الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الثاء المثلثة
1455/ 3417 - " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيِه آوَاهُ اللَّه في كَنَفِهِ، ونَشَرَ عليه رَحْمَتَهُ، وأدْخَلَهُ جَنَّتهُ: مَنْ إِذا أُعْطِيَ شَكَرَ، وإِذا قَدَرَ غَفَرَ، وإِذا غَضِبَ فَتَرَ".
(ك. هب) عن ابن عباس
قال في الكبير: روياه من حديث عمر بن راشد عن هشام عن محمد بن على عن ابن عباس، وقال الحاكم: فرده الذهبى بقوله: بل واه، فإن عمر قال فيه أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا اهـ. وذكر نحوه في الفردوس مع زيادة، بل نبه على ذلك مخرجه البيهقى فقال: عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر يروى ما لا يتابع عليه، قال: وهو غير اليمامى اهـ. وبه يعرف أن المصنف كما أساء التصرف في إسقاطه من كلام البيهقى ما أعل به الحديث، لم يصب في إيراده رأسًا.
قلت: في هذا أمور: الأول: أن عمر بن راشد لم يروه عن هشام بل رواه عن ابن أبي ذئب عن هشام بن عروة،
الثانى: أن ما نقله عن الفردوس غلط، إنما هو في مسند الفردوس لولد صاحب الفردوس.
الثالث: أن صاحب مسند الفردوس إنما نقل عن الحاكم كلامه ثم قال: وذكره أبو حاتم فكذبه وعاب على يعقوب بن سفيان الرواية عنه.
الرابع: أن المصنف لا ينقل كلام المخرحين على الأحاديث لا تصحيحا ولا تضعيفًا إلا فيما هو أندر من النادر.
الخامس: لو كان ناقلًا كلام البيهقى لنقل كلام الحاكم في مقابله، وهو قوله: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن عمر بن راشد شيخ من أهل الحجاز من ناحية المدينة قد روى عنه أكابر المحدثين اهـ.
وما الذي جعل كلام البيهقى أولى بالذكر من كلام شيخه؟
السادس: أن المصنف مجتهد يحكم برأيه لا برأى البيهقى ولا برأى الحاكم.
السابع: المصنف التزم ألا يورد ما انفرد به وضاع أو كذاب، وهذا الحديث له طريق آخر من حديث ابن عمر، أخرجه الدارقطنى في غرائب مالك من رواية أحمد بن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن نافع عن ابن عمر به، وأحمد بن أبي إسحاق لا يعرف، وزعم الدارقطنى أن الحديث باطل كما زعم ذلك ابن حبان في حديث ابن عباس فذكره في الضعفاء في ترجمة عمر بن راشد وقال: إنه لا أصل له.
1456/ 3418 - "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيه فَهُوَ مِنَ الأَبْدَالِ: الرِّضَا بالقَضَاءِ، وَالصَّبرُ عَن مَحَارَم اللَّه، وَالغَضَبُ في ذَاتِ اللَّه عز وجل".
(فر) عن معاذ
قلت: هذا حديث موضوع أخرجه الديلمى [2/ 133، رقم 2276] من طريق ميسرة بن عبد ربه عن المغيرة بن قيس عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ به، بالزيادة التي ذكرها الشارح، وميسرة كذاب وضاع.
1457/ 3420 - "ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيه وُقِيَ شُحَّ نَفْسِهِ: مَن أَدَّى الزَّكَاةَ، وَقَرَى الضَّيْفَ، وَأَعْطَى في النَّائِبَةِ".
(طب) عن خالد بن زيد بن حارثة
قلت: تقدم قريبًا الكلام على ما في سند هذا الحديث وراويه من الاختلاف في حديث: "برئ من الشح".
1458/ 3424 - "ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيه أو وَاحِدَةٌ منْهُنَّ فَليَتَزوَّج مِنَ الحُور العِينِ حَيْثُ شَاءَ: رَجُلٌ ائْتُمِنَ عَلَى أَمَانَة فَأَدَّاهَا مَخَافةَ اللَّه عز وجل، وَرَجُلٌ خَلَّى عَن قَاتِلِهِ، ورَجُلٌ قَرأ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، "قُل هُوَ اللَّه أَحَدٌ"، عَشْرَ مَرَّاتٍ".
ابن عساكر عن ابن عباس
قلت في الباب أيضًا: عن جابر وأم سلمة.
أما حديث جابر فيذكره المصنف بعد حديث، وأما حديث أم سلمة فقال الدينورى في المجالسة:
ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى بنى هاشم ثنا أبي ثنا رواد بن الجراح ثنا محمد بن مسلم عن عبد اللَّه بن الحسن عن أم سلمة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه اللَّه من الحور العين، من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها عن مخافة اللَّه، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} دبر كل صلاة".
1459/ 3426 - "ثَلاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ الإِيمَانِ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّة شَاءَ وَزُوِّجَ مِنَ الحُور العينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًا وقَرَأَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوَبةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".
(ع) عن جابر
قال الشارح: بإسناد ضعيف جدًا.
وقال في الكبير: رواه أبو يعلى من حديث عمر بن نبهان عن جابر، قال مغلطاى: في عمر هذا، كلام اهـ. وقال الهيثمى: فيه عمر بن شهاب متروك، وأعاده في محل آخر وقال: ضعيف جدًا، وقال الزين العراقى: رواه أيضًا الطبرانى وهو ضعيف.
قلت: فيه أمور، الأول: أن الحديث ليس بضعيف جدًا بل ضعفه قريب لا سيما وله شاهد من حديث ابن عباس وأم سلمة، تقدم في الذي قبله.
الثانى: أن عمر بن نبهان لم يروه عن جابر بل رواه عن أبي شداد عن جابر.
