الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وإنما [ظ/ق 62 ب] جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته، كما قال مالك: الاستواء معلوم ـ يعني في اللغة ـ والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة.
هذا لفظه في «تفسيره»
(1)
وهو من فقهاء المالكية وعلمائهم.
أقوال أئمة أهل
(2)
اللغة والعربية الذين يحتج بقولهم فيها
(3)
:
ذكر قول أبي عُبيدة مَعْمر بن المثنى:
ذكر البغوي عنه في «معالم التنزيل»
(4)
في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت/11] قال أبو عبيدة: صعد.
وحكاه عنه ابن جرير
(5)
عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان/59].
(1)
الجامع لأحكام القرآن (7/ 219).
(2)
من (أ، ت).
(3)
في (أ، ت، ع): «فيما» وهو خطأ.
(4)
(3/ 235). قلت: في كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة (2/ 15): «أي: علا» .
(5)
لم أقف على هذا النقل عن أبي عبيدة في تفسيره في هذا الموضع (19/ 28)، ولا في جميع المواضع الأُخرى الواردة في الاستواء.
قول يحيى بن زياد الفراء إمام أهل الكوفة:
قال في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]: أي صعد، قاله ابن عباس. قال: وهو كقولك: الرجل كان قاعدًا فاستوى قائمًا، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا. ذكره البيهقي عنه في «الأسماء والصفات»
(1)
.
قلت: مُراد الفرَّاء اعتدال القائم والقاعد في صعوده عن الأرض.
قول أبي العباس ثعلب:
روى الدارقطني عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلبًا يقول: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} علا. واستوى الوجه: اتصل. واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها. واستوى [ب/68 ب] إلى السماء: أقْبَلَ، هذا الذي يُعْرف
(2)
من كلام العرب
(3)
.
قول أبي عبد الله محمد بن الأعرابي:
قال ابن عرفة
(4)
في كتاب «الرد على الجهمية» : حدثنا داود بن علي
(1)
(2/ 310) وتعقَّبه البيهقي فقال: «وأما ما حكى عن ابن عباس؛ فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف
…
».
قلت: قول الفرَّاء هذا في كتابه «معاني القرآن» (1/ 25).
(2)
في (أ، ت، ع): «نَعْرف» .
(3)
أخرجه اللالكائي (3/ 399، 400) رقم (668) عن الدارقطني وِجادة بخطِّه.
(4)
هو ـ كما سيأتي ـ إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي الواسطي النحوي،
…
=
=
…
المشهور بـ «نفطويه» ، كان حسن الاعتقاد، وله مصنفات كثيرة: في التاريخ وغريب القرآن، توفي سنة 323 هـ، وصلَّى عليه البربهاري رئيس الحنبلية.
انظر: تاريخ بغداد (6/ 156 ـ 160).
قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال له: ما معنى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] فقال: هو على عرشه كما أخبر. فقال: يا أبا عبد الله، إنما معناه: استولى. فقال: اسكت، لا يقال استولى على الشيء إلا ويكون
(1)
له مضاد، فإذا غلب أحدهما قيل: استولى، كما قال النابغة:
إلَّا لِمثلِكَ أو من أنت سابقُه
…
سبقَ الجواد إذا استولى على الأمد
(2)
وقال محمد بن النضر: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي دؤاد
(3)
أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها:
(1)
في (أ، ت، ظ): «على الشيء أو يكون» ، وفي (ع):«على الشيء إلا أن يكون» ، وفي (ب):«ويكون» ، والصواب ما أثبته.
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 356)، وأبو إسماعيل الهروي (13/ 406 ــ الفتح)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 399) رقم (666)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 314) معلَّقًا، ومن طريقه: ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص/174)، رقم (89)، والذهبي في العلو (2/ 1132) رقم (454).
وسنده صحيح.
(3)
في (أ، ت، ظ): «داؤد» وهو خطأ.
…
=
=
…
وابن أبي دؤاد: اسمه أحمد، المعتزلي، الذي قاد فتنة القول «بخلق القرآن» ، هلك مصابًا بالفالج سنة 240 هـ.
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] استوى بمعنى: استولى، فقلت له: والله ما يكون هذا ولا وجدته
(1)
.
قول الخليل بن أحمد شيخ سيبويه:
ذكر أبو عمر بن عبد البر عنه في «التمهيد»
(2)
قال الخليل بن أحمد: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء.
قول إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه
(3)
:
له كتاب في «الرد على الجهمية» أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى
(1)
أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ـ المختار: الرد على الجهمية (3/ 166، 167) رقم (124) بلاغًا، والخطيب في تاريخه (2/ 355، 356).
وسنده صحيح.
وورد نحوه بلفظ: «
…
ذكر لنا أن ابن أبي دؤاد سأله: أتعرف في اللغة استوى بمعنى: استولى؟ فقال: لا أعرف».
أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 399) رقم (667)، والخطيب في تاريخه (2/ 356).
(2)
(7/ 132) في قصة أبي ربيعة الأعرابي كما سبق ذكرها (ص/209).
(3)
في (ع): «بابن طوبة» وهو تحريف.
استولى، وحكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه. ثم قال: وسمعت
(1)
داود بن علي يقول: كان المريسي يقول: سبحان ربي الأسفل. وهذا جهلٌ من قائله، وردٌّ لنص كتاب [ظ/ق 63 أ] الله
(2)
؛ إذ يقول الله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}
(3)
[الملك/16]. ورحمه الله لقد لَيَّن القول في المرّيسي صاحب هذا التسبيح، ولقد كان جديرًا بما هو أليق به من الجهل.
قول الأخفش
(4)
:
قال الأزهري في كتاب «التهذيب»
(5)
له في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]: قال الأخفش: استوى أي: علا. تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي: علوته.
(1)
في (ظ): «قال: سمعت» .
(2)
في (أ، ت، ع): «نص الكتاب» .
(3)
ذكره الذهبي في العلو (2/ 1239) رقم (496).
(4)
هو الأخفش الأوسط: علي بن سليمان، كان مِنْ أفاضل علماء العربية، توفي سنة 3115 هـ.
انظر: نزهة الألباء لابن الأنباري (ص/219).
(5)
(2/ 1794) ترتيبه.