الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
فيما حُفِظ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والأئمة الأربعة
(1)
وغيرهم
من ذلك:
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(2)
:
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: لما قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه: «أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون، فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء، فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران/ 144] حتى ختم الآية
(3)
.
(1)
سقط من (ظ).
(2)
وقع في النسخة (ب) اضطراب في ترتيب سياق الكلام الآتي: فجاء أوَّلًا متن حديث ابن أبي شيبة بدون سند، ثم تلاه: إسناد البخاري في تاريخه، ثم دخل عليه جملة «قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه» ، ثم أعقبه إسناد ابن أبي شيبة، ثم دخل عليه متن البخاري في تاريخه.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (20/ 560 ـ 562)(38176)، والدارمي في النقض على بشر المريسي (ص/300، 301)، رقم (136)، وفي الرد على الجهمية رقم (78)، والبزار في البحر الزخار (1/ 182، 183) رقم (103) مطولًا، وغيرهم.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن نافع عن ابن عمر إلا فضيل بن غزوان» .
وقال الذهبي في العلو (1/ 600): «هذا حديث صحيح» .
وقال البخاري في «تاريخه» : قال محمد بن فُضَيل: عن فُضَيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل أبو بكر رضي الله عنه عليه فأكبّ عليه
(1)
وقبّل جبهته
(2)
وقال: بأبي أنت وأُمي، طِبتَ حيًّا وميتًا، وقال: «من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حيٌّ
(3)
لا يموت»
(4)
.
وفي «صحيح البخاري» من حديث سهل بن سعد [ب/ق 25 ب] الساعدي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصْلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فذكر الحديث ـ وفيه «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى أبي بكر أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره
(5)
به رسول الله ثم استأخر
…
»
(6)
فذكره.
(1)
قوله: «فأكبَّ عليه» سقط من: (ب، ع)، واستدركها ناسخ (أ) في الحاشية.
(2)
في (ب): «وجهه» .
(3)
سقط من (ب).
(4)
أخرجه البخاري في تاريخه الكبير تعليقًا (1/ 201، 202).
(5)
في (ب): «أمَرَ» .
(6)
أخرجه البخاري (6529)، ومسلم (421).
ذكر
(1)
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن إسماعيل عن قيس قال
(2)
: لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونًا تلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر رضي الله عنه: لا أراكم هاهنا إنما الأمر من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء»
(3)
.
وذكر أبو نعيم بإسناده عنه: «ويل لديَّان الأرض من ديَّان السماء يوم يلقونه؛ إلا من أمر بالعدل، وقضى بالحق ولم يقض على هوًى، ولا على
(4)
رغب ولا على رهب، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه»
(5)
.
(1)
ليس في (ظ).
(2)
سقط من (ب).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (18/ 319)(34536)، (19/ 138)(35584).
ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (1/ 47)، وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص/149)، رقم (56)، والذهبي في العلو (1/ 606) رقم (152).
قال الذهبي: «إسناده كالشمس» .
(4)
ليس في (ظ)، وكذلك «على» التي بعدها.
(5)
أخرجه الإمام أحمد في الزهد رقم (661)، وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 594)(23416)، والدرامي في الرد على بشر المريسي رقم (133)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 117)، وسمويه في فوائده ـ ومن طريقه: الذهبي في العلو رقم (155).
وسنده صحيح.
وقال
(1)
ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس، قال:«لمَّا قدم عمر الشام [ظ/ق 26 ب] استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونًا تلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: ألا أراكم هاهنا إنما الأمر من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء»
(2)
.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت أبا يزيد المدني قال: لقيتْ امرأةٌ عمرَ ابن الخطاب رضي الله عنه يقال لها: خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وهو يسير مع الناس فاستوقفته، فوقف لها
(3)
ودنا منها وأصغى إليها رأسه حتى قضت حاجتها وانصرفت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز قال: ويلك تدري من هذه؟ قال: لا
(4)
قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها، إلا أن تحضرني صلاة فأصليها، ثم أرجع إليها حتى
(1)
هذا الحديث سقط من (مط)، وجميع النسخ المطبوعة.
(2)
تقدم تخريجه قريبًا.
(3)
ليس في (ظ).
(4)
قوله: «قال: لا» : سقط من (ب).
تقضي حاجتها»
(1)
.
وقال خُلَيد بن دعلج عن قتادة قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه جارود العبدي فإذا بامرأة [ب/ق 26 أ] بارزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت: إيهًا يا عمر، عهدتك وأنت تُسمَّى عُميرًا في سوق عكاظ، تزع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُمِّيت عمر، ولم تذهب الأيام حتى سميت
(2)
أمير المؤمنين؛ فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فقال الجارود: قد أكثرت
(3)
أيتها المرأة على أمير المؤمنين، فقال عمر رضي
(1)
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص/45)، رقم (79)، وفي الرد على بشر المريسي رقم (62)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 322) رقم (886) وغيرهم.
قال الذهبي: «هذا إسناد صالح، فيه انقطاع، أبو يزيد المدني لم يلحق عمر» .
قال ابن كثير: «هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب، وقد روي من غير وجهٍ» ا. هـ. قلت: وله طرق عن عمر في أسانيدها مقال.
انظرها في التاريخ الكبير للبخاري (7/ 245)، والكنى والأسماء للدولابي (2/ 36).
(2)
قوله: «عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سُمِّيت» سقط من (ظ).
(3)
قوله: «قد أكثرت» ، جاء في (ظ):«أكثرت» ، وفي (ب):«اجترأت أكثرت» ، وفي تاريخ المدينة «فقد اجترأت» .
الله عنه: «دعها، أمَا تعرفها هذه خولة بنت حكيم
…
التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات فعمر والله
(1)
أحق أن يسمع لها»
(2)
.
قال ابن عبد البر
(3)
: «وروينا
(4)
من وجوهٍ عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمرَّ بعجوزٍ فاستوقفته؛ فوقف لها
(5)
فجعل يحدثها وتحدثه، فقال له
(6)
رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، قال: ويلك تدري من هذه؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات. وذكر الحديث.
قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «كتاب الاستيعاب»
(7)
: «رُوِّينا من وجوهٍ صحاح: أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مشى إلى أمَةٍ له
(1)
ليس في (ظ).
(2)
أخرجه ابن شبه في تاريخ المدينة (2/ 394 ـ 395، 773، 774).
قال الحافظ ابن حجر: خليد ضعيف سيئ الحفظ.
وفيه الانقطاع بين قتادة وعمر بن الخطاب، وفي متنه ألفاظ غريبة.
(3)
في الاستيعاب (ص/894)، رقم (3284).
(4)
في (أ، ت، ع): «وحُدِّثنا» .
(5)
سقط من (ب).
(6)
سقط من (ع).
(7)
(ص/397، 398).
فنالها، فرأته امرأته فلامته فجَحَدها، فقالت: إن كنت صادقًا فاقرأ القرآن، فإن الجنب لا يقرأ، فقال:
شهدت بأن وعد الله حق
…
وأن النار مثوى الكافرينا [ظ/ق 27 أ]
وأن العرش فوق الماءِ طافٍ
…
وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد
…
ملائكة الإله مسومينا
فقالت: آمنت بالله، وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن
(1)
»
(2)
.
(1)
في (ع): «من القرآن» .
(2)
رويت هذه القصة من وجوهٍ مرسلة، بألفاظٍ متنوعة:
1 ـ رواه ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان عن ابن الهاد: أن امرأة ابن رواحة رأته على جارية له
…
نحوه.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (28/ 114).
2 ـ ورواه أسامة بن زيد الليثي عن نافع فذكره .. مرسلًا.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (26547) لكن ذكر بيتين من أبيات حسان بن ثابت المتقدم (ص/ 162).
3 ـ ورواه محمد بن عباد عن عبد العزيز بن أخي الماجشون قال: بلغنا فذكر القصة مرسلة.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (28/ 112)، والذهبي في السير (1/ 238).
4 ـ ورواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب أنه حدَّثه أن عبد الله بن رواحة
…
فذكر نحوه.
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية رقم (82).
وسنده ضعيف لجهالة حال قدامة هذا، وللانقطاع بين قدامة وعبد الله بن رواحة.
ولهذا قال الذهبي: «فهو منقطع» .
5 ـ ورواه زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة قال: كان عبد الله بن رواحة فذكر معناه، وفيه ألفاظ مرفوعة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإشراف رقم (211)، وابن عساكر (28/ 116) وغيرهما.
وهو حديث مرسل ضعيف الإسناد منكر المتن.
قلت: كلها مراسيل، وألفاظها مختلفة، وفيها نكارة ظاهرة وهي: عدم تمييز المرأة الصحابية العربية بين الشعر والقرآن الكريم!
قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد ـ يعني: ـ ابن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة
(1)
خمسمائة عام، وبين الكرسي [ب/ق 26 ب] إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله جل وعلا فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم
(1)
سقط من (ب).
عليه»
(1)
.
وروى الأعمش عن خيثمة عنه: «إن العبد لَيهمُّ بالأمر من التجارة أو الإمارة
(2)
، حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات، فيقول للملك:«اصرفه عنه، قال: فيصرفه»
(3)
.
وقال
(4)
عبد الله بن مسعود: «ليس عند ربكم ليل ولا نهار، ونور السماوات من نور وجهه، وإنَّ مقدار كل يومٍ من أيَّامكم عند الله اثنتا
(1)
أخرجه الدارمي في النقض على بشر المريسي رقم (137، 98، 111)، وفي الرد على الجهمية رقم (81)، والطبراني في الكبير (9/ 228) رقم (8987)، وأبو الشيخ في العظمة رقم (279) وغيرهم.
من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم به.
قال الذهبي: «إسناده صحيح» ، العلو (1/ 617) رقم (157).
وله طرق في بعضها اختلاف راجع حاشية النقض على بشر (ص/223، 224)، وحاشية العلو (1/ 420).
(2)
في (أ، ب، ت، ع): «الإشارة» .
(3)
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (80)، واللالكائي رقم (1219).
من طريق أبي شهاب الحنَّاط عن الأعمش به.
قال الذهبي: «أخرجه اللالكائي بإسناد قوي» العلو (1/ 624).
وقال عنه المؤلف كما سيأتي «بإسناد صحيح» .
قلت: لكن خيثمة بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود قاله الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي. وعليه، فالإسناد منقطع.
(4)
هذا الحديث والذي بعده من النسخة الظاهرية (ظ) فقط.
عشرة ساعة، فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار ـ أو اليوم ـ فينظر فيها ثلاث ساعات، فيطلع منها على بعض ما يكره، فيغضبه ذلك، فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش، ويجدونه يثقل عليهم، فيسبحه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش
(1)
والملائكة المقرَّبون وسائر الملائكة، وينفخ جبريل في القَرْنِ فلا يبقى شيء إلا سمعه إلا الثقلين: الإنس والجن، فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمةً، فتلك ستُّ ساعات، ثم يؤتى بما في الأرحام، فينظر فيها ثلاث ساعات، فيصوركم في الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، فتلك تسع ساعات، ثم ينظر في أرزاق الخلق كلهم ثلاث ساعات، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقْدِر، إنه بكل شيء عليم، ثم قرأ:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن/ 29] ثم قال عبد الله: هذا مِن شأنكم وشأن ربكم تبارك وتعالى»
(2)
.
رواه عثمان بن سعيد الدارمي
(3)
: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد، هو: ابن سلمة عن الزبير أبي
(4)
عبد السلام عن أيوب بن عبدالله
(1)
قال ناسخ (ظ) في الحاشية: «لعله العظمة» .
(2)
تقدم تخريجه (ص/20).
(3)
في النقض على بشر المريسي (ص/266، 267)، رقم (114)، وتقدم الكلام عليه (ص/20).
(4)
في (ظ): «عن» وهو خطأ.
الفهري عن ابن مسعود.
