المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل السادس: شعراء آخرون - المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

[علي علي صبح]

الفصل: ‌الفصل السادس: شعراء آخرون

‌الفصل السادس: شعراء آخرون

هؤلاء هم الشعراء الذين اشتهروا في مدرسة "التجديد المحافظ" وليسوا هم وحدهم، بل هناك شعراء ينضمون إلى هذه المدرسة ويسيرون على مذهبها الأدبي، لكن لم يصدر لبعضهم حتى ديوان شعر يدل على الطابع المتكامل لهذه المدرسة، وإن اشتهروا بقصائدهم الكثيرة التي تنشر في الصحف والمجلات، والتي تلقى في النوادي الأدبية، ويشتركون بها في المسابقات الشعرية التي تجرى على مستوى المنطقة أحيانًا، أو على مستوى المملكة مرات أخرى، وانضمامهم إلى هذه المدرسة يرجع إلى تلك القصائد المنشورة أو المسموعة فقط، ولعلَّ النظرة إلى شعرهم تختلف في المستقبل إذا ما صدرت لهم دواوين الشعر؛ لأن تنوع الشعر في الديوان أو أكثر من ديوان يكون أدق وأشمل في الحكم على القصائد المتفرقة في الصحف والمجلات.

لهذه الأسباب جعلت لهم فصلًا يضمهم جميعًا، على العكس من الشعراء السابقين الذين نشروا دواوينهم من زمن بعيد، واكتفيت في هذا الفصل بذكر بعضهم الذين ينشرون في المجلات والصحف، أو في المسابقات الأدبية، واكتفيت بقصيدة واحدة أو قصيدتين تقريبًا لتكون وسيلة للحكم على الشاعر، وسبيلًا يصله بمدرسته، وخيطًا لمذهبه الأدبي الصادر عن مدرسة "التجديد المحافظ".

ص: 265

أولًا: الشاعر علي خضران القرني

الشاعر علي خضران بن عبد الرحمن القرني، من شعراء مدرسة التجديد المحافظ، ولد في قرية "الحفنة" من ضواحي القنفذة بالقرن في تهامة عام "1358هـ"، وتقلب في التعليم بين مكة المكرمة وبين الرياض والطائف، وله كتاب "صور من المجتمع والحياة".

ومن المخطوطات "كفاح شعب"، "تعريفات وجيزة ببعض قرى ومناطق المملكة"، وديوان "آهات".

ومن شعر القرني قوله في قصيدة "ظبي الجبل"1:

يا منى الروح ويا ظبي الجبل

قد براني الهجر وازداد الألم

كم تمنيت لقاء شافيًا

في روابي السفح والطود والأشم

كم تمنيت حديثًا ممتعًا

في دجى الليل وأحلاك الظلم

غير أني لم أجد غير الأسى

وضروب الخبث حيطت بالنغم

فاذكري عهدي وودي والهوى

واذكري الماضي الذي لم ينصرم

إنني رغم بعادي والنوى

لم أزل أهفو إلى ذاك النغم

تجربة شعرية قوية صادقة، وعاطفة جياشة، ومشاعر رقيقة، تجسمت في امتزاجها مع مظاهر الحياة والطبيعة في روابي السفح، وفي الطود الأشم، فينعم بحديثها في دجى الليل، وحلكة الظلام، ليتصل الحاضر بالماضي، ويحيا على الذكرى التى لم تنصرم، ولم تقطع عهد الوداد، وذلك في نغم راقص من الحب والهوى.

والقصيدة في منهجها ونهجها جديدة، وكذلك في أسلوبها وتجربتها، وصدق العاطفة فيها، والمشاعر والأحاسيس التي تتناغم مع مظاهر الطبيعة.

