الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستحفظان وإبراهيم جربجي الصابونجي عزبان واتباع حسن جاويش القازدغلي وهم عثمان اوده باشا وسليمان اوده باشا وتابع مصطفى كتخدا وخلافهم من رؤساء باب العزب وباقي البلكات ومات الأمير إبراهيم بك الكبير. سنة ثلاثين. فاستقل بالرياسة إسمعيل بك ابن ايواظ بك وسكن محمد بك ابن إبراهيم بك بمنزل أبيه وفي نفسه ما فيها من الغيرة والحمد لاسمعيل بك ابن خشداش ابيه.
وفي أواخر سنة تسع وعشرين ورد قابجي وعلى يده مرسوم بطلب ثلاثة آلاف من عسكر مصر وعليهم أمير لسفر الجهاد وكان الدور على نمحمد بك ابن ايواظ أخي إسمعيل بك فعلم اخوه أنه خفيف العقل فلا يستر نفسه في السفر فقلد أحمد كاشف صنجقية وجعله أمير العسكر وجعل مملوكه علي الهندي كتخدا إليه وقضوا اشغالهم. وركب الأمير والسدادرة بالموكب ونزلوا إلى بولاق وسافروا بعد ثلاثة أيام وادركوا عسكر الأورام وسافروا صحبتهم.
سنة ثلاثين
.
وحضر محمد جركس من السفر في سنة ثلاثين فوجد سيده إبراهيم بك توفي وأمير مصر إسمعيل بك فتاقت نفسه للرياسة فضم إليه جماعة من الفقارية مثل حسين أبو يدك وذي الفقار تابع عمر اغا وأصلان وقيلان ومن يلوذ بهم من امثالهم واتخذ لهم سراجا قبيحا يقال له الصيفي وكان الدفتردار في ذلك الوقت أحمد بك الأعسر تابع إبراهيم بك أبي شنب وكلما رأى تحرك محمد بك جركس لإثارة الفتن يهدي عليه ويلاطفه ويطفيء ناريته. وكان ذو الفقار لما قتل سيده عمر اغا واراد إسمعيل بك قتله أيضا في ذلك اليوم فوقع على خازندار حسن كتخدا الجلفي وحماه من القتل واخرج له حسن كتخدا حصة في قمن العروس بالمحلول عن.
سيده وهي شركة إسمعيل بك ابن ايواظ ولم يقدر حسن كتخدا أن يذاكر إسمعيل بك في فائظها لعلمه بكراهته لذي الفقار ويريد قتله. فلما مات حسن كتخدا الجلفي وحضر محمد بك جركس من السفر انضم إليه ذو الفقار المذكور وخاطب في شأنه إسمعيل بك فلم يفد ولم يرض أن يعطيه شيئا من فائظه وتكرر هذا مرارا حتى ضاق خناق ذي الفار من الفشل فدخل على محمد بك جركس في وقت خلوة وشكا إليه حاله وفاوضه في اغتيال إسمعيل بك. فقال له: افعل ما تريد. فأخذ معه في ثاني يوم اصلان وقيلان وجماعة خيالة من الفقارية ووقفوا لإسمعيل بك في طريق طريق الرميلة عند سوق الغلة وهو طالع إلى الديوان فمر إسمعيل بك وصحبته يوسف بك الجزار وإسمعيل بك جرجا وصاري علي بك فرموا عليهم بالرصاص فلم يصب منهم إلا رجل قواس ورمح إسمعيل بك ومن بصحبته إلى باب القلعة ونزل هناك وكتب عرضحال ملخصه الشكوى من محمد بك جركس وانه قد جمع عنده المفسدين ويريد اثارة الفتن في البلد وأرسله إلى الباشا صحبة يوسف بك. فأمر علي باشا بكتابة فرمان خطابا للوجاقات باحضار محمد بك جركس وإن ابى فحاربوه واقتلوه. فلما وصل الخبر إلى جركس ركب مع المنضمين إليه فقارية وقاسمية ووصل إلى الرميلة فصادف الموجهين إليه فحاربهم وحاربوه وقتل حسين بك أبو يدك وآخرون وانهزم جركس وتفرق من حوله ولم يتكمن من الوصول إلى داره. فذهب على طريق الناصرية ولم يزل سائرا حتى وصل إلى شبرا ولم يبق صحبته سوى مملوكين. فلاقاه جماعة من عرب الجزيرة فقبضوا عليهم وأخذوا سلاحهم وأتوا بهم إلى بيت إسمعيل بك ابن ايواظ بك وكان عند أحمد كتخدا امين البحرين والصابونجي فاشارا عليه بقتله فلم يرض. وقال: إنه دخل بيتي وخلع عليه فروة سمور واعطاه كسوة وذهبا ونفاه إلى جزيرة قبرص. ورجع العسكر الذين كانوا بالسفر واستشهد أمير العسكر
أحمد بك فقلدت الدولة علي كتخدا الهندي صنجقا عوضا عن مخدومه أحمد بك واعطوه نظر الخاصكية قيد الحياة واطلقوا له بلاده من غير حلوان. فلما وصلوا إلى مصر عمل له يوسف بك الجزار سماطا بالحلى ثم ركب وطلع إلى القلعة وخلع الباشا على علي بك الهندي خلعة السلامة ونزل إلى بيت إسمعيل بك وانعم عليه بتقاسيط بلاد فائظها اثنا عشر كيسا. واستمر صنجقا وناظرا على الخاصكية.
وفي هذه السنة اعني سنة ثلاثين حصلت حادثة ببولاق وهو أن سكان حارة الجوابر تشاجروا مع بعض الجمالة اتباع اوسية أمير الحاج فحضر إليهم اميراخور فضربوه ووصل الخبر إلى الأمير إسمعيل بك فأرسل إليهم اغات الينكجرية والوالي فضربوهم فركب الصنجق بطائفته وقتلوا منهم جماعة وهرب باقيهم واخرجوا النساء بمتاعهن وسمروا الدرب من الجهتين. وكانت حادثة مهولة واستمر الدرب مقفولا ومسمرا نحو سنتين.
وفيها كان موسم سفر الخزينة واميرها محمد بك ابن إبراهيم بك أبو شنب. وكان وصل إليه الدور وخرج بالموكب وأرباب المناصب والسدادرة ولما وصل إلى اسلامبول واجتمع بالوزير ورجال الدولة اوشى إليهم في حق إسمعيل بك ابن ايواظ وعرفهم أنه أن استمر امره بمصر ادعى السلطنة بها وطرد النواب فإن الأمراء وكبار الوجاقات والدفتردار وكتخدا الجاويشية صاروا كلهم اتباعه ومماليكه ومماليك أبيه. وعلي باشا المتولي لا يخرج عن مراده في كل شيء ونفي وابعد كل من كان ناصحا في خدمة الدولة مثل جركس ومن يلوذ به وعمل للدولة أربعة آلاف كيس على إزالة إسمعيل بك والباشا وتولية وال آخر يكون صاحب شهامة. فأجابوه إلى ذلك. وكان قبل خروجه من مصر اوصى قاسم بك الكبير على أحضار محمد بك جركس فأرسل إليه واحضره خفية واختفى عنده. ثم أن أهل الدولة عينوا رجب باشا أمير الحاج الشامي ورسموا له عند.