الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الخاء
1634/ 3837 - " خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّه في قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ".
الدولابى في الكنى، وأبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر عن عمرو بن حبيب
قال الشارح في ضبط الدولابى بضم الداله وآخره موحدة تحتية نسبة إلى دولاب بفتح الدال قرية بالرى.
قلت: انظر إلى قوله في النسبة بضم الدال وفي المنسوب إليه بفتحها، وتعجب من فهم الشارح وعلمه.
والحديث خرجه الدولابى [1/ 173] وأبو نعيم كلاهما عن طريق صفوان بن عمرو قال:
حدثنا أبو رواحة عن عمرو بن حبيب أنه قال لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان: "أما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال" وذكره.
1635/ 3875 - "خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه سَلَّهُ اللَّه عَلَى المُشْرِكِينَ".
ابن عساكر عن عمر
قال في الكبير: وفيه الوليد بن شجاع، قال أبو حاتم لا يحتج به.
قلت: ورد من غير طريقه، قال أبو الحسن بن مخلد البزاز في جزئه:
حدثنى ورقاء بن الحسين الكلابى ثنا أيوب بن محمد ثنا ضمرة عن أبي زرعة عن أبي العجفاء عن عمر رضي الله عنه.
1636/ 3877 - "خَالِدُ بنُ الوَلِيد سَيْفُ اللَّه، وَسَيْفُ رَسُولِهِ، وَحَمْزَةُ أَسَدُ اللَّه، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وأَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ أَمِينُ اللَّهَ، وَأَمْينُ رَسُوِلِهِ، وَحُذَيفَةُ بن اليَمَانِ من أَصْفِيَاء الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوفٍ مِنْ تُجَّارِ الرَّحْمَنِ عز وجل".
(فر) عن ابن عباس
قال في الكبير: وفيه أحمد بن عمران، قال البخارى: يتكلمون فيه.
قلت: الشارح يحسب أن كل بيضاء شحم وكل حمراء لحم، فأحمد بن عمران الذي قال البخارى: يتكلمون فيه هو الأخنسى الكوفى، وأحمد بن عمران المذكور في السند هو البغدادى، وأيضًا فالأخنسى قديم يروى عن عبد السلام بن حرب المتوفى في نحو الثمانين ومائة، والمذكور في السند يروى عن أبي يحيى أحمد بن محمد بن شاهين: ثنا الحسن بن الفضل أبو على الزعفرانى، والحسن بن الفضل هذا الذي هو شيخ شيخه أحمد بن عمران مات سنة ثمان وخمسين ومائتين، فمن روى عن عبد السلام بن حرب وطبقته أهل المائة الثانية كيف يكون شيخ شيخه من أهل المائة الثالثة؟
نعم أبو على الزعفرانى هذا ضعيف متهم متروك قال الديلمى [2/ 309، رقم 2789]:
أخبرنا محمد بن على الحسنى حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن عفان السهنانى ثنا الحسن بن محمد بن محفوظ بسمرقند ثنا أحمد بن عمران البغدادى ثنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن شاهين ثنا الحسن بن الفضل أبو على الزعفرانى ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به.
1637/ 3884 - "خَذِّلْ عَنَّا، فَإنَّ الحَرْبَ خُدْعَةٌ".
الشيرازى في الألقاب عن نعيم الأشجعى
قال الشارح في الشرحين معًا: "خذل عنا يا حذيفة"، ثم قال: ورواه عنه أيضًا أبو نعيم والديلمى، وكأن المصنف ذهل عنه وإلا لما أبعد النجعة.
قلت: فيه أمران، أحدهما: جعله الخطاب بهذا الأمر لحذيفة وهم من أوهامه الغريبة بل زيادة من زوائده واختراعاته، فإن الخطاب لنعيم نفسه كما وقع في الحديث مفسرًا في قصة طويلة في غزوة الخندق عند البيهقى في دلائل النبوة [3/ 405، 445، 446].
[ثانيهما]: أن الديلمى أسنده من طريق أبي نعيم ولم يسم الكتاب، والغالب أنه خرجه في المعرفة، وكأن المصنف لم يقف على كتاب المعرفة، إلا أن الاستدارك بمثل هذا سخيف.
والحديث خرجه أيضًا جماعة منهم البيهقى في الدلائل ومحمد بن سنان القزاز في جزئه وكثير ممن ألف في الصحابة، وليس من شرط العزو الاستقصاء.
1638/ 3891 - "خُذُوا مِنَ العِبَادَة مَا تطِيقُونَ، فَإنَّ اللَّه لا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا".
(طب) عن أبي أمامة
قلت: وفي الباب عن ابن عباس مطولًا إلا أنه بسند ساقط، قال ابن شاهين [ص 436، رقم 581]:
حدثنا ابن أبي داود ثنا محمد (1) بن عامر عن أبيه عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خذوا من العبادة بقدر ما تطيقون وإياكم أن يتعود أحدكم عبادة فيرجع عنها، فإنه ليس شيء أشد على اللَّه أن يتعود الرجل العبادة ثم يرجع عنها".
قلت: قبح اللَّه واضع هذا، فنهشل كذاب ومحمد بن عامر يجب الكشف عنه وأحسبه متهمًا أيضًا.
1639/ 3893 - "خُذُوا العَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً، فَإذَا تجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ بَيْنَهَا المُلْكَ وَصَارَ العَطَاءُ رُشًا عَن دِينِكُمْ فَدَعُوهُ".
(تخ. د) عن ذى الزوائد
قال في الكبير: صحابى جهنى سكن المدينة، قيل اسمه يعيش، روى عنه ابن أبي ليلى، وحكى ابن ماكولا عن بعضهم أنه البراء بن عازب.
قلت: هذا من خرافات الشارح وأوهامه، فما قال أحد أن اسمه يعيش ولا روى عنه ابن أبي ليلى، ولا قال ابن ماكولا أنه البراء بن عازب بل كل هذا كذب لا أصل له.
والحديث خرجه البخارى في التاريخ الكبير [1/ 235]، في ترجمة محمد ابن مطير (1/ 235)، ورواه أبو نعيم في الحلية [5/ 165]، من حديث معاذ بن جبل مطولا فقال:
حدثنا الطبرانى ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عبد اللَّه ابن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن
(1) في الأصل (حمد) والصواب ما أثبتناه.
معاذ بن جبل قال: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه، يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترفان، فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يا رسول اللَّه كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة اللَّه خير من حياة في معصية اللَّه".
قال أبو نعيم: غريب من حديث معاذ لم يروه عنه إلا يزيد وعنه الوضين.
ورواه إسحاق بن راهويه عن سويد بن محمد اللَّه بن عبد الرحمن عن يزيد من دون الوضين.
قلت: وللطبرانى فيه شيخ آخر، فقد قال في المعجم الصغير [2/ 42، 43، رقم 749]:
ثنا الفضل بن محمد بن القاسم أبو الليث النحوى العسكرى ثنا الهيثم بن خارجة به مثله، إلا أنه زاد بعد موله:"يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحا بنى مَرْحٍ قد دارت، وقد قتل بنو مرح ألا إن رحا الإسلام دائرة" وذكر مثله سواء ورواه الخطيب [3/ 398] من طريق محمد بن يوسف العطشى وأحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفى قال: حدثنا الهيثم بن خارجة به مطولًا، إلا أنه لم يسق متنه بتمامه.
1640/ 3894 - "خُذُوا عَلَى أَيْدِى سُفَهَائِكُمْ".
(طب) عن النعمان بن بشير
قلت: أخرجه الطبرانى أيضًا في مكارم الأخلاق له قال [ص 70، رقم 81]: حدثنا الحسن بن العباس الرازى ثنا سهل بن عثمان ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن الشعبى عن النعمان بن بشير قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
خذوا" وذكره.
وحفص بن غياث ثقة، إلا أنه يهم كثيرًا لأنه كان يحدث من حفظه.
وهذا الحديث الصحيح فيه أنه من كلام النعمان بن بشير، أدرجه في الحديث، فقد خرجه ابن المبارك [ص 47، رقم 1349] ومن طريقه ابن قتيبة في عيون الأخبار عن حسين بن حسن المروزى راوية كتب ابن المبارك عنه قال: أخبرنا الأجلح عن الشعبى قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: يا أيها الناس خذوا على أيدى سفهائكم فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قومًا ركبوا البحر في سفينة واقتسموها، فأصاب كل واحد منهم مكانًا، فأخذ رجل منهم الفأس فنقر مكانه فقالوا: ما تصنع؟ فقال: مكانى أصنع به ما شئت، فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن تركوه غرقوا وغرق".
وأصل هذا الحديث في صحيح البخارى [3/ 182، رقم 2493] بسياق آخر ليس في أوله هذا المدرج.
1641/ 3895 - "خُذُوا جَنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، "قُولُوا: سُبْحَانَ اللَّه وَالحَمْدُ للَّه، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّه وَاللَّه أَكْبَرُ" فَإِنَّهُنَّ يأتينَ يَوْمَ القِيَامَةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ".
(ن. ك) عن أبي هريرة
قاله في الكبير: قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبى.
قلت: لكنه مع ذلك معلول، فإنه من رواية عبد العزيز بن مسلم عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي هريرة به، قال أبو حاتم في العلل [2/ 100]: كنا نرى أن هذا غريب، كان حدثنا به أبو عمر الحوضى حتى حدثنا أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض عن ابن عجلان عن رجل من أهل الأسكندرية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمت أنه قد أفسد على عبد العزيز بن مسلم وبين عورته، وحديث فضيل أشبه.
1642/ 3896 - "خُذُوا يَا بَنِى أَرْفدَةَ حَتَّى يَعْلَمَ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ في دِينِنَا فُسْحة".
أبو عبيد في الغريب، والخرائطى في اعتلال القلوب عن الشعبى مرسلا
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يقف عليه مسندًا، وإلا لما عدل لرواية إرساله، وأنه لم يخرجه أحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو ذهول، فقد خرجه أبو نعيم والديلمى من حديث الشعبى عن عائشة، قال في الميزان: هذا منكر، وله إسناد آخر واه.
قلت: الشارح يعلم يقينا أن مسند الفردوس كان عند المصنف وأنه شحن كتابه بالعزو إليه بل وسائر كتبه، وإذ ذلك كذلك فكان الإنصاف يحمله على عدم تكرار هذا الهراء، ويعلم أن المصنف ما عدل عن العزو إلى الديلمى إلا لكون العزو إلى غيره أولى، لأن كتاب الديلمى مجموع أكاذيب وخرافات وموضوعات، وكون الديلمى أسند الحديث [من] طريق أبي نعيم وهو لا يعلم في أى كتاب من كتبه خرجه، لا تسمح عداله وأمانته بالعزو إلى ما لا يعرف ولا يتحققه.
وهب أنه ذهول ونسيان، بل وعدم اطلاع على كونه في مسند الفردوس من أصل الأمر فكان ماذا؟
وقد خرجه أيضًا الحارث بن أبي أسامة في مسنده فقال:
حدثنا أبو عبيد ثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبى: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أصحاب الدركلة، قال: خذوا يا بنى أرفدة" وذكره، قال:"فبينما هم كذلك إذ جاء عمر فلما رأوه ابذعرّوا"(1).
(1) انظر بغية الباحث بزوائد مسند الحارث (2/ ص 826، رقم 866).
فلو كان الشارح من أهل الحديث لعيرناه بهذا جزاء وفاقا ولكنه ليس هناك.
وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطى وهو ضعيف متروك منكر الحديث، وقد اضطرب فيه فتارة قال عن الشعبى مرسلًا.
ورواه الديلمى من طريق أبي نعيم ثم من رواية بقية عن عبد الواحد بن زياد عنه، فقال: عن الشعبى عن عائشة موصولا، ورواه مروان بن معاوية عنه فقال: عن القاسم عن عائشة، وهو الطريق الذي ذكره الذهبى في الميزان [2/ 547، رقم 4811].
1643/ 3897 - "خُذُوا لِلرَّأْسِ مَاءً جَدِيدًا".
(طب) عن جاريه بن ظفر
قال الشارح: بإسناد حسن.
قلت: هذا باطل، وكيف يكون حسنا وهو من رواية دهثم بن قُرَّان عن نمران ابن جارية عن أبيه، ودهثم ضعيف، ونمران مجهول، وقد قال الذهبى في الحديث [2/ 29، رقم 2683]: لا يصح لحال دهثم وجهالة نمران، وقال الحافظ: دهثم ضعيف جدًا ونمران لا نعرف له رواية إلا من طريق دهثم.
1644/ 3898 - "خُذُوا مِن عَرْضِ لِحاَكُمْ، وَأَعْفُوا طُولَهَا".
أبو عبد اللَّه بن مخلد الدورى في جزئة عن عائشة
قال في الكبير: ورواه الديلمى في الفردوس عنها وبيض لسنده.
قلت: هذا كلام غير صواب، وحقه أن يقول: ذكره الديلمى في الفردوس وبيض له ولده في مسند الفردوس.
1645/ 3906 - "خَرَج نَبِي مِنَ الأَنْبيَاء بِالنَّاسِ يَسْتسقُون، فَإذَا هُوَ بنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَائِمِهَا إِلَى السَّمَاءَ فَقال: ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ النَّمْلَةِ".
(ك) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار قال [2/ 331، رقم 875]:
حدثنا محمد بن عزيز ثنا سلامة بن روح عن عقيل عن ابن شهاب أخبرنى أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به مثله وهو حديث صحيح.
1646/ 3907 - "خُرُوجُ الآيَات بَعْضُهَا عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ يَتَتَابَعَن كَمَا تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظَامِ".
(طس) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة، قال:
حدثنا يعقوب بن يوسف أبو بكر ثنا أبو الربيع ثنا أبي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به.
1647/ 3910 - "خُصَّ البَلاءُ بِمَنْ عرفَ النَّاسَ، وَعَاشَ فِيهِمْ مَنْ لَم يَعْرِفْهُمْ".
القضاعى عن محمد بن على مرسلا
قال في الكبير: محمد بن على بن أبي طالب الهاشمى أبي القاسم ابن الحنفية، قال: وظاهر صنيع المصنف أنه لا علة له غير الإرسال وأنه لا يوجد مسندًا والا لما عدل للمرسل (1)، والأمر بخلافه أما أولا: فلأن جمعًا منهم السخاوى ضعفوه فقالوا: ضعيف مع إرساله، وأما ثانيا: فلأن الديلمى وابن لال والحلوانى خرجوه مسندًا من حديث عمر بن الخطاب، فاقتصار المصنف على ذلك غير صواب.
قلت: في هذا جملة أخطاء شنيعة، أما أولا: فإن محمد بن على ليس هو ابن الحنفية، بل هو الباقر محمد بن على زين العابدين بن الحسين عليهم السلام، وأمره ظاهر لا يشتبه إلا على عامى لا يعرف من العلم قليلًا ولا كثيرا
(1) في الأصل المخطوط: "لمرسل".
لأمرين، أحدهما: أنه من رواية جعفر بن محمد عن أبيه، وجعفر هو الصادق، ووالده هو الباقر وذلك أشهر من نار على علم، ولا تظن أنه لم يقف على سنده، فإنه نقل عن السخاوى في المقاصد، والسخاوى صرح بأنه من رواية جعفر بن محمد عن أبيه.
ثانيهما: أن محمد بن على لا يقال لابن على بن أبي طالب عند الإطلاق، وإنما هو مشهور بمحمد ابن الحنفية، فلو كان هو راوى الحديث لقال المؤلف: محمد ابن الحنفية.
قال القضاعى في مسند الشهاب [1/ 343، رقم 588]:
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الصفار أنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا هارون بن سليمان ثنا خلف بن سهل ثنا يوسف بن على: ثنا عثمان بن سماك عن محمد بن إسحاق عن جعفر بن محمد عن أبيه مرفوعًا به.
وأما ثانيا: فظاهر صنيع المصنف يفيد أنه معلول علة غير الإرسال لأنه رمز لضعفه، والمرسل من جهة سنده قد يكون صحيحا وقد يكون حسنا وقد يكون ضعيفا بقطع النظر عن ذاته، فقول الشارح كذب على المصنف.
وأما ثالثا: فإن الحديث لم يرو مسندًا عن عمر رضي الله عنه، بل ذلك من فاحش أوهام الشارح أو من كذبه الصراح، بل الخبر روى عن عمر رضي الله عنه موقوفًا عليه من كلامه.
قال الديلمى في مسند الفردوس [2/ 307، رقم 2782]:
أخبرنا أبي أخبرنا على بن محمد بن عبد الحميد عن أبي بكر بن لال قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ ثنا الحلوانى ثنا عبد اللَّه بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال مثله.
