
قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَالْحَسَنُ كُلٌّ عَلَيْهِ هَيِّنٌ هَيْنٌ وَهَيِّنٌ مِثْلُ لَيْنٍ وَلَيِّنٍ وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ وَضَيْقٍ وَضَيِّقٍ {أَفَعَيِينَا} أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ لُغُوبٌ النَّصَبُ {أَطْوَارًا}
ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرًا
كتاب بدء الخلق
(البدء) بالهمزة الابتداء، قوله (الربيع) بفتح الراء ضد الخريف (ابن خثيم) بضم المعجمة وفتح المثلثة وسكون التحتانية أبو يزيد من الزيادة الثوري بالمثلثة كان ورعا قانتا مات سنة بضع وستين، قوله (هين) أي سهل بتشديد الياء وتخفيفها لغتان كميت وميت وأخواته وغرضه أن أهون بمعنى هين أي لا تفاوت عند الله بين الإبداء والإعادة على السواء في السهولة، قوله (أفعيينا) أي في قوله تعالى «أفعيينا بالخلق الأول» معناه (أفأعيا علينا) يعني ما أعجزنا الخلق الأول حين أنشأناكم وأنشأنا خلقكم وعدل عن التكلم إلى الغيبة التفاتا والظاهر أن لفظ حين أنشأناكم إشارة إلى آية أخرى مستقلة (وأنشأ خلقكم) إلى تفسيرها وهو قوله تعالى «إذ أنشأكم من الأرض» ونقل البخاري بالمعنى حيث قال حين أنشأكم بدل إذ أنشأكم أو هو محذوف في اللفظ واكتفى بالمفسر عن المفسر، قوله (لغوب) أي في قوله «ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا
طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا عَدَا طَوْرَهُ أَيْ قَدْرَهُ
2982 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَبِلْنَا فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ
2983 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا
ــ
من لغوب» وقال في الكشاف اللغوب الإعياء، قوله (أطوارا) قال تعالى «وقد خلقكم أطوارًا» طورًا نطفة وطورًا علقة وأخرى مضغة ونحوها ويقال عدا طوره أي جاوز قدره وأعلم أن عادة البخاري إذا ذكر آية أو حديثًا في الترجمة ونحوها يذكر أيضا بالتبعية على سبيل الاستطراد ماله أدنى ملابسة بها تكثيرًا للفائدة و (محمد بن كثير) ضد القليل و (سفيان) أي الثوري و (جامع) بالجيم (ابن شداد) بفتح المعجمة وشدة المهملة تقدموا في كتاب العلم و (صفوان بن محرز) بضم الميم وسكون المهملة وكسر الراء وبالزاي المازني البصري مات سنة أربع وسبعين و (عمران بن حصين) بضم المهملة الأولى وفتح الثانية وإسكان التحتانية وبالنون مر في التيمم وكان تسلم عليه الملائكة، قوله (نفر) أي عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة و (أبشروا) من الإبشار وجاء بشرت الرجل أبشره بالضم بمعناه أي بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يقتضي دخول الجنة حيث عرفهم أصول العقائد التي هي المبدأ والمعاد وما بينهما، قوله (فأعطنا) أي من المال و (اقبلوا) من القبول و (الراحلة) الناقة التي تصلح لأن ترحل والمركب أيضا من الإبل سواء كان ذكرًا أو أنثى و (تفلتت) بالفاء تشردت و (راحلتك) بالرفع والنصب أي أدرك راحلتك، وقال عمران ليتني لم أقم عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يغب عني سماع كلامه والآخرة خير وأبقى، قوله (عمر بن حفص)
جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا وَرَوَى عِيسَى
ــ
بالمهملتين وسكون الفاء بينهما (ابن غياث) بكسر المعجمة وخفة التحتانية وبالمثلثة مر في الغسل و (الأعمش) أي سليمان بن مهران الكوفي، قوله (إذ لم يقبلها) وفي بعضها أن لم يقبلها بفتح الهمزة وكسرها وهذا الأمر الذي بشرتنا به من بيان الاعتقادات في الأولى والآخرة، قوله (على الماء) أي لم يكن تحته إلا الماء وفيه أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل السماء والأرض، فإن قلت بين هذه الجملة وما قبلها منافاة ظاهره إذ هي تدل على وجود العرش والماء والأولى على أنه لم يكن شيء قلت هو من باب الإخبار عن حصول الجملتين مطلقا والواو بمعنى ثم و (كتب) أي قدر كل الكائنات وأثبتها في محل الذكر أي اللوح المحفوظ ونحوه، قوله (يقطع) بلفظ الماضي من التقطع وبالمضارع من القطع و (السراب) فاعله وهو الذي يراه نصف النهار كأنه ماء ومعناه فإذا هي انتهى السراب عندها، قوله (تركتها) لئلا يفوت منه سماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و (عيسى) هو ابن موسى البخاري باعجام الخاء المعروف بغنجار بالمعجمة والنون والجيم وبالراء قيل سمي به لاحمرار خديه
عَنْ رَقَبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ
2984 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَشْتِمُنِي ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي وَيُكَذِّبُنِي وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لِي وَلَدًا وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي
2985 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
ــ
كان من أعبد الناس و (رقبة) بالقاف والموحدة ابن مصقلة بالمهملة والقاف العبدي الكوفي قال الغساني: قالوا الصواب عيسى عن أبي حمزة بالمهملة والزاي السكري عن رقبة يعني سقط أبو حمزة بينهما، قوله (قيس بن مسلم) بلفظ الفاعل من الإسلام و (طارق) بالمهملة والراء ابن شهاب تقدما في الإيمان و (حتى) غاية للبدء وللإخبار أي حتى أخبر عن دخول أهل الجنة والغرض أنه أخبر عن المبدأ أو المعاد والمعاش جميعا، قوله (عبد الله بن محمد بن أبي شيبة) ضد الشباب مر في الصوم و (أبو أحمد) محمد بن عبد الله بن الزبير الجمال كان يصوم الدهر في الصلاة و (أبو الزناد) بكسر الزاي وخفة النون عبد الله بن ذكوان الأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز في الإيمان، قوله (شتمني) الشتم توصيف الشيء بما هو إزراء ونقص فيه لاسيما فيما يتعلق بالغير وإثبات الولد له لأنه يستلزم الإمكان المتداعي للحدوث، قالوا إن هذا الحديث كلام قدسي أي نص إلهي في الدرجة الثانية لأن الله أخبر به نبيه معناه بالإلهام وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم به أمته بعبارة نفسه ومر تحقيقه في كتاب الصوم، قوله (مغيرة) بضم الميم وكسرها مر في الاستسقاء و (قضي الله) أي خلق و (كتابه) أي اللوح المحفوظ