الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابًا لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ وَلَا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ مَا شَانُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَامُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ رَوَاهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ
بَاب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ {يُقْذَفُونَ} يُرْمَوْنَ {دُحُورًا} مَطْرُودِينَ {وَاصِبٌ} دَائِمٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {مَدْحُورًا} مَطْرُودًا يُقَالُ {مَرِيدًا} مُتَمَرِّدًا بَتَّكَهُ قَطَّعَهُ {وَاسْتَفْزِزْ} اسْتَخِفَّ {بِخَيْلِكَ} الْفُرْسَانُ وَالرَّجْلُ الرَّجَّالَةُ وَاحِدُهَا رَاجِلٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ {لَأَحْتَنِكَنَّ} لَأَسْتَاصِلَنَّ {قَرِينٌ} شَيْطَانٌ
ــ
سمعكم و (إني أكلمه سرا دون أن أفتح بابا) أي من أبواب الفتن أي أكلمه طلبا للمصلحة لا تهييجا للفتنة وغرضه أنه لا يريد المجاهرة بالإنكار على الأمراء وفيه الأدب معهم وتبليغهم ما يقول الناس فيهم و (أن كان) بفتح الهمزة أي لأن كان و (الاندلاق) بالنون والمهملة والقاف الخروج بالسرعة و (الاقتاب) بالقاف والفوقانية الأمعاء يقال اندلق السيف من غمده إذا خرج من غير أن يسل (باب صفة إبليس) قال تعالى «ويقذفون من كل جانب دحورًا ولهم عذاب واصب» وفسر البخاري دحورًا بمطر ودين كأنه جعل المصدر بمعنى المفعول جمعًا وقال «فتلقى في جهنم ملوما مدحورًا» وقال، «وإن يدعون إلا شيطانا مريدًا» وقال «ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام» أي ليقطعن وقال «واستفزز
3058 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَاسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلْتُ اسْتَخْرَجْتَهُ فَقَالَ لَا
ــ
من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك» وقال «لأحتنكن ذريته إلا قليلا» وقال «فهو له قرين» قوله (عيسى) أي ابن يونس بن إسحاق السبيعي و (يخيل) بلفظ المجهول و (أفتاني) في بعضها (أنبأني) أي أخبرني و (مطبوب) أي مسحور و (الطب) جاء بمعنى السحر و (لبيد) بفتح اللام وكسر الموحدة (ابن الأعصم) بالمهملتين اليهودي و (المشط) فيه لغات ضم الميم وإسكان الشين وضمها وكسر الميم بإسكانها و (المشاقة) بضم الميم وخفة المعجمة والقاف ما يغزل من الكتان وفي بعضها المشاطة ما يخرج من الشعر بالمشط و (الجف) بضم الجيم وشدة الفاء وعاء طلع النخل وهو الغشاء الذي يكون عليه ويطلق على الذكر والأنثى ولهذا قيده بقوله (ذكر) وهو الذي يدعى بالكفري و (ذروان) بفتح المعجمة وسكون الراء وفي بعضها ذي أروان وكلاهما صحيح مشهور والأول أصح وهي بئر بالمدينة في بستان لبني زريق بضم الزاي وفتح الراء
أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ
3059 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
ــ
وإسكان التحتانية وبالقاف من اليهود، قوله (كأنه رءوس الشياطين) الخطابي فيه قولان أحدهما أنها مستدقة كرءوس الحيات والحية يقال لها الشيطان، والآخر أنها وحشة المنظر سمجة الأشكال فهو مثل في استقباح صورتها وهو منظرها قال وأنكر قوم حقيقة السحر، ودفع آخرون هذا الحديث قالوا لو جاز أن يكون للسحر في الأنبياء تأثير لم يؤمن أن يؤثر ذلك فيما يوحى إليهم من أمر الدين والجواب أن السحر ثابت وحقيقته موجودة وقد ذكر الله قصة سليمان وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وقال (ومن شر النفاثات في العقد) وفرع الفقهاء على السحر أحكاما واتفق أكثر الأمم من العرب والفرس والهند والروم على إثباته، وأما ما زعموا من دخول الضرر على أمر النبوة فليس الأمر على ذلك والأنبياء عليهم الصلاة والسلام بشر جاز عليهم من الأعراض والعلل ما جاز على غيرهم إلا ما خصمهم الله به من العصمة في أمر الدين وليس تأثير السحر في أبدانهم بأكثر من القتل والسم وقد قتل يحي وزكريا عليهما