الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
ففي المحرم قدر جوهر قيمة الدنانير، فجعل الأبيض بثمانية دراهم.
ولخمس بقين منه توفى سعادة بن حيان، فحضر جوهر جنازته، وصلى عليه الشريف مسلم.
وفي ربيع الأول عزل سليمان بن عزة المحتسب جماعة من الصيارفة، فشغب طائفة منهم، وصاحوا: معاوية خال علي بن أبي طالب.
فهم جوهر بإحراق رحبة الصيارفة، لولا خوفه على الجامع.
وفيه أمر ألا يظهر يهودي إلا بالغيار.
ودخل الحسن بن عمار ببضع وتسعين أسيرا، وشهروا.
ودخل عبد الله بن طاهر الحسيني على جوهر بطيلسان كحلي وفي مجلسه القضاة والعلماء والشهود فأنكر الطيلسان الكحلي، ومد يده فشقه، فغضب ابن طاهر وتكلم، فأمر جوهر بتمزيقه فمزق، وجوهر يضحك، وبقى حاسراً بغير رداء، فقام جوهر وأخرج له عمامة، ورداء أخضر، وألبسه وعممه بيده.
وفي يوم الثلاثاء رابع المحرم المذكور زلزلت دمشق وأعمالها زلزلة عظيمة وقتا من الزمان، ثم هدأ وانهدم بها من أنطاكية عدة أبرجة.
وفي شهر ربيع الآخر تواترت الأخبار بمسير المعز إلى مصر، وورد كتابه من قابس فتأهب جوهر لذلك، وأخذ في عمارة القصر والزيادة فيه.
وفي النصف من جمادى الأولى مات عبد العزيز بن هيج فسلخ وصلب.
وفي أول رجب كد جوهر الناس للقاء المعز، فتأهبوا لذلك، وخرج أبو طاهر القاضي، وسائر الشهود والفقهاء ووجوه التجار إلى الجيزة مبرزين للقاء المعز، فأقاموا بها أربعين يوما حتى ورد الكتاب بوصول المعز إلى برقة، فسار القاضي ومن معه.
وسار الحسن بن عمار إلى الحوف في عشرة آلاف فواقعوا القرامطة هناك.
ولخمس بقين من شعبان ورد الخبر بوصول المعز إلى الاسكندرية، ولقيه أبو طاهر القاضي ومن معه، فخاطبهم بخطاب طويل، وأخبرهم أنه لم يسر لازدياد في ملك ولا رجال، ولا سار إلا رغبة في الجهاد ونصرة للمسلمين؛ وخلع على القاضي وأجازه وحمله.
ولقيه أبو جعفر مسلم في جماعة الأشراف، ومعهم وجوه البلد بنواحي محلة حفص، وترجلوا له كلهم وكان سائرا فوقف، وتقدم إليه أولا أبو جعفر مسلم، ثم الناس على طبقاتهم، وقبلوا له الأرض وهو واقف، حتى فرغ الناس من السلام عليه، ثم سار وسايره أبو جعفر مسلم وهو يحادثه وسأل عن الأشراف، فتقدم إليه أكابرهم: أبو الحسن محمد بن أحمد الأدرع.
وأبو إسماعيل الرسي.
وعيسى أخو مسلم.
وعبد الله بن يحيى بن طاهر بن السويح ثم عزم على الشريف مسلم، وأمره بركوب قبة لأن الحر كان شديدا وكان الصوم، فقدمت إليه قبة محلاة على ناقة، وعادله غلام له، ونزل المعز إلى الجيزة، فكانت مدة القائد أبي الحسن جوهر أربع سنين وتسعة عشر يوما.