المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قال: حدثنى أبو بردة بن أبي موسى قال: "وجع أبو - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٣

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: قال: حدثنى أبو بردة بن أبي موسى قال: "وجع أبو

قال: حدثنى أبو بردة بن أبي موسى قال: "وجع أبو موسى وجعا فغشى عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: إنى برئ ممن برئ منه محمد صلى الله عليه وسلم، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة" اهـ.

فانظر كم بين المتنين من الفرق وتعجب.

1198/ 2710 - "أنا وكافلُ اليتيم في الجنَّة هكذا"

(حم. خ. د. ت) عن سهل بن سعد

قال في الكبير: وظاهر صنع المصنف أن ذا مما تفرد به البخارى عن صاحبه، وليس كذلك، بل رواه مسلم عن عائشة وابن عمر بزيادة ولفظه:"أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين".

قلت: هذا كذب من وجهين: أحدهما ة أن مسلما لم يخرجه من حديث عائشة وابن عمر أصلا، وإنما خرجه من حديث أبي هريرة.

ثانيهما: أن لفظ حديث أبي هريرة عنده [4/ 2287، رقم 2983/ 42]: "كافل اليتيم له أو لغيره" الحديث.

وقد ذكره المصنف في حرف "الكاف" وعزاه إلى مسلم.

‌فائدة

في الباب عن جماعة بحيث يكاد يصل حد التواتر.

1199/ 2717 - " انْتظارُ الفرجِ عبادةٌ"

(عد. خط) عن أنس

ص: 72

قال الشارح: بإسناد واه.

وقال في الكبير عقب الرمزين: من حديث الحسن بن سليمان صاحب المصلى عن محمد الباغندى عن عبيد بن هشام الحلبى عن مالك عن الزهرى عن أنى ثم قال الخطيب: وهم هذا الشيخ على الباغندى وعلى من فوقه، وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان الخبائرى عن بقية عن مالك، وكذا حدث به الباغندى وصاحب المصلى له أحاديث تدل على سوء ضبطه وضعف حاله اهـ.

وقضية كلام المصنف أن هذا مما لم يتعرض له أحد من الستة لتخريجه وهو ذهول، فقد قال هو نفسه في الدرر عند الترمذى من حديث ابن مسعود في أثناء حديث بسند حسن هذه عبارته، وبه يعرف أنه كما لم يصب في اقتصاره على العزو للخطيب وحذف ما عقبه من بيان علته وضعفه لم يصب في عدوله عن العزو للترمذى لخروجه عن قانونهم.

قلت: المصنف مصيب أولا وآخرا وأنت مخطئ في كل ما تهذى به كما أبينه من وجوه: الأول: أنه يقول عن الترمذى أنه خرجه أثناء حديث وهو يعلم أن موضوع هذا الكتاب ذكر الأحاديث بتمامها على ترتيب حروف أولها، فكيف ينتقل من حديث إلى قطعة من غيره، والشارح يتيقن هذا.

الثانى: أنه يحتج على المصنف بما ذكره هو في الدرر ويريد أن يتجاهل الفرق بين موضوع كتاب الدرر الذي يقصد منه الكلام على الأحاديث المشتهرة من حيث هي، وموضوع الجامع الصغير الذي يقصد منه جمع الأحاديث مرتبة على حروف المعجم حسبما

ص: 73

وقعت عند مخرجيها ولو تكررت مرارا متعددة بحسب اختلاف ألفاظ رواتها ليسهل الكشف عنها.

الثالث: من جهله أن ينقل عن المؤلف في "الدرر المنتثرة"، أن الترمذى خرجه ثم يتعقب عليه ويخطئه، ولا يدرى أن المصنف ذكره في الكتاب الذي هو بصدد شرحه، فقد ذكره في حرف السين بلفظ:"سلوا اللَّه من فضله، فإن اللَّه يحب أن يسأل، وأفضل العبادة" الحديث، وعزاه للترمذى عن ابن مسعود فكتب عليه هناك:"بإسناد حسن لا صحيح كما زعمه المؤلف ولا ضعيف كما جزم به غيره" اهـ. ونسى أنه نقل هنا عن المؤلف أنه قال في الدرر: بسند حسن، فرد عليه هنا وهناك. ونسى أيضًا أنه قال هنا: بسند واه، فقال هناك: ولا ضعيف كما جزم به غيره، لا يقال أنه يتكلم هنا على حديث أنس وهناك على حديث ابن مسعود، فإنه يضطرب ولا يمشى على قانون واحد، بل تارة يقصد الحديث من أصله -كما يفعل في العزو ويريد أن يلزم به المصنف- وتارة يقصد الطرق.

