الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كبرت حول ديارهم لمّا بدت منها الشّموس وليس فيها المشرق ثمّ بعد برهة من الزّمن نهضنا للظعن ورحلنا إلى القسطنطينيّة.
وابور البر أثناء السير
فركبنا إليها وابور البرّ في ليلة عريّةٍ فسرى بنا وكأنّه ثعبان، له عينان تقدّان، ينساب في
القيعان، ويلتوي على الرعان أو أنّه مُبْتَدَأ متعدّد الأخبار، أو كلم مجرورة بحرف جار، أو أنّه بيت ذو تقطيع، من البحر السّريع فتارةً وعلٌ على الجبال، وأخرى جدولٌ بين الأدغال، وآونةً ينطلق كالجراد، ومرّةً يثبُ كالجراد
وقد يدور في الصّعيد كالخذروف الوليد، إن ارتقى فدعوة المظلوم، أو انحط فروح الظّلوم. أسرى في الليالي من طيف الخيال، وأمضي في الذّهاب من العقاب،} وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ {كأنّه غراب البين، إن نعب ففرقة بين اثنين، لمّا زال يطوي المنازل طي السجل، بين ارتحال وحلّ، إلى أن وصلنا دار السّعادة، وألفينا بها عصا الوفادة.