المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ويكفيك أن المسيء بإساءته إليك جعل الله في جانبك، فهو - تفسير الشعراوي - جـ ١٨

[الشعراوي]

الفصل: ويكفيك أن المسيء بإساءته إليك جعل الله في جانبك، فهو

ويكفيك أن المسيء بإساءته إليك جعل الله في جانبك، فهو مع إساءته إليك يستحق مكافأة منك، كما قال أحد العارفين: ألا أُحسن لمن جعل الله في جانبي؟

وضربنا لذلك مثلاً بالوالد حين يجد أن أحد الأولاد اعتدى على الآخر، فيميل ناحية المُعْتَدى عليه ويتودَّد إليه، ويحاول إرضاءه، حتى إن المعتدي ليغتاظ ويندم على أنه أساء إلى أخيه، كذلك الحق تبارك وتعالى إن اعتدى بعض خَلْقه على بعض يحتضن المظلوم، وينصره على مَنْ ظَلمَه.

ثم يُفاجأ قارون بالعقاب الذي يستحقه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض

} .

ص: 11031

والخسف: أن تنشقَّ الأرض فتبتلع ما عليها، كالذي يقول (يا أرض انشقي وابلعيني) ، والخسف كان به وبداره التي فيها كنوزه وخزائنه وما يملك {فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله

} [القصص:‌

‌ 81]

، فما نفعه مال، ولا دافع عنه أهل {وَمَا كَانَ مِنَ المنتصرين} [القصص: 81] أي: بذاته. فلم تكُنْ له عُصْبة تحميه، ولا استطاع هو حماية نفسه، فمَنْ يدفع عذاب الله إن حلَّ، ومَنْ يمنعه ونقذه إنْ خُسِفت به الأرض؟!

وهنا ينبغي أن نتساءل: كيف الآن حال مَنْ اغتروا به، وفُتِنوا بماله وزينته؟

يقول الحق سبحانه:

ص: 11031