الرابع: أنه قاله عقب رمز مخرجيه من حديث الحسن بن سليمان صاحب المصلى إلخ، وهو غلط فاحش، بل من حديث محمد بن جعفر بن الحسن ابن سليمان، فنقل الحديث من رواية الرجل إلى جده، وهذا منتهى ما يكون من الخبط والتخليط.

الخامس: أنه قال: عقب مخرجيه من حديث الحسن بن سليمان إلخ فأفاد أن كلا من ابن عدى والخطيب خرجاه من طريقه، والواقع أن ابن عدى

ص: 74

تابع محمد بن جعفر بن الحسن عليه فشاركه في روايته عن شيخه محمد بن محمد بن سليمان الباغندى، إلا أن ابن عدى رواه عن الباغندى على الصواب، وصاحب المصلى غلط في سنده على الباغندي.

السادس: أن تعرضه لذكر صاحب المصلى وتعليل الحديث به جهل تام بالصناعة الحديثية، فإن صاحب المصلى إنما تعرض الخطيب في ترجمته لبيان أنه روى هذا الحديث وغلط في إسناده لأنه قال [2/ 154، 155]: عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندى عن عبيد بن هشام الحلبي عن مالك. والحديث إنما رواه الباغندى عن سليمان بن سلمة الخبائرى عن بقية عن مالك، وعلته هو الخبائرى لا محمد بن جعفر صاحب المصلى، فإنه توبع عليه وخرَّجه ابن عدى وهو في طبقة صاحب المصلى راويه عن الباغندى، فلو تعرض المصنف لذكر هذا -كما يريده منه الشارح- لكان جاهلا، وحاشاه من ذلك.

السابع: أنه لم يمل من هذا الانتقاد الباطل، وهو عدم تعرض المصنف لكلام المخرجين على الحديث الذي هو إلزام بما التزم المصنف عدم ذكره.

الثامن: أن المصنف عوَّض عن ذكر كلام المخرجين الرمز، وقد رمز للحديث بعلامة الضعيف.

التاسع: أن الشارح تعرض لمحمد بن جعفر صاحب المصلى الذي لا أثر لذكره في الحديث، وسكت عن علة الحديث وهو سليمان بن سلمة الخبائرى.

العاشر: أنه قال في الصغير: "بسند واه" وهو حكم باطل، فإن الحديث إذا كان له طرق متعددة وشواهد قوية لا يقال عنه واه، كيف وهو يذكر وروده من حديث ابن مسعود بسند حسن فضلا عن كونه ورد من طرق أخرى أيضًا من حديث ابن عمر وعلى وجابر وابن عباس كما سيأتي بعد هذا في المتن.

ص: 75

1200/ 2718 - "انتظارُ الفرجِ بالصَّبرِ عبادةٌ"

القضاعى عن ابن عمر وعن ابن عباس

قال في الكبير على حديث ابن عمر: قال العامرى في شرح القضاعى: حديث حسن، وأقول: فيه عمرو بن حميد عن الليث، قال في الميزان: هالك أتى بخبر موضوع اتهم به. ثم ساق هذا الخبر ثم قال الشارح عقب حديث ابن عباس: قال الحافظ العراقى: وسنده ضعيف، قال: وروى من أوجه أخرى كلها ضعيفة، وقضية صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أحق بالعزو من المشاهير الذين وضع لهم الرموز، وهو عجيب، فقد خرجه البيهقى في الشعب باللفظ المذكور عن على أمير المؤمنين.

قلت: المصنف قد ذكر حديث على عقب هذا مباشرة وإنما لم يجمعه مع هذا لمخالفته متنه بالزيادة المذكورة في حديث على، ولكونه لم يذكر فيه "الصبر" كما ذكر في حديث ابن عمر وابن عباس، كما نص عليه الحافظ العراقى في المغنى والسخاوى في المقاصد، وكل هذا لم يحل بين الشارح وبين اعتدائه على المصنف.

1201/ 2719 - "انتظارُ الفرجِ من اللَّه عبادةٌ، ومن رضى بالقليلِ من الرِّزق رضي اللَّه تعالى منه بالقليلِ من العملِ"

ابن أبي الدنيا في الفرج، وابن عساكر عن على

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف كأنه لم يره لأشهر ولا أحق بالعزو من المشاهير الذين وضع لهم الرموز، وهو عجيب فقد خرجه البيهقى في

ص: 76

الشعب باللفظ المذكور عن على.

قلت: البيهقى خرجه من طريق ابن أبي الدنيا فالعزو إليه أولى، لأنه هو الأصل مع أنه مشهور وكتابه متداول، بل أكثر تداولا وشهرة من شعب البيهقى، ولذلك لما عزاه السخاوى في المقاصد قال: رواه ابن أبي الدنيا [ص 17] والبيهقى [7/ 204، رقم 10003] من طريقه والديلمى، ومنه نقل الشارح ولكنه يتغافل.

