المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من باب حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه - المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها

[الخرائطي]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهَا

- ‌من بَابُ ثَوَابِ حُسْنِ الْخَلِيقَةِ وَجَسِيمِ خَطَرِهَا

- ‌من بَابُ كَرَمِ السَّجِيَّةِ وَكَفِّ الْأَذِيَّةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْفضل

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَخَفْضِ الْجنَاح

- ‌من بَاب حفظ الْأَمَانَة وذم الْخِيَانَة

- ‌من بَابُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ وَكَرَاهِيَةِ الْخُلْفِ بِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي حِفْظِ الْجَارِ وَحُسْنِ مجاورته من الْفضل

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْعَطْفِ عَلَيْهِم

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ مِنَ الْفَضْلِ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

- ‌آخر الأول ويتلوه فِي الثَّانِي من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَبَذْلِهِ لِلضَّيْفِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ

- ‌من بَاب حق الضِّيَافَة وتوفيتها

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ اتِّخَاذِ الْفِرَاشِ لِلضَّيْفِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُشَيَّعَ الضَّيْفُ إِلَى بَاب الدَّار

- ‌من بَابُ إِكْرَامِ الشُّيُوخِ وَتَوْقِيرِهِمْ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ إِنْصَافِ الرَّجُلِ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌من بَاب الْإِنْصَاف

- ‌من بَابُ الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْفضل

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ كَفِّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ مِنَ اللِّسَانِ وَالْيَدِ

- ‌من بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَتَرْكِ الْمَرْءِ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يعنيه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ سَتْرِ عَوْرَةِ أَخِيه الْمُسلم وَمَاله من الثَّوَاب

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ سَتْرِ الْمَعْصِيَةِ وَيُكْرَهُ من إذاعتها

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من ستره فَخذه إِذْ كَانَت من عَوْرَته

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ مِنْ إِزَالَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ سُوءَ الظَّنِّ

- ‌بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء التَّحَرُّز من أَنْ يُسَاءَ بِهِ الظَّنُّ

- ‌من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ أَنْ يَبَرَّ قَسَمَهُ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ لَا يَضَعَ كَلَامَهُ إِلَّا فِي مَوْضِعِهِ وَأَن يتَكَلَّم بِمَا لَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ أَوْ يُمْسِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لَهُ وَأَعْوَدُ نَفْعًا

- ‌من بَابُ حُسْنِ الْمَلَكَةِ وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْمَمْلُوكِينَ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمْلُوكِ فِي الطَّعَامِ وَالْكِسْوَةِ

- ‌من بَابُ شَرِيطَةِ السَّيِّدِ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

- ‌من بَابُ ذِكْرِ حُسْنِ الْمُجَالَسَةِ وَوَاجِبِ حَقِّهَا

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّوَاضُعِ فِي الْمَجْلِسِ وَغَيره

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ فِي مجالسة من يُجَالس ويخادن

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي حُسْنِ الِاخْتِيَارِ فِي الْمَجَالِسِ وَأَنْ تُعْطَى حَقَّهَا

- ‌بَابُ الْوَحْدَةِ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ

- ‌من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيْءٌ أَنْ يُعَرِّضَ لَهُ وَلَا يُوَاجِهَهُ بِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الشُّحِّ عَلَى الْإِخْوَانِ وَأَدَاء النَّصِيحَة إِلَيْهِم

- ‌من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا آخَى رَجُلًا أَنْ يَسْأَلَ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ لمن يُشَاوِرُ وَأَنْ لَا يَفْعَلَ شَيْئًا إِلَّا عَنْ مُشَاورَة

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْتَشَارِ مِنْ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من الدُّعَاءُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَغَيْرِهِنَّ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا أَرَادَ سفرا وَمَا يُقَال عِنْد توداعه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

- ‌من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ الْمِرْآةَ وَالْمُكْحُلَةَ

- ‌من بَاب مَا جَاءَ يُسْتَحَبُّ مِنَ الْبُكُورِ فِي الْأَسْفَارِ وَطَلَبِ الْحَاجَاتِ

