المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب - النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر - جـ ٢

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب

‌النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب

126-

قوله (ص) : "هو نحو حديث مشهور عن سالم جعل عن نافع"1.

أقول: هذا تعريف بالمثال.

وحقيقته2: إبدال من يعرف برواية بغيره3.

فيدخل فيه إبدال راو أو أكثر من راو حتى الإسناد/ (ب349) كله.

وقد يقع ذلك عمدا إما بقصد الإغراب أو لقصد الإمتحان.

وقد يقع وهما فأقسامه4 ثلاثة:

وهي كلها في الإسناد وقد يقع نظيرها في المتن، وقد يقع فيهما جميعا.

فممن5 كان يفعل ذلك عمدا لقصد الإغراب على سبيل الكذب: حماد بن عمرو النصيبي6 وهو من المذكورين بالوضع.

1 مقدمة ابن الصلاح ص91.

2 قال الشيخ محمد محيي الدين: المقلوب: لغة اسم مفعول فعله قلب يقلب قلبا وتقول: قلب فلان الشيء إذا صرفه عن وجهه وأما في اصطلاح العلماء فإنه لا يمكن تعريف أنواع المقلوب كلها في تعريف واحد؛ وذلك لأنها أنواع مختلفة الحقائق، والحقائق المختلفة لا يمكن جمعها في حقيقة واحدة، ثم إنه عرف كل نوع على حدة. انظر توضيح الأفكار 2/هامش 98- 99.

3 في كل النسخ "ما لا يغيره" وهو كلام غير مستقيم.

4 في جميع النسخ "بأقسامه" وفي هامش (ر)"فأقسامه" فأثبتناه لأنه الصواب.

5 في (?)"فمن".

6 حماد بن عمرو النصيبي عن زيد بن رفيع وغيره.

قال الجوزجاني: "كان يكذب". وقال البخاري: "منكر الحديث".

وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال ابن حبان:"يضع الحديث وضعا".ميزان الاعتدال 1/598، وكتاب المجروحين 1/252.

ص: 864

من ذلك روايته عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا لقيتم المشركين في طريق، فلا تبداهم بالسلام

" الحديث فإن هذا الحديث قال العقيلي1: "لا يعرف من حديث الأعمش وإنما يعرف من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه".

قلت: كذلك أخرجه مسلم2 وغيره.

فجعل حماد بن عمرو الأعمش موضع سهيل3 ليغرب به.

هذا في الإسناد.

وأما في المتن فكمن يعمد إلى نسخة مشهورة بإسناد واحد فيزيد فيها متنا أو متونا ليست فيها.

كنسخة معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - (وقد زاد فيها)4.

1 في كتاب الضعفاء ل57/أ.

2 39- كتاب السلام 4- باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم حديث 13 من طريق الدراوردي، د 35- كتاب الأدب 149- باب في السلام على أهل الذمة حديث 5205 من طريق شعبة، ت 43- كتاب الاستئذان 12- باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة حديث 2700، 25- كتاب السير 41 - باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حم 2/263 من طريق زهير، 266 من طريق معمر 346 من طريق شعبة 444 من طريق سفيان كلهم عن سهيل عن أبي هريرة مرفوعا.

3 انظر ميزان الاعتدال 1/598 فقد ذكر هذا الحديث عن حماد بن عمرو عن الأعمش وقال الذهبي: "إنما يحفظ عن سهيل عن أبيه".

4 كذا في جميع النسخ ولم يذكر الفاعل ثم إن هذه الزيادات التي ذكرها الحافظ الأولى أن تكون من باب المدرج.

ص: 865

وكنسخة مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما زاد فيها جماعة عدة أحاديث ليست منها.

منها القوي والسقيم، وقد ذكر جلها الدارقطني في غرائب مالك.

وممن كان يفعل ذلك لقصد الامتحان كان شعبة يفعله كثيرا لقصد اختبار حفظ الراوي، فإن أطاعه على القلب عرف أنه غير حافظ وإن خالفه عرف أنه ضابط.

وقد أنكر بعضهم على شعبة/ (171/أ) ذلك لما يترتب عليه من تغليط من يمتحنه1. فقد يستمر على روايته لظنه أنه صواب، وقد يسمعه من لا خبرة له فيرويه ظنا منه أنه صواب، لكن مصلحته أكثر من مفسدته.

[اختبار ابن معين لأبي نعيم:]

وممن فعل ذلك يحيى بن معين مع أبي نعيم الفضل بن2 دكين بحضرة أحمد بن حنبل.

وروى الخطيب3 من طريق أحمد بن منصور الرمادي4 قال: "خرجت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق، فلما عدنا إلى الكوفة، قال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل: أريد أن أمتحن أبا نعيم فنهاه أحمد، فلم ينته، فأخذ ورقة5 فكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم،

1 في (?) و (ب)"هجنه" وفي (ر/أ)"محنه" وفي (ر/ب) صحته، وكل ذلك خطأ والصواب ما أثبتناه.

2 أبو نعيم الفضل بن دكين، الكوفي، واسم دكين: عمرو بن حماد التيمي، مولاهم، الملائي - بضم الميم - مشهور بكنيته، ثقة ثبت من التاسعة مات سنة 218. تقريب 2/110، تاريخ بغداد 12/ 346- 375.

3 في تاريخ بغداد 12/353- 354، فتح المغيث 1/257.

4 أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي، أبو بكر ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 265/ق. تقريب 1/26، الكاشف 1/71.

5 في كل النسخ "فأكثر" وهو خطأ والتصويب من تاريخ بغداد.

ص: 866

وجعل على (رأس كل) 1 عشرة أحاديث حديثا ليس من حديثه، ثم أتينا أبا نعيم فخرج إلينا فجلس على دكان حذاء بابه وأقعد أحمد عن يمينه ويحيى عن يساره وجلست أسفل، فقرأ عليه يحيى عشرة أحاديث وهو ساكت ثم الحادي عشر، فقال أبو نعيم:"ليس هذا من حديثي فاضرب عليه"، ثم قرأ العشرة الثانية وقرأ الحديث الثاني، فقال:"هذا أيضا ليس من حديثي فاضرب عليه"، ثم قرأ العشرة الثالثة وقرأ الحديث الثالث2، فتغير أبو نعيم، ثم قبض على ذراع أحمد فقال:"أما هذا فورعه يمنعه عن هذا".

