الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي صحيح مسلم، عن سليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان"1. وخرجه غيره وقال فيه: "وقي عذاب القبر".
وخرج الترمذي وأبو داود2، من حديث فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه أيضا وروي من وجوه أخر.
وخرج النسائي من حديث راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة"3.
وروي مجالد عن محمد بن المنتشر عن ربعي عن حذيفة قال: إن في القبر حسابا وفي القيامة حسابا فمن حوسب يوم القيامة عذب.
وروي ابن عجلان عن عون بن عبد الله قال يقال إن العبد إذا أدخل قبره سئل عن صلاته أول شيء يسأل عنه فإن جازت له صلاته نظر فيم سوى ذلك من عمله وإن لم تجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد.
1 أخرجه مسلم "ح 1913".
2 رواه الترمذي "ح 1621" وأبي داود "ح 2500".
3 صحيح: أخرجه النسائي "ح 2052".
فصل: أنواع عذاب القبر
وقد ورد في عذاب القبر أنواع منها:
1-
الضرب إما بمطراق من حديد أو غيره وقد سبق ذلك في أحاديث متعددة.
وروينا من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقيع الغرقد فوقف على قبرين فقال: "أدفنتم ها هنا فلان وفلانة"؟ أو قال فلانا وفلانا؟ قالوا نعم فقال: "قد أقعد فلان الآن يضرب" ثم قال: "والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عرق إلا انقطع،
ولقد تطاير قبره نارا ولقد صرخ صرخة يسمعها الخلائق إلا الثقلين الجن والأنس ولولا تمريج في صدروكم وتزييدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" قالوا يا رسول الله ما ذنبهما قال: "أما فلان فكان لا يستبرئ من البول وأما فلان أو فلانة فكان يأكل لحوم الناس" وفي هذا الإسناد ضعف.
وروى ابن جرير في تفسيره من طريق أسباط عن السدي قال: قال البراء بن عازب إن الكافر إذا وضع في قبره أتته دابة كأن عينيهما قدران من نحاس معها عمود من حديد فتضربه ضربة بين كتفيه فيصيح فلا يسمع صوته أحد إلا لعنه ولا يبقى شيء إلا سمع صوته إلا الثقلين الجن والأنس.
ومن طريق جويبر عن الضحاك قال الكافر إذا وضع في قبره ضرب بمطراق فيصيح صيحة فيسمع صوته كل شيء إلا الثقلين الجن والإنس فلا يسمع صيحته شيء إلا لعنه.
وروي اللالكائي بإسناده عن محمد بن المنكدر قال بلغني أن الله عز وجل يسلط على الكافر في قبره دابة عمياء بيدها سوط من حديد رأسها مثل غرب الجمل تضربه إلى يوم القيامة لا تراه ولا تسمع صوته فترحمه.
2-
ومنها: تسليط الحيات والعقارب وقد سبق ذلك من حديث أبي هريرة.
وروي ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتدرون فيما أنزلت هذه الآية {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} تدرون ما المعيشة الضنك" قالوا الله ورسوله أعلم قال: "عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين قال تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس -وفي رواية- تسعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون" 1 خرجه بقي بن مخلد في مسنده.
وخرجه البزار من وجه آخر عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا أيضا مختصرا.
وخرج ابن منده من طريق أبي حازم عن أبي هريرة وذكر قبض روح المؤمن
1 حسن: أخرجه ابن حبان "ح 782 / زوائد".
والكافر وقال في الكافر: "وتسلط عليه الهوام وهي الحيات فينام كالمنهوس ويفزع" وخرجه مرفوعا أيضا.
وقد روي عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا يلدغونه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ على الأرض ما أنبتت خضراء" 1 خرجه الإمام أحمد وابن حيان في صحيحه من طريق سعيد بن أبي أيوب عن سعيد أبي خلاد بن سليم.
ورواه ابن لهيعة عن دراج مرفوعا أيضا إلا أنه قال: "ضمه القبر".
