الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقد تكون باشتراك الْأَلْفَاظ فِي مَجْمُوع الصِّفَات التمييزية الأساسية لِأَن مَا عدا مكونات الْمَعْنى الأساسى لَا تعد من الصِّفَات التمييزية الأساسية فالمكونات الاساسية لكلمة أَب هِيَ نَفسهَا وَالِد وداد إِلَخ
أَسبَاب كَثْرَة المترادفات فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة شبه المترادفة
كَثْرَة اللهجات فقد يكون للشى الْوَاحِد كل لهجة اسْما وَعند احتكال اللهجات بَعْضهَا بِبَعْض ونشأة اللُّغَة الْعَرَبيَّة الْمُشْتَركَة والمدية وَقد فطن إِلَى هَذَا الأصفهانى بقول ينبغى أَن يحمل كَلَام منع الترادف على مَنعه فِي لُغَة وَاحِدَة أما فِي لغتين فَلَا يمنعهُ عَاقل
كَمَا يَقُول الأصوليون إِن من أَسبَاب الترادف أَن تضع إِحْدَى القبيلتين أحد الاسمين وَالْأُخْرَى الأسم الآخر للمسمى الْوَاحِد من غير ان تشعر إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى ثمَّ يشْتَهر الوضعان وَيخْفى الواضعان أَو يلتبس وضع أَحدهمَا بِوَضْع الآخر أَن يكون للشىء الْوَاحِد اسْم وَاحِد ثمَّ يُوصف بِصِفَات مُخْتَلفَة باخْتلَاف خَصَائِص ذَلِك الشىء
وَقد ينسى الْوَصْف أَو يتناساه المتحدث باللغة وَمن أَمْثِلَة ذَلِك السَّيْف وأسماؤه وَغير ذَلِك فَمن صِفَات السَّيْف الْمُخْتَلفَة الهندوانى لِأَنَّهُ صنع فِي الْهِنْد والصارم والباتر والصقيل والقاضب لحدته فِي الْقطع وَغير ذَلِك
الطّور اللغوى للفظة الْوَاحِد فقد تتطور بعض الْأَصْوَات للكلمة الْوَاحِدَة فتشأ للكلمة عدَّة مترادفات لاخْتِلَاف النُّطْق بهَا أَكثر من شكل كتابى فيعدها اللغويون ترادفا مثل هطلت السَّمَاء وهتلت وهنت وأصلهم وَاحِد وتمتلىء كتب الأبدال بِمثل هَذِه الْكَلِمَات
الِاسْتِعَارَة من اللُّغَات الْأَجْنَبِيَّة مثل الْأَلْفَاظ المستعارة من الفارسية والرومية وَغَيرهَا مثل كلمة دستفشار من أَسمَاء الْعَسَل قَالَ ابْن مَنْظُور كلمة فارسية مَعْنَاهَا مَا عصرته الأيدى وغيرى ذَلِك
وبهذه الْأَسْبَاب الْأَرْبَعَة وجدنَا كَثْرَة مترادفات اللُّغَة الْعَرَبيَّة وَوجدنَا هَذَا التراث الضخم من الْأَسْمَاء للمسمى الْوَاحِد وَلَيْسَ ترادفا تَاما بل شبه ترادف إِذْ قد تُوجد فروق دقيقة فِي الْمَعْنى ببين الْكَلِمَات بَعْضهَا وَبَعض ويكفى أَن أضْرب مثلا بِكَلِمَات أَسمَاء الدَّهْر وَأَسْمَاء السّنة وَأَسْمَاء السَّمَاء وَأَسْمَاء النُّور فِي هَذَا الْكتاب فقد ذكرت فِي هَامِش الصفحات معانى كل كلمة من الْكَلِمَات لتظهر لنا الفروق الدقيقة الَّتِى وَضَعتهَا بعض المعاجم اللُّغَوِيَّة لهَذِهِ الْكَلِمَات الَّتِي تعبر مجَازًا مترادفات أَو قد تطلق مجَازًا بَعْضهَا مَكَان بعض وَلَكِن فِي الْحَقِيقَة لكل لَفْظَة معنى محدد لَهُ
وَلذَا نفى الْعلمَاء وجود الترادف التَّام فِي الْقُرْآن لِأَنَّهُ قمة الفصاحة وَالْبَيَان فَكل لَفْظَة تُوضَع مَكَانهَا فمثلا كلمة جلس تذكر فِي مَكَانهَا ولكمة قعد فِي مَكَانهَا مَعَ أَن بعض اللغويين قد يذكرهَا فِي بَاب الترادف وَكَذَلِكَ كلمتى أَتَى جَاءَ وَكَذَلِكَ كلمتى السغب الْجُوع وَغير ذَلِك مِمَّا يطول بِنَا الحَدِيث عِنْد ذكره وَإِن وجدنَا كَثْرَة من اللغويين والبلاغيين تنبهوا لمثل هَذَا وَقد ذكرنَا مُلَخصا لآرائهم فِي نفى الترادف
ولكننا نقصد بأسماء فِي هَذَا المعجم مَا أَظن أَن الْمُؤلف رَحمَه