الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا سيَّما إن صادف الأدعية التي أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنها مظنَّة الإجابة، أو أنَّها متضمِّنةٌ للاسم الأعظم» (1).
2 - استجابة الله لدعاء من وثق في إجابته سبحانه:
لقد اهتم الأنبياء والرسل عليهم السلام وأتباعهم من عباد الله الصالحين بالدعاء، فاستجاب الله دعاءهم، لأنهم كانوا على ثقة ويقين باستجابة الله لهم، وهذا كثير في القرآن والسنة، ومن ذلك ما يأتي:
1 -
آدم عليه السلام: قال تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2)، فغفر الله لهما كما قال سبحانه:{فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (3)، ثم أكرمه الله بالاصطفاء فقال سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (4)، وخصَّه بالاجتباء، فقال تعالى:{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (5).
2 -
نوح عليه السلام: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} (6).
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام، أول الرسل، أنه لما دعا قومه إلى الله، تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه، إلا فرارًا، أنه نادى ربه فقال: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ
(1) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ابن قيم الجوزية، ص 76.
(2)
سورة الأعراف، الآية:23.
(3)
سمرة البقرة، الآية:37.
(4)
سورة آل عمران، الآية:33.
(5)
سورة طه، الآية:122.
(6)
سورة الصافات، الآيتان: 75 - 76.
تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} (1) فاستجاب الله له ومدح تعالى نفسه فقال: {فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} لدعاء الداعين، وسماع تبتلهم وتضرعهم، أجابه إجابة طابق ما سأل، نجاه وأهله من الكرب العظيم» (2).
وقال تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (3)، وقال تعالى:{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} (4).
3 -
قال ابن كثير رحمه الله: «لما رأى زكريا عليه السلام، أن الله تعالى يرزق مريم عليها السلام، فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، طمع حينئذ
(1) سورة نوح، الآيات: 26 - 28.
(2)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ص 705.
(3)
سورة الأنبياء، الآيتان: 76 - 77.
(4)
سورة القمر، الآيات: 9 - 14.
(5)
سورة آل عمران، الآيات: 38 - 40.
في الولد، وإن كان شيخاً كبيراً قد ضعف ووَهَن منه العظم، واشتعل رأسه شيبًا، وإن كانت امرأته مع ذلك كبيرة وعاقرًا، لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداءً خفيًّا، وقال:{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ} أي: من عندك {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} أي: ولداً صالحاً {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} قال الله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} أي: خاطبته الملائكة شفاها خطابًا أسمعته، وهو قائم يصلي في محراب عبادته، ومحل خَلْوَته، ومجلس مناجاته، وصلاته. ثم أخبر عما بشّرته به الملائكة:{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} أي: بولد يوجد لك من صلبك اسمه يحيى. قال قتادة وغيره: إنما سُمِّي يحيى لأن الله تعالى أحياه بالإيمان» (1).
فزكريا عليه السلام قد شرح أسباب دعائه، وعرض ضعفه على القويِّ؛ فهو واهِنُ العظم، أشيب الرأس، يخاف الموالي، وامرأته - فوق كلِّ ذلك - عاقرٌ لا تُنجب، وهو يَطلب الولد!
إنَّ أيَّ شخص غير واثق بالله لو يعلم أنَّ شيخًا كبيرًا لا ينجب، وامرأته عاقرٌ، وقد علاه المشيب، يدعو الله الولد - سيقول إذ ذاك: لقد جنَّ الشيخ وربِّ الكعبة! ويحدث أن يستهزئ به، أو يسخر منه، ونسي أنَّ الله لا يعجزه شيء.
إن الله تعالى لا يطلب منَّا أن نقدِّم لأسباب دعائنا، وأن نشرح أحوالنا وأمورنا؛ فهو يعلم السِّر وأخفى - لا يطلب ذلك إلَاّ لأجل أن يستحضر المحتاج حالة ضعفه، وأن يخشع قلبه، وتَخضع جوارحه، ويكون منكسرًا صادقًا في دعائه، وقد كان زكريَّا هكذا، فهذا أدبٌ من آداب الدعاء، ورسنٌ من أرسان قبوله.
(1) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، 2/ 37.
4 -
(1) سورة يوسف، الآيات: 83 - 87.
(2)
سورة يوسف، الآيات: 90 - 98.
5 -
موسى عليه السلام: قال الله عن دعائه: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} (1)، وقال الله تعالى عن موسى وهارون:{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (2).
6 -
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه: قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (3).
