الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موضوع؛ يوسف بن خلد السمتي، قال ابن معين: كذاب زنديق، وقال: النسائي: كذاب متروك الحديث. ومحمد بن زكريا الغلابي، قال ابن مندة: تُكلم فيه. وقال الدارقطني: يضع الحديث، وحبيب المدني مجهول.
- أخرجه: ابن قانع في "معجم الصحابة"(74)، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا يحيى بن بسطام. وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1032)، قال: أخبرناه الصرصري (يعني: أحمد بن محمد بن يوسف)، قال: حدثنا المنيعي (يعني: أبو علي حسان بن سعيد بن حسان المخزومي)، قال: حدث أبو بكر الضرير.
كلاهما: (يحيى بن بسطام، وأبو عمر الضرير)، قالا: حدثنا يوسف بن خالد، عن سلم بن بشير بن جعل. أنه سمع حبيب المديني، فذكره.
مسند الأقرع بن حابس
هو الأقرع بن حابس بن عفال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنضلة بن مالك بن زيد التميمي، وقيل: اسم الأقرع -فراس- والأقرع لقب؛ لقرع كان في رأسه. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر. شهد فتح مكة وحنيناً والطائف وشهد اليمامة مع خالد بن الوليد وحرب أهل العراق وفتح الأنبار، وشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندل، استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصيب هو وجيشه، وقيل قتل يوم اليرموك، وكان من المؤلفة قلوبهم
(1)
.
(1)
انظر: طبقات خليفة بن خياط: 14 و 178، ومعجم الصحابة لابن قانع 2/ 587 (65)، وتاريخ الصحابة لابن حبان: 38 (73)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 2/ 407 (216)، وأسد الغابة 07/ 11، والإصابة 1/ 58 (231).
566 -
عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فقال: يا رسول الله، فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألا إن حمدي زين، وإن ذمىّ شيين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذاك الله عز وجل"
(1)
.
إسناده ضعف؛ لانقطاعه أبو سلمة لم يثبت سماعه من الأقرع بن حابس.
- أخرجه: أحمد 3/ 488 (15991)، وفي 6/ 393 (27203). والبلاذري في "أنساب الأشراف" 12/ 60. وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1178)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والطبرى في "تفسيره" 26/ 122، قال: حدثنا الحسن بن أبي يحيى المقدس. والطبراني في "المعجم الكبير" 1/ 300 (878) قال: حدثنا محمد بن العباس. وابن قانع في "معجم الصحابة"(1033)، قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا محمد بن العباس (ح)، قال: وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي والحسن بن سعيد بن العباس، قالا: حدثنا الحسن بن المثنى. وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1054) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن العباس (ح) قالا: وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، والحسن بن سعيد بن العباس، قالا: حدثنا الحسن بن المثنى. والخطيب في "الأسماء المبهمة": 14، قال: ما أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوى، قال: حدثنا هارون بن عبد الله، ومحمد بن علي بن هانئ. وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 184، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن
(1)
بلفظ أحمد.
أحمد، قال: حدثني أبي، وفي 9/ 185، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا هارون ابن عبد الله ومحمد بن علي وابن هانئ. وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" 5/ 35 - 38 قال: ما سمعته يقرأ على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا خلف بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 107 قال: أخبرنا به أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي إجازة، قال: أخبرنا عم جدي الرئيس أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن العتاب، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم. والضياء المقدسي في "المختارة" 4/ 321 (1500) قال: أخبرنا اسعد بن سعيد بن محمود -بأصبهان- وفاطمة بنت سعد الخير بالقاهرة- إن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم -قراءة عليها- قالت: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، وفي (1501)، قال: وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد، الخبّاز -بأصبهان- أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر ابن الحسن بن يونس وعثمان بن نصر بن عبد الواحد بن علي الحللي الضرير، قرئ عليهما وهم يسمعون، قالا: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق بن ابراهيم، قال: حدثنا جعفر الصائغ، وفي (1502)
قال: وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد الخباز بأصبهان أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس وعثمان بن نصر بن عبد الواحد بن علي الحللي الضرير قرئ عليهما وهم يسمعون، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، قد: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه، قال أبو بكر: وحدثنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا إسحاق الحربي، وفي (1503) قال: وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد الخباز بأصبهان أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس وعثمان بن نصر بن عبد الواحد بن علي الحللي الضرير قرئ عليهما وهم يسمعون، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قال: أبو بكر: حدثنا محمد بن أحمد بن موسى بن الوليد، قال: فحدثنا الحسن بن علي بن بحر.