وخرجه الخلال من طريق سعيد أبي خلاد بن سليم عن دراج أبي السمح عمن حدثه عن أبي سعيد أنهم سألوه عن المعيشة الضنك قال هي معيشة الكافر في قبره ويضيق عليه قبره حتى تداخل الإضلاع بعضها في بعض يتمنى أن لو خرج منها إلى النار وهذا موقوف قد سبق في الباب الثاني من وجه آخر مرفوعا وقد روى بعضه من وجه مرفوعا وموقوفا أيضا.
وروي منصور بن صقير عن حماد بن سلمة عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية {مَعِيشَةً ضَنْكاً} [طه: 124] قال المعيشة الضنك عذاب القبر يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ولا يزال يعذب حتى يبعث خرجه الخلال ومنصور بن صقير فيه ضعيف.
وخالفه آدم بن أبي إياس فرواه عن أبي حازم عن حماد بن سلمة ووقفه.
وكذا رواه الثوري وسليمان بن بلال والدراوردي وغيرهم عن أبي حازم عن النعمان عن أبي سعيد موقوفا أيضا فمنهم من قال أخطأ فيه ابن عيينة كذا قاله أبو زرعة والعلائي وقيل بل أبو سلمة هذا هو النعمان بن أبي عياش قاله أبو حاتم الرازي وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر الخطيب.
وخرج الإمام أحمد من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد، عن
1 ضعيف. أخرجه الترمذي "ح 2460" وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي، أخرجه أحمد "3/38"، وابن حبان "ح 783" وعزاه الهيثمي في المجمع "3/55" لأبي يعلى. وفيه دراج وهو ضعيف.
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يرسل على الكافرين حيتان واحدة من قبل رأسه والأخرى من قبل رجليه يقرصانه قرصا كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة"1.
وخرج ابن أبي الدنيا بإسناده ضعيف عن الحسن2 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرى أحد خارجا من الدنيا شاتما لأحد منهم يعني من أول هذه الأمة إلا سلط الله عليه دابة في قبره تقرص لحمه يجد ألمه إلى يوم القيامة".
وخرج الخلال من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود قال يقال للكافر في قبره ما أنت فيقول لا أدري فيقال لا دريت ثلاثا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويرسل عليه حيات من جوانب قبره تنهشه وتأكله فإذا خرج فصاح قمع بمقمع من نار أو حديد.
وخرجه أبو بكر الآجري وزاد فيه: "ويضرب ضربة يلتهب قبره نارا" وعنده "ويبعث عليه حيات من حيات القبر كأعناق الإبل".
وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الموت بإسناده عن عبيد بن عمير قال يسلط عليه شجاع أقرع فيأكله حتى يأكل أم هامته فهذا أول ما يصيبه من عذاب الله.
وبإسناده عن مسروق قال ما من ميت وهو يزني أو يسرق أو يشرب أو يأتي شيئا من هذه إلا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره.
3-
ومنها رض رأس الميت بحجر وشق شدقه ونحو ذلك.
قد ورد ذلك من حديث سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله قلت ما هذا قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع على هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه قلت من هذا قالا انطلق فانطلقنا إلى نقب مثل
1 حسن: أخرجه أحمد في المسند " / 152" وحسنه الهيثمي في المجمع " 3/55".
2 الحسن لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، ومراسيله شبه الريح كما يقول أهل العلم.
التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا يخرجون فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء فقلت من هذا قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه حجرا رجع كما كان قلت ما هذا قالا لي انطلق فانطلقنا فذكر الحديث وفيه قلت طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت قالا أما الرجل الذي رأيته يشق شدقة فكذاب يحدث بالكذب فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ذلك إلى يوم القيامة، وأما الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه الليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة وأما الذي رأيت في النقب فهم الزناة وأما الذي رأيت في النهر فآكل الربا" وذكر الحديث بطوله، خرجه البخاري1.
وروى هذا أبو خلدة، عن أبي حازم عن سمرة، وفي حديثه قلت فالذي يسبح في الدم قال ذاك صاحب الربا ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة قلت فالذي يشدخ رأسه قال ذاك رجل تعلم القرآن فنام حتى نسيه لا يقرأ منه شيئا كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة ولا يدعونه ينام.