"وأما هذا" وأومأ إليَّ "فأصغر من أن يعمل هذا/ (ر162/ب) ولكن هذا من عملك يا فاعل" ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين وقلبه عن الدكان وقام فدخل داره، فقال له أحمد:"ألم أنهك؟ وأقل لك أنه ثبت؟ "

فقال له يحيى: هذه الرفسة أحب إلي من سفري.

ومن ذلك ما فعله أصحاب الحديث مع البخاري وقد أشار إليه المصنف3 مختصرا فأحببت إيراد القصة على وجهها، وقد رويناها في "مشايخ البخاري" لابن عدي وفي التاريخ4 للخطيب في غير موضع أخبرني بها الحافظ أبو الفضل بن الحسين رحمه الله قال: "أخبرني محمد بن محمد5 قال: أنا أبو الفرج الحراني6/ أنا أبو الفرج ابن الجوزي ح وأخبرني/ الحافظ أبو الفضل

1 الزيادة من تاريخ بغداد.

2 كلمة "الثالث"سقطت من (ب) .

3 مقدمة ابن الصلاح ص91.

4 2/20- 21.

5 هو: محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي صدر الدين أبو الفتح هو أعلى شيخ عند العراقي من المصريين ولقد أكثر عنه، مات سنة 754. الدرر الكامنة 4/274.

6 هو: عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر الحراني الأصل أبو الفرج عالم بالحديث من فقهاء الحنابلة كان مسند الديار المصرية في عصره. من مؤلفاته السباعيات في الحديث والمعجم في أسماء الشيوخ الذين أجازوا له سبعة أجزاء، مات سنة 672. معجم المؤلفين 6/12، النجوم الزاهرة 7/244، شذرات الذهب 5/336 وصرح بسماعه من ابن الجوزي.

ص: 867

- أيضا - قال: أخبرني محمد بن إبراهيم1 أنا يوسف بن يعقوب الشيباني2 كتابة واللفظ له.

ح وقرأت على أحمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي3 قال: أنا الشناني4 قال: أنا أبو اليمن الكندي قال: أنا أبو منصور القراد قال: أنا الحافظ أبو بكر الخطيب ح وأنا غالب5 بن محمد النيسابوري بمكة إجازة عن أبي أحمد الطبري قال: إن علي بن الحسين كتب إليهم أنا الفضل بن سهل إجازة عن الخطيب حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي أنا أحمد بن الحسن الرازي6 قال سمعت أبا أحمد ابن عدي7 يقول: "سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة

1 محمد بن إبراهيم السياري الغرناطي المعروف بالبياني، مات سنة 753.

الدرر الكامنة 3/382، وقد أورد العراقي هذا الإسناد في شرح ألفيته 1/284- 285.

2 في (ر/أ)"الشاني".

3 هو: العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي من مؤلفاته تهذيب الكمال في 250 جزءا وكتاب الأطراف في بضعة وثمانين جزءا، مات سنة 742. تذكرة الحفاظ 4/1498- 1500.

4 من (ر/ب) وفي (ر/أ)"الشاني".

5 هذه الكلمة مشتبهة بين غالب بن محمد وبين عاليا بن محمد.

6 لعله أحمد بن الحسن بن حيدة الرازي، قال الخطيب: أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال قدم علينا شيخ من الري اسمه: أحمد بن الحسن بن حيدة كتبنا عنه عن محمد بن أيوب وغيره. تاريخ بغداد 4/90.

7 هو: الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ويعرف أيضا بابن القطان صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام. قال حمزة السهمي:"كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله"، مات سنة 265. تذكرة الحفاظ 3/940- 942، الأعلام للزركلي 4/239.

ص: 868

أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون1 ذلك البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خرسان وغيرهم من البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال البخاري:"لا أعرفه"، فسأله عن آخر فقال:"لا أعرفه" فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه، فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون:"فهم الرجل".

ومن منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ، ثم انتدب إليه رجل آخر من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر/ (ب352)، فقال:"لا أعرفه"، (فسأله عن آخر فقال:"لا أعرفه") 2 فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد/ (?172/أ) واحد فلما فرغ من عشرته والبخاري يقول: "لا أعرفه" ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على "لا أعرفه".

فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: "أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك رد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها فأقر الناس له بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.

سمعت شيخنا غير مرة يقول: ما العجب من معرفة البخاري بالخطأ من الصواب في الأحاديث لاتساع معرفته.

1 كذا في جميع النسخ وفي تاريخ بغداد "أن يلقوا".

2 ما بين القوسين سقط من (ب) .

ص: 869

وإنما يتعجب منه في هذا لكونه حفظ موالاة الأحاديث على الخطأ من مرة واحدة.

قلت: وممن كان معروفا بمعرفة ذلك يحيى بن معين، قال العجلي1:

ما خلق الله أحدا كان أعرف بالحديث من يحيى أحد2 كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت فيقول: هذا كذا وهذا كذا كما قال. وممن امتحنه تلاميذه3 الحافظ الجليل أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي4.

فقرأت في كتاب الصلة لمسلمة بن قاسم الأندلسي5 قال6:

1 هو الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي نزيل طرابلس الغرب، قال عباس الدوري: كنا نعده مثل أحمد ويحيى بن معين. مات سنة 261. تذكرة الحفاظ 2/56.

2 كذا في جميع النسخ وفي هامش (ر)"كذا في الأم" ويبدو أنه لا داعي لها.

3 في كل النسخ "تلامذه".

4 هو: الحافظ الكبير الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير، قال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطان:"أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ". تذكرة الحفاظ 3/833- 834، الأعلام للزركلي 7/210.

