المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الباء 1340/ 3113 - " بَابَانِ مُعجَّلَانِ عُقوبَتُهُما في الدّنيَا، - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٣

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: ‌ ‌حرف الباء 1340/ 3113 - " بَابَانِ مُعجَّلَانِ عُقوبَتُهُما في الدّنيَا،

‌حرف الباء

1340/ 3113 - " بَابَانِ مُعجَّلَانِ عُقوبَتُهُما في الدّنيَا، الْبَغيُ والعُقُوق".

(ك) عن أنس

قال في الكبير: قال (ك): صحيح وأقره الذهبى.

قلت: نص الشارح على أن الحاكم خرجهم في كتاب البر من المستدرك، ونقل تصحيحه وإقرار الذهبى، فأفاد ذلك أنه وقف عليه في الأصل، وغفل عن تعقب المصنف بأن أول الحديث عند الحاكم ليس هكذا بل أوله:"من عال جاريتين حتى تدركا دخلت الجنة أنا وهو كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، وبابان معجلان عقوبتهما في الدنيا" الحديث.

وهكذا أخرجه البخارى في الأدب المفرد [ص 308 رقم 894، 895]: حدثنا عبد اللَّه بن أبي الأسود ثنا محمد بن عبيد الطنافسى ثنا محمد بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أنس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم-

ص: 217

مثله، إلا أنه قال:"وبابان معجلان في الدنيا البغى وقطيعة الرحم كذا قال: "وقطيعة الرحم"، بدل "العقوق"، مع أن الحاكم خرجه من هذا الطريق أيضًا [4/ 177، رقم 7350] من رواية إبراهيم بن إسحاق القاضى:

ثنا محمد بن عبيد الطنافسى به، وشيخه محمد بن عبد العزيز هو الجرمى، وقد اختلف عليه في هذا الحديث اختلافًا ذكره البخارى في التاريخ الكبير، فقال في ترجمته [1/ 166، رقم 494]: قال أبو نعيم:

حدثنا محمد سمع سعدا عن عبيد اللَّه بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان يعجلهما اللَّه عز وجل في الدنيا البغى وعقوق الوالدين".

وقال لى ابن أبي الأسود:

ثنا محمد بن عبيد الطنافسى ثنا محمد بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبيد اللَّه ابن أنس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله: "ومن عال جاريتين".

وقال عمرو الناقد:

ثنا أبو أحمد الزبيرى ثنا محمد بن عبد العزيز عن عبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين".

وقال ابن أبي خلف:

ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن عبد العزيز الراسبى عن أبي بكر بن عبيد اللَّه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن أبي الأسود، وقال لى محمد: حدثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن عبد العزيز الراسبى عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أنس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من عال" و"بابان يعجلان".

ص: 218

1341/ 3114 - "بادِرُوا الصُبْحَ بالوِتْرِ".

(م. ت) عن ابن عمر

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من الستة غير هذين وهو عجيب فقد خرجه معهما أبو داود.

قلت: ليس ذلك بعجيب وإنما العجيب استعجاب الشارح مما لا عجب فيه.

1342/ 3120 - "بادِرُوا بالأعمال سِتا: إِمَارة السُّفَهاءِ، وكَثرَة الشُّرط، وبيع الحُكْمِ، واستخفافا بالدَمِ، وقطيعة الرَّحم، ونشْئا يتَخذونَ القرآن مزَاميرَ يُقدمونَ أحدَهُم ليُغَنيهم وإنْ كانَ أقلَّهم فقها".

(طب) عن عابس الغفارى

قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.

قلت: الشارح دائما يستدرك على المصنف في غير موضع الاستدراك فيخطئ، وأحيانا يسكت في موضعه فيخطئ، فإن هذا الحديث خرجه أحمد أيضًا وكذلك الحارث بن أبي أسامه كلاهما قال:

حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد اللَّه عن عثمان بن عمير عن زاذان أبي عمر عن عُليم (1) عن عبس الغفارى به مثل ما هنا (2).

1343/ 3122 - "بَاكِرُوا بالصَّدَقة فإنَّ البَلاءَ لا يَتَخطَّاها"

(طس) عن على، (هب) عن أنس

قال في الكبير: قال الهيثمى فيه عيسى بن عبد اللَّه بن محمد وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات.

(1) في الأصل: "عكيم" والصواب ما أثبتناه، وهو في المسند "عُليم" وانظر الجرح والتعديل (7/ 40) وأسد الغابة (3/ 520)، ذكره ابن حجر في الإصابة (3/ 567) وقال: راوه أحمد. . . فسمى المبهم الأول: حكيما الكندى اهـ وفي المسند "عليم" واللَّه أعلم.

(2)

انظر بغية الحارث (2/ 640، رقم 613).

ص: 219

قلت: في هذا أمور: الأول: أنه أورد كلام الهيثمى عقب حديث أنس فأوهم أن عيسى بن عبد اللَّه في سند حديثه، وإنما هو في سند حديث على، فكان حقه أن يورده عقب حديثه لا حديث أنس.

الثانى: أنه أطلق عزو إيراد ابن الجوزى له في الموضوعات فأوهم أنه أورده من كلا الطريقين من حديث أنس ومن حديث على، وهو إنما أورد حديث أنس وحده.

الثالث: أنه سكت عن تعقب المصنف له فأوهم أنه سلم الحكم بوضعه وليس كذلك، فإن ابن الجوزى أورده من عند ابن أبي الدنيا [2/ 153] ثم من رواية بشر بن عبيد: ثنا أبو يوسف عن المختار بن فلفل عن أنس.

ومن عند ابن عدى [2/ 153] ثم من رواية يحيى بن سعيد العطار: ثنا سليمان بن عمرو عن المختار بن فلفل به.

ثم قال: لا أصل له أبو يوسف لا يعرف، وبشر قال ابن عدى: منكر الحديث، وسليمان هو أبو داود النخعى وضاع، قال: وقد رواه أيضًا عن المختار عبد الأعلى بن أبي المساور وهو كذاب، ورواه الصقر بن عبد الرحمن عن ابن إدريس عن المختار، والصقر كذاب اهـ.

فتعقبه المؤلف بأن أبا يوسف هو القاضى صاحب أبي حنيفة كما عينه أبو الشيخ في الثواب، وبشر بن عبيد وإن قال عنه ابن عدى: منكر الحديث، فقد استدرك في اللسان بأن ابن حبان ذكره في الثقات، والصقر ذكره ابن حبان في الثقات أيضًا، وقال أبو حاتم: صدوق، وللحديث طريق آخر، ثم أورد حديث على من عند الطبرانى في الأوسط [6/ 9، رقم 5643] ثم من طريق عيسى بن عبد اللَّه عن أبيه عن جده عن على به ثم قال: عيسى ضعيف اهـ.

ص: 220

1344/ 3131 - "بَراءةٌ من الكِبْرِ لبسُ الصُّوفِ، ومُجَالَسةُ فُقَراءِ المؤْمِنينَ ورُكوبُ الحِمارِ، واعْتقَالُ العَنْزِ"

(حل. هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: من حديث محمد بن عيسى الأديب عن عثمان بن مرداس عن محمد بن بكير عن القاسم بن عبد اللَّه العمرى عن زيد عن عطاء عن أبي هريرة، قال أبو نعيم: ورواه وكيع عن خارجة بن زيد مرسلًا، وقال البيهقى: رواه القاسم من هذا الوجه وروى أيضًا عن أخيه عاصم عن زيد كذلك مرفوعًا، وقيل عن زيد عن جابر مرفوعًا.

قلت: حرف الشارح هذا النقل وأسقط منه ومن الإسناد فأتى بما لا يفيد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه أورد السند عقب رمز البيهقى فأوهم أن السند له، وليس كذلك فإن محمد بن عيسى الأديب هو شيخ أبي نعيم في الحديث، قال أبو نعيم [3/ 229]:

حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عيسى الأديب ثنا عمير بن مرداس ثنا محمد بن بكير ثنا القاسم بن عبد اللَّه العمرى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به، ثم قال: هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعًا إلا من حديث القاسم عن زيد، ورواه وكيع بن الجراح عن خارجة بن مصعب عن زيد مرسلًا اهـ.

وأما البيهقى فلم أقف على سنده، ولكن نقل المؤلف في اللآلئ عقب نقله إسناد أبي نعيم الذي وقع له محرفا كما نقله الشارح عنه أنه قال: هكذا رواه القاسم من هذا الوجه مرفوعًا، وروى أيضًا عن أخيه عاصم عن زيد كذلك مرفوعًا، وقد قيل عن زيد عن جابر مرفوعًا اهـ. وبهذا استقام الكلام وتم معناه.

