المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: في التعريف بالحافظ ابن الصلاح - النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌الفصل الأول: في التعريف بالحافظ ابن الصلاح

‌الباب الأول: في دراسة كتاب النكت للحافظ ابن حجر، على ابن الصلاح

‌الفصل الأول: في التعريف بالحافظ ابن الصلاح

التعريف بالإمام ابن الصلاح1:

هو الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان بن المفتي عبد الرحمن صلاح الدين بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي أحد أئمة المسلمين علما ودينا.

ولد سنة (557) في شرخان قرية قريبة من شهرزور2 التابع لإربل شمالي العراق فنسب إليها لكن اشتهرت نسبته إلى شهرزور. وكان والده عبد الرحمن يلقب صلاح الدين فنسب إليه وعرف بابن الصلاح.

ونشأ في بيت علم ورئاسة فكان أبوه صلاح الدين من العلماء الأجلاء فقيها متبحرا في فقه الإمام الشافعي تولى الإفتاء وعرف بالعلم والنبل والفضل.

1 له ترجمة في الكتب الآتية:

- وفيات الأعيان 3/ 243- 244.

- تذكرة الحفاظ / 1430- 1431.

- طبقات الشافعية للسبكي 8/ 326.

- شذرات الذهب 5/ 221- 222.

- الأعلام للزركلي 4/ 369.

- معجم المؤلفين 6/ 257.

2 شهرزور بفتح الشين وسكون الهاء وفتح الراء وضم الزاي وسكون الواو.

ص: 21

في عهد الملوك الأيوبيين عاش ابن الصلاح، وهو عهد لقي من الملوك والأمراء تشجيعا على العلم بإنشاء المدارس والمكتبات ورصد الأوقاف على المؤسسات العلمية وعلى طلاب العلم والعلماء كما أنها تهيئ للعلماء الجو وتفسح أمامهم المجال ليتبوؤوا أرقى المناصب فتنافس العلماء في تحصيل العلوم، في هذا الوسط عاش ابن الصلاح فشمر عن ساعد الجد لا يألوا جهدا في تحصيل العلوم.

ولقي عناية فائقة وتشجيعا من أبيه الفاضل العالم يعلمه ويربيه ويوجهه ويدفعه لأن يرتحل في طلب العلم بعد أن درس عليه المهذب مرتين. أرسله في ريعان شبابه إلى الموصل فحصل العلوم بأنواعها الفقه والحديث والتفسير والأصول.

ثم واصل رحلته العلمية إلى بلدان العالم الإسلامي فارتحل إلى بغداد فسمع من أبي أحمد بن سكينة وعمر بن طبرزد، وإلى همذان ونيسابور ومرو فتلقى من العلوم الكثير خاصة علوم الحديث على أيدي كثير من العلماء ثم رجع أدراجه إلى البلاد العربية حلب وحران ودمشق فأخذ عن علمائها ما يروي ظمأه ويصل به إلى مرحلة التكامل والنضج وما يبلغ درجة الأستاذ العالم الموجه.

وانتهى به المطاف إلى أن استقر في بلاد الشام مع أبيه وأسرته ويستقبل عهدا جديدا؛ عهد المسؤولية ونشر العلم فتولى التدريس بالمدرسة الأسدية بحلب (نسبة إلى أسد الدين شيركوه) ودرس بالمدرسة الناصرية بالقدس (نسبة إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب) وأقام بها مدة. واشتغل عليه الناس وانتفعوا به.

ثم انتقل إلى دمشق وتولى التدريس بالمدرسة الرواحية التي أنشأها أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن رواحة الحموي.

ولما بنى الملك الأشرف ابن الملك العادل بن أيوب دار الحديث بدمشق فوض تدريسها إليه.

ص: 22

ثم تولى التدريس بمدرسة ست الشام زمرد خاتون بنت أيوب فكان يقوم بوظائفه في هذه المدارس من غير إخلال أو تقصير1.

شيوخه:

رأينا أن الإمام ابن الصلاح قام برحلات واسعة ولم تنص المصادر التي وقفت عليها إلا على عدد يسير من شيوخه فمنهم:

1-

والده صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري أخذ عليه المهذب مرتين. توفي صلاح الدين سنة 618.

2-

ومنهم عماد الدين أبو حامد ابن يونس2 الفقيه الأصولي (ت 608) .

3-

ومنهم عبيد الله السمين.

4-

ونصر الله بن سلامة.

5-

ومحمد بن علي الموصلي.

6-

وعبد المحسن بن الطوسي.

7-

وأبو أحمد عبد الوهاب بن عبد الله البغدادي3 كان حجة علما فقيها محدثا (ت607) .

