المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أقوال الجن المؤمنين المثبتين: - اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم - الكتاب

[ابن القيم]

الفصل: ‌ أقوال الجن المؤمنين المثبتين:

ذكر‌

‌ أقوال الجن المؤمنين المثبتين:

قال الله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن/1، 2].

وقال في آية أُخرى حكاية عنهم لما ولَّوا إلى قومهم منذرين فقالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف/30].

فأخبروا أنه يهدي إلى الرشد وإلى الحق وإلى طريق مستقيم

(1)

، وأعظم الرشد والحق الذي يهدي إليه معرفة الله سبحانه، وإثبات صفاته، وعلوه على خلقه، ومباينته لهم، إذ بذلك يتم الاعتراف به

(2)

وإثباته، ونفي ذلك نفي له ولصفاته.

وكذلك سَمِعه المؤمنون الصادقون منهم كما قال أبو بكر الخطيب في «تاريخه» : حدثني عبد الله بن محمد القرشي، [حدثني عبد الله بن إبراهيم بن أيوب]

(3)

حدثنا أبو محمد بن ماسي قال: حدثني أبو مسلم الكجِّي قال: خرجت يومًا فإذا الحمام قد فُتِح سَحَرًا

فقلت

(1)

قوله: «إلى طريق مستقيم» من (ب) فقط.

(2)

في (ت، مط): «له» .

(3)

ما بين المعكوفتين من تاريخ بغداد.

ص: 511

للحمَّامي: أَدَخَل أحد الحمام؟ قال: لا، فدخلت

(1)

فَسَاعَةَ

(2)

فتحتُ الباب قال لي قائل: يا أبا مسلم

(3)

أسلِمْ تسلَمْ ثم أنشأ يقول:

لك الحمدُ إما على نعمةٍ

وإما على نقمةٍ تُدفعُ

(4)

تشاء وتفعل ما شئته

وتسمع من حيث لا يسمعُ

فبادرت [ظ/ق 78 ب] خرجت وأنا جَزِع

(5)

، فقلت للحمَّاميِّ: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟ فقال لي: هل سمعت شيئًا؟ فأخبرته بما كان، فقال: إن ذلك جِنِّي يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر، فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال: نعم وأنشدني:

أيُّها المذنب المفرِّط مهلا

كم تمادى وتكسب الذنب جهلا

كم وكم تسخط الجليل بفعل

سمِجٍ وهو يحسن الصنع فضلا

(1)

في تاريخ بغداد: «فدخلت الحمَّام» .

(2)

في نسخةٍ على حاشية (مط):.

(3)

في (ت، ع): «أبا مسلم» ، وفي (ب):«بل» بدل «يا أبا مسلم» .

(4)

في (ب): «يرفع» .

(5)

في نسخة على حاشية (مط): «فَزِع» .

ص: 512

كيف تهدا جفون

(1)

من ليس يدري

أراضٍ عنه من على العرش أم لا

(2)

وَرُوِّينا في «الغَيْلانيات» : عن عبد الله بن الحسين

(3)

المصيصي قال: دخلت طرسوس فقيل لي

(4)

: هاهنا امرأة رأت الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيتها فإذا امرأة مستلقية على ظهر قفاها

(5)

[ب/ق 88 أ]، فقلت: أرأيت أحدًا من الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، حدثني عبد الله بن سَمْحَجٍ

(6)

قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ فذكر أنه

(7)

كان في نور

(8)

.

(1)

في (ب): «خوف» .

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 120 ـ 122).

(3)

في (مط): «الغلانيات، عن ابن عبد الله بن الحسن» وهو خطأ.

(4)

سقط من (ب).

(5)

في (مط): «ظهرها» بدل «ظهر قفاها» .

(6)

في (مط): «سمح» وهو خطأ.

(7)

في (مط): «قال» بدل «فذكر أنه» .

(8)

أخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده «الغيلانيات» (1/ 543) رقم (696) مطوَّلًا، والطبراني في معجمه الكبير كما في الإصابة (2/ 130)، ومن طريقه: أبو بكر النقاش في فنون العجائب رقم (92)، والشيرازي في الألقاب كما في الإصابة (2/ 130)، والدارقطني في الأفراد كما في الإصابة (2/ 130)، وأبو منصور الديلمي في مسند =

=

الفردوس كما في زهر الفردوس لابن حجر (2/ 21)(6060).

وفيه عبد الله بن الحسين المصيصي، قال فيه ابن حبان:«يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به، إذا انفرد» . انظر: المجروحين (2/ 46).

وقال الحافظ ابن حجر في «اللسان» (8/ 174): «أحد المتروكين» وقال عن المرأة: «لا تُعرف» .

ص: 513