الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم يقول الحق سبحانه: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة
…
} .
أي: الذين اجتمعوا في الدنيا على الشر وعلى الضلال يتفرقون يوم القيامة، ويصيرون أعداءً وخصوماً بعد أنْ كانوا أخلاء، فيمتاز المؤمنون في ناحية والكافرون في ناحية، حتى العصاة من المؤمنين الذين لهم رائحة من الطاعة لا يتركهم المؤمنون، إنما يشفعون لهم ويأخذونهم في صفوفهم.
والتنوين في {يَوْمَئِذٍ. .} [الروم:
14]
بدل من جملة {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة
…
} [الروم: 14] أي: يوم تقوم الساعة يتفرقون.
ما دام الخلق سيمتازون يوم القيامة ويتفرقون، فلا بُدَّ أن نرى هذه القسمة: الذين آمنوا والذين كفروا، وها هي الآيات تُرينا هذا التفصيل: {فَأَمَّا الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات
…
} [الروم:
15]
فما جزاؤهم {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] الروضة: هي المكان المليء بالخضرة والأنهار والأشجار والنضارة، وكانت هذه عادة نادرة عند العرب؛ لأنهم أهل صحراء تقلُّ في بلادهم الحدائق والرياض.
لذلك، فالرياض والبساتين عندهم شيء عظيم ونعمة كبيرة، ومعنى {يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] من الحبور، وهو الفرحة حينما