المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في السخاء والكرم والبذل من الفضل - المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها

[الخرائطي]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهَا

- ‌من بَابُ ثَوَابِ حُسْنِ الْخَلِيقَةِ وَجَسِيمِ خَطَرِهَا

- ‌من بَابُ كَرَمِ السَّجِيَّةِ وَكَفِّ الْأَذِيَّةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْفضل

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَخَفْضِ الْجنَاح

- ‌من بَاب حفظ الْأَمَانَة وذم الْخِيَانَة

- ‌من بَابُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ وَكَرَاهِيَةِ الْخُلْفِ بِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي حِفْظِ الْجَارِ وَحُسْنِ مجاورته من الْفضل

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْعَطْفِ عَلَيْهِم

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ مِنَ الْفَضْلِ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

- ‌آخر الأول ويتلوه فِي الثَّانِي من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَبَذْلِهِ لِلضَّيْفِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ

- ‌من بَاب حق الضِّيَافَة وتوفيتها

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ اتِّخَاذِ الْفِرَاشِ لِلضَّيْفِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُشَيَّعَ الضَّيْفُ إِلَى بَاب الدَّار

- ‌من بَابُ إِكْرَامِ الشُّيُوخِ وَتَوْقِيرِهِمْ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ إِنْصَافِ الرَّجُلِ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌من بَاب الْإِنْصَاف

- ‌من بَابُ الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْفضل

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ كَفِّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ مِنَ اللِّسَانِ وَالْيَدِ

- ‌من بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَتَرْكِ الْمَرْءِ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يعنيه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ سَتْرِ عَوْرَةِ أَخِيه الْمُسلم وَمَاله من الثَّوَاب

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ سَتْرِ الْمَعْصِيَةِ وَيُكْرَهُ من إذاعتها

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من ستره فَخذه إِذْ كَانَت من عَوْرَته

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ مِنْ إِزَالَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ سُوءَ الظَّنِّ

- ‌بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء التَّحَرُّز من أَنْ يُسَاءَ بِهِ الظَّنُّ

- ‌من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ أَنْ يَبَرَّ قَسَمَهُ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ لَا يَضَعَ كَلَامَهُ إِلَّا فِي مَوْضِعِهِ وَأَن يتَكَلَّم بِمَا لَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ أَوْ يُمْسِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لَهُ وَأَعْوَدُ نَفْعًا

- ‌من بَابُ حُسْنِ الْمَلَكَةِ وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْمَمْلُوكِينَ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمْلُوكِ فِي الطَّعَامِ وَالْكِسْوَةِ

- ‌من بَابُ شَرِيطَةِ السَّيِّدِ

- ‌من بَابُ فَضِيلَةِ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

- ‌من بَابُ ذِكْرِ حُسْنِ الْمُجَالَسَةِ وَوَاجِبِ حَقِّهَا

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّوَاضُعِ فِي الْمَجْلِسِ وَغَيره

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ فِي مجالسة من يُجَالس ويخادن

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي حُسْنِ الِاخْتِيَارِ فِي الْمَجَالِسِ وَأَنْ تُعْطَى حَقَّهَا

- ‌بَابُ الْوَحْدَةِ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ

- ‌من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيْءٌ أَنْ يُعَرِّضَ لَهُ وَلَا يُوَاجِهَهُ بِهِ

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي الشُّحِّ عَلَى الْإِخْوَانِ وَأَدَاء النَّصِيحَة إِلَيْهِم

- ‌من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا آخَى رَجُلًا أَنْ يَسْأَلَ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ لمن يُشَاوِرُ وَأَنْ لَا يَفْعَلَ شَيْئًا إِلَّا عَنْ مُشَاورَة

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْتَشَارِ مِنْ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ

- ‌من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من الدُّعَاءُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَغَيْرِهِنَّ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا أَرَادَ سفرا وَمَا يُقَال عِنْد توداعه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

- ‌من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ الْمِرْآةَ وَالْمُكْحُلَةَ

- ‌من بَاب مَا جَاءَ يُسْتَحَبُّ مِنَ الْبُكُورِ فِي الْأَسْفَارِ وَطَلَبِ الْحَاجَاتِ

- ‌من بَابُ يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ مُصَافَحَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِذَا لَقِيَهُ وَمَا لِلْبَادِي فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ وَجَزِيلِ الثَّوَابِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ عِنْدَ دُخُولِهِ مَنْزِلَهُ وَعِنْدَ خُرُوجُهُ مِنَ الْقَوْلِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ السَّلَامِ قَبْلَ الْكَلَام

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا أصبح وَأمسى

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ فِي السَّفَرِ

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا أَنْ يُسْرِعَ الرَّجْعَةَ إِلَى أَهْلِهِ عِنْدَ فَرَاغِهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرَّدِّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ التَّحَبُّبِ إِلَى خِيَارِ النَّاسِ وَاسْتِجْلَابِ مَوَدَّاتِهِمْ

- ‌من بَابُ وَاجِبِ حَقِّ الصُّحْبَةِ وَالْمُرَافَقَةِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِخَارَةِ اللَّهِ عز وجل فِي الْأَمْرِ يَقْصِدُ لَهُ

- ‌آخر الْجُزْء الرَّابِع ويتلوه فِي الْخَامِس بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُور قبل كَونهَا

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ قَبْلَ كَونهَا

- ‌من بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ الْحَذَرِ مِنْ أَنْ يُنْكَبَ الْمَرْءُ مِنْ سَبَبٍ وَاحِدٍ نَكْبَتَيْنِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ

- ‌من بَاب مَا جَاءَ فِيمَا يسْتَحبّ للمرء أَن يَقُوله إِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا طَنَّتْ أُذُنه

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ عِنْدَ غشيانه أَهله

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا عصفت الرّيح

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَ صَوْتِ الرَّعْد وَمَا هُوَ

- ‌من بَابُ ذِكْرِ الْمَطَرِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ نُزُولِهِ

- ‌من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرُّقَى وَالْعُوَذِ وَالْقَوْلِ عِنْدَ الشَّيْءِ يَخَافُهُ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ غَيره

- ‌من بَابُ الرُّقَى وَالْعُوَذِ

- ‌من بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ نَهْقَةِ الْحِمَارِ

الفصل: ‌باب ما جاء في السخاء والكرم والبذل من الفضل

3

- بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد السّلمِيّ أَنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان السّلمِيّ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل السامري الخرائطي قَالَ

ص: 123

‌بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

ص: 123

275 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتلِي نَا عبد الْملك بن مسلمة الْمصْرِيّ دثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعت عمي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول

قَالَ جِبْرِيل قَالَ الله تبارك وتعالى هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي وَلَنْ يُصْلِحَهُ إِلَّا السخاء وَحسن الْخلق

ص: 123

276 -

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا بكر بن يحيى بن زبان نَا حَبَّانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