1202/ 2721 - "انتهاءُ الإيمانِ إلى الورعِ، من قنع بما رزقهُ اللَّه دخل الجنَّةَ، ومن أراد الجنَّةَ لا شك فلا يخافُ في اللَّه لومةَ لائمٍ"

(قط) في الأفراد عن ابن مسعود

قلت: ومن أراد المقت من اللَّه لا شك فليكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الحديث موضوع، فكان الواجب على المصنف عدم ذكره هنا.

1203/ 2723 - "أنزل اللَّه جبريلَ في أحسنَ ما كان يأتينى في صورةٍ فقال: إنَّ اللَّه يُقرئُك السَّلام يا محمدُ ويقول لك: إنِّى أوْحيتُ إلى الدُّنيا أن تمرَّرى وتكدَّرى وتضيَّقى وتشدَّدى على أوليائى كى يحبُّوا لقائى، فإنَّى خلقتُها سجنًا لأوليائى وجنَّةً لأعدائى"

(هب) عن قتادة بن النعمان

قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أن البيهقى خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه بل تعقبه بما نصه: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد وفيهم مجاهيل.

قلت: وقضية ظاهر حال الشارح أنه عاقل، والأمر بخلافه، فإن المصنف رمز له بالضعف كما رمز لاسم مخرجه ولم يتعرض لنقل كلام مخرج في علل الحديث، ولو فعل ذلك لما وضع الرموز، وكلام البيهقى المذكور نقله الشارح بواسطة المصنف فإنه لا يذهب ولا يجئ إلا في علمه ولا يعوم إلا في بحار فضله.

ص: 77

وبعد فالحديث أخرجه أيضًا الطبرانى في الكبير [19/ 7، رقم 11] قال:

حدثنا الوليد بن حماد الرملى أنبأنا أبو محمد عبد اللَّه بن المفضل بن عاصم ابن عمر بن قتادة الأنصارى حدثنى أبي المفضل عن أبيه عاصم [عن أبيه عمر] عن أبيه قتادة بن النعمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.

وهذا هو الطريق الذي يقول عنه البيهقى ما سبق، وله شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعًا يقول اللَّه تعالى:"يا دنيا مرى على أوليائى لا تحلولى لهم فتفتنيهم وأكرمى مَنْ خدمنى وأتعبى مَنْ خدمك" أخرجه الحاكم في علوم الحديث في النوع الخامس والعشرين [ص 101]. ومن طريق عياض في معجمه.

وأخرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب [2/ 325، 326، رقم 1453، 1454] والديلمى في مسند الفردوس [1/ 182، رقم 520] والخطيب في التاريخ [8/ 44] وابن الجوزى في الموضوعات [3/ 136]، وقد أوردت أسانيدهم في مستخرجى على مسند الشهاب، ويقول الخطيب ثم ابن الجوزى: إنه موضوع، فاللَّه أعلم.

1204/ 2726 - " أُنْزلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ، فمنْ قرأ على حرفٍ منها فلا يتحولْ إلى غيره رغبةً عنه"

(طب) عن ابن مسعود

قال في الكبير: ظاهر كلامه أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول شنيع، فقد خرجه مسلم باللفظ المزبور من حديث أبي بن كعب، وهكذا عزاه له جمع منهم الديلمى.

قلت: ما خرجه مسلم بهذا اللفظ لا من حديث ابن مسعود ولا من حديث أبي، وإنما أخرجه من حديث أبي بلفظين بعيدين عن هذا اللفظ:

ص: 78

أولهما [1/ 561، رقم 820/ 273]: عنه قال: "كنت في المسجد فدخل رجل يصلى فقرأ قرأءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخَلنا جميعًا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ قراءة، فقرأ سوى قرأءة صاحبه فأمرهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقرأ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسى من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قد غشينى ضرب في صدرى ففضت عرقا وكأنما انظر إلى اللَّه عز وجل فرقا، فقال لى: يا أبي، أُرسل إلى أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتى، فرد إلى الثانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتى، فرد إلى الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتى، اللهم اغفر لأمتى، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم".

ثانيهما [1/ 562، رقم 821/ 274]: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بنى غفار، قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن اللَّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسال اللَّه معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن اللَّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسال اللَّه معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن اللَّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل اللَّه معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن اللَّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا" اهـ.

فانظر كم بين الحديثين وحديث الباب ولكن الشارح لا يعقل ولا يبصر.

وقد زاد في الشرح الصغير طامة أخرى فقال: بل خرجه عنه مسلم فذهل عنه

ص: 79

المؤلف اهـ.