الثالث: أنه غير متروك كما يقوله الهيثمى، بل هو من رجال أبي داود، وقد قال الدورى عن ابن معين: صالح الحديث.
والحديث أخرجه أيضًا العباس بن أحمد البرتى في جزئه:
ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا بشر بن منصور السلمى عن عمر بن نبهان عن أبي شداد عن جابر.
وأخرجه الحسن بن سفيان وأبو نعيم في الحلية [2/ 243] من طريقه ومن طريق محمد بن إسحاق الثقفى كلاهما عن عبد الأعلى بن حماد به، وقال أبو نعيم: تفرد به بشر بن منصور.
1460/ 3428 - "ثَلاثٌ مَنْ فَعَلهُنَّ فَقَدْ أَجْرَمَ: مَنْ عَقَدَ لِوَاءً في غَيرِ حَقٍّ، أَوْ عَنْ وَالِدَيهِ، أو مَشَى مَعَ ظَالِمٍ لِيَنْصُرَهُ".
ابن منيع (طب) عن معاذ
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عبيد اللَّه بن حمزة وهو ضعيف.
قلت: ومن طريقه خرجه أيضًا ابن جرير في التفسير، قال [21/ 112]:
حدثنا عمران بن بكار الكلاعى ثنا محمد بن المبارك ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبيد اللَّه عن عبادة بن نسى عن جنادة بن أبي أمية عن معاذ به، وزاد في آخره: "يقول اللَّه {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} .
1461/ 3429 - "ثَلاثٌ مَن فَعَلهُنَّ أَطَاقَ الصَّوْمَ: مَن أَكَلَ قَبْلَ أنْ يَشْرَبَ، وَتَسَحَّرَ، وَقَالَ".
البزار عن أنس
قال الشارح: بإسناد حسن.
وقال في الكبير: ورواه عنه الحاكم أيضًا، لكن قال: ويمس شيئًا من الطيب مكان القيلولة.
قلت: ظاهر إطلاقه العزو إلى الحاكم يفيد أنه في المستدرك كما هي القاعدة عند الإطلاق، وهو إنما خرجه في التاريخ، فإن الديلمى أسنده [2/ 135، رقم 2282] أولًا من طريق أبي الشيخ:
ثنا أبو العباس الحمال ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا أبو داود ثنا سلام بن مسكين عن قتادة عن أنس به كما هنا.
ثم أسنده من طريق الحاكم:
حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم العدل ثنا محمد بن الحجاج بن عيسى ثنا القعنبى عن سلمة بن وردان عن أنس به باللفظ الذي ذكره الشارح، ولينظر في سنديه.
1462/ 3432 - "ثَلاثٌ منْ أَخْلاقِ الإِيمَانِ: مَنْ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُدْخِلْهُ غَضَبُهُ في بَاطِلٍ، ومَنْ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ مِنْ حَقِّ، ومَنْ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتعَاطَ مَا لَيسَ لَهُ".
(طس) عن أنس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه بشر بن الحسين وهو كذاب اهـ. فكان ينبغى للمصنف حذفه من هذا الكتاب.
قلت: لكنه ورد من وجه آخر من حديث على كما سأذكره.
وحديث أنس خرجه أبو نعيم في التاريخ [1/ 132] عن الطبرانى:
حدثنا أحمد بن الحسين أبو جعفر الأنصارى ثنا حجاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدى عن أنس به.
وأما حديث على، فقال الطوسى في مجالسه:
أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن محبوب ابن بنت الأَشج الكندي بأسوان ثنا محمد بن عيسى بن هشام الناشرى الكوفى ثنا الحسن بن على بن فضال ثنا عاصم بن حميد الحناط عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن على عليهما السلام عن آبائه قال عاصم: وحدثنى أبو حمزة عن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسين عن أمه فاطمة بن الحسين عن أبيها الحسين عليه السلام قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكر مثله.
1463/ 3439 - "ثَلاثٌ مِنْ كُنُوزِ البِرِّ: إِخْفَاءُ الصَّدقَةِ، وَكِتْمَانُ المُصِيبَةِ وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى، يَقُوُل اللَّه تعالى: إِذَا ابْتَلَيتُ عَبْدِي فَصَبَرَ لَمْ يَشْكُنِي إلى عُوَّادِه أَبْدَلْتُهُ لحَمًا خَيرًا مِنْ لَحْمِه، وَدَمًا خَيرًا مِن دَمِهِ، فَإنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلَا ذَنْبَ لَهُ، وإِن تَوَفيتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِى".
(طب. حل) عن أنس
قال في الكبير: أورده ابن الجوزى في الموضوع، وقال: تفرد به الجارود، وهو متروك، وتعقبه المؤلف بأنه لم يتهم بوضع بل هو ضعيف، قال الحافظ العراقى: ورواه أيضًا أبو نعيم في كتاب "الإيجاز وجوامع الكلم" من حديث ابن عباس، وسنده ضعيف.
قلت: المصنف لم يقتصر في التعقب على ما نقله الشارح، بل ذكر للحديث شواهد من حديث ابن عمر وابن مسعود وابن عباس وعلى، وأكثر من ذكر المخرجين، ثم إن لحديث أنس طريق آخر لم يذكره المصنف في التعقب، أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، إلا أنه من رواية داود بن المحبر عن عنبسة ابن عبد الرحمن، وهما كذابان، وقد ذكرته مع غيره في المستخرج على مسند الشهاب.
1464/ 3444 - "ثَلاثٌ من الفواقرِ: إمامُ إن أحسنتَ لم يشكرْ وإنْ أسأت لم يغفرْ، وجارٌ إن رأى خيرًا دفنهُ وإن رأى شرًّا أذاعهُ (1)، وامرأةٌ إن حَضَرْتَ آذتك وإن غبتَ عنها خانتْكَ".
