الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف بكتاب "تحفة الطالبين
"
توثيق نسبته لمصنِّفه وأهميته:
نسبة كتاب "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي محيي الدين" صحيحة لمصنِّفه ابن العطار، إذ ما من أحد ترجم للإمام النووي؛ إلَاّ ونقل منه، واعتمد عليه.
فنقل منه -وأكثر- الذهبيُّ في ترجمة الإمام النووي في كتابيه: "تذكرة الحفاظ"، و"تاريخ الإسلام"، وكذلك السخاويُّ في "المنهل العذب الروي"، والسيوطيُّ في "المنهاج السوي"، إذ لا تمر فقرة من فقرات هذه الكتب؛ إلا وفيها:"قال ابن العطار".
إلا أن الذهبي نقل نصوصاً صدَّرها بقوله: "قال ابن العطار"، ولم نجدها في الكتاب الذي بين أيدينا!
وتنبَّه لهذا الأمر -قديماً- السخاويُّ؛ إذ قال: "قلتُ: وقد أفرد ترجمته بالتَّصْنيف خادمُه العلَاّمة علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود الدِّمشقي، عُرف بـ (ابن العطار)، الذي كان لشدَّة ملازمته له، وتحقُّقه به؛ يقال له: (مختصر النووي)، استوفيتُ مقاصده هنا، وهو عمدتي، بل عمدة كلّ من أتى بعده".
ووقع في كلام الذهبي في "سير النبلاء"(1) أنه في ست كراريس (2)، والمتداول بالأيدي في كراس وشيء، فيُحتمل أن يكون كتب فيه جميع المراثي، ثم حذفها منه بعضُ النساخ، ووجدتُ في نسخةٍ وقفتُ عليها ما يُسْتَأنسُ به لذلك.
وظاهر صنيع الذهبي في "تاريخه" مشعرٌ بكون التي وقف عليها فيها لم يستوفِ المراثي فيها.
وقد وقفتُ على نسخة بجميع المراثي (3) بخطّ تلميذه، شيخ شيوخنا، المسنِد، شهاب الدين أحمد ابن البدر حسن؛ لأبيه، وهو أبو عبد الله محمد ابن الواعظ أبي عبد الله محمد بن زكريا بن يحيى بن مسعود بن غنيمة السويداوي، عُرف هو وأبوه بـ:(القدسي)، كتبها بالخانقاه السميساطية بدمشق، وهي بسماعه على مؤلِّفها، بقراءة المحدّث ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن طغر بك بن الصيرفي؛ سوى ورقتين، فبقراءة السويداوي، وذلك في ثلاثة مجالس، آخرها يوم الأربعاء، سادس عشر ربيع الآخر، سنة أربع وعشرين وسبع مئة، بمنزل المؤلف، بدار الحديث النورية بدمشق، وصحح بخطه.
وكتب السويداوي أن المصنف ابتدأ في تصنيفها في منتصف شعبان سنة ثمان وسبع مئة، ودعا له بقوله:"عافاه الله، وأحسن عقباه".
(1) هذا يؤكد أن القسم المطبوع من "سير أعلام النبلاء" ناقص من آخره، إذ لا وجود للنووي وطبقته فيه، وقد صرَّح السخاوي أكثر من مرة بالنقل من "السير" في ترجمة الإمام النووي.
(2)
وقال في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1472): "وقد جمع ابن العطار سيرة النووي في ست كراريس".
(3)
وكذا نسختنا هذه، وهي بخط أخيه؛ كما سيأتي.
وسبب ذلك أنه كان أصيب بالفالج من قبيل سنين، ويحتمل أن يكون تصنيفاً آخر، وهو بعيد، لكن يستأنس له بما وجدته في كلام الذهبي مدرجاً في كلام ابن العطارة مما لم أقف عليه في النسختين" (1).
انتهى.
قلت: ولا يبعد أنَّ نقل الذهبي عن ابن العطار مما شافهه به، وهذا يؤكد مقولة السخاوي السابقة:"ويحتمل أن يكون تصنيفاً آخر، وهو بعيد"! ويستأنس لهذا بما قاله ابن العطار في كتابنا هذا (ص 97): "ورأيت منه أموراً تحتمل مجلَّدات ".
وما قاله ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب"(6/ 64): "وله معه حكايات، واطلع على أحواله".
وقد رأى الكتاني كتاب ابن العطار، وصرح أنه في مجلد، فقال في "فهرس الفهارس" (2/ 829) في ترجمة ابن العطار:"صاحب الشيخ محيي الدين النووي، وجامع ترجمته في مجلد، وقفت عليه بدمشق، وعليه خطه".
وذكر هذا الكتاب ونسبه للمصنِّف جماعة؛ منهم: حاجي خليفة في "كشف الظنون"(1/ 368)، وإسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين"(1/ 717)، وعمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين"(7/ 5)، وصلاح الدين المنجد في لمعجم المؤرخين الدمشقيين" (ص 128)، وقال: "في كراس على قول السخاوي، وستة كراريس على قول الذهبي". وغيرهم كثير.
(1)"ترجمة الإمام النووي"(ص 55)، ولم ينقل السخاوي شيئاً في كتابه عن ابن العطار، إلا وله ذكر في نسختنا، إلا ما صرح به أنه غير موجود في نسخته أيضاً، وهذا يؤكد أن زيادات الذهي مما شافهه به ابن العطار، والله أعلم.
وانظر: "الإعلان بالتوبيخ"(ص 381).