ص: 221

1345/ 3132 - "بَرِئ من الشُّحِ منْ أدَّى الزَكَاةَ، وقَرَى الضَّيفَ، وأعَانَ في النَّائِبَةِ".

هناد (ع. طب) عن خالد بن زيد بن حارثة

قال في الكبير: قال في الإصابة: إسناده حسن لكن ذكره -يعنى خالد بن زيد- البخارى وابن حبان في التابعين.

قلت: عبارة الحافظ في الإصابة [1/ 406، رقم 2165]:

روى أبو يعلى والطبرانى من طريق مجمع بن يحيى بن زيد بن حارثة سمعت عمى خالد بن زيد بن حارثة الأنصارى يقول: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: برئ من الشح" الحديث إسناده حسن لكن ذكره البخارى وابن حبان في التابعين اهـ.

قلت: خالد تابعى جزما، وهذه الأسماء تحرفت والعجب كيف لم يتنبه لها الحافظ هنا، فقد أخرج ابن جرير في التفسير هذا الحديث من هذا الوجه فقال:

حدثنى محمد بن إسحاق ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى ثنا إسماعيل ابن عياش ثنا مجمع بن جارية الأنصارى عن عمه يزيد بن جارية الأنصارى عن أنس بن مالك قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: برئ من الشح" الحديث.

فالمذكور في السند جارية بالجيم والياء آخر الحروف، وقد ذكره الحافظ نفسه في الإصابة في ترجمة يزيد بن جارية [3/ 653، رقم 9241] بعد حكاية الاختلاف في صحبته، وقول أبي داود: قلت لأحمد: يزيد بن جارية له صحبة، قال: لا أدرى، وهو أخو مجمع، فقال الحافظ: قلت إنما توقف فيه لأنه وقع في روايته: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأما الرواية التي وقع فيها: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمقتضاها إثبات

ص: 222

صحبته، قال: ومن حديثه أيضًا ما أخرج ابن منده من طريق يزيد بن هارون عن مجمع بن يحيى:

حدثنى عمى خالد بن يزيد بن جارية عن أبيه قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: برئ من الشح" الحديث اهـ.

فاتضح أن ما ذكره الحافظ في حرف الخاء باسم خالد بن حارثة بالحاء المهملة والثاء المثلثة تحريف من الرواة لم يتنبه له الحافظ هناك والصواب ما هنا، كما أن خالدا تابعى جزما أيضًا، كما أفادته هذه الرواية، بل وكذلك والده يزيد ابن جارية، فإنه روى الحديث عن أنس كما سقناه من عند ابن جرير، ولم يقف عليه الحافظ، إلا أن كل سند يرد عن مجمع بن يحيى فإنه مضطرب اضطرابا شديدا كما سيأتى أيضًا في حديث "بلوا أرحامكم ولو بالسلام" قريبا، فالظاهر أن مجمعا المذكور ساقط كثير الغلط إن لم يكن كذابا يتعمد ذلك وإن لم أره في الضعفاء.

1346/ 3133 - "بَرِئت الذمَّةُ ممن أَقامَ معَ المشْركينَ في ديَارِهمْ"

(طب) عن جرير

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يوجد مخرجا لأحد من الستة لكن رأيته في الفردوس رمز للترمذى وأبي داود فلينظر.

قلت: نعم رواه أبو داود [3/ 46، رقم 2645] والترمذى [4/ 155، رقم 1604] ولكن بلفظ: "أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول اللَّه ولم؟ قال: لا تراءى ناراهما" اهـ.

فموضع رواية أبي داود والترمذى حرف الهمزة، لكن المصنف لم يذكره في الصغير وإن ذكره في الكبير.

ص: 223

1347/ 3137 - "بِرُّ الوَالِدينِ يَزيدُ في العُمُرِ، والكَذِبُ يُنقصُ الرِزقَ، والدعاءُ يَردُّ القضَاءَ، وللَّه عز وجل في خلْقِهِ قَضَاءان، قضاءٌ نافذٌ وقضاءٌ مُحَدث، وللأنْبيَاءِ على العُلَماءِ فَضْلُ دَرَجتينِ، وللعُلمَاءِ على الشُّهَداءِ فَضْلُ دَرَجةٍ".

أبو الشيخ في التوبيخ، (عد) عن أبي هريرة

قال الشارح: ضعفه المنذرى.

قلت: وذلك لأنه من رواية عثمان بن عبد الرحمن القرشى الزهرى وهو متروك، رواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، ومن طريقه أخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس [2/ 10، رقم 1922]، وأورده الذهبى في ترجمته من الميزان.

1348/ 3138 - " بِرُّوا آبَاءكُم تَبركُم أبْنَاؤكُم، وعِفُّوا تَعفُّ نِسَاؤكم".

(طس) عن ابن عمر

قال في الكبير: قال المنذرى: إسناده حسن، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبرانى أحمد، غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه اهـ. وبالغ ابن الجوزى فجعله موضوعا.

قلت: هذا صريح في أن ابن الجوزى أورد في الموضوعات حديث ابن عمر الذي حسنه المنذرى، وليس كذلك، إنما أورد حديث ابن عباس مختصرا [6/ 106]:"عفوا تعف نساؤكم" وحديث جابر الآتى بعده مطولا، أما حديث ابن عمر فذا فلم يتعرض له أصلًا، وهما في عرف أهل الحديث حديثان متباينان.

ص: 224

1349/ 3139 - "بِرُّوا آباءكُم تبركم أبْنَاؤكم، وعفُّوا عن النِّساءِ تَعفُّ نِسَاؤكُم، ومنْ تَنَصَّل إليه فلم يَقْبل فلَن يَرِدَ على الحَوْضِ".

(طب. ك) عن جابر

قال في الكبير: قال ابن الجوزى: موضوع، على بن قتيبة يروى عن الثقات البواطيل اهـ. وتعقبه المؤلف بأن له شاهدًا.

قلت: عادة الشارح أن يبخس المصنف فضله فإذا تعقب ابن الجوزى وقصر

في ذلك طبل به الشارح وزمر، وإذا أجاد في التعقب سكت عنه أو أشار إليه إجمالا أو شوهه وحذف منه كما هنا، فإن المؤلف تعقبه بشواهد متعددة لا بشاهد واحد، وبوجود المتابعة لبعض من أعله به ابن الجوزى، فإنه أورده من عند الخطيب [6/ 311] ثم من رواية محمد بن يونس الكديمى عن على ابن قتيبة الرفاعى عن مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر، ثم قال: الكديمى كذاب، وعلى بن قتيبة يروى عن الثقات البواطيل (1)، فتعقبه المؤلف بأن الكديمى لا مدخل له في الحديث، لأن الطبرانى (2) والخطيب في كتاب الرواة عن مالك روياه من طريق أحمد بن داود المكى عن على بن قتيبة وأخرجه الحاكم [4/ 154، رقم 879] من طريق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل عنه أيضًا، فهذان متابعان للكديمى.

وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنه محفوظ عن على بن قتيبة رواه عنهم غير واحد.

قلت: وكذا قال أبو القاسم الحزمى في فوائده، وأخرجه ابن عمشليق في جزئه من طريق إبراهيم بن الحسين أيضًا، قال المؤلف: وله مع هذا شواهد من

(1) "قوله: الكديمى كذاب. إلخ، هو من كلام ابن الجوزى في الموضوعات (3/ 85، 86) نقلا عن العقيلى وليس من كلام الخطيب.

(2)

رواه في المعجم الأوسط (1/ 299، رقم 1002) عن ابن عمر.

ص: 225

حديث ابن عمر وعائشة وأبي هريرة وأنس ثم أورد جميعها، فحذف الشارح كل هذا واقتصر على أنه ذكر له شاهدًا.

1350/ 3144 - "بَشِّرِ المشَّائِينَ في الظُّلَم إلى المَسَاجدِ بالنُّورِ التَامِّ يوْمَ القِيَامَةِ".

(د. ت) عن بريدة (هـ. ك) عن أنس، وعن سهل بن سعد

قال في الكبير: قال ابن الجوزى: حديث لا يثبت، وعده المصنف في الأحاديث المتواترة.

قلت: هذان نقلان متقاربان، كان الشارح يقصد منهما التنكيت على المصنف، إذ بون كبير بين قول ابن الجوزى:"لا يثبت" وعد المصنف إياه متواترا، والمصنف أصل في المتواتر أصلا تبع فيه بعض أئمة الفقه والأصول وهو ما رواه عشرة، وعليه بنى كتابه في المتواتر.

