الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب الإغراء
1] :
هذا باب الإغراء
[تعريف الإغراء وحكمه] :
وهو: تنبيه المخاطب على أمر محمود ليفعله2.
وحكم الاسم فيه حكم التحذير الذي لم يذكر فيه "أيا"؛ فلا يلزم حذف عامله إلا في عطف أو تكرار؛ كقولك: "المروءة والنجدة"؛ بتقدير: الزم، وقوله3:[الطويل]
459-
أخاك أخاك إن من لا أخا له4
1 الإغراء: مصدر أغريت فلانا بكذا: حببته إليه، وحملته على فعله.
2 يقال في هذا التعريف ما قيل في التحذير؛ والفعل المقدر هنا: الزم ونحوه؛ وأسلوب الإغراء يشمل: المغرِي؛ وهو المتكلم، والمغرَى؛ وهو المخاطب؛ والمغرَى به؛ وهو الأمر المحبوب.
3 القائل: هو مسكين الدارمي، ربيعة بن عامر بن أنيف الدارمي التميمي؛ شاعر عراقي شجاع، ومن أشراف تميم، لقب بمسكين لأبيات قالها؛ له أخبار مع معاوية بن أبي سفيان، وزياد بن أبيه. توفي سنة 89هـ.
الشعر والشعراء: 1/ 544، تجريد الأغاني: 2108، الأعلام: 3/ 16، الخزانة: 1/ 467، السمط:186.
4 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ
والبيت من شواهد: التصريح: 2/ 195، والأشموني:"929/ 2/ 482"، والعيني: 4/ 305، وسيبويه: 1/ 129، والخصائص: 2/ 480، والخزانة: 1/ 465، والهمع: 1/ 170، 2/ 225 والدرر: 1/ 146،2/ 158، والشذور:"106/ 293"، ونسبه الأعلم: 1/ 429 إلى إبراهيم بن هرمة القرشي، وملحقات ديوان إبراهيم بن هرمة: 263، وديوان مسكن الدرامي:29.
المفردات الغريبة: الهيجا: الحرب، وهي تمد وتقصر.
ويقال: "الصلاةَ جامعةً"؛ فتنصب "الصلاة" بتقدير احضروا، و"جامعة"1 على الحال؛ ولو صرح بالعامل لجاز2.
= المعنى: الزم أخاك ولا تفارقه، واحرص عليه؛ فالشخص الذي ليس له أخٌ يعينه ويعضده؛ كمن يذهب إلى الحرب، وليس معه عدتها ولا أداتها.
الإعراب: أخاك: اسم منصوب على الإغراء بفعل محذوف وجوبا؛ والتقدير: الزم أخاك، وهو مضاف، وضمير المخاطب: مضاف إليه. أخاك: توكيد لفظي للأول. إن: حرف مشبه بالفعل، لا محل له من الإعراب. من: اسم موصول بمعنى الذي، في محل نصب اسم "إن". لا: نافية للجنس، تعمل عمل "إن". أخا: اسم "إن" مبني على الفتح المقدر على الألف في محل نصب. "له": متعلق بالخبر المحذوف؛ على رأي أبي على الفارسي وابن الطراوة؛ خلافا لجمهرة النحاة. ويجوز أن يكون خبر "لا" محذوفا؛ و"أخا": مضاف إلى ضمير "له" واللام الزائدة؛ والتقدير: إن الذي لا أخاه موجود؛ وجملة "لا أخا له": صلة للموصول، لا محل لها. "كساع": متعلق بمحذوف خبر "إن". "إلى الهيجا": متعلق بـ "ساعٍ". "بغير": متعلق بـ "ساعٍ". أيضا؛ و"غير": مضاف، سلاح: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
موطن الشاهد: "أخاك أخاك".
وجه الاستشهاد: انتصاب "أخاك" بعامل محذوف؛ وحكم حذف العامل هنا الوجوب؛ لأن لفظ أخاك مكرر كما رأينا، وهو توكيد للأول.
1 أوجه إعراب هذه العبارة:
1-
نصب الاسمين؛ وهو أحسنها، وقد بينه المؤلف.
2-
رفع الاسمين، على أن يكون الأول مبتدأ والثاني خبرا عنه.
3-
رفع الأول: على أنه مبتدأ حذف خبره، ونصب الثاني: على أنه حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف؛ وكأنك قلت: الصلاة مطلوبة حال كونها جامعة.
4-
نصب الاسم الأول، ورفع الاسم الثاني؛ أما نصب الأول فعلى الإغراء، نعني أنه مفعول به لفعل محذوف؛ وأما رفع الاسم الثاني فعلى أنه خبر مبتدأ محذوف. وكأنك قد قلت: احضروا الصلاة وهي جامعة.
2 أي لعدم العطف والتكرار.
توجيهات:
1-
الغالب في أساليب الإغراء والتحذير: أن تكون إنشائية طلبية تبعا لعاملها الدال على الطلب.
2-
يلحق بالتحذير والإغراء في التزام إضمار الناصب: المثل، وشبهه؛ نحو: "الكلاب
..........................................................................
= على البقرة"؛ مثل معناه: خل الناس خيرهم وشرهم، واغتنم أنت طريق السلامة. "أحشفا وسوء كيلة": مثل يضرب لمن يظلم الناس من وجهين. "مرحبا أهلا وسهلا" "من أنت وزيدا": مثل يضرب لمن يذكر عظيما بسوء. وتقدير المضمر في هذا كله على الترتيب: أرسل، أتبيع؟، أصبت، وأتيت، ووطئت. كتاب سيبويه: 1/ 253.
3 الواو في الإغراء لا يتحتم أن تكون عاطفة، فقد تكون للمعية؛ نحو: الاستذكار والفهم كي تنتفع بما تقرأ. وقد تكون للعطف وحده، فيراعي ما يقتضيه المقام.