الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ندوة دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب. النتائج والتوصيات
بتوفيق من الله سبحانه وتعالى قامت جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية بالرياض بعقد لقاء في الفترة من يوم السبت 21/ 4/ 1400 هـ إِلى يوم الخميس 27/ 4/ 1400هـ التي توافق 8/ 3/ 1980- 14/ 3/ 1980م درست فيه دعوة الشيخ الإِمام المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله واستضافت نحو مائة وخمسين.
وكانت الجامعة خلال أربع سنوات سابقة للقاء قد بذلت جهودا مكثفة لجمع تراث الشيخ من مظانه، وتحقيقه، وفهرسته، وطبعه طباعة جيدة، وقدمت ذلك للباحثين، كي يكون مصدرا أساسيا لبحوثهم.
وقد تلقت الجامعة من العلماء بحوثهم الموثقة بالمصادر الأساسية وقامت بطباعتها. ومن خلال مناقشة الأبحاث المقدمة، وما عرض في اللجان والندوات من آراء وأفكار، قرر المؤتمرون النتائج والتوصيات التالية:
1-
أن التجربة الرائدة في العصر الحديث، تتمثل في التلاحم الوثيق بين الدعوة والدولة، وذلك في مناصرة الإِمام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذه التجربة هي الصيغة الإِسلامية الأصيلة لقيام الدولة في الإِسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة، على أسس راسخة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى المسلمين كافة أن يعمقوا هذه التجربة الفذة في تعاون العلماء والحكام على إِقامة حكم الإِسلام، وتطبيق شريعته، وشد أزر الدعوة الإِسلامية، مما يعود على الناس كافة بالنصر والتمكين في الدنيا، والفوز والسعادة في الَاخرة.
2-
أن المسار الصحيح للدعوة الإِسلامية، إِنما يكون باستنادها إِلى أصول الدين الحنيف، ومصادره من الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة، فتستمد من هذه الأصول والمصادر، وسائلها وأهدافها، وتصوغ أوجه نشاطها صياغة إِسلامية وفق ما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف الأمة الصالح.
3-
أن الدعوة التي قام بها الإِمام محمد بن عبد الوهاب دعوة إِسلامية أصيلة، نابعة من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي حلقة من حلقات الإِصلاح والتجديد في أمة الإِسلام عبر القرون والأجيال مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:" إِن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ".
وهي في مجال التطبيق تلتزم باتباع النصوص الشرعية، والاجتهاد في إِطارها، والاسترشاد بأقوال الأئمة السابقين. ويرى المؤتمرون ضرورة العمل على إِعداد طائفة من العلماء ذوي المواهب الخاصة، وتأهيلهم تأهيلا يمكنهم من الاجتهاد فيما يجد من
قضايا ومشكلات في ضوء الكتاب والسنة، حتى تحكم الحياة في جميع مجالاتها بشريعة الإِسلام.
4-
أن لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، أثرا واضحا وملموسا في الدعوات والحركات الإِصلاحية في كثير من بلاد العالم الإِسلامي، وبعث الثقة في نفوس الدعاة والمصلحين بإِمكان نصر الدعوة، واتخاذ الإِسلام منهج حياة. ويؤكد العلماء المؤتمرون أن المعيار في وزن الدعوات، وتقويمها يرتكز على مدى التزامها بكتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثر السلف الصالح في الاعتقاد، والعلم، والعمل، والصبر، ومحاربة ضروب الشرك، والخرافات، والبدع.
5-
أن حياة أئمة الإِسلام العاملين من المجددين والمصلحين، بما تميزت به سيرهم من حرص على العلم النافع، والعمل به، ودعوة الناس إِلى الحق كما جاء في القرآن والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، والصبر على ما تقضيه الدعوة من مواصلة الجهاد، والثبات في مواجهة التحدي، والثقة بعون الله، والاعتزاز بدينه اتباعا لأمره، وابتغاء مرضاته- أن حياة هؤلاء الدعاة المهتدين المجاهدين تعد النموذج الرائع لتربية الدعاة، وإِعداد العلماء المصلحين. مما يوجب أن توجه الجامعات، والمعاهد، والمؤسسات، والمراكز الإِسلامية
عنايتها إِلى دراسة حياة هؤلاء العلماء المصلحين العلمية والعملية، وتحليلها للاستفادة مما تحفل به من دروس نافعة، حتى تعمل الأجيال بهداها، وتتأسى الناشئة بها، وفي هذا الاستيعاب لمآثر أئمة الإِسلام، وأعمالهم الجليلة، وسيرهم الراشدة في مجال التربية والتوجيه والإِعداد والسلوك، تجديدٌ دائم لدعوة الإِسلام في زمن يحتاج فيه المسلمون إِلى تألقها، ودفق عطائها، وإِشراق ضيائها.
6-
أن إِيقاظ روح الجهاد الإِسلامي قولا وعملا، هو الطريق الصحيح للتصدي الحازم لما تواجهه أمة الإِسلام من تحديات.
ويرى المجتمعون ضرورة اجتماع كلمة القادة في الشعوب الإِسلامية على الحق، وتوحيد جهودهم، واستنفار طاقات شعوبهم، لبعث روح الجهاد في سبيل الله، والأخذ بأسبابه اللازمة، حتى لا يظل المسلمون معتمدين في تسليحهم على الشرق أو الغرب. كما يرون ضرورة تقديم العون المالي والعسكري للمجاهدين في كل بلد مسلم يقاوم الظلم والطغيان، وبخاصة تقديم العون لتحرير فلسطين المسلمة من وطأة الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي انتهك الحرمات الإِسلامية المقدسة، وارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المسلم. ويرون أيضا أن الأمة الإِسلامية حكومات وشعوبا مطالبة بتأييد حركات الجهاد الإِسلامي لتحرير أفغانستان المسلمة، ودعم جهاد المسلمين في إِريتريا والفلبين وغيرهما.
7-
أن للمرأة المسلمة أثرها الطيب في تاريخ الإِسلام على مر العصور، كما أن لها نصيبا في تحمل أعباء الدعوة، وهذا أمر يستحق التقدير، ويستوجب أن يعني الدعاة إِلى الله بالمرأة حتى تأخذ مكانها المناسب، من حيث إِعدادها إِعدادا صالحا لتربية جيل مسلم صالح، وإِسهامها في مجال الدعوة:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التّوبة من الآية: 71] .
8-
أن الشبهات التي أثارها أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هي من كيد الأعداء والمغرضين، وليس لها ما يسندها من كتاباتْ الشيخ، ومنهجه في الدعوة.
ويجدر بالدعاة في مختلف أنحاء العالم أن يسلكوا في سبيل دعوتهم الأسلوب الحكيم الذي يدحض بقايا هذه الشبهات، ويوضح الحق الذي دعا إِليه الإِمام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله.
9-
ضرورة العناية بإِنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة، لدراسة العقيدة، وإِعداد الدعاة إِلى الله وفق منهج السلف الصالح، ودعم الأقسام، والمعاهد، والكليات القائمة.
وأن يكون بين هذه الكليات، والمعاهد، والأقسام في العالم الإِسلامي تنسيق وتعاون، ويوصي المؤتمرون جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية بتقوية روابطها مع هذه الكليات والمعاهد، وتقديم الدعم العلمي والمالي لها، لتحقق أهدافها.
10-
أن نشر الدعوة الإِسلامية يتطلب الاستفادة من وسائل الإِعلام الحديثة، وإِعداد فئة من رجال الإِعلام المثقفين ثقافة إِسلامية واسعة عن طريق إِنشاء كليات، ومعاهد، وأقسام متخصصة في الإِعلام الإِسلامي؛ لينقي هؤلاء الإِعلام في البلاد الإِسلامية من كل ما يتعارض مع الإِسلام، وليوجهوه توجيها إِسلاميا تعالج من خلاله قضايا المسلمين، ويسهم في تربية ناشئتهم، وينشر الإِسلام على الناس كافة.
11-
أن التقاء علماء الإِسلام لمدارسة أحوال المسلمين، والتذكير بواجب الدعوة إِلى الله، والعودة إِلى الكتاب والسنة، والتزام أحكام الشريعة الإِسلامية، مما يساعد على الصحوة الإِسلامية، ويعزز مسارها.
وعلى مؤسسات الدعوة، والجامعات، والهيئات أن تتحمل مسؤلياتها إِزاء تحقيق هذه الغاية في مختلف المناسبات.
12-
أن تعنى سفارات الدول الإِسلامية بعامة، وسفارات المملكة العربية السعودية بخاصة بشئون الدعوة الإِسلامية، وذلك بتوثيق علاقاتها مع المراكز، والمؤسسات، والهيئات الإِسلامية، ودعمها وتوحيد جهودها، والأخذ بيدها إِلى تحقيق أهدافها.
13-
أن الاعتراف بالحق لذويه، والتذكير بتراث الأئمة المصلحين، والعناية بدراسته، والإِفادة منه، مما تعني به الأمم الواعية في تاريخها، ولذا يرى المؤتمرون:
أ- أن تتابع جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية خدمة تراث ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتحقيقها تحقيقا علميا، ونشرها.
ب- إِقامة مكتبة خاصة بتراث الإِمام محمد بن عبد الوهاب، وتلامذته، ومن نهج نهجه في الدعوة.
ج- القيام بالدراسات التحليلية لها من أجل استخلاص الدروس، والعبر النافعة منها.
د- ترجمة المختار منها إِلى لغات الشعوب الإِسلامية، وبعض اللغات الحية.