ويقول في قصيدة "الخير في الصالحات" منها:

يا شامتًا بي عداتي

ودائبًا في الوشاة

مهلًا فإني صبور

وحجتي في سكاتي

ما ضرني قول واش

يهوى الأذى والسعاة

مهما تمادى فإني

كالطود حتى الممات

نهجي وصبري كفيل

بنصرتي ونجاتي

1 شعراء العصر الحديث: عبد الكريم الحقيل ص260.

ص: 266

ثانيًا: الشاعر علي عبد الله مهدي

ولد في عام 1368هـ في مدينة "رجال ألمع"، ونشأ فيها وترعرع، وتلقى دراسته الابتدائية بها، وتفتَّحت شاعريته على قصائد الفحول من الشعراء، لتستقرَّ في قلبه إلى الأبد، وبدأ يقرض الشعر في هذا السن المبكر، وكان لأساتذته الشعراء فضل كبير في تنمية موهبته الشعرية.

وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية سافر إلى أبها للدراسة بالمعهد العلمي، وأمضى فيه خمس سنوات، ثم انتقل إلى الرياض والتحق بكلية اللغة العربية، حتى حصل على "الليسانس" في 1390-1391هـ، وكانت هذه الفترة حافلة بالمعرفة والإنتاج.

وبعد التخرج عيِّنَ مدرسًا بمعهد "الباحة" العلمي "بلاد غامد" لمدة عام، وفي العام التالي عين مديرًا للمعهد، ثم طلب الانتقال إلى أبها، حيث أمضى بها مدرسًا ثلاث سنوات بمعهدها العلمي.

لكنه قدَّم استقالته من العمل وقبلت استقالته، ليدير محلًّا للذهب، ويقول:"عندي الذهب والتعب يقينًا، أما الأدب فذلك ما كنا نبع، وأفضل الأدب وأحب الذهب".. ويقول عن تأثره: تأثرت بكثير منهم، وفي طليعتهم المتنبي ماليء الدنيا وشاغل الناس.. ويقول عن الشعر: الشعر تجربة شعورية يعبر عنها تعبيرًا موحيًا مؤثرًا، وقد طرقت عدة أغراض شعرية متنوعة منها: الدعوة الإسلامية، والإصلاح الاجتماعي، وقليل من الرثاء، وشيء من الغزل1.

ومهدي شاعر يهزّ بشعره الندوات الأدبية في مختلف المؤسسات وخاصة في نادي أبها الأدبي، وهو من أعضائه، يقول عن شعره الدكتور عبد الهادي حرب:"شعره نبع صاف من قلب مؤمن بدينه، متقطع على أبناء بلدته وعقيدته، يرى ماضي المسلمين مشرقًا، وحاضرهم غائمًا، فينكر على قومه ما هم فيه، ويدعوهم إلى استعادة مجدهم، ويجنح به الخيال حتى ليرى أنهم قد عادوا إلى ما كانوا عليه من ازدهار وإشراق".

وللشاعر منزلة كبيرة بين عشاق الأدب في عسير، يقول في قصيدته "الباذلون" 2:

بذل الباذلون حتى أضاءوا

وتسامى مع الضياء البناء

وتولى جهل وأدبر فقر

وتوارى بعد الدواء الداء

1 جريدة المدينة: الأربعاء 4 من رجب 1399هـ، الصفحة الأدبية ص7.

2 أزاهير من ربوع عسير: نادي أبها الأدبي 1400هـ، ص18.