إِنَّ قَوْمًا يجيئوني فَأُعْطِيهِمْ مَا يَتَأَبَّطُونَ فِي كَذَا إِلَّا النَّارَ

قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تُعْطِيهِمْ قَالَ إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَوْ أَبْخَلَ وَإِنِّي لَسْتُ بِبَخِيلٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لي الْبُخْل

ص: 123

277 -

حَدثنَا حَمَّاد بن الْحُسَيْن الْوراق نَا حبَان بن هِلَال نَا سليم بن حَيَّان نَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْتَاعُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَإِنْ بَخِلَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُعْطي مَاله للنَّاس فليبدأ بِنَفسِهِ فليتصدق عَلَى نَفْسِهِ فَلْيَأْكُلْ وَلْيَكْتَسِ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ

ص: 124

278 -

حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عمر قَالَ

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ فَقَالَ مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ أُعْطِيكَ وَلَكِنِ اسْتَقْرِضْ عَلَيْنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ فَنُعْطِيَكَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَلَّفَكَ اللَّهُ هَذَا أَعْطِ مَا عِنْدَكَ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فَلَا تَكَلَّفْ

قَالَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَ عُمَرَ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَعْطِ وَلَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا

قَالَ فَتَبَسَّمَ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بِهَذَا أُمِرْتُ

ص: 124

279 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا سعيد بن مَنْصُور نَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ

مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَقَالَ لَا

قَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ إِمَّا أَنْ يُعْطِيَ وَإِمَّا أَنْ يَسْكُتَ

ص: 124

280 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الْجَزرِي نَا معقل بن عبيد الله الْجَزرِي دثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ كَانَ يُقَالُ

إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَجَعَلَ أَرْزَاقَهُمْ بِأَيْدِي سُمَحَائِهِمْ

ص: 125

281 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُعَاوِيَة الْعُتْبِي بِمصْر نَا مُوسَى بن مُحَمَّد نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَا نَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

اطْلُبُوا الْفَضْلَ عِنْدَ الرُّحَمَاءِ مِنْ أُمَّتِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنَّ فِيهِمْ رَحْمَتِي وَلَا تَطْلُبُوا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبهم فَإِنَّهُم ينتظرون سخطي

ص: 125

282 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ نَا مُحَمَّد بن عبيد الله السراج نَا الْمُبَارك بن عبد الْخَالِق الْمدنِي نَا سعيد بن مُحَمَّد الْمدنِي نَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أَقِيلُوا السَّخِيَّ زَلَّتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ

ص: 125

283 -

حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر الضَّرِير نَا عبيد الله بن عمر القواريري نَا حَكِيم بن خذام عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

أَنَا أَبُو الْقَاسِم الله يُعْطي وَأَنا أقسم

ص: 125

284 -

حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا مُحَمَّد بن عرْعرة دثني سُكَيْنٌ أَبُو سِرَاجٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

لَا يَسْتَكْمِلُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ

قُلْتُ وَمَا هُنَّ قَالَ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَبَذْلُ السَّلَامِ

ص: 126

285 -

حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا يزِيد بن هَارُون أَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا وَأَنَا مُقَاسِمُكَ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ فَأَنَا مُطَلِّقٌ إِحْدَاهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا فَقَالَ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ

ص: 126

286 -

حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة الْعَبْدي أَنا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ

انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ هُمُ الأخسرون وَرب الْكَعْبَة قلت مَالِي لعَلي أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأمي فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا فحتى بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ

ص: 126

287 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الزِّنَّادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 126

إِن الله تَعَالَى يَقُول أَنْفقُوا أنْفق عَلَيْكُم

ص: 127

288 -

حَدثنَا صَالح بن أَحْمد يَعْنِي ابْن حَنْبَل دثني أبي نَا روح بن عبَادَة نَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ

أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الله بَاعَ أَرضًا لَهُ بِسبع مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَبَاتَ لَيْلَةً عِنْدَهُ ذَلِكَ الْمَالُ فَبَاتَ أرقا من فخامة ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى أَصْبَحَ فَفَرَّقَهُ

ص: 127

289 -

حَدثنَا يَمُوت بن المزرع نَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ

كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَاقِفًا بِبَابِ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيِّ فِي الكرج فِي نَاس من الشُّعَرَاء والمسترفدين قد اتخذنا ظُهُورَ دَوَابِّنَا مَسَاطِبَ نُطَالِبُ بِالْإِذْنِ لَنَا عَلَيْهِ إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ الْأَمِير يقْرَأ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَيَقُولُ إِنَّهُ لَا شَيْءَ لَكُمْ عِنْدَنَا فَانْصَرِفُوا فَوَرَدَ عَلَيْنَا جَوَابٌ لَا نَحِيرُ مَعَه جَوَابًا فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ غُلَامٌ آخَرُ فَقَالَ ادْخُلُوا فَدَخَلْنَا فَأَلْفَيْنَاهُ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ ينكت بخيزرانة بِيَدِهِ الْأَرْضَ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ وَأَشَارَ إِلَيْنَا فَجَلَسْنَا فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَجَبْتُكُمْ بِالْجَوَابِ عَلَى لِسَانِ الْخَادِمِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ ضِيقَةٍ قَدْ عَلِمَهَا

ص: 127

اللَّهُ وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْخَادِمُ بِالْجَوَابِ إِلَيْكُمْ ذكرت بَيْتا وَهُوَ قَول الشَّاعِر من // الوافر //

(وَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ عَلَيْكَ دَيْنًا

فَزِدْ رَقْمِ دَيْنِكَ وَاقْضِ دَيْنِي)

وَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ فِي رقم ديني ولأقضين ديونكم يَا غُلَام أحضرني تجار الكرج فَحَضَرُوا فَعَامَلَهُمْ عَلَى مَالٍ أَرْضَانَا بِهِ عَنْ آخِرنَا

ص: 128

290 -

أَنْشدني إِبْرَاهِيم بن الْمُغلس الْيَشْكُرِي من // الطَّوِيل //

(يَقُولُ رِجَالٌ قَدْ جَمَعْتَ دَرَاهِمًا

وَكَيْفَ وَلَمْ أُخْلَقْ لِجَمْعِ الدَّرَاهِمِ)

(أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ دَرَاهِمِي

بِذَا الدَّهْرِ نَهْبًا فِي صديق وغارم)

(وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَامِعٌ أَوْ مُضَيِّعٌ

وَذُو تَعب يَسْعَى لَآخَرَ نَائِمِ)

(يَلُومُ أُنَاسٌ فِي الْمَكَارِمِ وَالْعُلَى

وَمَا جَاهِلٌ فِي أَمْرِهِ مِثْلَ عَالِمِ)

