الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
593 - النيفر (1306 - 1394 هـ)(1887 - 1974 م)
محمد البشير ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن أحمد النيفر
، الفقيه، المشارك في علوم، والعارف بالمخطوطات.
دخل الكتاب سنة 1311/ 1892 فاستظهر القرآن، وتلقى مبادئ العربية، وحفظ شيئا من المتون، وكان تمام دراسته الابتدائية في سنة 1317/ 1898، ثم انخرط في سلك التعليم الزيتوني في شعبان من سنة 1317 بصفة غير رسمية، وانخرط بصفة رسمية في سنة 1318/ 1899.
ومن شيوخه والده، وجده للأم محمد الطيب النيفر، وخاله محمد بن محمد الطيب النيفر صاحب «عنوان الأريب» ، ومحمد النخلي، ومحمد الشاذلي بن القاضي، ومحمد الشاذلي بن مراد، ومحمد جعيط، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد النجار.
وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1330/ 1912، ونجح في مناظرة التدريس من الرتبة الثانية سنة 1330، وكان التدريس فيه رتبتان الأولى والثانية حسبما جاء به نظام التدريس في عهد المشير الأول أحمد باشا باي، ونجح في مناظرة التدريس من الرتبة الأولى سنة 1332/ 1914، ولما أحدثت رتبة أستاذ بالزيتونة، وكانت ثماني خطط اختير لها ثمانية من الأساتذة من بينهم المترجم له وذلك سنة 1353/ 1934، سمي مدرّسا بمدرسة ترشيح المعلمين سنة 1339/ 1921، وباشر بها التدريس ثماني سنوات وبضعة أشهر، ودرس بالمدرسة الصادقية في سنة 1347/ 1928.
سمي عضوا في لجنة تنظيم كتب جامع الزيتونة بالمكتبة الأحمدية والصادقية (العبدلية) سنة 1332/ 1914 وقد أنتجت هذه اللجنة الفهرس (البرنامج) الذي طبع منه 4 أجزاء، وبقيت المحررات التي لم تطبع أضعاف ما طبع مصدرا ثريّا للباحثين.
وباشر القضاء المختلط العقاري في سنة 1348/ 1929 بصفة عضو نائب ثم عضو به. وفي سنة 1359/ 1940 سمي مفتيا بصفة تكليف عن الشيخ محمد العزيز جعيط الذي سمي شيخا لجامع الزيونة، وتولى القضاء المالكي سنة 1362/ 1942 مدة تزيد على ثلاث سنوات إلى أن استقال منها سنة 1365/ 1945، ثم عاد إلى الإفتاء والتدريس بجامع الزيتونة.
واستقال من الإفتاء حين وقع توحيد القضاء سنة 1376/ 1956.
باشر الإمامة والخطابة ما يقرب من نصف قرن فقد ابتدأها بجامع أبي محمد يحيى الحلفاوين أولا نيابة عن والده، ثم تنازل له والده عن الخطابة بالجامع المذكور وذلك سنة 1340/ 1922، وانتقل إلى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة سنة 1376/ 1957 إلى أن تخلى عنها سنة 1380/ 1960.
سافر إلى الحجاز ست مرات بقصد الحج والاعتمار، وضم إلى ذلك الوقوف على الكتب المخطوطة النادرة، والاستفادة منها، فقد كان يتردد على مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وكان مشهورا بقوة الذاكرة والخبرة الجيدة بالكتب المخطوطة.
حضرت دروسه في التفسير التي كان يلقيها في الصباح الباكر على طلبة التعليم العالي لمدة ثلاث سنوات، وكان يعتمد كثيرا على حاشية الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي على تفسير البيضاوي بحيث يقضي الوقت الطويل في إعراب كلمة واحدة، وإذا كان الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي متأثرا بأسلوب أهل عصره في
المناقشات اللفظية وإضاعة الوقت فيما لا يجدي، فإن أسلوب العصر يقتضي الاقتصاد في مثل هذه المباحث بتقرير الإعراب الذي يساعد على فهم المعنى، وعدم الإكثار من المجادلات الجوفاء التي لا يخرج منها الطالب بأية فائدة، والإيغال في مسائل الإعراب والبلاغة يصدّ عن الفهم الصحيح لكتاب الله، وكأن الرجل يعيش في القرون الخوالي لا في عصرنا، ويوم الانتهاء من تفسير الآية أو الآيات يجيء حاملا لعدة كتب تفسير كتفسير الآلوسي، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا وغيرهما، وعند ما يفتح تفسير محمد رشيد رضا لا يصرّح باسمه وإنما يقول «قال بعض المتأخرين» وسبب هذا ما يكنّه له من نفرة لما دار بينهما من جدل حول بعض المسائل ولمباينته للشيخ محمد رشيد رضا في تفكيره واتجاهه.
سمعت منه مرة في درس التفسير أن الخرقة المملوءة بخرء الذباب إذا دفنت في الأرض نبت منها نبات النعنع، وعجبت من سماع هذه الخرافة من رجل يعتبره الكثيرون من أعلام عصره، وهذه الخرافة آتية من فكرة التولّد الذاتي (generation spontanee) وهي التي سدد إليها باستور الضربات المميتة في القرن الماضي بواسطة التجارب المتعددة، وقلت في نفسي هل إن الرجل خال من كل ثقافة حديثة؟ وقد تتّبعت له مرة كتابه في التراجم فوجدته لا حسّ تاريخي له، ولا تفكير منظم عنده إذ مسّت المناسبة للكلام عن حكم التكنّي بكنية النبي صلى الله عليه وسلم (أبي القاسم) فأطال في إيراد الأقوال، فخرج من بحثه في الترجمة إلى بحث فقهي لا صلة له بالموضوع، وكان بإمكانه أن يشير له إشارة خفيفة في الهامش مع الإحالة على المصادر، وبذلك لا يخرج عن منهج البحث التاريخي ولا عن منهج البحث العلمي المنظّم الذي أصبح الاستطراد فيه والانتقال من موضوع إلى موضوع من العيوب الفكرية المنهجية، وله كتابات إسلامية وكتابات في التراجم