ففي الكبير قال: خرجه مسلم عن أبي، وفي الصغير جعل مسلما خرجه من حديث ابن مسعود نفسه.

1205/ 2727 - "أُنزلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ، لكلِّ حرفٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلِّ حرفٍ حدٌ، ولكلّ حَدٍ مطلعٌ"

(طب) عن ابن مسعود

قال في الكبير: ورواه البغوى في شرح السنة عن الحسن وابن مسعود مرفوعًا.

قلت: كذا وقع في الأصل، وهو غير متزن، وكأنه أراد أن يقول: رواه عن الحسن مرسلا، وابن مسعود موصولا، ثم في عزوه مرسل الحسن للبغوى في شرح السنة نظر (1)، فإنه أخرجه في تفسيره من حديث ابن مسعود كما سيأتى، أما مرسل الحسن فأخرجه الفريابى في تفسيره، قال:

ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مثله سواء.

ورواه السهروردى في العوارف من طريق أبي عبيد، ولعله في الغريب قال:

حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن على بن زيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع، فقلت: يا أبا سعيد ما المطلع؟ قال: قوم يعملون به".

وأما حديث ابن مسعود، فورد عنه مرفوعًا وموقوفًا، فالمرفوع رواه ابن جرير

(1) بل رواه البغوى في شرح السنة عن الحسن (1/ 262، رقم 122) بلفظ: "ما نزل من القرآن آية إلا لها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع. . "، ورواه عن ابن مسعود (1/ 263) باللفظ المذكور.

ص: 80

عن محمد بن حميد الرازى، ثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن واصل ابن حيان عمن ذكره عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه، به مثله.

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده، والبغوى من طريقه [1/ 46] من هذا الوجه، فبين المهمل، قال ابن راهويه:

ثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن واصل بن حيان عن ابن هذيل عن أبي الأحوص به، ولفظه:"إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع".

ورواه ابن جرير عن ابن حميد أيضًا [1/ 12]:

ثنا مهران ثنا سفيان عن إبراهيم الهجرى عن أبي الأحوص به.

ورواه الطحاوى في مشكل الآثار [8/ 87، رقم 3077]:

ثنا إبراهيم بن أبي داود ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ثنى أبو بكر بن أبي بشر عن سليمان بن هلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به مختصرا: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن".

وهكذا رواه محمد بن مخلد العطار في جزئه:

ثنا على بن أحمد السواق ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنى أخى عن سليمان عن محمد بن عجلان به مثله.

ورواه البزار من هذا الوجه ثم قال: لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجرى غير هذا الحديث.

وتعقبه الحافظ نور الدين في الزوائد [3/ 90، رقم 2312] بأن ابن عجلان إنما يروى عن أبي إسحاق السبيعى.

قلت: فكأن البزار لما رأى الحديث مرويا من طريق إبراهيم الهجرى، ظن أن

ص: 81

بعض الرواة دلسه بالاقتصار على ذكر كنيته والحديث صححه ابن حبان فأخرجه في الصحيح [1/ 276، رقم 75] وهو صحيح لا شك فيه واللَّه أعلم

1206/ 2728 - "أُنزلَ القرآنُ على ثلاثةِ أحرفٍ"

(حم. طب. ك) عن سمرة

قال الشارح: قال (ك): صحيح ولا علة له، وأقره الذهبى.

قلت: لم يصب الحاكم في قوله "لا علة له"، ولا الذهبى في إقراره، فإن الحديث رواه أحمد [5/ 22] عن عفان: ثنا حماد أنا قتادة عن الحسن عن سمرة به.

ورواه الطحاوى في المشكل [8/ 135، رقم 3119] عن إبراهيم بن مرزوق وعبد الرحمن بن الجارود كلاهما عن عفان به.

ورواه الحاكم [2/ 223، رقم 3495] من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسى ثنا عفان به ثم قال: قد احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة وهذا الحديث صحيح وليس له علة اهـ وهكذا رواه العقيلى عن حماد بن سلمة فيما ذكره الذهبى في الميزان [2/ 594، ترجمة رقم 2251]، ولعله من عند ابن عدى [2/ 262]. وكذلك رواه حجاج بن المنهال عن حماد فيما خرجه الخطيب في تاريخه [3/ 285]، لكنه مع كل هذا معلول، فقد رواه الدينورى في المجالسة فقال:

حدثنا أحمد بن ملاعب ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة فقال: حدثنا حميد ثنا أنس بن مالك عن عبادة أن أبيا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" اهـ. وأحمد بن ملاعب ثقة حافظ متقن.