وقد نص على ذلك السخاوى [ص 223، رقم 440] الذي نقل منه الشارح فقال بعد عزوه للقضاعى:
وسنده ضعيف مع إرساله أو إعضاله، لكن أخرجه الديلمى من حديث أبي بكر بن قال ثم من جهة معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمر، قال: وذكره موقوفًا اهـ.
وأما رابعا: فقوله رواه الحلوانى كذب عليه، فإن الحلوانى وإن كان له كتاب السنن إلا أنه قديم لم يشهر ولم يره إلا الأقدمون كتلامذته البخارى ومسلم وتلك الطبقة، وأيضًا ليس هذا من موضوع كتاب السنن، ولو كان فيه لكان أحق بالعزو إليه الحافظ السخاوى مع أنه رآه في السند ولم يعزه إلا إلى الديلمى مصرحًا بأنه رواه من طريق ابن قال ولم يقل: رواه ابن لال.
وأما خامسًا: فقوله: أن جمعا منهم السخاوى ضعفوه فقالوا. . . إلخ، هو كذب منه يتجيش باسم الجمع على المصنف، وما قال ذلك إلا السخاوى ولا رآه هو إلا في كتابه المقاصد الحسنة.
1648/ 3914 - "خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ في مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلا فِقْهٌ في الدِّينِ".
(ت) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وقال يعنى (ت): غريب لا نعرفه من حديث عوف عن خلف بن أيوب العامرى، ولا أدرى كيف هو اهـ. وقال الذهبى: تفرد به خلف وقد ضعفه ابن معين، وقال السخاوى: سنده ضعيف.
قلت: هكذا وقع النقل لكلام الترمذى وهو محرف مقلوب، فلا أدرى هل ذلك من صنع يد الشارح التي اعتادت مثل هذا أو هو من موافقة النساخ لحال الشارح وتكميل أوهامه.
وعبارة الترمذى [5/ 49، رقم 2684]: لا نعرفه من حديث عوف إلا من حديث هذا الشيخ خلف بن أيوب العامرى، ولم أر أحدًا يروى عنه غير محمد بن العلاء، ولا أدرى كيف هو اهـ.
ثم إن الحديث له طريقان آخران من حديث عبد اللَّه بن سلام ومن حديث على بن أبي طالب.
فحديث عبد اللَّه بن سلام خرجه عبد اللَّه بن المبارك في الزهد قال [ص 155، رقم 459].
أخبرنا معمر عن محمد بن حمزة عن عبد اللَّه بن سلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خصلتان لا تكونان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين".
ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه القضاعى في مسند الشهاب [1/ 210، رقم 318] وهو منقطع، لأن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام لم يدرك جده، إنما روى عن أبيه عنه.
وحديث على خرجه الطوسى في الثانى من أماليه من طريق جعفر بن محمد ابن مروان عن أبيه، قال:
حدثنا أحمد بن عيسى ثنا محمد بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلتان لا تجتمعان في منافق: فقه في الإسلام وحسن سمت في الوجه"، وحال هذا السند معلوم.
1649/ 3915 - "خَصْلَتَان لا تَجْتَمِعَان في مُؤْمِنٍ: البُخْلُ، وَسُوءُ الخُلُق".
(خد. ت) عن أبي سعيد
قال في الكبير: وقال الترمذى: غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى اهـ. قال الذهبى: وصدقة ضعيف ضعفه ابن معين وغيره.
قلت: عدم استدراك الشارح مخرجين على المؤلف دليل على أنه لا يعرف له
مخرجًا غير من ذكر المصنف وذلك قصور.
فقد خرجه أبو داود الطيالسى في مسنده [ص 293، رقم 2208] وعبد اللَّه ابن أحمد في زوائد الزهد لأبيه [ص 351، رقم 1384] والدولابى في الكنى والأسماء [2/ 125] وابن قتيبة في عيون الأخبار وابن شاهين في جزء من حديثه وأبو نعيم في موضعين من الحلية في ترجمة عبد اللَّه بن غالب [2/ 258] وفي ترجمة مالك بن دينار [2/ 388] والقضاعى في مسند الشهاب [1/ 211، رقم 319]، كما ذكرت أسانيد جميع هؤلاء في مستخرجى على الأخير، ورواه الدارقطنى في غرائب مالك، وابن عبد البر في التمهيد من حديث أبي هريرة، هكذا يسخف الشارح على المصنف.
1650/ 3918 - "خَصْلَتَان مَنْ كَانَتَا فيه كَتَبَهُ اللَّه شَاكِرًا صَابرًا" وَمَنْ لَمْ يَكُونَا فِيهِ لَمْ يَكتُبْهُ اللَّه لا شَاكِرًا وَلَا صَابِرًا: مَنْ نَظَرَ في دِينِهِ إلى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَاقْتَدَى بِهِ، وَنَظَر فِي دُنْيَاهُ إلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فَحَمَدَ اللَّه عَلَى مَا فَضَّلَهُ بهِ عَلَيهِ، كَتَبَهُ اللَّه شَاكِرًا وصَابِرًا، وَمَن نَظَرَ فِي دِينهِ إلى مَنْ هُوَ دُونَهُ، وَنَظَر فِي دُنْيَاهُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَأَسفَ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْهُ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّه شَاكِرًا وَلا صَابِرًا".
(ت) عن ابن عمرو
قال في الكبير: وفيه المثنى بن الصباح ضعفه ابن معين، وقال النسائى: متروك.
قلت: هذا يفيد أنه لم يره في غير الترمذى الذي عزاه إليه المصنف، وهو قصور، فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد [ص 50، رقم 180](1) وابن أبي الدنيا في كتاب الشهر [ص 168، رقم 200] من طريق المثنى بن الصباح أيضًا.
(1) وهو من زوائد نعيم بن حماد.
1651/ 3922 - "خَففوا بُطُونَكُمْ وَظُهُورَكُمْ لِقِيَامِ الصَّلاةِ".
(حل) عن ابن عمر
قلت: سكت عنه الشارح كأنه لم يهتد لمكانه في الحلية، ولا عرف من هو علته.
والحديث خرجه أبو نعيم [7/ 255] في ترجمة مسعر من رواية إسماعيل ابن يحيى التميمى: ثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر به، وإسماعيل متروك متهم بوضع الحديث.
1652/ 3923 - "خَلَفْتُ فِيكُمْ شَيْئَينِ لَنْ تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كتابَ اللَّه، وَسُنَّتِى وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يردا عَلَى الحَوْضِ".
أبو بكر الشافعى في الغيلانيات عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الدارقطنى باللفظ المزبور، وفيه كما قال الفريابى: صالح بن موسى ضعفوه، وعنه داود بن عمر الضبى، قال أبو حاتم: منكر الحديث.
قلت: الدارقطنى لم يخرجه باللفظ المزبور (1) بل بلفظ: "إنى تارك فيكم شيئين" وفي لفظ: "إنى قد خلفت فيكم"، وموضع ذلك حرف الألف.
ثم إن ذكر داود بن عمر الضبى لا معنى له لأمرين:
أحدهما: أنه وإن قال فيه أبو حاتم ذلك فقد وثقه جماعة وأثنوا عليه، وخرج له مسلم في صحيحه.
وثانيهما: أنه لم ينفرد به، بل ورد من غير طريقه، قال ابن شاهين في الترغيب [2/ 406، رقم 528]:
ثنا إسماعيل بن على بن إسماعيل ثنا موسى بن إسحاق الأنصارى ثنا محمد
(1) بل أخرجه باللفظ نفسه في السنن (4/ 245، رقم 149).
ابن عبيد بن محمد المحاربى ثنا صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة به.
1653/ 3925 - "خَلَقَ اللَّه الخَلْقَ فكَتَبَ آجَالَهُمْ، وَأَعْمَالَهُمْ، وَأَرْزَقَهُمْ"
(خط) عن أبي هريرة
رمز له المصنف بعلامة الحسن، وقال الشارح: في إسناده مجهول.
وزاد في الكبير: فيه عبد الرحمن بن عبد العزيز، قال الذهبى: مضطرب الحديث، وبشر بن المفضل مجهول.
قلت: في هذا عدة أوهام شنيعة، الأول: أن عبد الرحمن بن عبد العزيز وثقه جماعة وروى له مسلم، فهو من رجال الصحيح.
الثانى: أن عبد الرحمن بن عبد العزيز المذكور في سند هذا الحديث ليس هو الذي يقصد الشارح والمذكور في الضعفاء، بل المذكور في سند هذا الحديث رجل آخر وافقه في اسمه واسم أبيه، وافترقا في اسم الجد، فالمذكور في السند عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر، والمذكور في الميزان عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عثمان بن حنيف الأنصارى.
وأيضًا المذكور في السند متأخر عن هذا، فإن هذا توفى سنة اثنتين وستين ومائة، والمذكور في السند روى الحديث عن بشر بن المفضل، وبشر الذي هو شيخه مات سنة ست وثمانين ومائة.
الثالث: أن بشر بن المفضل أوثق ثقة وأعرف معروف، وأشهر راو من رجال الصحيحين والسنن الأربعة وغيرها، وإنما الذي ذكره الذهبى في الميزان ونقل عن الأزدى أنه قال: مجهول، بشر بن فضل بدون ميم في أوله، فسبحان
اللَّه العظيم وبحمده.
1654/ 3930 - "خَلَقَ اللَّه التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ العَصْرِ مِنْ يَوْمِ الحُمُعَةِ، فِي آخِرِ الخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ العَصَرِ إلى الليلِ".
(حم. م) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال الزركشى: أخرجه مسلم وهو من غرائبه، وقد تكلم فيه ابن المدينى والبخارى وغيرهما من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وأن أبا هريرة إنما سمعه منه، لكن اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعًا، وقد حرر ذلك البيهقى، ذكره ابن كثير في تفسيره.
قلت: ابن كثير ذكر ذلك في تفسير سورة البقرة، والبخارى ذكره في التاريخ الكبير وذكر أن بعض الرواة صرح بأن أبا هريرة رواه عن كعب الأحبار فقال [1/ 413، رقم 1317] في ترجمة أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصارى: وروى إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد الأنصارى عن عبد اللَّه بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق اللَّه التوبة يوم السبت" وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح اهـ.
وأما البيهقى فتكلم على الحديث في الأسماء والصفات [2/ 251، 255] فقال بعد أن أخرجه: هذا حديث قد خرجه مسلم في كتابه وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنه غير محفوظ لمخالفته ما عليه أهل التفسير وأهل التواريخ، وزعم بعضهم أن إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أيوب بن خالد، وإبراهيم غير محتج به، ثم أسند عن محمد بن يحيى أنه سأل على بن المدينى عن هذا الحديث فقال: هو حديث مدنى رواه هشام بن
يوسف عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن ابن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال: "أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدى" قال على: وشبك بيدى إبراهيم بن أبي يحيى، وقال: شبك بيدى أيوب بن خالد، وقال: شبك بيدى عبد اللَّه، وقال لى: شبك بيدى أبو هريرة، وقال لى: شبك بيدى أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وقال لى:"خلق اللَّه الأرض يوم السبت" فذكر الحديث.
قال على بن المدينى: وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى.
قال البيهقى: وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذى عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروى عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف اهـ.
1655/ 3931 - "خَلَقَ اللَّه عز وجل الجِنَّ ثَلاثَةَ أصنافٍ، صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبٌ وَخشاشُ الأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيْحِ في الهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيهمُ الحِسَابُ وَالعِقَابُ، وَخَلَقَ اللَّه الإِنْسَ ثَلاثَةَ أَصْنَافٍ: صنفٌ كَالبَهَائِمِ، وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ وَأَروَاحُهُم أَرْوَاحُ الشَّيَاطِين، وَصِنْفٌ في ظِلِّ اللَّه يَوْمَ لا ظَلَّ إلا ظلهُ".
الحكيم وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي الدرداء
قال الشارح: بأسانيد ضعيفة.
وقال في الكبير: فيه يزيد بن سنان الرهاوى، قال في الميزان: ضعفه ابن معين وغيره وتركه النسائى، ثم ساق له مناكير هذا منها.
قلت: وحينئذ فقوله في الصغير: بأسانيد ضعيفة من تهوره وعدم ضبطه لما يقول لأن الحديث ليزيد بن سنان، ومن طريقه خرجه هؤلاء، فكيف يقول لما
انفرد به راو أنه روى بأسانيد ضعيفة؟ وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل.
والحديث رواه أيضًا ابن حبان في الضعفاء [3/ 107] في ترجمة يزيد المذكور من روايته عن أبي المنيب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قال ابن حبان: ومتن هذا الإسناد إنما هو: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال: الرؤيا الصالحة [يراها المسلم أو ترى له](1)
1656/ 3933 - "خَلَقَ اللَّه يَحْيَى بْنَ زكريَّا في بَطْنِ أُمِّهِ مُؤْمِنًا، وَخَلَقَ فَرْعَوْنَ في بَطْنِ أُمِّهِ كَافِرًا".
(عد. طب) عن ابن مسعود
قال في الكبير: قال الهيثمى: إسناده جيد اهـ. وأورده الذهبى في الميزان في ترجمة محمد بن سليم العبدى من حديثه، ونقل عن النسائى وغيره أنه قوى، وعن آخرين [أنه] ثقة.
قلت: ومع ذلك فلم ينفرد به بل تابعه عليه نصر بن طريف عن قتادة، قال أبو نعيم في التاريخ [2/ 190]:
ثنا أبو الشيخ ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن معروف العطار ثنا أبو عبيدة حاتم بن عبيد اللَّه ثنا نصر بن طريف عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ناجية بن كعب عن ابن مسعود به، ولكن نصر بن طريف هالك.
1657/ 3937 - "خُلِقتُ النَّخْلَةُ، وَالرُّمَّان وَالعِنَب من فَضْلِ طِينَةِ آدَمَ".
ابن عساكر عن أبي سعيد
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر ولا أقدم مع أن الديلمى خرجه عن أبي سعيد أيضًا، لكن سنده مطعون فيه.
(1) الزيادة من المجروحين (الضعفاء) لابن حبان.
قلت: الديلمى ليس أشهر من ابن عساكر ولا أقدم، بل كان الديلمى وابن عساكر في عصر وأحد وإنما تأخرت وفاة ابن عساكر بثلاث عشرة سنة، فإن الديلمى مات سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وابن عساكر مات سنة إحدى وسبعين، فأين الأقدمية؟ والحديث في سنده من لا يعرف.
1658/ 3940 - "خَلِّلُوا بَيْنَ أَصَابِعِكُمْ لا يُخَلِّلُ اللَّه بَيْنَهمَا بِالنَّارِ، وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".
(قط) عن عائشة
قال في الكبير: رواه الدارقطنى من رواية عمر بن قيس ثم قال -أعنى الدارقطنى-: ضعيف لضعف ابن قيس ويحيى بن ميمون، وقال ابن حجر: سنده ضعيف جدًا اهـ. ورواه الطبرانى والديلمى من حديث ابن مسعود، ثم قال الديلمى: وفي الباب أبو هريرة اهـ. فكان ينبغى للمصنف استيعاب مخرجيه إشارة لاكتسابه بعض القوة.
قلت: بل كان ينبغى للمصنف (1) أن لا يتعرض للكتابة في الحديث، ففي هذه الجملة عدة أوهام وأخطاء فاحشة، الأول: قوله عن الدارقطنى أنه قال: ضعيف لضعف عمر بن قيس ويحيى بن ميمون، فإن الدارقطنى ما قال شيئًا من ذلك أصلًا، بل خرج الحديث وسكت.
الثانى: قوله: لضعف عمر بن قيس ويحيى بن ميمون، فإن يحيى بن ميمون لا وجود له في سند الحديث.
قال الدارقطنى [1/ 95، رقم 2]:
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا على بن إبراهيم الواسطى ثنا الحارث بن منصور ثنا عمر بن قيس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة بالحديث.
ولكن يحيى بن ميمون وقع في سند حديث أبي هريرة (2) المذكور في المتن قبل حديث عائشة، فأدخله المصنف (1) في هذا الحديث.
(1) يعنى الشارح.
(2)
وقد رواه الدارقطنى أيضًا (1/ 95، رقم 3).
الثالث: قوله: ورواه الطبرانى والديلمى (1) من حديث ابن مسعود ثم قال وفي الباب أبو هريرة. . . إلخ، فإن الطبرانى روى حديث ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، أما الموقوف فهو بنحو اللفظ المذكور هنا (2)، والمصنف لا يورد في كتابه هذا الموقوفات، وأما المرفوع فلفظه:"لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار"(3)، وهذا اللفظ موضعه حرف اللام، وقد ذكره المصنف فيه كما سيأتى إن شاء اللَّه.
