المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمات: ‌ ‌مقدمة: الحمد لله تعالى الذي جعل الإسلام عقيدة وشريعة … والصلاة - المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

[علي علي صبح]

الفصل: ‌ ‌المقدمات: ‌ ‌مقدمة: الحمد لله تعالى الذي جعل الإسلام عقيدة وشريعة … والصلاة

‌المقدمات:

‌مقدمة:

الحمد لله تعالى الذي جعل الإسلام عقيدة وشريعة

والصلاة والسلام على خير خلق الله

كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم

{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .

في العصر الحديث عاد إلى الشعر العربي وجهه المشرق، وأصالته العربية الإسلامية العريقة في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي، فأوت إليه الأصالة بعد الزيف والإسفاف، والحيوية والتجديد بعد الجمود والتقليد، والإبداع والابتكار بعد النقل والتكرار، والتحرر والرجوع إلى الذات بعد التقيد والتبعية.

ولهذا نال الشعر العربي الحديث عناية الباحثين والدارسين؛ لتحديد الدوافع لأصالته وعراقته، وإبراز خصائصه وسماته واتجاهاته ومدارسه وطابعه ومذاهبه، وخاصة في المجالات التي لم تنل عناية الباحثين، لما تحتاج إلى جهد في تيسير الوسائل والأسباب، وتذليل العقبات والصعوبات.

والشعر في "المملكة العربية السعودية" حتى الآن من الحقول البكر التي تضطر إلى التوقف والتأمل كثيرًا، وإلى البحث والدراسة، ولا زال الشعر السعودي يحتاج إلى التقييم والتحليل والنقد والموازنة، للتعرف على خصائصه الفنية، ومدارسه الشعرية، ومذاهبه الأدبية.

والدراسة التي دارت حوله حتى الآن أخذت اتجاهًا واحدًا نحو الحركة الفكرية والتاريخ الأدبي، في مؤلفات نادرة ذات الطابع التاريخي في أدب المملكة عامَّة، أو أدب الجنوب خاصة، أو أدب نجد وغيرها1.

1 مثل: الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية. د. بكري شيخ أمين. دار صادر ببيروت 1393-1973، واقتصر المؤلف على ذكر بعض أسماء الشعراء في الجنوب لا غير. ومثل كتاب الحياة الفكرية والأدبية في جنوب البلاد السعودية إلى عام 1351-1932 تأليف عبد الله محمد حسين أبو داهش - دار الأصالة بالرياض 1402 هـ، واقتصر المؤلف على شعراء التقليد فقط دون بقية المذاهب الأخرى، والبحث في معظمه تاريخ فكري. ومثل شعراء الجنوب: للعقيلي والسنوسي واقتصر المؤلف على شعراء التقليد أيضًا.

ص: 9

وهذا الاتجاه في الأدب عامَّة، يختلف في منهجه وغايته عن الاتجاه في هذا البحث، فقد اختص بالشعر لا بالأدب عامَّة، ولا في تاريخ الشعر بالمملكة، بل في العصر الحديث، ولا بالشعر الحديث في المملكة كلها، بل في شعر منطقة متميزة من مناطقها المتنوعة، التي تختلف باختلاف الطبيعة وواقع البيئة، وليس في شعر الجنوب "منطقة الجنوب" في جميع ما يتصل به لأدنى ملابسة، بل في جزئية واحدة فقط من اتجاهات الشعر الكثيرة وروافده المتعددة، بل في المذاهب الأدبية الحديثة في شعر الجنوب، ومدارسها التي تنتمي إليها، وهذا هو موضوع البحث.