وقد أورد هذا الحديث فيه من رواية خمسة عشر نفسا، فقال: أخرجه أبو داود [1/ 151، رقم 561] والترمذى [1/ 453، رقم 223] عن بريدة، وابن ماجه [1/ 257، رقم 781] والحاكم [1/ 212، رقم 1021، 1022] عن أنس وسهل بن سعد، والطبرانى عن زيد، بن حارثة [5/ 86، رقم 4662، وابن عباس [10/ 351، رقم 10689] وابن عمر [12/ 358، رقم 13335] وأبي أمامة [8/ 353، رقم 8125، 8/ 168، رقم 7633] وأبي الدرداء وأبى هريرة (1) وعائشة (2)، والبزار (3) عن أبي موسى الأشعرى والطيالسى في مسنده [294، رقم 2212] عن أبي سعيد الخدرى.

(1) انظر المعجم الأوسط (1/ 257، رقم 843).

(2)

انظر المعجم الأوسط (2/ 68، رقم 1275).

(3)

انظر كشف الأستار (1/ 217، رقم 432).

ص: 226

وابن شاهين في ترغيبه [1/ 142، رقم 91] عن حارثة بن وهب.

وأبو موسى المدينى عن مطعم الحرانى مرسلًا، وسعيد بن منصور عن عطاء ابن يسار مرسلًا اهـ.

قلت: وورد أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد ذكرت أسانيدهم في مستخرجى على مسند الشهاب وللَّه الحمد.

1351/ 3145 - "بُطحانُ على بِرْكَةٍ منْ بَركِ الجنَّةِ".

البزار عن عائشة

قال الشارح: فيه راو مجهول.

قلت: اللائق التعبير براو لم يسم، كما فعل الحافظ الهيثمى، ونقله الشارح في الكبير، فإن المجهول هو من عرف اسمه ولم يعرف عينه وحاله، والمذكور في السند مبهم لم يسم أصلًا، فقد أخرجه أيضًا الديلمى [2/ 37، رقم 1995] من طريق حمير بن خزيمة:

ثنا هشام بن عمار ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا الجعد بن عبد الرحمن أخبرنى رجل من آل المعلى عن عروة عن عائشة به.

1352/ 3151 - " بُعِثْتُ بِمُدَاوَاةِ النَّاسِ".

(هب) عن جابر

قال في الكبير: فيه عبيد اللَّه بن لؤلؤ عن عمر بن واصل، قال في لسان الميزان: يروى عنه الموضوع، وعمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع، وفيه أيضًا مالك بن دينار الزاهد، أورده الذهبى في الضعفاء ووثقه بعضهم.

قلت: ذكر مالك بن دينار فضول من الشارح، بل جهل بحال الرجل وبمن يضعف به الحديث، فالرجل ثقة والذهبى نفسه وثقه ولكن ذكره لكلمة قالها الأزدى، كما هو شرطه في الميزان في إيراد كل من تكلم فيه بحق أو بباطل،

ص: 227

وصيغة كلام الشارح تقتضى أنه ضعيف وإنما وثقه بعضهم، والواقع أنه ثقة وإنما تكلم فيه الأزدى وحده بكلام ضعيف.

قال الذهبى في الميزان [3/ 426، رقم 716]: مالك بن دينار من علماء البصرة وزهادها المشهورين، وكان ينسخ المصاحف صدوق، وثقه النسائى وغيره، وقال بعضهم: صالح الحديث، وقال الأزدى: يعرف وينكر، وقال ابن المدينى: له نحو من أربعين حديثا.

قلت: استشهد به البخارى، واحتج به النسائى، وذكره ابن حبان في الثقات يكنى أبا يحيى يروى عن أنس بن مالك، وفي وفاته أقوال أحدها سنة ثلاثين ومائة اهـ. كلام الذهبى فهو كله توثيق إلا كلام الأزدى، والأزدى لا يعتبر بجرحه بل هو نفسه مجروح.

والحديث أخرجه أيضًا أبو سعد المالينى في مسند الصوفية، قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور أنبأنا عبيد اللَّه بن لؤلؤ الصوفى أخبرنى عمر بن واصل قال: سمعت سهل بن عبد اللَّه يقول: أخبرنى محمد بن سوار أخبرنى مالك بن دينار ومعروف بن على عن الحسن عن محارب بن دثار عن جابر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما نزلت سورة براءة: بعثت بمداراة الناس".

فلو كان مالك بن دينار ضعيفا لما جاز تعليل الحديث به، لأنه توبع في نفس السند بمعروف بن على، فكيف وهو ثقة.

أما عبيد اللَّه بن جعفر فذكره الحافظ في اللسان وقال: روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته، فذكر حديثا طويلًا ظاهر البطلان، قال الخطيب: هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر ابن واصل أو وضع عليه اهـ، وهو من الخطيب رجم بالظن في جزمه

ص: 228

بوضع عمر بن واصل له أولا، بل الظاهر انه سمعه من كذاب فحدث به أو أدخل عليه واللَّه أعلم.

1353/ 3153 - "بُعثْتُ دَاعيا ومُبلِّغا، وليس إليَّ من الهُدى شئٌ، وخُلقَ إِبْليسُ مُزيِّنا، ولَيْس إِليه من الضَّلَالةِ شئٌ".

(عق. عد) عن عمر

قلت: هذا الحديث رواه العقيلى [2/ 9، رقم 410] عن محمد ابن زكريا البلخى:

ثنا عيسى بن أحمد أبو يحيى -يعرف بالعسقلانى- ثنا إسحاق بن الفرات المصرى ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم عن سماك بن حرب عن طارق ابن شهاب عن عمر به.

وأورده ابن الجوزى في الموضوعات [1/ 272] من طريق العقيلى، ثم نقل عنه أنه قال: خالد ليس بمعروف بالنقل وحديثه غير محفوظ ولا يعرف له أصل، وتعقبه المؤلف بأن ابن عدى أخرجه وقال: في قلبى من هذا الحديث شيء، ولا أدرى سمع خالد من سماك أم لا، ولا أشك أن خالدًا هذا هو الخراسانى، فكأن الحديث مرسلًا عنه عن سماك، قال المؤلف: وخالد الخراسانى روى له أبو داود والنسائى ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وحينئذ فليس في الحديث إلا الإرسال اهـ.

قلت: هو كذلك لو كان خالد بن عبد الرحمن هو الخراسانى كما قال ابن عدى، ولكن وقع اختلاف فيه هل هو الخراسانى أو غيره، فبعضهم جزم بأنه الخراسانى ومنهم ابن حبان فقال في الضعفاء [1/ 277]: خالد بن عبد الرحمن العبدى أبو الهيثم الخراسانى يروى عن سماك بن حرب ومالك بن مغول، روى عنه إسحاق بن الفرات، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد العدالة لكثرته لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد، ومن زعم أن هذا خالد بن

ص: 229

القاسم فقد وهم، وهو الذي روى عن سماك عن طارق عن عمر فذكر هذا الحديث ثم قال:

أخبرناه محمد بن عثمان بن سعيد وعدة قالوا: حدثنا عيسى بن أحمد ثنا إسحاق بن الفرات عن خالد بن عبد الرحمن اهـ.

ورواء جماعة فاقتصروا في وصفه على العبدى، قال الدولابى في الكنى [2/ 157]:

أخبرنى أحمد بن شعيب قال: أنبأنا عيسى بن أحمد البلخى ثنا إسحاق بن الفرات المصرى ثنا خالد بن عبد الرحمن العبدى به.

وقال اليونارتى في جزء من موافقاته:

أخبرنا محبب بن ميمون بن سهل أبو سهل الواسطى أنا أبو على منصور بن عبد اللَّه بن خالد الذهلى الخالدى أخبرنى أبو الفضل محمد بن حاتم بن الهيثم الصغدى وأبو بكر عيسى بن محمد بن عيسى البلخى قالا: حدثنا عيسى ابن أحمد بن وردان العسقلانى ثنا إسحاق بن الفرات المصرى ثنا أبو الهيثم خالد بن عبد الرحمن العبدى به، ثم قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن أحمد العسقلانى، رواه عنه جماعة من الأعلام.

وقال الديلمى [2/ 12، رقم 1916]: أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندى كتابة أنا إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى أنا أبو عمرو الفراتى أنا الهيثم ابن كليب ثنا عيسى بن أحمد العسقلانى ثنا إسحاق بن الفرات عن خالد بن عبد الرحمن العبدى به.

فاقتصر هؤلاء على وصفه بالعبدى، وقد مشى على هذا جماعة ففرقوا بين العبدى والخراسانى، فذكر الذهبى في الميزان [1/ 633، رقم 2440] خالد ابن عبد الرحمن الخراسانى أبو الهيثم وقال: نزل الشام ومصر وحدث عن

ص: 230

عمر بن ذر ومالك بن مغول وسفيان، وعنه بحر بن نصر والربيع المرادى وجماعة، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال العقيلى: في حفظه شيء ثم ذكر له حديثا معللًا روى على وجوه، لعل الخطأ من غيره، وقال ابن عدى: ليس بذاك، ثم ترجم بعده لخالد بن عبد الرحمن أبي الهيثم العطار العبدى الكوفى، وقال: روى عن سماك وعنه إسحاق بن الفرات، قال الدارقطنى: لا أعلمه روى غير هذا الحديث الباطل يعنى ما رواه عيسى ابن أحمد بن أحمد العسقلانى ثم ذكر هذا الحديث.