(لَقَدْ أَمِنَتْ مِنِّي الدَّرَاهِمُ جَمْعَهَا

كَمَا أَمِنَ الْأَضْيَافُ مِنْ بُخْلِ حَاتِمٍ)

ص: 128

291 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ

دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ

ص: 128

أَصبَحت كَمَا قَالَ الشَّاعِر من // الْبَسِيط //

(فَإِنْ تُصِبْكَ مِنَ الْأَيَّامِ جَائِحَة

لَمْ تَبْكِ مِنْكَ عَلَى دُنْيَا وَلَا دِينِ)

قَالَ وَمَا ذَاكَ يَا أَعْرَجُ قَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُفَقِّهُ النَّاسَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ يُطْعِمُ النَّاسَ فَمَا بَقَّيَا لَكَ

فَأَحْفَظَهُ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَى ابْنَيْ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَهُمَا بَدِّدَا عَنِّي جَمْعَكُمَا وَمَنْ ضَوَى إِلَيْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قُلْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ يَقُول لَك ابْنا عَبَّاسٍ وَاللَّهِ مَا يَأْتِينَا مِنَ النَّاسِ غَيْرُ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ طَالِبُ عِلْمٍ وَرَجُلٌ طَالِبُ فَضْلٍ فَأَي هذَيْن نمْنَع

فَأَنْشَأَ أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة يَقُول من // الْبَسِيط //

(لله در اللَّيَالِي كَيفَ تضحكنا

مِنْهَا خُطُوبٌ أَعَاجِيبٌ وَتُبْكِينَا)

(وَمِثْلُ مَا تُحْدِثُ الْأَيَّامُ من غير

وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الدُّنْيَا يُلَهِّينَا)

(كُنَّا نَجِيءُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُقْبِسُنَا

فِقْهًا وَيُكْسِبُنَا أَجْرًا وَيَهْدِينَا)

(وَلَا يَزَالُ عُبَيْدُ اللَّهِ مُتْرَعَةٌ

جِفَانُهُ مُطْعِمًا ضعفى ومسكينا)

(فالبر وَالدِّينُ وَالدُّنْيَا بِدَارِهِمَا

نَنَالُ مِنْهُ الَّذِي نَبْغِي إِذَا شِينَا)

(إِنَّ النَّبِيَّ هُوَ النُّورُ الَّذِي كُشِفَتْ

بِهِ عَمَايَاتُ مَاضِينَا وَبَاقِينَا)

(وَرَهْطُهُ عِصْمَةٌ فِي دِينِنَا وَلَهُمْ

فَضْلٌ عَلَيْنَا وَحَقٌّ وَاجِبٌ فِينَا)

(فَفِيمَ تَمْنَعُنَا مِنْهُمْ وَتَمْنَعَهُمْ

مِنَّا وَتُؤْذِيهِمُ فِينَا وتؤذينا)

ص: 129

292 -

أَنْشدني الْحسن بن أَيُّوب الْعَبْدي من // الوافر //

ص: 129

(وَلَكِنَّ الْكَرِيمَ أَبَا هِشَامٍ

وَفِيُّ الْعَهْدِ مَأْمُونُ الْغُيُوبِ)

(بَطِيءٌ عَنْكَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ

وَطَلَّاعٌ عَلَيْكَ مَعَ الْخُطُوبِ)

ص: 130

293 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ

إِنَّ لِهَذَا الْخَيْرِ خَزَائِنَ وَجُعِلَ لَهُ مَفَاتِيحُ وَمَفَاتِيحُهُ الرِّجَالُ فَطُوبَى لِرَجُلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ وَمِغْلَاقًا لِلشَّرٍّ وَوَيْلٌ لِرَجُلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ وَمِفْتَاحًا لِلشَّرِّ

ص: 130

294 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا خَالِد بن خِدَاش نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيحَ وَإِنَّ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ مِنْ مَفَاتِيحِ الْخَيْرِ

ص: 130

295 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ

مَرِضَ جَعْفَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ فَأَتَاهُ هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ

ص: 130

الْبَجَلِيُّ يَعُودُهُ فَشَكَا إِلَيْهِ دَيْنَهُ وَقَالَ مَا هَهُنَا شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ دَيْنِي فَقَالَ لَهُ هُرَيْمٌ عَلَيَّ دَيْنُكَ قَالَ فَبَرَأَ جَعْفَرٌ مِنْ مَرَضِهِ فَقِيلَ لِهُرَيْمٍ مِنْ أَيْنَ كُنْتَ تَقْضِي دينه قَالَ نَوَيْت أَن أبيع دَاري وأقضي دينه

ص: 131

296 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ نَا هِشَام بن خَالِد الْأَزْرَق أَبُو مَرْوَان نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

أَنَّ هِشَامًا قَضَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَقَالَ لَا تَعُدْ تَدَّانُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

لَا يُلْسَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ

ص: 131

297 -

حَدثنَا أَبُو الْحَارِث مُحَمَّد مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا جحدر بن الْحَارِث الْبكْرِيّ نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 131

الْجَنَّةُ دَارُ الْأَسْخِيَاءِ

ص: 132

298 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا بشر بن آدم نَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي نَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ قَالَ

لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ نَبِيٍّ قَطُّ فِيمَا خَلَا مِنَ الدُّنْيَا أَفْضَلَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَشْجَعَ لِقَاءً وَلَا أَسْمَحَ أَكُفًّا

ص: 132

299 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حُجَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وكرم ضريبته

ص: 132

300 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مَلِيحُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَابِدَ يَقُولُ

يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ مِنَ السَّخَاءِ هَكَذَا

وَحَثَا بِيَدَيْهِ

ص: 132

301 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا يحيى بن بكير دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَذْكُرُ

ص: 132

أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ إِنِّي لَبَخِيلٌ إِنْ كَانَ لِي ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ لَا أُقْرِضُ اللَّهَ تَعَالَى أَحدهَا

ص: 133

302 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس نَا أَبَو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ

جَاءَ سَائِلٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ فَسَأَلَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا سَائِلُ أُرَاهُ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَتُصَلِّي الْخَمْسَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ نَعَمْ

قَالَ حَقٌّ عَلَيْنَا أَنْ نَصِلَكَ قَالَ فَنَزَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ فَطَرَحَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا كَانَ فِي حِفْظٍ مِنَ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ مِنْهُ رقْعَة

ص: 133

303 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ نَا عُبَيْس أَبُو عُبَيْدَة قَالَ

كَانَ الْحَسَنُ إِذَا اشْتَرَى شَيْئًا وَكَانَ فِي ثَمَنِهِ كَسْرٌ جَبَرَهُ لِصَاحِبِهِ قَالَ وَمَرَّ الْحَسَنُ بِقَوْمٍ يَقُولُونَ نَقْصُ دَانِقٍ وَزِيَادَةُ دَانِقٍ فَقَالَ مَا هَذَا لَا دَيْنَ إِلَّا بِمُرُوءَةٍ