الصلاة والسلام، ونبينا صلى الله عليه وسلم قد سم بخيبر ولم يكن ذلك دافعًا لفضيلتهم وإنما هو ابتلاء من الله تعالى وقال عليه الصلاة والسلام إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا العذاب كما يضاعف لنا الثواب وأما ما يتعلق بالنبوة فقد عصمه الله تعالى من أن يلحقه الفساد وإنما كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله من أمر النساء خصوصًا وفي إتيان أهله إذ كان قد أخذ عنهن بالسحر دون ما سواه من أمر الدين وذلك من جملة ما تضمنه قوله تعالى «فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجته» فلا ضرر فيما لحقه من السحر على نبوته ولا نقص فيما أصابه منه على شريعته والحمد الله على ذلك، قال النووي لا استنكار في العقل في أن الله يخرق العادة عند النطق بكلام ملفق أو تركيب أجساد أو المزج بين القوي على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر، قال وفيه استحباب الدعاء عند حصول المكروهات وكمال عفور رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك مصلحة لخوف مفسدة أعظم منها، وقال القاضي عياض إنما سلط السحر على جسده وظاهر جوارحه لا على عقله واعتقاده وكان يظهر له من نشاطه وتقدم عادته القديمة عليهن فإذا دنى منهن أخذته أخذة السحر فلا يتمكن من ذلك، قوله (دفنت) بلفظ ما لم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَاسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ
3060 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ أَوْ قَالَ فِي أُذُنِهِ
3061 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ
3062 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
ــ
يسم فاعله وفيه أن آثار الفعل الحرام يزال وأن ما اشتهر بين العامة من عقد الرجال عن المباشرة من المشاهير الصادقة الحقة والله أعلم، قوله (قافية) هي مؤخر العنق و (مكانها) أي في مكانها وتقديره يضرب كل عقدة في مكان القافية قائلا قد بقي عليك ليل طويل فارقد وقد مر في كتاب التهجد في باب عقد الشيطان قوله (بال) يحتمل حمله على الحقيقة وعلى المجاز و (سالم بن أبي الجعد) في بعضها بدون لفظ الأب مر في الوضوء في باب التسمية مع الحديث، قوله (محمد) ابن أبي سالم و (عبدة) بسكون الموحدة ابن سليمان و (الحاجب) قيل هو طرف قرص الشمس الذي يبدو عند الطلوع ولا يغيب عند الغروب وقيل النيازك الذي يبدو إذا حان طلوعها، الجوهري: حواجب الشمس نواحيها ومر في باب المواقيت، قوله
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ وَلَا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوْ الشَّيْطَانِ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ
3063 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَليُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ * وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَا آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى
ــ
(لا تحينوا) من التحين وهو طلب وقت معلوم و (قرنا الشيطان) جانبا رأسه يقال أن الشيطان ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين قرنيه أي جانبي رأسه فتقع السجدة له إذا سجدت عبدة الشمس للشمس، قوله (فليقاتله) قالوا لو هلك المار بذلك لا يجب القصاص ومر تحقيقه في باب يرد المصلي من مر بين يديه و (عثمان بن الهيثم) بفتح الهاء وسكون التحتانية مؤذن البصرة في آخر الحج و (عوف) بفتح المهملة وبالفاء المشهور بالأعرابي في الإيمان وذكر الحديث وهو بكماله
تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ
3064 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَاتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ
3065 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ
3066 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ مُوسَى
ــ