ورواه الحسين بن إدريس عن خالد بن الهيَّاج عن أبيه عن عبَّاد بن كثير عن جعفر بن الحارث عن معدان عن ابن مسعود: «إن ربكم ليس عنده نهار ولا ليل، وإن السماوات [ظ/ق 27 ب] مملوءات نورًا من نور الكرسي، وإن يومًا عند ربك اثنتا عشرة ساعة، فترفع منها أعمال الخلائق في ثلاث ساعات، فيرى فيها ما يكره، فيغضبه ذلك، وإنَّ أول مَنْ يعلم بغضبه حملة العرش، يرونه يثقُل عليهم فيسبحون له، وتسبِّح سُرادقات العرش في ثلاث ساعات من النهار، فتلك تسع ساعات، ثم يُرفَعُ إليه أرحام كل دابَّةٍ فيخلق فيها ما يشاء، ويجعل المُدَّة لمن يشاء؛ في ثلاث ساعات من النهار، فتلك اثنتا عشرة ساعة، ثم تلا ابن مسعود هذه الآية: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن/ 29]، هذا من شأن ربنا تبارك وتعالى»
(1)
.
(1)
هذا حديث باطل؛ لأن هذه السلسلة: الحسين بن إدريس عن خالد بن الهيَّاج عن أبيه ـ خرج عنها أحاديث كثيرة باطلة، واختُلف فيمن يتحمَّل تبعة هذه البواطيل، فقيل: هيَّاج بن بسطام، قال الإمام أحمد: متروك الحديث. وقال أبو داود: تركوا حديثه، ليس بشيء. وقال ابن حبان:«يروي الموضوعات عن الثقات، ويخالف الأثبات فيما يرويه عن الثقات، فهو ساقط الاحتجاج به» المجروحين (3/ 96) وعنده «المعضلات» بدل «الموضوعات» التي نقلها المزي في التهذيب (30/ 359)، ووثقه الذهلي وغيره. وقال يحيى بن أحمد الهروي:«كل ما أُنكر على الهيَّاج، فهو من جهة ابنه خالد، فإن الهيَّاج نفسه ثقة» ، وبمعناه قال الحاكم.
قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في «كتاب السنة» من حديث سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماوات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك»
(1)
.
وفي «مسند الحسن بن سفيان» و «كتاب عثمان بن سعيد الدارمي» من حديث عبد الله بن أبي مُلَيكة أنه حدثه ذكوان قال: «استأذن ابن عباس رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنها وهي تموت ـ فقال لها: «كنت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبًا، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله
(1)
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (ص/59)، رقم (16) من طريق خالد بن عبد الله الطحان عن عطاء به.
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة رقم (2، 22)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب رقم (668)، والبيهقي في الأسماء والصفات رقم (618، 887) وغيرهم.
من طريق علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس فذكره.
واللفظ لعلي بن عاصم، وقال خالد الطحان:«ألف نور» بدل «سبعة آلاف نور» .
قلت: عطاء كان قد اختلط، وسماع خالد الطحان منه بآخرة، وعلي بن عاصم: ضعيف الحديث.
والأثر حسَّن إسناده الذهبي في «العرش» (2/ 171)(111)، وأثبته ابن حجر فقال في الفتح (13/ 262):«موقوف، وسنده جيد» .
يذكر فيه إلا وهي تُتْلى
(1)
فيه آناء الليل وآناء النهار»
(2)
.
وذكر الطبري
(3)
في «شرح السنة» : من حديث سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال: قيل لابن عباس: إن ناسًا يكذبون بالقدر، قال: يكذبون بالكتاب، لئن أخذت بشعر أحدهم لأنضونَّه
(4)
، إن الله كان
(1)
في (ب): «تُبكى» ، والمثبت من باقي النسخ ومصادر التخريج.
(2)
أخرجه الدارمي في الرد على بشر المريسي (ص/301)، رقم (138)، وأحمد في المسند (2496، 3262)، وابن أبي الدنيا في المحتضرين رقم (217)، والطبراني في معجمه الكبير (10/ 390)(10783)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 56)(321) وغيرهم.
من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي مُليكة عن ذكوان به (وبعضهم لم يذكر: ذكوان).