وقد ذكر الذهبى هذا الحديث فيما أنكر على حماد مما تفرد به، لا سيما وقد اختلف عليه في إسناده كما ترى، فقول الحاكم: لا علة له غريب، وأغرب منه إقرار الذهبى واللَّه أعلم.

ص: 82

1207/ 2729 - "أُنزلَ القرآنُ على ثلاثةِ أحرفٍ، فلا تختلفوا فيه، ولا تحاجُّوا فيه، فإنَّه مباركٌ كلُّه، فاقرءوه كالذى أُقْرِئتُمُوه"

ابن الضريس عن سمرة

قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبرانى والبزار لكن بلفظ: "ولا تجافوا عنه" بدل "تحاجوا فيه"، قال الهيثمى: وإسنادهما ضعيف اهـ. فما أوهمه صنيع المصنف من أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز غير جيد.

قلت: لفظه عند البزار (1) والطبرانى [7/ 254، رقم 7032] عن سمرة: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرئناه، وقال: إنه أنزل على ثلاثة أحرف، فلا تختلفوا فيه، فإنه مبارك كله، فاقرءوه كالذى أقرئتموه".

وقال البزار: "لا تجافوا عنه" بدل "ولا تحاجوا فيه"، فما أوهمه كلام الشارح من أنهما روياه بلفظ "تجافوا" غلط، كما أن أوله مخالف للفظ المذكور هنا، فاستدراكه على المصنف ساقط.

1208/ 2731 - "أُنزلَ القرآنُ بالتفخيم"

ابن الأنبارى في الوقف (ك) عن زيد بن ثابت

قال في الكبير: رواه الحاكم من حديث بكار بن عبد اللَّه عن محمد بن عبد العزيز العوفى عن أبي الزناد عن خارجة عن زيد بن ثابت، قال الحاكم: صحيح، فقال الذهبى: لا واللَّه العوفى مجمع على ضعفه، وبكار ليس بعمدة والحديث واه منكر اهـ. وأنت بعد إذ عرفت حاله، علمت أن المصنف في سكوته عليه غير مصيب.

(1) انظر مختصر الزوائد (2/ 129، رقم 1554).

ص: 83

قلت: بكار بن عبد اللَّه لم ينفرد به، فإن ابن الأنبارى رواه من غير طريقه، فقال:

حدثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن مقاتل ثنا عمار بن عبد الملك قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز القرشى قاض المدينة قال: حدثنا أبو الزناد عن خارجة ابن زيد عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن بالتفخيم"، قال محمد بن مقاتل: سمعت عمارا يقول: "عذرا أو نذرا".

قلت: وقد أبانت رواية ابن الأنبارى هذه أن الزيادة التي ذكرها الحاكم مدرجة في الحديث من بعض رواته، وإن ساقها الحاكم مساقا واحدا، ولفظه:"أنزل القرآن عليّ بالتفخيم كهيئة الطير عذرًا أو نذرا والصدفين، وألا له الخلق والأمر"، وأشباه ذلك في القرآن.

وأما محمد بن عبد العزيز فلم أجد له متابعا، وليس من شرط المحدث أن ينص على رتبة كل حديث يذكره، بل لا يوجد في الدنيا من يفعل ذلك إلا ثلاثة أو أربعة من بين مائة ألف أو يزيدون.

1209/ 2732 - "أُنزلَ عليَّ آياتٌ لم يُر مثلَهنَّ قطُّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} "

(م. ت. ن) عن عقبة بن عامر

قلت: لهذا الحديث عن عقبة طرق وألفاظ خرجها الطحاوى في مشكل الآثار (1).

(1) انظر شرح مشكل الآثار (1/ 113: 117) أرقام (122: 128).

ص: 84

عن محمد بن حميد الرازى، ثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن واصل ابن حيان عمن ذكره عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه، به مثله.

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده، والبغوى من طريقه [1/ 46] من هذا الوجه، فبين المهمل، قال ابن راهويه:

ثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن واصل بن حيان عن ابن هذيل عن أبي الأحوص به، ولفظه:"إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع".

ورواه ابن جرير عن ابن حميد أيضًا [1/ 12]:

ثنا مهران ثنا سفيان عن إبراهيم الهجرى عن أبي الأحوص به.

ورواه الطحاوى في مشكل الآثار [8/ 87، رقم 3077]:

ثنا إبراهيم بن أبي داود ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ثنى أبو بكر بن أبي بشر عن سليمان بن هلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به مختصرا: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن".

وهكذا رواه محمد بن مخلد العطار في جزئه:

ثنا على بن أحمد السواق ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنى أخى عن سليمان عن محمد بن عجلان به مثله.

ورواه البزار من هذا الوجه ثم قال: لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجرى غير هذا الحديث.