مر في كتاب الوكالة، قوله (فليستعذ بالله) بالإعراض عن الشبهات الواهية الشيطانية وليثبته بإثبات البراهين القاطعة الحقانية على أن لا خالق له بإبطال التسلسل ونحوه الطيبي (ولينته) أي لترك التفكر في هذا الخاطر وليستعذ بالله من وسوسة الشيطان وإن لم يذل التفكر بالإستعاذة فليقم وليشتغل بأمر آخر وإنما أمره بذلك ولم يأمره بالتأمل والاحتجاج لأن العلم باستغنائه عن الموجد أمر الضروري لا يقبل المناظرة له وعليه ولأن السبب في مثله إحساس المرء في عالم الحس ومادام هو كذلك لا يزيد فكره الا زيغا عن الحق ومن كان هذا حاله فلا علاج إلا اللجأ إلى الله والاعتصام بحوله وقوته، قوله (ابن أبي أنس) هو أبو سهيل نافع بن مالك التيمي بفتح الفوقانية وسكون التحتانية مر في الإيمان
قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
3067 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ فَقَالَ هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ
3068 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ
ــ
والحديث في أول الصوم، قوله (أمره الله) في بعضها أمر الله بدون الهاء، فإن قلت ما الغرض في ذكره وقد علم هذا من القرآن قلت المقصود الجملة الأخيرة وفي بعضها بعد لفظ ابن عباس أن نوفا زعم أن موسى بني إسرائيل ليس صاحب الخضر فقال كذب حدثنا أبي، قوله (ها) هو حرف والغرض أن منشأ الفتن هو جهة المشرق وقد كان كما أخبر صلى الله عليه وسلم، قوله (يحي بن جعفر) هو البيكندي و (الجنح) بضم الجيم وكسرها لغتان وهو ظلامه يقال جنح الليل إذا أقبل ظلامه وكذا استجنح وأصل الجنوح الميل و (كفوا صبيانكم) أي امنعوهم من الخروج ذلك الوقت لأنه يخاف عليهم من إيذاء الشياطين لكثرتهم وانتشارهم، قوله (أغلق) فإن قلت لفظ كفوا جمع وهذا مفرد فما وجهه، قلت المراد به الخطاب لكل واحد فهو عام بحسب المعنى أو هو في معنى المفرد إذ
اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا
3069 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا
3070 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ
ــ
مقابلة الجمع بالجمع تفيد التوزيع فكأنه قال كف أنت صبيك و (التخمير) التغطية و (يعرض) بضم الراء وكسرها ومعناه إن لم تطق أن تغطيه بغطاء فلا أقل من أن تعرض عليه عودا أي تضعه عليه بالعرض وتمده عليه عرضا أي خلاف الطول، وفيه فوائد صيانته من الشيطان ومن النجاسات ومن الحشرات ومن الوباء الذي ينزل من السماء في بعض ليالي السنة وفي الحديث الحث على ذكر الله، وفيه أن الله جعل هذه الأشياء سببا للسلامة، قوله (على رسلكما) بكسر الراء وفتحها أي اتئدا واذهبا على الهينة فما هنا شيء تكرهانه وأما جريان الشيطان فقيل هو على ظاهره وأن الله جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجرى الدم وقيل استعارة لكثرة وسوسته فكأنه لا يفارقه كما لا يفارق دمه وقيل أنه يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن بحيث يصل إلى القلب وفيه التحرز عن سوء الظن بالناس وكمال شفقته على أمته لأنه خاف أن يلقي الشيطان في قلبهما شيئًا فيهلكان فإن سوء الظن بالأنبياء كفر ومر الحديث، قوله (أبو حمزة) بالمهملة والزاي
جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ
3071 -
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ قَالَ وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ
3072 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
ــ
محمد السكري و (سليمان بن صرد) بضم المهملة وفتح الراء الخزاعي مر في الغسل و (الودج) عرق في العنق وهذا كناية عن شدة الغصب، قوله (هل بي جنون) قال النووي هذا كلام من لم يفقه في دين الله ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالمجانين ولم يعلم أن الغضب من نزعات الشيطان ويحتمل أنه كان من المنافقين أو من جفاة العرب وفيه أنه ينبغي لصاحب الغضب أن يستعيذ بالكلمة المشهورة وأنه سبب لزواله، قوله (قال) أي شعبة (وحدثنا الأعمش) فإن قلت ما معنى (لم يضره الشيطان) ولابد من وسوسته، قلت الغرض أنه لم يسلط عليه بالكلية بحيث لا يكون له عمل صالح قوله (شبابة) بفتح المعجمة وخفة الموحدة الأولى الفزاري في آخر الحيض و (محمد بن زياد) بكسر الزاي وتخفيف التحتانية الجمحي في الوضوء و (ذكره) أي الحديث بتمامه وهو وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى يصبحوا وينظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان هب لي ملكا لا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً فَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَكَرَهُ
3073 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَقَلْبِهِ فَيَقُولُ اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى لَا يَدْرِيَ أَثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ
3074 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ
3075 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قَدِمْتُ الشَّامَ فَقُلْتُ مَنْ هَا هُنَا قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ قَالَ أَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم
ــ
ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا مر في باب ربط الأسير في المسجد، قوله (قضي) أي فرغ عنه و (ثوب) أي أقيم الصلاة ومر تحقيق معنى الحديث في أول الأذان، قوله (يطعن) يقال طعن بالرمح وبأصبعه يطعن بالضم في العرض والنسب يطعن بالفتح وقيل باللغتين فيهما و (الحجاب) هو الجلدة التي فيها الجنين أو الثوب الملفوف على الطفل، قوله (إسرائيل) أي السبيعي و (المغيرة) أي بن مقسم الضبي و (إبراهيم) أي النخعي و (علقمة) أي ابن قيس النخعي الكوفي و (أجاره) أي منعه
3076 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ وَقَالَ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي عَمَّارًا * قَالَ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ أَخْبَرَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْمَلَائِكَةُ تَتَحَدَّثُ فِي الْعَنَانِ وَالْعَنَانُ الْغَمَامُ بِالْأَمْرِ يَكُونُ فِي الْأَرْضِ فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ
3077 -
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ التَّثَاؤُبُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ
ــ
وحماه وهو عمار بن ياسر من السابقين في الإسلام المنزل فيه «وقلبه مطمئن بالإيمان» وقد قال له رسول الله صلى الله عليه سلم مرحبا بالطيب المطيب و (فيكم) أي من العراق، قوله (خالد بن يزيد) من الزيادة السكسكي الفقيه مر في الوضوء و (سعيد بن أبي هلال) الليثي المدني فيه أيضا و (أبو الأسود) محمد بن عبد الرحمن في الغسل و (العنان) بفتح المهملة وخفة النون الأولى السحاب و (يقر) بضم القاف وشدة الراء وفي بعضها من الإقرار، الخطابي: يقال قررت الكلام في أذن الأصم إذا وضعت فمك على صماخه فتلقيه فيه ويريد بقوله (كما تقر القارورة) برأس الوعاء الذي يفرغ منها فيها وقال أهل اللغة: القر ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه والقر أيضا الصوت وقال القابسي معناه يكون لما يلقبه إلى الكاهن حس كحس القارورة عند تحريكها مع اليد أو على الصفا، قوله (تثاءب) بالمد والتخفيف وفي بعضها بالواو وقال بعضهم لا يقال تثاءب مخففًا بل تثأب بتشديد الهمزة والجوهري لا يقال تثاوب بالواو وأما حد التثاؤب فهو حد التنفس الذي ينفتح معه الفم لدفع البخارات المختفية في عضلات الفك وهو إنما ينشأ من امتلاء المعدة وثقل البدن ويورث الكسل وسوء الفهم والغفلة
إِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ الشَّيْطَانُ
3078 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ هِشَامٌ أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ قَالَ عُرْوَةُ فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ
3079 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِيهِ
ــ