- ‌من بَابُ يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ مُصَافَحَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِذَا لَقِيَهُ وَمَا لِلْبَادِي فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ وَجَزِيلِ الثَّوَابِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ عِنْدَ دُخُولِهِ مَنْزِلَهُ وَعِنْدَ خُرُوجُهُ مِنَ الْقَوْلِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ السَّلَامِ قَبْلَ الْكَلَام

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا أصبح وَأمسى

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ فِي السَّفَرِ

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا أَنْ يُسْرِعَ الرَّجْعَةَ إِلَى أَهْلِهِ عِنْدَ فَرَاغِهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرَّدِّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ التَّحَبُّبِ إِلَى خِيَارِ النَّاسِ وَاسْتِجْلَابِ مَوَدَّاتِهِمْ

- ‌من بَابُ وَاجِبِ حَقِّ الصُّحْبَةِ وَالْمُرَافَقَةِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِخَارَةِ اللَّهِ عز وجل فِي الْأَمْرِ يَقْصِدُ لَهُ

- ‌آخر الْجُزْء الرَّابِع ويتلوه فِي الْخَامِس بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُور قبل كَونهَا

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ قَبْلَ كَونهَا

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ الْحَذَرِ مِنْ أَنْ يُنْكَبَ الْمَرْءُ مِنْ سَبَبٍ وَاحِدٍ نَكْبَتَيْنِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ

- ‌من بَاب مَا جَاءَ فِيمَا يسْتَحبّ للمرء أَن يَقُوله إِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا طَنَّتْ أُذُنه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ عِنْدَ غشيانه أَهله

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا عصفت الرّيح

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَ صَوْتِ الرَّعْد وَمَا هُوَ

- ‌من بَابُ ذِكْرِ الْمَطَرِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ نُزُولِهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرُّقَى وَالْعُوَذِ وَالْقَوْلِ عِنْدَ الشَّيْءِ يَخَافُهُ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ غَيره

- ‌من بَابُ الرُّقَى وَالْعُوَذِ

- ‌من بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ نَهْقَةِ الْحِمَارِ

الفصل: ‌من باب حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه

193 -

حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ

وَاللَّهِ مَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُؤْذِيَ كَلْبًا وَلَا خِنْزِيرًا بِغَيْرِ حَقٍّ فَكَيْفَ تُؤْذِي مُسلما

ص: 92

194 -

حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا إِبْرَاهِيم بن شماس نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ

يُسَلَّطُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجَرَبُ فَيَحْتَكُّونَ حَتَّى يَبْدُوَ عَظْمُ أَحَدِهِمْ مِنْ دُونِ جِلْدِهِ أَوْ دُونَ لَحْمِهِ فَيُنَادَى يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ

فَيُقَالُ هَذَا بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ

ص: 92

195 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا سيار بن حَاتِم نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بِمَكَّةَ وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ

أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَسْلَمُوا وَيَسْلَمَ لَكُمْ دِينُكُمْ فَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ عَنْ دِمَاءِ النَّاسِ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ وَكُفُّوا بُطُونَكُمْ عَن أَمْوَالهم

ص: 92

‌من بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَتَرْكِ الْمَرْءِ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يعنيه

ص: 92

196 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي نَا الْفَيْض بن الفضيل الْكُوفِي نَا السَّرِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ

ص: 92

أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آتٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي فَبِمَ آمُرُهُمْ قَالَ لَهُ مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِمْ

ص: 93

197 -

حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا عُثْمَان بن سعيد الْحِمصِي نَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْقَاضِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ

تَعَلَّمُوا الصَّمْتَ كَمَا تَتَعَلَّمُونَ الْكَلَامَ فَإِنَّ الصَّمْتَ حُكْمٌ عَظِيمٌ وَكُنْ إِلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ إِلَى أَنْ تَتَكَلَّمَ وَلَا تَتَكَلَّمْ فِي شَيْءٍ لَا يَعْنِيكَ وَلَا تَكُنْ مِضْحَاكًا مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَلَا مَشَّاءً إِلَى غَيْرِ أَرَبٍ يَعْنِي إِلَى غير حَاجَة