4-
ومنها: تضييق القبر على الميت حتى تختلف فيه أضلاعه وقد سبق ذلك في أحاديث متعددة.
وخرج الخلال بإسناد ضعيف عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الكافر: "يضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه". وقد ورد ما يدل على أن التضييق عام للمؤمن والكافر وصرح بذلك طائفة من العلماء منهم ابن بطة وغيره فروى شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها لنجا منها سعد بن معاذ" وخرجه الإمام أحمد2.
1 أخرجه البخاري "ح 1386".
2 صحيح: أخرجه أحمد "6/55" وجود إسناده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء "4/ 487" وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع.
وقد اختلف على شعبة في إسناده فقيل عنه كما ذكرنا وقيل عن شعبة عن نافع عن إنسان عن عائشة1، وقيل عنه عن سعد عن نافع عن امرأة ابن عمر عن عائشة.
وروي: الثوري عن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالمحفوظ.
وروى ابن لهيعة عن عقيل سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن عائشة بنت سعد عن عائشة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال: "لها تعوذي بالله من عذاب القبر فإنه لو نجا منه أحد لنجا سعد بن معاذ لكنه لم يزد على ضمه".
خرجه الطبراني. ورواية شعبة أفصح.
وخرج الإمام أحمد من حديث محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن حذيقة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شقه فجعل يردد بصره فيه ثم قال: "يضغط المؤمن ضغطة تزول منها حمائله ويملي على الكافر نارا" 2 ومحمد بن جابر هو التالي: ضعيف، وأبو البختري لم يدرك حذيفة.
وخرج النسائي من حديث نافع عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه"3.
وخرجه البزار وقال: روي عن عبيد الله عن نافع مرسلا.
قلت: سبق الإختلاف فيه على سعد بن إبراهيم عن نافع.
1 فهذه الطريقة ضعيفة. لجهالة الراوي عن عائشة. وهي: شعبة عن محمد بن جعفر عن إنسان عن نافع عن عائشة والطريق الصحيح التي ذكرها المؤلف: شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة.
2 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 407" وعلة الضعف ما ذكر المؤلف: محمد بن جابر، والانقطاع بين أبي البخترى وحذيفة.
3 صحيح: أخرجه النسائي طح 2054". وصححه الألباني في صحيح الجامع.
ورواه زيد بن أنيسة عن جابر عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن كنت لأرى لو أن أحدا أعفي من عذاب القبر لعفي منه سعد بن معاذ لقد ضم فيه ضمة".
وخرجه البزار من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر.
وخرج الطبراني من طريق زكريا بن سلام عن سعيد بن مسروق عن أنس قال لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن ثم سرى فقلنا يا رسول الله رأينا منك ما لم نر قال: "ذكرت زينب وضعفها وضغطة القبر لقد هون عليها وهي قد ضغطت ضغطة بلغت الخافقين" وزكريا قيل إنه مجهول وسعيد بن مسروق لم يدرك أنسا فهو منقطع1.
وقد روي من وجه آخر عن أنس من رواية الأعمش عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
وكذا رواه حمزة السكري عن الأعمش والأعمش لم يسمع من أنس عند الأكثرين.
وقيل: عن أبي حمزة عن الأعمش عن سليمان عن أنس.
ورواه سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس.
ورواه حماد بن سلمة عن ثمامة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن صبيا أو صبية فقال: "لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها هذا الصبي" خرجه الخلال والطبراني وقد اختلف فيه على حماد فرواه جماعة عن عثمان مرسلا والمرسل هو الصحيح2، عند أبي حاتم الرازي والدارقطني.
وروي ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي النضر عن زياد مولى ابن عباس عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد على قبر سعد بن معاذ فقال: "لو نجا من ضغطة القبر أحد منه لنجا سعد بن معاذ لقد ضم ضمة ثم فرج عنه" خرجه الطبراني.
1 فالحديث ضعيف: أورده الهيثمي في المجمع " 3/ 47" وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط وضعفه.
2 لكن صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع.
وخرج الإمام أحمد والنسائي من حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد عن معاذ بن رفاعة عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد وهو يدفن "سبحان الله لهذا العبد الصالح الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه".
وخرجه الإمام أحمد من طريق ابن إسحاق حدثني معاذ بن رفاعة عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرج الله عنه"1.
وذكر ابن إسحاق اهتزاز العرش وفتح أبواب السماء عن معاذ بن رفاعة قال حدثني من سألت من رجال قومي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكره في حديث جابر وزاد في إسناد حديث جابر رجلا وقوله أصح من قول يزيد بن الهاد في هذا كله عند كثير من أئمة الحفاظ والله أعلم.
وخرج البيهقي من حديث أبي إسحاق حدثني أمية بن عبد الله أنه سأل بعض أهل سعد ما بلغكم من قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا قالوا ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول"2.
وذكر ابن أبي الدنيا عن محمد بن عبد الله التميمي قال سمعت أبا بكر التميمي شيخا من قريش يقول إن ضمة القبر أنها أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما رد إليها أولادها ضمهم ضمة الوالدة التي غاب فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان الله مطيعا ضمته برأفة ورفق ومن كان لله عاصيا ضمته بعنف سخطا منها عليها لربها.
وروى في كتاب "المحتضرين" بإسناده عن عبد العزيز بن أبي داود عن نافع أنه لما حضرته الوفاة جعل يبكي فقيل ما يبكيك فقال ذكرت سعدا وضغطة القبر.
وروى هناد بن السري عن سعيد بن دينار عن إبراهيم الغنوي عن رجل عن عائشة أنها جنازة صغيرة فبكت فقالت بكيت لهذا الصبي شفقة عليه من ضمة القبر.
1 أخرجه أحمد في المسند "3 /360". والحديث أصله في الصحيحين.
2 ضعفه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية " 4/ 153".
قال هناد: وحدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة قال ما أجير من ضغطة القبر أحد ولا سعد بن معاذ الذي منديل من منديله خير من الدنيا وما فيها. وقال أبو الحسن بن البراء حدثنا محمد بن الصالح حدثنا عمار بن محمد عن ليث عن المنهال عن زاذان عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} قال: "يكسى الكافر في قبره ثوبين من نار"، فذلك قوله سبحانه وتعالى:{وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} غريب منكر.
هل يفتر العذاب عن أهل القبور
وقد قيل: إن العذاب يفتر عن أهل القبور فيما بين النفخين كذا وذكره سعيد بن بشير يدل على ذلك قوله وتعالى {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} [يس: 52] يعني تلك الفترة التي لا عذاب فيها. وورد ذلك مرفوعا خرجه الخلال في كتاب السنة حدثنا إسحاق بن الناسكي حدثنا محمد بن صعب حدثنا روح بن مسافر عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها" وذكر الحديث بطوله، وفي آخره قال:"يعذبون في قبورهم إلى قريب من قيام الساعة ثم ينامون قبل الساعة وهي النومة التي ندموا عليها حيث قالوا {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} [يس: 52] " وهذا إسناد ضعيف، وروح بن مسافر وإسحاق بن خالد ضعيفان جدا.
هل يرفع العذاب في بعض الأوقات عن أهل القبور
وقد يرفع عذاب القبر في بعض الأشهر الشريفة
فقد روي بإسناد ضعيف، عن أنس بن مالك: أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان وكذلك فتنة القبر ترفع عمن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة.
كما خرج الإمام أحمد، والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"1.
1 أخرجه الترمذي "ح 1074". وفيه ربيعة بن سيف، يحسن حديثه، عداما استنكر عليه ولكنه لم يسمع من عبد الله بن عمرو، ولذلك قال الإمام الترمذي عقب الحديث: هذا حديث ليس إسناده بمتصل. ربيعة بن سيف، إنما يروى عن أبي عبد الرحمن الخليلي، عن عبد الله بن عمرو. ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعا من عبد الله بن عمرو" 1. هـ. وأحمد في المسند "2/169" بنفس السند، وضعفه العلامة أحمد شاكر هناك، وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع. ولم يتبين لي وجه التحسن بعد، فهو عندي ضعيف.