وتعقبه الحافظ نور الدين في الزوائد [3/ 90، رقم 2312] بأن ابن عجلان إنما يروى عن أبي إسحاق السبيعى.

قلت: فكأن البزار لما رأى الحديث مرويا من طريق إبراهيم الهجرى، ظن أن

ص: 85

بعض الرواة دلسه بالاقتصار على ذكر كنيته والحديث صححه ابن حبان فأخرجه في الصحيح [1/ 276، رقم 75] وهو صحيح لا شك فيه واللَّه أعلم

1206/ 2728 - "أُنزلَ القرآنُ على ثلاثةِ أحرفٍ"

(حم. طب. ك) عن سمرة

قال الشارح: قال (ك): صحيح ولا علة له، وأقره الذهبى.

قلت: لم يصب الحاكم في قوله "لا علة له"، ولا الذهبى في إقراره، فإن الحديث رواه أحمد [5/ 22] عن عفان: ثنا حماد أنا قتادة عن الحسن عن سمرة به.

ورواه الطحاوى في المشكل [8/ 135، رقم 3119] عن إبراهيم بن مرزوق وعبد الرحمن بن الجارود كلاهما عن عفان به.

ورواه الحاكم [2/ 223، رقم 3495] من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسى ثنا عفان به ثم قال: قد احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة وهذا الحديث صحيح وليس له علة اهـ وهكذا رواه العقيلى عن حماد بن سلمة فيما ذكره الذهبى في الميزان [2/ 594، ترجمة رقم 2251]، ولعله من عند ابن عدى [2/ 262]. وكذلك رواه حجاج بن المنهال عن حماد فيما خرجه الخطيب في تاريخه [3/ 285]، لكنه مع كل هذا معلول، فقد رواه الدينورى في المجالسة فقال:

حدثنا أحمد بن ملاعب ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة فقال: حدثنا حميد ثنا أنس بن مالك عن عبادة أن أبيا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" اهـ. وأحمد بن ملاعب ثقة حافظ متقن.

وقد ذكر الذهبى هذا الحديث فيما أنكر على حماد مما تفرد به، لاسيما وقد اختلف عليه في إسناده كما ترى، فقول الحاكم: لا علة له غريب، وأغرب منه إقرار الذهبى واللَّه أعلم.

ص: 86

وهذا عجيب من ابن حبان، وليته إذ أنكر الحديث من رواية الزهرى عن أنس لم ينكره من حديث المخرج لهما في الصحيح.

أما حديث عائشة فرواه ابن قتيبة في عيون الأخبار، قال.

حدثنى شبابة قال: ثنا القاسم بن الحكم عن إسماعيل بن عياش عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أعن أخاك ظالما أو مظلوما، إن كان مظلوما فخذ له بحقه، وإن كان ظالما فخذ له من نفسه".

وقال ابن منده في الأول من فوائده:

أخبرنا على بن محمد بن عبد اللَّه المروزي بها ثنا سيف بن ريحان المروزى ثنا النضر بن شميل أنا هشام بن عروة به، ولفظه:"انصر أخاك ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فخذ منه، وإن كان مظلوما فخذ له".

1213/ 2741 - "انظُروا قريشا، فخذُوا من قولِهم، وذَرُوا فعلَهُم"

(حم. حب) عن عامر بن شهر

قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [8/ 156، رقم 3131]، قال:

حدثنا محمد بن على بن محرز البغدادى أبو عبد اللَّه ثنا محمد بن بشر العبدى ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مجالد عن الشعبى عن عامر بن شهر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.

وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 40]، قال:

حدثنا أبي ثنا أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن زياد أبو عمر الشروطى ثنا أحمد بن يونس الضبى ثنا محمد بن عيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد به.

ص: 87

1214/ 2742 - "انظُروا إلى مَنْ هو أسفلَ منكُمْ، ولا تنظُروا إلى مَنْ هو فوقكُمْ، فهو أجدرُ أن لا تزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عليكُمْ"

(حم. م. ت. هـ) عن أبي هريرة

قلت: رواه أيضًا الخطابى في العزلة [ص 42]، والبغوى في التفسير [4/ 74]، كلاهما من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه العبسى:

ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

ورواه ابن أبي الدنيا في الشكر [ص 76] من طريق جرير وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش به.

ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 260]، من طريق سعيد بن سالم القداح عن على بن صالح عن الأعمش به.

ورواه في الحلية [8/ 118] من طريق محمد بن جعفر زنبور عن فضيل بن عياض عن الأعمش به مثله، ثم قال: رواه عبد الأعلى بن عبد الواحد الكلاعى عن عبد اللَّه بن وهب عن فضيل، فخالف أصحاب الأعمش -يعنى في إسناده إذ قال: عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن أبي هريرة، ثم أسنده كذلك، ثم قال: وهذا وهم من عبد الأعلى، أو ممن دونه، إنما يعرف للأعمش في هذا الحديث ثلاثة أقوال:

الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

والأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

والأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه رضي الله عنهم أجمعين.