(طب) عن فضالة بن عبيد
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ [1/ 210] قال:
حدثنا عبد العزيز بن محمد الإِمام ثنا محمد بن على بن الجارود ثنا إسماعيل ابن محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الهمدانى ثنا أبي ثنا أبي ثنا سفيان الثورى عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم بن ذى الخيار عن فضالة بن عبيد به.
(1) في النسخة المطبوعة من فيض القدير: "أشاعه".
1465/ 3446 - "ثَلاثٌ أَحْلِفُ عَلَيهِنَّ: لا يَجْعَلُ اللَّه تعالى مَنْ لَهُ سَهْمٌ في الإسْلامِ كَمَنْ لا سَهْمَ لَهُ وَأَسْهُمُ الإِسْلامِ ثَلاثَةٌ:
الصَّلاةُ، والصَّوْمُ، والزَّكَاةُ، ولا يَتولَّى اللَّه عَبْدًا في الدُّنْيَا فَيولِّيهِ غَيْرَهُ يَومَ القيَامَة، ولا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلا جَعَلهُ اللَّه مَعَهُمْ، والرَّابِعَةُ لوَ حَلَفْتُ عليها رَجَوْتُ أَنْ لا آثَمَ: لا يَسْتُرُ اللَّه عَبْدًا في الدُّنْيَا إِلا سَتَرهُ يَوْمَ القِيَامَةِ".
(حم. ن. ك. هب) عن عائشة (ع) عن ابن مسعود (طب) عن أبي أمامة
قال الشارح عقب حديث عائشة: وفيه جهالة، وقال عقب حديث أبي أمامة: رواته ثقات.
وقال في الكبير عقب رموز المخرجين لحديث عائشة: رووه من حديث شيبة الحضرمى عن عائشة، قال الحاكم: شيبة الحضرمى، أخرج له البخارى، وتعقبه الذهبى بأنه ما أخرج له النسائى سوى هذا الحديث، وفيه جهالة اهـ. وفيه أيضًا همام بن يحيى، قال الذهبى في الميزان: هو من رجال الصحيحين لكن قال القطان: لا يرضى حفظه، ثم قال الشارح عقب حديث أبي أمامة: قال الهيثمى: رجاله ثقات.
قلت: فيه أمور، الأول؛ قوله في الصغير عن حديث عائشة فيه جهالة، تعبير ساقط، فإن الذي فيه جهالة هو شيبة الحضرمى راوى الحديث لا الحديث، والشارح ظن أن الضمير في كلام الذهبى عائد على الحديث، وهو يتكلم على الرجل، فالضمير عائد إليه.
الثانى: قوله: من حديث شيبة الحضرمى عن عائشة باطل، بل رواه شيبة
عن عروة عنها.
الثالث: تعرضه لذكر همام بن يحيى فضول لا معنى له، فالرجل من رجال الصحيحين، وكونه غير حافظ لا يضره متى كان ضابطًا.
الرابع: قوله عن الذهبى أنه قال: وقال ابن القطان: لا يرضى حفظه، تحريف منه، بل قال الذهبى: وكان ابن القطان لا يرضى حفظه.
الخامس: كل من همام وشيبة توبعا على الحديث، قال أبو نعيم في التاريخ [1/ 268]:
ثنا أبو بكر الطلحى ثنا الحسن بن محمد بن الحسين الأصبهانى بالكوفة ثنا أبو مسعود ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة قالت: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاث أحلف عليهن، والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم ما جعل اللَّه ذا سهم في الإِسلام كمن لا سهم له، ولا يتولى اللَّه عبدًا في الدنيا فيوليه غيره يرم القيامة، والمرء مع من أحب، والرابعة التي لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم لا يستر اللَّه على عبد في الدنيا إلا ستره اللَّه يوم القيامة".
السادس: قوله عن حديث أبي أمامة رواته ثقات، [فالحديث من رواية] طالوت بن عباد عن فضال بن جبير عن أبي أمامة، [] (1) من هذا الطريق أخرجه أيضًا أبو عمرو بن حمدان في فرائد الحاج له:
أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا طالوت بن عباد به.
السابع: قوله في الكبير: قال الهيثمى: رجاله ثقات، باطل أيضًا بل الهيثمى قال ذلك عن حديث عائشة، وأما حديث أبي أمامة فقال: فيه فضال
(1) ساقط من الأصل.
ابن جبير وهو ضعيف، وحديث ابن مسعود خرجه أبو الليث في التنبيه، وأبو نعيم في الحلية [1/ 137] موقوفًا عليه، وحديث عائشة خرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [5/ 428، رقم 2185].
1466/ 3449 - "ثَلاثٌ أُقْسمُ عَلَيهِنَّ: مَا نَقَصَ مَالٌ قطُّ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصدَّقُوا ولا عَفَّ رَجُلٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ ظُلِمَهَا إلا زَادَهُ اللَّه تعالى بِهَا عزَّا فاعْفُوا يَزِدْكُمُ اللَّه عِزا، وَلَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلةٍ يَسأَلُ النَّاسَ إلا فَتَحَ اللَّه عليه بَابَ فَقْرٍ".
ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عبد الرحمن بن عوف
قلت: أخرجه أيضًا أحمد في المسند [1/ 193] قال:
حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال: حدثنى قاضى أهل فلسطين قال سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: "إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفًا عليهن، لا ينقص مال من صدقة" فذكره.
1467/ 3453 - "ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، ودَعْوَةُ المَظْلُومِ، ودَعْوَةُ المُسَافِرِ".
(عق. هب) عن أبي هريرة
قاله في الكبير: فيه محمد بن سليمان الباغندى، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: صدوق فيه لين.
قلت: هذا جهل وفضول، فالباغندى حافظ ثقة مصنف.
