الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر قول النمل:
فأخبر الله سبحانه عن النمل أنه ركَّب فيهم
(1)
مثل هذا الشعور والنطق، ولاسيما هذه
(2)
النملة، التي جمعت في هذا الخطاب بين: النداء والتعيين والتنبيه والتخصيص والأمر وإضافة المساكن إلى أربابها، والتجائهم إلى مساكنهم فلا يدخلون على غيرهم من الحيوانات
(3)
مساكنهم
(4)
، والتحذير، والاعتذار بأوجز خطابٍ وأعذب لفظٍ،
(1)
في (ب): «منهم» ، وفي (مط):«فيه» .
(2)
في (ت): «أن هذه» .
(3)
في (ب): «الحيوان» .
(4)
قوله: «فلا يدخلون على غيرهم من الحيوانات مساكنهم» سقط من (أ، ت، ع).
ولذلك
(1)
حمل سليمان عليه السلام التعجب من قولها على التبسُّم.
وأحرى بهذه النملة وأخواتها من النمل أن يكونوا أعرف بالله من الجهمية. وقد دل على هذا ما رواه الطبراني
(2)
في «معجمه» قال: حدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن سليمان عليه السلام خرج هو وأصحابه يستسقون، فرأى نملة قائمة رافعة أحد قوائمها تستسقي
(3)
، فقال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم، إن هذه النملة استسقت فاستجيب لها»
(4)
.
(1)
في (ب): «وكذلك» وهو خطأ، انظر:«شفاء العليل» (1/ 237).
(2)
تأخَّر هذا الأثر في (ب، ظ) إلى ما بعد الآتي.
(3)
في (ت): «تستقي» وهو خطأ.
(4)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 95،96) رقم (4921)، والطبراني في الدعاء (2/ 1253) رقم (967)، وابن عساكر في تاريخ (22/ 288).
وقد خولف معمر: فوصله عُقيل بن خالد.
فرواه: محمد بن عُزيز عن سلامة بن روح عن عُقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا.
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 331) رقم (875)، وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1753) رقم (1246)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 65)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 288).
قلت: هذا خطأ، والوهم من سلامة بن روح، قال فيه أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة»، وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف منكر الحديث، قيل له: يكتب حديثه؟ قال: نعم يُكتب على الاعتبار
…
، وأيضًا قيل: =
=
…
إنه لم يسمع من عمِّه عقيل بن خالد، وإنما يروي من كتبه.
انظر: تهذيب الكمال (12/ 305، 306).
قلت: لعله حدَّث من كتاب عقيل من حفظه فأخطأ، والمحفوظ حديث معمر المرسل، وله طريق آخر عن الزهري سيأتي.
قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر عن زيد العمِّي عن أبي الصدِّيق الناجي قال: خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقي بالناس، فمر على نملة مستلقية على قفاها رافعة أحد قوائمها إلى السماء وهي تقول
(1)
: اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك، فإما أن تسقينا، وإما أن
(2)
تهلكنا. فقال سليمان عليه السلام للناس: ارجعوا فقد سُقِيتم بدعوة غيركم
(3)
»
(4)
.
(1)
سقط من (ت).
(2)
في (مط): «أو» بدل «وإما أن» .
(3)
في (ب): «غيرهم» ، وكتب عليها الناسخ «كذا» ، وهو خطأ.
(4)
أخرجه أحمد في الزهد (ص/135)، رقم (47).
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم (30101، 35414)، وابن أبي حاتم في تفسيره (9/ 2858) رقم (16203)، والطبراني في الدعاء (2/ 1254)(968)، وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1752) رقم (1245)، وابن حبان في الثقات (8/ 414)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 286، 287)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 101).
من طريق عن مسعر بن كدام به.
وهو حديث مرسل ضعيف الإسناد، زيد العمِّي: ضعيف الحديث، وأبو الصديق الناجي: تابعي.
ورواه الطحاوي
(1)
والطبراني أيضًا من حديث أبي الصديق الناجي قال: خرج سليمان عليه السلام يستسقي، فمرَّ بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا عن سقياك ورزقك غِنًى، اللهم فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا. فقال: ارجعوا فقد سُقِيتم بدعوة غيركم. هذا
(2)
لفظ رواية الطبراني.
ولفظ الطحاوي: فإذا هو بنملة قائمة على [ب/ق 88 ب] رجلها رافعة يديها تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، لا غنى بنا عن رزقك، فلا تهلكنا بذنوب بني آدم. فقال سليمان لأصحابه: ارجعوا فقد سُقِيتم بدعوة غيركم
(3)
.
ورواه [ظ/ق 79 أ] الحافظ أبو الحسن الدارقطني في «سننه» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خرج نبي من الأنبياء يستسقي، فمر بنملة مستلقية على ظهرها رافعة يديها إلى السماء تستسقي، فقال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم»
(4)
.
(1)
في كتاب: «الأخبار» كما في كتاب: «المستغيثين بالله تعالى عند المهمَّات والحاجات» لابن بشكوال الأندلسي (ص/112) رقم (154)، وفيه زيادة متن آخر.
(2)
سقط من (ت).
(3)
قوله: «بدعوة غيركم» من (مط، ع)، وعند ابن بشكوال:«بغيركم» .
(4)
أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 421)(1797)، والحاكم في المستدرك (1/ 473)(1215).
…
=
=
…
من طريق محمد بن عون مولى أم يحيى بنت حكيم عن أبيه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة بمثله إلا أنه قال في آخره: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل شأن هذه النملة.
قلت: محمد بن عون لم أقف على من وثَّقَه غير ابن حبان (7/ 411)، والدارقطني (سؤالات البرقاني ــ 451)، وكذلك أبوه لم يوثقه إلا الدارقطني (سؤالات البرقاني ــ 383)، وابن حبان (7/ 281)، وسكت عنه البخاري في تاريخه (7/ 16)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 388)، وقال أحمد: معروف.
لكن أشار البخاري: أنه يروي عن الزهري مرسلًا.
وهذا إما أن يدل على أن عونًا لم يسمع من الزهري، أو سمع منه لكنها مراسيل، والله أعلم.
وعلى كلٍّ هذا الإسناد خطأ، لم يضبطه عون أو مَنْ دونه، والصواب رواية معمر عن الزهري مرسلًا والله أعلم.