الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في أسماء لازمت النداء
1] :
[فُلُ وفُلُة: معناهما وحكمهما] :
منها "فُلُ" و"فلة" بمعنى رجل وامرأة2، وقال ابن مالك وجماعة: بمعنى زيد هند ونحوهما3؛ وهو وهم4، وإنما ذلك بمعنى فلان وفلانة5 وأما قوله6:
[الرجز]
1 أي: لا تستعمل إلا منادى، فلا تقع فاعله، ولا مفعوله، ولا مبتدأ، ولا خبرا، ولا اسما أو خبرا لناسخ، ولا مضافا إليها، ولا شيءا آخر غير المنادى.
ومن الأسماء ما لا يصلح أن يكون منادى على الصحيح؛ كالاسم المضاف إلى ضمير المخاطب؛ نحو: يا أخاك، وكضمائر غير المخاطب، واسم الإشارة المتصل بكاف الخطاب نحو: يا ذاك، والاسم المبدوء "بأل" في غير المواضع المستثناة التي سبق ذكرها.
2 أي: فهما كنايتان عن نكرتين من جنس الإنسان مستقلتان عن فلان وفلانة؛ وأصل "فل": فلي؛ فحذفت الياء اعتباطا؛ وهذا مذهب سيبويه.
3 أي: من أعلام الأناسي؛ فهما كنايتان عن علم شخصي لمن يعقل.
4 أي: غلط.
5 أي: أن الذي بمعنى: زيد وهند ونحوهما- من كناية الأعلام- هو: فلان وفلانة؛ لا "فُلُ"، و"فُلُة". ويمكن دفع وهم ابن مالك بأن أصل "فُلُ" و"فُله"-عنده: فلان وفلانة؛ فحذفت الألف والنون تخفيفا؛ وهو مذهب الكوفيين.
وخلاصة القول: فكل من "فُلُ"، و"فُلة" مبني على الضم دائما في محل نصب؛ سواء عُدَّا من المفرد العلم، أو النكرة المقصودة؛ واستعمالهما في غير النداء، أو منادى منصوبًا لا يكون إلا لضرورة الشعر.
انظر حاشية الصبان: 3/ 161-162، التصريح: 2/ 179-180.
6 القائل: هو أبو النجم العجلي، قد مرت ترجمته.
444-
في لجة أَمْسِكْ فُلانًا عن فُلُ1
فقال ابن مالك: هو فُلُ الخاص بالنداء استعمل مجرورا للضرورة؛ والصواب: أن أصل هذا "فلان" وأنه حذف منه الألف والنون للضرورة؛ كقوله2: [الكامل]
1 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت من الرجز، أو بيت من مشطوره، يصف إبلا قد أقبلت متزاحمة وأثارات غبارا وصدره قوله:
تضل مني إبلي بالهوجل
وهو من أرجوزة طويلة مشهورة مطلعها:
الحمد لله العليِّ الأجلَلِ
…
الواسع الفضل الوهوب المجزِلِ
والشاهد من شواهد: التصريح: 2/ 180، والأشموني:"894/ 2/ 460"، وابن عقيل:"313/ 3/ 278"، وسيبويه: 1/ 233. 2/ 122، والمقتضب: 4/ 238، والجمل: 176، والسمط: 257 والمقرب: 38، والعيني: 4/ 228، والهمع: 1/ 177، والدرر: 154، والخزانة: 1/ 401، واللسان "لجج- فلن".
المفردات الغريبة: الهوجل: المراد هنا: المفازة الواسعة التي لا أعلام بها، ويطلق على الرجل الأهوج. لجة: هي الجلبة واختلاط الأصوات في الحروب.
المعنى: يصف الشاعر إبلًا أقبلت متزاحمة متدافعة تثير الغبار، فشبهها في هذه الحالة -وقد ارتفعت أصواتها في الفلاة- بقوم شيوخ في لجة يدفع بعضهم بعضا، فيقال فيهم: أمسك فلانا عن فلان؛ أي أحجز بينهما. وقيل: إن صدر البيت هو: تدافع الشيب
…
؛ لأن العجز يتلاءم معه من دون هذا التكلف.
الإعراب: "في لجة": متعلق بقوله: "تضل" في بيت سابق. أمسك: فعل أمر، الفاعل: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: أنت فلانا: مفعول به منصوب لـ "أمسك". "عن فل": متعلق بـ "أمسك"؛ وجملة "أمسك فلانا عن فُلُ": في محل نصب مقول القول؛ لقول محذوف، يقع صفة لـ "لجة"؛ والتقدير: في لجة مقول في شأنها: أمسك فلانا عن فلان.
موطن الشاهد: "عن فُلُ".
وجه الاستشهاد: استعمال "فُلُ" في غير النداء، وجرها بحرف الجر ضرورة؛ على رأي ابن مالك، حيث قال:
وجُرَّ في الشعر فل
قيل: إن "فل" هنا أصله: "فلان"؛ فرخم. بحذف النون والألف. انظر حاشية الصبان: 3/ 161.
2 القائل: هو: لبيد بين ربيعة العامري، وقد مرت ترجمته.
445-
درس المنا بمتالع فأبان1
أي: درس المنازل.