ص: 133

304 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نَا إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْقرشِي نَا فَضَالَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ

شَهِدْتُ الْحَسَنَ بَاعَ بغلة لَهُ فَقَالَ لَهُ الْمُشْتَرِي حُطَّ لِي شَيْئًا يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ لَكَ خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَزِيدُكَ قَالَ لَا قَدْ رَضِيتُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ

ص: 134

305 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ

كَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ قَطُّ كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَهُ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يبْق شَيْءٌ تَسَلَّفَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيُعْطُونَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ شَيْءٌ حَلَفُوا لَهُ أَنَّهُ لم يبْق مَعَهم شَيْء فيستسلف مِنْ عُبَيْدَةَ فَيَقُولُ لِأَحَدِهِمْ يَا فُلَانُ أَسْلِفْنِي كَمَا تَعْرِفُ وَأُضَعِّفَ لَكَ كَمَا تَعْلَمُ

فَيُسَلِّفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا وَرُبَّمَا جَاءَهُ السَّائِلُ فَلَا يَجِدُ مَا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَجْهُهُ فَيَقُولُ لِلسَّائِلِ أَبْشِرْ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِخَير قَالَ فيقض اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ عَلَى قَدْرِ صَبْرِهِ وَاحْتِمَالِهِ

ص: 134

306 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عبيد الله بن عمر القواريري نَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين قَالَ

ص: 134

تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ امْرَأَةً فَبَعَثَ إِلَيْهَا بمئة جَارِيَةٍ مَعَ كُلِّ جَارِيَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ

ص: 135

307 -

حَدثنِي أَحْمد بن سهل العسكري نَا مُحَمَّد بن يزِيد الواسي دثني صَدِيقٌ لِي

أَنَّ أَعْرَابِيًّا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ فَقَالَ يَا قَوْمُ أَرَى وُجُوهًا وَضِيئَةً وَأَخْلَاقًا رَضِيَّةً فَإِنْ تَكُنِ الْأَسْمَاءُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ فقد سعدت بكم أمكُم تسموا بِأَبِي أَنْتُمْ قَالَ أَحَدُهُمْ أَنَا عَطِيَّةُ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا كَرَامَةُ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا عَبْدُ الْوَاسِعِ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا فَضِيلَةُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ من // الْكَامِل //

(كَرَمٌ وَبَذْلٌ وَاسِعٌ وَعَطِيَّةٌ

لَا أَيْنَ أَذْهَبُ أَنْتُمُ عَيْنُ الْكَرَمْ)

(مَنْ كَانَ بَيْنَ فَضِيلَة وكرامة

لَا ريب فِيهِ فقد فقا عَيْنَ الْعَدَمْ)

قَالَ فَكَسَوْهُ وَأَحْسَنُوا إِلَيْهِ وَانْصَرَفَ شاكرا

ص: 135

308 -

حَدثنِي أخي أَحْمد بن جَعْفَر نَا الْحسن بن عَرَفَة نَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

إِنَّ السَّخِيَّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ من النَّار

ص: 135

309 -

حَدثنَا أَبُو مَنْصُور وَهُوَ نصر بن دَاوُد الخلنجي نَا يحيى بن أَيُّوب نَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ

ص: 135

كَانُوا يَكْرَهُونَ أَخْلَاقَ التُّجَّارِ وَنَظَرَهُمْ فِي مَدَاقِّ الْأُمُور وَكَانُوا يحبونَ أَن يُقَال فِيهِ غَفلَة السَّادة

ص: 136

310 -

حَدثنَا عَليّ بن الْأَعرَابِي نَا عَليّ بن عَمْرو وَقَالَ

نَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَنْزِلًا مُنْصَرَفَهُ مِنَ الشَّامِ نَحْوَ الْحِجَازِ فَطَلَبَ غِلْمَانُهُ طَعَامًا فَلَمْ يَجِدُوا فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ مَا يَكْفِيهِمْ لِأَنَّهُ كَانَ مَرَّ بِهِ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ فَأَتَوْا عَلَى مَا فِيهِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِوَكِيلِهِ اذْهَبْ فِي هَذِه الْبَريَّة فلعلك أَنْ تَجِدَ رَاعِيًا أَوْ تَجِدَ أَخْبِيَةً فِيهَا لَبَنٌ أَوْ طَعَامٌ فَمَضَى الْقَيِّمُ وَمَعَهُ غِلْمَانُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَدَفَعُوا إِلَى عَجُوزٍ فِي خِبَاءٍ فَقَالُوا هَلْ عِنْدَكِ مِنْ طَعَامٍ نَبْتَاعَهُ مِنْكِ قَالَت أما طَعَام أبيعه فَلَا وَلَكِن عِنْدِي مَا إِلَيْهِ حَاجَةٌ لِي وَلِبَنِيِّ قَالُوا وَأَيْنَ بَنُوكِ قَالَتْ فِي رَعْيٍ لَهُمْ وَهَذَا أَوَانُ أَوْبَتِهِمْ قَالُوا فَمَا أَعْدَدْتِ لَكِ وَلَهُمْ قَالَتْ خُبْزَةً وَهِيَ تَحْتَ مَلَّتِهَا أَنْتَظِرُ بِهَا أَنْ يَجِيئُوا قَالُوا فَمَا هُوَ غَيْرُ ذَلِكَ قَالَتْ لَا

قَالُوا فَجُودِي لَنَا بِنِصْفِهَا قَالَتْ أَمَّا النِّصْفُ فَلَا أَجود بهَا وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتُمُ الْكُلَّ فَشَأْنُكُمْ بِهَا قَالُوا وَلم تَمْنَعِينَ النِّصْفَ وَتَجُودِينَ بِالْكُلِّ قَالَتْ لِأَنَّ إِعْطَاءَ الشّطْر نقيصة وَإِعْطَاء الْكل فَضِيلَة فَأَنا أَمْنَعُ مَا يَضَعُنِي وَأَمْنَحُ مَا يَرْفَعُنِي فَأَخَذُوا الْمَلَّةَ وَلَمْ تَسْأَلْهُمْ مَنْ هُمْ وَلَا مِنْ أَيْن جاؤوا فَلَمَّا أَتَوْا بِهَا عُبَيْدَ اللَّهِ وَأَخْبَرُوهُ بِقِصَّةِ الْعَجُوزِ عَجِبَ وَقَالَ ارْجِعُوا