5 مسلمة بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم المالكي محدث، مؤرخ مشارك في بعض العلوم روى عن أبي جعفر الطحاوي وأحمد بن خالد من تصانيفه التاريخ الكبير. مات سنة 353. لسان الميزان 6/35، معجم المؤلفين 12/235.

6 هنا بياض في جميع النسخ وقد كتب في هامش (ر) و (ب)"بياض في الأم" ولعل الحافظ كتب أو أراد أن يكتب القصة الآتية: "قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدثين قال اقرأ من كتابك ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك وقلنا إما أن يكون من أحفظ الناس إما أن يكون من أكذب الناس، فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص، فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس". تذكرة الحفاظ 3/833- 834

ص: 870

ووقع/ (هـ172/ب) ذلك لمحمد بن عجلان روينا في المحدث الفاصل لأبي محمد الرامهرمزي1 قال حدثنا عبد الله بن القاسم بن نصر ثنا خلف بن سالم2 حدثني يحيى بن سعيد القطان: قدمت الكوفة وبها ابن عجلان وبها3 ممن يطلب الحديث مليح بن الجراح أخو وكيع وحفص بن غياث ويوسف بن خالد السمتي4، فقلنا5 نأتي ابن عجلان، فقال يوسف السمتي: هل نقلب عليه حديثه حتى ننظر فهمه قال: ففعلوا فما كان عن سعيد جعلوم عن أبيه وما كان عن أبيه جعلوه عن سغيد قال يحيى فقلت لهم: لا أستحل هذا، فدخلوا عليه فأعطوه الجزء فمر/ (ر163/أ) فيه فلما كان عند آخر الكتاب انتبه الشيخ، فقال: أعد فعرض ليه، فقال:"ما كان عن أبي فهو عن سعيد وما كان عن سعيد فهو عن أبي ثم أقبل على يوسف فقال: إن كنت أردت شيني6 وعيبي، فسلبك الله الإسلام وقال لحفص ابتلاك الله في دينك ودنياك".

1 هو الحافظ الإمام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي صاحب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي وله أيضا كتاب الأمثال سمع من موسى بن هارون وطبقته. مات سنة 360. تذكرة الحفاظ 3/905- 906، الأعلام للزركلي 2/309.

2 خلف بن سالم المخرمي - بتشديد الراء - أبو محمد المهلبي مولاهم السندي ثقة حافظ من العاشرة صنف المسند عابوا عليه التشيع ودخوله في شيء من أمر القاضي، مات سنة 231/س. تقريب 1/226، تهذيب التهذيب 3/153.

3 في كل النسخ "فيها" والتصويب من المحدث الفاصل والميزان.

4 يوسف بن خالد بن عمير السمتي - بفتح المهملة وسكون الميم بعدها مثناة - أبو خالد البصري مولى بني ليث تركوه، وكذبه ابن معين وكان من فقهاء الحنفية من الثامنة مات سنة 189/ق. تقريب 2/280.

5 في جميع النسخ "فكنا" والتصويب من المحدث الفاصل.

6 في كل النسخ "سبتي" والتصويب من المحدث الفاصل والميزان.

ص: 871

وقال لمليح: "لا نفعك الله بعلمك".

قال يحيى: "فمات مليح قبل أن ينتفع بعلمه، وابتلي حفص في بدنه بالفالج وفي دينه بالقضاء ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة"1.

وأما2 من وقع منه القلب على سبيل الوهم فجماعة يوجد بيان ما وقع لهم من ذلك في الكتب المصنفة في العلل.

وقد ذكر ابن الصلاح3 منه حديث جرير بن حازم4، عن ثابت عن أنس رضي الله عنه وهو من مقلوب افسناد.

ووقع لجرير هذا - أيضا - عن ثابت عن أنس رضي الله عنه حديث انقلب عليه متنه وهو ما ذكره الترمذي5 من طريقه عن ثابت

1 هذه القصة في المحدث الفاصل ص399، وميزان الاعتدال 3/645- 646، وفتح المغيث 1/256-257.

2 في (ر)"فأما".

3 مقدمة ابن الصلاح ص92 قال ابن الصلاح: "ومن أمثلته (أي المقلوب) ويصلح مثالا للمعلل ما روينا عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني". قال إسحاق بن عيسى فأتيت حماد بن زيد فسألته عن الحديث فقال: وهم أبو النضر إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبي عثمان معنا فحدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقيمت الصلاة

" فظن أبو النضر أنه فيما حدثنا به ثابت عن أنس؛ أبو النضر هو جرير بن حازم.

4 جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو النضر البصري ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، من السادسة مات سنة 170 بعدما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه/ع. تقريب 1/137.

5 أبواب الصلاة 373 باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر حديث 517 ثم ذكر الترمذي بعده ما نقله عنه الحافظ، د 2- كتاب الصلاة 240- باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر حديث 1120 قال أبو داود بعده: "الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير، ن 3/90، جه 5- كتاب الإقامة حديث 1117 كلهم من طريق جرير بن حازم عن ثابت عن أنس.

ص: 872

عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يكلم1 بالحاجة إذا نزل عن المنبر". قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث/ (ب345) جرير وسألت محمدا عنه فقال: "وهم جرير في هذا الحديث".

والصحيح ما روي عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال:

"أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي صلى الله عليه وسلم فما/ (?173/أ) زال يكلمه حتى نعس بعض القوم"2.

قال محمد: "والحديث3 هو هذا وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء"4.

تنبيه:

حديث حجاج بن أبي عثمان الذي ذكره المصنف أخرجه مسلم5 والنسائي6 من طريقه7، وما حكاه عن إسحاق بن عيسى رواه الخطيب في الكفاية بسنده إليه، ورواه أيضا أبو داود في كتاب المراسيل.

عن أحمد بن صالح عن يحيى عن حماد بن زيد به.

1 في جميع النسخ "يكلمه" والتصويب من مسلم.