ثم أسنده الذهبى [1/ 634، رقم 2441] من طريق الكنجروذى:

ثنا أحمد بن محمد البالوى ثنا أبو العباس الثقفى ثنا عيسى بن أحمد به.

وهكذا فرق بينهما صاحب التهذيب، فذكر أولا الخراسانى ثم بعد ترجمةٍ ذكر العبدى وقال: قال الحاكم أبو عبد اللَّه في الضعفاء وتبعه النقاش: أبو الهيثم الخراسانى ويقال العبدى روى عن سماك بن حرب ومالك بن مغول أحاديث موضوعة حدث بها عنه عيسى بن أحمد العسقلانى وغيرهم.

قال الحافظ: وقد وهم الحاكم في جمعه بين العبدى والخراسانى، فقد قال ابن يونس: إن العبدى قديم وصدق، هو أقدم من الخراسانى.

وقال الدارقطنى في العبدى: لا أعلم روى غير هذا الحديث الباطل، ثم ذكر حديث الباب ثم قال: وجمع ابن عدى بين الخراسانى والعبدى فنقل عن يحيى بن معين أنه قال: ثقة، وقال أيضًا [3/ 36، 37]:

حدثنا ابن صاعد ثنا بحر بن نصر وابن عبد الحكم قالا: حدثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراسانى وكان ثقة ثم أورد له عن مالك والمسعودى والثورى ومالك بن مغول ومسعر وكامل أبي العلاء وأبي شيبة الواسطى عدة أحاديث مناكير.

ثم أورد من طريق عيسى بن أحمد العسقلانى عن إسحاق بن الفرات [3/ 39]:

ص: 231

ثنا خالد بن عبد الرحمن العبدى أبو الهيثم عن سماك الحديث الذي ذكره الدارقطنى، وقال: لا أدرى سمع خالد سماك بن حرب أم لا، ثم قال: ولا أشك أنه الخراسانى وروايته عن سماك مرسلة كذا قال اهـ كلام الحافظ.

وأقول: قد اتفق ابن حبان وابن عدى والحاكم والنقاش على أنهما واحد، وليس هناك ما يدل على التفرقة إلا وجود أحاديث صالحة ووجود أحاديث منكرة توهم من قال بالتفرقة أن العبدى هو صاحبها لا الخراسانى، وقد أورد ابن عدى للخراسانى أحاديث منكرة كما حكاه الحافظ نفسه فالظاهر أنهما واحد واللَّه أعلم.

1354/ 3154 - "بُعثْتُ مَرحَمةً ومَلحَمةً، ولم أُبعَثْ تَاجِرا ولا زَرَّاعا، ألا وإنَّ شِرارَ الأمَّةِ التجارُ والزارعونَ إلا مَنْ شَحَّ على دِينه"

(حل) عن ابن عباس

قال في الكبير: ورواه ابن عدى أيضًا من طريق آخر حكاه عنه ابن الجوزى ثم حكم بوضعه فتعقبه المؤلف بوروده من طريق أخرى هي طريق أبي نعيم وبأن الدارقطنى خرجه في الأفراد من طريق ثالث فينجبر.

قلت: طريق الدارقطنى ليس هو ثالثا، إنما وقع فيه متابعة لبعض رجال الطريق الذي خرجه منه ابن عدى، قال ابن عدى [3/ 312]:

حدثنا عمر بن محمد بن شعيب ثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائنى ثنا سلام سليمان ثنا حمزة الزيات عن الأجلح بن عبد اللَّه الكندى عن الضحاك عن ابن عباس.

ومن هذا الطريق خرجه البندهى في شرح المقامات من رواية أبي سهل أحمد ابن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطان:

ثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائنى به، فأورده ابن الجوزى في الموضوعات

ص: 232

من طريق ابن عدى ثم قال: سلام متروك والأجلح كان لا يدرى ما يقول، ومحمد بن عيسى ضعيف، فتعقبه المؤلف بأن الدارقطنى رواه في الأفراد:

ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمى ثنا الحسين بن نصر الحوشى ثنا سلام بن سليمان الثقفى به، قال: فهذه متابعة لمحمد بن عيسى.

ثم قال: وقال أبو نعيم في الحلية [4/ 72]:

ثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا أبو صالح الوراق ثنا عمر بن سعيد الحمال ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن أبي موسى السمالى عن وهب بن منبه عن ابن عباس به اهـ.

فهذان طريقان فقط طريق أبي نعيم وطريق ابن عدى فإنه متحد هو وطريق الدارقطنى في الأفراد إلا في محمد بن عيسى، نعم له طريق ثالث لم يذكره المؤلف إلا أنه معضل أو مرسل، أخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار قال:

حدثنى محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن ابن إسحاق عمن حدثه يرفعه فذكر مثله إلا أنه قال: "بعثت مرغمة ومرحمة" والباقى مثله.

1355/ 3156 - "بُكاءُ المؤُمنِ من قَلْبِه، وبُكَاءُ المنَافِقِ منْ هَامَتِهِ"

(عق. طب. حل) عن حذيفة

قال في الكبير: وفيه إسماعل بن عمرو البجلى، قال العقيلى والأزدى: منكر الحديث ثم ساق له العقيلى هذا، قاله في لسان الميزان: ويشبه أن يكون موضوعا اهـ. فما أوهمه صنيع المصنف من أن مخرجه العقيلى خرجه ساكتا عليه غير صواب.

قلت: العقيلى لم يتعقب الحديث والشارح لم ينقل عنه ذلك، والمصنف لم يوهم صنيعه ذلك بل أشار إلى ضعفه.

والحديث خرجه أبو نعيم في الحلية [4/ 111] عن الطبرانى:

ص: 233

ثنا الفضل بن أحمد الأصبهانى ثنا إسماعيل بن عمرو البجلى ثنا عبد السلام ابن حرب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة به.

ورواه في تاريخ أصبهان [1/ 220]: ثنا أحمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن عمرو به وهو موضوع جزما.

فقد خرجه أبو نعيم في الحلية عن ثور بن يزيد [1/ 95] قال: قرأت في بعض الكتب "بكاء المؤمن في قلبه وبكاء المنافق في عينه".

وروى في الحلية أيضًا عن جعفر قال: سمعت عبادا يسأل شميطا هل يبكى المنافق؟ فقال: يبكى من رأسه فأما قلبه فلا. اهـ.

فكأن إسماعيل أو غيره ركب له إسنادا ورفعه واللَّه أعلم.

1356/ 3158 - " بَكِّروا بالصَّلاةِ في يومِ الغَيْمِ، فَإِنَّهُ منْ تَركَ صَلاةَ العصرِ حبطَ عَمَلهُ".

(حم. هـ. حب) عن بريدة

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن ذا ليس في الصحيحين ولا أحدهما وهو ذهول عجيب مع كونه كما قال الديلمى وغيره: في البخارى عن بريدة باللفظ المزبور.

قلت: هو ذهل عجيب ولكن من الشارح فإن البخارى لم يخرجه بزيادة: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم" بل اقتصر [1/ 145، رقم 553] على قوق: "من ترك صلاة العصر حبط عمله"، فقوله باللفظ المزبور من تهوره المشهور؛ وقد ذكره المصنف في حرف "الميم" وعزاه لأحمد والبخارى والنسائى، فكون الشارح لم يعرف ذلك هو الذهول العجيب الغريب.

1357/ 3159 - "بَلِّغوا عَنِّى ولو آية، وحَدِّثوا عنْ بنى إِسْرائيِل ولا حَرج، ومن كَذبَ عليَّ مُتعمِدًا فلْيَتَبوأ مَقْعَده من النَّار".

(حم. خ. ت) عن ابن عمرو

ص: 234

وزاد الشارح ابن الخطاب.

قلت: هذا غلط بل هو من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

1358/ 3160 - "بِلُّوا أرْحَامكُم ولو بالسَّلامِ".

البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس وسويد بن عمرو

قلت: حديث سويد مرسل على الصحيح، وإن صرح بعضهم بأنه صحابى فقد أخرجه القضاعى [1/ 379، رقم 654] من طريق يحيى بن صالح الوحاظى عن خالد بن عبد اللَّه الواسطى عن مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية عن سويد بن عامر -وهو أنصارى صحابى- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره.