ورواه عمر بن سعيد ومحمد بن عثمان عن ابن أبي مُليكة قال: استأذن ابن عباس
…
فذكر نحوه.
أخرجه البخاري في صحيحه (4476)، وذكره أبو نعيم في الحلية (2/ 45)، وابن سعد في الطبقات (10/ 73)، وعند ابن سعد والبخاري من طريق عمر بن سعيد «ونزل عذرك من السماء» .
(3)
هو اللالكائي. وشرح السنة هو: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة. وانظر الأثر برقم (660، 1223).
(4)
أي: لأقطعنَّه. وفي بعض المصادر: «لأنصونّه» بالصاد المهملة، أي: لآخذنَّه بشعر ناصيته.
على عرشه قبل أن يخلق شيئًا، فخلق الخلق
(1)
فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فُرِغ منه
(2)
»
(3)
.
وقال إسحق بن راهوية: أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في قوله تعالى: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
…
} الآية [الأعراف/17]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يستطع أن يقول: من فوقهم، علم أن الله من
(4)
فوقهم»
(5)
.
(1)
كذا في جميع النسخ الخطيَّة، والموضع الأول (66) عند اللالكائي من طريق يعلى بن عبيد؛ لكن في الموضع الآخر:«القلم» وفي المصادر الأخرى: «فكان أول ما خلق القلم» بدل «فخلق الخلق» ، هكذا رواه: وكيع والفزاري ومحمد بن كثير وغيرهم وهو الصواب. والله أعلم.
(2)
قوله: «فإنما يجري الناس على أمرٍ قد فُرِغ منه» ليس في (ظ).
(3)
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية رقم (44)، والفريابي في القدر رقم (77، 78)، والطبري في تفسيره (29/ 10)، والبيهقي في القضاء والقدر (489).
من طرق عن سفيان الثوري به.
وله طرق، وهو ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
ليس في (ظ).
(5)
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 568)(3011) كما في المطالب العالية.
ومن طريقه أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 397) رقم (661)، وابن قدامة في إثبات صفة العلو رقم (63).
وسنده ضعيف جدًّا، فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان: قال ابن معين: ليس بشيء، =
=
…
ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه.
ولهذا قال الذهبي: حديث إبراهيم بن الحكم بن أبان ـ أحد الضعفاء ـ فذكره. العلو (1/ 825).
ـ ورواه حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان به، بلفظ «ولم يقل: من فوقهم، لأن الرحمة تنزل من فوقهم».
أخرجه الطبري في تفسيره (8/ 137) وسنده ضعيف، حفص بن عمر مجمع على ضعفه.
قول عائشة رضي الله عنها:
قال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء قال: سمعت نافعًا يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: «وايم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلته ـ تعني عثمان
(1)
ـ ولكن علم الله من
(2)
فوق عرشه أني لم أحب قتله»
(3)
.
قول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها:
ثبت في «الصحيحين» [ب/ق 27 أ] من حديث أنس رضي الله عنه
(1)
قوله: «تعني: عثمان» ، ليس في (ب).
(2)
من (ظ) فقط.
(3)
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص/47)، رقم (83) وسنده صحيح.
ورواه عروة عن عائشة مطولاً وفيه «والله لو أحببت قتله لقُتلتُ» وليس فيه موطن الشاهد أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد رقم (148)، ومعمر في جامعه (11/ 447)(20967)، والطبراني في مسند الشاميين رقم (3102).
قال: كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: «زوجكنَّ أهاليكنَّ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات»
(1)
.
وروى العسَّال بإسناد عنها أنها
(2)
كانت تقول: زوجنيك الرحمن من
(3)
فوق عرشه، كان جبريل السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك»
(4)
.