ولم يكن هذا الاتجاه عن طريق الصدفة، بل كانت من ورائه دوافع قوية متعددة الجوانب، من أهمها الاتجاه "الأكاديمي" للبحوث في كلية التربية، فرع جامعة الملك سعود في أبها، والتي أعمل فيها عضوًا من هيئة التدريس

وهو البحث في البيئة التي تحملت أعباءها المؤسسات العلمية والجامعية ومراكز بحوثها، على النمط الذي تقوم عليه الأقسام العلمية في حقول التجارب العملية لدراسة البيئة في عسير من خلال مركز البحوث للكلية. ومن هذا المنطلق "الأكاديمي" تحدد اتجاه البحث.

وعندما تكاملت فكرة البحث تقدم به "مركز البحوث" مع بحوث أخرى للاشتراك العلمي في الاحتفال بمرور خمس وعشرين سنة على "جامعة الملك سعود"، ورسالتها العلمية "اليوبيل الفضي" في عام 1402هـ-1982م"1

ثم نمت عناصر البحث وتكاملت، ونضجت معالمه، وتحددت أبعاده، فتدفقت روافده بين صفحات هذا الكتاب، ليعبر عن التجربة الواقعية التي عشتها في "منطقة الجنوب" للمملكة العربية السعودية.

ومن وراء هذا كله كان الشعر في الجنوب يحث على الدراسة، والاستمتاع به. .. وهو شعر بكر، نبع من منطقة متميزة بروعة بيئتها، وسحر الطبيعة فيها، والتنوع في مجالها، فهي بحق كما وصفتها المملكة. بأنها من أهم المصايف لدول الخليج العربي.

ومن هنا كان مجال البحث محدودًا؛ لأنه في منطقة واحدة متميزة، وفي شعرها البكر الذي لم يتعرض للبحث حتى الآن، وفي جانب واحد من الشعر لا في شتى الجوانب، التي تتعلق به في المنطقة.

وينبغي منذ البداية أن يكون المنهج واضحًا للقارئ الكريم، فالمنهج يحدد الاتجاه والغاية التي تنتهي بالنتائج، فيميز المذاهب الأدبية، ويحدد اتجاهها وقيمها، ليحكم بالتقليد أو التجديد أو الإبداع.

1 رسالة فرع الجامعة: كلية التربية في أبها - العدد السابع 18/ 1 / 1402 - 13/ 1/ 1982 م في الحوار الذي أجراه عبد الله دليم مع د. لطفي بركات أحمد مدير مركز البحوث ص 27/ 31.

ص: 10

فالقيم المنهجية التي سرت عليها كانت -بالدرجة الأولى- نابعة من واقع الشعر في المنطقة حسب تطوره التاريخي فيها، ثم تستنتج النتائج، وهذا هو الأساس الأول والأصل في منهج البحث والوصول إلى الغاية منه، أمَّا علاقة الشعر بالتيارات المعاصرة، والمذاهب الأدبية العامة في الشرق وفي الغرب كانت تابعة للأساس الأول، ورافدًا واحدًا من روافده.

والحكم على المدرسة في مذهبها الأدبي بالتقليد أو المحافظة أو التجديد أو الابداع يصدر أيضًا نابعًا من الاستقراء للشعر المنشور والمشهور، ومن خلال التصنيف بين شعراء الجنوب وحدهم، فالتفاوت بينهم يتم حسب المذهب الأدبي في مدرسته، لا بين غيرهم من شعراء المملكة، وقد يتفق شعراء المملكة جميعًا في المذاهب الأدبية المتباينة، وحينئذ يكون من الممكن أن ينتسب كل شاعر إلى مدرسته الأدبية تبعًا لاختلاف مذاهبهم، وتطبيقها على الشعر الحديث عامَّة، وهذا مجال لبحث مستقل آخر.

ومن المجازفة أن يكون البحث شاملًا للمذاهب الأدبية في شعر المملكة؛ لأسباب من أهمها: إنها ستكون دراسة غير دقيقة، لا تعتمد على جزئية واحدة في مجال البحث العلمي، وأنها أيضًا ستواجه العقبات الصعبة في الاستقراء أو الاستقصاء لهذا الشمول، على العكس من الجزئية في هذا البحث، وأن الدراسة أيضًا تستلزم تحديد أبعاد الجزئية، لتتخذ طريق العمق والبناء السابق، وإلا كانت الدراسة مسحًا سريعًا كالعدو وشمولًا خاطفًا كسرعة البرق.