ص: 136

إِلَيْهَا فاحملوها إِلَيّ السَّاعَة السَّاعَة فَرَجَعُوا فَقَالُوا انْطَلِقِي نَحْوَ صَاحِبِنَا فَإِنَّهُ يُرِيدُكِ قَالَتْ وَمَنْ هُوَ صَاحبكُم أَصْحَبهُ الله السَّلَامَةَ قَالُوا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَتْ مَا أَعْرِفُ هَذَا الِاسْمَ فَمَنْ بَعْدَ الْعَبَّاسِ قَالُوا الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ هَذَا وَأَبِيكُمُ الشَّرَفُ الْعَالِي ذِرْوَتُهُ الرَّفِيعُ عِمَادُهُ هِيهِ أَبُو هَذَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا نَعَمْ قَالَتْ عَمٌّ قَرِيبٌ أَمْ عَمٌّ بَعِيدٌ قَالُوا عَمٌّ هُوَ صِنْوُ أَبِيهِ وَهُوَ عَصَبَتُهُ قَالَتْ وَيُرِيدُ مَاذَا قَالُوا يُرِيدُ مُكَافَأَتَكِ وَبِرَّكَ قَالَتْ عَلَامَ قَالُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْكِ

قَالَتْ أَوْهِ لَقَدْ أَفْسَدَ الْهَاشِمِيُّ بَعْضَ مَا أَثَّلَ لَهُ ابْنُ عَمِّهِ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مَا فَعَلْتُ مَعْرُوفًا مَا أَخَذْتُ بِذَنَبِهِ فَكَيْفَ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يَجِبُ عَلَى الْخَلْقِ أَنْ يُشَارك بَعضهم فِيهِ بَعْضًا

قَالَ فَانْطَلِقِي فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرَاكِ قَالَتْ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْكُمْ وَعِيدٌ مَا أَجِدُ نَفْسِي تَسْخُو بالحركة مَعَه قَالُوا فَأَنت بِالْخِيَارِ إِن بدا لَك شَيْء بَين أَخذه أَو تَركه قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذْ كَانَ هَذَا أَوَّلَهُ قَالُوا فَلَا بُدَّ من أَن تنطلقي إِلَيْهِ

قَالَت فَإِنِّي أَنْهَضُ عَلَى كُرْهٍ إِلَّا لِوَاحِدَةٍ قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَتْ أَرَى وَجْهًا هُوَ جَنَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ ثُمَّ قَامَتْ فَحَمَلُوهَا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّهِ فَلَمَّا صَارَتْ إِلَيْهِ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ فَرَدَّ عليها السلام وَقرب مجلسها وَقَالَ مِمَّن أَنْت فَقَالَت أَنا من كلب قَالَ فَكَيْفَ حَالُكِ قَالَتْ أَجِدُ الْقَائِتَ وَأَسْتَمْرِيهِ وَأَهْجَعُ أَكْثَرَ اللَّيْلِ وَأَرَى قُرَّةَ الْعَيْنِ مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ وَكَنَّةٍ رَضِيَّةٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْء

ص: 137

إِلَّا وَقد وجدته وأخذته وَإِنَّمَا أنتطر أَنْ يَأْخُذَنِي قَالَ مَا أَعْجَبَ أَمَرَكِ كُلَّهُ قَالَتْ قِفْنِي عَلَى أَوَّلِ عَجَبِهِ قَالَ بَذْلُكِ لنا مَا كَانَ فِي حواك فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى الْقَيِّمِ فَقَالَتْ هَذَا مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَا قَالَتْ لَكَ فَأَخْبَرَهُ فَازْدَادَ تَعَجُّبًا وَقَالَ خَبِّرِينِي فَمَا ادَّخَرْتِ لِبَنِيكِ إِذَا انْصَرَفُوا قَالَتْ مَا قَالَ حَاتِم طَيئ من // الْكَامِل //

(وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطُّوَى وَأَظَلُّهُ

حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ الْمَأْكَلِ)

فَازْدَادَ مِنْهَا عُبَيْدُ اللَّهِ تَعَجُّبًا وَقَالَ أَرَأَيْتِ لَوِ انْصَرَفَ بَنُوكِ وَهُمْ جِيَاعٌ وَلَا شَيْءَ عِنْدَكِ مَا كُنْتِ تَصْنَعِينَ بِهِمْ قَالَتْ يَا هَذَا لَقَدْ عَظُمَتْ هَذِه الخبزة عنْدك وَفِي عَيْنك حَتَّى أَنْ صِرْتَ لَتُكْثِرُ فِيهَا مَقَالَكَ وَتَشْغَلُ بذكرها بالك اله عَن هَذِه وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ يُفْسِدُ النَّفْسَ وَيُؤَثِّرُ فِي الْحِسِّ فَازْدَادَ تَعَجُّبًا ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ انْطَلِقْ إِلَى فِتْيَانِهَا فَإِذَا أَقْبَلَ بَنُوهَا فَجِئْنِي بِهِمْ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَأْتُونَكَ إِلَّا بِشَرِيطَةٍ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَتْ لَا تَذْكُرْ لَهُمْ مَا ذَكَرْتَهُ لِي فَإِنَّهُمْ شَبَابٌ أَحْدَاثٌ تُحْرِجُهُمُ الْكَلِمَةُ وَلَا آمَنُ بَوَادِرَهُمْ إِلَيْكَ وَأَنْتَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الرَّفِيعِ وَالشَّرَفِ الْعَالِي فَإِذَا نَحْنُ مِنْ شَرّ الْعَرَب جورا فَازْدَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ تَعَجُّبًا وَقَالَ لَهَا سَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتِ بِهِ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ لِلْغُلَامِ انْطَلِقْ فَاقْعُدْ بِحِذَاءِ الْخِبَاءِ الَّذِي رَأَيْتَنِي فِي ظِلِّهِ فَإِذَا أَقْبَلَ ثَلَاثَةٌ أَحَدُهُمْ دَائِمُ الطَّرْفِ نَحْوَ الْأَرْضِ قَلِيلُ الْحَرَكَةِ كَثِيرُ السُّكُونِ فَذَاكَ الَّذِي إِذَا خَاصَمَ أَفْصَحَ وَإِذَا طَلَبَ أَنْجَحَ وَالْآخَرُ دَائِمُ النَّظَرِ كَثِيرُ الْحَذَرِ لَهُ أُبَّهَةٌ قَدْ كلمت مِنْ حَسَبِهِ وَأَثَّرَتْ فِي نَسَبِهِ فَذَاكَ الَّذِي إِذَا قَالَ فَعَلَ وَإِذَا ظُلِمَ قَتَلَ

وَالْآخَرُ كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ وَكَأَنَّهُ يَطْلُبُ الْخَلْقَ بِثَأْرٍ فَذَاك الْمَوْت المائت هُوَ وَالله وَالْمَوْت قِسْمَانِ

فَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ سَلَامِي وَقُلْ

ص: 138

لَهُمْ تَقُولُ لَكُمْ وَالِدَتُكُمْ لَا يُحْدِثَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَمْرًا حَتَّى تَأْتُوهَا