جميعهم: (أحمد بن حنبل، والبلاذري، وابن أبي شيبة، والحسن بن أبي يحيى المقدس، وعمرو بن أبي عاصم، ومحمد بن العباس، والحسن بن المثنى، وهارون بن عبد الله، ومحمد بن علي، وابن هانئ، وجعفر الصائغ، وإسحاق الحربي، والحسن بن علي بن بحر)، عن عفان، عن مسلم.
- أخرجه: أحمد 6/ 394 (27204). وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 184 - 185، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، وفي 9/ 185، قال: أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي.
ثلاثتهم: (أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي)، قالوا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد.
كلاهما (عفان بن مسلم، وعبد الأعلى بن حماد)، عن وهيب بن خالد، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن الأقرع ابن حابس فذكره.
وسيأتي ذكره في مسند أبي سلمة، والبراء بن عازب، وحديث ابن شهاب الزهري.
567 -
عن الحسن بن صالح قال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب النبي رسول الله محمد لنجران إذا كان له عليهم حكمة في كل ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء رقيق فأفضل عليهم وترك ذلك ألفي حلة حلل الأوانى، في كل رجب إلف حلة، وفي كل صفر ألف حلة كل حلة أوقية، وما زادت حلل الخراج أو نقصت عن الأواقى فبالحساب، وما نقصوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض اخذ منهم بالحساب وعلى نجران مثواة رسلى شهراً فدونه، ولا يحبس رسلى فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعاً، وثلاثين فرساً، وثلاثين بعيراً، إذا كان كيد باليمن ذو مغدرة اي إذا كان كيد بغدر منهم، وما هلك مما أعروا رسليى من خيل أو ركاب فهم ضمن حتى يردوه إليهم، ولنجران حاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملتهم، وأرضهم، وأموالهم. وغائبهم وشاهدهم وعيرهم وبعثهم. وأمثلتهم لا يغير ما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم. وأمثلتهم لا يفتن أسقف من اسقفيته. ولا راهب من رهبانيته. ولا واقه من وقاهيته على ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، وليس عليهم
رهق ولا دم جاهلية، ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. من سأل منهم حقاً فبينهم النصف. غير ظالمين ولا مظلومين بنجران، ومن أكل منهم رباً من ذي كبل فذمتى منه بريئة، ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر ولهم على ما فى هذه الصحيفة جوار الله. وذمة محمد النبي ابدأ حتى يأتى أمر الله ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مكلفين شيئاً بظلم شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بنى نصر، والأقرع بن حابس الحنظلي.
سيأتي ذكره في حديث الحسن بن صالح، وعمرو بن دينار.
568 -
عن ابن عباس قال: إن الأقرع بن حابس سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الحج فى كل سنة أو مرة واحدة؟ فقال: "بل مرة واحدة فمن زاد فتطوع".
سيأتي ذكره في مسند ابن عباس.
569 -
عن أبيض بن حمال: أنه استقطع الملح من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقال له ملح شذا بمأرب فأقطعه له ثم أن الأقرع بن حابس التميمى رضي الله عنه قال يا رسول الله: إنى قد وردت الملح فى الجاهلية وهى بأرض ليس بها ماء ومن ورده أخذه وهو مثل الماء العد فاستقال النبي صلى الله عليه وسلم أبيض بن حمال في قطيعة الملح فقال أبيض قد أقلتك منه على أن تجعله مني صدقة فقال رسول الله: "هو منك صدقه" وهو مثل الماء العدّ ومن ورده أخذه فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا وغيلاً بالجّرف جرف مراد حين أقاله منه
(1)
.
(1)
اللفظ لابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2470).
تقدم ذكره في مسند أبيض بن حمال المرادي.
570 -
ص عبيدة السلماني: قال جاء عيينة بن حضر والأقرع بن حابس رضي الله عنه إلى أبى بكر رضى الله عنه فقالا: ياخليفة رسول الله أن عندنا ارضاً سبغة ليس فيها كلاً ولا منفعة فان رأيت إن تقطناها قال: فاقطعها اياهما وكتب لهما عليه كتاباً واشهد فيه عمر رضي الله عنه - وليس في القوم- فانطلقا إلى عمر رضي الله عنه ليشهداه فلما سمع عمر رضي الله عنه ما في الكتاب تناوله من ايديهما ثم تفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا له: مقالة سيئة.