ص: 93

198 -

حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ

فَتَشْتُ الْوَرَعَ فَلَمْ أَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ

ص: 93

199 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن الْحجَّاج الْمهرِي دثني ابْنُ الْهَادِ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول

ص: 93

إِنَّ الْعَبْدَ لَيَزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عَنْ قَدَمَيْهِ

ص: 94

200 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا سَلمَة بن شبيب نَا سهل بن عَاصِم نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ

لَوْ رَمَيْتُ رَجُلًا بِسَهْمٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَهُ بِلِسَانِي لِأَنَّ رَمْيَ اللِّسَانِ لَا يَكَادُ يُخْطِئُ

ص: 94

201 -

حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

أَنَّهُ أَخذ بِلِسَانِهِ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يَلُوكُهُ فِي فِيهِ وَيَقُولُ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ

ص: 94

202 -

حَدثنَا حميد بن الرّبيع الخزاز نَا أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو

اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ وَرَقَكَ

ص: 94

203 -

حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ

قَالَ الْفُضَيْلُ وَأَخْرَجَ لِسَانَهُ وَأَخَذَ طَرْفَهُ بِإِصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ

تُرَى هَذَا فِيهِ كُلُّ عَجَبٍ يَخْرُجُ مِنْهُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ وَهُوَ لَحْمٌ لَيْسَ فِيهِ عَظْمٌ فَاحْفَظْهُ

ص: 94

204 -

حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا مُحَمَّد بن يعلى دثني مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ

مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ وَمَنْ يُكْثِرِ الْمِرَاءَ يُشْتَمْ

ص: 95

205 -

حَدثنَا عِيسَى بن مُوسَى بن أبي حَرْب الصفار نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ هُرَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

لَا يُصِيبُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَخْزُنَ من لِسَانه

ص: 95

206 -

حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط بِاللَّه مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ص: 95

207 -

حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْهَادِ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقُولُ الْكَلِمَةَ لَا يَقُولُهَا إِلَّا لِيُضْحِكَ بِهَا أَهْلَ الْمَجْلِسِ يَهْوِي بِهَا

ص: 95

أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ الرَّجُلَ يَزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عَنْ قدمه

ص: 96

208 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ الْبَصْرِيّ نَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

لَا تَسْتَشْرِفُوا الْبَلِيَّةَ فَإِنَّهَا مُولَعَةٌ بِمَنْ تَشَرَّفَ لَهَا إِنَّ الْبَلَاءَ مُولَعٌ بِالْكَلِمِ فَاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كفيتم

ص: 96

209 -

قَالَ أَبُو بكر الخرائطي وأنشدونا من الْكَامِل

(لَا تَعْبَثَنَّ بِحَادِثٍ فَلَرُبَّمَا

عَبَثَ اللِّسَانُ بحادث فَيكون)

ص: 96

210 -

حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا سيار بن حَاتِم نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ قَالَ مَالِكُ بن دِينَار

قَالَ دَاوُد النَّبِي عليه السلام

يَا مَعْشَرَ الْأَبْنَاءِ تَعَالَوْا حَتَّى أُعَلِّمَكُمْ خَشْيَةَ اللَّهِ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْكُمْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا وَيَرَى الْأَيَّامَ الصَّالِحَةَ فَلْيَحْفَظْ عَيْنَيْهِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى سُوءٍ وَلِسَانَهُ أَنْ يَنْطِقَ بالإفك

ص: 96

211 -

حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو عَامر الْعَقدي نَا هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم قَالَ

عَتَبَ سَعْدٌ عَلَى ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ فَمَشَى إِلَيْهِ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَكَلَّمُوهُ فِيهِ فَتَكَلَّمَ عُمَرُ

ص: 96