والحديث له طرق أخرى من غير رواية الباغندى، منها الروايات المذكورة بعده، والعجب أنه ترك ما فيه ممن يعلل به وهو أبو جعفر محمد بن على الذي لم يعرف أو الذي اختلف فيه، وذكر من لا ينبغى أن يذكر.
1468/ 3454 - "ثَلاثُ دَعَوَات يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، ودَعْوَةُ المُسَافِرِ، ودَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ".
(هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: عدل عن عزوه للترمذى لأنه عنده من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر، وأبو جعفر لا يعرف حالة، ولم يروه عنه غير يحيى ذكره ابن القطان.
قلت: ابن ماجه خرج [الحديث] أيضًا من طريق أبي جعفر، قال ابن ماجه [2/ 1270، رقم 3862]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد اللَّه بن بكر السهمى عن هشام الدستوائى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة به.
وأيضًا فالمصنف قد عزاه للترمذى بعد هذا بلفظ روايته، وأيضًا فالكتاب ليس خاصًا بالصحيح حتى يتجنب العزو إلى من وقع في روايته رجل مثل أبي جعفر المذكور.
1469/ 3456 - "ثَلاثُ دَعَوَاتٍ لا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ، ودَعْوَةُ الصَّائِم، ودَعْوَةُ المُسَافِرِ".
أبو الحسن بن مهرويه في الثلاثيات، والضياء عن أنس
قلت: حرف الشارح في هذا الحديث وفي مخرجه، فقال في الصغير:
"ودعوة العالم" بدل "الصائم"، وزاد هو في شرحه:"العامل بعلمه". وقال في الكبير: "الصائم حتى يفطر".
وأما مخرجه، فقال في الصغير كما نقل من خطه: مهوديه، بالواو بعد الهاء وبالدال، وكتب في الكبير: ابن مردويه وهو مهرويه، بالهاء والراء واسمه على بن محمد بن مهرويه القزوينى، روى عن العباس بن محمد الدورى وجعفر الصائغ ويحيى بن عبدك وآخرين، ذكره صالح بن أحمد في طبقات أهل همدان، وقال: سمعت عنه مع أبي وكان يأخذ الدراهم على نسخة على ابن موسى الرضا، وتكلموا فيه، ومحله عندنا الصدق اهـ.
1470/ 3457 - "ثَلاثُ أَعْلَمُ أنَّهُنَّ حَقٌّ؛ مَا عَفَا امرُؤٌ عَنْ مَظْلَمة إلا زَادَهُ اللَّه تعالى بِهَا عِزًا، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسهِ بَابَ مَسْأَلةٍ يَبتَغِي بِهَا كَثَرةً، إلا زَادَهُ اللَّه تعالى بها فَقْرًا، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ صَدَقةٍ يَبْتغِي بِهَا وَجْهَ اللَّه تعالى إلا زَادَه اللَّه كَثرةً".
(هب) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا عبد اللَّه بن أحمد في كتاب السنة، قال.
حدثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد ثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن عجلان عن المقبرى عن أبي هريرة به مثله، إلا أنه قال:"ولا فتح رجل على نفسه باب صدقة يلتمس به كثرة إلا زاده اللَّه بها كثرة" كذا وقع في الأصل المطبوع من كتاب السنة فلا أدرى هل هو تحريف أو كذلك هي الرواية؟
1471/ 3461 - "ثَلاثُ خِصَالٍ مَنْ لَمْ تكن فِيهِ وَاحدَةٌ مِنْهُنَّ كان الكَلْبُ خيرًا منه: وَرَعٌ يَحْجزُهُ عَنْ مَحَارِم اللَّه عز وجل، أَوْ حِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ جَاهِلٍ، أَوْ حُسْنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ في النَّاسِ".
(هب) عن الحسن مرسلا
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مسندًا لأحد، وهو عجيب، فقد رواه الطبرانى من حديث أم سلمة، قال الهيثمى: رواه عن شيخه إبراهيم بن محمد، وضعفه الذهبى.
قلت: في هذا أمور، أحدها: أن حديث أم سلمة لا يدخل في هذا الحرف بل لفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه قال: من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحنى من عمله (1)، تقوى تحجزه عن معاصى اللَّه أو حلم يكف به سفيهًا أو خلق يعيش به في الناس" وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان فيه واحدة من ثلاث زوجه اللَّه من الحور العين، من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة اللَّه، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ "قل هو اللَّه أحد" دبر كل صلاة" هكذا أورده الهيثمى [8/ 190] في كتاب الأدب (2)، وقال ما نقله عنه الشارح وأعاده في كتاب الزهد ولفظه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:"سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يعتد بشيء من عمله، تقوى تحجزه عن المحارم أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس" ثم قال: رواه الطبرانى، وفيه عبد اللَّه بن مسلم ابن هرمز، قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات اهـ فبان من هذا أن الشارح دلس ولبس بعدم ذكره للمتن حتى يوهم أن لفظ حديث أم سلمة كلفظ حديث الحسن.
ثانيها: أنه لا يلزم من ذكر المرسل، ذكر المسند، ولا قال أحد بذلك، ولو
(1) كذا بالأصل بياضا هنا وفي مجمع الزوائد (8/ 9190)، والحديث أخرجه الطبرانى في الكبير (23/ 395، 944)"المطبوع" كما أشار إليه الهيثمى عن إبراهيم بن محمد ولكنه بلفظ: "من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء من عمله: تقوى يحجزه". وأخرجه كذلك (23/ 395، رقم 694) عن أم سلمة واللَّه أعلم.
(2)
بل في كتاب "البر والصلة".
كان هذا واجبًا وعدم ذكر المسند عيبًا لكاتب كتب الأئمة مالك والشافعى وأضرابهما المشحونة بالمراسيل مع وجودها مسنده ساقطة، وأهلها ملامون موصوفون بالقصور.