قول أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه
(5)
:
قال: لمَّا لعن الله إبليس وأخرجه من سماواته وأخزاه قال: «رب أخزيتني ولعنتني وطردتني من سماواتك وجوارك، وعزتك [ظ/ق 28 أ] لأغوين خلقك ما دامت الأرواح في أجسادها
(6)
، فأجابه الرب تبارك وتعالى فقال
(7)
: «وعزتي
(8)
وجلالي وارتفاعي على عرشي لو أن
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه في (100) التوحيد، (22) باب:«وكان عرشه على الماء» رقم (6984)، ولم يخرجه مسلم في صحيحه، وقد تقدم في (ص/69) هذا الحديث وقد عزاه المؤلف للبخاري.
(2)
في (أ، ب، ت، ع): «وفي لفظٍ لغيرهما كانت تقول: .... رواه العسال» .
(3)
من (أ، ب، ت، ع).
(4)
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 27)(6777) وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص/97)، رقم (17). من طريق: داود بن أبي هند عن الشعبي فذكره.
وهذا مرسل.
(5)
وقع في (ظ) قول أبي أمامة قبل قول عائشة رضي الله عنهما.
(6)
في (أ، ت، ظ، ع): «أجسادهم» .
(7)
ليس في (ب).
(8)
في (أ، ت): «بعزتي» .
عبدي أذنب حتى ملأ السماء والأرض خطايا
(1)
، ثم لم يبق من عمره إلا نفس واحد، فندم على ذنوبه لغفرتها، وبدَّلت سيئآته كلها حسنات»
(2)
.
وقد رُوِىَ هذا المتن مرفوعًا، ولفظه: «وعزتي وجلالي وارتفاعي لو أن عبدي
…
فذكره»
(3)
.
ورواه ابن لهيعة عن درَّاج عن
(4)
أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان قال: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني: لا أزال أغفر ما استغفروني»
(5)
.
(1)
في (ب، ظ، ع): «خطاياه» .
(2)
لم أقف عليه من قول أبي أُمامة رضي الله عنه.
والمشهور أنه عن أبي قلابة: أخرجه معمر في جامعه (11/ 275)(20533)، وابن المبارك في الزهد (1045) وغيرهما، وأبو قلابة تابعي.
(3)
لم أقف عليه مرفوعًا.
وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (1/ 453) وعزاه للترمذي. ولم أجده في مطبوعة الترمذي.
(4)
قوله: «درَّاج عن» من (ظ) فقط.
(5)
أخرجه أحمد (17/ 337) رقم (11237)، وعبد بن حميد في مسنده (930) المنتخب، وأبو يعلى في المسند (2/ 530)(1399)، والبيهقي في الأسماء والصفات رقم (265)، والبغوي في شرح السنة (2/ 418)(1293) وغيرهم.=
=
…
من طرق عن ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري فذكره.
لكن اضطرب ابن لهيعة في لفظة: «وارتفاع مكاني» ، فذكرها عنه: أبو الأسود وقتيبة بن سعيد. ولم يذكرها عنه: حسن بن موسى الأشيب ويحيى بن إسحاق.
ــ ورواه عمرو بن الحارث عن درَّاج عن أبي الهيثم به فذكره ولم يذكر «وارتفاع مكاني» .
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 290)(7672).
وهذا يدل على أن هذه اللفظة غير محفوظة، وهي من أوهام و تخاليط عبد الله بن لهيعة.
ــ ورواه الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطَّلب عن أبي سعيد الخدري فذكره، ولم يذكر «وارتفاع مكاني» .
أخرجه أحمد (17/ 344)(11244)، ((113367)، والطبراني في الأوسط (6/ 284)(8788)، وفي الدعاء (3/ 1600) رقم (1779)، وأبو يعلى في مسنده (1273)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 13) وغيرهم.
ورجاله ثقات، لكن لا يُعلم سماع عمرو من أبي سعيد الخدري، وكان عمرو صاحب مراسيل، وهو من صغار التابعين سمع من أنس بن مالك، ولم يسمع من أبي موسى الأشعري.
قول الصحابة كلهم رضي الله عنهم أجمعين
(1)
:
قال يحيى بن سعيد الأموي في «مغازيه» : حدثنا البكَّائيُّ عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن سنان عن سعيد بن الأجيرد
(2)
الكندي عن
(1)
من (ظ) فقط.
(2)
في (أ، ب، ظ): «الأجرد» .