الرابع: أن حديث أبي هريرة قد ذكره المصنف قبل هذا مباشرة ولكن الشارح مبتلى بالغفلة.
الخامس: أن استيعاب المخرجين لا يفيد شيئًا ولا يكسب الحديث قوة، وإنما الذي يفيد الحديث قوة كثرة الطرق لا كثرة المخرجين، والشارح لا يميز بين كثرة الطرق وكثرة المخرجين.
1659/ 3943 - "خَمِّرُوا الآنِيةَ، وَأَوْكِئُوا الأَسْقِيَةَ، وأَجيفُوا الأَبْوَابَ، وَأَكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ المَسَاءِ، فَإِن للجَنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا المصَابيحَ عِنْدَ الرقَادِ، فَإِنَّ الَفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ البَيْتِ".
(خ) عن جابر
قال في الكبير: كلام المصنف كالصريح في أن ذا مما تفرد به البخارى عن صاحبه، وهو غفلة، فقد عزاه الديلمى وغيره لهما معًا.
(1) أخرجه الديلمى (2/ 269، رقم 2666) من حديث أبي هريرة وليس ابن مسعود.
(2)
رواه الطبرانى في الكبير بألفاظ منها: (9/ 246، رقم 9211) بلفظ: "لينتهكن رجل بين أصابعه في الوضوء، أو لنتهكه النار" و (9/ 246، رقم 9212) بلفظ: "لينتهكن رجل بين أصابعه بالطهور أو لتنتهكه النار، و (9/ 247، رقم 9213) بلفظ: "خللوا الأصابع الخمس، لا يحشوها اللَّه نارا".
(3)
رواه في الأوسط (3/ 122، رقم 2674).
قلت: نعم هو غفلة عظيمة ولكن من الشارح لا من المصنف، فمسلم عقد بابا لهذا الحديث وأورد له طرقًا كثيرة، وأورده بلفظ:"غطوا" وقد ذكره المصنف في حرف الغين وعزاه لأحمد (1) ومسلم (2)، فما أعظمها غفلة!!
1660/ 3944 - "خَمِّرُوا وُجُوهَ مَوْتَاكُمْ، وَلا تَشَبَّهوا بِاليَهُودِ".
(طب) عن ابن عباس
قلت: وفي الباب عن ابن مسعود، قال أبو نعيم في التاريخ [2/ 338]:
حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا الهيثم بن خالد البغدادى ثنا يحيى بن صالح الوحاظى ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن عبد اللَّه بن مرة عن مسروق عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خمروا وجوه موتاكم، لا تشبهوا باليهود".
1661/ 3945 - "خَمْسٌ بخَمْسٍ: مَا نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيهِمْ عدوهُم، وَمَا حَكمُوا بغيرِ مَا أَنْزَلَ اللَّه إلا فَشَا فِيهِمُ الفقْرُ، وَلا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الفَاحشَةُ إلا فَشَا فِيهِمُ المَوْتُ، وَلا طَفَّفُواَ المِكْيَالَ إلا مُنِعُوا النَّبَاتَ [وَأُخِذُوا بِالسِّنِين]، وَلا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إلا حُبِسَ عَنْهُمُ القَطْرُ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأحد من الستة وهو ذهول، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور عن ابن عباس كما بينه الديلمى وغيره.
قلت: ما أخرجه ابن ماجه أصلًا لا باللفظ المزبور ولا بغيره (3)، ولا ذكر
(1) انظر مسند أحمد (3/ 388).
(2)
انظر صحيح مسلم (3/ 1594، 2012/ 96).
(3)
بل أخرجه بمعناه (2/ 1333، رقم 4019) من حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا أقبل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ باللَّه أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا =
ذلك الديلمى ولا غيره وإنما هو من أخطاء الشارح فقد ذكره الحافظ المنذرى [1/ 544] وعزاه للطبرانى وقال: إنه حسن، وذكره أيضًا الحافظ الهيثمى في الزوائد [3/ 65] على الكتب الستة وعزاه للطبرانى وقال: فيه إسحاق بن عبد اللَّه بن كيسان المروزى لينه الحاكم، وبقية رجاله موثقون وفيهم كلام اهـ فما عزاه لابن ماجه إلا الشارح وحده تهورًا وخطأ.
1662/ 3946 - "خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضهُنَّ اللَّه عز وجل، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وَصَلاهُنَّ لِوَقْتِهِن، وَأَتَمَ رُكُوعَهُنَّ وسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ له عَلَى اللَّه عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَل فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّه عهدٌ: إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ".
(د. هق) عن عبادة بن الصامت
قال في الكبير: ظاهر صنيع المؤلف أن أبا داود تفرد به من بين الستة وليس كذلك، بل قد عزاه الصدر المناوى وغيره إلى الترمذى والنسائى.
قلت: أما الترمذى فما خرجه، وأما النسائى فأخرجه [1/ 230] بلفظ مخالف لهذا، وقد عزاه له المصنف بعد هذا مباشرة، وزاد عزوه لمالك [ص 96، رقم 14] وأحمد [5/ 315، 317] وابن ماجه [1/ 448، رقم 1401] وابن حبان [5/ 23، رقم 1732] والحاكم، ولكن الشارح لا يذكر ما مضى له قبل نصف سطر فكيف يعرف ما سيأتى بعد سطر.
= بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد اللَّه وعهد رسوله، إلا سلط اللَّه عيهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما فى أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب اللَّه، ويتخيروا مما أنزل اللَّه إلا جعل اللَّه بأسهم بينهم.
1663/ 3952 - "خَمْسُ لَيَال لا تُردّ فيهنَّ الدَّعْوَةُ: أَوَّلُ لَيْلَة مِنْ رَجَب، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ، وَلَيَلةُ الجُمُعَةِ، لَيْلَةُ الفِطِر، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ"
ابن عساكر عن أبي أمامة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الديلمى في الفردوس، فما أوهمه صنيع المصنف من كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد، ورواه البيهقى من حديث عمر وكذا ابن ناصر والعسكرى، قال ابن حجر: وطرقه كلها معلولة.
قلت: صنيع المصنف ما أوهم شيئًا، وللحافظ أن يعزو الحديث إلى من استحضره من غير تكليف زيادة إلا في نظر الجهلة، وما نقله عن الحافظ يجب أن يحقق ويبحث عنه.
والديلمى ما خرجه في الفردوس ولكن خرجه ولده في مسند الفردوس فقال:
أخبرنا عبدوس بن عبد اللَّه إذنًا أخبرنا عم والدى على بن عبد اللَّه بن عبدوس أخبرنا (1) ابن جفر بن أدير ثنا على بن محمد بن مهرويه ثنا إبراهيم ابن محمد بن مرة الصنعانى ثنا عبد القدوس بن مرداس ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة به (2)، إبراهيم ضعيف وفي ابن قيس من لم أعرفه.
1664/ 3957 - "خَمْسٌ مِنْ الإيْمَانِ: مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيءٌ مِنْهُنَّ فَلا إِيْمَانَ لَهُ: التَّسْليمُ لأَمْرِ اللَّه، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَالتَّفْوِيضُ إلى اللَّه، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّه، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُوْلَى".
البزار عن ابن عمر
قال في الكبير: رواه البزار من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن
(1) بياض في الأصل.
(2)
انظر الفردوس (2/ 311، رقم 2797)
كثير بن مرة عن ابن عمر، ثم قال مخرجه البزار عقبه: علته سعيد بن سنان أى وهو ضعيف.
قلت: هذا الحديث خرجه الخطيب في تاريخه [9/ 444] من طريق زيد ابن رفاعة الهاشمى:
ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد اللَّه بن المعتز ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن رجل عن نافع عن ابن عمر بنحوه.
ثم قال الخطيب: هذا حديث باطل بهذا الإسناد، وابن المعتز لم يكن وُلِدَ في وقت عفان بن مسلم عن أن يكون سمع منه، وأراه من صنعة زيد بن رفاعة، فإنه كان يضع الحديث اهـ.
ومن أجل هذا أورده ابن الجوزى في الموضوعات [1/ 136] ونقل كلام الخطيب، فتعقبه المصنف بقوله: لا ينبغى أن يذكر في الموضوعات فإنه وارد بغير هذا الإسناد، قال البزار:
حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن شبويه ثنا أبو اليمان ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر، فذكر المتن المذكور هنا، ثم ذكر له شاهدا آخر لبعضه (1)، فالشارح رأى ذلك في كلام المصنف وأوهم أنه رأى الحديث في مسند البزار ومنه نقل.
1665/ 3958 - "خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، وَالحِلْمُ، وَالحِجَامَةُ، وَالسُّوَاكُ، وَالتَّعَطُّرُ".
(تخ) والحكيم، والبزار، والبغوى (طب) وأبو نعيم في المعرفة (هب) عن حصين الخطمى
(1) انظر اللآلئ المصنوعة (1/ 43).
قال في الكبير: ابن عبد اللَّه الخطمى، قال البيهقى عقب تخريجه هذا: ذكره البخارى في التاريخ عن عبد الرحمن بن أبي فديك ومحمد بن إسماعيل عن عمر بن محمد الأسلمى فعمر تفرد به إلى هنا كلامه، وعمر هذا أورده الذهبى في الضعفاء وقال: هو من المجاهيل اهـ. وقال الحافظ العراقى: سنده ضعيف، وللترمذى وحسنه من حديث أبي أيوب أربع، فأسقط الحلم والحجامة وزاد النكاح.
قلت: في هذا أمور، الأول: أن حصينا ليس هو ابن عبد اللَّه ولا يعرف أحد اسم والده، بل لم يقع هو مسمى إلا في رواية هارون الحمال، وكل الرواة يقولون: عن مليح بن عبد اللَّه عن أبيه عن جده، وأصحاب كتب الصحابة ذكروه بحصين أبي عبد اللَّه، فصحف الشارح أداة الكنية بلفظ الابن.
الثانى: أن الذهبى لم يقل في عمر: من المجاهيل، بل قال: مجهول نقلًا عن أبي حاتم، وهو وإن لم يصرح باسم أبي حاتم فقد ذكر اصطلاحه في ذلك في أول الكتاب.
الثالث: أنه لم يوافق أبا حاتم على كونه مجهولًا بل تعقبه بقوله: قلت وروى عنه أيضًا معلى بن أسد حديثًا عن ثابت في فضل الدعاء وروى له صاحب المستدرك (1) اهـ.
يعنى: ومن روى عنه اثنان فقد ارتفعت جهالته.
الرابع: أن الشارح لم يستدرك على المصنف مخرجًا غير المذكورين وهو منه قصور، فقد أخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في الحلم قال [ص 21، رقم 6]:
حدثنى على بن مسلم ثنا ابن أبي فديك أنا عمر بن محمد الأسلمى عن مليح
(1) انظر الضعفاء (3/ 222، رقم 6208)
ابن عبد اللَّه الخطمى عن أبيه عن جده به.
وأخرجه أيضًا الدولابى في الكنى قال [1/ 44]:
حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدثنى محمد بن أحد وهشام بن عمار قالا: حدثنا ابن أبي فديك به.
الخامس: قوله: وللترمذى، وحسنه من حديث أبي أيوب. . . إلخ لا يخلو أن يكون هو من كلامه أو من بقية كلام الحافظ العراقى، وكيفما كان الحال فإن المصنف قد ذكر حديث أبي أيوب هذا سابقًا ورمز لحسنه فكتب عليه الشارح في كبيره ما رد به تحسينه، ووهم في كلامه على ذلك كما هي عادته، وقد نبهنا عليه سابقًا، ثم أقر هنا تحسينه.
السادس: أن حديث أبي أيوب المذكور رواه جماعة غير الترمذى منهم أحمد [5/ 421] وعبد بن حميد [ص 103، رقم 220] والحكيم في النوادر [2/ 62] وأبو الليث في التنبيه والبيهقى في الشعب [6/ 937، رقم 7719] كما ذكرته سابقًا، فلم لم يتعقب الشارح العراقى بذلك ولم يظهر قصوره وتقصيره؟
1666/ 3963 - "خَمْسٌ لا يَعلَمُهنَّ إلا اللَّه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} "[لقمان: 34].
(حم) والرويانى عن بريدة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرج في أحد الصحيحين مع أن البخارى خرجه في الاستسقاء بلفظ: "مفاتيح الغيب خمس".
قلت: من غفلة الشارح وبلادته أنه يسخف ويذكر مع سخافته ما يفضحه ويكشف ستره وهو لا يشعر، فيستدرك في حرف الخاء حديثًا مصدرًا بحرف الميم، وقد ذكره المصنف بذلك اللفظ في حرف الميم وعزاه لأحمد [5/ 353]
والبخارى [2/ 41، رقم 1039] ولكن من حديث ابن عمر لا من حديث بريدة، وإن كان جهل الشارح بالصناعة يوهم أنه من حديث بريدة أيضًا.
1667/ 3965 - "خَمْسٌ هُنَّ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ: عُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، والمَرْأَةُ يَأْتَمِنُهَا زَوْجُهَا تَخُونُهُ، وَالإِمَامُ يُطِيعُهُ الناسُ وَيَعْصِى اللَّه، وَرَجُلٌ وَعَدَ عَنْ نَفْسِهِ خَيْرًا فَأَخْلَفَ، وَاعْتِرَاضُ المَرْءِ في أَنْسَابِ النَّاسِ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه، والأمر بخلافه بل بقيته كما في الفردوس وغيره:"وكلكم لآدم وحواء" ثم قال: وفيه الحارث بن النعمان، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال أبو حاتم: غير قوى، ورواه عنه أيضًا الديلمى.
قلت: من عجائب غفلة الشارح أن يستدرك على المصنف ويتعقبه ببقية الحديث عند مخرج لم يعز اليه الحديث، فالمصنف إنما عزا الحديث للبيهقى [4/ 291، رقم 5144] وهو لم يخرجه بتلك الزيادة، فهل كان من نظر الشارح وفهمه أن يعمد المصنف إلى زيادة في رواية غيره ويعزوها إليه، فيدرج في الحديث ما ليس منه؟ ومن قلة [فهمه] أن يقول: والأمر بخلافه مع أن الأمر عند البيهقى هو كما نقل عنه المصنف لا خلافه، ثم إنه ذكر أن في سند الحديث الحارث بن النعمان، ثم قال عقبه: ورواه عنه أيضًا الديلمى مع أن الحارث لم يقع في السند عند الديلمى (1) فقد قال:
أخبرنا محمد بن طاهر بن يمان أخبرنا عمى أخبرنا أبو منصور محمد بن عمرو ابن درويه بالدينور ثنا موسى بن محمد بن على الشيبانى ثنا أحمد ابن منصور الجوهرى ثنا أبو داود عبد اللَّه بن عبد السلام البصرى ثنا وهب
(1) لا يفهم من قول المناوى أن الديلمى رواه من طريق الحارث، وإنما يفهم أنه في سند الحديث كما عند البيهقى.
اللَّه بن راشد أبو زرعة عن سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به.
1668/ 3967 - "خَمْسٌ مَنْ أُوْتيَهُنَّ لَمْ يُعْذَرْ عَلَى تَرْكِ عَمَلِ الآخِرَةِ: زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ، وَبَنُونَ أَبْرَارٌ، وَحُسْنُ مُخَالَطَة النَّاسِ، وَمَعِيشَةٌ فِي بَلَدِهِ، وَحُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".
(فر) عن زيد بن أرقم
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو نعيم ومن طريقه، وعنه أورده الديلمى مصرحًا فكان عزوه إليه أولى.
قلت: إن من لم يعرف في أى كتاب خرجه أبو نعيم لا يجوز له عزوه إليه، وقوله: ومن طريقه وعنه رواه مصرحًا، كلام في غاية السقوط والركاكة مع التناقض الذي يستحى من ذكره من يعرف الصناعة، فإن قوله:"من طريقه"، لا تجامع "وعنه" كما بينته سابقا، وقوله:"مصرحًا" لغو لا فائدة فيه إلا تسويد الورق، لأن المحدث الحافظ لا يحتاج إلى تصريح في معرفة أغلب الرجال، فكيف بأبى نعيم الذي لم يرو الديلمى إلا عن الحداد عنه؟ فإلى اللَّه المشتكى وإنا للَّه وإنا إليه راجعون، ولو أسقط هذه السخافة وأبدلها بالكلام على سند الحديث لأفاد ولو مع الوهم اللازم لكلامه، فوهم دون سخافة خير من وهم وسخافة.
والحديث من رواية هلال بن العلاء عن أبيه قال:
حدثنا أبو إسحاق لشيخ كان معنا في السفينة عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن زيد بن أرقم به.
والعلاء منكر الحديث وشيخه نكرة، وما هذا من حديث شعبة، بل هو موضوع عليه جزمًا.
