الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغلط [109]
في الباب الحادي عشر من إنجيل يوحنا هكذا: 49: "فقال لهم واحد منهم هو قيافا كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً 50 "ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها" 51 "ولم يقل هذا من نفسه بل إذا كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع منتظر أن يموت عن الأمة" 52 "وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد" وهذا غلط بوجوه: (الأول) أن مقتضى هذا الكلام أن رئيس كتبة اليهود لا بد من أن يكون نبياً وهو فاسد يقيناً.
(الثاني) أن قوله هذا ولو كان بالنبوة يلزم أن يكون موت عيسى عليه السلام كفارة عن قوم اليهود فقط لا عن العالم، وهو خلاف ما يزعمه أهل التثليث، ويلزم أن يكون قول الإنجيلي وليس عن الأمة فقط الخ لغواً مخالفاً للنبوة. (الثالث) أن هذا النبي المسلم نبوته عند هذا الإنجيلي هو الذي كان رئيس الكهنة حين أسر وصلب عيسى عليه السلام، وهو الذي أفتى بقتل عيسى عليه السلام وكذّبه وكفَّره ورضي بتوهينه وضربه. في الباب السادس والعشرين من إنجيل متى هكذا: 57: "والذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة" الخ 63.
"وأما يسوع فكان ساكتاً فأجاب رئيس الكهنة وقال أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله" 64 "فقال له يسوع أنت قلت، وأيضاً أقول لكم إنكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" 65 "فمزق حينئذ رئيس الكهنة ثيابه قائلاً قد جدَّف، ما حاجاتنا بعد إلى شهود ها قد سمعتم تجديفه" 66 "ماذا ترون؟ فأجابوا وقالوا إنه مستوجب الموت" 67 "حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه" وقد اعترف الإنجيلي الرابع أيضاً في الباب الثامن عشر من إنجيله هكذا: "ومضوا به إلى حنان أولاً لأنه كان حنان قيافا الذي كان رئيساً للكهنة في تلك
السنة، وكان قيافاً هو الذي أشار على اليهود أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب" فأقول لو كان قوله المذكور بالنبوة وكان معناه كما فهم الإنجيلي فكيف أفتى بقتل عيسى عليه السلام؟ وكيف كذبه وكفره ورضي بتوهينه وضربه؟ أيفتي النبي بقتل الإله؟ أيكذبه في ألوهيته ويكفره ويهينه، وإن كانت النبوة حاوية لأمثال هذه الشنائع أيضاً فنحن برآء عن هذه النبوة وعن صاحبها، ويجوز على هذا التقدير عند العقل أن يكون عيسى عليه السلام أيضاً نبياً لكنه ركب مطية الغواية والعياذ بالله فارتد وادعى الألوهية، وكذب على الله ودعوى العصمة في حقه خاصة في التقدير المذكور غير مسموع، والحق أن يوحنا الحواري بريء عن أمثال هذه الأقوال الواهية كما أن عيسى عليه السلام بريء عن ادعاء الألوهية، وهذه كلها خرافات المثلثين، ولو فرض صحة قول قيافا يكون معناه أن تلاميذ عيسى عليه السلام وشيعته لما جعلوا دأبهم أن عيسى عليه السلام هو المسيح الموعود، وكان زعم الناس أن المسيح لا بد أن يكون سلطاناً عظيماً من سلاطين اليهود، خاف هو وأكابر اليهود أن هذه الإشاعة موجبة للفساد مهيجة عليهم غضب قيصر
رومية فيقعون في بلاء عظيم فقال: إن في هلاك عيسى فداء لقومه من هذه الجهة لا من جهة خلاص النفوس من الذنب الأصلي، الذي عندهم عبارة عن