الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر صرف ابن حربَوَيْه عَنْ قضاء مصر:
وفيها: صرف أبو عُبَيْد بْن حربَوَيْه من قضاء مصر، وتأسف النَّاس عَلَيْهِ، وفرح هُوَ بالعزل وانشرح لَهُ. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيي عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن مُكْرَم فاستنابَ عَنْهُ أبا الذِّكْر محمد بْن يحيى الأسوانيّ المالكيّ. وقدِم بعد شهرين إبراهيم بْن محمد الكُرَيْزيّ، فحكم عَلَى ديار مصر من قبل ابن مكرم.
ذكر ظهور شاكر الزّاهد:
وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزّاهد صاحب الحلّاج، وكان من أهل بغداد1.
قَالَ السُّلَميّ في "تاريخ الصُّوفيّة": شاكر خادم الحلّاج كَانَ متهمًا مثله، حكى عَنْهُ حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى الناس، فضربت عنقه بباب الطاق2.
1 النجوم الزاهرة "3/ 207".
2 انظر المصدر السابق.
أحداث سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة
…
أحداث سنة اثنتي عشرة:
ذكر وقوع ركْب العراق في أسر الْجَنَّابي:
في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بْن أَبِي سَعِيد الْجَنَّابيّ رَكْبَ العراق قريبًا من الهبير، وعمره يومئذ سبْع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عَبْد اللَّه بْن حمدان، وأحمد بْن بدر عمّ السيّدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الْجَنَّابيّ وأخذ الأموال والجِمال والحريم، وسارَ بهم إلى هَجَر، وترك بقيّة الركب، فماتوا جوعًا وعطشًا إلّا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النوح والبكاء1.
1 صلة تاريخ الطبري "103، 104"، لعريب، والوزراء للصابي "57"، والتنبيه والإشراف "330"، ونهاية الأرب "23/ 67"، والعبر "2/ 150، 151"، والبداية والنهاية "11/ 149، 150"، وصحيح التوثيق "7/ 374".
ذكر ضعف أمر ابن الفُرات:
وضعُف أمر ابن الفُرات، واستدعى نَصْر الحاجب يستشيره بعدما أساءَ إِلَيْهِ فقال: الآن تستشيرني بعد أنّ عرضت الدولة للزوال بإبعادك مؤنسًا. وأخذ يعنفه، ثم التفت إلى المقتدر وقال: الآن كاتب مؤنسًا ليُسرع إلى الحضرة فكتبَ1.
ووثبت العامّة عَلَى ابن الفُرات، ورجمت طيّارته بالآجر وصاحوا عَلَيْهِ: أنت القرمطي الكبير. وامتنع الناس من الصَّلَوات في المساجد.
وسار ياقوت الكبير إلى الكوفة ليضبطها، وأنفق في جنده خمسمائة ألف دينار. فقدم مؤنس ودخل عَلَى المقتدر، فلما عاد إلى داره ركب إِلَيْهِ ابن الفُرات للسّلام عَلَيْهِ، ولم تجر بذلك عادة الوزراء قبله. فخرج مؤنس إلى باب داره، وخضع لَهُ وقبّل يده.
وكان في حبْس ابنه المحسّن جماعة صادرهم، فخاف العزل، وأن يظهر عَلَيْهِ ما أخذ منهم، فأمر بذبح عَبْد الوهّاب بْن ما شاء اللَّه، ومؤنس خادم حامد، وسم إبراهيم أخا عليّ بْن عيسى، فكثر ضجيج حرم المقتولين على بابه2.
ذكر القبض عَلَى ابن الفُرات:
ثم إنّ المقتدر قبض عَلَى ابن الفُرات وسلمه إلى مؤنس، فرفعه مؤنس وخاطبه بالجميل وعاتبه، فتذلل لَهُ وخاطبه بالأستاذ فقال: الساعة تخاطبني بالأستاذ، وأمس تخرجني إلى الرَّقَّةِ عَلَى سبيل النَّفْيِ؟! واختفى المحسّن وصاحت العامّة وقالوا: قبض عَلَى القرمطي الكبير، وبقي الصغير. واعتقل ابن الفُرات وآلهُ بدار الخلافة3.
وزارة الخاقانيّ:
واستوزر عَبْد اللَّه بْن محمد الخاقانيّ. وصاحت العامّة وقالوا: لَا نرضى حتّى يُسَلّم ابن الفُرات إلى شفيع اللؤلؤي. فتسلمه شفيع.
وكان الخاقاخني قد استتر أيام ابن الفُرات خوفًا منه. وأمر المقتدر بتسليمه إلى
1 تاريخ أخبار القرامطة "39"، والمنتظم "6/ 188".
2 تجارب الأمم "1/ 123-126"، والعبر "2/ 151".
3 المنتظم "6/ 189"، وتاريخ أخبار القرامطة "40".
الخاقاني، فعذب بني الفُرات، واصطفى أموالهم، فقيل: أخذ منهم ألفي ألف دينار.
ثم ظفر بالمحسن وهو في زي امرأة، قد احتضب في يديه ورجليه، فعذب وأخذ خطه بثلاث آلاف ألف دينار. فاتفق مؤنس، وهارون بْن غريب الخال، ونصر الحاجب عَلَى قتل ابن الفُرات وابنه، وكاشفوا المقتدر فقال: دعوني أفكر، فقالوا: نخاف شغب القواد والناس.
فاستشار الخاقانيّ، فقال: لَا أدخل في سفك الدّماء، والمصلحة حملهما إلى دار الخلافة، فإذا أمنا أظهرا المال1.
ذكر قتل ابن الفُرات وابنه:
ثم لم يزالوا بالمقتدر حتّى أمر بقتلهما. فبدأ نازوك بالمحسّن فقتله، وجاء برأسه إلى أَبِيهِ، فارتاع. ثمّ ضرب عنقه2.
وعاش ابن الفرات في إحدى وسبعين سنة، وابنه ثلاثًا وثلاثين سنة، وعاشا بعد حامد الوزير ستة أشهر.
ذكر إطلاق القرمطيّ لأبي الهيجاء من الأسر:
ثم إنّ القَرْمَطيّ أطلق أبا الهيجاء بن حمدان، فقدم بغداد. وبعث القرمطي يطلب من المقتدر البصرة والأهواز. فذكر ابن حمدان أنّ القَرْمَطيّ قتل من الحَجّاج ألفي رَجُل ومائتين، ومن النساء ثلاثمائة، وبقي في أسره بهجر مثلهم3.
ذكر فتح فرغانة:
وفيها فتحت فرغانة عَلَى يد والي خراسان4:
ذكر إطلاق ولدي ابن الفُرات:
وأطلق أبو نَصْر وأبو عبد الله ولدا أَبِي الحَسَن بْن الفرات وخلع عليهما.
1 راجع تكملة تاريخ الطبري "45"، وتجارب الأمم "1/ 138".
2 الوزراء للصابي "71"، والمنتظم "6/ 189"، والبداية والنهاية "11/ 150".
3 العيوان والحدائق "4ق1/ 315"، ومرآة الجنان "2/ 265".
4 العبر "2/ 152"، والنجوم الزاهرة "3/ 212".