1669/ 3969 - "خَمْسُ خِصَالٍ يُفْطِرْنِ الصَّائِمَ، وَيَنْقُضْنَ الوُضُوءَ
الكَذِبُ، والغِيَبةُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالنَّظرُ بِشَهْوَةٍ، وَاليَمِينُ الكَاذِبَةُ"
الأزدى في الضعفاء (فر) عن أنس
قلت: هذا مما أخطأ المصنف في إيراده هنا، فإنه موضوع كما قال ابن الجوزى [/ 195] وأقره المصنف نفسه (1).
1670/ 3970 - "خَمْسُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَاب لَهُنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ حَتَّى يَنْتَصِرَ، وَدَعْوَةُ الحَاجِّ حَتَّى يُصْدِرَ، وَدَعْوَةُ الغَازِى حَتَّى يَقْفِلَ، وَدَعْوَةُ المَرِيضِ حَتَّى يَبْرَأ، وَدَعْوَةُ الأَخِ لأَخِيه بِظَهْرِ الغَيْبِ، وَأَسْرَعُ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِجَابَةً: دَعْوَةُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ".
(هب) عن ابن عباس
قال في الكبير: وفيه زيد العمى، قال الذهبى: ضعيف متماسك، ورواه عنه أيضًا الحاكم ومن طريقه أورده البيهقى مصرحًا، فكان عزوه إليه أولى.
قلت: ظاهر إطلاقه الحاكم أنه في المستدرك وليس كدلك، بل خرجه في التاريخ.
ومن طريقه أيضًا أسنده الديلمى في مسند الفردوس عن ابن خلف عنه قال:
حدثنا على بن عيسى بن إبراهيم ثنا زكريا بن داود ثنا يونس بن أفلح حدثنا مكى بن إبراهيم ثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
1671/ 3971 - "خَمْسٌ مِنَ العِبَادَة: النَّظَرُ إلى المُصْحَفِ، وَالنَّظَرُ إلى الكَعْبَةِ، والنَّظَرُ إلى الوَالِدَيْنِ، والنَّظُر فِي زَمْزَمٍ، وَهِيَ تَحُطُّ الخَطَايَا، وَالنَّظَرُ فِي وَجْهِ العَالِمِ".
(1) انظر اللآلئ المصنوعة (2/ 106).
قال الشارح: كذا في خط المصنف، وبيض للصحابى.
قلت: ما أظن أن يعزى المؤلف هذا الحديث إلى النسائى، فإنه ليس فيه ولا هو من أحاديثه، ثم لو كان عند النسائى وهو محال لقدم رمزه على رمز الدارقطنى، وكذلك ليس هو عند الدارقطنى في السنن كما يفيده إطلاق العزو إليه، فإن كان ذلك حقًا فلعله في الأفراد أو غيره من كتبه، وقد ورد الحديث بنحوه من حديث عائشة.
1672/ 3972 - "خِيَارُ المُؤْمِنِينَ القَانِعُ، وشِرَارُهُمُ الطَّامِعُ".
القضاعى عن أبي هريرة
قلت: رواه من طريقين، الطريق الأول [2/ 241، رقم 1274]: من رواية موسى بن سهل عن العباس بن الهيثم عن أبي همدان (1) عن منصور ابن المعتمر عن محمد بن كعب القرظى عن أبي هريرة به.
ومن هذا الطريق رواه الديلمى في مسند الفردوس [2/ 283، رقم 2707] وسمى أبا همدان القاسم بن بهرام.
والطريق الثانى للقضاعى [2/ 241، رقم 1275]: من طريق عبد اللَّه بن أبان: ثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد ثنا عمرو بن بكر السكسكى عن الربذى عن محمد بن كعب به.
ومن هذا الطريق أخرجه الخلعى في فوائده قال:
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد العسقلانى ثنا أبو بكر أحمد بن محمد المقرئ ثنا عبد اللَّه بن أبان بن شداد به، وكلا الطريقين ضعيف.
1673/ 3975 - "خِيَارُ أُمَّتِى عُلَمَاؤُهَا، وَخِيَارُ عُلَمَائِهَا رُحَمَاؤُهَا، أَلا وإِنَّ اللَّه تَعَالَى لَيَغْفِرُ لِلعَالِمِ أَرْبَعِينَ ذَنْبًا قَبْل أَنْ يَغْفِرَ للْجَاهِلِ ذَنْبًا
(1) كتب المصنف فرق هذه الكلمة (خـ عمران) أى وفي نسخة أخرى عمران.
وَاحِدًا، أَلا وَإِنَّ العَالِمَ الرَّحيم يِجِيءُ يَوْمَ القِيَامَة وَإِنَّ نُوْرَهُ قَدْ أَضَاءَ، يَمْشِى فِيهِ مَا بَيْنَ المَشْرَقِ والمَغْرِبِ كَمَا يُضِئُ الكَوْكَبُ الدُّرِّيُ".
(حل. خط) عن أبي هريرة والقضاعى عن ابن عمر
قلت: أبدع الشارح في الكلام على هذا الحديث غاية الإبداع وأتى من التخليط والتهور والتبديل والتغيير والتقديم والتأخير والحذف والإسقاط بما يأنف القلم عن نقله ويضيق الصدر عن كتابته، فلنكتف بهذا ولندعه للناظر فيه يحكم عليه بما شاء.
والحديث باطل موضوع كما قال ابن الجوزى (1) والذهبى (2)، وقد استخرجت عليه في كتابتى على مسند الشهاب.
1674/ 3976 - "خِيَارُ أُمَّتِى الَّذينَ إِذَا رُءوا ذُكِرَ اللَّه، وَشِرَارُ أُمَّتِى المَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، البَاغُون البُرآء العنَتَ".
(حم) عن عبد الرحمن بن غنم (طب) عن عبادة بن الصامت
قال في الكبير: بضم المعجمة وسكون النون.
وقال في الصغير: إسناده صحيح، (طب) عن عبادة بن الصامت.
قال في الكبير في حديث عبد الرحمن بن غنم: قال الهيثمى: فيه شهر بن حوشب وثق وضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: عبد الرحمن بن غنم بفتح الغين المعجمة لا بضمها كما يهم الشارح.
وقوله في الصغير: سند الحديث صحيح، يبطله ما ذكره في الكبير عن الهيثمى والمنذرى أن فيه شهر بن حوشب وهو مختلف فيه، ومع ذلك فقد اختلف عليه فيه أيضًا، فأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد [6/ 459] والبخارى في الأدب المفرد [ص 120، رقم 324] وابن ماجه [2/ 1379، رقم
(1) أخرجه في العلل المتناهية (1/ 132، رقم 203).
(2)
انظر ميزان الاعتدال (3/ 477، رقم 7205)
4119] وابن أبي الدنيا في الصمت [142، رقم 255] وأبو نعيم في الحلية [1/ 6] وابن ماسى في فوائده وآخرون من طريق عبد اللَّه بن عثمان ابن خثيم عن شهر بن حوشب فقال: عن أسماء بنت يزيد.
ورواه أحمد عن سفيان عن ابن أبي الحسين عنه فقال [4/ 227]: عن عبد الرحمن بن غنم كما هنا.
نعم، للحديث طرق أخرى من حديث أبي هريرة عند ابن أبي الدنيا في الصمت [142، رقم 253] ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو عند الحكيم الترمذى في نوادر الأصول، ومن حديث عبد اللَّه بن عمر عند البيهقى في الشعب [5/ 297، رقم 6708]، ومن حديث ابن عباس عند الحكيم الترمذى [1/ 567]، ومن حديث أنس عنده أيضًا [1/ 568]، وانظر حديث:"ألا أخبركم بخياركم"، وحديث:"أولياء اللَّه الذين إذا رءوا ذكر اللَّه".
1675/ 3977 - "خِيَارُ أُمَّتِى أحِدَّاؤُهُمْ الَّذِينَ إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا".
(طس) عن على
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه يغنم بن سالم بن قنبر، وهو كذاب اهـ.
وفي الضعفاء لابن حبان: قال الذهبى: يضع الحديث.
قلت: ليس في سند الحديث يغنم بن سالم بن قنبر، وإن قال ذلك الحافظ الهيثمى، والظاهر أن الطبرانى وقع عنده: ثنا ابن قنبر، فظنه الحافظ الهيثمى يغنم بن سالم، وإنما هو عمه عبد اللَّه بن قنبر، فقد قال العقيلى في الضعفاء:
حدثنا فطين ثنا محمد بن جعفر ثنا عبد اللَّه بن قنبر عن أبيه عن على، فذكره (1).
(1) أخرجه العقيلى (2/ 289، رقم 862) ولكنه قال: حدثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمى قال: حدثنا محمد بن عثمان أبو جعفر الفراء الأسدى قال: حدثنا عبد اللَّه ابن قنبر به.
ثم قال العقيلى: لا يتايع على حديئه من وجه يثبت. وفي الباب رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضًا اهـ.
وفطين شيخ الطبرانى فأحسبه رواه عنه أيضًا.
والعجب أن الشارح عزاه للبيهقى، والبيهقى رواه في الشعب [6/ 313، رقم 8301]، عن الحاكم، قال:
أخبرنا أبو الحسن بن عقبة الشيبانى ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزى ثنا محمد بن عثمان الفراء أبو جعفر ثنا عبد اللَّه بن قنبر مولى على، وكان قد أتى عليه مائة وعشرون سنة، فذكره، ثم مع بهذا قال: إن فيه يغنم بن سالم.
ولكن الشارح يحرف الصحيح ويغلط في الصواب فكيف يصحح المحرف ويصوب الغلط؟
1676/ 3978 - "خِيَارُ أُمَّتِى أَوَّلُهَا، وَآخِرُها نَهْجٌ أَعْوجُ، لَيْسُوا مِنِّى، وَلَسْتُ مِنْهُمْ".
(طب) عن عبد اللَّه بن السعدى
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك.
قلت: وقع في هذا الحديث سقط أوقع الشارح في شرحه على غير مراده.
ولفظ الحديث: "خيار أمتى أولها وآخرها وفي وسطها نهج أعوج" هكذا أخرجه الطحاوى في مشكل الآثار من هذا الوجه فقال [6/ 270، رقم 2473]:
حدثنا أبو أمية ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقى ثنا يزيد بن ربيعة عن زيد بن واقد عن بسر بن أرطاة عن عبد اللَّه بن وقدان السعدى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن خيار أمتى أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أعوج ليسوا منى ولست منهم".
وهكذا رواه الحكيم في النوادر من حديث أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ
[1/ 616]: "خير أمتى أولها وآخرها وفي وسطها الكدر" وسيأتى للمصنف قريبًا.
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية [6/ 123] من مرسل عروة بن رويم، فروى من طريق محمد بن خلف العسقلانى: ثنا الفريابى عن الأوزاعى عن عروة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وآخرها فيهم عيسى ابن مريم، وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منهم" وسيأتى للمصنف أيضًا.
وهذه الرواية بينت المراد من الحديث ورفعت الإشكال، ونحو هذا قال ابن مسعود: لا يأتى على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه، أما إنى لست أعنى عامًا -يريد وقت عيسى والمهدى-.
1677/ 3979 - "خِيَارُ أُمَّتِى مَنْ دَعَا إِلَى اللَّه تَعَالَى، وحبَّبَ عِبَادَهُ إِلَيْهِ".
ابن النجار عن أبي هريرة
قال الشارح: بإسناد ضعيف لكن يقويه ما رواه الحكيم الترمذى: "خيار عباد اللَّه الذين يحببون اللَّه تعالى إلى عباده، ويحببون العباد إلى اللَّه تعالى، ويمشون في الأرض نصحاء".
قلت: هكذا ذكر هذا الشاهد دون ذكر صحابيه، ولا بيان رفعه أو وققه، وهو مبهم لا يفيد، وقد وردت أحاديث وآثار بنحوه ذكرتها في تخريجى لأحاديث عوارف المعارف للسهروردى في الأول من الباب العاشر منه.
1678/ 3980 - "خِيَارُ أَئِمَّتكُمْ الَّذِينَ تُحبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيهِمْ وَيُصَلُّوَنَ عَلَيكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تَبْغَضُونَهُمْ وَيَبْغَضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ".
(م) عن عوف بن مالك
قال في الكبير: ولم يخرج البخارى عن عوف
قلت: كذا وقع في الأصل المطبوع: ولم يخرج بدون ضمير، كأنه يريد أن البخارى لم يرو في صحيحه لعوف أصلًا لا هذا ولا غيره، ويحتمل أنه قال: ولم يخرجه البخارى بالهاء وسقطت من قلم الناسخ، وكلا الأمرين غلط، أما الأول: فإن البخارى خرج لعوف بن مالك في صحيحه حديث [4/ 124، رقم 3176]: "اعدد ستًا بين يدى الساعة".
وأما الثانى: فإن التقييد بكونه لم يخرجه من حديث عوف يفهم أنه خرجه من حديث غيره، وهو لم يخرجه لا من حديثه ولا من حديث غيره.
نعم خرجه في التاريخ الكبير في ترجمة مسلم بن قرظة الأشجعى ابن عم عوف بن مالك (4/ 270).
وأخرجه أيضًا أبو بكر الربعى السدار في جزئه، والثقفى في التاسع من الثقفيات كلهم من حديث عوف.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 316] من حديث أنس بن مالك، فقال:
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو مسلم محمد بن حميد ثنا أبو الحسن عباد ابن أحمد العرزمى ثنا عمى عن أبيه عن جابر عن النضر بن أنس عن أبيه قال: "قعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ألا إن خيار أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، ألا وإن شرار أمرائكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم وتبغضونهم ويبغضونكم، ألا إن خياركم من يرجى خيره ولا يخاف شره، ألا وإن شراركم من يخاف شره ولا يرجى خيره، من قال الناس: اتقوا شر فلان، فهو في النار، يقول ثلاثًا ثم نزل".
1679/ 3986 - "خِيَارُكم (1) الَّذينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّه بِهِمْ، وَشِرَارُكم المَشَّاءُونَ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، البَاغُون البُرآءَ العَنَتَ".
(هب) عن ابن عمر
(1) في المطبوع من الفيض: "خيار أمتى".
قال في الكبير: وفيه ابن لهيعة وابن عجلان وفيهما كلام سبق، وخرجه الحاكم أيضًا فكان عزوه إليه أولى.
قلت: أى على طريقة الشارح في عزو الحديث إلى من يرى غيره أسنده من طريقه، وإن لم يتحقق كونه خرجه، فالشارح رأى البيهقى رواه عن الحاكم فألزم المصنف بذلك مع أنه إذ نقل الحديث من الشعب قد رأى البيهقى رواه عن شيخه الحاكم، ولكن الأمانة والتحقيق منعتاه من ذلك بخلاف الشارح، والحديث مر الكلام عليه قريبًا.
1680/ 3989 - "خِيَارُكُمْ أحسَنُكُم قَضَاءً لِلدَّيْنِ".
(ت. ن) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه وهو ذهول عجيب، فقد عزاه هو في الدرر إليهما معًا باللفظ المزبور، وقال الحافظ العراقى: متفق عليه.
قلت: هو ذهول عجيب ولكن من الشارح لا من المصنف، فإن الشيخين لم يروياه بهذا اللفظ بل بألفاظ منها:"إن خياركم"، وقد عزاه المصنف سابقًا إلى أحمد [2/ 393، 509] والبخارى [3/ 130، رقم 2306] وغيره، وأما مسلم فلم يقع عنده بلفظ يصح ذكره في هذا الكتاب إلا على سبيل الحذف من أول الحديث (1)، واصطلاح المصنف في الدرر غير اصطلاحه هنا كما بيناه غير مرة.
1681/ 3994 - "خِيَارُكُمْ الَّذِينَ إِذَا سَافَرُوا قَصَرُواِ الصَّلاةَ وَأَفْطَرُوا".
الشافعى، والبيهقى في المعرفة عن ابن المسيب مرسلا
(1) رواه مسلم (3/ 1225، رقم 1601/ 121، 122) بألفاظ مختلفة.
قال الشارح: ووصله أبو حاتم عن جابر.
قلت: قال ابن أبي حاتم [1/ 255، رقم 755]: سألت أبي عن حديث رواه سهل بن عثمان العسكرى قال:
ثنا غالب بن فائد عن إسرائيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر"، قال أبي: حدثنا عبد اللَّه بن صالح بن مسلم قال: أنا إسرائيل عن خالد العبد عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبي: وغالب بن فائد مغربى ليس به بأس.
قلت: لكن خالد العبد قال الذهبى: تركه غير واحد، وكذبه الفلاس، والحديث خرجه أيضًا البخارى في الضعفاء [3/ 165] عن محمد بن إدريس هو أبو حاتم بسنده.
