الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَوْضُوع الْكتاب
الترادف - أَسمَاء الْأَشْيَاء
الترادف أَصله اللّغَوِيّ المادى ركُوب أحد خلف الآخر فَيُقَال ردف الرجل وأردفه أى ركب خَلفه، وارتدفه خَلفه على الدَّابَّة
فالردف هُوَ مَا تبع الشىء وكل شىء تبع شَيْئا فَهُوَ ردفه وَإِذا تتَابع شىء خلف شىء فَهُوَ الترادف
وَمن هَذَا قَوْلهم مرادفة الْجَرَاد أى ركُوب الذّكر على الْأُنْثَى
وَيُقَال لِليْل وَالنَّهَار ردفان لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ردف صَاحِبَة أى يتبعهُ
وَقد فسر قَوْله تَعَالَى {بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} (1) بِمَعْنى يأْتونَ فرقة بعد فرقة على رأى الزّجاج وَقَالَ الْفراء مُردفِينَ مُتَتَابعين
الترادف فِي اللُّغَة
الترادف أَلْفَاظ متحددة الْمَعْنى وقابلة للتبادل فِيمَا بَينهَا فِي أى سِيَاق أى تعدد الْأَلْفَاظ لِمَعْنى وَاحِد أى عبارَة عَن وجود أَكثر من كلمة لَهَا دلَالَة وَاحِدَة أَو هُوَ الْأَلْفَاظ المفردة الدَّالَّة على شىء وَاحِد بِاعْتِبَارِهِ وَاحِدًا وَقد تنشأ ظروف فِي اللُّغَة تُؤَدّى إِلَى تعدد الْأَلْفَاظ لِمَعْنى وَاحِد أَو تعدد الْمعَانى للفظ وَاحِد وَمن الترادف مَا هُوَ لهجات لقبائل مُخْتَلفَة أَو تناسى الفروق الدقيقة بَين الْكَلِمَات
يَقُول سِيبَوَيْهٍ وَأعلم أَن من كَلَامهم يقْصد الْعَرَب اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ لاخْتِلَاف الْمَعْنيين وَاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ وَالْمعْنَى وَاحِد واتفاق اللَّفْظَيْنِ وَاخْتِلَاف الْمَعْنيين
وَيَقُول قطرب الْكَلَام فِي أَلْفَاظ بلغَة الْعَرَب على ثَلَاثَة أوجه فَوجه مِنْهَا وَهُوَ الْأَعَمّ الْأَكْثَر اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ لاخْتِلَاف الْمَعْنيين وَذَلِكَ قَوْلك الرجل وَالْمَرْأَة وَقَامَ وَقعد وَهَذَا لَا سَبِيل إِلَى جمعه وحصره لِأَن أَكثر الْكَلَام عَلَيْهِ وَالْوَجْه الثانى اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ وَالْمعْنَى وَاحِد وَذَلِكَ مثل عير وحمار وذئب وَسيد وَجلسَ وَقعد إِلَخ وَالْوَجْه الثَّالِث أَن يتَّفق اللَّفْظ وَيخْتَلف الْمَعْنى فَيكون اللَّفْظ الْوَاحِد على مَعْنيين فَصَاعِدا مثل الْأمة الرجل وَحده يوتم بِهِ وَالْأمة الْقَامَة قامة الرجل وَالْأمة من الْأُمَم وَمن هَذَا اللَّفْظ الْوَاحِد الذى يجىء على مَعْنيين فَصَاعِدا مَا يكون متضادا فِي الشىء وضده
كَثْرَة مترادفات اللُّغَة الْعَرَبيَّة مِمَّا تمتاز بِهِ لغتنا الْعَرَبيَّة كَثْرَة مترادفاتها مِمَّا لَا يُوجد لَهُ نَظِير فِي أَيَّة لُغَة من اللُّغَات السامية أَو غَيرهَا من الْأَمْثِلَة على ذَلِك مَا سنجده فِي هَذَا الْكتاب مِمَّا جمع من الْأَسْمَاء للأسد أَو السَّيْف وَغَيرهمَا بل نجد الفيروزآبادي صَاحب الْقَامُوس يضع كتابا فِي أَسمَاء الْعَسَل فَذكر لَهُ أَكثر من ثَمَانِينَ اسْما وَقرر مَعَ ذَلِك أَنه لم يستوعبها كلهَا
وَإِن الْعَرَبيَّة الفصحى تخْتَلف فِي ذَلِك اخْتِلَافا كَبِيرا عَن اللهجات العامية الحديثة المتشعبة عَنْهَا فمتون هَذِه اللهجات ضيقَة وتكاد تكون مُجَرّدَة من المترادفات