ثالثها: أن المصنف قد ذكره سابقًا موصولًا من حديث أنس، ولكن الشارح لا يذكر ما مضى له قبل سطر واحد فكيف بما مضى قبل أوراق؟!.
رابعها: لو كان هذا الاستدراك حقًا، لكان بحديث على وبحديث ابن عباس الواردين باللفظ المذكور هنا مصدرين بكلمة "ثلاث" أما حديث على، فقال الطبرانى في الصغير:
حدثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزى ثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا حفص بن بشير الأسدى ثنا حسن بن بشر الأسدى ثنا حسن بن الحسين بن زيد العلوى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن الحسين عن على عليهم السلام قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من اللَّه، قيل وما هي يا رسول اللَّه؟ قال: حلم يرد به جهل الجاهل وحسن خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن معاصى اللَّه عز وجل"
ورواه أيضًا في الأوسط [5/ 120، رقم 4848] وقال: لا يروى إلا بهذا الإسناد.
وأما حديث ابن عباس، فقال ابن أبي الدنيا في الحلم [ص 50، رقم 55]: حدثنى يعقوب بن عبيد أنا هشام بن عمار أنا حماد بن عبد الرحمن الكلبى أنا إسماعيل بن إبراهيم الأنصارى عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قال: ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فلا يعتد بشيء من
عمله، تقوى تحجزه عن معاصى اللَّه، وحلم يكف به السفيه، وخلق يعيش به في الناس".
1472/ 3462 - "ثَلاثُ سَاعَاتٍ لِلْمَرْءِ المُسْلِمِ مَا دَعَا فِيهِنَّ إلا اسْتُجيبَ لَهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمًا: حِينَ يُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ بِالصَّلاة حَتَّى يَسْكُتَ، وحِينَ يَلْتَقَى الصَّفَّان حَتَّى يَحْكُمَ اللَّه تعالى بَيْنَهُمَا، وحِينَ يَنْزِلُ المَطَرُ حَتَّى يَسْكُنَ".
(حل) عن عائشة
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: لم يبين وجه ضعفه، وأخشى أن يكون الحديث موضوعًا، فإنه من رواية الحكم بن عبد اللَّه بن سعد الأيلى وهو كذاب وضاع، وللحديث بقية في الحلية (ص 320 من التاسع).
1473/ 3469 - "ثَلاثٌ ليس لأحَد من النَّاسِ فيهنَّ رُخصةٌ: برُ الوالدين مسلمًا كان أو كافرًا، والوفَاءُ بالعهْدِ لمسلمٍ كان أو كافرِ، وأداءُ الأمانةِ إلى مسلمٍ كان أو كافرٍ".
(هب) عن على
قال الشارح: بإسناد فيه كذاب.
وقال في الكبير: فيه إسماعيل بن أبان، فإن كان هو الغنوى الكوفى فهو كما قال الذهبى: كذاب، وإن كان الوراق فثقة.
قلت: وإذا كنت شاكا في المذكور في السند من هو منهما، فكيف جزمت في الصغير بأنه الكذاب؟
1474/ 3470 - "ثَلاثٌ مُعَلَّقَاتٌ بِالعَرْشِ: الرَّحِمُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى بِكَ فلا أُقْطَعُ وَالأمَانَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي بكَ فلا أُخْتَانُ وَالنِّعْمَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّى بِكَ فلا أُكْفَرُ".
(هب) عن ثوبان
قال الشارح: بضم المثلثة، وزاد في الكبير أن ذلك بخط المصنف.
قلت: معاذ اللَّه أن يكون ذلك بخط المصنف، وإنما هو من سوء أوهام الشارح فهو بفتح الثاء المثلثة، لا يرتاب فيه إلا مثل الشارح المسكين.
1475/ 3471 - "ثَلاثٌ مُنجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللَّه تعالى في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ، والعَدْلُ في الرِّضَا وَالغَضَبِ، وَالقَصْدُ في الفَقْرِ وَالغِنَى، وَثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: هَوَى مُتَّبَعٌ، وَشُحٌ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ".
أبو الشيخ في التوبيخ (طس) عن أنس
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: سنده ضعيف.
قلت: لهذا الحديث عن أنس طرق متعددة، الطريق الأول: قال ابن حبان في الضعفاء [1/ 263]:
أخبرنا محمد بن المسيب ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا داود بن منصور ثنا حميد بن الحكم قال: سمعت الحسن يقول: ثنا أنس بن مالك فذكره.
وقال الدولابى في الكنى [1/ 151]:
أخبرنى أحمد بن شعيب -هو النسائى- أنا أبو بكر الأثرم ثنا داود ابن منصور ثنا حميد بن الحكم أبو حصين قال: "جاء رجل إلى الحسن وأنا جالس فقال: يا أبا سعيد، ما سمعت يقول؟ فقال الحسن: حدثنا
أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وذكره.
وحميد قال ابن حبان: منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
قلت: وهنا لم ينفرد.
الطريق الثانى: قال الدينورى في المجالسة:
ثنا عباس الدورى ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس ثنا أيوب بن عتبة ثنا الفضل ابن بكر العبدى عن قتادة عن أنس به.
ورواه [أبو] نعيم في الحلية [2/ 343]:
حدثنا محمد بن على بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلوانى [قال]: ثنا أحمد بن يونس ثنا أيوب بن عتبة به، ثم قال أبو نعيم (1).
ورواه العقيلى في الضعفاء [3/ 447/ ترجمة 1497] من هذا الوجه من رواية أيوب بن عتبة، والفضل بن بكر لا يعرف، وقال العقيلى: لا يتابع على حديثه.
قلت: وليس كما قال، بل ذكر أبو نعيم في الحلية: أن عكرمة بن إبراهيم رواه عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن قتادة عن أنس به.