2 الحديث في م 3 كتاب الحيض 33 باب الدليل على أن النوم الجالس لا ينقض الوضوء حديث 123، 124 من طريق عبد العزيز بن صهيب وحديث 126 من طريق حماد عن ثابت كلاهما عن أنس، د 1 كتاب الطهارة 80 باب في الوضوء من النوم حديث 201 من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، حم 3/160- 161، من طريق حماد عن ثابت عن أنس، 114،172 من طريق حميد عن أنس.

3 في (ب)"الحارث".

4 إلى هنا انتهى كلام الترمذي.

5 5- كتاب المساجد حديث 156 عن أبي قتادة: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني".

6 2/63.

7 أي من طريق الحجاج بن أبي عثمان.

ص: 873

تنبيه آخر:

127-

قول ابن الصلاح عند1 ذكر هذا المثال: "ويصلح مثالا للمعلل"2.

لا يخص هذا بهذا المثال، بل كل مقلوب لا يخرج عن كونه معللا أو شاذا؛ لأنه إنما يظهر أمره بجمع الطرق واعتبار3 بعضها ببعض ومعرفة من يوافق ممن يخالف فصار المقلوب أخص من المعلل والشاذ والله أعلم.

ومن أمثلته في الإسناد ما رواه ابن حبان في صحيحه4 من طريق مصعب بن المقدام5 عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمس الرجل ذكره بيمينه".

قال أبو حاتم في العلل6: "هذا وهم فيه مصعب، وإنما حدث به الثوري عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.

1 في (ب)"منه" وهو خطأ.

2 مقدمة ابن الصلاح ص92.

3 في (هـ)"فاعتبار".

4 انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 2/ل307/أ.

5 مصعب بن المقدام الخثعمي، مولاهم أبو عبد الله الكوفي صدوق له أوهام من التاسعة مات سنة 203/م ت س ق.

تقريب 2/252.

6 1/22) وفيه الحكم بالخطأ على مصعب من أبي حاتم وأبي زرعة ثم إنهما قالا: "إنما هو عن الثوري عن معمر عن يحيى بن أبي كثير". ولم يقولا عن هشام فلعله سبق قلم من الحافظ".

ص: 874

ومنها ما رواه1 من طريق يعلى بن عبيد عن سفيان الثوري عن منصور عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "قال ساق رسول صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل".

قال ابن أبي حاتم2: "سألت أبا زرعة عنه فقال: هذا خطأ إنما هو الثوري عن ابن أبي ليلى3 عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما فالخطأ فيه من يعلى بن عبيد".

فإن قيل: إذا كان الراوي ثقة فلم لا يجوز أن يكون للحديث إسنادان عند شيخه حدث بأحدهما (مرويا وبالآخر مرارا)

قلنا هذا التجويز لا ننكره؛ لكن مبنى هذا العلم على غلبة الظن

1 هنا بياض في جميع النسخ لم يذكر من رواه وفي هامش (هـ) و (ر)"ينظر الطهارة" من زوائد "ح"، (ب) . وفي هامش (ر) بعد هذا الكلام "كذا في الأم" وقد بحثت عن هذا الحديث بهذا الإسناد فلم أجده إلا في السنن الكبرى للبيهقي 5/230 قال: أخبرناه أبو طاهر الفقيه أنا أبو عثمان البصري والعباس بن محمد بن قوهيار قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد عن سفيان عن منصور عن مقسم عن ابن عباس فذكره. فلعل الراوي الذي ترك له البياض هو البيهقي - والله أعلم -.

2 العلل 1/295.

3 حديث ابن أبي ليلى هذا في جه 25- كتاب المناسك 98 باب الهدي من الإناث والذكور حديث 3100، حم 1/234، 269 كلاهما من طريق سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم به وكذلك البيهقي في السنن الكبرى 5/230 من الطريق المذكور. انظر تحفة الأشراف 5/244 حديث 6481 وعزاه لابن ماجه فقط عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد كلاهما عن وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى به. وهو إسناد صحيح.

4 ما بين قوسين كذا في جميع النسخ ولعل الصواب: فحدث بأحدهما مرة وبالآخر مرة.

ص: 875

وللحفاظ طريق معروفة في الرجوع في مثل هذا وإنما/ (هـ173/ب) يعول1 في/ (ر164/أ) ذلك منهم2 على النقاد المطلعين3 منهم كما مضى ويأتي ولهذا كان كثير منهم يرجعون عن الغلط إذا نبهوا عليه كما رويناه في تاريخ عباس بن محمد الدوري4 عن يحيى بن معين قال: حضرت مجلس نعيم بن حماد5 بمصر، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه، قال فقرأ ساعة، ثم قال: ثنا ابن المبارك عن ابن عون، فذكر أحاديث، فقلت له:"ليس هذا عن ابن المبارك فغضب وقال: ترد علي؟ "

قلت: "نعم أريد زينك، فأبى أن يرجع".

فقلت: "والله ما سمعت أنت هذه الأحاديث من ابن المبارك من6 ابن عون"، فغضب هو وكل من كان عنده، وقام فدخل البيت فأخرج صحائف، فجعل يقول:"نعم يا مبارك ما غلطت"7 وكانت هذه الصحائف يعني مجموعة، فغلطت، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما رواها لي عن ابن عون غير ابن المبارك. قال فرجع عنها8.

وكما روينا في ترجمة البخاري تصنيف وراقه محمد بن أبي حاتم أنه سمعه يقول:

1 في (ب)"يقول" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه من (?) و (ر) .

2 كلمة "منهم" هذه في جميع النسخ ويبدو أنه لا داعي لها.

3 في (ر)"المطلقين" بالقاف والظاهر أن الصواب ما في (هـ) و (ب) .

4 العباس محمد بن حاتم الدوري، أبو الفضل البغدادي، ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة 271/4. تقريب 1/399، الكاشف 2/68.

5 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد الله المروزي صدوق يخطئ كثيرا فقيه عارف بالفرائض من العاشرة. مات سنة 228/خ فق د ت ق. الكاشف 3/207.

6 كذا في جميع النسخ ولعلها "عن".

