الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة
فورد سابق الحاج بتمام الحج، وإقامة الدعوة للعزيز بالموصل واليمن، وضربت السكة باسمه في هذه البلاد.
وقدم رسول القرامطة بأنهم في دعوة العزيز ونصرته.
وفي صفر سير إلى منجوتكين خمسون حملاً من المال، وأربعون حملا من ثياب محزومة، وخزانة سلاح، وخمسمائة فارس.
وقدمت قافلة الحجاج في سابع عشره.
وجرى في الأسعار ما يعجب منه، وهو أن اللحم أبيع في أول ربيع الأول رطل ونصف بدرهم، ثم أبيع في سادسه عشر أواقى بدرهم، ثم أبيع أربعة أرطال بدرهم، ولحم البقر ستة أرطال بدرهم، والخبز السميذ اثنا عشر رطلا بدرهم، وما دونه سبعة عشر رطلا بدرهم، والدراهم كل خمسة عشر درهما ونصف بدينار، وبلغت القطع الدراهم سبعة وسبعين درهما بدينار، ثم وصلت كل مائة درهم منها بدينار، واضطربت الأسعار والصرف، فضربت دراهم جدد، وبيعت القطع المسبك كل خمسة دراهم منها بدرهم جديد، وكان على الدرهم الجديد: الواحد الله الغفور.
وفي الوجه الآخر الإمام أبو المنصور.
وفي ربيع الآخر ورد الخبر بفتح منجوتكين حمص وحماة وشيزر، وأنه محاصر لحلب، فجعل الطائر الذي قدم بالخبر في قفص عليه ثوب ديباج وطيف به القاهرة ومصر.
وسعى بعض النصارى بالكتاب إلى العزيز فانكف عيه وهدد، فقيل إنه جائع، فرتب في كل شهر عشرون دينارا، ونهى عن العود لمثل ذلك، فخاف السعاة وانكفوا.
وخلع القاضي محمد بن النعمان على مالك بن سعيد الفارقي، وقلده قضاء القاهرة، فركب بالخلع وشق الشارع إلى القاهرة.
وفي جمادى الأولى ورد الخبر على جناح الطائر بأن سعد الدولة شريف بن سيف الدولة على بن حمدان بذل لمنجوتكين ألف ألف درهم، وألف ثوب ديباج، ومائة فرس مسرجة، ليرحل عنه، فامتنع، وقدم الروم فواقعهم منجوتكين، وقد استخلف على قتال حلب عسكرا، وكان منجوتكين في خمسة وثلاثين ألفا، والروم في سبعين ألفا، وانهزم الروم عند جسر الجديد، وأخذ سوادهم، وقتل منهم وأسر كثير، فقرأ العزيز الكتاب بنفسه على الناس، ونزل القاضي محمد بن النعمان فقرأه على الكافة فوق المنبر بالجامع العتيق، وقال في كلامه: فاحمدوا الله أيها الناس، فإن الله تعالى قد صانكم وصان أموالكم بمولانا وسيدنا الإمام العزيز بالله عليه السلام، فما بالعراق تاجر معه عشرة دنانير أو أكثر إلا وتؤخذ منه.
وسقط الطائر بعده بأن منجوتكين غنم غنيمة عظيمة من الأموال والرجال والدواب، وأنه ظفر بعشرة آلاف أسير فأخذهم، وأنهم قاتلوا معه وهو محاصر للروم في أنطاكية، فقرأ القاضي الكتاب على المنبر، وتصدق العزيز بصدقات كثيرة.
وسقط الطائر بوصول منجوتكين إلى مرعش، وعاد إلى حلب.
وركب العزيز لفتح الخليج بالمظلة، وعليه قميص ديباج مثقل، وتاج مرصع بالجوهر.
ولأربع عشرة خلت من رجب كان عيد الصليب، فجرى الناس في الاجتماع فيه للهو على ما كانوا عليه.
وسقط الطائر بعود منجوتكين عن حلب إلى دمشق ليشتى بها.
وردت الحسبة إلى حميد بن المفلح، وخلع عليه، فطاف البلد بالطبول والبنود، وضمن ضياعا بمبلغ ثلاثمائة ألف دينار ليقوم بالعلف.
وخطب العزيز في رمضان في جامع القاهرة، وصلى، وركب يوم الفطر فصلى بالناس، وخطب على الرسم.
وسارت قافلة الحاج للنصف من ذي القعدة.
ونودي في السقائين أن يغطوا روايا الجمال والبغال كي لا يدنسوا ثياب الناس.
وعمل سماط عيد نحر، وركب العزيز فصلى بالناس صلاة عيد النحر، وخطب على رسمه، ونحر، وفرق الضحايا.
وعمل عيد الغدير على العادة.
وفيها سار بكجور من الرقة إلى قتال سعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة على بن حمدان بحلب، فاقتتلا، وانهزم بكجور، ثم قبض عليه، وحمل إلى سعد الدولة أسيراً فقتله.
وفيها كتب العزيز سجلا بولاية العهد بالمغرب لأبي مناد باديس بن منصور بن زيرى بعد أبيه، فسر بذلك أبوه.