ص: 267

إلى قوله:

وشهدنا نهرًا من الخير يجري

رفدته الشريعة الغراء

أسسوا للعلوم والدرس نورًا

وعلى كل ساحة بناء

وإلى العلم ينتمي كل فضل

ومن المرسلات تهمي السماء

وإلى الدين ينتمي كل مجد

ومن الحق تسطع الأضواء

والنوادي للناس تنثر درًّا

ونضارًا والناثر الأدباء

وتجلى وجه الفضيلة حتى

يعلم الجميع أنها حسناء

سألوني ما الدين قلت: رياض

يتفيأ ظلالها العقلاء

سألوني هل الحضارة خير

أم عذاب منزل وشقاء

هي خير ثر، وروض أنيق

وعطاء جم ونور وماء

ونعيم ما دام شكر وتقوى

فاز ركب يقوده الأتقاء

سألوني عن النساء أظل

وارف أم جهنم حمراء

وجم القلب والبيان عصاني

وتأبَّى الهجاء والإطراء

كل علمي بأنهن فضاء

واسع لا تحيطه الأشياء

وأخيرًا:

سادتي هذه قصيدة شعر

وبقلبي قصائد عصماء

قد بذلت الثناء شهدًا مصفَّى

وحري بنا الرضا والثناء

علم الله أن روحي وفاء

ليس عندي غير الوفاء جزاء

وإذا أحسن الرعاية داع

فالرعايا حق عليها الولاء

دولة بالكتاب والعدل شيدت

ولها الحب خالصًا والدعاء1

وهكذا تكون شاعرية مهدي، فقد بلغت هذه القصيدة ثمانين بيتًا تسيل الأبيات في تدفق، وينساب فيها التصوير الأدبي رائعًا في ألفاظ عذبة وأسلوب قوي مشرق، وخيال خصب رائع، وحوار حي متحرك، يتحرك فيه القارئ مع الشاعر وكأنه يريد أن يشاركه ما يعانيه من تجربته الشعرية مع طول النفس، والصدق في المدح والثناء بلا شطط أو مبالغة، إنما المدح عنده هنا حق وثناء بلا معاظلة؛ لأن على الرعية حق الولاء والوفاء لمن أسدوا الخير ونشروا العلم والعدل، فهم جديرون بالحب والدعاء بالتوفيق، وليست هذه القصيدة وحدها في الثناء، ولكن قلبه مفعم بكثير من القصائد العصماء.

أما القصيدة التي حازت الجائزة الثانية في مسابقة نادي أبها الأدبي عام 1400 هـ فهي

1 كلمات وقصائد: مطبوعات نادي أبها الأدبي 1400هـ، ص15/ 22.

ص: 268

"الحقيقة" يقول الشاعر علي عبد الله مهدي1:

أطوي الجناح على الجراح وأكتم

وأقول: قومي بالكرامة أعلم

ولقد مضى زمن وجفني مغمض

عن عيبهم وكأنني لا أفهم

كم قلت: قومي لا مثيل لعزمهم

ونشرت ما تملي العواطف عنهم

وهتكت أستار السحاب ملفقًا

عزًّا تغار لمستواه الأنجم

قومي إذا شئت الحقيقة عنهم

يتأخرون وغيرهم يتقدم

وإذا ينادي للفضيلة نمتمو

وإذا ينادي للرذيلة طرتم

غرتهم الدنيا ومزق شملهم

حسد، وفرقهم عداء محكم

إلى قوله:

يا أمتي والنار تكوي مهجتي

والسهم يعتصر الفؤاد ويكلم

لم تنطلق رجل لوقوف محرم

أو درء مفسدة ولم ينطق فم

أبمثل هذا يستقيم كياننا

ويطل فجر مشرق متبسم

يا أمتي: الأديان تهرم كلها

وتشيب لكن ديننا لا يهرم

كل السيوف القاطعات تثلمت

أما النبي فصار لا يثلم

هو للهدى سيف وللتقوى فم

هو للفضيلة قائد ومعلم

والفخر بالإسلام ليس بغيره

يكفيك فخرًا أن يقال: المسلم

قالوا: الحياة فقلت ظل زائل

والافتتان فقلت: ذاك جهنم

والبعث والأخرى فقلت: حقيقة

من شك فهو أصم أعمى، أبكم

والأغنيات فقلت إني أعجم

والفاتنات فقلت إني مسلم

والمال قلت أضمه وأحبه

إن جاءني بطريقة لم تحرم

واليأس قلت: إلى الكتاب أحيلكم

والبأس قلت عدوكم لا ترحموا

يا أمتي فلتسمعي ولتسمعي

الحق يغضب إن يكم له فم

عودي إلى هدى السماء ونورها

فالعود أحمد للشعوب وأسلم

أملي عظيم مشرق متجدد

أن يسمع القوم النداء ويفهموا

ولتهنأ الدنيا بمولد أمة

حطمت صروح الكفر فيما تحطم

بشراك يا قلبي بعهد زاهر

قد أزمع القوم النهوض وصمموا

1 أزاهير من ربوع عسير: مطبوعات نادي أبها الأدبي 1400هـ 30/ 36.

ص: 269

جعلوا كتاب الله نصب عيونهم

وتفهموه وقدموه وعظموا

عدنا وعاد إلى الحقيقة تاجها

وانجابت الظلما وهش الموسم

الذل عار والتأخر سبة

والجبن صاب والإهانة علقم

والمجد للإسلام ليس لغيره

وبنوه بالتمجيد ما أحراهم

والقصيدة طويلة لأن الشاعر نفسه طويل في الشعر، يتدفق في شعره كما يتدفق السيل من علٍ، مع عمق المعنى وحضارة الفكرة، وشرف المقصد والهدف، وعذوبة الأسلوب وخفة التركيب، وجمال التصوير، وسحر الإيحاء، والصدق في العاطفة والتجربة والمشاعر.

أما قصيدة: "هي الظلام هي مشاعر النور"، فقد ذكر الشاعر أنه نظمها وهو طالب بالسنة الرابعة في كلية اللغة العربية في ظلام الليل للحفاظ على مشاعر إخوانه الطلاب النائمين، فلم يشأ أن يقلق مضاجعهم بالنور، وأمسك بالقلم وظلَّ يكتب في الظلام حتى الفجر، لكنه وجد الكلمات متداخلة، لكن الشعر شعره، فقرأها وها هو مطلعها:

حرقت مقلتي وهد بناني

واعتراني الضنا وغامت سمائي

فإذا القلب في الهموم غريق

بعد أنس وراحة وهناء

وإذا النفس تنزوي في اكتئاب

وعذاب عن ساحة الأقرباء

أيها القلب ما عهدتك تجفو

لحبيب ممنع في الخباء

ربة الطهر أرجوك لا تعذليني

واعذروني إن غبت يا أصدقائي

إن في القدس لوعة وحريقًا

وبكاء أولًا ككل بكاء

فيهودًا تعبث فيه فسادًا

وتنادي بالشر والبلواء

وتسوم الأطفال ذبحًا وفتكًا

وهموا في الصفاء مثل الماء

وتسوم الأعراض هتكًا وعضًّا

في افتراس الفضائل البيضاء1

وأما القصيدة التي حازت الجائرة الأولى في هذه المسابقة لنادي أبها الأدبي في عام 1400هـ، فهي للشاعر حسن يحيى ضائحي بعنوان:"حدث بيننا" يقول منها:

أنا عنك يا ذات الخمار

إذا دعا داعي الحروب

أنا عنك في حمل السلاح

وفي مجابهة الخطوب

1 جريدة المدينة: الأربعاء 4 من رجب 1399هـ، ص7.