1682/ 3995 - "خِيَارُكُمْ مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّه رُؤيتهُ، وَزَادَ في عِلْمِكُمْ منْطِقه، وَرَغَّبَكُمْ فِي الآخِرَةِ عمَلهُ".
الحكيم عن ابن عمرو
قال في الكبير: قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "قيل يا رسول اللَّه من نجالس؟ " فذكره، ورواه العسكرى من حديث ابن عباس.
قلت: لفظ الحديث لا يطابق ما حكاه الشارح عن ابن عمرو بل هو نقل ذلك من حديث ابن عباس الذي قال: "قيل يا رسول اللَّه أى الجلساء خير؟ قال: من ذكركم باللَّه رؤيته" الحديث مثله.
وهذا مطابق للسؤال بخلاف حديث ابن عمرو، ثم إن حديث ابن عباس قد ذكره المصنف فيما سيأتى قريبًا بلفظ:"خير جلسائكم" وعزاه لعبد بن حميد، والحكيم أيضًا.
فكون الشارح لم يعرف ما في الكتاب الذي يشرحه واقتصر على عزوه للعسكرى قصور وذهول، على أن الحديث خرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء [ص 39، رقم 16] وغيره كما سأذكره قريبًا عند ذكر المصنف للحديث.
1683/ 3996 - "خِيَارُكُمْ كُل مُفَتَّنٍ تَوَّابٍ".
(هب) عن على
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: سنده ضعيف اهـ. وذلك لأن فيه ضعيفًا ومجهولًا هو النعمان بن سعد، قال الذهبى في الضعفاء: مجهول.
قلت: النعمان بن سعد يروى عن على عليه السلام، فإن كان في سند البيهقى فهو غير موجود في سند الديلمى، والغالب على الظن أنه غير موجود في سند البيهقى أيضًا (1) لأن الحديث معروف من رواية محمد بن الحنفية عن أبيه، هكذا رواه الديلمى [4/ 275، رقم 2684] قال:
أخبرنا أبو القاسم الرويانى أنا أبو القاسم بن عبد الرحمن ثنا أبو بكر بن أبي سعيد ثنا عبد الرحمن بن إسحاق المقرئ ثنا الواقدى ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن عبد اللَّه بن أبي سفيان عن يزيد بن طلحة عن محمد بن على بن أبي طالب عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خياركم كل مفتن تواب".
ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن الواقدى بهذا الإسناد، إلا أنه قال في المتن:"إن اللَّه يحب المفتن التواب"(2).
وبهذا اللفظ وواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند [1/ 80، 103] من طريق أبي عمرو البجلى عن عبد الملك بن سفيان الثقفى عن أبي جعفر محمد
(1) بل هو في سند البيهقى في الشعب (5/ 418، رقم 7120، 7121).
(2)
انظر بغية الباحث بزوائد مسند الحارث (2/ 972، رقم 1076).
ابن على عن محمد بن الحنفية به.
ومن هذا الوجه رواه الدولابى في الكنى [2/ 62] وأبو نعيم في الحلية [3/ 178، 179] كما ذكرته سابقًا في حديث: "إن اللَّه يحب العبد المفتن التواب".
وفي الباب عن ابن عباس مرفوعًا: "إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكر ذكر" رواه أبو نعيم في الحلية [3/ 211] من طريق عبد اللَّه بن نمير عن عتبة ابن يقظان عن داود بن على عن أبيه عن جده ابن عباس به.
1684/ 4003 - "خَيْرُ التَّابِعِينَ أُوَيْسٌ".
(ك) عن على
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا في أحد الصحيحين، وهو ذهول فقد عزاه الديلمى وغيره لمسلم بأزيد فائدة من هذا ولفظه:"خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرنى وله والدة. . " إلخ قال: وفي مسلم أيضًا: "إن خير التابعين رجل يقال له أويس" الحديث.
قلت: في هذا من سخافة هذا الرجل وأوهامه أمور، الأول: أن حديث على لم يخرجه مسلم أصلًا، ولو كان عند مسلم لما استدركه الحاكم.
الثانى: أن مسلمًا خرجه من حديث عمر بن الخطاب (1) ولكن لم يذكره باللفظ الأول الذي أتى به الشارح أصلًا فقوله: ولفظه: "خير التابعين" إلخ كذب.
الثالث: أنه ذكره باللفظ الثانى المصدر بحرف "إن" وموضع ذلك حرف الهمزة.
(1) أخرجه مسلم (4/ 1968، رقم 2542/ 224).
1685/ 4005 - "خَيْرُ الدُّعَاءِ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إلا اللَّهَ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قدِيرٌ".
(ت) عن ابن عمرو
قال في الكبير: وقال (ت): غريب، وفيه حماد بن حميد ليس بالقوى عندهم اهـ. فعزو المصنف الحديث له وحذفه من كلامه ما عقبه به غير جيد، قال ابن العربى: ليس في دعاء عرفة حديث يعول عليه إلا هذا، وما ذكروا من المغفرة فيه والفضل لأهله أحاديث لا تساوى سماعها.
قلت: في هذا أمران، الأول: المصنف لا ينقل كلام المخرجين وقد عوض عن ذلك الرموز، فرمز لهذا الحديث بعلامة الضعيف.
الثانى: ما نقله عن ابن العربى وأقره عليه باطل، فالأحاديث الواردة بفضل يوم عرفة والمغفرة لأهله كثيرة صحيحة وحسنة ومنها ما هو في صحيح مسلم (1)، وابن العربى بضاعته في الحديث مزجاة لا يكاد يتعدى في معرفة المتون ما في الموطأ والصحيحين وبعض السنن الأربعة، وقد ينكر أحاديث في الصحيحين كما نقل عنه الشارح هنا، ويكفيك أنه ادعى في موطأ إمامه أنه أصح الكتب وأنه أصل الصحيحين، وفيه حديث في فضل عرفة وأهله، ثم يقول: إن جميع تلك الأحاديث لا تساوى سماعها، وقد يورد حديثًا موضوعًا فيصححه، أو يورده محتجًا به كما فعل في حديث السؤال عن الإخلاص وغيره.
1686/ 4006 - "خَيْرُ الدُّعَاءِ الاسْتَغْفَارُ".
(ك) في تاريخه عن على
(1) أخرجه مسلم (2/ 982، رقم 1348/ 436) من حديث عائشة رضي الله عنها.
قلت: سكت عنه الشارح مع أن الديلمى أخرجه [2/ 288، رقم 2720] من طريق الحاكم، والديلمى من مراجع الشارح، وفي سنده كذابان متهمان، محمد بن أشرس وأبو البخترى وهب بن وهب.
قال الحاكم:
حدثنا أبو الطيب محمد بن محمد السعدى ثنا محمد بن أشرس ثنا إبراهيم ابن نصر الفقيه ثنا أبو البخترى ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن على عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء الاستغفار وخير العبادة قول لا إله إلا اللَّه".
1687/ 4009 - "خَيْرُ الذِّكْرِ الخفيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِى".
(حم. حب. هب) عن سعد بن مالك
قال الشارح في الشرحين: أو ابن أبي وقاص.
قلت: هذا تعبير غريب واختراع عجيب لا يدرى ما معناه، فسعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص وكأن الشارح لم يعرف سعدًا هذا، هل هو ابن أبي وقاص، أو أبو سعيد الخدرى، فإن كلًا منهما اسمه سعد بن مالك، ولكن أبا سعيد الخدرى لا يذكر باسمه أصلًا، وإنما يذكر باسمه سعد بن أبي وقاص.
ثم إن ظاهر سكوت الشارح عن استدراك المخرجين يفيد أنه لا يعرف له مخرجًا آخر وهو قصور، فقد أخرجه أيضًا جماعة منهم: قاسم بن أصبغ وابن شاهين في الترغيب [1/ 200، رقم 171](1) وابن الأعرابى في المعجم والثقفى في الثقفيات وابن عبد البر في العلم [1/ 734، رقم 1349] والقضاعى في
(1) أخرجه في الترغيب بلفظ: "خير الرزق ما يكفى، وخير الذكر الخفى".
مسند الشهاب [2/ 217، رقم 1218](1) الذي رتبه الشارح على حروف المعجم.
1688/ 4010 - "خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ الأَنْصَارِ، وَخَيْرُ الطَّعَامِ الثَّرِيدُ".
(فر) عن جابر
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو نعيم، ومن طريقه وعنه أورده مصرحًا فلو عزاه للأصل كان أولى.
قلت: بل لو ترك الشارح فضوله وعرف قدر نفسه لكان أولى، وإذا لم ير المصنف الحديث إلا في الديلمى ولم يتحقق من أى كتاب استخرجه من كتب أبي نعيم الكثيرة، فلا ينبغى عزوه إلا للديلمى.
وقوله: ومن طريقه وعنه أورده مصرحًا، كلام ركيك دال على جهالة بالصناعة الحديثية، بل فيه تناقض ظاهر كما بيناه غير مرة لأن قولهم:"من طريقه" صيغة انقطاع، وقولهم:"عنه" صيغة اتصال. والحديث يرويه الديلمى عن الحداد إجازة عن أبي نعيم، فكيف يقال:"عنه"؟ وإنما يقال: من "طريقه"، دون "عنه".
قال أبو نعيم:
ثنا محمد بن حميد ثنا على بن الحسين بن سليمان ثنا محمد بن محمد بن مرزوق ثنا أحمد بن الحارث بن بهرام ثنا عبد اللَّه بن الأشعث بن سوار عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر به.
(1) ورواه كذلك بالعكس (2/ 217، رقم 1220): "خير الرزق ما يكفى، وخير الذكر الخفى".
1689/ 4024 - "خَيْرُ العبادة أَحقُّها"
القضاعى عن عثمان.
قال الحافظ ابن حجر: يروى بالموحدة وبالمثناة التحتية.
قال في الكبير: قال الحافظ بن حجر: يروى بالموحدة وبالمثناة التحتية ثم قال: واقتصاره على عزو ذلك لابن حجر يؤذن بأنه لم يره لغيره من المتقدمين، مع أنه مسطور في كتاب مشهور وهو الفردوس، فقال فيه بعدما قدم رواية العبادة بالباء الموحدة ما نصه: وفي رواية: "خير العيادة أخفها" أى قيامًا من عند المريض.
قلت: تأمل هذا تجده بلغ الغاية في السخافة، والحديث قال القضاعى:
أخبرنا أبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد أنا أبو أحمد عبد اللَّه بن محمد المفسر ثنا أحمد بن على بن سعيد المروزى ثنا ابن أبي زائدة ثنا المحاربى عن سلام المدائنى حدثنى عبد الرحمن بن زياد بن أبي مريم عن عثمان بن عفان به.
1690/ 4025 - "خَيْرُ العَمَلِ أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ رَطبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّه".
(حل) عن عبد اللَّه بن بسر
قلت: ما رأيت هذا الحديث في النسخة المطبوعة من الحلية، وقد أخرجه أحمد في الزهد من مرسل الحسن، فقال:
حدثنا حسين بن محمد ثنا المبارك عن الحسن قال: "سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أى العمل خير؟ قال: تموت يوم تموت ولسانك رطب من ذكر اللَّه عز وجل".
1691/ 4026 - "خَيْرُ الغذَاءِ بَوَاكِرُهُ، وَأَطْيَبُهُ أَوَّلُهُ".
(فر) عن أنس
قال في الكبير: رواه من طريق غسان بن مالك عن عنبسة بن عبد الرحمن عن أبي زكريا اليمامى عن أنس، وغسان ليس بالقوى وعنبسة متروك، قال: ورواه أبو نعيم أيضًا، وعنه أورده الديلمى مصرحًا بعزوه إلى الأصل فلو عزاه المؤلف إليه كان أولى.
قلت: بل لو سكت الشارح وستر سخافته لكان أولى، فالديلمى ما رواه عن أبي نعيم بل عن الحداد عنه، فيقال: رواه من طريقه لا عنه.
وقوله: مصرحًا بعزوه إلى الأصل جهالة وكذب فالديلمى ما عزاه، وإنما أسنده من طريق أبي نعيم، وذلك [لا] يقال فيه عزو، وإنما يقال فيه إسناد.
أما كونه ذكر الأصل فكذب، إذ الأصل هو الكتاب المخرج فيه الحديث، والديلمى لم يذكر كتابًا، وأبو نعيم خرج الحديث في تاريخ أصبهان في ترجمة أحمد بن محمد بن على بن رستة أبي حامد الجمال الصوفى (1/ 162)، وإذا لم يقف المصنف عليه في الأصل ولا عرف في أى كتاب خرجه أبو نعيم فلا ينبغى له أن يعزوه إلا إلى الديلمى كما فعل.
1692/ 4030 - "خَيْرُ المَاءِ الشَّبمُ، وخَيْرُ المَالِ الغَنَمُ، وخَيْرُ المَرْعَى الآرَاكُ والسلمُ".
ابن قتيبة في غريب الحديث عن ابن عباس
قال في الكبير: فظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وإلا لما أبعد النجعة وهو ذهول، فقد خرجه الديلمى من مسند الفردوس عن أبي هريرة المذكور باللفظ المزبور.
وقال في الصغير: ورواه الديلمى عن أبي هريرة.
قلت: إن [المصنف] إذا عزا الحديث للديلمى وكان عنده من طريق أبي
نعيم أو الحاكم، يتعقبه [الشارح] بأن الأولى عزوه إلى الأصل دون الفرع وهو مخطئ في ذلك من جهة كون المصنف لم يتحقق الحديث في الأصل ولم يره فيه، وفي هذا الموضع لما تحققه المصنف أو وقف عليه في أصل الغريب لابن قتيبة تعقبه بعكس ذلك، وهو كونه كان ينبغى له العزو إلى الفرع دون الأصل، فهذا غاية في التعنت وسوء القصد، ولذلك كتب في الكبير: وخرجه الديلمى عن أبي هريرة المذكور، مع أن المذكور في الأصل ابن عباس وكذلك هو في مسند الفردوس، بل الديلمى في الحقيقة لم يخرجه إنما أورده من الغريب لابن قتيبة بسنده، قال ابن قتيبة:
ثنا إبراهيم بن مسلم عن إسماعيل بن مهران عن الريان بن عباد عن عمر بن موسى عن الزهرى عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عباس به، بالزيادة التي نقلها الشارح، وعمر بن موسى كذاب وضاع فالحديث من إفكه.
1693/ 4033 - "خَيْر النَّاسِ قرنِى، ثُمَّ الذِينَ يلُوَنُهم، ثمَّ الذِينَ يلُونَهُم، ثُمَ يَجِئ أَقْوام تَسْبِق شَهَادةُ أَحَدِهِم يمينُهُ، ويمينُهُ شَهَادُتُه".
(حم. ق. ت) عن ابن مسعود
قال في الكبير: ورواه عنه النسائى في الشروط، وابن ماجه في الأحكام، فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد الترمذى به من بين الأربعة غير جيد، بل قال المصنف: يشبه أن الحديث متواتر.
قلت: ما خرجه النسائى في الصغرى الذي هو أحد الكتب الستة من حديث ابن مسعود، وإنما خرجه من حديث عمران بن حصين في كتاب الإيمان والنذور، وليس في الصغرى كتاب الشروط أصلًا.
وابن ماجه خرجه في أبواب الشهادات لا في أبواب الأحكام، وما قال أحد أن العزو إلى جميع أهل السنن الأربعة واجب وتركه نقص، وقوله: بل قال
المصنف يشبه. . . إلخ.
فيه أمران، أحدهما: أن هذا التعبير فاسد إذ لا معنى لذكر "بل" هنا.
ثانيهما: أن المصنف لم يقل: الأشبه بل جزم بذلك، وعده في الأزهار من المتواتر فقال: أخرجه الشيخان عن ابن مسعود وعمران بن حصين وأحمد ومسلم عن أبي هريرة وعائشة، وأحمد عن بريدة والنعمان بن بشير، والطيالسى عن عمر، والطبرانى عن سعد بن تميم وجعدة بن هبيرة، وفي الأوسط عن سمرة، وفي الكبير أيضًا عن أبي برزة وجميلة بنت أبي لهب، وابن أبي شيبة عن عمرو بن شرحبيل مرسلًا اهـ.
قلت: وفي الباب أيضًا عن آخرين منهم جابر بن سمرة وعبد اللَّه بن عمرو ابن العاص وسعد بن أبي وقاص خرجتها في مرضع آخر.
1694/ 4040 - "خَيْرُ النَّاسِ خَيْرُهُمْ قَضَاءً".
(هـ) عن العرباض بن سارية
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن ابن ماجه تفرد به من بين الستة وإلا لما أفرده بالعزو وهو ذهول، فقد رواه الجماعة كلهم إلا البخارى عن أبي رافع، قال:"استسلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكرًا فجاءته إبل الصدقة فأمرنى أن أقضى الرجل بكره، فقال: لا آخذ إلا جملًا رباعيا، فقال: أعطه إياه فإن خير الناس أحسنهم قضاء".