7 في الكفاية ص146 "نعم يا أبا زكريا غلطت".

8 هذه القصة في الكفاية ص146 ولم أجدها في تاريخ ابن معين.

ص: 876

"خرجت من الكتاب ولي عشر سنين فجعلت أختلف إلى الداخلي يعن فقال يوما وهو يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير [عن إبراهيم] 1 فقلت له/ (ب356) : يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يروه عن إبراهيم فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك.

فدخل ونظر فيه، ثم خرج فقال لي:"كيف قلت يا غلام فقلت: هم الزبير بن عدي عن إبراهيم". فقال: "صدقت وأخذ القلم مني فأحكم كتابه"2 قال: "وكان للبخاري يومئذ إحدى عشرة سنة".

ومن أمثلته في المتن ما رواه الحاكم3 من طريق محمد بن محمد بن حبان، عن أبي الوليد4 عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط/ (ر164/ب)

" الحديث. قال الحاكم: "انقلب على ابن حبان، وإنما روى أبو الوليد بهذا الإسناد حديث:"ما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده"5.

1 الزيادة من تاريخ بغداد.

2 هذه القصة في تاريخ بغداد 2/7.

3 معرفة علوم الحديث ص59.

4 هو هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي البصري، ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة 227/ع. تقريب 2/319، تهذيب التهذيب 11/45- 47.

5 عبارة الحاكم: "هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من حديث مالك، وإنما أريد بهذا الإسناد "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم لله بها": ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو فلم أقف عليه اللهم إلا أن أكبر الظن على ابن حبان البصري على أنه صدوق مقبول".

فأنت ترى أن الحاكم لم يقل: "وإنما روى أبو الوليد بهذا الإسناد" وإنما قال: "إنما أريد بهذا الإسناد". ولقد بحثت كثيرا لأجد هذا الحديث "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم

" الحديث من رواية الوليد فلم أجده وإنما وجدته من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة في حم 7/232، ود 35 كتاب الأدب 5 باب في التجاوز في الأمر حديث 4786.

ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في م 43 كتاب الفضائل 20 باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام حديث 79، 9- كتاب النكاح 51- باب ضرب النساء حديث 1984، حم 6/229، د ي 2/70 حديث 2224، والترمذي في مختصر الشمائل ص373.

ص: 877

ومما وقع فيه قلب في المتن دون الإسناد ما رواه/ (هـ173/أ) أبو داود1 في السنن من حديث أبي عثمان عن بلال رضي الله عنه أنه قال: "يا رسول الله لا تسبقني بآمين".

فإن الحاكم رواه في مستدركه2 من هذا الوجه بلفظ: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبقني بآمين". والمحفوظ الأول.

وذكر شيخنا شيخ الإسلام في محاسن الاصطلاح3 له، من أمثلته ما رواه ابن خزيمة4 من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

1 2 كتاب الصلاة 172 حديث 973، وأورده المزي في التحفة (2/563)، حديث 2044 وعزاه لأبي داود من طريق إسحاق بن راهوية عن وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان به. والواقع كذلك. ثم قال المزي بعده: "رواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: قال بلال

مرسل. وهكذا رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان مرسلا". وروى الحديث حم 6/12 من طريق محمد بن فضيل. و6/15 من طريق شعبة كلاهما عن عاصم عن أبي عثمان قال: قال بلال يارسول الله مرسلا.

2 1/219 ثم قال الحاكم عقبه: "هذا صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي وهذه غفلة منهما.

3 راجعت محاسن الاصطلاح نوع المقلوب فلم أجد هذا الكلام.

4 1/211، حم 6/186.

ص: 878

"إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال". وكان بلال لا يؤذن حتى يرى الفجر.

قال شيخنا: هذا مقلوب والصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها: "أن بلالا رضي الله عنه يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت"1.

قال شيخنا: وما تأوله ابن خزيمة من أنه يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جعل الأذان نوبا بين بلال وابن/ (ب357) أم مكتوم2 رضي الله عنهما بعيد وأبعد منه جزم ابن حبان بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك3.

قلت: وهذا الحديث بالسياق الأول أخرجه ابن خزيمة من طريق4.

وله طريق أخرى أخرجها أحمد في مسنده5 وابن خزيمة6 - أيضا -

1 في خ 10- كتاب الأذان 13- باب الأذان قبل الفجر حديث 663، 30- كتاب الصوم 17- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال" حديث 1919، م 13- كتاب الصيام حوالة على حديث 38، وابن خزيمة 1/210، ن 2/10، د ي 1/215 حديث 1193، حم 6/44، 45. هذا ولم أجد لفظ "أصبحت أصبحت" إلا في حديث ابن عمر في خ 10- كتاب الأذان 11- باب أذان الأعمى حديث 617.

2 كلام ابن خزيمة هذا في صحيحه 1/212.

3 وكلام ابن حبان في الإحسان 5/ ل178/أمثل كلام ابن خزيمة.

4 هنا بياض في جميع النسخ، وفي هامش (ر) "قال في الأم: بياض في الأصل". وفي هامش (ب) "بياض في الأصل" والإسناد المشار إليه في صحيح ابن خزيمة 1/211 قال ابن خزيمة: أخبرنا أبو طاهر. نا أبو بكر. نا محمد بن يحيى. نا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن هاشم عن عروة عن أبيه عن عائشة. وذكر الحديث.

5 6/433.

6 في صحيحه 1/210.

ص: 879

وابن حبان من طريق1.

خبيب بن2 عبد الرحمن عن عمته أنيسة3 رضي الله عنها قالت: قال رسول الله/ (ر165/أ) صلى الله عليه وسلم: "إذا أذن ابن أم مكتوم، فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا "، فإن كانت المرأة منا ليبقى عليها4 شيء من سحورها، فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري5.

قال ابن الجوزي في جامع المسانيد: "كأن هذا مقلوب".

قلت: ورواة شعبة6 عن خبيب بن عبد الرحمن على الشك قال: عن أنيسة أن ابن مكتوم أو بلال7.

