الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول أهداف سورة «الشرح»
«1»
سورة «الشرح» سورة مكّيّة، آياتها 8 آيات، نزلت بعد سورة الضحى.
مجمل ما تضمّنته السورة
1-
هيأ الله سبحانه وتعالى نبيّه لتلقّي الرسالة الكريمة، وأفاض عليه من نعمه الجزيلة، فشرح صدره بما أودع فيه من العلوم والحكم، حتّى حمل أعباء النبوّة، وجعل أمر التبليغ عليه سهلا هيّنا.
2-
قرن الله عز وجل اسم النبي (ص) ، باسم الله العظيم في الشهادة والأذان والإقامة والتشهّد.
3-
بين الله سبحانه أن ما يصيب النبي صلوات الله وسلامه عليه من شدة، سيعقبها اليسر والفرج.
4-
طلب الله تعالى من نبيه الأمين، إذا ما انتهى من تعليم الناس وإرشادهم، أن يشغل نفسه بعبادة الله.
5-
أمره ألا يسأل أحدا غيره، لأنه سبحانه وتعالى هو السيّد القادر وحده على إجابة دعوة العبد السائل.
مع السورة
نزلت سورة الشرح بعد سورة الضحى، وكأنّها تكملة لها، فيها مظاهر الرعاية والعناية الإلهية، وفيها البشرى باليسر والفرج: ألم نفسح صدرك لهذه الدعوة ونيّسر لك أمرها؟
وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) : ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد يحطمه من ثقله،
(1) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1979- 1984.
وضعناه عنك بشرح صدرك له فخفّ وهان، وبتيسيرك وتوفيقك للدعوة ومداخل القلوب.
وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) : رفعناه في الملأ الأعلى، ورفعناه في الأرض، ورفعناه في هذا الوجود جميعا، ورفعناه فجعلنا اسمك مقرونا باسم الله، كلّما تحركت به الشفاه: لا إله إلا الله محمّد رسول الله. قال مجاهد في معناه: «أي لا أذكر إلا ذكرت معي» .
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) ومع الشدة فرجا، ومع قلة ذات اليد السهولة والغنى، فخذ في أسباب اليسر والتيسير، فإذا فرغت من مهمّة تبليغ الرسالة، فانصب واتعب في القيام بواجبات العبادة لنا: وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) واجعل رغبتك إليه سبحانه، ولا تسأل إلا فضله متوكلا عليه: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التغابن: 13] .
«وتنتهي سورة الشرح كما انتهت سورة الضحى، وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين:
الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل، الذي ينسم على روح الرسول (ص) ، من ربّه الودود الرحيم، والشعور بالعطف على شخصه (ص) . ونحن نكاد نلمس ما كان يساور قلبه الكريم، في هذه الآونة، التي اقتضت ذلك الود الجميل.
إنها الدعوة، هذه الأمانة الثقيلة، وهذا العبء الذي ينقض الظهر، وهي مع هذا وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه، ووصلة الفناء بالبقاء والعدم بالوجود» .