الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
في سبع عشر ذي الحجة حدث بالقاهرة ومصر رعد شديد ورياح عاصفة، فاشتدت الظلمة حتى شنعت، وظهر في السماء عمود نار، ثم احمرت السماء والأرض حمرةً زائدة، وظهرت الشمس متغيرة إلى يوم الثلاثاء ثاني المحرم سنة تسع وسبعين، وظهر كوكب له ذؤابة فأقام اثنين وعشرين يوماً.
وفيها مات أبو الحسين أحمد أخو طغج في المحرم.
وفي رجب سنة ثمانين
خرج الناس في لياليه على رسمهم في الليل، ليالي الجمعة وليالي النصف إلى جامع القاهرة عوضا عن القرافة، فزيد في الوقيد.
وفي يوم الجمعة عشرة شهر رمضان ركب العزيز إلى جامع القاهرة بالمظلة فخطب وصلى.
وفيه خط أساس الجامع الجديد مما يلي باب الفتوح وبدىء بالبناء فيه، وتحلق الفقهاء الذين يتحلقون بجامع القاهرة فيه، وخطب به العزيز وصلى يوم الجمعة النصف منه، وحمل يانس الصقلي صاحب الشرطة السفلى السماط، وبنيت مصاطب ما بين القصر والمصلى ظاهر باب النصر يكون عليها المؤذنون والفقهاء، حتى يصل التكبير من المصلى إلى القصر، وتقدم أمر القاضي محمد بن النعمان بإحضار المتفقهة والمؤمنين، وأمرهم بالجلوس يوم العيد عليها، وركب العزيز فصلى وخطب.
وفي ذي القعدة ورد من دمشق مال الموسم وهو ستون حملاً.
وفي النصف منه سارت قافلة الحاج في البر بالكسوة للكعبة والطيب والصلات، فجلس العزيز للنظر إليهم، وكانت قافلة عظيمة.
وفيها مات الوزير يعقوب بن كلس يوم الخامس من ذي الحجة، فكفن في خمسين ثوبا ما بين وشى، ومثقل، وشرب ديبقي مذهب، وجفت كافور، وقارورتين من مسك، وخمسين منا ماء ورد، وصلى عليه العزيز، فكان ما كفن به وحنط به عشرة آلاف دينار.
وحزن عليه العزيز حزناً شديداً، ولم يأكل ذلك اليوم على مائدة، ولا حضر أحد للخدمة وأقام كذلك ثلاثا، وأقيم العزاء على قبره مدة شهر، وأوفى العزيز عنه دينه، وهو ستة عشر ألف دينار.
وكان إقطاعه في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، سوى الرباع.
واشتملت تركته على أربعة آلاف ألف دينار، سوى ما سوى لابنته، وهو مائتا ألف دينار.
وفي يوم عرفة حمل يانس السماط، وصلى العزيز، وخطب يوم النحر، ونحر النوق بيده، ومضى إلى القصر، ونصب له السماط والموائد، وفرق الضحايا على أهل الدولة.
وطمع بكجور في أخذ حلب، فسار، وجمع له أبو المعالي ابن حمدان، وواقعه أول صفر، فانهزم بكجور، فبعث إليه وسيق له، فضرب عنقه ثاني صفر وصلبه، وسار فملك الرقة، وأخذ ما كان فيها، وملك الرحبة وعاد.
وبلغ العزيز أن منير يكاتب صاحب بغداد، فجهز عسكرا عليه منجوتكين فيمن اصطنعه من الأتراك، وأعطاه مالا وسلاحاً، وولاه الشام، فبرز إلى منية الأصبع في صفر سنة إحدى وثمانين، وخلع عليه، وحمل إليه مائة ألف دينار ومائة قطعة من الثياب الملونة، وعشر قباب بأغشية، ومناطق مثقلة، وأهلة وفرش، وخمسين بندا، وعشر منجوقات، وعشرة أفراس، فأقام بمنية الأصبغ شهرين وسبعة عشر يوما يخرج إليه العزيز في كل غدوة وعشية، وينفذ إليه في كل يوم الجوائز والخلع، ورفع من منية الأصبغ في رابع عشرين جمادى الأولى، وخلع على ابن الجراح وحمل، وسار مع منجوتكين فلم يزل بالقصور إلى ثالث شعبان، فسار وودعه العزيز، وجد في السير، وكان ما أنفق عليه العزيز ألف ألف دينار ونيف، وقدم قبل مسير ابن أبي العود الصغير، وكان على الخراج بدمشق، وكاشف بالعصيان، فسار العسكر إلى الرملة، ولقيه بشارة والي طبرية، وكتب إلى والي طرابلس نزال، وجمع منير رجاله،