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان "يتألف" والإسلام يومئذ قليل وإن الله اعز الإسلام فاذهبا فاجهدا عليّ جهدكما كما لا ارعى الله عليكما أن أرعيتما".
سيأتي ذكره في مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحديث عبيدة السلماني.
571 -
ش الزبير بن لعوام: إن محلّم بن جثامة الليثي قتل رجلاً من أشجع فى الإسلام وذلك أول غِيَر قضى به رسول الله، قال: فتكلم عينة بن بدر بن قتل الاشجعى؛ لأنه رجل من غطفان، وتكلم الأقرع بن حابس دون محلم بن جثامة؛ لأنه رجل من خندق، فال: فارتفت الأصوات وكثرت الخصومة واللغظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ("إلا نقبل الغير يا عينة؛ " قال: لا والله حتي أدخل على نسائه من ألحرب والحزن مثل ما أدخل على نسائي، قالها: مرتين أوثلاثاً إلى أن قام رجل من بني ليث يقال: له مكيتل في يده درقة، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أجد لما فكل هذا في غرة الإسحع الاغنم وردت فرمى أولها فنفر أخرها، فاسنن اليوم وغير غدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خمسون فى فورنا هذا وخمسون إذا قدمنا" وذلك فى بعض أسفاره، ومحلم رجل
ضرب طويل آدم فى طرف الناس، قال: فلم يزالوا به حتى قام، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان فقال: يا رسول الله قد كان من الشأن الذي بلغك، وإنى أتوب إلى الله عز وجل فاستغفر لى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قتلته بسلاحك فى غرّة الإسلام؟ اللهم لا تغفر لمحلم" بصوت عال قال: ذلك ثلاث مرات كل ذلك يقول: "قتلته بسلاحك فى غرّة الإسلام؟ اللهم لا تغفر لمحلم".
سيأتي ذكره في مسند الزبير بن العوام، وسعد بن ضمرة السلمي، وحديث سالم أبو النضر. وسيأتي ذكره في مسند عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي.
572 -
عن أنس بن مالك قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه عيينة بن حصن أو الأقرع بن حابس، فقال: ما هذا؟ فقال: "هذا الحجم، وهو خير ما تداويتم به".
سيأتي ذكره في مسند أنس بن مالك الأنصاري، وفي حديث بكير بن الأشجع.
573 -
عن يحيى بن عمرو قال: مرض رجل من عك يقال له الأقرع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه يعوده قال: لا أحسبنى إلا مقبوضاً قال: "كلا إنك لن" وقال ابن أبى الحديد: "لا تموت ولا تدفن إلا بالربوة" فمات ودفن بلرملة.
سيأتي ذكره في حديث يحيى بن عمرو.
574 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدرك وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقال: يا رسول الله: لنا أصل
وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عيك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم" فقالوا يا رسول الله: خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا وأبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم وإذا أنا صليت فقوموا وقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم" فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا: ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" فقال المهاجرون: فما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عيينة بن بدر: أما أنا وبنو فزارة فلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء تصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم"، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتبعه الناس يقولون: رسول الله أقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس ردوا عليّ ردائي فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ما ألفيتوني بخيلا ولا جباناً ولا كذاباً ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه فقال: "أيها الناس والله ما لى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود
عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عارونا روشنا على أهله يوم لقيمة فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعرها فقال: يا رسول الله أخذت هذا الأخيط به برذعة بعير لى دبر فقال رسول الله: "إما حقى منها لك" فقال لرجل: إما إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لى بها فرمى بها من يده.
سيأتي ذكره في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص.