قلت: قبح اللَّه الغباوة والبلادة، فانظر كيف يتعقب المصنف بحديث يورد لفظه الذي لا يدخل في هذا الحرف فيبرهن على بلادته المتناهية وهو لا يشعر، نسأل اللَّه العافية.
1695/ 4043 - "خَيْرُ النَّاسِ مُؤمن فَقِيرٌ يعْطِى جَهْدَهُ".
(فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: سنده ضعيف جدًا اهـ.
وقال في الصغير: إسناده صحيح.
قلت: هكذا حرمان التوفيق، ينقل في كبيره عن العراقى أنه ضعيف جدًا ثم يقول في صغيره: إسناده صحيح.
والحديث خرجه الديلمى من طريق أبي نعيم فاختصوه مقتصرًا على المتن المرفوع كما هنا، وهو عند أبي نعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة إسحاق بن إسماعيل الرملى من روايته عن عبد الوهاب بن الضحاك:
ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد اللَّه بن دينار عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام في أصحابه فقال: أى الناس خير؟ فقال بعضهم: مؤمن غنى يعطى حق نفسه وماله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل هذا وليس به ولكن خير الناس مؤمن. . . " وذكره.
وعبد الوهاب بن الضحاك متروك منكر الحديث متهم، فالحديث ساقط، فكيف يكون سنده صحيحًا؟
1696/ 4044 - "خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهم لِلنَّاسِ".
القضاعى عن جابر
قال في الكبير: وفيه عمرو بن بكر السكسكى، قال في الميزان: واه، وقال ابن عدى: له مناكير، وقال ابن حبان: يروى عن الثقات الطامات، ثم أورد له أخبارا هذا منها.
قلت: لا وجود لعمرو بن بكر السكسكى في سنده، قال القضاعى:
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر النحاس أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن
الأعرابى ثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمى ثنا على بن بهرام ثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر به.
وعمرو بن بكر إنما رواه من طريقه ابن حبان في الضعفاء، فقال:
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى الأنصارى مؤذن مسجد بيت المقدس ثنا عمرو بن بكر السكسكى عن ابن جريج به.
ومن تهور الشارح أنه يرى الحديث في ترجمة رجل فيجزم بأن المخرج رواه من طريقه فيأتى بالباطل والكذب كهذا، فينه جزم بأن القضاعى أخرجه من طريقه.
والسند وإن كان ضعيفًا إلا أنه ورد من طرق أخرى متعددة من حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وابن مسعود وأبي هريرة وبعض الصحابة والحسن مرسلًا، أسندت جميعها في مستخرجى على مسند الشهاب والحمد للَّه.
1697/ 4046 - "خَيْرُ النِّسَاءِ مَنْ تَسُرُّكَ إِذَا أبْصَرتَ، وَتُطِيعُكَ إِذَا أمَرْتَ، وَتَحْفَظُ غَيْبَتَكَ فِي نَفْسِهَا ومالكَ".
(طب) عن عبد اللَّه بن سلام
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا مما لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وهو وهم، فقد خرجه ابن ماجه بخلف لفظى يسير، مع الاتحاد في المعنى، ولفظه:"خير النساء إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها".
قلت: كذب الشارح واللَّه فإنه لا يخلوا أن يكون أراد الحديث من أصله، أو حديث عبد اللَّه بن سلام بخصوصه، فإن أراد الحديث من أصله فقد قدمه
المصنف قبل هذا من حديث أبي هريرة وعزاه لأحمد والنسائى، وإن أراد حديث عبد اللَّه بن سلام فابن ماجه ما خرجه أصلًا، وإنما خرج حديثًا لأبي أمامة لا باللفظ الذي ذكره الشارح، بل ذلك من صريح كذبه الممقوت، قال ابن ماجه:
حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن على ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه خيرًا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"، وقد ذكره المصنف في حرف الميم وعزاه لابن ماجه.
1698/ 4052 - "خَيْرُ أُمَّتِى بَعْدِى أَبُو بَكْرٍ وَعمر".
ابن عساكر عن على والزبير معًا
قال في الكبير: زاده يعنى قوله معا دفعًا لتوهم أن الواو بمعنى أو.
قلت: بل زاده ليتحقق أنك بعيد عن دراية الحديث وأدخلت نفسك فيه وأنت لا تعرفه، فالمخرج قد يروى الحديث بسندين عن صحابيين، وقد يرويه بسند واحد عن صحابيين، يقول التابعى: سمعت فلانا وفلانا يقولان: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كذا، فالمؤلف قال: معًا، ليبين أنه رواه بسند واحد عنهما، ولم يروه عن كل واحد بسند خاص إليه.
1699/ 4058 - "خَيْرُ بَيْتٍ في المُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي المُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيه، أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذَا"
(خد. هـ. حل) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وقال المنذرى: رجال ابن ماجه موثقون، وقال العراقى: فيه ضعف.
قلت: أخرجه أيضًا ابن المبارك في الزهد، والطبرانى في مكارم الأخلاق والبغوى في التفسير في سورة الضحى، وليس لهذا ذكرته ولكن لما سيذكره الشارح بعد هذا.
1700/ 4059 - "خَيْرُ بيوتِكُمْ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ".
(عق. حل) عن عمر
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور من حديث أبي هريرة، وعنه أورده في الفردوس.
قلت: كتب [الشارح] بيده الحديث قبل هذا مباشرة وقد عزاه المصنف للبخارى في الأدب وابن ماجه، وزاد هو النقل عن المنذرى بأن رجال ابن ماجه موثقون، ثم عقبه مباشرة يستدرك به كأنه لم يره، وبدلًا من أن يستدرك حديث أبي هريرة الذي ذكره المصنف قبل هذا مباشرة في غير موضعه -وهو حديث عمر هذا- كان من حقه أن يتنبه لقصوره وجهله، فإن حديث عمر خرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب وهو من مراجعه، بل قد رتب أحاديثه وادعى أنه خرجها، وقد رأيت تخريجه بل كان عندى، وأخرجته لأنه أسخف من عقله، فإنه عمد إلى أحاديث الشهاب ورتبها على حروف المعجم ورمز عقب كل حديث بعلامة الضاد إشارة إلى أنه خرجه القضاعى مؤلفه، وهذا نهاية في السخافة بحيث لا يأتى به إلا مثله.
1701/ 4060 - "خَيْرُ تَمْرِكُمْ البرنى يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلا دَاءَ فِيهِ".
الرويانى (عد. هب) والضياء عن بريدة (عق. طس) وابن السنى وأبو نعيم في الطب (ك) عن أنس (طس. ك) وأبو نعيم عن أبي سعيد
قال في الكبير: وهذا أورده ابن الجوزى في الموضوعات لكن تعقبه المؤلف بأن الضياء أخرجه أيضًا في المختارة ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه، هذا قصارى [ما رد] به عليه ولا يخفى ما فيه.
قلت: نعم لا يخفى ما فيه، [إذ] لا يربك في المصنف تعقبًا إلا إذا جاء بالمهاجرين والأنصار من مراقدهم يشهدون لابن الجوزى بأنهم سمعوا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم فحينئذ يكون في نظرك متعقبًا، وقد تختلق لتلك المعجزة الكبرى أيضًا ما يوحيه إليه شيطانك، والغريب أنه يكذب صريحا، إذ يدعى أن قصارى ما تعقب به المصنف كون الضياء خرجه في المختارة، ولم يتعقبه الحافظ مع أنه لو اقتصر على ذلك لكان آتيًا بغاية الإفادة، ولكن شيئًا من ذلك لم يكن، بل ابن الجوزى أعل الحديث بعقبة بن عبد اللَّه الأصم، ونقل عن ابن حبان أنه ينفرد بالمناكير عن المشاهير فتعقبه المصنف بأمور، أحدها: أن عقبة المذكور خرج له الترمذى.
ثانيها: أن ابن عدى قال: بعض أحاديثه مستقيمة وبعضها مما لا يتابع عليه، وهذا الحديث قد توبع عليه من طرق متعددة.
ثالثها: أن البخارى خرجه في تاريخه الكبير وكذلك البيهقى في الشعب، وهو لا يخرج حديثًا لعلم أنه موضوع، كما أن البخارى لا يسكت على حديث موضوع.
رابعها: أن الحافظ ضياء الدين صححه فأخرجه في المختارة وأقره على ذلك الحافظ.
خامسها: أن له شواهد من حديث أبي سعيد الخدرى وأنس بن مالك ومزيدة العصرى وبعض وفد عبد القيس، وهى في مسند أحمد ومستدرك الحاكم ومعجم الطبرانى ونوادر الأصول للحكيم وغيرهم، فهذا مفصل ما تعقب به المصنف لا ما افتراه الشارح فالعجب ممن ترجمه ووصفه بالزهد والصلاح، فواللَّه ما حام الصلاح حول كذاب.
1702/ 4061 - "خَيْرُ ثيابِكُمْ البَيَاضُ أَلْبِسُوهَا أحياءَكُمْ، وَكفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ".
(قط) في الأفراد عن أنس
قال في الكبير: ورواه الحاكم باللفظ المزبور عن ابن عباس، وصححه ابن القطان، قال ابن حجر: ورواه أصحاب السنن غير أبي داود والحاكم أيضًا من حديث سمرة واختلف في وصله وإرساله اهـ. فعدول المصنف للدارقطنى تقصير.
قلت: حديث ابن عباس قد ذكره المصنف بعد هذا مباشرة وعزاه لابن ماجه والطبرانى والحاكم.
وحديث سمرة قد قدمه المصنف سابقًا بلفظ: "البسوا الثياب البيض" وعزاه لأحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه والحاكم، فلو كان للشارح حياء لاقتصر على التعقب بحديث سمرة، لأنه قد طال عهده به من حرف الهمزة إلى حرف الخاء، وهو نسى جاهل بالحديث، ولكن إذ كتب حديث ابن عباس بعد هذا مباشرة كان يتذكر ما كتبه هنا ويرجع عنه، ولكنه ساقط.
ثم إن الحديث خرجه الدارقطنى في الجزء الثالث والثمانين من الأفراد، قال:
حدثنا عبد الصمد بن على الكرمى ثنا الفضل بن العباس الصواف ثنا عبد الوهاب بن إبراهيم ثنا أيوب بن سليمان أبو اليسع ثنا زكريا بن حكيم عن الشعبى عن أنس به.
ثم قال تفرد به زكريا بن حكيم، ولم يروه عنه غير أبي اليسع أيوب بن سليمان.
1703/ 4063 - "خَيْرُ جُلَسَائِكُمْ مَنْ ذَكَّرَكُمْ اللَّه رُؤْيتهُ، وَزَادَ فِي عملكم منطقهُ، وَذَكَّرَكُمْ الآخِرة عَمَلُهُ".
عبد بن حميد والحكيم عن ابن عباس
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأشهر من هذين والأمر بخلافه، بل رواه أبو يعلى باللفظ المزبور عن ابن عباس المذكور.
قلت: ليس أبو يعلى أشهر من عبد بن حميد ولا الحكيم الترمذى بل كلهم في الشهرة سواء، وإنما يختلق الشارح هذا ليتمكن من التعنت على المصنف لظنه أن ذلك يحط من قدره، وإنما يتوهم الشارح ذلك وإذا تركنا مجمع الزوائد والترغيب للمنذرى المصنفين على الأبواب، وقلنا للشارح استدرك من غيرهما أو من نفس الأصول كالمسانيد والأجزاء والمصنفات، فلا يدرى ما يقول، فهلا استحى وعلم أن الرجوع إلى المصنفات المرتبة على الأبواب شأن العجزة الضعفة، فإن مطلق العامة يمكنه أن يفعل مثل ما فعل الشارح مع التحفظ من الغلط والكذب، والنباهة والفطنة في الإيراد.
والحديث خرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في الأولياء (رقم 25) من طريق عبيد اللَّه بن موسى:
أنا مبارك بن حسان عن عطإء عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير جلسائكم، من ذكركم اللَّه رؤيته" الحديث.
وأخرجه الطوسى في (6/ 97) من أماليه من طبع بلاد العجم، من طريق عبيد اللَّه بن سليمان عن محمد بن على العطار عن هارون ابن أبي بردة عن عند اللَّه بن موسى به، لكنه قال: عن مبارك بن حسان عن عطية بدلَ عطاء، وتقدم الحديث قريبًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو.
1704/ 4067 - "خَيْرُ دِينكُمْ أَيْسرهُ".
(حم. خد. طب) عن محجن بن الأدرع (طب) عن عمران بن حصين (طس. عد) والضياء عن أنس
قلت: لم يجد [الشارح] في مجمع الزوائد ما يستدرك به على المؤلف، فحديث محجن رواه جماعة منهم ابن أبي شيبة ومسدد وأبو داود الطيالسى في مسانيدهم والقضاعى في مسند الشهاب وآخرون ممن ألفوا في الصحابة.
وحديث أنس رواه أيضًا الطبرانى في الصغير وأبو نعيم في تاريخ أصبهان وابن عبد البر في العلم، ورواه أحمد من حديث أعرابى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع في حديث محجن اضطراب ذكرته في المستخرج على مسند الشهاب.
1705/ 4071 - " خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ".
(ع. طب) عن واثلة (هب) عن أنس وعن ابن عباس (عد) عن ابن مسعود
قلت: أسخف الشارح هنا في كون المصنف لم يذكر كلام البيهقى على الحديث، وهو تعنت ممقوت، فإن المصنف التزم أن لا يذكر كلام أحد إلا نادرًا لحاجة تدعو إلى ذلك، لكنه لم يجد ما يسخف به من جهة استدراك المخرجين لأنه ليس في مجمع الزوائد شيء زائد.
وحديث واثلة أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة، قال:
حدثنا الحسن بن حبيب الكرمانى ثنا سعد بن الربيع السمان ثنا عنبسة بن سعيد ثنا حماد مولى بنى أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة به.
وحديث أنس أخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب، قال:
حدثنا أبي ثنا محمد بن على الجوزجانى ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا ثابت عن أنس به، وقال أبو نعيم في التاريخ:
أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر فيما أذن ثنا عامر بن عامر أبو يحيى ثنا مسلم بن إبراهيم به، وزاد:"ولا يقبل اللَّه صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول، ولو يعلم المتخلفون عن هاتين الصلاتين لأتوهما ولو حبوا".
1706/ 4074 - "خَيْرُ طَعَامِكُمُ الخُبْزُ، وَخَيْرُ فَاكِهَتِكُمُ العِنَبُ".
(فر) عن عائشة
قال في الكبير: كتب الحافظ ابن حجر على حاشية الفردوس بخطه: هذا
السند مختلط، وأقول: فيه الحسن بن شبل، أورده الذهبى في ذيل الضعفاء وقال: كان ببخارى معاصرًا للبخارى، كذبه سهل بن شاذويه الحافظ وغيره اهـ. وخرجه ابن على أيضًا عنها مرفوعًا بلفظ:"عليكم بالمرازقة، أكل الخبز مع العنب، وخير الطعام الخبز"، قال: -أعنى ابن عدى- هذا موضوع، والبلاء فيه من عمرو بن خالد الأسدى وأورده ابن الجوزى في الموضوعات، وأقره عليه المؤلف في مختصرها.
قلت: في هذا أمور، الأول: هذا الحديث موضوع، فيلام المصنف على ذكره هنا ولا بد.
الثانى: ما نقله الشارح عن الحافظ مما كتبه بهامش مسند الفردوس هو حق وصواب، ولكن الشارح فهم منه أن الحافظ لم يهتد لعلة الحديث ولم يعرف منه إلا كونه مختلطًا، فتبرع هو ما شاء اللَّه على الحافظ بالبيان، وليس غرض الحافظ ما ظن الشارح المسكين، فإن ذلك معلوم بالضرورة لمن هو دون الحافظ، فكيف به؟.
ولكن سند الديلمى وقع فيه اختلاط فاسمعه لتعرفه إن كنت من أهل دراية الحديث، قال الديلمى:
أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أبو على بن منجويه وحدثنا أحمد بن على ثنا أحمد بن أبي نضر ثنا القاسم بن أبي صالح ثنا أحمد بن رزق اللَّه ثنا الحسن ابن شبل ثنا عمرو بن خالد عن هضام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، فأول هذا السند مختلط فيه شيوخ أبي نعيم بشيوخ الديلمى.
الثالث: أن الحسن بن شبل المذكور في السند هو العبدى، وأظنه أقدم ممن ذكره الذهبى لأن ذاك معاصر للبخارى، والبخارى لم يدرك أصحاب هشام بن عروة.