ومن الممكن بعد الوصول إلى الغاية من البحث أن يصح تطبيقها على نظائرها من المذاهب الأدبية في بعض المناطق الأخرى للمملكة بنفس التخصص والاستقراء؛ لأن معظم الروافد التي تغذي الشعر فيها واحدة غالبًا، إلا روافد خاضعة لبيئة المنطقة وخصائصها الطبيعية والبشرية، ولو لم تكن البيئة والطبيعة فاصلًا ومميزًا، لما تميز شعر الجنوب بسحر الطبيعة وروعة البيئة، كما تميَّز شعراء الحرمين بالشعر الإسلامي والوجداني بخصائص تتميز به كل من المنطقتين فيما بينهما، كما تتميز كل منهما عن المناطق الأخري.

وجمع مادة الشعر هنا ليس سهلًا، لا من شعراء المنطقة الذين ذهبوا مع الخالدين، فلم تكن لهم دواوين منشورة، وإن كانت- وهذا نادر- فتكاد أن تختفي عن الأنظار كالكنز الدفين، فمن الصعب الحصول عليه، ولا من كبار الأحياء من الشعراء المشهورين لعقبات لا تقل عن العقبات السابقة منها أن الديوان يطبعه الشاعر لحسابه، أو يقوم النادي الأدبي بطبعه، وفي كلتا الحالتين يكون التوزيع محدودًا، يعتمد على الهدايا الشخصية غالبًا، ولم يبق أمامي إلّا وسائل الاتصال المختلفة والشاقة، وعلى سبيل المثال: ديوان "القلائد" للسنوسي أبرز شعراء الجنوب، نشر منذ أكثر من عشرين سنة، فلم نجد منه إلَّا نسخة واحدة خاصَّة بالشاعر نفسه، ضرب عليها الحصار، حتى يعيد الطبع للمرة الثانية، وتكرّرت مثل هذه المحاولات في جميع مادة البحث.

ص: 11

والمذاهب الأدبية النابعة من مدارسها المختلفة، والتي انتهيت إليها، مذاهب ليست شرقية ولا غربية، بل صدرت عن واقع الشعر في الجنوب، فقد يكون اتجاه المدرسة في مذهبها غريبًا في أول الأمر، مثل مدرسة "التجديد المحافظ"، أو مدرسة "التحرر في التجديد"، لكن بعد التوغل في أعماق المدرسة لا نجد غرابة، بل نجد أن القيم نبعت في المدرسة من الشعر ذاته.

لهذا جعلت المدارس الأدبية في شعر الجنوب هي مدرسة "التقليد المتحجر"، ومدرسة "المحافظين الحرفيين"، ومدرسة "التجديد المحافظ"، ومدرسة "التحرر في التجديد"، ولكل مدرسة اتجاهها وأسسها، وخصائصها الفنية وشعراؤها، وأغراضها وأسلوبها، وتصويرها الأدبي وميزانها النقدي.. في خطة للبحث تسير على النحو الآتي:

أولًا: الإهداء.

ثانيًا: مقدمة البحث.

ثالثًا: تمهيد.. في توضيح العوامل التي أثرت في المذاهب الأدبية - البيئة في جنوب المملكة العربية السعودية - الطبيعة الساحرة في جنوب المملكة العربية السعودية.

رابعًا: أبواب البحث وفصوله:

الباب الأول: مدرسة المحافظين:

الفصل الأول: التقليد: خصائصه - شعراؤه.

ويضم هذه الموضوعات: مدرسة التقليد المجردة من الموهبة الشعرية - سليمان بن سحمان وابنه صالح بن سليمان - الشاعر على السنوسي - الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - شعراء آخرون.