الطريق الثالث: رواه أبو نعيم في الحلية [6/ 268] من طريق الحسن بن سفيان:
ثنا المقدمى ثنا زائدة بن أبي الوقاد ثنا زياد النميرى عن أنس به مطولًا، ولفظه: "ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات،
(1) وقع كشط في المخطوطة والمثبت هو الظاهر منه: "ثم قال أبو نعيم" ولكنه لم يأت بما قاله في الحلية، وعند أبي نعيم في الحلية بعد أن ذكر السند السابق قوله:"هذا حديث غريب من حديث قتادة"، ورواه عكرمه بن إبراهيم عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن قتادة عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه.
فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة في الليل والناس نيام، وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الغنى والفقر وخشية اللَّه في السر والعلانية، وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه".
وهكذا رواه ابن شاهين في الترغيب [ص 102، رقم 33]:
حدثنا نصر بن القاسم بن نصر الفرائضى ثنا عبيد اللَّه بن عمر القواريرى ثنا زائدة بن أبي الرماد به مثله، وزياد النميرى: ضعيف.
الطريق الرابع: قال ابن عبد البر في العلم:
حدثنا أحمد بن قاسم ثنا عبيد اللَّه بن إدريس ثنا يحيى بن عبد العزيز ثنا عبد الغنى بن أبي عقيل ثنا يغنم بن سالم عن أنس به مختصرًا كالمذكور في المتن، إلا أنه قدم:"المهلكات" على "المنجيات"، ويغنم بن سالم كذاب.
إلا أن الطرق الثلاثة قبله بانضمامها يكون الحديث حسنًا ولا بد إن شاء اللَّه لا سيما مع شاهده الآتى من حديث ابن عمر وابن عباس.
1476/ 3472 - "ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ، وثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ، وثَلاثٌ دَرَجَات: فَأَمَّا المُهْلِكَاتُ: فَشُحٌ مُطَاعٌ، وهَوًى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِه، وَأَمَّا المُنْجِيَاتُ: فَالعَدْلُ في الغَضَبِ والرِّضَا، والقَصْدُ في الفَقْرِ والغِنَى، وخَشْيَةُ اللَّه تعالى في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، وأمَّا الكَفْارَاتُ: فَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وإسْبَاغُ الوُضُوءِ في السَّبرَاتِ، ونَقْلُ الأقْدَام إلى الجَمَاعَات، وأمَّا الدَّرَجَاتُ: فإِطَعَامُ الطَّعَام، وإِفشَاءُ السَّلامِ والصَّلاةُ بِاللَّيلِ والنَّاسُ نِيَامٌ"
(طس) عن ابن عمر
قال في الكبير: وكذا أبو نعيم عن ابن عمر قال: قال العلائى سنده ضعيف وعده في الميزان من المناكير، وقال الهيثمى: فيه ابن لهيعة ومن لا يعرف.
قلت: أبو نعيم لم يخرجه من حديث ابن عمر، إنما خرجه من حديث ابن عباس مختصرًا (1)، فقال:
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن فروخ ثنا عيسى ابن ميمون ثنا محمد بن كعب قال: سمعت ابن عباس يقول: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وعجب كل ذى رأى برأيه".
ورواه البندهى من طريق أبي القاسم البغوى: ثنا شيبان بن فروخ به.
وله طريق آخر من رواية سعيد بن جبير، قال ابن حبان في الضعفاء:
ثنا محمد بن علان بإذنه ثنا لوين ثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، ذكره في ترجمة محمد بن عون وقال: لا يحتج به إلا فيما وافق الثقات.
1477/ 3476 - "ثَلاثٌ هُنَّ عليَّ فريضةٌ وهنَّ لكم تَطوعٌ: الوترُ، وركعتا الضُحى، والفَجرُ"
(حم. ك) عن ابن عباس
قال في الكبير والصغير: قال ابن حجر: يلزم من قال به وجوب ركعتى الفجر ولم يقولوا به وإن وقع في كلام بعض السلف ووقع في كلام الآمدى وابن الحاجب، وقد ورد ما يعارضه أقول: أخشى أن يكون ذلك تحريفًا فإن الذي وقفت عليه بخط الحافظ الذهبى في تلخيص المستدرك "النحر" بالنون وحاء
(1) ورواه من طريق أنس بلفظه [6/ 268].
مهملة لا بفاء وجيم ولعله هو الصواب فلينظر، ثم نقل كلام الحافظ في تضعيفه وفي غضونه ذكر روايات فيها:"وركعتا الفجر" بدل الضحى.
قلت: ومن عظيم غفلة الشارح أنه ينقل في كلام الحافظ عدة روايات مصرحة بـ "ركعتى الفجر" بدل الضحى، وفيها إضافة الركعتين إلى الفجر، ثم يظن بعد ذلك أنها تحريف وأن الصواب "النحر" بالنون والحاء ولا يهتدى إلى أن ذلك هو التحريف وأن الروايات المذكور فيها "ركعتا الفجر" قاضية على ذلك التصحيف، والحديث سبق كلامى عليه ونقل كلام الحافظ برمته في آخر حرف "الألف" في حديث "الأضحى على فريضة وعليكم. . . ".
1477/ -مكرر (أ) / 3479 - "ثلاثٌ لا تُردُّ: الوسَائِدُ والدُّهنُ واللَّبَنُ".
(ت) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال (ت): غريب، وفي الميزان عن أبي حاتم: هذا حديث منكر، وقال ابن القيم: حديث معلول رواه الترمذى وذكر علته، ولا أحفظ الآن ما قيل فيه إلا أنه من رواية عبد اللَّه بن مسلم بن حبيب عن أبيه عن ابن عمر، وقال ابن حبان: إسناده حسن لكنه ليس على شرط البخارى.