الرابع: ما نقله عن الذهبى في ذيل الضعفاء هو موجود في الضعفاء بالنص، فذكر الذيل كذب وتدليس.
الخامس: سند الحديث عند الديلمى وابن عدى واحد إذ كلاهما رواه من طريق الحسن بن شبل عن عمرو بن خالد عن هشام بن عروة، وابن عدى قد أعله بعمرو بن خالد واتهمه به، فكيف ساغ بعد ذلك للشارح أن يعلله بالحسن بن شبل البرئ منه، وإن كان ابن عدى قد أعله مرة أخرى بشيخه أحمد بن حفص بن عمر السعدى وادعى أن سنده موضوع منه على من فوقه ولكن ذلك غير صواب لأنه كما عند الديلمى مروى من غير طريق السعدى.
1707/ 4075 - "خَيْرُ طِيبِ الرجالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِي لَوْنُهُ، وَخَيْرُ طيب النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِي رِيحُهُ".
(عن) عن أبي موسى
قال (ش): بإسناد ضعيف.
قلت: خفى على الشارح أن الحديث صحيح من حديث أبي هريرة وعمران ابن حصين وأنس بن مالك وغيرهم كما سيأتى في حرف "الطاء" بلفظ: "طيب الرجال" الحديث، ولو علم ذلك لأسخف على الشارح ولكن اللَّه سلم لكون الحديث لم يذكر في مجمع الزوائد، فالحمد للَّه.
1708/ 4076 - "خَيْرُ لَهْوِ المُؤْمِنِ السِّبَاحَةُ، وَخَيْرُ لَهْوِ المَرْأَةِ المَغْزَلُ".
(عد) عن ابن عباس
قال في الكبير: رواه من طريق جعفر بن نصر ثم قال: إنه يحدث عن الثقات بالبواطيل اهـ. ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه وأقره عليه المصنف.
قلت: كذب الشارح، بل تعقبه بذكره شاهده الذي أخرجه أبو نعيم من حديث أنس رفعه:"نعم لهو المرأة مغزلها".
وللمصنف: "الأجر الجزل في الغزل" أورد فيه الآثار الواردة في الباب.
1709/ 4081 - "خَيْرْ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ وَالقَسْطُ النَّجرى، وَلا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ".
(حم. ن) عن أنس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه، وهو كذلك من حيث اللفظ، أما في المعنى فهو في الصحيحين معًا.
قلت: وقضية حال الشارح أنه عالم عاقل، وهو كذلك من حيث الظاهر أما في الحقيقة والباطن فهو كما ترى.
1710/ 4083 - "خَيْرُ مَا رُكِبَتْ إِلَيهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدى هَذَا وَالبَيْتُ العَتِيق".
(حم. ع. حب) عن جابر
قال في الكبير: ورواه عنه أحمد بلفظ: "خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم ومسجدى"، قال الهيثمى: وسنده حسن.
قلت: الشارح أسقط رمز أحمد وهو ثابت في الأصل، ثم استدرك به من مجمع الزوائد، والواقع أن الحديث في مسند أحمد باللفظ المذكور هنا كما عزاه إليه المصنف.
ورواه باللفظ الثانى الطحاوى في مشكل الآثار (1/ 241) عن الربيع الخيرى:
ثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى ابن عقبة عن أبي الزبير عن جابر: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: خير ما ركب إليه الرواحل مسجد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومسجد محمد صلى الله عليه وسلم".
1711/ 4084 - "خَيْرُ مَا يَخْلفُ الإنْسَانُ بَعْدَهُ ثَلاثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُه أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِه مِنْ بَعْدِهُ".
(هـ. حب) عن أبي قتادة
قال في الكبير: قال المنذرى بعدما عزاه لابن ماجه: إسناده صحيح، فظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه تفرد بصراجه عن الستة وهو ذهول، فقد عزاه ابن حجر إلى مسلم، وعبارته بعدما عزا خبر "إذا مات ابن آدم" إلى مسلم ما نصه: وله وللنسائى وابن ماجه وابن حبان من طريق أبي قتادة: "خير ما يخلف الرَّجل بعده. . . " إلى آخر ما هنا.
قلت: كل ما تعقب به الشارح المصنف باطل، والعجب أنه نقل عن الحافظ المنذرى اقتصاره في عزو الحديث إلى ابن ماجه، ولكنه لم يتنبه بذلك ولم يكتف به، لأنه ليس فيه بغيته المنشودة، وفيه ما يبين قصور المصنف على ظنه، فانتقل إلى هذا النقل الخطأ الذي وهم فيه الحافظ تبعًا لأصله، فإنه ذكر ذلك في كتاب الرقف من التلخيص الحبير الذي اختصر فيه كتاب ابن الملقن، وتبع فيه كلامه دون تحرير.
فهذا الحديث ما خرجه مسلم ولا النسائى أصلًا بل انفرد به من بين الستة ابن ماجه وحده، وإنما الموجود في صحيح مسلم حديث أبي هريرة:"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث" الحديث.
نعم أخرجه الديلمى في مسند الفردوس من حديث أبي قتادة من طريق النسائى
ولعله في كناه أو غيره من كتبه.
وأورده الحافظ في زهر الفردوس مع أنه لا يورد فيه من الأصل ما هو مخرج في الكتب المشهورة كما ذكره في خطبة كتابه، وذلك مما يدل على أنه قلد ابن الملقن في عزوه إلى مسلم ولم يحرر ذلك في التلخيص.
وأخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة، قال:
حدثنا سعيد بن عبد اللَّه الفرغانى المعروف بعثكل ثنا إسماعيل بن عبيد بن عمر ابن أبي كريمة الحرانى ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم ثنى زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن أسلم عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه به.
1712/ 4085 - "خَيْرُ مَا يَمُوتُ عَلَيهِ العَبْدُ أَنْ يَكُونَ قَافِلا مِنَ حجٍّ أَوْ مُفْطِرًا مِنْ رَمَضَانَ".
(فر) عن جابر
قال في الكبير: وفيه أبو جناب الكلبى، ضعفه النسائى والدارقطنى، ورواه عنه أيضًا الطبرانى، وعنه ومن طريقه أورده الديلمى مصرحًا، فلو عزاه المصنف لكان أولى.
قلت: ولو سكت الشارح وحقق ما ينقل لكان أولى فالديلمى ما أسنده من طريق الطبرانى أصلًا، بل قال:
أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم ثنا عبد اللَّه بن محمد بن جبير ثنا أحمد بن محمد ابن حمدويه ثنا أحمد بن محمد بن غالب ثنا أحمد بن عبيد اللَّه ثنا سلمة بن عوانة عن أبي جناب الكلبى عن أبي الزبير عن جابر به.
وقوله: وعنه وعن طريقه، كلام ركيك فاسد نبهنا عليه مرارًا.
1713/ 4086 - "خَيْرُ مَالِ المَرْءِ مُهْرَةٌ مَأْمُوْرَةٌ أَوْ سكة مَأْبُورَة".
(حم. طب) عن سويد بن هبيرة
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله ثقات.
قلت: لم يجد الشارح ما يستدرك به على المصنف لعدم وقوفه على من ذكر وهو قصور، وإن كان لا يعد على مثله.
فالحديث خرجه أيضًا ابن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة وابن سعد في الطبقات وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو إسحاق الحربى في غريب الحديث لهما، وإسحاق بن راهويه في مسنده، والبخارى في التاريخ الكبير، والدولابى في الكنى والأسماء، وابن الأعرابى في المعجم، والقضاعى في مسند الشهاب، وقد رتبه الشارح وخرجه فيما زعم ذلك التخريج العدم الباطل، فأين كان عن ذكره هنا؟
1714/ 4087 - "خَيْرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعْر بُيُوتِهِنَّ".
(حم. هق) عن أم سلمة
زاد في الكبير: وكذا أبو يعلى والديلمى قال: وقال في المهذب: إسناده صويلح اهـ. وقال الديلمى: صحيح، وهو زلل لأنه من حديث ابن لهيعة عن دراج.
قلت: لم يقع ابن لهيعة إلا في أحد سندى أحمد، ورواه من وجه آخر ليس فيه ابن لهيعة وهو ما رواه عن يحيى بن غيلان:
ثنا رشدين حدثنى عمرو بن الحارث عن أبي السمح عن السائب مولى أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها.
وكذلك لم يقع ابن لهيعة في سند البيهقى، فإنه رواه من طريق ابن وهب: أَنبأنا عمرو بن الحارث به.
ورواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه أيضًا، وعنه رواه البيهقى.
وكذلك رواه القضاعى في مسند الشهاب من غير طريق ابن لهيعة أيضًا بل رواه من طريق موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث به.
وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وغيرهما.
1715/ 4091 - "خَيْرُ نِسَاءِ أُمَّتِي أَصْبَحُهُنَّ وَجْهًا وَأَقَلُّهُنَّ مَهْرًا".
(عد) عن عائشة
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ابن عدى خرجه وأقره، والأمر بخلافه، فإنه أخرجه في ترجمة الحسين بن المبارك الطبرانى وقال: إنه متهم. قلت: ابن عدى لا يخرج ما يقر ولا كتابه مؤلف لذلك، بل هو في الرجال الضعفاء، فكل ما فيه أو أغلبه فهو مردود منكر، والعزو إليه مؤذن بذلك كما صرح به المؤلف في خطبة الأصل، وزاد الرمز له بعلامة الضعيف.
والحديث باطل موضوع فكان على المؤلف ألا يذكره.
1716/ 4093 - "خَيْرُ نِسَائِكُمْ العَفِيفَةُ الغلمةُ، عَفِيفَةٌ في فَرْجِهَا، غلمة عَلَى زَوْجها".
(فر) عن أنس
قال في الكبير: وفيه عبد الملك بن محمد الصنعانى، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به عن زيد بن جبيرة، قال الذهبى: تركوه، ورواه ابن لال ومن طريقه أورده الديلمى مصرحًا، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أصوب.
قلت: ابن لال له مصنفات فإذ لم يتحقق المصنف في أى مصنف منها خرج الحديث، فكيف يعزوه إليه؟
وقوله: مصرحًا، كلمة سخيفة اعتادها الشارح لظنه أن الناس كلهم مثله لا يعرفون من الرجال إلا ما صرح باسمه وكنيته ولقبه.
ثم إن الحديث ورد من وجه آخر عن يحيى بن سعيد، فقد أخرجه ابن عدى في الكامل من رواية أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس، فهي متابعة لعبد الملك الصنعانى الذي رواه عن زيد بن جبيرة عن يحيى ابن سعيد.
وقد أورد الذهبى الحديث في ترجمة إسماعيل بن عياش من الميزان، والشارح قد رتب أحاديثه فأين كان عن ذكر طريقه هنا؟.
1717/ 4098 - "خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ به اللدُود، وَالسعوطُ، وَالحِجَامَة، وَالمَشْى"
(ت) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه ابن ماجه عنه أيضًا، فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد الترمذى به من بين الستة غير صواب.
قلت: بل كذب الشارح وتهوره غير صواب، فابن ماجه ما خرجه أصلًا مطلقًا.
1718/ 4100 - "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي"
(ت) عن عائشة (هـ) عن ابن عباس (طب) عن معاوية
قال في الكبير: وظاهر كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه وألامر بخلافه، بل بقيته عند الترمذى كما في الفردوس وغيره:"وإذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه".
قلت: من تهور الشارح أنه لا ينقل نقلًا عن أحد أو كتاب إلا ويقول: "وغيره"، ولو كان ذلك المنقول منفردًا بما نقل عنه، فكلمة "غيره" لا يراها شيئًا في تهوره، وهي من الكذب.
فآخر الحديث عند الترمذى: "وإذا مات صاحبكم فدعوه"، ليس عنده:"ولا تقعوا فيه"، وأخشى أن تكون زيادة من كيس أوهام الشارح حتى على الديلمى، أما ذلك الغير فهو موهوم لا وجود له.
وحديث ابن عباس أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار (3/ 211).
وحديث معاوية أخرجه أيضًا الثقفى في الثقفيات في أول الثامن منها.
وأبو عبد اللَّه الحسين بن يحيى القطان في جزئه دون قوله: "وأنا خيركم لأهلى".
ورواه أبو العباس أحمد بن يوسف بن صرفا في جزء من حديثه (تخريج عبد اللطيف بن الفقصى إسلامى) قال:
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن أحمد الحنبلي اليوسفي أنا أبو القاسم محمد بن علي بن ميمون القرشي أنا محمد بن علي بن عبد الرحمن وعلي بن محمد بن بزة الثمالي قالا: حدثنا محمد بن الحسن الثملي أنا عبد الله بن زيدان ثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد ثنا عقبة عن عبد الرحمن بن زياد حدثني سعد بن مسعود: "أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اضربوا النساء على تعليم الخير، ألا إن خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله".
قال المخرج: هذا حديث حسن غريب وألفاظه صحيحة، وسعد بن مسعود في الصحابة ثلاثة هذا أحدهم، وسعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد، وسعد بن مسعود الكندي الكوفي روى عنه قيس بن أبي حازم.
1719/ 4103 - "خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلامَ ".
(ع، ك) عن صهيب
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أحمد باللفظ المزبور، وكأنه أغفله ذهولاً لما سبق أن الحديث إذا كان في مسند أحمد لا يعدل عنه لمن دونه.
قلت: كل هذا كذب فلا المصنف أغفله ولا أحمد رواه باللفظ المزبور، ولا الحديث إذا كان في المسند لا يعدل عنه لمن دونه.
أما أحمد فرواه بلفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أطعم الطعام ورد السلام"، فكونه باللفظ المزبور كذب فإن أوله ألف، والمذكور هنا أوله حاء، وأيضًا هو أمر وحديث الباب خبر، فلهذا لم يذكره المصنف لأنه ليس بموضع له.
وأما كون الحديث إذا كان في المسند فلا يعدل عنه إلى غيره فلا قائل به، ولا معول عليه.
والحديث خرَّجه أيضًا الطبراني في مكارم الأخلاق، قال:
حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ثنا مصعب بن عبد اللَّه الزبيرى ثنا أبي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن صهيب قال: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم من أطعم الطعام"، ولتحديث صهيب به قصة مع عمر رضي الله عنه ذكرها أحمد في مسنده [6/ 16، رقم 23982، 23985] ولوين في جزئه قال:
حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه رضي الله عنه قال: "قال عمر رضي الله عنه لصهيب: أى رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك، قال: وما هن؟ قال: اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سرف في الطعام، قال: أما قولك اكتنيت ولم يولد لي فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كنانى أبا يحيى، وأما قولك وانتميت إلى العرب وأنت من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط سبتنى الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبى، وأما قولك فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم من أطعم الطعام".
ثم قال لوين: ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خياركم من أطعم الطعام".
1720/ 4105 - "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِي مِنْ بَعْدِي".
(ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه أيضًا أبو يعلى وأبو نعيم والديلمى، ورجاله ثقات.
قلت: عزوه لأبي نعيم إنما استفاده من كون الديلمى أخرجه من طريقه وهو عنده في التاريخ في ترجمة محمد بن عبد الرحمن الجوهرى عنه، قال:
ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن معين ثنا خربش بن أنس عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
1721/ 4110 - "خَيْرُكُم المُدَافعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ".
(د) عن سراقة بن مالك
قلت: أخرجه أيضًا الثقفى في الثالث من الثقفيات، قال:
حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب قراءة عليه ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي ثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم البصرى أنا أيوب بن سويد ثنا أسامة بن زيد الليثى عن سعيد بن المسيب عن سراقة بن مالك قال: "خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: خيركم" وذكره.
1722/ 4112 - "خَيْرُكُمْ مَنْ لَمْ يَترُكْ آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ وَلا دنياهُ لآخِرَتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ كَلا عَلَى النَّاسِ".
(خط) عن أنس
قلت: هذا حديث موضوع كما بينته في جزء أفردته للكلام عليه سميته: "صفع التياه بإبطال حديث خيركم من لم يترك دنياه".
1723/ 4119 - "خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَة وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأَنَّهَا أُعَمُّ وَأَكْفَى أَتَرَونَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ المُتَّقِينَ؟ لا، وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ المُتَلَوِّثِينَ الخَطَّائِينَ".
(حم) عن ابن عمر (هـ) عن أبي موسى
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبرانى، قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح خير النعمان بن قراد وهو ثقة.
قلت: هو كذلك ولكن اختلف على زياد بن خيثمة الراوى عنه، فرواه الحسن بن عرفة في جزئه عن عبد السلام بن حرب الملائى عن زياد بن خيثمة
عن نعمان بن قراد عن عبد اللَّه بن عمر به.
