المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر أقوال جماعة من أتباع الأئمة الأربعة ممن يقتدى بأقوالهم - اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم - الكتاب

[ابن القيم]

الفصل: ‌ذكر أقوال جماعة من أتباع الأئمة الأربعة ممن يقتدى بأقوالهم

قول أبي الخير

(1)

العمراني ـ صاحب «البيان» فقيه الشافعية ببلاد اليمن رحمه الله تعالى:

له كتاب لطيف في السنة

(2)

على مذهب أهل الحديث، صرَّح فيه بمسألة الفوقية والعلو، والاستواء حقيقة، وتكلّم الله عز وجل بهذا القرآن العربي المسموع بالآذان حقيقة، وأن جبرائيل عليه الصلاة والسلام سمعه من الله سبحانه حقيقة، وصرَّح فيه بإثبات الصفات الخبرية، واحتجَّ بذلك ونصره، وصرَّح بمخالفة الجهمية والنفاة.

‌ذكر أقوال جماعة من أتباع الأئمة الأربعة ممن يُقْتدى بأقوالهم

سِوى مَن تقدم:

قول أبي بكر بن موهب

(3)

المالكي شارح «رسالة ابن أبي زيد» :

(1)

كذا في جميع النسخ، وكذا في النونية (البيت:1459)! وأبو الخير هو كنية والد صاحب البيان، واسمه سالم، أما العمراني صاحب البيان فهو: أبو الحسين يحيى ابن أبي الخير سالم العمراني.

(2)

هو «الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» ، (2/ 607).

(3)

هو محمد بن موهب التجيبي القرطبي المالكي، كان فقيهًا عالمًا من الزهاد الفضلاء، صحب ابن أبي زيد القيرواني واختصَّ به، وحمل عنه تواليفه، غلب عليه الجدل في نصرة أهل السنة. توفي سنة 406 هـ. انظر: جذوة المقتبس للحميدي رقم (146)، والصلة لابن بشكوال (2/ 471)(1079).

ص: 281

قد تقدم ذكره عند ذكر

(1)

أصحاب مالك رحمه الله وحكينا بعض كلامه في شرحه، ونحن نسوقه بعبارته قال:«وأما قوله: إنه فوق عرشه المجيد بذاته» : فإن معنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تصديق ذلك ـ ثم ساق الآيات في إثبات العلو، وحديث الجارية، إلى أن قال ـ: وقد تأتي «في» في لغة العرب بمعنى: فوق، وعلى ذلك قوله تعالى:{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} [الملك/15] يُريد: عليها وفوقها، وكذلك قوله تعالى:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه/71] يريد: عليها.

وقال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك/16] الآيات، قال أهل

(2)

التأويل العالمون بلغة العرب: يُريد فوقها، وهو قول مالك، مما فهم

(3)

عن جماعة ممن أدرك من [ب/ق 47 ب] التابعين؛ مما فهموه عن الصحابة رضي الله عنهم؛ مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن الله

(4)

في السماء، يعني

(5)

: فوقها وعليها، فلذلك

(6)

قال

(1)

سقط من (أ، ع).

(2)

سقط من (ب).

(3)

في (أ، ب): «فهمه» .

(4)

من (أ، ت، ظ): «إن الله» .

(5)

في (أ، ت): «بمعنى» .

(6)

في (ب): «فكذلك» .

ص: 282

الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم إنه بين أن علوَّه على عرشه إنما هو بذاته؛ لأنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته؛ إذ لا تحويه

(1)

الأماكن؛ لأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان، ولم يحل بصفاته عما كان؛ إذ لا تجري عليه الأحوال، لكن علوه في استوائه على عرشه، وهو عندنا بخلاف ما كان قبل أن يستوي [ظ/ق 45 أ] على العرش؛ لأنه قال:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(2)

و «ثُمَّ» أبدًا لا تكون إلا لاستئناف

(3)

فعل يكون

(4)

بينه وبين ما قبله فسحة

إلى أن قال: وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] فإنما معناه عند أهل السنة: على غير الاستيلاء والقهر والغلبة والملك

(5)

، الذي ظنَّت المعتزلة ومن قال بقولهم: إنه معنى

(6)

الاستواء، وبعضهم يقول: إنه على المجاز دون الحقيقة.

(1)

في (ب): «يحويها» وهو خطأ.

(2)

سقط من (ب، ظ): قوله: [لأنه قال: «ثم استوى على العرش»].

(3)

في (أ): «للاستئناف» ، وفي (ب):«بالاستئناف» .

(4)

في (أ، ت، ظ): «يصير» .

(5)

سقط من (ت).

(6)

في (ظ): «بمعنى» وهو خطأ؛ إذ لا يستقيم به المعنى.

ص: 283

قال: ويبيِّن سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره: ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستوليًا على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها، وكان العرش وغيره في ذلك سواء، فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة.

قال: وكذلك بَيّن أيضًا أنه

(1)

على الحقيقة بقوله عز وجل: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء/122] فلما رأى المُنْصِفون

(2)

إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء

(3)

على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز؛ لأنه الصادق في قِيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله؛ إذ ليس كمثله شيء من الأشياء»

(4)

.