1 هنا بياض في (ر) و (هـ) والحديث قد أخرجه أحمد من ثلاث طرق مدارها على شعبة ومنصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة. وابن خزيمة أخرجه من طريق منصور بن زاذان عن خبيب عن عبد الرحمن به، أما (ب) فقال فيها عن سعيد بن حبيب وهو خطأ. وهذا وحديث أنيسة في الإصابة أيضا 4/238، ن/10.

2 في (ر) و (هـ)"عن" وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري أبو الحارث المدني ثقة من الرابعة مات سنة 132.

تقريب 1/222، تهذيب التهذيب 3/136.

3 أنيسة - بالتصغير - ابنة خبيب بن يساف الأنصارية صحابية نزلت البصرة لها حديث/س. تقريب 2/590، الإصابة 4/238

4 في جميع النسخ "علينا" والصواب ما أثبتناه.

5 انظر الإحسان 5/ ل178/أ.

6 في جميع النسخ "سعيد" والصواب ما أثبتناه والسياق يؤيده.

7 رواه حم 6/433، وابن خزيمة نفسه في صحيحه 1/211 كلاهما من طريق شعبة به، حم6/344 من طريق عفان، وابن خزيمة 1/212 من طريق يزيد بن زريع كلهم عن شعبة عن خبيب عن عمته مرفوعا بلفظ: "قال ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال أو ابن أم مكتوم

" واللفظ لابن خزيمة.

ص: 880

وإذا كان شعبة أتقن - وهو من غيره - حفظ عن خبيب فيه الشك فذاك دليل على أن خبيبا لم يضبطه، فلا يحتاج إلى تكلف الجمع الذي جمعه ابن خزيمة، ثم هجم1 ابن حبان فجزم به، والله الموفق للصواب.

ومن هذا الباب ما رواه البزار2 من طريق ابن عيينة، عن سالم أبي النضر3، عن بسر بن سعيد قال:"أرسلني أبو جهيم4 إلى زيد بن خالد5 أسأله عن المار بين يدي المصلي".

1 من (ب) وفي (ر) و (هـ)"هجو" وفي هامش (ر)"ظ هجوم".

2 أنظر مجمع الزوائد 2/61 فإن الهيثمي أورده فيه وقال: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" والحديث أيضا في جه 5- كتاب الصلاة 375- باب المرور بين يدي المصلي حديث 944 من طريق ابن عيينة به لكن فيه قال: "أرسلوني إلى زيد بن خالد". وقال المزي في تحفة الأشراف 3/231 عقب حديث بسر "أرسلوني إلى زيد بن خالد":

"وتابعه - يعني هشام بن عمار - أبو بكر بن أبي شيبة وغير واحد عن سفيان"، وكذلك قال عبد الرزاق عن الثوري ومالك عن أبي النضر فرجعت إلى مصنف ابن أبي شيبة فوجدت فيه:"عن بسر بن سعيد عن عبد الله بن جهيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المار بين يدي المصلي

" الحديث. وإلى مصنف عبد الرزاق 2/19 فوجدت فيه عن بسر بن سعيد قال: أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم. فنرى ما في الكتابين موافقا للرواية المحفوظة عكس ما قال المزي، ولا ندري أوقع خطأ في الكتابين فينظر.

3 سالم بن أبي أمية أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني ثقة، ثبت، وكان يرسل من الخامسة، مات سنة 149/ع. تقريب 1/279، الكاشف 1/343.

4 في كل النسخ "إلى أبي جهم" والصواب جهيم بالتصغير كما في الصحيحين وغيرهما.

5 زيد بن خالد الجهني المدني صحابي مشهور، مات بالكوفة سنة 68 أو 70/ع. تقريب 1/274، الإصابة 1/547.

ص: 881

فإن الحديث في الصحيحين1 وغيرهما2 من طريق مالك عن أبي النضر بلفظ: "أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم".

ومنها ما وقع في الصحيح3 من رواية يحيى بن سعيد، عن هشام عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه في السبعة الذين يظلهم الله في عرشه..

فذكر منهم: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله". كذا رواه، والمحفوظ من طرق أخرى في الصحيح4 "حتى لا تعلم شماله ما تنفق (ب358) يمينه".

1 في خ 8- كتاب الصلاة 101 باب إثم المار بين يدي المصلي حديث 510 م 4- كتاب الصلاة 48- باب منع المار بين يدي المصلي حديث 261.

2 د 2- كتاب الصلاة حديث 701، ت أبواب الصلاة 251- باب ما جاء في كراهة المرور بين يدي المصلي حديث 336، ن 2/52، ط 9- كتاب قصر الصلاة 10- باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي حديث 34- كلهم من طريق مالك عن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم، جه كتاب إقامة الصلاة حديث 945 من طريق سفيان عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد به. وانظر تحفة الأشراف 3/231.

3 يعني صحيح مسلم 12- كتاب الزكاة 30- باب فضل إخفاء الصدقة حديث 91 ولكنه من طريق يحيى بن سعيد، عن عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا، فقول الحافظ كما في جميع النسخ: عن يحيى بن سعيد عن هشام عن محمد خطأ، بدليل قول الحافظ نفسه "لم نجده عن أبي هريرة إلا من رواية حفصن ولا عن حفص إلا من رواية خبيب. فتح الباري 2/147) ، ثم قال: "نعم، أخرجه البيهقي في الشعب من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

4 خ10- كتاب الأذان 36- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة حديث 660 من طريق محمد بن بشار، 24- كتاب الزكاة 16- باب الصدقة باليمين حديث 1423 عن مسدد 81- كتاب الرقائق 24- باب البكاء من خشية الله حديث 6479 عن محمد بن بشار أيضا كلاهما عن يحيى بن سعيد عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وفيه:"حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

وفي خ أيضا 68- كتاب الحدود 19- باب من ترك الفواحش حديث 6806، ن 8/196 من طريق عبد الله بن المبارك عن عبيد الله عن خبيب به، ط 51- كتاب الشعر باب ما جاء في المتحابين في الله حديث 14، ت 37- كتاب الزهد 53- باب ما جاء في الحب في الله حديث 2391 من طريق مالك عن خبيب به، حم 2/439 عن يحيى به، ت أيضا تابع حديث 2391 عن سوار بن عبد الله العنبري ومحمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله به. وفيها كلها "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". وإذن من وهم في الحديث وحصل منه هذا القلب؟

قال القاضي عياض: "يشبه أن يكون الوهم ممن دون مسلم". وجوز الحافظ أن يكون من شيخ مسلم وهو زهير أو شيخ شيخه وهو يحيى القطان ولاستيفاء الأقوال انظر فتح الباري 2/146.

