المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ نزع الخافض من أن وأن في القرآن: - المنصوب على نزع الخافض في القرآن

[إبراهيم بن سليمان البعيمي]

الفصل: ‌ نزع الخافض من أن وأن في القرآن:

لطولهما بالصلة، واختلفوا في محلِّهما بعد الحذف فذهب الخليل والكسائي إلى أنّ محلَّهما جرّ تمسكاً بقوله:

وَما زُرْتُ لَيْلى أنْ تَكونَ حَبيبَةً

إليّ وَلا دَيْنٍ بِها أَنا طالِبُهْ1

بجر دين، وذهب سيبويه والفراء إلى أنهما في موضع نصب وهو الأقيس"2.

1 بيت من الطويل للفرزدق في ديوانه: 1/84، والرواية فيه (سلمى) بدل ليلى، وهو في الكتاب: 3/29، والإنصاف: 395، وتخليص الشواهد:511.

2 شرح الأشموني: 2/92.

ص: 292

المطلب الثاني:‌

‌ نزع الخافض من أنَّ وأن في القرآن:

جاءت آيات كثيرة جداً تحتوي على أحد الحرفين المصدريَّين (أنَّ وأنْ) قال عنها المعربون للقرآن: إنها منزوعة الخافض - ونزع الخافض معهما أمر قياسي عند النحاة -، ولهذا سأكتفي بإيراد أمثلة توضح هذه المسألة دون استقصاء لجميع ما ورد منها في القرآن.

قال تعالى: {وَبَشِّر الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ أنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ} 3.

أي: بأنَّ لهم جنات.

وقال تعالى: {إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحوا بَقَرَةً} 4.

أي بأن تذبحوا بقرة.

وقال تعالى: {أَفَتَطْمَعونَ أَنْ يُّؤْمِنوا لَكُمْ} 5.

أي بأن يؤمنوا لكم.

3 البقرة: 25.

4 البقرة: 67.

5 البقرة: 75.

ص: 292

وقال تعالى: {شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلَهَ إلَاّ هُوَ} 1.

أي: بأنه لا إله إلا هو.

وقال تعالى: {إذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أنْ تَفْشَلا} 2.

أي: بأن تفشلا.

وقال تعالى: {قالوا إنَّ اللهِ عَهِدَ إلَيْنا ألَاّ نُؤْمِنَ لِرَسولٍ} 3.

أي: بألأ نؤمن، أو على تضمين الفعل (عهد) معنى ألزم.

وقال تعالى: {وَتَرْغَبونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} 4.

أي: في أن تنكحوهنَّ، أو عن أن تنكحوهنَّ.

وقال تعالى: {سُبْحانَهُ أَنْ يَّكونَ لَهُ وَلَدٌ} 5.

أي: من أن يكون له ولد.

وقال تعالى: {لَنْ يَّسْتَنْكِفَ المَسيحُ أنْ يَّكونَ عَبْداً للهِ} 6.

أي: من أن يكون عبداً لله، أو عن أن يكون عبداً لله.

وقال تعالى: {وَبَشِّر الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ أنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} 7.

أي: بأنَّ لهم قدم صدق.

1 آل عمران: 18.

2 آل عمران: 122.

3 آل عمران: 183.

4 النساء: 127.

5 النساء: 171.

6 النساء: 172.

7 يونس: 2.

ص: 293