ص: 270

إلى قوله:

فإذا دعا داعي الجهاد

حملت كالليث الغضوب

وحملت رشاشي على

كتفي ولم أذكر لغوبي

ومشيت أزرع من رصاص

النصر في صدري دروبي

أنا أمة غنَّى بها التاريخ

في كل الصقوب

أنا قطرة هرقت من

دم كل مقدام وتوب

أنا زندي المفتول أقوى

عند إحداق الكروب

وعلى يد الفتيان لا الـ

فتيات تحرير الشعوب

فدعي أناملك الرقاق

لرقة الطفل النجيب

ربيه للوطن الكريم

على الفضائل لن تخيبي

أنت الخبيرة في اصطناع

النشء معمور القلوب

لا تتركي البيت المقدس

إنه أسمى الوجوب

لا تعتدي هذا نصيبك

في الحياة وذا نصيبي1

إلى آخر القصيدة التي تدل على أن الشاعر من شعراء هذه المدرسة مدرسة التجديد المحافظ، تجديد في المعنى والفكرة، واستجابة الغرض لمقتضيات العصر، وتجاوب الشاعر مع أحداث عصره، في أسلوب قوي عذب منساب، وتصوير أدبي رائع، مع الحفاظ على الأصالة العربية والعمود الشعري في الفصاحة والنصاعة والأسلوب والوزن والقافية، لكن ذلك في ثوب جديد، تتجه فيه القصيدة نحو غرض واحد من المطلع حتى النهاية.

1 أزاهير من ربوع عسير: 27/ 29.

ص: 271

ثالثًا: الشاعر جبران قحل

ولد الشاعر جبران محمد قحل في البيطارية التابعة لجيزان منذ أربعين تقريبًا، ويعمل حاليًا مدير مدرسة الأحد الثانوية إحدى مناطق جيزان.

قد تخرَّج من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1384هـ، وله شعر كثير منشور في الصحف والمجلات، وأحد أعضاء النادي الأدبي بجازان، وفاز بالجائزة الرابعة بنادي جيزان الأدبي في مسابقة الشعر عام 1397هـ، وكانت بعنوان "شموع على الدروب"، وهي لمحات من حياة الراحل العظيم "فيصل بن عبد العزيز رحمه الله" منها1:

ما زال هذا الشعب يدرك أنه

أعيا العدا طرًّا صلابة عوده

ما زال يذكر والعوالم كلها

هذا الزعيم الفذ يوم صموده

يوم التقى الجمعان في سينا وفي

الجولان يعرب في شمال حدوده

بهر العدا بذكائه ودهائه

وببعد نظرته لفضح حسوده

ظلت فلسطين الجريحة عنده

دينا يرى لا بد من تسديده

ما دام فيها غاصب متربص

نشر الفساد مجمعًا لحشوده

ولكم تمنى أن يصلي فيصل

متعبدًا بركوعه وسجوده

في المسجد الأقصى تعبد ناسك

شكر الإله لسحق أهل جحوده

ومن شعره أيضًا قصيدته "لبنان إلى أين" منها2:

يا صيف لبنان هل أبقيت لنا فيكا

أحداث لبنان شيئًا من مرائيكا

أم ألهبت جوك المأنوس حماتها

حتى رأينا هدير النار من فيكا

لبنان ماذا دهاك اليوم فاحترقت

تلك المرائي وكانت من مجاليكا

خضر الروابي لظى البارود يحرقها

والحرب دارت رحاها في روابيكا

إنا لنعجب من أمر له خطر

حيث الأعادي أرادت قتل ماضيكا

1 مسابقة الشعر بنادي جازان الأدبي لعام 1397هـ، ص12، 13 مطبوعات نادي جازان الأدبي.

2 المنهل: عدد المحرَّم وصفر 1402هـ - أكتوبر ونوفمبر1981م، المجلد 44 ص90.

ص: 272

رابعًا: شعراء آخرون

وهناك شعراء آخرون يسيرون على نهج مدرسة التجديد المحافظ نذكر بعضهم، منهم الشاعر أحمد باهي، الفائز بالجائزة الأولى في مسابقات نادي جازان الأدبي عام 1397هـ، والشاعر علي أحمد حيقل الفائز بالجائزة الثانية في المسابقة السابقة، والشاعر عمر صعابي الفائز بالجائزة الثالثة في نفس المسابقة، واشترك في مسابقة أبها الأدبي لعام 1400هـ بقصيدته "هموم قلب"، ومطلعها:

يا حروفي كيف أشدو وفؤادي

يتلظَّى في جحيم من هواك

يقطف العمر همومًا وضياعًا

ليس فيه غير بعض من خطاك

ليس من حياة أو حبور

يملأ الدنيا عبيرًا من شذاك

حسبها أن هواها يتحدى

فيعاني من جراح الحزن شاكي1

والشاعر عمر سالم فرساني، فاز بالجائزة الخامسة في مسابقة الشعر لعام 1397هـ بنادي جازان الأدبي، والشاعر علي أحمد على النعمي وهو من "خرجة ضمد"، ومن شعره قصيدته:"لا تسل عمَّا جرى" 2 منها:

بلبل الروض تغني سحرًا

فشجى الحي وأحيا الذكرى

هزه الوجد إلى ألَّافه

كل من غاب ومن قد حضرا

ذكر الماضي وما كان حوى

واجتلى فيه ربيعًا أخضرًا

والشاعر حجاب يحيى الحازمي، مدير ثانوية ضمد بجازان، ومن قصيدته "لقاء الجوف"3:

يا روابي الشمالي هذي بلادي

تتهادى بربعك المخصاب

قد أتاك الجنوب بالفتية الغر

كرام الأحساب والأنساب

"ضمد" أقبلت، وفي هامها الإكليل

زاه وتزدهي في الرحاب

وأتاك الحجاز في بهجة الفوز

تهادي نوافح الأطياب

1 أزاهير من ربوع عسير: نادي أبها الأدبي1400هـ، ص44/ 48.

2 المنهل: المحرم وصفر 1402هـ - المجلد 44 ص85.

3 المرجع السابق: 87.

ص: 273

ورأينا الرياض في الجوف نشوى

لاجتماع الأحباب بالأحباب

كلها تختفي بكشاف قومي

وتنادي الأشبال فوق الهضاب

هتفوا بالنشيد عذبًا نديًّا

يا بلادي يهناك زين الشباب

وألقاها الشاعر في التجمع الكشفي بالجوف.. مهداة إلى معالي أمير منطقة الجوف الذي يسعى لتطوير الجوف.

والشاعر إبراهيم مفتاح، الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الشعر لنادي جازان الأدبي عام 1397هـ، بقصيدته "جيزان المنطقة البكر" منها 1:

فتنة للعيون والأحداق

ربة الحسن والمعاني الدقاق

أنت يا جارة البحار ومأوى

كل قلب مدله خفاق

يا ابنة الشط في فؤادي غرام

شاعري ولهفة للتلاقي

كلما خلت في الخضم شراعًا

يتهادى هفا إليك اشتياقي

يلثم الموج جانبيه هيامًا

ويلاقي من دله ما يلاقي

يا عروس الجنوب ذويني الوجد

وأمسى على رباك انطلاقي

فتذكرت موجة تلثم الشط

وأخرى تزجي إليك السواقي

أرضك البكر انبثتنى اخضرارًا

فنما الخصب في ذرى أعماقي

وغدا في فمي غناؤك حلوًا

كالأهازيج في فم المشتاق

صبت واستذبت وطافت

بك روحي وزاد فيك احتراقي

يا ربوع الجمال هل تعذريني

إن هفا الوصف لاعتلال مذاقي

فتساميت في خشوع وأطرقت

وزاد الإبداع في إطراقي

يا إله الوجود إن خيالي

كلما طاف في السنا البراق

أذهلته حقائق وطيوف

وسوف تفنى الدهور وهي بواقي

وهناك في ساحة الجنوب شعراء آخرون كثيرون لنا عود معهم إن شاء الله تعالى يوم أن يكون لكل منهم ديوان شعر يتردد صداه في أسماع الزمان.

1 مسابقة الشعر بنادي جازان الأدبي: لعام 1397هـ، ص3، 4.

ص: 274