الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلوا ركعتين ثم دعوا الله فإذا هم برجل خلاسي قد خرج من قبره ينفض رأسه بين عينيه أثر السجود فقال يا هؤلاء ما أردتم إلى هذا لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني مرارة الموت إلى ساعتي هذه فادعوا الله أن يعيدني كما كنت وهذا إسناد جيد والربيع هذا كوفي ثقة قاله ابن معين لكن قوله ثم أنشأ يحدث إلى آخر القصة إنما هي حكاية عبد الرحمن بن سابط كذا روى ابن عيينة عن الربيع عن عبد الرحمن بن سابط من قوله.
وخرج البزار في مسنده أول الحديث ولم يذكر فيه قصة الرفقة وهي مدرجة في الحديث كما بينا.
فصل: ما شوهد من نعيم أهل القبر
وما شوهد من نعيم القبر وكرامة أهله فكثير أيضا وقد سبق في الباب الأول والرابع بعض ذلك.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الرقة والبكاء" بإسناده عن مسكين بن بكيرة أن ورادا العجلي لما مات فحمل إلى حفرته نزلوا ليدلوه في حفرته فإذا اللحد مفروش بالريحان فأخذ بعضهم من ذلك الريحان فمكث الناس من ذلك فأخذه الأمير وفرق الناس خشية الفتنة ففقده الأمير من منزله لا يدري كيف ذهب.
وروى أبو بكر الخطيب بإسناده عن محمد بن مخلد الدوري الحافظ قال ماتت أمي فنزلت ألحدها فانفرجت لي فرجة عن قبر بقربها فإذا رجل عليه أكفان جدد وعلى صدره طاقة ياسمين طرية فأخذتها فشممتها فإذا هي أزكى من المسك وشمها جماعة كانوا معي ثم رددتها إلى موضعها وسددت الفرجة.
وروى أبو الفرج ابن الجوزي من طريق أبي جعفر السراج عن بعض شيوخه قال كشف قبر بقرب الإمام أحمد وإذا على صدر الميت ريحانة تهتز.
وذكر في "تاريخه"، أن في سنة ست وسبعين ومائتين انفرج تل في أرض البصرة بعرق تل شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض وفيها سبعة أنفس أبدانهم صحيحة وأكفانهم يفوح منها رائحة المسك أحدهم شاب، وفيها سبعة أنفس شفتيه
بلل، كأنه شرب ماء وكأن عينيه مكحلتان وله مذبة في خاصرته وأراد بعض من حضر أن يأخذ من شعره شيئا فإذا هو قوي كشعر الحي.
وخرج ابن سعد في "طبقاته" بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال كنت فيمن حفر لسعد بن معاذ قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا من قبره ترابا حتى انتهينا إلى اللحد.
وبإسناده عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال أخذ إنسان قبضة تراب من تراب سعد فذهب بها فنظر بعد ذلك فإذا هي مسك.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن المغيرة بن حبيبة أن عبد الله بن غالب الحراني لما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن يونس بن أبي العراب قال حفر رجل قبرا فقعد فيه من الشمس فجاءت ريح باردة فأصابت ظهره فإذا بقبر صغير فوسعه فإذا هو ينظر مد البصر وإذا شيخ مخضوب كأنما رفعت المواشط يديها عنه وقد بقي من أكفانه على صدره شيء.
وأما من شوهد بدنه طريا صحيحا وأكفانه عليه صحيحة بعد تطاول المدة من غير الأنبياء عليهم السلام فكثير جدا ونحن نذكر من أعيانهم جماعة.
قال: عمرو بن شبة حدثني محمد بن يحيى حدثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة1، عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما سقط جدار بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن عبد العزيز يومئذ على المدينة انكشف قدم من القبور التي في البيت فأصابها شيء فدميت ففزع من ذلك عمر بن العزيز فزعا شديدا فدخل عروة البيت فإذا القدم قدم عمر بن الخطاب فقال لعمر لا تفزع هي قدم عمر بن الخطاب فأمر بالجدار فبني ورد على حاله.
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا عبد الجبار بن الورد سمعت أبا الزبير سمعت جابر بن عبد الله يقول كتب معاوية إلى عاملة بالمدينة أن
1 هشام بن عبد الله بن عكرمة، قال عنه ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بخبرة إذا انفرد وذكر الذهبي في المغني في الضعفاء "2/ 711 وانظر ميزان الاعتدال "4/ 300"، وعليه فالقصة ضعيفة.
يجري عينا إلى أحد فكتب إليه عامله أنها لا تجري إلا على قبور الشهداء فكتب إليه أن أنفذها قال سمعت جابرا يقول رأيتهم يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نوام حتى أصابت المسحاة قدم حمزة فانبعثت دما.
روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كان قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما ما يلي السيل وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن عاصم حدثنا سعيد بن عامر عن المثنى بن سعيد قال لما نزلت عائشة بنت طلحة البصرة أتاها رجل فقال إني رأيت طلحة بن عبيد الله في المنام فقال قل لعائشة تحولني من هذا المكان فإن البرد قد آذاني فركبت في مواليها وحشمها فضربوا عليه بناء واستثاروه فلم يتغير منه إلا شعرات في إحدى شق لحيته أو قال رأسه حول إلى موضعه وكان بينهما بضع وثمانون سنة.
وبإسناده عن علي بن زيد بن جدعان عن أمه قالت رأيت طلحة بن عبيد الله لما حول من مكانه فرأيت الكافور في عينيه ولم يتغير منه شيء إلا عقيصة مالت من مكانها.
وقال في كتاب الأولياء كتب أبو عبد الله محمد بن خلف بن صالح التيمي أن إسحاق بن أبي نباته مكث ستين سنة يؤذن لقومه في مسجد عمرو بن سعيد يعني بالكوفة وكان يعلم الغلمان الكتاب ولا يأخذ الأجر فمات قبل أن يحفر الخندق بثلاثين سنة فلما حفر الخندق وكان بين المقابر ذهب بعض أصحابه يستخرجه ووقع قبره في الخندق فاستخرجوه كما دفن ولم يتغير منه شيء إلا الكفن قد جف عليه ويبس والحنوط محطوط عليه وكان خضيبا لرأى وجهه مكشوفا وقد اتصل الحنا في أطراف الشعر فمضى المسيب بن زهير إلى أبي جعفر المنصور وهو على شاطئ الفرات فأخبره فركب أبو جعفر في الليل حتى رآه فأمر به فدفن بالليل لئلا يفتتن