الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكَرْنَا أَنَّ اللهَ عز وجل قَال للجَنَّةِ: "أنتِ رَحْمَتِي أرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ"
(1)
، لكن كونه قَصَرهَا عِلَى وَاحِدٍ مِنَ الرَّحمَةِ فهَذَا قُصُورٌ.
من فوائد الآيات الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى:
مُجَادَلَةُ المُشرِكِينَ بالبَاطِلِ؛ لقَوْلهِمْ: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ} وَجْهُ ذَلِكَ أن قُرَيشًا تَعرِفُ أن محُمَّدًا صلى الله عليه وسلم أحقُّ النَّاسِ بالرِّسَالةِ لَوْ صَدَّقُوا بِهَا؛ لأنَّهُ مِنْ خِيرَةِ العَرَبِ نَسَبًا، ولأنَّهُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، وهُمْ يُسمُّونَهُ الأمِينَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأتِيَ بالرِّسَالةِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:
أن القَريَةَ تُطلَقُ عَلَى المُدُنِ الكَبِيرَةِ، بَلْ عَلَى أُمِّ المُدُنِ؛ لقَولِهِ:{مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ} ؛ ولقَولِهِ تعَالى فِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} [محمد: 13]، قَريتُهُ الَّتِي أَخْرَجَتْهُ هِيَ مَكَّةُ، فِي عُرْفِنَا الْآنَ تُطلَقُ القَريَةُ عَلَى المدِينَةِ الصَّغيرَةِ، ولَوْ أنَّكَ قُلْتَ لأَهْلِ المدِينَةِ الكَبيرَةِ: أنْتُم أهْلُ القَريَةِ. لاشْتَاطُوا غَضَبًا، ولكِنْ يُقَالُ: القُرآنُ بينَنَا، القَريَةُ تُطلَقُ حتَّى عَلَى المدِينَةِ الكَبيرَةِ؛ لأَنَّها مَأخُوذَةٌ مِنَ القَرْيِ، وهُوَ الاجتِمَاعُ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:
إنكَارُ اللهِ علَيهِمْ، وبيَانُ أنَّهُم لَيسُوا الَّذِين يَقسِمُون رحمَةَ اللهِ؛ لقَولِهِ:{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} .
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:
إقَامَةُ الدَّليلِ الَّذِي لَا انفِكَاكَ عَنْهُ بأَنَّهُم لَا يَستَطِيعُونَ قَسْمَ رَحمَةِ اللهِ، يُؤخَذُ مِنْ قَولِهِ:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَينَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} فهَذَا لَا يُمكِنُهم إنكَارُهُ،
(1)
أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى:{وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} ، رقم (4850)، ومسلم: كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون، رقم (2846)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.