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «أي: اذكروا نعمة الله عليكم، لما قارب التقاؤكم بعدوكم، استغثتم بربكم، وطلبتم منه أنه يعينكم وينصركم {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} وأغاثكم بعدة أمور:
منها: أن الله أمدكم {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} أي: يردف بعضهم بعضاً.
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ} أي: إنزال الملائكة {إِلَّا بُشْرَى} أي: لتستبشر بذلك نفوسكم، {وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} وإلا فالنصر بيد الله، ليس بكثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ .. {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} لا يغالبه مغالب، بل هو القهار،
(1) سورة طه، الآيات: 25 - 26.
(2)
سورة يونس، الآيتان: 88 - 89.
(3)
سورة الأنفال، الآيتان: 9 - 10.
الذي يخذل من بلغوا من الكثرة وقوة العدد والآلات ما بلغوا. {حَكِيمٌ} حيث قدر الأمور بأسبابها، ووضع الأشياء مواضعها» (1).
والأدعية التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشوهدت إجابتها كالشمس في رابعة النهار كثيرة جدًّا لا تحصر، لثقة النبي صلى الله عليه وسلم الكبيرة في ربه، ومنها على سبيل المثال:
أ - دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته (3)، [وأطل حياته، واغفر له]» (4)، قال أنس رضي الله عنه: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة اليوم (5)، [وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة](6)، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس، وأرجو المغفرة» (7).
(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ص 316.
(2)
سورة آل عمران، الآيات: 123 - 126.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} التوبة: 103، رقم 6334، 6380، وأخرجه مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أنس بن مالك رقم 2480.
(4)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد، رقم 653، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 214.
(5)
أخرجه مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أنس بن مالك رقم 2418.
(6)
انظر: فتح الباري، ابن حجر 4/ 228، رقم 1652.
(7)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد، رقم 630، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 244.
وكان له رضي الله عنه بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك (1).
ب - دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة رضي الله عنه، فأسلمت فورًا، قال أبو هريرة رضي الله عنه: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللَّهم اهد أمَّ أبي هريرة» ، فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف (2)، فسمعت أمي خشف قدميَّ (3)، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خضخضة الماء (4)، قال: فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم قالت، يا أبا هريرة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيرًا، قال: قلت يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب عُبيدك هذا وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين» ، فما خُلِقَ مُؤمِنٌ يسمع ربي ولا يراني إلا أحبني (5).
(1) شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة، سعيد بن علي بن وهف القحطاني ص 76، ط/ مؤسسة الجريسي، الرياض.
(2)
أي مغلق.
(3)
أي صوتهما في الأرض.
(4)
خضخضة الماء: أي صوت تحريكه.
(5)
أخرجه مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه، رقم 2491.
جـ - دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه» (1).
د - دعاؤه صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك رضي الله عنه، لحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقتله وأبا بكر رضي الله عنه، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشًا جعلوا لمن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«اللَّهم اصرعه» ، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول الله! ادع الله لي، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهدًا على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النهار مسلحة (2) له يخفي عنه (3).
إن الواجب على المسلم أن يُحسن ظنَّه بالله حتى في أصعب المواقف، لأن الله تعالى بيده مفاتِحُ كلِّ شيء إذا أراد شيئًا حدثَ لتوِّه؛ قال تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (4) وليس على الله بعزيزٍ أن
(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، رقم 3642.
(2)
المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعا ومخفيا عن النبي صلى الله عليه وسلم، انظر: النهاية، ابن كثير 2/ 388، والقاموس المحيط، الفيروز آبادي ص 287.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب: فضائل الصحابة، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إل المدينة، رقم 3906، و 3908، و 3911.
(4)
سورة يس، الآية:82.
يستجيب دعاء عبده إن علم فيه الصِّدق، وحسن اليقين به، حتَّى ولو كان في عرف الناس من المستحيلات؛ لأنَّك إن استشعرت بأنَّك تدعو عظيماً قادرًا؛ فإنه سيستجيب لك، حتَّى ولو كان القدر يجرى على خلاف ذلك.
إن الثقة بالله في استجابة الدعاء تجعل المسلم يدعو ربه وهو يعلم أن الله تعالى لا يعجزه شيء، ولا يستعصي عليه شيء قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} (1).
وقال الشيخ أبو بكر الجزائري:
(1) سورة فاطر، الآية:44.
(2)
تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، 6/ 560.
(3)
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، أبو بكر جابر الجزائري 3/ 348، ط/ 3، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة: 1418 هـ - 1997 م.