[لؤمان، ونومان، وما كان على وزن فُعَل وفَعال] :
ومنها: "لؤمان" بضم أوله وهمزة ساكنة ثانية؛ بمعنى كثير اللؤم2، و"نومان" بفتح أوله واو ساكنة ثانية؛ بمعنى كثير النوم، وفُعَل كغُدَر وفُسَق؛ سبا للمذكر.
1 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
فتقادمت بالحبس فالسوبان
هو من شواهد: التصريح 2/ 180، والأشموني:"895/ 2/ 460"، والعيني: 4/ 246، والهمع: 2/ 156، والدرر: 2/ 208، والمحتسب: 1/ 80، والخصائص: 1/ 81، 2/ 437 وشرح شواهد الشافية للبغدادي: 397، وديوان لبيد:138.
المفردات الغريبة: درس: عفا وزال أثره. المنا: أي المنازل. متالع، وأبان، والحبس، والسوبان: أسماء أماكن معينة.
المعنى: إن جميع المنازل التي كانت بهذه الأماكن- درست وزالت آثارها.
الإعراب: درس: فعل ماضٍ مبني على الفتح. المنا: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على الحرف المحذوف ترخيما؛ أو علامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر؛ على لغة من لا ينتظر؛ وأصل المنا: المنازل. "بمتالع": متعلق بمحذوف حال من المنازل. فأبان: الفاء عاطفة، أبان: اسم معطوف على "متالع" مجرور مثله.
فتقادمت: الفاء عاطفة، تقادمت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: حرف دالّ على تأنيث المسند إليه؛ والفاعل: هي؛ يعود إلى المنازل. "بالحبس": متعلق بمحذوف حال من فاعل تقادم. فالسوبان: الفاء عاطفة، السوبان: اسم معطوف على "الحبس" مجرور، وعلامة جره السكرة الظاهرة.
موطن الشاهد: "المنا".
وجه الاستشهاد: مجيء "المنا" مرخما في غير النداء؛ بحذف حرفين منه؛ وهما الزاي واللام، وهو حذف قبيح؛ للضرورة؛ وقيل: إن "المنا" بمعنى المحاذي، ولا ترخيم فيه، وكأن الشاعر قال: عفا المكان المحاذي لهذه الأماكن؛ وذهب العيني إلى الرأي الأول في شرحه لأبيات الألفية، وكذلك الأشموني في شرحه للألفية.
انظر حاشية الصبان: 3/ 161-162.
2 ومثله في المعنى والحكم "ملأم" و"ملأمان" و"مخبثان".
واختار ابن عصفور كونه قياسيا، وابن مالك كونه سماعيا1؛ وفعال كفساق وخباث؛ سبًّا للمؤنث؛ وأما قوله2. [الوافر] .
446-
إلى بيت قعيدته لَكَاع3
1والمسموع منه: فسق، وغدر، وخبث، ولكع، معدولة عن فاسق وغادر وخبيث، وألكع.
قيل: وقد يرد في غير النداء؛ كحديث: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس لكع ابن لكع".
2 المشهور أنه للحطيئة، ونسبه البعض إلى أبي الغريب النصري.
3 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
أطوف ما أطوف ثم آوي
وهو من شواهد التصريح: 2/ 180، والأشموني:"891/ 2/ 459"، والشذور:"37/ 133" والمقتضب: 4/ 238، والكامل: 147، والجمل: 176، والخزانة: 1/ 408، والعيني: 1/ 473،4/ 229، والهمع: 1/ 82،178، والدرر: 1/ 55،154، وأمالى ابن الشجري: 2/ 107، وديوان الحطيئة:120.
المفردات الغريبة: أطوف: من التطويف؛ أي أكثر الطواف والجولان في البلاد. آوي: أرجع وأعود. قعيدته: التي تلازم اقعود فيه، ويطلق على المرأة:"قعيدة البيت" لذلك.
لكاع: لئيمة خبيثة.
المعنى: أسير في الأرض وأكثر من الطواف والجولان والتنقل في نواحيها؛ لتحصيل القوت والبحث عن العيش، ثم أعود إلى منزلي فأجد فيه امرأة خبيثة لئيمة، لم تهيئ لي أسباب الراحة بعد هذا العناء، ويقصد بهذا زوجه.
الإعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. ما مصدرية، لا محل لها من الإعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبا، تقديره: أنا. ثم: حرف عطف. آوي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: أنا. "إلى بيت": متعلق بـ "أوي". قعيدته: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لكاع: خبر مبني على الكسر، في محل رفع، وجملة "قعيدته لكاع": في محل جر صفة لـ "بيت".
موطن الشاهد: "لكاع".
وجه الاستشهاد: استعمال "لكاع" على وزن "فعال" في غير النداء؛ للضرورة؛ فهي خبر للمبتدأ، كما أعربنا؛ ويرى بعضهم: أن الخبر قول محذوف، والتقدير: قعيدته يقال لها: يا لكاع، وحينئذ؛ لا يكون خرج عن النداء. وذهب العيني إلى الرأي الأول. حاشية الصبان: 3/ 160.
[ما ينقاس فيه فعال] :
فاستعمله خبرا ضرورة، وينقاس هذا وفعال بمعنى الأول كنزال من كل فعل ثلاثي، تام منصرف، فخرج نحو: دحرج، وكان، ونعم، وبئس، والمبرد لا يقيس فيهما.