الفصل الثاني: مدرسة المحافظين:

ويشمل هذه الموضوعات: خصائصها الفنية - شعراؤها - الشيخ محمد سرور الصبان - الشاعر معيض بن على البختيان - شعراء آل الحفظي.

الفصل الثالث: شعراء آل الحفظي:

ويضم أشهر الشعراء - شعرهم في الميزان - التصوير الشعري وخصائصه الفنية - الأغراض الأدبية وخصائصها الفنية.

ص: 12

الباث الثاني: مدرسة التجديد المحافظ

الفصل الأول: الخصائص الفنية لمدرسة "التجديد المحافظ":

ويضمّ الموضوعات: أصول المحافظة على عمود الشعر العربي - دعائم التجديد وخصائصه الفنية - شعراء مدرسة المجددين المحافظين.

الفصل الثاني: الشاعر محمد بن علي السنوسي:

ويشمل: نشأة الشاعر وحياته - الأغراض الأدبية في شعره وخصائصها الفنية - التصوير الأدبي - خصائص الألفاظ والأساليب - خصائص الوزن والقافية - التشخيص في التصوير الأدبي - الروح الإسلامية في التصوير الأدبي - الصورة الخيالية وخصائصها الفنية - الوحدة الفنية - موازنة ونقد.

الفصل الثالث: الشاعر محمد بن أحمد العقيلي:

ويضم: نشأة الشاعر وحياته - الأغراض الشعرية والتصوير الأدبي لها - المدح وخصائصه الفنية - الشعر الوطني وخصائصه الفنية - الشعر الإسلامي وخصائصه الفنية - الشعر في الحضارة العلمية وخصائصه الفنية - الشعر الوجداني وخصائصه الفنية - الوصف وخصائصه الفنية - الأناشيد.

الفصل الرابع: الشاعر زاهر عواض الألمعي:

ويشمل: نشأة الشاعر وحياته - الأغراض الشعرية وخصائصها الفنية - التجربة الشعورية - المناسبات في الشعر - الصدق الفني - الألفاظ والأساليب - الخيال وصوره الجزئية - الوحدة الفنية.

الفصل الخامس: الشاعر يحيى إبراهيم الألمعي:

ويضم: نشأته وحياته - الأغراض الأدبية في شعره - المدح وخصائصه - الشعر الوجداني وخصائصه - الشعر الإسلامي وخصائصه - الرثاء وخصائصه - وقفات مع الشاعر في التصوير الأدبي - التصوير الأدبي - البديع والضرورات - معالم الجنوب في شعره - الوحدة الفنية وخصائصها.

الفصل السادس: شعراء آخرون:

ويضم: الشاعر علي خضران القرني - الشاعر علي عبد الله مهدي - الشاعر جبران محمد حسن قحل - شعراء آخرين.

ص: 13

الباب الثالث: مدرسة التحرر في التجديد:

الفصل الأول: الخصائص الفنية لمدرسة التحرر في التجديد:

ويضم: التمييز بين "الرومانتيكية" الإبداعية وبين التحرر في التجديد - عوامل تكوين مدرسة التحرر في التجديد - الخصائص الفنية لمدرسة التحرر في التجديد.

الفصل الثاني: الشاعر أحمد العسيري:

ويضم: نشأة الشاعر وحياته - الأغراض الأدبية وخصائصها الفنية - التصوير الأدبي - التجربة الشعرية - الألفاظ والأساليب - خصائص الخيال والصور الشعرية - الموسيقى الشعرية - شاعرية العسيري في ميزان النقد.

الفصل الثالث: الشاعر أحمد بهكلي:

ويشمل: نشأة الشاعر وحياته - الأغراض الأدبية في شعره - التصوير الشعري - بين الوجداني الذاتي والالتزام الموضوعي - الوحدة الفنية في شعره - التشخيص في التصوير الشعري - الخيال والصور الأدبية - الإيقاع الموسيقي.

والله سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به.

ص: 14