575 -
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: جاء بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاعرهم وخطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين، قال: فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم وهو يقول: "إنما ذاكم الله الذي مدحه زين، وشتمه شين فماذا تريدون؟ ". فقالوا: ناس من تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "ما بالشعر بعثت، ولا بالفخار أمرت ولكن هاوتا". فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك، فقال: إن الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وأتانا أَموالا نفعل بها ما نشاء فنحن خير أهل الأرض أكثرهم مالاً، وأكثرهم عدة، وأكثرهم سلاحاً، فمن أبى علينا قولنا فليأتنا بقول أفضل من قولنا، وفضل أفضل من فضلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس:"قم يا ثابت بن قيس فأجبهم". فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به، أتوكل عليه وأشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بنى عمه أحسن الناس وجوهاً وأعظم الناس أحلاما فأجابوه الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسول وعزاً لدينه نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا
الله فمن منع منع منا ماله ونفسه ومن أبى قاتلناه وكان رغمه علينا فى الله هيناً أقول قولي هذا وأستغفر الله لى وللمؤمنين والمؤمنات فقال الأقرع بن حابس الشاب من شبابهم: قم يا فلان فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال:
نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا
…
نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع
ونطعم الناس عند القحط كلهم
…
من السويق إذا لم يؤنس القرع
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد
…
إنا كذلك عند الفخر نرتفع
ففال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علىّ بحسان بن ثابت".
فأتاه الرسول فقال له: وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفاً؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم، فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه وتكلم شاعرهم فبعث إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجيبه فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا لعود، فجاء حسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا حسان أجبه" فقال: يا رسول الله مره فليسمعنى ما قال، قال:"أسمعه ما قلت" فأسمعه، فقال حسان بن ثابت:
نصرنا رسول الله والدين عنوة
…
على رغم عاب من معد وحاضر
بضرب كابزاغ المخاض مشاشه
…
وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدا يوم استغلت شعابه
…
فضرب لنا مثل الليوث الحواذر
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى
…
إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدراعين وننتمي
…
إلى حسب فى جذم غسان قاهر
فلولا حياء الله قلنا تكرماً
…
على الناس بالحقين هل من منافر؟ فأحياؤنا من خير من وطئ
…
وأمواتنا من خير اهل المقابر
فقام الأقرع بن حابس فقال: يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء به هؤلاء، وقد قلت شيئاً فاسمعه، فتال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هات" فقال:
أتيناك كى ما يعرف الناس فضلنا
…
إذا خالفونا غد ذكر المكارم
وأنا رووس الناس من كل معش
…
وإن ليس فى ارض الحجاز كدارم
وإن لنا المرباع فى كل غارة
…
تكون بنحد أو بأرض التهانم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "قم فأجبه" فقال:
بني دارم لا تفخروا إن فخركم
…
يعود وبالاً عند ذكر المكارم
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم
…
لنا خول من بين ظئر وخادم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أخا بني دارم، لقد كنت غنياً أن يذكر منك ما كنت ظننت إن الناس نسوه" فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليهم من قول حسان إذ يقول:
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم
…
لنا (خول) من بين ظئر وخادم
ثم رجع إلى قول حسان:
وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى
…
ردا فتنا من بعد ذكر المكارم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
…
وأموالكم إن تقسموا فى المقاسم
فلا تجعلوا لله لداً واسلموا
…
ولا تفخروا عند النبى بدارم
وإلا درب البيت مالت اكفنا
…
على رؤوسكم بالمرهقات الصوارم
فقال الأقرع بن حابس فقال لأصحابه: يا هؤلاء أدري ما هذا؟ قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم أحسن قولاً وأعلى صوتاً، وتكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولاً وأعلى صوتاً، ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشهد إن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وآمن هو وأصحابه فقال رسول الله:"لا يضرك ما كان قبل هذا اليوم".
سيأتي كر الحديث في مسند جابر بن عبد الله الأنصاري.
576 -
عن عبد الله بن الزبير، إن الأقرع بن حابس قدم على النبى صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: يا رسول الله استعمله على قومه، فقال عمر: لا تستعمله يا رسول الله فتكلما عند النبى صلى الله عليه وسلم حتى ارتفعت أصواتهما، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، قال: فنزلت {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} وكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبى صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه.
سيأتي ذكره في مسند عبد الله بن الزبير صلى الله عليه وسلم.
577 -
عن سهل بن الحنظلية قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فأمر بما سألا وأمر معاوية أن يكتب لهما بما سألا قال: فأما الأقرع فلف كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ترى إنى حامل إلى قومى كتاباً لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس قال: فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيه فقال: "قد كتب لك بالذي أَمرت لك به" فذكر الحديث ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل مسألة وهو منها غنى فإنما يستكثر من النار" قالوا: يا رسول الله وما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة قال: "أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم".
سيأتي ذكره في مسند سهل بن الحنظلية رضي الله عنه.