ص: 882

فاليمين آلة الإنفاق لا الشمال، لكن حمل بعضهم هذا على ما إذا كان الإنفاق باليمين مستلزما إظهار الصدقة، والإنفاق بالشمال يستلزم إخفاءها، فإن الإنفاق بالشمال والحالة هذه يكون أفضل من الإنفاق باليمين.

ومن ذلك ما وقع في صحيح ابن/ (ر165/ب) حبان1.

"مستقبل الكعبة مستدبر الشام".

ومن ذلك ما روى مسلم في صحيحه2 قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير3 ثنا أبي ووكيع عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال [وكيع] 4 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن نمير في حديثه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

1 انظر الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 2/ 302/أ.

2 1- كتاب الإيمان 40- باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، حديث 150.

3 محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني - بسكون الميم - الكوفي أبو عبد الرحمن ثقة فاضل من العاشرة، مات سنة 134/ع. تقريب 2/180، الكاشف 3/65.

4 الزيادة من صحيح مسلم.

ص: 883

"من مات يشرك بالله شيئا دخل النار".

وقلت أنا: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".

فرواه أبو عوانة في صحيحه1 المستخرج على مسلم قال: حدثنا علي بن حرب2 ثنا وكيع وأبو معاوية3 عن الأعمش بهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، وقلت أنا:"من مات يشرك بالله شيئا دخل/ (هـ175/أ) النار".

قال أبو عوانة: "لفظ أبي معاوية".

وهذا مقلوب، فإن الحديث في "صحيح البخاري"4 من طريق حفص بن غياث وأبي حمزة السكري5، وكذا رواه النسائي6 من طريق شعبة وابن خزيمة7 أيضا من حديث ابن نمير كلهم عن الأعمش، وأخرجه ابن خزيمة8 أيضا عن سلم بن جنادة9 وأبي موسى محمد بن المثنى كلاهما عن أبي معاوية كما ساق أبو عوانة. قال ابن خزيمة:

1 1/17.

2 علي بن حرب بن عبد الرحمن الجنديسابوري - بضم الجيم وسكون النون وفتح المهملة بعدها تحتاني ساكنة - ثقة من الحادية عشرة/تمييز. تقريب 2/33.

3 هو محمد بن خازم - بمعجمتين - أبو معاوية الضرير، الكوفي عمي وهو صغير، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره من كبار التاسعة، مات سنة 195/ع. تقريب 2/157، الكاشف 3/37.

4 32- كتاب الجنائز حديث 1238، 65- التفسير حديث 4497 والسكري في إسناد الأخير.

5 هو: محمد بن ميمون المروزي، ثقة فاضل من السابعة، مات سنة 167/ع. تقريب 2/212.

6 في الكبرى: انظر تحفة الأشراف 7/41.

7 التوحيد ص360 وفيه قلب ابن نمير المتن على ما رواه أبو معاوية، ويظهر من السياق أنه خطأ وأن القلب حصل من أبي معاوية.

8 التوحيد ص359.

9 في جميع النسخ "مسلم بن جنادة" والصواب ما أثبتناه وهو: سلم بن جنادة بن سلم السوائي - بضم المهملة - أبو السائب، الكوفي ثقة ربما خالف من العاشرة، مات سنة 254/ت ق. تقريب 1/313.

ص: 884

"قلبه أبو معاوية والصواب حديث شعبة".

قلت: وقد رواه ابن خزيمة1 وابن حبان من طريقين آخرين غير طريق الأعمش.

وأما ابن خزيمة فمن طريق/ (ب359) سيار أبي الحكم2.

وأما ابن حبان3 فمن طريق المغيرة بن مقسم4 كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة وهو الصواب5.

ومثال ما وقع في القلب في الإسناد والمتن معا. ما رواه الحاكم6 من طريق المنذر بن عبد الله الحزامي7، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الله بن/ (ر166/أ) دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك

" الحديث.

1 التوحيد ص360.

2 سيار أبو الحكم العنزي - بنون وزاي - وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، ثقة من السادسة، مات سنة 122/ع. تقريب 1/343، تهذيب التهذيب 4/191- 192.

3 انظر الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 1/ ل163/أوهو كما ذكر الحافظ.

4 مغيرة بن مقسم - بكسر الميم - الضبي، مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم، من السادسة، مات سنة 136 على الصحيح/ع. تقريب 2/270، الخلاصة ص358.

5 كذا في جميع النسخ ولعله "على الصواب" أي من جعل الوعيد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والوعد من كلام ابن مسعود.

6 معرفة علوم الحديث ص118.

7 المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الحزامي الأسدي مقبول من الثامنة، مات سنة 181/س. تقريب 2/274.

ص: 885

قال الحاكم1: "وهم فيه المنذر، والصحيح ما رواه الجماعة عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم -كان إذا افتتح الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض.." 2 الحديث.

قلت: وهو في صحيح مسلم3 وغيره4 من هذا الوجه على الصواب.

فهذه أمثلة أقسام المقلوب، فقد أتيت على شرحها بحمد الله تعالى، والله الموفق.

128-

قوله (ص) : "قد وفينا بما سبق الوعد بشرحه من الأنواع الضعيفة"5.

1 معرفة علوم الحديث ص118.

