المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس والسبعون في جوامع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذاته لا غنى للمرء عنها - الوابل الصيب - ط دار الحديث

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌السعادة بثلاث: شكر النعمة، والصبر على البلاء، والتوبة من الذنب

- ‌استقامة القلب

- ‌(دلائل تعظيم الأمر والنهي)

- ‌الالتفات في الصلاة

- ‌والمقبول من العمل قسمان

- ‌والناس في الصلاة على مراتب خمسة:

- ‌(أنواع القلوب)

- ‌(خلوف فم الصائم)

- ‌(الصدقة وآثارها)

- ‌ذكر الله وفوائده

- ‌وفي الذكر أكثر من مائة فائدة:

- ‌(إحداها)

- ‌(الثانية)

- ‌(الثالثة)

- ‌(الرابعة)

- ‌(الخامسة)

- ‌(السادسة)

- ‌(السابعة)

- ‌(الثامنة)

- ‌(التاسعة)

- ‌(العاشرة)

- ‌(الحادية عشرة)

- ‌(الثانية عشرة)

- ‌(الثالثة عشرة)

- ‌(الرابعة عشرة)

- ‌(الخامسة عشرة)

- ‌(السادسة عشرة)

- ‌(السابعة عشرة)

- ‌(الثامنة عشرة)

- ‌(التاسعة عشرة)

- ‌(العشرون)

- ‌(الحادية والعشرون)

- ‌(الثانية والعشرون)

- ‌(الثالثة والعشرون)

- ‌(الرابعة والعشرون)

- ‌(الخامسة والعشرون)

- ‌(السادسة والعشرون)

- ‌(السابعة والعشرون)

- ‌(الثامنة والعشرون)

- ‌(التاسعة والعشرون)

- ‌(الثلاثون)

- ‌(الحادية والثلاثون)

- ‌(الثانية والثلاثون)

- ‌(الثالثة والثلاثون)

- ‌(الرابعة والثلاثون)

- ‌(الخامسة والثلاثون)

- ‌الذكر وحقيقة النور الإلهي

- ‌(السادسة والثلاثون)

- ‌(السابعة والثلاثون)

- ‌(الثامنة والثلاثون)

- ‌(التاسعة والثلاثون)

- ‌(الأربعون)

- ‌(الحادية والأربعون)

- ‌(الثانية والأربعون)

- ‌(الثالثة والأربعون)

- ‌(الرابعة والأربعون)

- ‌(الخامسة والأربعون)

- ‌(السادسة والأربعون)

- ‌(السابعة والأربعون)

- ‌(الثامنة والأربعون)

- ‌(التاسعة والأربعون)

- ‌(الخمسون)

- ‌(الحادية والخمسون)

- ‌(الثانية والخمسون)

- ‌(الثالثة والخمسون)

- ‌(الرابعة والخمسون)

- ‌(الخامسة والخمسون)

- ‌(السادسة والخمسون)

- ‌(السابعة والخمسون)

- ‌(الثامنة والخمسون)

- ‌(التاسعة والخمسون)

- ‌(الستون)

- ‌(الحادية والستون)

- ‌(الثانية والستون)

- ‌(الثالثة والستون)

- ‌(الرابعة والستون)

- ‌(الخامسة والستون)

- ‌(السادسة والستون)

- ‌(السابعة والستون)

- ‌(الثامنة والستون)

- ‌(التاسعة والستون)

- ‌(السبعون)

- ‌(الحادية والسبعون)

- ‌(الثانية والسبعون)

- ‌(الثالثة والسبعون)

- ‌ولنذكر فصولاً نافعة تتعلق بالذكر تكميلاً للفائدة:

- ‌الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني الذكر أفضل من الدعاء

- ‌الفصل الثالث في قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء

- ‌الفصل الأول في ذكر طرفي النهار

- ‌الفصل الثاني في أذكار النوم

- ‌الفصل الثالث في أذكار الانتباه من النوم

- ‌الفصل الرابع في أذكار الفزع في النوم والفكر

- ‌الفصل الخامس في أذكار من رأى رؤيا يكرهها أو يحبها

- ‌الفصل السادس في أذكار الخروج من المنزل

- ‌الفصل السابع في أذكار دخول المنزل

- ‌الفصل الثامن في أذكار دخول المسجد والخروج منه

- ‌الفصل التاسع في أذكار الأذان

- ‌الفصل العاشر في أذكار الاستفتاح

- ‌الفصل الحادي عشر في ذكر الركوع والسجود والفصل بين السجدتين

- ‌الفصل الثاني عشر في أدعية الصلاة بعد التشهد

- ‌الفصل الثالث عشر في الأذكار المشروعة بعد السلام وهو أدبار السجود

- ‌الفصل الرابع عشر في ذكر التشهد

- ‌الفصل الخامس عشر في ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس عشر في الاستخارة

