المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أقوال أئمة أهل(2)اللغة والعربية الذين يحتج بقولهم فيها - اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم - الكتاب

[ابن القيم]

الفصل: ‌أقوال أئمة أهل(2)اللغة والعربية الذين يحتج بقولهم فيها

وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وإنما [ظ/ق 62 ب] جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته، كما قال مالك: الاستواء معلوم ـ يعني في اللغة ـ والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة.

هذا لفظه في «تفسيره»

(1)

وهو من فقهاء المالكية وعلمائهم.

‌أقوال أئمة أهل

(2)

اللغة والعربية الذين يحتج بقولهم فيها

(3)

:

ذكر قول أبي عُبيدة مَعْمر بن المثنى:

ذكر البغوي عنه في «معالم التنزيل»

(4)

في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت/11] قال أبو عبيدة: صعد.

وحكاه عنه ابن جرير

(5)

عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان/59].

(1)

الجامع لأحكام القرآن (7/ 219).

(2)

من (أ، ت).

(3)

في (أ، ت، ع): «فيما» وهو خطأ.

(4)

(3/ 235). قلت: في كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة (2/ 15): «أي: علا» .

(5)

لم أقف على هذا النقل عن أبي عبيدة في تفسيره في هذا الموضع (19/ 28)، ولا في جميع المواضع الأُخرى الواردة في الاستواء.

ص: 407

قول يحيى بن زياد الفراء إمام أهل الكوفة:

قال في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]: أي صعد، قاله ابن عباس. قال: وهو كقولك: الرجل كان قاعدًا فاستوى قائمًا، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا. ذكره البيهقي عنه في «الأسماء والصفات»

(1)

.

قلت: مُراد الفرَّاء اعتدال القائم والقاعد في صعوده عن الأرض.

قول أبي العباس ثعلب:

روى الدارقطني عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلبًا يقول: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} علا. واستوى الوجه: اتصل. واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها. واستوى [ب/68 ب] إلى السماء: أقْبَلَ، هذا الذي يُعْرف

(2)

من كلام العرب

(3)

.

قول أبي عبد الله محمد بن الأعرابي:

قال ابن عرفة

(4)

في كتاب «الرد على الجهمية» : حدثنا داود بن علي

(1)

(2/ 310) وتعقَّبه البيهقي فقال: «وأما ما حكى عن ابن عباس؛ فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف

».

قلت: قول الفرَّاء هذا في كتابه «معاني القرآن» (1/ 25).

(2)

في (أ، ت، ع): «نَعْرف» .

(3)

أخرجه اللالكائي (3/ 399، 400) رقم (668) عن الدارقطني وِجادة بخطِّه.

(4)

هو ـ كما سيأتي ـ إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي الواسطي النحوي،

=

=

المشهور بـ «نفطويه» ، كان حسن الاعتقاد، وله مصنفات كثيرة: في التاريخ وغريب القرآن، توفي سنة 323 هـ، وصلَّى عليه البربهاري رئيس الحنبلية.

انظر: تاريخ بغداد (6/ 156 ـ 160).

ص: 408

قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال له: ما معنى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] فقال: هو على عرشه كما أخبر. فقال: يا أبا عبد الله، إنما معناه: استولى. فقال: اسكت، لا يقال استولى على الشيء إلا ويكون

(1)

له مضاد، فإذا غلب أحدهما قيل: استولى، كما قال النابغة:

إلَّا لِمثلِكَ أو من أنت سابقُه

سبقَ الجواد إذا استولى على الأمد

(2)

وقال محمد بن النضر: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي دؤاد

(3)

أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها:

(1)

في (أ، ت، ظ): «على الشيء أو يكون» ، وفي (ع):«على الشيء إلا أن يكون» ، وفي (ب):«ويكون» ، والصواب ما أثبته.

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 356)، وأبو إسماعيل الهروي (13/ 406 ــ الفتح)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 399) رقم (666)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 314) معلَّقًا، ومن طريقه: ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص/174)، رقم (89)، والذهبي في العلو (2/ 1132) رقم (454).

وسنده صحيح.

(3)

في (أ، ت، ظ): «داؤد» وهو خطأ.

=

=

وابن أبي دؤاد: اسمه أحمد، المعتزلي، الذي قاد فتنة القول «بخلق القرآن» ، هلك مصابًا بالفالج سنة 240 هـ.

ص: 409

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] استوى بمعنى: استولى، فقلت له: والله ما يكون هذا ولا وجدته

(1)

.

قول الخليل بن أحمد شيخ سيبويه:

ذكر أبو عمر بن عبد البر عنه في «التمهيد»

(2)

قال الخليل بن أحمد: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء.

قول إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه

(3)

:

له كتاب في «الرد على الجهمية» أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى

(1)

أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ـ المختار: الرد على الجهمية (3/ 166، 167) رقم (124) بلاغًا، والخطيب في تاريخه (2/ 355، 356).

وسنده صحيح.

وورد نحوه بلفظ: «

ذكر لنا أن ابن أبي دؤاد سأله: أتعرف في اللغة استوى بمعنى: استولى؟ فقال: لا أعرف».

أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 399) رقم (667)، والخطيب في تاريخه (2/ 356).

(2)

(7/ 132) في قصة أبي ربيعة الأعرابي كما سبق ذكرها (ص/209).

(3)

في (ع): «بابن طوبة» وهو تحريف.

ص: 410

استولى، وحكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه. ثم قال: وسمعت

(1)

داود بن علي يقول: كان المريسي يقول: سبحان ربي الأسفل. وهذا جهلٌ من قائله، وردٌّ لنص كتاب [ظ/ق 63 أ] الله

(2)

؛ إذ يقول الله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}

(3)

[الملك/16]. ورحمه الله لقد لَيَّن القول في المرّيسي صاحب هذا التسبيح، ولقد كان جديرًا بما هو أليق به من الجهل.

قول الأخفش

(4)

:

قال الأزهري في كتاب «التهذيب»

(5)

له في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]: قال الأخفش: استوى أي: علا. تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي: علوته.

(1)

في (ظ): «قال: سمعت» .

(2)

في (أ، ت، ع): «نص الكتاب» .

(3)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1239) رقم (496).

(4)

هو الأخفش الأوسط: علي بن سليمان، كان مِنْ أفاضل علماء العربية، توفي سنة 3115 هـ.

انظر: نزهة الألباء لابن الأنباري (ص/219).

(5)

(2/ 1794) ترتيبه.

ص: 411