قلت: هكذا وصالح هذا النقل عن ابن حبان ولا أدرى ممن تصحف، هل من الشارح أو من الناسخ؟ ولا أدرى قائله، إلا أنه عن ابن حبان باطل كما سأذكره، وعبد اللَّه بن مسلم وقع اسم والده في الأصل:"حبيب" وهو تحريف والصواب: "جندب" بالجيم والنون والدال.
والترمذي لم يذكر علة الحديث كما نقله عن ابن القيم، بل رواه عن قتيبة: ثنا ابن أبي فديك عن عبد اللَّه بن مسلم عن أبيه عن ابن عمر به. ثم قال: غريب، وعبد اللَّه بن مسلم هو ابن جندب وهو مديني اهـ.
وهكذا أخرجه أبو نعيم في التاريخ من طريق قتيبة ولم يسم جد عبد اللَّه أيضًا، أما ابن حبان فذكر هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز فقال:
325 (أ)
حدثنا الحسن بن سفيان ثنا هارون بن عبد اللَّه الحمال ثنا ابن أبي فديك قال: حدثنى عبد اللَّه بن مسلم عن أبيه عن ابن عمر به.
قال ابن حبان: هكذا حدثنا الحسن بن سفيان وقال: عبد اللَّه بن مسلم فقط.
وقد قيل إن رواي هذا الخبر هو عبد اللَّه بن مسلم بن جندب الهذلي، وهو بحديث عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز أشبه، وقد روى مسلم بن جندب الهذلي ومسلم بن هرمز جميعًا عن ابن عمر، واسم ابن كل واحد منهما عبد اللَّه، فلذلك اشتبه على القائل هذا بذاك اهـ.
كذا قال ابن حبان، وقد صرح بعض الرواة بأنه عبد اللَّه بن مسلم بن جندب لا ابن هرمز، قال الطبرانى في مكارم الأخلاق:
ثنا مسعدة بن سعيد المكي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا ابن أبي فديك عن عبد اللَّه بن مسلم بن جندب عن أبيه به، وعبد اللَّه بن مسلم بن جندب ثقة.
وللحديث طريق عن ابن عمر، قال الروياني في مسنده:
ثنا العباس بن محمد ثنا أبو الربيع سليمان بن داود بن رشيد الختلي ثنا خالد بن زياد الدمشقي ثنا زهير بن محمد عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "ثلاث لا ينبغى لأحد أن يردهن: اللبن والدهن والوسادة".
1477/ -مكرر (ب) / 3482 - "ثلاث لا يُحاسَبُ بهنَّ العبْدُ: ظلُ خُصٍ يَسْتظلُ به وكسْرةٌ يَشدُّ بها صُلبَه، وثوْبٌ يُوارى به عَوْرَته".
(حم) في الزهد، (هب) عن الحسن مرسلًا
قلت: وهم المصنف في عزو هذا اللفظ إلى أحمد في الزهد، بل هذا لفظ ابنه عبد اللَّه في زوائد زهد أبيه، فإنه قال:
حدثنا بيان بن الحكم ثنا محمد بن حاتم حدثنى بشر بن الحارث ثنا عيسى بن يونس عن هشام عن الحسن به.
أما أحمد فقال: حدثنا حسين ثنا المبارك عن الحسن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاث ليس على ابن آدم فيها حساب: ثوب يوارى به عورته وطعام يقيم
325 (ب)
صلبه وبيت يكنه، فما فوق ذلك فعليه فيه حساب"، خرجه أحمد آخر الزهد (ص 396)، وأما ابنه عبد اللَّه فذكره أول الكتاب (ص 12).
1477/ -مكرر (جـ) / 3486 - "ثلاثٌ يُجلِّينَ البَصَر: النَّظُر إلى الخُضْرةِ وإلى الماءِ الجَارِي وإلى الوجْهِ الحَسَنِ".
(ك) في تاريخه عن على وعن ابن عمر وأبو نعيم في الطب عن عائشة الخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي سعيد
قال في الكبير في الكلام على حديث على: قال ابن الجوزى: باطل موضوع، ووهب كذاب -يعنى ابن وهب البختري-. . . إلخ، قال: ولم يتعقبه المؤلف إلا بأنه ورد من طريق آخر وهو ينافي قوله: وعن ابن عمر. . . إلخ.
قلت: كلام الشارح هنا لا يفهم، والمصنف تعقبه بطرق متعددة لم يذكر جميعها هنا بل أطال في ذلك في نحو صحيفتين، فما أدرى ما يقول الشارح، واذ ذكرت من طرقه ما لم يذكره المصنف في كتاب "الحسن والجمال الذي أفردته لما ورد فيه من المرفوع خاصة، وكذا في مستخرجى على مسند الشهاب.
1478/ 3488 - "ثَلَاثٌ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ: رَجُلٌ غَسَلَ ثِيَابَهُ فَلَمْ يَجدْ لَهُ خَلَفًا، ورَجُلٌ لَمْ يَنْصِبْ علىَ مُسْتَوقِدِهِ قَدْرَانِ، ورَجُلٌ دَعَا بِشَرَاب فَلَمْ يُقَلْ لَهُ: أيُّهُمَا تُرِيدُ"
أبو الشيخ في الثواب عن أبي سعيد
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: بل هو حديث موضوع، قال أبو الشيخ:
حدثنا الوليد بن أبان ثنا عبد اللَّه بن أحمد الأشتكى ثنا محمد بن عمران بن الحكم ثنا منصور بن عمار ثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به وعبد اللَّه بن أحمد الأشتكى كذاب وقال الذهبى: روى خبرًا موضوعًا.
326 (أ)
قلت: أحسبه هذا.