قلت: القول الأخير أخرجه الطبرانى في الصغير [2/ 247، رقم 1107]:

ثنا نفيس الرومي بمدينة عكا ثنا عبد الواحد بن إسحاق الطبرانى ثنا يحيى بن عيسى الرملى ثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله. قال الطبرانى: لم يروه عن الأعمش هكذا إلا يحيى بن عيسى

ص: 88

تفرد به عبد الواحد بن إسحاق، ورواه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

قلت: وله طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر [ص 76]، من طريق ابن المبارك: أنا يحيى بن عبيد اللَّه قال:

سمعت أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة اللَّه عليه فلينظر إلى من هو تحته ولا ينظر إلى من فوقه".

وفي الباب عن أبي ذر، في حديث الوصية الطويل عند أبي نعيم، في الحلية [1/ 168] وغيره، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص في الشكر لابن أبي الدنيا [ص 76].

1215/ 2744 - "انظُرى أين أنتِ منه، فإنَّما هو جنَّتُك ونارُك"

ابن سعد (طب) عن عمة حصين بن مِحصَن

قال في الكبير: بضم أوله -يعنى الميم- وسكون ثانيه وكسر الصاد المهملة قال حصين: حدثتنى عمتى أنها ذكرت زوجها للنبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وصنيع المؤلف قاض بأنه لم ير هذا في أحد الكتب الستة وإلا لما أبعد النجعة لغيرها، وهو عجيب، فقد رواه النسائى من طريقين، وعزاه له جمع جم، منهم الذهبى في الكبائر.

قلت: في هذا أمور، الأول: محصن بكسر الميم وفتح الصاد، لا كما ضبطه الشارح، فإنه خطأ محض.

الثانى: الحديث لم يخرجه النسائى في الصغرى، التي هي أحد الكتب الستة، إنما خرجه في الكبرى [5/ 310، 8963]، والذهبى تابع فيما قال للحافظ المنذرى فإنه الذي قال ذلك في الترغيب والترهيب، وهو كأهل زمانه

ص: 89

ومن قبلهم، لم يكن عندهم الفرق بين الصغرى والكبرى شائعا مستعملا، وإنما شاع ذلك بين أهل القرن الثامن فمن بعدهم، فلذلك لم ينص على أن النسائى خرجه في الكبرى، وتبعه الذهبى، فأوقعا الشارح [في] الغلط والارتباك.

الثالث: الحديث أخرجه أيضًا أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، قال أحمد [4/ 341، 6/ 419]:

حدثنا يزيد بن هارون ويعلى -يعنى ابن عبيد- قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن بشر بن يسار عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة، ففرغت من حاجتها، فقال لها:"أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: فأين أنت منه؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: انظرى أين أنت منه، فإنه جنتك ونارك".

وعن يعلى بن عبيد، رواه ابن سعد في الطبقات [8/ 336].

وقال الحاكم [2/ 189، رقم 2769]: أخبرنى أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا بشر بن موسى ثنا الحميدى ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد به، ثم قال: وهكذا رواه مالك بن أنس وحماد بن زيد والدراوردى عن يحيى بن سعيد، وهو صحيح، ولم يخرجاه.

1216/ 2745 - "أنْعمْ على نفسِك كما أنْعمَ اللَّه عليك"

ابن النجار عن والد أبي الأحوص

قلت: قال ابن النقور: أنا على بن محمد العلاف أنا على بن أحمد الحمامى أنا أبو عمرو بن السماك ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال: "أبصر على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثيابا خلقانا، قال: ألك مال؟ قلت: نعم، قال: أنعم على نفسك كما

ص: 90

أنعم الله عليك، قلت: إن رجلاً مر بي فأقريته فمررت به فلم يقرني أفأقريه؟ قال: نعم"، قال الذهبي: حديث صحيح.

قلت: وهو مشهورٌ عن أبي الأحوص، وعن أبي إسحاق عنه، رواه عن أبي الأحوص أيضًا عبد الملك بن عمير، وأبو الزعراء عمرو بن عمرو.

ورواه عن أبي إسحاق أيضًا شريك وسفيان وزهير وإسماعيل بن أبي خالد وشعبة والمسعودي ومعمر وإسرائيل وآخرون، ذكرت أسانيد جميعهم في مستخرجي على مسند الشهاب.

1217/ 2750 - "أنْكحُوا أمهاتِ الأولادِ، فإنِّي أُباهي بهمُ الأمم يوم القيامة".

