الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
648 - بورقعة (1323 - 1403 هـ)(1904 - 1982 م)
إبراهيم بن أحمد بورقعة، الأديب الشاعر المقلّ، من رجال القانون.
ولد بتوزر، وبها نشأ، وتلقى تعليمه الابتدائي حيث حفظ القرآن، ودرس مبادئ الفقه والنحو، وفي سنة 1339/ 1921 رحل إلى العاصمة لمواصلة التعلّم بجامع الزيتونة، قال الأستاذ زين العابدين السنوسي:«فكان معروفا بمماحكته ولجاجته في بحوثه حتى عرف بالشذوذ، وحتى هدّد بالطرد من المعهد» ومن شيوخه محمد الصادق النيفر، ومحمد بن القاضي ومعاوية التميمي، وغيرهم، وهذا الأخير كان منتميا لحزب الإصلاح والمترجم منتميا للحزب الحر الدستوري، ومن أجل ذلك تجري بينهما مشادات في حلق الدروس وخارجها، مثلا ينقل المترجم قول المؤلفين: هذا قول جمهور الشارحين، ويذهب إلى أن قول الجمهور هو المنصور حتى في السياسة لأن الحزب الحرّ الدستوري يمثّل جمهور الشعب، وبمبادئه وسياسته يدين الجمهور، بخلاف حزب الإصلاح الذي يمثّل طائفة ضيقة تكاد تنحصر في الأرستقراطيين.
وحكى أنه التقى مرة بشيخه هذا خارج الدرس فقال له: هل قرأت جريدة «البرهان» (جريدة حزب الإصلاح) فقال له: لا، فقال شيخه متمثلا بقول ابن سهل:«وما أضيع البرهان عند المقلد» ووجد شيخه هذا مرة بمحل الشيخ محمد الصادق النيفر فخشي أن يغريه
على إسقاطه في امتحان شهادة التطويع، فجالت الوساوس برأسه، واستنجد بشيخه محمد بن القاضي لحمايته من مثل هذا فطمأنه بأنه لا يظلم ويقع إنصافه، والشيخ النيفر له ديانة تصونه عن الانزلاق في مثل ما توهم.
وتخرّج من جامع الزيتونة محرزا على شهادة التطويع بتفوق سنة 1344/ 1925، وتابع دروس مدرسة الحقوق التونسية وتحصّل على شهادتها سنة 1927.
وشارك في مناظرة الحاكمية سنة 1930 حيث نجح حاكما في المحاكم العدلية التونسية، وفي السنة نفسها نجح في مناظرة الوكالة (المحاماة)، وفي السنة الموالية زاول مهنة الوكالة بصفاقس، وزفّت الخبر جريدة «النهضة» مهنئة له، وكذلك جريدة «النديم» ، ولبث مباشرا لهاته المهنة وقدم صفاقس لأول مرة بصحبة صديقه الأديب الشاعر سعيد أبي بكر، والتقى في مكتبة محمد اللوز بالسادة: حامد قدور، والشيخ محمد بن إسماعيل، والشيخ محمد المزيو، ويوسف بن حميدة، وتعرّف بهم وتعدّدت بينهم اللقاءات في هذه المكتبة، وتولّد عن هذه اللقاءات جمعية كوكب الأدب، وجمعية الشبان المسلمين، ومجلة مكارم الأخلاق، ولبث مباشرا لمهنة الوكالة «المحاماة» بصفاقس مدة نصف قرن، إلى أن تقدمت به السن، وأنهكه مرض السكر، فأحيل على التقاعد قبل وفاته بنحو سنتين، كتب في الصحف والمجلات بحوثا في الأدب والنقد والتراجم، وله نشاط في الجمعيات الثقافية فكان عضوا في جمعية كوكب الأدب، وعضوا في اللجنة الثقافية الجهويّة.
توفي بصفاقس يوم الخميس الثاني من صفر 1403 الموافق للثامن عشر من نوفمبر 1982، ودفن بمقبرة الشعري في اليوم الموالي