الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:
اتِّفاقُ الرُّسُل عَلَى التَّوحيدِ، وهَذَا كقَولِهِ تعَالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلا نُوحِي إِلَيهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وهَذَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَيهِ الرُّسلُ، وَقَال اللهُ تعَالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
والرُّسل مَا جاءَتْ إلَّا لإصلَاحِ الخَلْقِ، والخلْقُ لَا يُمكِنُ صلَاحُهم وَلَا إصْلاحُهُم إلَّا إِذَا قَامُوا بتَوحِيدِ اللهِ سبحانه وتعالى، فإِنْ لَمْ يَقُومُوا بتَوحِيدِهِ تَشتَّتَتْ قُلوبُهم، وصَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم يذْهَبُ مَذهَبًا غَيرَ الآخَرِ، لأَنَّ كُلَّ أُمَّة تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لها مَعبُودٌ خَاصٌّ، فتَحصُل الفَوْضَى بَينَ العِبَادِ، فإِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ؛ حَصَلَ الاتِّفاقُ بدُونِ فَوْضَى.
وبِذَلِك انتَهَتِ الدُّروس العِلْميَّة الصَّباحيَّة المُسجَّل صوتيًّا، والتِي كانَ يَعقِدها فَضيلِةُ شَيخِنا العلَّامة محمَّد بن صالحٍ العُثَيمِين رحمه الله في جامِعه بمَدِينة عُنَيزةَ، وكانَ آخِرها يَومَ الأَرْبِعاء 10 رَبِيع الآخِر عام 1421 هـ.
رحِم اللهُ شيخَنا رَحمةَ الأبرارِ، وأَسْكنه فَسِيح جناتِه، ومَنَّ عَلَيه بمَغْفِرتِه ورِضْوانِه، وجَزاهُ عمَّا قدَّمه للإِسلامِ والمُسلمِينَ خَيرَ الجَزاءِ.
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَكَ على نَبيِّنا محمَّد، وعلَى آلِه وأصحابِه، ومَن تَبِعَهُم بإِحسانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ.
بخط فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى