المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة تسع عشرة وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٣

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة تسع عشرة وثلاثمائة

ذكر الوباء المهول:

وكان بها وباء مهول.

ذكر هزيمة الروم:

وفيها: جاءت الأخبار بأنّ الأمير مفلحًا السّاجيّ هزم جيشًا من الروم، وفرح الناس1.

1 انظر: الكامل في التاريخ "8/ 241"، والبداية والنهاية "11/ 163"، والمنتظم "6/ 215-231"، والعبر "1/ 163-167"، ومرآة الجنان "2/ 268-272"، وصحيح التوثيق "7/ 388 وما بعدها".

ص: 273

‌أحداث سنة تسع عشرة وثلاثمائة

أحداث سنة تسع عشرة:

ذكر القبض عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن:

فيها: قبض المقتدر عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن، وكان قد أضاق إضاقة شديدة. وكانت وزارته سنة وشهرين.

ذكر وزارة الكلوذاني:

وكان المقتدر يميل إلى وزارة الحسين بن قاسم، فلم يمكنه مؤنس، وأشار بأبي القاسم عُبَيْد اللَّه بْن محمد الكَلَوْذَانيّ. فاستوزره مَعَ مشاورة علي بن عيسى في الأمور.

ذكر الوقعة بين ابن غريب ومرداويج:

وفيها: كانت وقعة بين هارون بْن غريب وبين مرداويج الدَّيْلَمّي بنواحي همدان. فانهزم هارون، وملك الديلمي الجبل الأسود بأسره إلى حلوان.

ذكر وزارة الحُسين بْن القاسم:

وفيها: عزل الكَلَوْذَانيّ واستوزر الحُسين بْن القاسم بْن عُبَيْد اللَّه؛ لأنه كتب إلى المقتدر، وهو عَلَى حاجة: أَنَا أقول بالنفقات وزيادة ألف ألف دينار كل سنة.

وكانت وزارة الكلوذاني شهرين.

ص: 273

ذكر الوحشة بين مؤنس والمقتدر:

وفي ذي الحجّة استوحش مؤنس من المقتدر؛ لأنه بلغه اجتماع الوزير والقُوّاد عَلَى العمل عَلَى مؤنس. فعزم خواصُّه عَلَى كبس الوزير، فعلم، فتغيب عَنْ داره.

وطلب مؤنس من المقتدر عزْل الوزير فعزله. فقال: انفيه إلى عُمان. فامتنع المقتدر.

وأوقع الوزير في ذهن المقتدر أنّ مؤنسًا يريد أنّ يأخذ الأمير أبا العبّاس من داره، ويذهب بهِ إلى الشّام ومصر، ويعقد لَهُ بالخلافة هناك. ثمّ كتب الحُسين الوزير يستحثّ هارون بْن غريب عَلَى المجيء، وكتب إلى محمد بْن ياقوت، وكان بالأهواز، أنّ يُسرع الحضور. فصحَّ عند مؤنس أنّ الوزير يدبِّر عَلَيْهِ، فخرج إلى الشماسية بأصحابه، وكتب إلى المقتدر: إن مفلحًا الأسود مطابقٌ للحسين، وإن نفسي لَا تسكن حتّى تبعث إليَّ بمفلح فأقلده أجل الأعمال ويخرج إليها.

فأجابه المقتدر: إنّ مفلحًا خادمٌ يوثق بخدمته، ولم يدخل فيما توهمت.

فلمّا سمع مؤنس هذا، وأن الوزير ينفق في الرجّال، وأن هارون قد قرب من بغداد، أظهر الغضب وخرج إلى الموصل، فلحق بهِ أصحابه، فقبض الوزير عَلَى حواصله وأملاكه. وهنّى النّاس الوزير بذهاب مؤنس، وزاد محلُّه عند المقتدر، ولقبه "عميد الدولة". وكتب ذَلِكَ على الدينار والدرهم.

ذكر انتصار مؤنس ودخوله الموِصل:

وكتب الوزير إلى داود وسعيد ابن حمدان، والحسن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدان بمحاربة مؤنس، فتعبّوا في ثلاثين ألفًا، وكان مؤنس في ثمانمائة، فنصر عليهم وهزمهم، وملك الموصل في صفر سنة عشرين.

ذكر هرب أهل الكوفة من القَرْمَطيّ:

وفيها: نزل القرمطي الكوفة، فهرب أهلها إلى بغداد.

ذكر دخول الديلم الدينور:

وفيها: دخلت الديلم فقتلوا وسبوا، فجاء من هرب إلى بغداد ورفعوا

ص: 274

المصاحف عَلَى القُضُب، واستغاثوا يوم الأضحى وساعدهم الغوغاء، وسبّوا المقتدر وأغلقوا الأسواق خوفَا من هجوم القرمطي.

ذكر ولاية المعز:

وفيها: ولد أبو تميم المعزّ رابع خلفاء مصر الذي بنى القاهرة.

ذكر امتناع ركْب العراق:

ولم يحجّ في هذه السنة ركب العراق.

ذكر غزوة والي طرسوس في الروم:

ووردَ الخبر بأنّ ثمل والي طرسوس غزا الروم، فعبروا نهرًا ثمّ وقع عليهم ثلج عظيم. ثمّ التقوا جيش الروم عليهم ستّة بطارقة، فنصروا عليهم، وقتل خمسمائة علج من الروم، وأسر ثلاثة آلاف.

ذكر نجدة ابن حمدان لأهل مَلَطْية وسميساط:

ثمّ تناخت الملاعين ونالوا من المسلمين، وقتلوا خلقًا وأسروا آخرين. وسار إلى نجدة أهل مَلَطْية وسميساط سَعِيد بْن حمدان، فكشف عَنْهَا ودخل غاربًا في بلاد الروم.

ذكر دخول والي طرسوس عمورية:

ثمّ سار متولّي طرسوس ونسيم الخادم لغزو الصّائفة في اثني عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل حتّى بلغوا عمّورية ودخلوها. ثمّ أوغلوا في بلاد الروم، فغنموا وسبوا نحوًا من عشرة آلاف من الرقيق، وقتلوا خلقًا. وأقاموا في الغزاة ثلاثة أشهر.

ذكر الوباء ببغداد:

وفيها: كَانَ الوباء المفرط ببغداد، حتّى كَانَ يُدْفَن في القبر الواحد جماعة1.

1 انظر: صلة الطبري "11/ 135-141"، والكامل "8/ 225-240"، والبداية والنهاية "11/ 166-168"، وشذرات الذهب "2/ 280-283"، وصحيح التوثيق "7/ 391".

ص: 275