8-

وأبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني4 (ت 618) .

9-

ومنهم أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة (ت 620) .

1 وفيات الأعيان 3/ 244- 245؛ طبقات الشافعية للسبكي 8/327.

2 له ترجمة في وفيات الأعيان 3/ 385، الطبقات للسبكي 5/45.

3 له ترجمة في الذيل على الروضتين ص 70، العبر 5/23.

4 له ترجمة في العبر 5/68، وفيات الأعيان 2/381. وانظر أسماء بقية الشيوخ في تذكرة الحفاظ 4/1430.

ص: 23

تلاميذه1:

منهم:

1-

فخر الدين عمر الكرخي.

2-

ومجد الدين ابن المهتار.

3-

والشيخ تاج الدين عبد الرحمن.

4-

وزين الدين أبو محمد عبد الله بن مروان الفارقي (ت 703) .

5-

والقاضي شهاب الدين الجوري.

6-

والخطيب شرف الدين الفراوي.

7-

والشهاب محمد بن شرف الدين.

8-

والصدر محمد بن حسن الأرموي.

مزاياه وثناء العلماء عليه:

قال الذهبي: "كان سلفيا حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمنا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا متعمق. وكان وافر الجلالة حسن البزة كثير الهيبة موقرا عند السلطان والأمراء تفقه به الأئمة"2.

وقال ابن خلكان: "وكان من العلم والدين على قدم حسن. ولم يزل أمره جاريا على سداد وصلاح حال واجتهاد في الاشتغال والنفع"3.

1 انظر أسماءهم في تذكرة الحفاظ 4/1432.

2 تذكرة الحفاظ 4/1431.

3 وفيات الأعيان 3/244، تذكرة الحفاظ 4/1431.

وانظر المدخل إلى علوم الحديث للأستاذ العتر ص 25، فتح المغيث للسخاوي السلفية 1/13.

ص: 24

وقال السخاوي: "وكان إماما بارعا حجة متبحرا العلوم الدينية بصيرا بالمذهب ووجوهه خبيرا بأصوله عارفا بالمذاهب جيد المادة في اللغة العربية حافظا للحديث متفننا حسن الضبط وافر الحرمة عديم النظير في زمانه مع الدين والعبادة والنسك والصيانة والورع والتقوى. انتفع به خلق وعولوا على تصانيفه".

وفاته:

توفي رحمه الله في الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستمائة بدمشق وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرؤوس وكان على جنازته هيبة وخشوع ودفن بمقابر الصوفية رحمه الله وغفر له1.

مؤلفاته:

له رحمه الله مؤلفات كثيرة في مختلف العلوم استفاد منها العلماء بعده فكانت من أهم مراجعهم ومصادرهم التي يعتمدون عليها.

فمنها:

1-

أدب المفتي والمستفتي2.

2-

الأمالي3. مخطوط.

3-

شرح الوسيط4 في الفقه الشافعي، أبدى فيه انتقادات علمية واجتهادات فقهية دقيقة.

4-

صلة الناسك في صفة المناسك5. جمع فيه جملة من المسائل النافعة التي يحتاج إليها الناس في مناسك الحج. مخطوط.

1 وفيات الأعيان 3/ 244؛ تذكرة الحفاظ 4/1431

2 شذرات الذهب 5/222.

3 الأعلام للزركلي 4/369.

4 شذرات الذهب 5/222؛ سماه مشكل الوسيط. الأعلام للزركلي 4/369.

5 وفيات الأعيان 3/244؛ الأعلام 4/369.

ص: 25

5-

طبقات الشافعية1.

6-

علوم الحديث. أجمع الكتب في هذا الفن2، ولقي حظا كبيرا من العلماء.

7-

الفتاوى3. جمعه بعض أصحابه وطبع في مجلد فيه له اجتهادات.

8-

فوائد الرحلة4. كتاب ممتع جمع فيه فوائد في علوم متنوعة قيدها في رحلته إلى خراسان. مخطوط.

9-

مشكل الوسيط5. في مجلد كبير.

10-

المؤتلف والمختلف في أسماء الرجال6.

11-

النكت على المهذب7.

هذا من آثاره النافعة تغمده الله برحمته.

1 شذرات الذهب 5/222، الأعلام للزركلي 4/369.

2 وفيات الأعيان 3/ 244، شذرات الذهب 5/ 222، الأعلام للزركلي 4/369.

3 شذرات الذهب 5/222، الأعلام 4/369.

4 شذرات الذهب 5/222، الأعلام 4/369.

5 وفيات الأعيان 3/244، شذرات الذهب 5/222.

6 المدخل إلى علوم الحديث للأستاذ العتر ص 27.

7 شذرات الذهب 5/222.

ص: 26