ومن طريق الحسن بن عرفة أخرجه ابن مردك في فوائده، والبيهقى في الاعتقاد والصابونى في العقيدة وابن الأبار في المعجم وغيرهم.
ورواه أحمد في المسند [6/ 75، رقم 5451]، ومن طريقه الخطيب في الكفاية عن معمر بن سليمان الرقى عن زياد بن خيثمة فقال: عن على بن النعمان بن قراد عن رجل عن ابن عمر، فجعل اسمه على بن النعمان وأدخل في السند رجلًا مبهمًا.
لكن له طريق آخر من رواية أيوب السختيانى عن نافع عن ابن عمر عند البيهقى في الاعتقاد، ومن رواية مالك عن نافع عند الخطيب في التاريخ.
وفي الباب عن جماعة يأتى ذكرهم إن شاء اللَّه في حرف الشين في حديث: "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى".
1724/ 4121 - "الخاصرةُ عِرقُ الكليةِ إذا تحركَ أذى صاحبِها فَداوها بالماءِ المحرقِ والعسل"
الحارث وأبو نعيم في الطب عن عائشة
قال الشارح: بإسناد صحيح، لكن متنه منكر.
وقال في الكبير: قال ابن الجوزى: لا يصح فيه الحسين بن علوان، قال ابن عدى: يضع الحديث اهـ. ورواه الحاكم باللفظ المزبور عن عائشة وقال: صحيح وأقره الذهبى في التلخيص، لكنه في الميزان أشار إلى أنه خبر منكر.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله في الصغير: بإسناد صحيح باطل، فإن الحارث رواه عن يحيى بن هاشم السمسار عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة، ويحيى بن هاشم متروك متهم بوضع الحديث.
الثانى: نقله عن ابن الجوزى أن فيه الحسين بن علوان باطل أيضًا، فإنه لا وجود له في سنده كما ترى، إلا أن يكون في سند أبي نعيم، لكن له طريقان آخران لا يصح معهما الحمل فيه عليه:
الطريق الأول: تقدم عند الحارث.
والطريق الثانى: عند الحاكم في المستدرك من رواية مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد المدينى عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة به بزيادة "إن" في أوله، وقال: صحيح الإسناد.
الثالث: قوله باللفظ المزبور باطل أيضًا، بل هو عنده بزيادة إن في أوله كما ذكرته.
الرابع: نقله عن الذهبى إلى أنه أشار إلى أن المتن منكر باطل أيضًا، فإن الذهبى ما أشار إلى ذلك ولا ذكر الحديث، والمتن لا نكارة فيه أصلًا.
1725/ 4125 - "الخالةُ وَالِدةٌ".
ابن سعد عن محمد بن على مرسلًا
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مسندًا مع أن الطبرانى خرجه عن ابن مسعود مرفوعًا، قال الهيثمى: وفيه قيس بن الربيع مختلف فيه وبقية رجاله ثقات، وقصارى ما يعتذر به عن المؤلف أن رواة المرسل أمثل، وهو بفرض تسليم الأمثلية لا ينجع، إذ الجمع بينهما أنفع وأمنع.
قلت: أولًا: [المصنف] لم يقل أنه ألف كتابه في الصحيح المجرد المسند الموصول كصحيح البخارى حتى يتعقب ويحتاج إلى الاعتذار عنه بمثل هذا
الاعتذار السخيف، بل الرجل جمع في كتابه كل ما أراد أن يدخله فيه من المرفوع خاصة من الصحيح والحسن والضعيف والواهى والمرسل والمعضل، ولم يشر إلا أنه لا يورد الموضوع فقط، فكل تعقب بعد هذا كقوله: إذ الجمع بينهما أجمع وأمنع من أسخف السخافة، مع أن المصنف قد جمع بينهما وقدم الموصول من حديث على أولًا وعزاه للصحيحين من حديث البراء، وسنن أبي داود من حديث على، فجمع بين الموصول والمرسل بالشرط المعتبر عند أهل الحديث، وهو أن يكون الموصول من جهة من رواه عنه المرسل، فإن محمد بن على الذي أرسل الحديث أرسله من طريق أسلافه عن جده على كما سأذكره، والمصنف ذكره موصولًا من حديث على نفسه.
قال الطوسى في أماليه:
أخبرنا ابن الصلت أخبرنا ابن عقدة أخبرنى عبيدة اللَّه بن على قال: هذا كتاب جدى عبيد اللَّه بن على فقرأت فيه: أخبرنى على بن موسى أبو الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليه السلام: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بابنة حمزة لخالتها، وقال: الخالة والدة".
فلو كان مع الشارح علم واطلاع لأوصل الحديث من هذا الطريق الذي هو من رواية المرسل نفسه.
1726/ 4126 - "الخبثُ سبعُونَ جُزْءًا: للبربر تسعةٌ وستون جزْءًا وللجنِّ والإنس جُزْءٌ واحد"
(طب) عن عقبة بن عامر
قلت: هذا حديث موضوع.
1727/ 4129 - "الخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ وَمَكْرَمَةٌ لِلنِّسَاءِ".
(حم) عن ابن أبي المليح (طب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس
قال الشارح: وإسناده ضعيف، خلافًا لقول المؤلف: حسن.
وقال في الكبير: رمز المؤلف لحسنه، وقال البيهقى: ضعيف منقطع، وأقره الذهبى، وقال الحافظ العراقى: في سنده ضعف، وقال ابن حجر: فيه الحجاج بن أرطأة مدلس، وقد اضطرب فيه قتادة، وقال أبو حاتم: هذا خطأ من حجاج أو الراوى.
قلت: الحديث بمجموع طرقه حسن خلافًا لهذيان الشارح، بل سند حجاج على انفراده يحكم بحسنه كثير من الحفاظ، فكيف بانضمامه إلى حديث ابن عباس.
ثم إن قوله أخيرًا: اضطرب فيه قتادة، كلام يضحك منه صغار الولدان، فإنه أسقط من الكلام جملة، وحرف "تارة" بـ "قتادة"، فأتى بعجيبة من العجائب، فاسمع كلام الحافظ، قال في التلخيص:
رواه أحمد والبيهقى من حديث الحجاج بن أرطأة عن أبي المليح بن أسامة عن أَبيه والحجاج مدلس وقد اضطرب فيه، فتارة رواه كذا وتارة رواه بزيادة شداد بن أوس بعد والد أبي المليح، أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم في العلل والطبرانى في الكبير، وتارة رواه عن مكحول عن أبي أيوب أخرجه أحمد، وذكره ابن أبي حاتم في العلل، وحكى عن أبيه أنه خطأ من حجاج أو من الراوى عنه عبد الواحد بن زياد، وقال البيهقى: هو ضعيف منقطع، وقال ابن عبد البر في التمهيد: هذا الحديث يدور على حجاج بن أرطأة وليس ممن يحتج به، قال الحافظ: وله طريق أخرى من غير رواية حجاج، فقد رواه الطبرانى في الكبير والبيهقى من حديث ابن عباس مرفوعًا، وضعفه البيهقى في السنن، وقال في المعرفة: لا يصح رفعه، وهو من رواية الوليد عن ابن ثوبان عن ابن عجلان عن عكرمة عنه، ورواته موثقون إلا أن فيه تدليسًا اهـ. فانظر كلام الحافظ وتأمله واعتبر.
1728/ 4130 - "الخِرَاجُ بِالضَّمَانِ".
(حم. 4. ك) عن عائشة
قال في الكبير: قال الترمذى: حسن صحيح غريب اهـ. وحكى البيهقى عنه أنه عرضه على البخارى فكأنه أعجبه اهـ. وقد حقق الصدر المناوى تبعًا للدارقطنى وغيره أن هذا الطريق جيدة وأنها غير الطريق التي قال البخارى في حديثها: إنه منكر وتلك قصة مطولة وهذا حديث مختصر.
قلت: وليس الأمر كذلك بل البخارى قال ذلك في هذا الحديث المختصر، ومن هذا الطريق الذي هو من رواية عروة بن الزبير عن عائشة فقال في التاريخ الكبير [1/ 243، رقم 771] في ترجمة محمد بن المنذر الزبيرى، قال إبراهيم بن المنذر:
حدثنا أبو زيد محمد بن المنذر الزبيرى حدثنا هشام بن عروة عن أَبيه: "الخراج بالضمان".
وقال: مسلم بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح.
ورواه جرير عن هشام ولم يسمحه من أَبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح اهـ.
وإن كان الأمر خلاف ما يقول البخارى، وموضع بيان ذلك كتب أحاديث الأحكام.
1729/ 4131 - "الخَرْقُ شَؤْمٌ، وَالرِّفْقُ يُمْنٌ".
ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلا
قلت: ورواه الطبرانى في الأوسط من حديث ابن مسعود موصولًا كما سيذكره المصنف في حرف الراء، والشارح لم يعلم ذلك فسلم اللَّه تعالى.
1730/ 4134 - "الخَطُّ الحَسَنُ يَزِيدُ الحَقَّ وُضُوحًا".
(فر) عن أم سلمة
قال في الكبير: قال في الميزان: هذا خبر منكر، ورواه عنه ابن لال، ومن طريقه وعنه أورده الديلمى مصرحًا، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أجود.
قلت: بل لكان أكذب، ثم إن هذا الحديث في الأصل عن سلمة، وكانت له صحبة، قال الديلمى:
أخبرنا عبدوس عن ابن لال أخبرنا محمد بن يحيى الفقيه عن محمد بن عقيل عن أبي بكر بن الأصفر عن أبي اليمان عن عاصم بن مهاجر عن أبيه عن سلمة وكانت له صحبة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره.
أما الذهبى فأورده بهذا السند من حديث أنس، والشارح نقل عنه أنه قال: منكر، لكنه لم ينتبه لكونه أورده من حديث أنس، كما لم يتنبه لكونه في أصل الديلمى من حديث سلمة.
1731/ 4135 - "الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّه، فَأَحَبُّهُمْ إلى اللَّه أنفعُهُمْ لِعِيَالِهِ".
(ع) والبزار عن أنس (طب)
زاد الشارح في الكبير: وكذلك في الشعب، [ثم قال]: وكذا الديلمى عن ابن مسعود.
قلت: في هذا أمران، أحدهما: زيادته في حديث أنس كون البيهقى خرجه في الشعب صريح في أنه لم يره مخرجًا لغيره وهو قصور، فقد خرجه أيضًا الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق وفي قضاء الحوائج [ص 35، رقم 24] والطبرانى في مكارم الأخلاق، والقضاعى في مسند الشهاب، وقد زعم الشارح أنه خرجه ورتب أحاديثه.
وحديث ابن مسعود أخرجه أيضًا ابن حبان في "الضعفاء" وأبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج، وأبو نعيم في الحلية [2/ 102] في موضعين منها (1) والخطيب في التاريخ، فالعدول عن كل هذا قصور، هكذا يسخف الشارح على المصنف فنكيل له بكيله، وإلا فلا ضير على الحافظ والحدث في عزو الحديث إلى أى مخرج كان.
ولو شئنا أن نزيده من سخافته لقلنا له: وفي الباب أيضًا عن جماعة من الصحابة أضربت عنهم صفحًا وذلك من القصور.
ثانيهما: أن قوله: وكذا الديلمى عقب رمز الطبرانى غلط، فإن الديلمى خرجه من حديث أبي هريرة لا من حديث ابن مسعود، وفي متنه زيادة ولفظه:"الخلق كلهم عيال اللَّه وتحت كنفه فأحب الخلق إلى اللَّه من أحسن إلى عياله وأبغض الخلق إلى اللَّه من ضن على عياله"، وقد ذكرت سنده مع أسانيد الباقين في المستخرج على مسند الشهاب.
1732/ 4136 - "الخَلْقُ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّم الخَيْرِ حَتَّى نِينَانَ البَحْرِ".
(فر) عن عائشة
قلت: كتب الشارح هذا الحديث عن أنس وهو غلط، بل الصواب عن عائشة كما في المتن.
قال الديلمى:
أخبرنا أبي أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل بن منارة أخبرنا على بن محمد بن ميلة ثنا أحمد بن الحسن بن أيوب ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا شاذ بن فياض عن الحارث بن شبل عن أم النعمان عن عائشة.
(1) لم نجده في الحلية إلا في موضع واحد.
1733/ 4138 - "الخُلُقُ الحَسَنُ زِمَامٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه".
أبو الشيخ في الثواب عن أبي موسى
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من المشاهير أصحاب الرموز والأمر بخلافه، بل خرجه الحاكم والديلمى والبيهقى في الشعب عن أبي موسى المذكور من طريقين وقال: كلا الإسنادين ضعيف. قلت: وظاهر إطلاقه العزو إلى الحاكم يفيد أنه في المستدرك وليس كذلك، إنما أسنده الديلمى من طريقه، فقد يكون في التاريخ وقد يكون في غيره، قال الديلمى:
أخبرنا ابن خلف إجازة أخبرنا الحاكم ثنا أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان ثنا محمد بن حامد أبو بكر النيسابورى الحيرى ثنا الذهلى ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثوري عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى به.
1734/ 4139 - "الخُلُقُ الحَسَنُ لا يُنزعُ إلا مِنْ وَلَدِ حَيْضَةِ أوْ وَلَدِ زَانِيَةٍ".
(فر) عن أنس
قلت: هذا حديث موضوع لا يشبه كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الشارح في الكبير هنا أعجوبة فقال: ورواه عنه أيضًا ابن المرزبان وابن زنجويه والقطان قلت: وهذا مما يدل على أن الشارح رجل جاهل، فإنه يرى أهل الحديث يعزون الأحاديث لابن زنجويه وابن المرزبان فجعل كل من له هذا الاسم هو ذلك المخرج، وإنما هما رجلان وقعا في السنده
قال الديلمى:
أخبرنا عبد الرحيم بن محمد بن المرزبان حدثنا على بن الحسن الوراق ثنا الحسين بن على بن محمد بن زنجويه القطان ثنا على بن محمد بن مهرويه ثنا
السليل بن موسى عن أبيه موسى بن السليل الصغانى عن أبيه عن بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
فإلى اللَّه المشتكى من جرأة هذا الرَّجل وجهله.
1735/ 4141 - "الخَمْرُ أُمُّ الفَوَاحِش وَأَكْبَرُ الكَبائِرِ، مَنْ شَرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف، فرمز المؤلف لصحته غير سديد.
قلت: بل سديد وفي غاية السداد لأن عبد الكريم من شيوخ مالك، والحديث الذي بعده بلفظه شاهد له، وقد نقل الشارح نفسه تصحيحه عن الحافظ الهيثمى.
1736/ 4144 - "الخَمْرُ أُمُ الخَبَائِثِ، فَمَنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإنْ مَاتَ وَهِي في بَطْنِهِ مَاتَ ميتةً جَاهلية".
(طس) عن ابن عمرو
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وفيه الحكم بن عبد الرحمن البجلى أورده الذهبى في الضعفاء وقال: مختلف فيه، ورواه الدارقطنى بهذا اللفظ عن ابن عمرو، وفيه الحكم بن عبد الرحمن بن أنعم ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح.
قلت: السند الأول هو عين السند الثانى والرجل اسمه الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم -لا ابن أنعم كما حرفه الشارح- البجلى، وقد ذكره الذهبى بالاسم والنسبة معًا فقال: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلى ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث وقواه ابن حبان اهـ.
قال الطبرانى في الأوسط:
ثنا شهاب بن صالح ثنا محمد بن حرب النسائى ثنا محمد بن ربيعة الكلابى عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي بشر بن عبادة قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول، فذكره.
وقال الدارقطنى:
ثنا أبو بكر النيسابوري وأبو عمر القاضى قالا: حدثنا على بن أشكاب ثنا محمد بن ربيعة به.
ومن طريق الدارقطنى رواه القضاعى في مسند الشهاب، ورواه الدارقطنى من وجه آخر من طريق أبي صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد اللَّه بن عمرو به مختصرًا:"الخمر أم الخبائث".
وله شاهد من حديث عثمان وابن عباس، فهو حديث صحيح كما قال المصنف.
1737/ 4146 - "الخِلافَةُ بِالمَدِينَةِ، وَالمُلْكُ بِالشَّامِ".
(تخ. ك) عن أبي هريرة
قلت: لم يذكر الشارح هذا الحديث في الكبير، وذكر في الصغير أن الحاكم صححه ورد عليه، كذا أبهم الراد وهو الذهبى، فإن الحاكم خرجه من طريق يحيى بن معين عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة به، وقال: صحيح، فتعقبه الذهبى بأن سليمان وأباه مجهولان اهـ.
وسليمان خرج له الترمذى ووثقه ابن حبان، وصحح له ابن خزيمة كما فعل الحاكم.