578 -
عن أبى هريرة قال: أبصر الأقرع بن حابس التميمى النبى صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن بن على، فقال: إن لى عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يرحم".
سيأتي ذكره في مسند أبي هريرة، وفي مسند السائب بن يزيد.
579 -
عن سلمان الفارسى قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله إنك لو جلست فى صدر المسجد ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصفوف لم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك، وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}
(1)
حتى يبلغ {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا}
(2)
يتهددهم بالنار فقام النبى صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى إذا أصابهم فى مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى قال: "الحمد لله الذي لم يمتنى حتى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من أمتى معكم المحيا ومعكم الممات".
سيأتي ذكره في مسند سلمان الفارسي، وخباب بن الأرت.
580 -
عن عبد الله بن عبيد: إن نفراً من هوازن جاءوا بعد الوقعة فقالوا: يا رسول الله إنا نرغب فى رسول الله قال: "فى أي ذلك ترغبون أفي الحسب أم فى المال؟ "، قالوا: بل فى الحسب والأمهات والبنات وأما المال فسيرزقنا الله، قال:"أما أنا فأرد ما في يدي وأيدي بنى هاشم من عورتكم، وأما الناس فسأشفع لكم إليهم إذا صليت إن شاء الله فقوموا فقولوا كذا وكذا". فعلمهم ما يقولون ففعلوا ما أمرهم به وشفع لهم فلم يبق أحد من
(1)
الكهف: 28.
(2)
الكهف: 29.
المسلمين إلا ردّ ما فى يد عورتهم غير الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن أمسكا امرأتين كانتا فى أيديهما.
سيأتي ذكره في حديث عبد الله بن عبيدة.
581 -
عن عبيدة التميمى قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصين بن حنيفة فى سرية إلى بني العنبر فأصاب منهم رجالاً ونساء فخرج فيهم رجال من بنى تميم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم الأقرع وفراس ابنا حابس وذكرا القصة فبان بهذا أنه أخو الأقرع بن حابس.
سيأتي ذكره في مسند عبيدة التميمي.
582 -
عن زياد بن ضميرة بن سعد: قال حدثني أبى وجدي، وكانا قد شهدا حنيناً صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم جلس إلى الشجرة فقام الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن؛ وعيينة يطلب بدم الأشجعي فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل بهما حتى قبلوا الدية.
سيأتي ذكره في مسند ضميرة الضمري ويقال السلمى. وسيأتي ذكره في حديث عم زياد أبو زيد بن ضميرة.
583 -
عن أنس بن مالك: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين الأقرع ابن حابس مئة من الإبل وعيينة بن حصن مئة من الإبل؛ فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله غنائمنا ناساً تقطر سيوفنا من دمائهم أو سيوفهم من دمائنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم فجاءوا فقال لهم:"هل فيكم غيركم؟ " قالوا: لا إلا ابن اختنا، قال:"ابن أخت القوم منهم"، فقال: "قلتم كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون بمحمد إلى
دياركم"، قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس دثار والأنصار شعار، الأنصار كرشي وعيبتى ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار".
سيأتي ذكره في مسند أنس بن مالك، وفي مسند رافع بن خديج، وفي مسند عبد الله بن مسعود، وسيأتي ذكره في حديث عروة بن الزبير، وفي حديث محمد بن إبراهيم التيمي، وفي حديث عبد الله بن أبي بكر بن حزم.
584 -
عن أبي بكرة: إن الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسب، جهينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرأيت إن كان أسلم وغفار" واحسب "جهينة خيراً من بني تميم ومن بنى عمر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا؟ "، قال: نعم، قال:"فوالذي نفسى بيده أنهم لا خير منهم".
سيأتي ذكره في مسند أبي بكرة.
585 -
إن علياً رضي الله عنه بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني وهو باليمن بذهبة فى تربتها، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بين أربعة: بين عيينة بن بدر الغزاري، وعلقمة بن علاثة الكلابي، والأقرع بن حابس الحنظلي، وزيد الخيل الطائي، ثم أحد بني -أظنه قال-: نبهان فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطى صناديد أهل نجد ويدعنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أعطيتم أتلفهم" فقام رجل غائر العينين، محلوق الرأس، مشرف الوجنتين ناتئ الجبين فقال: اتق الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن يطع الله إن عصيته أنا، يأمننى أهل السماء ولا تأمنوننى؟ " فاستأذنه رجل فى قتله