ورواه أيضًا [1/ 379، رقم 653] من طريق هلال بن العلاء:

ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن مجمع بن يحيى بن مجمع بن جارية الأنصارى قال: حدثنى رجل من الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بلوا" وذكره ورواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [ص 51، رقم 207]:

ثنا بشر بن معاذ ثنا عمر بن على ثنا مجمع بن يحيى بن زيد قال: سمعت أحد عمومتى سويد بن عامر الأنصارى قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلوا أرحامكم ولو بالسلام" هكذا ذكره بالصاد (1).

ورواه أبو القاسم البغوى: ثنا عبيد اللَّه بن محمد العبسى ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا مجمع بن يحيى عن سويد بن عامر به.

ورواه ابن منده من طريق يزيد بن هارون عن مجمع بن يحيى ثنا سويد بن عامر عن يزيد بن جارية به.

(1) بل ذكره باللفظ الأول.

ص: 235

وسبق قريبا في حديث: "برئ من الشح" أن مجمعا رواه واضطرب أيضًا في إسناده مما يدل على عدم ضبطه وثقته.

1359/ 3163 - "بُوركَ لأُمَّتِى في بُكُورِها".

(طس) عن أبي هريرة

قال في الكبير: قال ابن حجر حديث ضعيف أخرجه الطبرانى من حديث نبيط "بنون" و"موحدة" مصغرا عبد الغنى في الإيضاح عن ابن عمر.

قال في الكبير أيضًا: قال الديلمى وفي الباب عن جابر.

قلت: في هذا أمران: أحدهما: قوله قال ابن حجر: حديث ضعيف أخرجه. . إلخ.

كلام لا معنى له عقب حديث أبي هريرة فإنه وحديث نبيط الصحابى منفردان ثم هو ضعيف بالنسبة لحديث نبيط، فلا يصح أن يكون الحافظ قد أطلق ذلك الإطلاق واقتصر في عزوه على حديث نبيط، فهو تحريف من الشارح واختزال جزما.

ثانيهما: قوله: وقال الديلمى: "وفي الباب عن جابر" هو كلام فيه إيهام فإن في الباب عن نحو عشرين صحابيا ولذلك عده المصنف من المتواتر، وقد سبق في حرف "الألف" في "اللهم" من حديث صخر الغامدى وابن عمر وابن عباس وابن مسعود وعبد اللَّه بن سلام وعمران بن حصين وكعب بن مالك والنواس بن سمعان وأبي هريرة.

وفي الباب أيضًا عن أبي بكر وعلى بن أبي طالب وأنس بن مالك وأبي أمامة وعبد اللَّه بن عمرو [بن] العاص وعائشة وسهل بن سعد وأبي رافع وبريدة بن الحصيب وعمارة بن وسمة وواثلة بن الأسقع وأبي ذر والعُرس بن عَميرة وغيرهم.

ص: 236

1360/ 3165 - "بَيْتٌ لا تَمرَ فِيهِ جِيَاعٌ أهلهُ".

(حم. م. د. ت. هـ) عن عائشة

قال في الكبير: ذكر الترمذى في العلل عن البخارى أنه قال: لا أعرفه إلا من حديث يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال.

قلت: هذا النقل هنا فضول لا معنى له ولا فائدة لو كان صحيحا فكيف وهو باطل فإن مسلما خرجه من طريقين من رواية يحيى بن حسان [3/ 1618، رقم 2046/ 152]: ثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

و [3/ 1618، رقم 153] من طريق يعقوب بن محمد بن طحلاء عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة، ومن هذا الطريق رواه أحمد [6/ 188]، وأبو نعيم في التاريخ [1/ 92، 2/ 116] وغيرهم، فلعل البخارى قال: لا أعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من رواية يحيى ابن حسان، ومع ذلك فإن أبا داود [3/ 361، رقم 3831] وابن ماجه [2/ 1104، رقم 3327] روياه من طريق مروان بن محمد عن سليمان بن بلال فلينظر في نص البخارى كيف هو.

1361/ 3166 - "بَيْتٌ لا صِبْيَان فيه لا بَرَكَةَ فيِهِ".

أبو الشيخ عن ابن عباس

قال في الكبير: ظاهره أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه أبو الشيخ: "وبيت لا خل فيه قفار أهله، وبيت لا تمر فيه جياع أهله"، ثم قال: وفيه عبد اللَّه بن هارون الفروى، أورده الذهبى في الضعفاء وقال: له مناكير واتهمه بعضهم -أى بالوضع- وقدامة بن محمد المدنى جرحه ابن حبان.

ص: 237

قلت: ليس في الحديث: "وبيت لا تمر فيه جياع أهله" بل هو من كيس الشارح، قال أبو الشيخ [3/ 78، رقم 379]:

ثنا زكريا الساجى ثنا عبد اللَّه بن هارون القزوينى ثنا قدامة بن محمد بن خشرم عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن الزهرى عن عبيد اللَّه عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه، وبيت لا خل فيه قفار أهله" اهـ.

وقوله أورده الذهبى في الضعفاء وقال: اتهم -أى بالوضع- لم يقل الذهبى اتهم بل قال: روى عن القعنبى وغيره مناكير، ولم يترك ذكره ابن عدى وطعن فيه ثم ذكر أنه أسند عنه حديثين وقال: هذان باطلان بهذا الإسناد اهـ.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف.

1362/ 3169 - "بينَ كلِّ أذانيْنِ صلاة إلا المغربَ".

البزار عن بريدة

قال الشارح: بإسناد ضعيف.

قلت: بل هو بهذه الزيادة باطل موضوع كما قال ابن الجوزى، فإن الأحاديث الصحيحة معارضة له والاستثناء إنما افتراه صاحبه لتمشيته مذهبه وتعصبه لإمامه كما هو حال أكثر الأحاديث الباطلة في الأحكام.

1363/ 3175 - "بَيْنَ يَدَى الساعةِ فِتنٌ كَقِطَعِ اللَّيلِ المظلمِ".

(ك) عن أنس

قال في الكبير: وفي الباب النعمان بن بشير.

قلت: بل في الباب جماعة منهم أبو سعيد عند ابن فيل في جزئه، وأبو هريرة وأبو أمامة وأبو موسى عند الفريابى في النفاق وآخرون.

ص: 238

1364/ 3178 - "بين العَالمِ العَابدِ سبْعُونَ درَجَة".

(فر) عن أبي هريرة

قلت: أسنده الديلمى من طريق أبي نعيم معلقا وهو عند أبي نعيم كذلك في التاريخ [2/ 117، رقم 1259] في ترجمة غياث بن إبراهيم التميمى، فقال:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ثنا أبي ثنا أبي ثنا غياث بن إبراهيم عن عبد اللَّه بن محرز عن الزهرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.

ورواه ابن شاهين في الترغيب [2/ 227، رقم 208] فقال:

حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث ثنا موسى بن عبد الرحمن القلا ثنا مبشر بن إسماعيل عن عبد اللَّه بن محرز به، وزاد:"بين كل درجتين مسيرة مائة سنة حضر الفرس السريع".

1365/ 3179 - "بِئْس العَبدُ عَبدٌ تَخَيَّل واختَالَ ونَسَى الكَبيرَ المتَعال، بِئْس العَبدُ عَبدٌ تَجبَّر واعْتدَى ونَسَى الجبَّارَ الأعلَى، بِئْس العَبدُ عَبدٌ سهَا ولهَا ونَسَى المقَابِرَ والبلَى، بِئْس العَبدُ عَبدٌ عَتَا وطَغَى ونَسَى المبتَدى والمنْتهى، بِئْس العَبدُ عَبد يَخْتلُ الدُنيَا بالديِنِ، بِئْس العَبدُ عَبد يَخْتلُ الدينَ بالشبهاتِ، بِئْس العَبدُ عَبد طَمَع يقودهُ، بِئْس العَبدُ عَبد هوًى يُضلهُ، بِئْس العَبدُ عَبد رَغَب يُزِلُّهُ".

(ت. ك) عن أسماء بنت عميس (طب. هب) عن نعيم بن حمار

ص: 239

قلت: حديث أسماء وقع للشارح في صغيره عزوه إلى ابن ماجه والحاكم، ورمز ابن ماجه تحريف وإنما هو الترمذى.

والحديث أخرجاه هما والحكيم الترمذى في "نوادر الأصول"[1/ 178] والخرائطى في "اعتلال القلوب"، والخطيب في "الكفاية" كلهم من طريق هاشم بن سعيد الكوفى عن زيد بن عطية الخثعمى عن أسماء بنت عميس به وقال الحاكم: هذا حديث ليس في إسناده أحد منسوب إلى نوع من الجرح وإذا كان هكذا فإنه صحيح، وتعقبه الذهبى بأن سنده مظلم ولم يعلله، وذلك لأن هاشم بن سعيد ضعفه أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بشيء وقال ابن عدى: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه اهـ لكن هذا توبع عليه، وورد له شاهد من حديث نعيم بن همار، وقد ذكر ابن حبان هاشما المذكور في الثقات وإن لم يذكر الذهبى ذلك في الميزان، بل قال في ترجمته: ومن مناكيره ما ساق له الترمذى فذكر هذا الخبر ثم قال: هذا غريب جدا، وزيد ابن عطية لا يعرف إلا في هذا الحديث اهـ.