فَانْطَلَقَ الْغُلَامُ فَلَمَّا جَاءَ الْفتية أخْبرهُم

فَمَا قَعَدَ قَائِمُهُمْ وَلَا شَدَّ جَمْعُهُمْ حَتَّى تَقَدَّمُوا سِرَاعًا فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَأَوْا أُمَّهُمْ سَلَّمُوا فَأَدْنَاهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنْ مَجْلِسِهِ وَقَالَ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكُمْ وَلَا إِلَى أُمِّكُمْ لِمَا تَكْرَهُونَ

قَالُوا فَمَا بَعْدَ هَذَا قَالَ أُحِبُّ أَنْ أُصْلِحَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَأُلِمَّ مِنْ شَعَثِكُمْ

قَالُوا إِنَّ هَذَا قَلَّ مَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ سُؤَالٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ لِفِعْلٍ قَدِيمٍ

قَالَ مَا هُوَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ جَاوَرَتُكُمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَطَرَ بِبَالِي أَنْ أَضَعَ بَعْضَ مَالِي فِيمَا يُحِبُّ الله قَالُوا يَا هَذَا إِنَّ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ لَا يَجِبُ لَنَا إِذْ كُنَّا فِي خَفْضٍ مِنَ الْعَيْشِ وَكِفَافٍ مِنَ الرِّزْقِ فَإِنْ كُنْتَ هَذَا أَرَدْتَ فَوَجِّهْهُ نَحْوَ مَنْ يَسْتَحِقُّهُ وَإِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ النَّوَالَ مُبْتَدِئًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُ سُؤَالٌ فَمَعْرُوفُكَ مَشْكُورٌ وَبِرُّكَ مَقْبُولٌ فَأَمَرَ لَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَعِشْرِينَ نَاقَةً وَحَوَّلَ أَثْقَالَهُ إِلَى الْبِغَالِ وَالدَّوَابِّ وَقَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِيَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ مَنْ يُشْبِهُ هَذِهِ الْعَجُوزَ وَهَؤُلَاءِ الْفِتْيَانَ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ لِفِتْيَانِهَا لِيَقُلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ فِي هَذَا الشَّرِيفِ وَلَعَلَيَّ أَنْ أُعِينَكُمْ

فَقَالَ الْكَبِيرُ من // المتقارب //

(شَهِدْتُ عَلَيْكَ بِطِيبِ الْكَلَامِ

وَطِيبِ الْفِعَالِ وَطِيبِ الْخَبَرْ)

وَقَالَ الْأَوْسَطُ

(تَبَرَّعْتَ بِالْجُودِ قَبْلَ السُّؤَالِ

فِعَالَ كَرِيمٍ عَظِيمِ الْخَطَرْ)

وَقَالَ الْأَصْغَرُ

(وَحُقَّ لِمَنْ كَانَ ذَا فِعْلَهُ

بِأَنْ يَسْتَرِقَّ رِقَاب الْبشر)

ص: 139

وَقَالَتِ الْعَجُوزُ

(فَعَمَّرَكَ اللَّهُ مِنْ مَاجِدٍ

وَوُقِّيتَ سوء الردى والحذر)

قَالَ الخرائطي وناه أَيْضًا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبْعِيُّ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ

نَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً

ص: 140

311 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا أبي نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ عَن عَليّ قَالَ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ قَالَ نَعَمْ

وَإِذَا أَرَادَ أَنْ لَا يَفْعَلَهُ سَكَتَ وَكَانَ لَا يَقُولُ لِشَيْءٍ لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ثمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ النَّبِي سَلْ كَهَيْئَةِ الْمُنْتَهِرِ لَهُ سَلْ مَا شِئْتَ يَا أَعْرَابِي فغبطناه وَقُلْنَا الْآن يسْأَله الْجنَّة فَقَالَ أَسْأَلُكَ رَاحِلَةً قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَكَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ سَلْ قَالَ وَرَحْلَهَا

قَالَ لَكَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ سَلْ قَالَ أَسأَلك زادا

قَالَ وَذَاكَ لَكَ قَالَ فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطُوا الْأَعْرَابِيَّ مَا سَأَلَ قَالَ فَأُعْطِيَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمْ بَيْنَ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ وَعَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُوسَى لَمَّا أُمِرَ أَنْ يَقْطَعَ الْبَحْرَ فَانْتَهَى إِلَيْهِ ضَرَبَ وجُوهَ الدَّوَابِّ فَرَجَعَتْ فَقَالَ مُوسَى مَالِي يَا رَبِّ قَالَ إِنَّكَ عِنْدَ قَبْرِ يُوسُفَ فَاحْمِلْ عِظَامَهُ مَعَكَ قَالَ وَقَدِ اسْتَوَى الْقَبْرُ بِالْأَرْضِ فَجَعَلَ مُوسَى لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ فَسَأَلَ هَلْ يَدْرِي أَحَدٌ مِنْكُمْ أَيْنَ هُوَ فَقَالُوا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ فَعَجُوزُ بَنِي فُلَانٍ لَعَلَّهَا تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى فَانْتَهَى إِلَيْهَا الرَّسُولُ قَالَتْ مَالَكُمْ قَالُوا انْطَلِقِي إِلَى مُوسَى فَلَمَّا

ص: 140

أَتَتْهُ قَالَ لَهَا تَعْلَمِينَ أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ قَالَتْ نَعَمْ

قَالَ فَدُلِّينَا عَلَيْهِ

قَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ قَالَ لَهَا لَكِ ذَلِكَ قَالَتْ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الدَّرَجَةِ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا فِي الْجَنَّةِ

قَالَ سَلِي الْجَنَّةَ

قَالَتْ لَا وَاللَّهِ لَا أَرْضَى إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَجَعَلَ مُوسَى يُرَادُّهَا قَالَ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يَنْقُصُكَ شَيْئًا فَأَعْطَاهَا وَدَلَّتْهُ عَلَى الْقَبْرِ فَأَخْرَجُوا الْعِظَامَ وجاوزوا الْبَحْر

ص: 141

312 -

حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الربعِي نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ مِلْحَانَ بْنِ عَرْكِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده جليس بن زِيَاد وَكَانَ قَدْ خَلَفَ عَلَى النُّوَارِ امْرَأَةِ حَاتِمٍ وَكَانَ لَهَا مِنْ حَاتِمٍ عَدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا حَاتِمٍ وَسِفَّانَةُ بِنْتُ حَاتِمٍ قَالَ إِسْحَاقُ وَزَعَمَ غير الْهَيْثَم أَن عديا أمه ماوية بنت عَفْزَرَ

قَالَ الْهَيْثَمُ قَالَ مِلْحَانُ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ

قُلْتُ لِلنُّوَارِ أَيْ أُمَّهْ حدثينا بِبَعْض أَمر حَاتِم

قَالَت كل أمره كَانَ عَجَبًا وَلَأُخْبِرَنَّكُمْ عَنْهُ بِعَجَبٍ أَصَابَتْنَا سَنَةٌ اقْشَعَرَّتْ لَهَا الْأَرْضُ وَاغْبَرَّ لَهَا أُفُقُ السَّمَاءِ وراحت الْإِبِل حدبا حدابير وضنت المراضع على أَوْلَادهَا وحلقت السَّنَةُ الْمَالَ وَأَيْقَنَّا أَنَّهَا الْهَلَاكُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي لَيْلَةٍ صَنْبَرَةٍ بَعِيدَةٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ إِذْ تضاغى أصيبيتنا عَبْدُ اللَّهِ وَعَدِيُّ وَسِفَّانَةُ فَقَامَ إِلَى الصَّبِيَّيْنِ وَقُمْتُ إِلَى الصَّبِيَّةِ فَوَاللَّهِ مَا سَكَتُوا إِلَّا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ

ص: 141

اللَّيْلِ قَالَتْ ثُمَّ بَسَطْنَا قَطِيفَةً لَنَا شَامِيَّةً ذَات خمل فأنمنا الأصيبية عَلَيْهَا ونمت أَنا وَهُوَ حُجْرَةٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعِلُّنِي الْحَدِيثَ فَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ فَتَنَاوَمْتُ وَمَا يَأْتِينِي نَوْمٌ فَقَالَ مَالهَا أَنَامَتْ فَسَكَتُّ فَلَمَّا تَهَوَّرَتِ النُّجُومُ وَادْلَهَمَّ اللَّيْلُ وسكتت الْأَصْوَاتُ وَهَدَأَتِ الرِّجْلُ إِذَا شَيْءٌ قَدْ رَفَعَ كسر الْبَيْت تَعْنِي مُؤَخَّرَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالَتْ جَارَتُكَ فُلَانَةُ قَالَ وَيلك مَالك قَالَت الشَّرّ أَتَيْتُك من عِنْد أصيبية يَتَعَاوَوْنَ تَعَاوِيَ الذِّئَابِ مِنَ الْجُوعِ فَمَا وَجَدْتُ عَلَى أَحَدٍ مُعَوَّلًا إِلَّا عَلَيْكَ يَا أَبَا عَدِيٍّ

قَالَ أَعْجِلِيهِمْ قَالَتْ فَهَبَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَاذَا صنعت فوَاللَّه لقد تضاغى أصيبيتك من الْجُوع فَمَا أصبت مَا نعللهم بِهِ إِلَّا بِالنَّوْمِ وَتَأْتِينَا هَذِهِ الْآنَ وَأَوْلَادُهَا قَالَ اسْكُتِي فَوَاللَّهِ لَأُشْبِعَنَّكِ وَإِيَّاهُمْ

وَجَعَلْتُ أَقُولُ وَمِنْ أَيْنَ فَوَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ شَيْئًا فَأَقْبَلَتِ الْمَرْأَة تحمل اثْنَيْنِ وَيَمْشي جانبيها أَرْبَعَةٌ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ حَوْلَهَا رِئَالُهَا فَقَامَ إِلَى فرسه حلاب فَوَجَأَ لَبَّتَهُ بِمُدْيَتِهِ فَخَرَّ ثُمَّ قَدَحَ زَنْدَهُ وَجمع حَطَبَهُ ثُمَّ كَشَطَ عَنْ جِلْدِهِ وَدَفَعَ الْمُدْيَةَ إِلَى الْمَرْأَة ثمَّ قَالَ ابغني صِبْيَانَكِ فَبَغَيْتُهُمْ فَاجْتَمَعْنَا جَمِيعًا عَلَى اللَّحْمِ فَقَالَ حَاتِم سوءة تَأْكُلُونَ دون أهل الصرم قَالَ فَجَعَلَ يَأْتِي بَيْتًا بَيْتًا وَيَقُولُ يَا هَؤُلَاءِ هبوا وَعَلَيْكُمُ النَّارَ قَالَتْ فَاجْتَمَعُوا وَالْتَفَعَ بِثَوْبِهِ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْنَا لَا وَاللَّهِ مَا ذَاقَ مِنْهُ مُزْعَةً وَإِنَّهُ لَأَحْوَجُهُمْ إِلَيْهِ ثُمَّ أَصْبَحْنَا وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُ إِلَّا عَظْمٌ أَوْ

ص: 142

حافر فَأَنْشَأَ حَاتِم يَقُول من // الْبَسِيط //

(مَهْلًا نُوَارُ أَقِلِّي اللَّوْمَ وَالْعَذْلَا

وَلَا تَقُولِي لِشَيْءٍ فَاتَ مَا فَعَلَا)

ص: 143

313 -

حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا عبد الرَّحْمَن بن يحيى العذري نَا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِبُ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ الْمُحَرَّرِ بْنِ الْوَلِيدِ وَالْوَلِيدُ مَوْلًى لِأَبِي هُرَيْرَة عَن مُحرز مولى أبي هُرَيْرَة عَن مُحَرر بن أبي هُرَيْرَة قَالَ

مَرَّ نَفَرٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِقَبْرِ حَاتِمِ طَيِّئٍ فَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنْهُ فَقَامَ إِلَيْهِ بَعضهم فَجعل يرْكض قَبره بِرجلِهِ وَيَقُول أَبَا الْجَعْرَاءِ أَقْرِنَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ مَا تخاطب من رمة قد بليت وأجنهم اللَّيْلُ فَنَوَّمُوا فَقَامَ صَاحِبُ الْقَوْلِ فَزِعًا فَقَالَ يَا قَوْمِ عَلَيْكُمْ مَطِيَّكُمْ فَإِنَّ حَاتِمًا أَتَانِي فِي النّوم فأنشدني شعرًا وَقد حفظته يَقُول من // المتقارب //

(أَبَا خَيْبَرِيٍّ وَأَنْتَ امْرُؤٌ

ظَلُومُ الْعَشِيرَةِ شَتَّامُهَا)

(أَتَيْتَ بِصَحْبِكَ تَبْغِي الْقِرَى

لَدَى حُفْرَةٍ صَخِبٍ هَامُهَا)

(تَبْغِي لِيَ الذَّنْبَ عِنْدَ الْمَبِيتِ

وَحَوْلَكَ طَيُّ وَأَنْعَامُهَا)

(فَإِنَّا سَنُشْبِعُ أَضْيَافَنَا

وَنَأْتِي الْمطِي فنعتامها)

ص: 143

قَالَ وَإِذَا نَاقَةُ صَاحِبِ الْقَوْلِ تَكُوسُ عَقِيرًا فنحروها وَبَاتُوا يشوون ويأكلون وَقَالُوا قد وَالله أَضَافَنَا حَاتِمٌ حَيًّا وَمَيِّتًا

قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ عَنْ يَاسِرِ بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ

حَقَّقَ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ الْعَرَبِ قَوْلُ ابْنِ دَارَةَ الْغَطَفَانِيِّ وَأَتَى عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ لِيَمْتَدِحَهُ فَقَالَ لَهُ أخْبرك بِمَالِي فَإِنْ رَضِيتَ فَقُلْ قَالَ وَمَا مَالُكَ قَالَ مئتا ضائنة وَعبد وَأمة وَفرس وَسلَاح فَذَاك كُلُّهُ لَكَ إِلَّا الْفَرَسَ وَالسِّلَاحَ فَإِنَّهُمَا فِي سَبِيل الله قَالَ قَدْ رَضِيتُ قَالَ فَقُلْ فَقَالَ ابْنُ دارة من // الطَّوِيل //

(أَبُوكَ أَبُو سِفَّانَةَ الْخَيْرِ لَمْ يَزَلْ

لَدُنْ شَبَّ حَتَّى مَاتَ فِي الْخَيْرِ رَاغِبَا)

(بِهِ نضرب الْأَمْثَالُ فِي الشِّعْرِ مَيِّتًا

وَكَانَ لَهُ إِذْ كَانَ حَيًّا مُصَاحِبَا)

(قَرَى قَبْرُهُ الْأَضْيَافَ إِذْ نَزَلُوا بِهِ

وَلَمْ يَقْرِ قَبْرٌ قَبْلَهُ الدَّهْرَ رَاكِبَا)

وَأَصْبَحَ الْقَوْمُ وَأَرْدَفُوا صَاحِبَهُمْ وَسَارُوا فَإِذَا رَجُلٌ يُنَوِّهُ بِهِمْ رَاكِبًا عَلَى جَمَلٍ يَقُودُ آخَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَبُو الْخَيْبَرِيِّ قَالَ أَنَا قَالَ إِنَّ حَاتِمًا أَتَانِي فِي النَّوْمِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَى أَصْحَابَكَ نَاقَتَكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَكَ وَهَذَا بَعِيرٌ فَخُذْهُ

فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ

ص: 144

314 -

حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الربعِي نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم دثني حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ وَمَشْيَخَةٌ مِنْ مَشْيَخَةِ طَيِّئٍ قَالُوا

كَانَتْ غَنِيَّةُ بِنْتُ عَفِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ أُمُّ حَاتِمِ طَيِّئٍ وَهُوَ حَاتِمُ

ص: 144

ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا سَخَاءً وَجُودًا وَكَانَ إِخْوَتُهَا يَمْنَعُونَهَا فَتَأْبَى وَكَانَتِ امْرَأَةً مُوسِرَةً فَحَبَسُوهَا فِي بَيْتٍ سَنَةً يُطْعِمُونَهَا قُوتَهَا لَعَلَّهَا تَكُفُّ عَمَّا تَصْنَعُ ثُمَّ أَخْرَجُوهَا بَعْدَ سَنَةٍ وَقد ظنُّوا أَنَّهَا تَرَكَتْ ذَلِكَ الْخُلُقَ فَدَفَعُوا إِلَيْهَا صِرْمَةً مِنْ مَالِهَا وَقَالُوا اسْتَمْتِعِي بِهَا

فَأَتَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ هوازان وَكَانَتْ تَغْشَاهَا فَسَأَلَتْهَا فَقَالَتْ دُونَكِ هَذِهِ الصِّرْمَةَ فَقَدْ وَاللَّهِ مَسَّنِي مِنَ الْجُوعِ مَا آلَيْتُ أَن لَا أمنع سَائِلًا شَيْئا ثمَّ أنشأت تَقول من // الطَّوِيل //

(لَعَمْرِي لَقِدْمًا عَضَّنِي الْجُوعُ عَضَّةً

فَآلَيْتُ أَن لَا أَمْنَعَ الدَّهْرَ جَائِعًا)

(فَقُولَا لِهَذَا اللَّائِمِي الْيَوْمَ أَعْفِنِي

فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَعُضَّ الْأَصَابِعَا)

(فَمَاذَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَقُولُوا لِأُخْتِكُمْ

سِوَى عَذْلِكُمْ أَوْ مَنْعِ مَنْ كَانَ مَانِعَا)

(وَمَهْمَا تَرَوْنَ الْيَوْم إِلَّا طبيعة

فَكيف بتركي يَا بن أم الطبائعا)

ص: 145

315 -

أَنْشدني عَليّ بن الْحُسَيْن الوصيفي من // الْبَسِيط //

(لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ

فَلَيْسَ ينقصها التبذير والسرف)

(وَإِن تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أَنْ تَجُودَ بِهَا

فَالْحَمْدُ مِنْهَا إِذا مَا أَدْبَرَتْ خَلَفُ)

ص: 145

316 -

أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب من // الوافر //

(سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّا

وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا)

(مِرَارًا مَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلَّا

تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الْوِسَادَا)

ص: 145

317 -

أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب أَيْضا من // الْكَامِل //

(لَا يَنْكُتُونَ الْأَرْضَ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ

لِتَطَلُّبِ الْحَاجَاتِ بِالْعِيدَانِ)

(بَلْ يَبْسُطُونَ وُجُوهَهُمْ فَتَرَى لَهَا

عِنْد اللِّقَاء كأحسن الألوان)

ص: 145

318 -

وأنشدني عمرَان بن مُوسَى أَيْضا من // الطَّوِيل //

(لَهُ فِي ذَوِي الْمَعْرُوفِ نُعْمَى كَأَنَّهَا

مَوَاقِعُ مَاءِ الْمُزْنِ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ)

ص: 145

(إِذَا مَا أَتَاهُ السَّائِلُونَ تَوَقَّدَتْ

عَلَيْهِ مَصَابِيحُ الطلاقة والبشر)

ص: 146

319 -

سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ

يُرْوَى عَنْ هِنْدِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ

بَلَغَنَا أَنَّ أَسْمَاءَ بْنَ خَارِجَةَ كَانَ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ فَمر بِهِ جوَار يلتقطن البعر فَقَالَ من أَنْتُنَّ فَقُلْنَ لِبَنِي سُلَيْمٍ

فَقَالَ وَاسَوْأَتَاهُ جَوَارِي بَنِي سُلَيْمٍ يَلْتَقِطْنَ الْبَعْرَ عَلَى بَابِي يَا غُلَامُ انْثُرْ عَلَيْهِنَّ الدَّرَاهِمَ فَنَثَرَ عَلَيْهِنَّ وَجَعَلْنَ يلتقطن

ص: 146

320 -

حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي نَا الْحسن بن بشر بن سلم نَا أَبِي عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ

لَمْ أُعَاشِرْ أَحَدًا كَانَ أَرْحَبَ بَاعًا بِالْمَعْرُوفِ مِنْك يَا مُعَاوِيَة

ص: 146

321 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي نَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمنْقري نَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُعَاوِيَةَ لَا يُخْزِينِي اللَّهُ وَلَا يَسُوءُنِي مَا أَبْقَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ أَلْفَ رِقَةٍ وَعُرُوضًا وَأَشْيَاءَ وَقَالَ خُذْهَا فاقسمها فِي أهلك

ص: 146