(ليرد) أي ليكظم وليضع يده على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فيه وضحكه منه وكلمة (ها) حكاية صوت المتثائب وفيه ذم الاستكثار من الأكل، الخطابي: معناه التحذير من السبب الذي يتولد منه التثاؤب وهو التوسع في المطاعم وإنما قال من الشيطان وأضاف إليه أنه هو الذي يدعو الإنسان إلى إعطاء النفس شهوتها من الطعام ويزين له ذلك و (إذا قال ها) يعني إذا بالغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحا بذلك وقيل لم يتثاءب بني قط، قوله (أخراكم) أي الطائفة المتأخرة أي يا عباد الله احذروا الذين من رائكم متأخرين عنكم أو اقتلوهم والخطاب للمسلمين أراد إبليس تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين (فتجالدا) أي تضارب الطائفتان ويحتمل أن يكون الخطاب للكافرين أي قاتلوا أخراكم فتراجعت أولاهم فتجالد أولى الكفار وأخرى المسلمين، قوله (اليمان) بتخفيف الميم وبالنون بلا ياء بعدها وهو لقب واسمه حسيك مصغر الحسك بالمهملتين (ابن جابر العبسي) بالموحدة بين المهملتين أسلم مع حذيفة وهاجر إلى المدينة وشهد أحدا وأصابه المسلمون في المعركة فقتلوه يظنونه من المشركين وحذيفة يصيح ويقول هو أبي لا تقتلوه ولم يسمع منه، قوله (احتجزوا) أي امتنعوا منه وتصدق حذيفة بديته على من أصابه ويقال إن الذي قتله هو عقبة بن مسعود فعفا عنه، قوله (بقية خير) أي بقية دعاء واستغفار لقاتل اليمان حتى مات التيمي معناه مازال في حذيفة بقية حزن على أبيه من قتل المسلمين إياه، قوله (الحسن بن الربيع) ضد الخريف و (أبو الأحوص) بالمهملتين سلام بالتشديد تقدما قريبا في ذكر
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْتِفَاتِ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ
3080 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
3081 -
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ
3082 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى
ــ
الملائكة و (أشعث) بالمعجمة ثم بالمهملة ثم بالمثلثة ابن أبي الشعثاء مؤنث الأشعث المذكور مر الحديث في الالتفات في الصلاة، قوله (أبو المغيرة) هو عبد القدوس بن الحجاج في باب تزويج المحرم و (الأوزاعي) هو عبد الرحمن و (الوليد) هو ابن مسلم و (الصالحة) إما صفة موضحة للرؤيا لأن غير الصالحة يسمى الحلم أو مخصصة والصلاح إما باعتبار صورتها وإما باعتبار تعبيرها ويقال أيضا لها الرؤيا الصادقة والرؤيا الحسنة والحلم هو ضدها أي لغير الصالحة أي الكاذبة أو السيئة و (حلم) بفتح اللام أي رأى في المنام ما يكره، الخطابي: يريد أن الصالحة بشارة من الله يبشر بها العبد ليحسن به ظنه ويكثر عليها شكره وإن الكاذبة هي التي يريها الشيطان للإنسان ليخوفه وليسيء ظنه بربه ويقل حظه من شكره ولذلك أمره أن يبصق ويتعوذ من شره كأنه يقصد به طرد الشيطان، قوله (سمي)
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَاتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
3083 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ اسْتَاذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ فَلَمَّا اسْتَاذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ فَقَالَ عُمَرُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ قَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ
ــ
بضم المهملة وفتح الميم و (عدل) أي مثل ثواب إعتاق عشر رقاب و (الحرز) بكسر المهملة الموضع الحصين ويسمى التعويذ حرزا، قوله (عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد) ابن الخطاب وزيد هو أخو عمر رضي الله عنه و (محمد) هو ابن سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة قتله الحجاج، قوله (أضحك الله) فإن قلت هذا الدعاء بكثرة الضحك وقد قال تعالى «فليضحكوا قليلا» قلت ليس دعاء بكثرته إذ المراد لازمه وهو السرور أو الآية ليست عامة شاملة له صلى الله عليه وسلم، قوله (يهبن) بفتح الهاء من الهيبة، فإن قلت الأفظ والأغلظ يقتضي الشركة في أصل الفعل فيلزم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فظا غليظا وقد نفي الله عنه بقوله «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من