وحديث نعيم أخرجه أيضًا الخطيب وأسنده الذهبى في "التذكرة" من طريقه ثم من رواية محمد بن غالب الأنطاكى:

ثنا يحيى بن زياد الرقى عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار به.

ثم قال: غريب جدا وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيما اهـ.

وهكذا قال أبو حاتم في العلل مع أنه وقع في طريقه عن يزيد بن جريح، قال: سمعت نعيم بن همار القطفانى، كذا أسنده ولده وذكر أنه سأل أباه عنه فقال: هذا حديث منكر وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيم بن همار.

ص: 240

1366/ 3181 - "بِئْسَ البَيْتُ الحَمَّام، تُرفَعُ فيه الأصْوَاتُ وتُكْشَفُ فيه العَوْراتُ".

(عد) عن ابن عباس

قال في الكبير: وفيه صالح بن أحمد القيراطى البزار، قال في الميزان: قال الدارقطنى: متروك كذاب دجال أدركناه ولم نكتب عنه، وقال ابن عدى: يسرق الحديث ثم ساق هذا الخبر، فما أوهمه اقتصار المصنف من أن ابن عدى خرجه وأقره غير صواب.

قلت: بل تجاهل الشارح وتغافله غير صواب، فإن [ابن] عدى كتابه في الضعفاء، فمطلق العزو إليه معلن بأن الحديث ضعيف كما نعى عليه المؤلف، فكيف وهو رمز له بالضعف، فكيف وكتابه لم يوضع لنقل كلام الناس على الأحاديث، ثم إن الذهبى ذكر في ترجمة صالح المذكور [2/ 287، رقم 3767] أن أبا محمد الحارثى قال في مسند أبي حنيفة: كتب إلى صالح:

ثنا الخضر بن أبان الهاشمى ثنا مصعب بن المقدام ثنا زفر ثنا أبو حنيفة عن عطاء عن عائشة قالت: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: بئس البيت الحمام، بيت لا يستر، وماء لا يطهر"، ثم قال: فهذا من اختلاق صالح اهـ.

فأخشى أن يكون الشارح نقل صالحا المذكور من سند حديث عائشة الآتى بعد هذا إلى سند حديث ابن عباس بل هو الواقع إن شاء اللَّه.

1367/ 3182 - "بِئْس البَيْتُ الحَمَّام، بيتٌ لا يَسْتُر ومَاءٌ لا يَطْهُر"

(هب) عن عائشة

قال في الكبير: رواه (هب) من حديث يحيى بن أبي طالب عن أبي

ص: 241

جناب عن عطاء عن عائشة، ويحيى أورده الذهبى في "ذيل الضعفاء"، وقال: وثقه الدارقطنى، وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب، وأبو جناب: هو يحيى بن أبي حية أورده الذهبى وقال: ضعفه النسائى والدارقطنى اهـ.

قلت: في هذا أمور، الأول: سبق في الذي قبله أن حديث عائشة هذا رواه صالح بن أحمد القيراطى من وجه آخر.

الثانى: أن يحيى بن أبي طالب أورده الذهبى في "الضعفاء" لا في "ذيل الضعفاء".

الثالث: أن موسى بن هارون قال: أشهد أنه يكذب عليَّ في كلامه، قال الذهبى: ولم يعن في الحديث.

الرابع: أن الذهبى قال: وثقه الدارقطنى وغيره، ثم قال: والدارقطنى من أخبر الناس به -يعنى فتوثيقه مقدم على كلام غيره-.

الخامس: أن الشارح ذكر هذا الحديث في أول كتابه "النزهة الزهية" وقال: إسناده حسن، فلا أدرى كيف ذلك مع ما هنا.

1368/ 3183 - "بِئْسَ الشِّعبُ جِيَادٌ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فتَصْرخُ ثلاث صرخَاتٍ فيَسمعُها مَنْ بيْن الخَافِقينِ".

(طب) عن أبي هريرة

قلت: أخرجه أيضًا أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج، وابن حبان في الضعفاء [1/ 296] كلاهما قال:

أخبرنا أبو يعلى ثنا يحيى بن معين ثنا هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد اللَّه ابن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.

ص: 242

وأخرجه الدينورى في "المجالسة" قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق ثنا يحيى بن معين به.

وأخرجه ابن النقور في "فوائده"، قال:

أنا على بن عمر الحربى ثنا أحمد بن الحسن الصوفى ثنا يحيى بن معين به.

وأسنده الذهبى في ترجمة هشام بن يوسف من تذكرة الحافظ [1/ 346، رقم 331]، ثم قال: هذا منكر تفرد به رباح بن عبيد اللَّه العمرى اهـ.

قلت: ورباح قال فيه ابن حبان: كان قليل الحديث منكر الرواية على قلتها لا يجوز الاحتجاج بخبره عندى إلا بما وافق الثقات من الروايات، ثم أسند هذا الحديث عن أبي يعلى، ولعله عنده في "المعجم" أو "المسند".

1369/ 3184 - "بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْعُرسِ يطْعَمُهُ الأغْنِياءُ ويُمنَعُه المسَاكِينُ".

(قط) في فوائد ابن مردك عن أبي هريرة

قلت: الحديث له بقية، قال في فوائد ابن مردك:

ثنا الحسين بن إسماعيل الضبى ثنا يعقوب الدورقى ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى ثنا أيوب عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بئس الطعام طعام العرس يطعمه الأغنياء ويمنعه المساكين ومن لم يجب فقد عصى اللَّه ورسوله"، ثم قال: تفرد به الطفاوى اهـ.

يعنى مرفوعًا بهذا السياق، فقد أخرجه مسلم في صحيحه [2/ 1054، رقم 1432/ 107] من طريق مالك وهو في موطئه عن الزهرى عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا: "بئس الطعام"(1) الحديث.

(1) رواه في الموطأ (ص 338، رقم 50) بلفظ: "شر الطعام طعام الوليمة. . .".

ص: 243

وكذلك رواه من طريق سفيان عن الزهرى [2/ 1055، رقم 1432/ 108] ومن طريق معمر عنه عن ابن المسيب والأعرج [2/ 1055، رقم 1432/ 109]، كلاهما عن أبي هريرة موقوفًا أيضًا.

ثم رواه من طريق زياد بن سعد [2/ 1055، رقم 1432/ 110] عن ثابت الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "شر الطعام" كما سيأتى للمصنف في حرف الشين.

1370/ 3187 - "بِئْسَ الكَسْبُ أجْرُ الزمَّارَة وثَمنُ الكَلبِ".

أبو بكر بن مقسم في جزئه عن أبي هريرة

قلت: قال أبو بكر بن مقسم في الجزء المذكور وهو ثالث حديث فيه:

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى البزاز ثنا أبو طالب هاشم بن الوليد الهروى ثنا ابن علية عن يونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة به، ثم قال أبو بكر:"الزمارة الزانية"

1371/ 3194 - "البَخِيلُ مَن ذُكِرتُ عِندهُ فَلم يُصلِّ عَليَّ".

(حم. ت) عن الحسين

قال الشارح في الكبير: وقال: حسن غريب.

قال في الكبير أيضًا: (ن. حب. ك) عن الحسين، وظاهر صنيع المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا في أحد دواوين الإسلام وإلا لما عدل عنه على القانون المعروف وهو ذهول عجيب، فقد عزاه هو نفسه في الدرر للترمذى من حديث الحسين، وقال ابن حجر: أخرجه باللفظ المذكور الترمذى والنسائى وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضى، وأطنب في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه من حديث على ومن حديث ابنه الحسين، ولا يقصر عن درجة الحسن، فاقتصار المؤلف على عزوه لابن حبان والحاكم من حديث الحسين وحده قصور وتقصير.

ص: 244

قلت: انظر هنا وتعجب كيف يكتب [الشارح] بيده رمز المصنف للترمذى والنسائى ويزيد هو عقب رمز الترمذى: وقال حسن غريب ثم بعد نصف سطر يذهل وينسى ما كتب وينتقد على المصنف بأنه لم يعزه للترمذى والنسائى فهذا أقصى ما تتصور العقول في الذهول والتخليط.

1372/ 3196 - "البَذاذةُ مِن الإِيمَانِ".

(حم. هـ. ك) عن أبي أمامة الحارثى

قال في الكبير: صححه الحاكم وأقره الذهبى، وقال العراقى في أماليه: حديث حسن، وقال الديلمى: صحيح، ورواه عنه أبو داود في "الترجل" وصححه الحافظ، فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد ابن ماجه به غير جيد. قلت: هؤلاء رووه باللفظ المذكور هنا، وأما أبو داود فلفظه [4/ 74، رقم 4161]: "ألا تسمعون، ألا تسمعون، إن البذاذة من الإيمان".

وقد رواه أيضًا أحمد في الزهد [1/ 41]، والبخارى في التاريخ الكبير في الكنى منه [9/ 3] والطحاوي في مشكل الآثار [4/ 191، رقم 1531] والقضاعى في مسند الشهاب [1/ 125، رقم 157].

ونقل الحافظ المنذرى في تلخيص السنن عن ابن عبد البر أنه قال: اختلف في إسناد هذا الحديث اختلافا سقط معه الاحتجاج به ولا يصح من جهة الإسناد اهـ.

قلت: وذلك ظاهر من أسانيده التي ذكرتها في المستخرج على مسند الشهاب.

1373/ 3198 - "البِرُّ ما سَكنَتْ إليه النَّفْسُ، واطْمَئنَ إليه القَلبُ، والإثْمُ ما لم تَسْكُن إليه النَّفْسُ ولم يطْمَئنَ إليه القَلبُ، وإن أفْتَاكَ المفْتُونَ".

(حم) عن أبي ثعلبة

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [2/ 30] من طريق أحمد:

ص: 245

حدثنا زيد بن يحيى الدمشقى ثنا عبد اللَّه بن العلاء ثنا مسلم بن مشكم قال: "سمعت أبا ثعلبة الخشنى قال: قلت: يا رسول اللَّه أخبرنى ما يحل لى وما يحرم على، قال: فصعد النبي صلى الله عليه وسلم وصوب فقال: البر" وذكره.

ورواه الخطيب [8/ 445] من طريق أحمد أيضًا بهذا الإسناد.

وفي الباب عن وابصة تقدمت أسانيده في حديث: "استفت نفسك" فارجع إليه ولابد.

1374/ 3199 - "البِرُّ لا يبْلى والذَّنبُ لا يُنْسى والديَّانُ لا يَمُوتُ، اعْمَل ما شِئتَ كمَا تَديِنُ تُدَانُ".

(عب) عن أبي قلابة مرسلا

قال الشارح: ووصله أحمد في الزهد بإثبات أبي الدرداء.

وقال في الكبير: ورواه عن أبي قلابة أيضًا البيهقى في الزهد والأسماء، ووصله أحمد فرواه في الزهد له من هذا الوجه بإثبات أبي الدرداء من قوله، وهو منقطع مع وقفه، ورواه أبو نعيم والديلمى مسندا عن ابن عمر رفعه، وفيه محمد بن عبد الملك الأنصارى ضعيف، وحينئذ فاقتصار المصنف على رواية إرساله قصور أو تقصير.

قلت: فيه أمور: الأول: قوله في الصغير ووصله أحمد في الزهد. . . إلخ صريح في أنه وصله مرفوعًا والواقع أنه موقوف كما صرح به في الكبير، وذلك من جهله بالصناعة وقلة أمانته.

الثانى: أن ما ذكره في الكبير أخذه من المقاصد الحسنة للسخاوى بالحرف، ولم يعزه إليه وذاك من قلة أمانته أيضًا.

الثالث: قوله وحينئذ فاقتصار المصنف. . إلخ، هو قصور من الشارح في العلم والفهم، فإن طريق المرسل جيدة وطريق الموصول عن ابن عامر ساقطة

ص: 246

واهية، على أن كثير من الأئمة والحفاظ ولا سيما المتقدمين عندهم المرسل مقدم على الموصول، ولذا تجد أكثر أحاديث كتب الأئمة كمالك والشافعى وأبي حنيفة والمصنفين من أصحابهم مراسيل ومعاضيل.

الرابع: هب أن الموصول صحيح ثم لم يذكره واقتصر على المرسل فكان ماذا؟ وبعد، فالحديث خرجه عبد الرزاق في مصنفه [11/ 178، رقم 20262]:

أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره.

وأخرجه البيهقى في الزهد [ص 296، رقم 704] وفي الأسماء والصفات [1/ 197، رقم 132] قال في كل منهما:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق به.

وقال أحمد في الزهد [2/ 63]:

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء. فذكره من قوله موقوفًا مع [أن] السند واحد، وهو في أصل الجامع لعبد الرزاق مرفوع، فإما أن يكون الحديث عنده على الوجهين أو أحد الروايتين غلط، وقد يكون الرفع أدرج غلطا في أصل الجامع، واللَّه أعلم.

اما حديث ابن عمر، فقال الديلمى [2/ 49، رقم 2024]:

أخبرنا عبدوس إذنا عن أبي القاسم عن محمد بن يحيى عن الحسن بن أبي على عن محمد بن عبيد اللَّه بن عبد الملك عن مكرم بن عبد الرحمن الجوزجانى عن محمد بن عبد الملك عن نافع عن ابن عمر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" مثله، إلا أنه قال:"فكن كما شئت" بدل قوله: "اعمل ما شئت"، ثم قال الديلمى:

ص: 247

وأخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم ثنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب العكبرى حدثنا جدى ثنا محمد بن عبيد الهمدانى عن مكرم به.

وأخرجه أبو الحسن بن المغير في جزئه من طريق أحمد بن نصر الدارع:

ثنا على بن يحيى البزار ثنا محمد بن عبيد الهمدانى ثنا مكرم بن عبد الرحمن به، وشيخه محمد بن عبد الملك الأنصارى، قال أحمد: كان يضع الحديث ويكذب رأيته وكان أعمى.

قلت: وقد تابعه أبو حنيفة عن نافع، لكن السند جله ضعفاء رواه أبو محمد البخارى عن صالح بن أبي رميح عن يحيى بن إبراهيم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن الرواسى عن أبي حنيفة عن نافع عن ابن عمر قال:"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: البر لا يبلى والإثم لا ينسى".

1375/ 3202 - "البَرَكةُ في ثَلاثةٍ: في الجمَاعَةِ، والثريِد، والسُّحُورِ".

(طب. هب) عن سلمان

قال الشارح: وفيه البصرى لا يعرف وبقيته ثقات.

قلت: قوله وفيه البصرى كلام ساقط لا فائدة في ذكره إلا تسويد الورق، والشارح اعتاد اختصار أسماء الرجال بهذا الطريق في شرحه الصغير، فيذكر مجرد نسبة الرجل أو كنيته أو يذكره بابن فلان، بحيث لا يمكن لأحد الاهتداء إلى اسمه ولا معرفة طريق للوقوف عليه في كتب الرجال، وهذا من سوء التصرف، فالبصرى المذكور مجهول لا يعرف، وزاده هو نكرة وجهالة.

قال الطبرانى [6/ 251، رقم 6127]:

ص: 248

حدثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثنى أبو عبد اللَّه البصرى عن سليمان التيمى عن أبي عثمان عن سلمان به.

وعن الطبرانى رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 57].

1376/ 3204 - "البَرَكةُ في المُسَامَحة".

(د) في مراسيله عن محمد بن سعد

قال الشارح: محمد بن سعد بن منيع الهاشمى مولاهم البصرى نزيل بغداد، كاتب الواقدى صدوق مات سنة ثلاثين ومائة عن اثنين وستين سنة.

قلت: هذا منتهى الغفلة فمحمد بن سعد ليس تابعيا حتى يروى عنه أبو داود في المراسيل بل هو متأخر يروى عن مالك الذي هو من تبع التابعين بواسطة معن بن عيسى وكانت ولادته سنة ثمان وستين ومائة، ووفاته سنة ثلاثين ومائتين لا ومائة كما وهم فيه الشارح أيضًا، وإنما محمد بن سعد هو ابن أبي وقاص.

1377/ 3205 - "البَرَكةُ مَع أَكَابِركُمْ".

(حب. حل. ك. هب) عن ابن عباس

قال في الكبير: قال (ك): على شرط البخارى، وقال الديلمى: صحيح لكن قال الهيثمى: فيه نعيم بن حماد وثقه جمع وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ، وصححه في الاقتراح قال الزركشى: وفي صحته نظر وله علة ثم أطال في بيانها، وقال: لم يقف على هذه العلة تقى الدين فصححه قال: لكن له شواهد منها خبر الصحيح: "كبر كبر" قلت: نعيم بن حماد لم ينفرد يه، راجع مستخرجنا على مسند الشهاب فإنى ذكرت طرق هذا الحديث فيه.

ص: 249

1378/ 3210 - "البِضْعُ ما بينَ الثَّلاثِ إلى التِّسْعِ".

