الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولنا ملحظ في قوله تعالى {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
…
.} [الأنعام: 44] فمادة فتح إنْ أراد الحق سبحانه الفتح لصالح المفتوح عليه يقول {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} [الفتح: 1] وإن أراد الفتح لغير صالحه يقول {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
…
} [الأنعام: 44] والفرق بيِّن بين المعنيين، لأن اللام هنا للملك {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} [الفتح: 1] إنما على {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
…
} [الأنعام: 44] فتعني ضدهم وفي غير صالحهم، كما نقول في المحاسبة: له وعليه، له في المكسب وعليه في الخسارة.
نعم، لم يجدوا من شركائهم مَنْ يشفع لهم؛ لأن الشركاء قد تبرأوا منهم، كما قال سبحانه:{إِذْ تَبَرَّأَ الذين اتبعوا مِنَ الذين اتبعوا وَرَأَوُاْ العذاب وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب} [البقرة: 166] .
وكذلك يقول التابعون: {رَبَّنَآ أَرِنَا الذين أَضَلَاّنَا مِنَ الجن والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأسفلين} [فصلت: 29] .
وما أشبه هذين: التابع والمتبوع بتلميذين فاشلين تعوَّدا على اللعب وتضييع الوقت، وشغَل كل منهما صاحبه عن دروسه، وأغواه بالتسكّع في الطرقات، إلى أنْ داهمهما الامتحان وفاجأتهما الحقيقة المرّة، فراح كل منهما يلعن الآخر ويسبُّه، ويلقي عليه بالمسئولية.
إذن: ساعة الجد تنهار كل هذه الصلات الواهية، وتتقطع كل الحبال التي تربط أهل الباطل في الدنيا {وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ} [الروم:
13]
ولِمَ لا وقد تكشفتْ الحقائق، وظهر زيفهم وبان ضلالهم؟