الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الخامس عشر: معرفة الاعتبار
102-
قوله (ص) : "معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد"1.
قلت: هذه العبارة توهم أن الاعتبار قسيم للمتابعة والشاهد وليس كذلك، بل الاعتبار هو2: الهيئة الحاصلة في الكشف عن المتابعة والشاهد،
وعبى هذا فكان حق العبارة أن يقول: معرفة الاعتبار للمتابعة والشاهد.
وما أحسن قول شيخنا في منظومته:
الاعتبار سبرك الحديث هل
تابع رأو غيره فيما حمل
فهذا سالم من الاعتراض. - والله أعلم -.
103-
قوله (ص) 3: "مثال للمتابيع والشاهد" فذكر/ (? 124أ) حديث سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما حديث "أو أخذوا إهابها/ (ب250") 4.
وذكر أن شاهده عن عبد الرحمن بن وعلة 5 عن ابن عباس رضي الله عنه حديث "أيما إيهاب دبغ فقد طهر"6.
1 مقدمة ابن الصلاح ص 74.
2 في كل النسخ "هي" والصواب ما أثبتناه.
3 مقدمة ابن الصلاح ص 76.
4 في م 3- كتاب الحيض 27- باب الطهارة جلود الميتة بالدباغ حديث 102، 103، ن 7: 152 ومقدمة ابن الصلاح 76.
5 عبد الرحمن بن وعلة - بفتح الوأو وسكون المهملة- المصري صدوق من الرابعة / م 4. تقريب 1/502.
6 م 3- كتاب الحيض 27- باب الطهارة جلود الميتة حديث بالدباغ حديث 105، 106،107، د 26- كتاب اللباس، 41- باب في إهاب الميتة حديث 4123، ت 25- كتاب اللباس حديث 1728 كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن ابن وعلة عن ابن عباس، د ي 2/13 حديث 1991،1992، حم 1/219.
وهذا فيه أمران:
أحدهما: أنه ليس مثالا للمتابعة التامة إذ (من شرط التامة عنده أن يتابع نفس الراوي لا شيخه كما/ (ر 111/أ) قال) 1 أولا أن يروي ذلك الحديث بعينه عن أيوب غير حماد.
قال: فهذه المتابعة التامة، وأن شيخ الراوي إذا توبع أو شيخ شيخه، قد يطلق اسم المتابعة، لكن تقصر الأولى بحسب البعد.
وإذا تقر هذا، فالمثال ليس مطابقا2 للمتابعة التامة.
لأن سفيان بن عيينة لم يتابعه أحد عن عمرو على ذكر الدباغ وإنما توبع شيخه عمرو عن عطاء.
الثاني: أنه ليس بمطابق - أيضا - لما تقدم من أن المتابعة (لمن) 3 دون الصحابي.
وأن الشاهد أن يروى حديث آخر بمعناه يعني من حديث صحابي آخر وإن إطلاق4 الشاهد على غير ذلك قليل، لأن كلا من المتابع والشاهد اللذين أوردهما من حديث صحابي واحد وهو ابن عباس رضي الله عنهما.
وفي/ (ي 210) الحقيقة عبد الرحمن بن وعلة5 قد تابع عطاء في روايته عن ابن عباس رضي الله عنهما هذا الحكم.
وإذا تقرر هذا، فلنذكر مثالا للمتابعة والشاهد سالما من هذا الاعتراض وهو ما رواه الشافعي في "الأم"6 عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
1 ما بين قوسين سقط من (ب) .
2 في (ر) و (هـ)"مطلقا".
3 في (ر) و (?)"يمكن" وقد كتب ناسخاهما فوق كلمة يمكن (ظ) لمن وفي (ب)"يمكن أن تكون" والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
4 في (ر) و (ي) و (?) الخلاف والصواب ما أثبتناه وهو من هامش (ر) ومن (ب) .
5 تقدمت قريبا روايته.
6 2/94 عن مالك به.
- رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال/ (?124 /ب) : "الشهر تسع وعشرون فلا تصموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".
فإن الحديث المذكور في جميع الموطآت1 عن مالك بهذا الإسناد بلفظ، "فإن غم عليكم فاقدروا له".
فأشار البيهقي2 إلى أن الشافعي تفرد بهذا اللفظ عن مالك فنظرنا فإذا البخاري3 قد روى الحديث في صحيحه/ (ب 251) فقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما فساقه باللفظ الذي ذكره الشافعي سواء فهذه متابعة تامة في غاية الصحة. لرواية/ (ر111/ب) الشافعي رضي الله عنه والعجب كيف خفيت عليه؟
ودل [هذا] 4 على أن مالكا رواه عن عبد الله بن دينار باللفظين معا.
1 ط 18- كتاب الصيام حديث 2.
2 روى البيهقي هذا الحديث من طرق عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما "الشهر تسع وعشرون
…
" وفيه "فإن غم عليكم فاقدروا له" ثم رواه من طريق روح عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر وفيه "فإن غم عليكم فاقدروا له" ثم قال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي عن مالك إلا أنه قال: "فأكملوا العدة ثلاثين" ثم رواه من طريق الشافعي عن مالك به وفيه "فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" ثم قال: ورواية الجماعة عن مالك على اللفظ الأول - يعني اقدروا له - ثم قال: وإن كانت رواية الشافعي والقعنبي من جهة البخاري محفوظة فيحتمل أن يكون مالك رواه على اللفظين جميعا. فأين الإشارة إلى أن الشافعي رضي الله عنه تفرد به وقد اتضح لنا أن رواية القعنبي في البخاري لم تخف على البيهقي فلا محل للتعجب منه. لا سيما وقد ساق لروايتي الشافعي والقعنبي متابعة من حديث ابن عمر وشواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس وجابر وأبي بكرة وعائشة رضي الله عنهم. انظر البيهقي 4/204-206 لهذا البحث.
3 30- كتاب الصوم 11- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا
…
حديث 1907.
4 الزيادة من (ي) .
وقد توبع عليه عبد الله بن دينار من وجهين عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أحدهما: أخرجه مسلم1 من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر - فذكر الحديث وفي آخره:"فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين".
والثاني: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2 من طريق عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ: "فإن غم عليكم فكملوا ثلاثين".
فهذه متابعة - أيضا - لكنها ناقصة.
وأما شاهده فله شاهدان:
شاهد لحديث الشافعي:
أحدهما: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاري3 عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: "فإن غمي4 عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
وثانيهما: من/ (125/أ) حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه النسائي5 من رواية عمرو بن دينار عن محمد بن حنين عن/ (ي211) ابن عباس
1 13- كتاب الصيام 2- صوم رمضان لرؤية الهلال حديث 3.
2 3/202 حديث 1909 والبيهقي في السنن الكبرى 4/205.
3 30- كتاب الصوم 11- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصموا. حديث 1909 والبيهقي في السنن الكبرى 4/205
4 هكذا في جميع النسخ وفي البخاري فإن غبي.
5 4/107، ط 18- كتاب الصوم حديث 3 من طريق ثور بن زيد عن ابن عباس، ت6- كتاب الصوم 5- باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والإفطار له عن ثوربه والبيهقي في السنن الكبرى 4/206 قال رواه عكرمة ومحمد بن حنين. هذا وللحديث شواهد أخرى عن جابر وأبي بكرة وعائشة رواها البيهقي في الكبرى 4/206 وحديث عائشة في صحيح ابن خزيمة 3/203 حديث 1910.
- رضي الله عنهما بلفظ حديث ابن دينار عن ابن عمر - رضي الله عهما -.
فهذا مثال صحيح بطرق صحيحة للمتابعة التامة، والمتابعة الناقصة. والشاهد باللفظ والشاهد بالمعنى - والله الموفق سبحانه -.