1479/ 3489 - "ثَلَاثٌ يُدْرِكُ بِهِنَّ العَبْدُ رَغَائِبَ الدُّنْيَا والآخِرَة: الصَّبْرُ على البَلاءِ، والرِّضَا بِالقَضَاء، والدُّعَاءُ في الرَّخَاءِ"
أبو الشيخ عن عمران بن حصين
قلت: وهم المؤلف في ذكر هذا الحديث، فكان أبا الشيخ رواه عن عمران موقوفًا، قال أبو الشيخ:
ثنا أبو العباس الهروى ثنا محمد بن عبد الملك المروزى ثنا أبو صالح ثنا الليث ابن سعد حدثنى خالد بن يزيد عن محمد بن عبد اللَّه عن عمران بن حصين قال: وذكره موقوفًا.
نعم أخرجه الديلمى من طريق أبي يزيد البسطامى:
ثنا عبد اللَّه بن عبد الوهاب ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن أبي هلال التيمى قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره.
1480/ 3491 - "ثَلاث إذا رَأَيْتَهُنَّ فَعنْدَ ذلك تَقُومُ السَّاعَةُ: خَرَابُ العَامِرِ وَعِمَارَةُ الخَرَابِ، وأَنْ يكُونَ المَعرُوفُ مُنْكَرًا والمُنْكَرُ مَعْرُوفًا، وأَنْ يَتَمرَّسَ الرَّجُلُ بالأَمَانَةِ تَمَرُّسَ البَعِيرِ بِالشَّجَرَةِ"
ابن عساكر عن محمد بن عطية السعدى
قال في الكبير: وكلام المؤلف كالصريح في أنه صحابى، وهي غفلة عن قول التقريب وغيره: وَهِمَ من زعم أن له صحبة مات على رأس المائة.
ورواه أيضًا من هذا الوجه الطبرانى، قال الهيثمى: وفيه يحيى بن عبد اللَّه البابلتى، وهو ضعيف، فما أوهمه صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من المشاهير غير سديد.
قلت: فيه أمور، الأول: ما أوهمه استدراك الشارح من أنه لم يخرجه إلا
326 (ب)
وابن منده، وابن شاهين، وأبو بكر الإسماعيلى، والديلمى في مسند الفردوس، لا سيما وهذا الأخير من مراجع الشارح.
الثانى: أن الهيثمى ذكره بغير اللفظ المذكور في الكتاب، جل لفظه عن عروة ابن محمد السعدى عن أبيه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث إذا رأيتهن فعندك عندك إخراب العامر وإعمار الخراب، وأن يكون الغزو رفدا وأن يتمرس الرجل بأمانته تمرس البعير بالشجرة" رواه الطبرانى [19/ 243، رقم 545]، وفيه يحيى بن عبد اللَّه البابلتى وهو ضعيف اهـ.
وفي نقل الهيثمى أيضًا خلاف لما أسنده الديلمى من طريق الطبرانى كما سأذكره.
الثالث: أن محمد بن عطية السعدى اختلف في صحبته، والرواة بهذا الحديث عن الأوزاعى عن محمد بن حُزابة اختلفوا عليه في صحابيه على أقوال، القول الأول: عن الأوزاعى عن محمد بن حُزابة عن محمد بن عروة عن أبيه، فيكون صحابى الحديث هو عروة، هكذا رواه البغوى من طريق أبي المغيرة عن الأوزاعى، قال البغوى: والصواب عندى رواية الوليد وهو عروة بن محمد بن عطية السعدى عن أبيه، ولا أحسب لمحمد صحبة، فكأن محمد بن عروة مقلوب عروة بن محمد اهـ.
وقال الحافظ: هذا غلط نشأ عن قلب وإسقاط، أما القلب فإن الصواب: عن الأوزاعى عن عروة بن محمد، وأما الإسقاط فإنما هو: عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده عطية اهـ.
القول الثانى: عن الأوزاعى عن محمد بن حُزابة عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه، كذا رواه البغوى من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعى
وكذا رواه ابن منده من طريق رواد بن الجراح ويحيى بن عبد اللَّه البابلتى كلاهما عن الأوزاعى، ورواه أبو نعيم من طريق عبد اللَّه بن الضحاك عن الأوزاعى مثله، وهذا القول هو الذي أسنده أيضًا ابن عساكر كما في المتن.
القول الثالث: عن الأوزاعى عن محمد بن حُزابة عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية، هكذا قال يحيى بن عبد اللَّه البابلتى مرة أخرى عن الأوزاعى، أخرجه من طريقه الطبرانى [19/ 243، رقم 545]:
ثنا أبو شعيب ثنا البابلتى حدثنا الأوزاعى حدثنى محمد بن حُزابة حدثنى عروة ابن محمد السعدى عن أبيه محمد بن عطية (1) قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاث إذا رأيتهن فعند ذلك تقوم الساعة، إخراب العامر وإعمار الخراب، وأن يكون الغزو نداء، وأن يتمرس الرجل بأمانته" الحديث وعن الطبرانى أخرجه أبو نعيم، ومن جهته الديلمى في مسند الفردوس، وهكذا رواه يحيى بن حمزة عن الأوزاعى، إلا أنه قال: عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده ولم يسم عطية، وهذا القول الأخير هو الصواب -أعنى كون صحابى الحديث عطية بن عروة السعدى والد محمد- وإن ذكر كثير أن محمد بن عطية صحابى أيضًا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، إلا أن الرواية والسماع لأبيه، أما المصنف الذي عزا الحديث لابن عساكر فذكره كما وقع عنده، وليس الكتاب كتاب توسع حتى يبين ما وقع فيه من الاختلاف والاضطراب، وقد يكون لم يتبين له من جهة الدليل أرجحية قول على آخر في صحبته وعدمها، فذكره كما وقع عند مخرجه.
(1) في الأصل: "عن أبيه محمد بن عطية عن أبيه" والصواب ما أثبتناه، واللَّه أعلم.