- ‌الفصل السابع عشر في أذكار الكرب والغم والحزن والهم

- ‌الفصل الثامن عشر في الأذكار الجالبة للرزق الدافع للضيق والأذى

- ‌الفصل التاسع عشر في الذكر عند لقاء العدو ومن يخاف سلطاناً وغيره

- ‌الفصل العشرون في الأذكار التي تطرد الشيطان

- ‌الفصل الحادي والعشرون في الذكر الذي تحفظ به النعم وما يقال عند تجردها

- ‌الفصل الثاني والعشرون في الذكر عند المصيبة

- ‌الفصل الثالث والعشرون في الذكر الذي يدفع به الدين ويرجى قضاؤه

- ‌الفصل الرابع والعشرون في الذكر الذي يرقى به من اللسعة واللدغة وغيرهما

- ‌الفصل الخامس والعشرون في ذكر دخول المقابر

- ‌الفصل السادس والعشرون في ذكر الاستسقاء

- ‌الفصل السابع والعشرون في أذكار الرياح إذا هاجت

- ‌الفصل الثامن والعشرون في الذكر عند الرعد

- ‌الفصل التاسع والعشرون في الذكر عند نزول الغيث

- ‌الفصل الثلاثون في الذكر والدعاء عند زيادة المطر وكثرة المياه والخوف منها

- ‌الفصل الحادي والثلاثون في الذكر عند رؤية الهلال

- ‌الفصل الثاني والثلاثون في الذكر للصائم وعند فطره

- ‌الفصل الثالث والثلاثون في أذكار السفر

- ‌الفصل الرابع والثلاثون في ركوب الدابة والذكر عنده

- ‌الفصل الخامس والثلاثون في ذكر الرجوع من السفر

- ‌الفصل السادس والثلاثون في الذكر على الدابة إذا استصعبت

- ‌الفصل السابع والثلاثون في الدابة إذا انفلتت وما يذكر عند ذلك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون في الذكر عند القرية أو البلدة إذا أراد دخولها

- ‌الفصل التاسع والثلاثون في ذكر المنزل يريد نزوله

- ‌الفصل الأربعون في ذكر الطعام والشراب

- ‌الفصل الحادي والأربعون في ذكر الضيف إذا نزل بقوم

- ‌الفصل الثاني والأربعون في السلام

- ‌الفصل الثالث والأربعون في الذكر عند العطاس

- ‌الفصل الرابع والأربعون في ذكر النكاح والتهنئة به وذكر الدخول بالزوجة

- ‌الفصل الخامس والأربعون في الذكر عند الولادة والذكر المتعلق بالولد

- ‌الفصل السادس والأربعون في صياح الديكة والنهيق والنباح

- ‌الفصل السابع والأربعون في الذكر يُطفأ به الحريق

- ‌الفصل الثامن والأربعون في كفارة المجلس

- ‌الفصل التاسع والأربعون فيما يقال ويفعل عند الغضب

- ‌الفصل الخمسون فيما يقال عند رؤية أهل البلاء

- ‌الفصل الحادي والخمسون في الذكر عند دخول السوق

- ‌الفصل الثاني والخمسون في الرجل إذا خدرت رجله

- ‌الفصل الثالث والخمسون في الدابة إذا عثرت

- ‌الفصل الرابع والخمسون في من أهدى هدية أو تصدق بصدقة فدعا له، ماذا يقول

- ‌الفصل الخامس والخمسون فيمن أميط عنه أذى

- ‌الفصل السادس والخمسون في رؤية باكورة الثمرة

- ‌الفصل السابع والخمسون في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين

- ‌الفصل الثامن والخمسون في الفأل والطيرة

- ‌الفصل التاسع والخمسون في الحمام

- ‌الفصل الستون في الذكر عند دخول الخلاء والخروج منه

- ‌الفصل الحادي والستون في الذكر عند إرادة الوضوء

- ‌الفصل الثاني والستون في الذكر بعد الفراغ من الوضوء

- ‌الفصل الثالث والستون في ذكر صلاة الجنازة

- ‌الفصل الرابع والستون في الذاكر إذا قال هجراً أو جرى على لسانه ما يسخط ربه عز وجل

- ‌الفصل الخامس والستون فيما يقول من اغتاب أخاه المسلم

- ‌الفصل السادس والستون فيما يقال ويفعل عند كسوف الشمس وخسوف القمر

- ‌الفصل السابع والستون فيما يقول من ضاع له شيء ويدعو به

- ‌الفصل الثامن والستون في عقد التسبيح بالأصابع وأنه أفضل من السبحة

- ‌الفصل التاسع والستون في أحب الكلام إلى الله عز وجل بعد القرآن

- ‌الفصل السبعون في الذكر المضاعف

- ‌الفصل الحادي والسبعون فيما يقال لمن حصل له وحشة

- ‌الفصل الثاني والسبعون في الذكر الذي يقوله أو يقال له إذا لبس ثوباً جديداً

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما يقال عند رؤية الفجر

- ‌الفصل الرابع والسبعون في التسليم للقضاء والقدر، بعد بذل الجهد في تعاطي ما أمر به من الأسباب

- ‌الفصل الخامس والسبعون في جوامع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذاته لا غنى للمرء عنها

الفصل: ‌الفصل الخامس والسبعون في جوامع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذاته لا غنى للمرء عنها

حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} نهى سبحانه عباده أن يتشبهوا بالقائلين: لو كان كذا وكذا لما وقع قضاؤه بخلافه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم «وإياك واللو، فإن اللو تفتح عمل الشيطان» وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير.

احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.

وعن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبنا الله ونعم الوكيل.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل» فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عند جريان القضاء ما يضره ولا ينفعه، وأمره أن يفعل من الأسباب ما لا غنى له عنه، فإن أعجزه القضاء قال: حسبي الله، فإذا قال حسبي الله بعد تعاطي ما أمره من الأسباب قالها وهو محمود فانتفع بالفعل والقول، وإذا عجز ترك الأسباب وقالها قالها وهو ملوم بترك الأسباب التي اقتضتها حكمة الله عز وجل، فلم تنفعه الكلمة نفعها لمن فعل ما أمر به.

‌الفصل الخامس والسبعون في جوامع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذاته لا غنى للمرء عنها

.

قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك.

وفي المسند والنسائي وغيرهما أن سعداً سمع ابناً له يقول: اللهم إني أسألك الجنة وغرفها لقد سألت الله خيراً كثيراً وتعوذت من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «سيكون قوم يعتدون في الدعاء»

ص: 146

وبحسبك أن تقول: «اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم.

وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن ابن عباس قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم» رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك رهاباً، لك مخبتاً، إليك أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي «هذا حديث صحيح ورواه الترمذي وحسنه وصححه.

وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه يكثر أن يقول» اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال «وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

كان يقول» اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، إنك وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها «.

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو» اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم «فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ قال» إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف «.

وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم» اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك «.

ص: 147

وفي الترمذي عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أسأل؟ قال» قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني «قال الترمذي: صحيح.

وفي مسند الإمام أحمد عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال» عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار.

وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت رجل بعد اليقين خيراً من المعافاة «وفي صحيح الحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال» ما سئل الله عز وجل شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية «وذكر الفريابي في كتاب الذكر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الدعاء أفضل؟ قال» تسأل الله العفو والعافية.

فإذا أعطيت ذلك فقد أفلحت «.

وفي الدعوات للبيهقي عن معاذ بن جبل قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال» سألت الله البلاء، فسل العافية «» ومر برجل يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة.

فقال وما تمام النعمة؟ قال: سألت وأنا أرجو الخير.

قال له تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة «.

وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من أسلم أن يقول» اللهم اهدني وارزقني وعافني وارحمني «.

وفي المسند عن بسر بن أرطاة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول» اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة «.

ص: 148

وفي المسند وصحيح الحاكم عن ربيعة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم» ألظوا بياذا الجلال والإكرام «أي الزموها وداوموا عليها.

وفي صحيح الحاكم أيضاً عن أبي هريرة» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء؟ قالوا: نعم يا رسول الله.

قال «اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» .

وفي الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذاً أن يقولها دبر كل صلاة.

وفي صحيحه أيضاً عن أنس قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» .

وفي المسند وصحيح الحاكم أيضاً عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله «يا شداد، إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب» .

وفي الترمذي «أن حصين بن المنذر الخزاعي رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم كم تعبد إلهاً؟ قال: سبعة: ستة في الأرض، وواحد في السماء.

قال فمن تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء.

قال أما لو أسلمت لعلمتك كلمتين تنفعانك فلما أسلم قال: يا رسول الله، علمني الكلمتين، قال قل: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي» حديث صحيح وزاد الحاكم فيه في صحيحه «اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري.

اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما تعمدت، ما علمت وما جهلت» وإسناده على شرط الصحيحين.

ص: 149

وفي صحيح الحاكم عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر رضي الله عنهما فقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه؟ قلت: ما هو قال: كان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يعلمه أصحابه، قال «لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك» .

وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: هذا ما سأل محمد ربه «اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة آمين.

اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما بطن وخير ما ظهر.

اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور لي قلبي وتغفر لي ذنبي.

وأسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي، وفي خلقي وأهلي، وفي محياي وفي مماتي، وفي عملي، وتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين» .

وفي صحيحه أيضاً من حديث معاذ قال: أبطأ عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر حتى كادت أن تدركنا الشمس، ثم خرج فصلى بنا فخفف، ثم أقبل علينا بوجهه فقال «على مكانكم أخبركم ما بطأني عنكم اليوم: إني صليت في ليلتي هذه ما شاء الله، ثم ملكتني عني فنمت، فرأيت ربي تبارك وتعالى فألهمني أن قلت: اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.

وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون.

اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك» ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «تعلموهن وادرسوهن فإنهن حق» ورواه الترمذي والطبراني وابن خزيمة وغيرهم بألفاظ أخر.

وفي صحيح الحاكم أيضاً عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو «اللهم متعني بما رزقتني، وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير» .

وفيه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً

ص: 150

ينفعني» .

وفيه أيضاً عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تدعو بهذا الدعاء «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من خير ما سألك عبدك ورسولك محمد، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً» .

وفيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير فقال له «إني أريد أن أمنحك كلمات تسألن الرحمن، وترغب إليه فيهن وتدعو بهن في الليل والنهار: قل: اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيماناً في حسن خلق، ونجاحاً يتبعه فلاح، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضواناً» .

وفيه أيضاً عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الدعوات «اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم.

الهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب» .

وفي مسند الإمام أحمد وصحيح الحاكم أيضاً عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه صلى صلاة أوجز فيها، فقيل له في ذلك قال: لقد دعوت الله فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي.

اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.

اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين» .

ص: 151

وفي صحيح الحاكم أيضاً عن ابن مسعود قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك.

والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار» .

وفيه أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو «اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً حاسداً، اللهم إني أسألك من خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من شر خزائنه بيدك» .

وعن النواس بن سمعان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن عز وجل يرفع أقواماً ويخفض آخرين إلى يوم القيامة» .

حديث صحيح رواه الإمام أحمد والحاكم في صحيحه.

وفي صحيح الحاكم أيضاً عن ابن عمر أنه لم يكن يجلس مجلساً - كان عنده أحد أو لم يكن - إلا قال «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت ما أسرفت، وما أنت أعلم به مني.

اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني.

اللهم اجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي.

اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني» .

فسئل عنهن ابن عمر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه.

* * *

ص: 152

والحمد لله رب العالمين حمداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، ملء سمواته وملء أرضه وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد، حمداً لا ينقطع ولا يبيد ولا يفنى، عدد ما حمده الحامدون، وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم أنبيائه ورسله، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، فاتح أبواب الهدى، ومخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الذي بعثه للإيمان منادياً، وإلى الصراط المستقيم هادياً، وإلى جنات النعيم داعياً، وبكل المعروف آمراً، وعن كل منكر ناهياً، فأحيا به القلوب بعد مماتها، وأنارها بعد ظلماتها، وألف بينها بعد شتاتها، فدعا إلى الله عز وجل على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، وجاهد في الله تعالى حق جهاده، حتى عبد الله وحده لا شريك له، وسارت دعوته سيرة الشمس في الأقطار، وبلغ دينه الذي ارتضاه لعباده ما بلغ الليل والنهار، وصلى الله عز وجل وملائكته وجميع خلقه عليه كما عرف بالله تعالى ودعا إليه، وسلم تسليماً.

ص: 153