(حم) عن أبي عمرو

قال الشارح: يحتمل أن المراد النساء اللاتي يلدن، فهو حث على نكاح الولود، وتجنب العقيم، وأن المراد السراري.

قلت: الاحتمال الأول باطل، فإن الولود لا يقال لها أم ولد، لا لغة ولا عرفًا، اللهم إلا إذا كان المراد المرأة التي تزوجت وولدت ثم طلقت، أو مات عنها زوجها، وهؤلاء مرغوبٌ عنهن، بل ورد الحديث على تزوج الأبكار، والبكر لا يقال لها أم ولد، فليس للحديث إلا المعنى الثاني، وقد وردت فيه أحاديث أخرى تأتي في حرف العين بلفظ:"عليكم بالسراري".

1218/ 2756 - "أَنْهرِ الدَّم بما شئتَ، واذكرِ اسم الله عليه".

(ن) عن عدي بن حاتم

قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أن النسائي تفرد به عن الستة، والأمر بخلافه، بل خرجه أيضًا عن عدي: أبو داود وابن ماجه. قال ابن حجر:

ص: 91

ورواه أيضًا الحاكم وابن حبان، ومداره على سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي اهـ.

قلت: أبو داود وابن ماجه روياه بلفظ "أمرر الدم"، وقد قدمه المصنف كذلك في حرف الألف مع الميم، وعزاه لأحمد وأبي داود وابن ماجه والحاكم، والحديث مخرج في الستة، كلها بألفاظ متعددة، فلو جاز الاستدراك هنا، لكان بالبخاري ومسلم أولى.

1219/ 2758 - "أنْهكُوا الشَّواربَ، وأعفوا اللِّحى".

(خ) عن ابن عمر

قال في الكبير: وظاهره أنَّ ذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه، والأمر بخلافه، فقد عزاه الديلمي وغيره إلى مسلم من حديث عبد الله بن عمر.

قلت: هذا كالذي قبله، فمسلمٌ أخرجه بلفظ:"احفوا الشوارب، واعفوا اللحى" وقد تقدم للمصنف في حرف الألف مع الحاء، وعزاه لمسلم، والترمذي، والنسائي من حديث ابن عمر ولابن عدي من حديث أبي هريرة، فأين عقل الشارح من هذا حتى يفهم ويسكت.

1220/ 2759 - "اهتَبِلوا العفو عن عثراتِ ذوي المرُوءاتِ".

أبو بكر بن المَرزُبان في كتاب المروءة عن عمر

قال الشارح في الكبير في ضبط المرزبان بفتح الميم وسكون الراء وضم الزاي وفتح الباء الموحدة، نسبةً إلى جده، وهو محمد بن عمران بغدادي، صاحب أخبار وتصانيف، وقال في الصغير في ضبط المرزبان بضم الميم وسكون

إلخ.

قلت: هذا خطأ من وجوه:

الأول: المرزبان هو بفتح الميم كما قال في

ص: 92

الكبير، لا بضمها كما قال في الصغير، فإنه رجوع من الصواب إلى الخطأ.

الثانى: قوله نسبة إلى جده خطأ أيضًا، لأن المذكور ليس بنسبة، ولا فيه ياء النسب، بل هو نفس الاسم كما هو ظاهر.

الثالث: قوله "وهو محمد بن عمران" خطأ أيضًا، فإن المذكور هنا هو أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجرى، وهو أقدم من الذي ذكره الشارح، مات سنة تسع بتقديم التاء وثلاثمائة، وأما محمد بن عمران الذي ذكره الشارح فهو المرزبانى، بزيادة ياء النسب، وكنيته أبو عبيد اللَّه بالتصغير لا أبو بكر، وهو المرزبانى المشهور صاحب المؤلفات الكثيرة في التاريخ واللغة والشعر والأدب، وهو متأخر الوفاة عن أبي بكر المذكور في الكتاب، فإنه مات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكتاب المروءة لأبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان، لا لأبي عبيد اللَّه محمد بن عمران بن موسى الكاتب المرزبانى.

1221/ 2760 - "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ"

(حم. م) عن أنس (حم. ق. ت. هـ) عن جابر

قال الشارح: وهو متواتر.

قلت: تبع في هذا المؤلف، فإنه أورده في "الأزهار لمتناثرة" وقال: أخرجه أحمد والشيخان عن جابر، ومسلم عن أنس، والحاكم عن أسيد بن حضير، وأحمد والبزار عن ابن عمر، والطبرانى عن معيقيب، وأحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد اهـ.

وليس هذا عدد التواتر، وإن ذكروا أنه وصل إلى عشرة طرق.

ص: 93