(طب) وابن مردويه عن نيار بن مكرم

قال في الكبير: له صحبة ورواية، قال الهيثمى: فيه إبراهيم بن عبد اللَّه بن خالد المصيصى وهو متروك.

قلت: نيار مختلف في صحبته، وحديثه خرجه الترمذى والنسائى في الكبرى وابن خزيمة، وآخرون وصححه الترمذى، لكن وقع عنده موقوفًا في قصة أبي بكر رضي الله عنه مع كفار قريش في قصة سورة الروم.

ورواه الترمذى [5/ 342، 345، أرقام: 3191، 3193، 3194]، وأحمد [1/ 276، رقم 304] والطحاوى في مشكل الآثار من حديث ابن عباس، وفي بعض ألفاظه لفظ الباب مرفوعًا، وأطال الطحاوى في المشكل في طرقه (ص 124 من الرابع).

وفي الباب عن جماعة من التابعين ذكر أحاديثهم ابن جرير وابن أبي حاتم، وساقها ابن كثير في التفسير.

1379/ 3212 - "البَطِّيخُ قَبلَ الطَّعامِ يَغسِلُ البَطْنَ غَسْلًا ويَذْهبُ بالدَّاءِ أَصلًا".

ابن عساكر عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: شاذ لا يصح

قال في الكبير: ورواه أيضًا الطبرانى وعنه ومن طريقه أخرجه ابن عساكر ثم قال: أخطأ فيه الطبرانى في موضوعين أحدهما: أنه أسقط الفضل بن صالح بينه وبين أبي اليمان.

الثانى: أنه صحف اسم جده قال: بشير، وإنما هو بشر.

قلت: الشارح أعجوبة دهره في الأوهام والأخطاء، كان واللَّه من حقه لو نصح نفسه أن لا يتعرض للكتابة في العلم، فإنه لا يكاد ينطق بحرف صحيح،

ص: 250

فالطبرانى ما خرج هذا الحديث أصلا وإنما الذي رواه أبو بكر الطرازى بكسر "الطاء" بعدها راء ثم زاى نسبة إلى من يطرز الثياب، فمن طريقه رواه ابن عساكر وعنه قال ما قال، ومن طريقه أيضًا أسنده الذهبى من طريق الكنجروذى:

أنا أبو بكر الطرازى أنا أحمد بن يعقوب الأموى أبو بكر بابيورد ثنا الفضل بن صالح بن بشير ثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهرى أنه كان عند عبد الملك فلما فرغوا من الأكل قدموا البطيخ فقال: "يا أمير المؤمنين حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن عن أبيه عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، قال: فأمر له بثمانية آلاف درهم.

وأحمد بن يعقوب، قال الحاكم: كان يضع الحديث، قصدته، وكاشفته ونصحته، فرأيت من فصاحته وبراعته ما يمنع من الزيادة في المكشافة.

قلت: وأبو بكر الطرازى واسمه محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان، قال الخطيب: ذاهب الحديث، روى مناكير وأباطيل، وزاد في نسخة خراش ما ليس منها اهـ.

وقال ابن عساكر: أسقط الطرازى بين الفضل بن صالح وبين أبي اليمان رجلا. . الخ.

1380/ 3214 - "البَقَرةُ عنْ سَبعَةٍ، والجَزُورُ عن سَبعَةٍ".

(حم. د) عن جابر

قال في الكبير: ظاهره أنه لم يخرجه من الستة غيره وليس كما أوهم، بل أخرجه مسلم في المناسك والنسائى وابن ماجه في الأضاحى عن جابر، ولفظه:"البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة".

قلت: ما خرج أحد من الثلاثة هذا الحديث مرفوعًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم-

ص: 251

أصلا، وإنما أخرجوه كلهم عن جابر (1)، قال:"نحرنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البعير عن سبعة والبقر عن سبعة"، والمصنف يورد المرفوع من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة إلا في الشمائل المصدرة بـ "كان" خاصة، والشارح يعرف هذا جيدا ولكنه يتجاهل.

1381/ 3215 - "البَقَرةُ عنْ سَبعَةٍ، والجَزُورُ عنْ سَبعَةٍ في الأضَاحِى".

(طب) عن ابن مسعود

قال في الكبير: ومر غير مرة أن الحديث إذا كان في الصحيحين لا يعزى لغيرهما، فاقتصار المصنف على ذلك من ضيق العطن وما أراه إلا ذهل عنه.

قلت: ما ضاق عطن المصنف ولا ذهل وإنما الشارح كذاب مدلس وبهات ملبس، فالحديث ما خرجه أحد من أهل الصحيحين من حديث ابن مسعود مرفوعًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم أصلا.

1382/ 3217 - "البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالقَولِ"

ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلا (هب) عنه عن أنس

قال في الكبير: ورواه القضاعى أيضًا، وقال بعض شراحه: غريب جدا.

قلت: ما رواه القضاعى لا من مرسل الحسن ولا من حديث أنس وإنما رواه من حديث حذيفة [1/ 161، رقم 22] ومن حديث على [1/ 162، رقم 228]، وقول بعض شراحه: غريب جدا، غريب جدا، فالحديث ورد من طرق متعددة من حديث أنس وحذيفة وعلى وأبي الدرداء وابن عباس وابن

(1) مسلم (2/ 955، رقم 1318/ 352)، النسائى (7/ 222)، ابن ماجه (2/ 1407، رقم 3132).

ص: 252

مسعود، فمن أين جاءته الغرابة؟.

1383/ 3218 - "البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بالقَولِ، ما قال عبدٌ لشيءٍ: لا وَاللَّه لا أفعلُهُ أبدًا، إلا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كلَّ عَملٍ، وَوَلعَ بذلك منه حَتَّى يُؤثمَهُ".

(هب. خط) عن أبي الدرداء

قال في الكبير: وفيه هشام بن عمار، قال أبو حاتم: صدوق تغير فكان يلقن فيتلقن، وقال أبو داود: حدث بأرجح من أربعمائة حديث لا أصل لها، وفيه محمد بن عيسى بن سميع الدمشقى، قال أبو حاتم: لا يحتج [به]، وقال ابن عدى: لا بأس به، وفيه محمد بن أبي الزعيزعة، وهما اثنان أحدهما كذاب والآخر مجروح، ذكرهما ابن حبان وأوردهما الذهبى في الضعفاء.

قلت: في هذا أمور: الأول: ذكره لهذا السند عقب الرمزين يقتضى أنه سند كل من البيهقى والخطيب وليس كذلك، إنما هو سند البيهقى وحده.

الثانى: أنه أطال بذكر هؤلاء الرجال مع أن الحديث ورد من غير طريقهم، فالخطيب أخرجه [7/ 389] من طريق القاضى أبي عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المحاملى:

ثنا يوسف بن موسى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء به.

ومن هذا الوجه خرجه عبد العزيز بن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى، والديلمى في مسند الفردوس [2/ 53، رقم 2042] كلاهما من رواية يوسف ابن موسى به.

وله طريق ثالث أخرجه ابن بطة في جزء الحيل من طريق محمد بن جعفر الرقى: ثنا أيوب بن محمد الوراق أخبرنى عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي الدرداء به.

ص: 253

1384/ 3219 - "البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِق".

القضاعى عن حذيفة، وابن السمعانى في تاريخه عن على

قال الشارح عقب المتن: زاد في رواية ابن أبي شيبة: "ولو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا".

وقال في الكبير: ظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجا لأعلى منهما وهو عجيب، فقد خرجه البخارى في الأدب المفرد من حديث ابن مسعود وكذا ابن أبي شيبة وغيرهما.

قلت: فيه أمور، الأول: قوله زاد في رواية ابن أبي شيبة. . إلخ. غلطة شنيعة تدل على منتهى الغفلة، فإن هذا من كلام ابن مسعود لا كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد صرح الشارح في كبيره بذلك وأتى بهذه الطامة في صغيره.

الثانى: أن البخارى لم يخرجه في الأدب المفرد.

الثالث: أن ابن أبي شيبة خرجه [8/ 390، رقم 5599] من حديث ابن مسعود موقوفًا عليه لا مرفوعًا، والكتاب خاص بالمرفوع.

الرابع: أنه لا معنى لاستدراك حديث ابن مسعود عند ذكر حديث حذيفة وعلى.

الخامس: أن المصنف ذكر حديث ابن مسعود بعد هذا مباشرة، وعزاه لمن رواه مرفوعًا وهو الخطيب.

السادس: كان من حقه أن يتكلم على سند الحديثين، فإن حديث حذيفة خرجه القضاعى [1/ 161، رقم 227] من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسى: ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب عن حذيفة.

وحديث على أخرجه أيضًا القضاعى [1/ 162، رقم 228] من طريق العسكرى:

ص: 254