2 عبارة الحاكم بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول الذي وقع فيه الوهم: "قال أبو عبد الله: لهذه الحديث علة صحيحة، والمنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه.." ثم ساق إسناده إلى عبد العزيز بن أبي سلمة قال: ثنا عبد الله بن الفضل الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة، فذكر الحديث بغير هذا اللفظ وهذا مخرج في صحيح مسلم. معرفة علوم الحديث ص118.

3 6- كتاب المسافرين 26- باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث 201، 202 من طريق عبد الرحمن الأعرج ولا ذكر لعبد الله بن الفضل الأعرج ثم هو ليس من رجال الستة ولم أقف له على ترجمة في كتب التراجم، فقول الحافظ: قلت: هو في صحيح مسلم وغيره من هذا الوجه وهم منه وسبق قلم.

4 في د 2- كتاب الصلاة 121- حديث 760، ت دعوات 32- باب حديث 3421، 3422، 3423، ن 2/100 في كل هذه المواضع عن عبد الرحمن الأعرج به. وانظر تحفة الأشراف 7/427.

5 مقدمة ابن الصلاح ص38، 92.

ص: 886

قلت: يشير بذلك على قوله في آخر الكلام على نوع الضعيف: "والذي له لقب خاص.. من ذلك الموضوع والمقلوب

في أنواع سيأتي عليها الشرح"1.

وإذا كان كذلك، فلا يعترض عليه بأن بعض الأنواع التي أوردها من بعد نوع الضعيف وهلم جرا/ (?175/ب) فيها ما لا يستلزم الضعف، لأنا نقول إنما قال المصنف: إنه يشرح أنواع الضعيف وهو قد فعل ولم يقل: إنه لا يشرح إلا الأنواع الضعيفة حتى يعترض عليه بمثل المسند والمتصل وما أشبه ذلك مما لا يستلزم الضعف.

129-

قوله (ص) : "إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف/ (ب360) فلك أن تقول: هذا ضعيف، وتعني أنه بذلك الإسناد ضعيف، وليس لك أن تعني به ضعف المتن بناء على مجرد ذلك الإسناد" إلى آخره.

قلت: إذا بلغ الحافظ المتأهل الجهد وبذل الوسع في التفتيش على ذلك المتن من مظانه، فلم يجده إلا من تلك الطريق الضعيفة، فما المانع له من الحكم بالضعف بناء على غلبة ظنه، وكذلك إذا وجد كلام إمام من أئمة الحديث قد جزم بأن فلانا تفرد به، وعرف المتأخر أن فلانا المذكور قد ضعف بتضعيف قادح، فما الذي يمنعه من الحكم بالضعف، والظاهر أن المصنف مشى على أصله في تعذر استقلال المتأخرين بالحكم على الحديث بما يليق به والحق خلافه كما قدمناه.

وقول المصنف: "فإن أطلق ولم يفسر ففيه كلام يأتي".

يعني به النوع الذي يليه في آخر الفائدة الثالثة منه.

قوله: "يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع

"2 إلى أن قال:

1 مقدمة ابن الصلاح ص92.

2 مقدمة ابن الصلاح ص93.

ص: 887

"وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وغيرهما"1.

قلت: لفظ أحمد في ذلك ما رواه الميموني عنه أنه قال: "الأحاديث الرقائق تحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم"2.

وقال أبو الفضل العباس بن محمد الدوري: "سئل أحمد بن حنبل وهو على باب النضر بن هاشم بن القاسم فقيل له:

يا أبا عبد الله! ما تقول في موسى بن عبيدة3 ومحمد بن إسحاق؟ فقال: "أما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس، ولكن حدث بأحاديث مناكير4 عن عبد الله بن دينار.

وأما محمد بن إسحاق فرجل تكتب عنه هذه الأحاديث - يعني المغازي - ونحوها. فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما5 هكذا وقبض أصابع يديه الأربع"6.

قال ناسخ (ر)"هذا آخر ما وجد بخطه رحمه الله".

1 مقدمة ابن الصلاح ص93.

2 انظر الكفاية للخطيب ص143.

3 موسى بن عبيدة - بضم أوله - الربذي - بفتح الراء والموحدة ثم المعجمة - أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولاسيما في عبد الله بن دينار وكان عابدا من صغار السادسة، مات سنة 153/ت ق. تقريب 2/286، ميزان الاعتدال 4/213.

4 في كل النسخ "هنا كثير".

5 في كل النسخ "قوة".

6 انظر دلائل النبوة للبيهقي 1/33- 34 وفيه "قبض أبو الفضل - يعني العباس - على أصابع يده الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام".

ص: 888

وافق الفراغ من رقم هذه النسخة عصر يوم الخميس لعله خامس وعشرين شهر شعبان أحد شهور سنة (1157) .

وقال في الهامش موضحا قوله: "هذا آخر ما وجد بخطه": "أي الحافظ ابن حجر رحمه الله". ثم كتب في الهامش أيضا: "في الأم ما لفظه بلغ مقابلة على الأصل الذي كتب من أصل المصنف، أهـ. وبلغ بحمد الله مقابلة على الأم المذكورة على يد مالكه الفقير إلى الله حامد بن حسن شاكر عفا الله عنهما آمين".

ثم كتب أيضا: "بعناية مالكه الفقير إلى الله الفقيه الفاضل حامد بن حسن شاكر حماه الله تعالى وأفهمه معانيه".

وقال ناسخ (هـ) : "هذا آخر ما وجد بخطه رحمه الله وافق الفراغ من نقله لآخر يوم الإثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر عام 1164 بمحروس مدينة صنعاء وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم".

ثم كتب في الهامش "بلغ مقابلة على الأصل، والأصل قال فيها بلغ مقابلة على الأصل الذي كتب المصنف، كتبه عبد الرحيم بن شاه واد اللاهوري ثم المدني حامدا مصليا مسلما سنة 1071 ولله الحمد على منه وبلوغ تمامه".

وفي آخر (ر/ب)"انتهى الموجود من النكات على النسخة المنقولة على الأم والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم" ولم يذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.

ص: 889