(1)

في (ت): «إن الله» .

(2)

في (ب): «المصنِّفون» وهو خطأ.

(3)

سقط من (ت) قوله: «هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء» .

(4)

انظر: نقض التأسيس (1/ 175 ـ 179)، والعلو للذهبي (2/ 1365، 1366).

ص: 284

وقد تقدم

(1)

قول القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق:

إن الاستواء استواء الذات

(2)

على العرش، وأنه قول ابن

(3)

الطيب الأشعري حكاه عنه عبد الوهاب نصًّا، وأنه قول أبي الحسن

(4)

الأشعري بنفسه صرَّح به في بعض كتبه، وأنه قول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.

ذكر ذلك كله الإمام أبو بكر الحضرمي

(5)

في رسالته التي سمَّاها

(1)

في (ص/239 - 240).

(2)

في (ظ): «الرب» .

(3)

في (أ، ت، ع، مط): «أبي» وهو خطأ، وابن الطيب هو أبو بكر محمد بن الطيب الباقلَاّني المتوفى سنة 403 هـ.

وقد صرَّح بالاستواء على العرش في كتابيه: تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل (ص/261، 262)، ط. مكارث، والإبانة كما في العلو للذهبي (2/ 1298)، وانظر: نقض التأسيس (1/ 171).

(4)

سقط من (ت): «أبي الحسن» .

(5)

هو القاضي محمد بن الحسن الحضرمي القيرواني، كان عالمًا بالفقه، إمامًا في أصول الدين، نبيهًا ذا حظٍ وافر من البلاغة والفصاحة، وله مشاركة في الأدب وقرض الشعر، وله تواليف حسان مفيدة. توفي سنة 489 هـ.

انظر: الصلة لابن بشكوال (2/ 572) رقم (1326).

ص: 285

بـ «الإيماء إلى مسألة الاستواء»

(1)

فمن أراد الوقوف عليها

(2)

فليقرأها.

وقد تقدم

(3)

قول أبي عمر ابن عبد البر:

«وعلماء الصحابة، والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل

(4)

قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7]: إنه على العرش وعلمه في كل مكان. وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله»

(5)

.

«وأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن

(6)

والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز؛ إلا أنهم لا يكيِّفُون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مُشَبِّه، وهم عند

(1)

ذكر هذه الرسالة ونقل منها: شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (1/ 168 ـ 170)، والقرطبي في الأسنى (2/ 121 ـ 123).

(2)

في (أ، ب، ت): «عليه» .

(3)

سقط من (ت)، وقد تقدم في (ص/212).

(4)

سقط من (ظ): «قالوا في تأويل» .

(5)

انظر: التمهيد (7/ 139).

(6)

في (ع): «الكتاب» وقال الناسخ في الحاشية: في نسخة «القران» .

ص: 286

من أقر بها نافون للمعبود

(1)

، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أئمة الجماعة»

(2)

.

قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي [ظ/ق 45 ب] الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته؛ خلا جهمي أو معطِّل قال في كتاب «إثبات صفة العلو» :

أما بعد: فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار في ذلك على وجهٍ حصل به اليقين، وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طبائع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون إلى

(3)

السماء بأعينهم ويرفعون نحوها

(4)

للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه وينطقون بذلك بألسنتهم، لا يُنكر ذلك إلا مبتدع غالٍ في بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه في

(5)

(1)

في (ت، ع): «المعبود» .

(2)

انظر: التمهيد (7/ 145).

(3)

ليس في (أ، ت، ع).

(4)

في (أ، ب، ظ): «عندها» ، والمثبت أولى.

(5)

في (أ، ت): «على» .

ص: 287

ضلالته»

(1)

.

وقال في عقيدته: «ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا»

(2)

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم [ب/ق 48 ب]: «لله أفرح بتوبة عبده»

(3)

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يعجب ربك»

(4)

، ـ إلى أن قال ـ: فهذا وما أشبهه

(5)

مما صح سنده وعدلت رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده، ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين، بل نؤمن بلفظه ونترك التعرض لمعناه، قراءته تفسيره

(6)

. ومن ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] وقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك/16]

(1)

انظر: إثبات صفة العلو (ص/63).

(2)

تقدم تخريجه (ص/227).

(3)

أخرجه البخاري (5950)، ومسلم (2747) من حديث أنس رضي الله عنه.

(4)

سقط من (ظ، ب): «يعجب ربك» . والحديث أخرجه البخاري (3587)، ومسلم (2054) من حديث أبي هريرة بلفظ «قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة» لفظ مسلم.

وأخرج أبو داود (1203)، وأحمد (17443)، وابن حبان (1660) وغيرهم من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: «يعجب ربك من راعي غنم

» وسنده صحيح.

(5)

في (ظ): «أشبه» .

(6)

من قوله «بل نؤمن بلفظه» إلى هنا من (ب، ت، ظ، ع)، وهو غير موجود في عقيدة ابن قدامة المطبوعة.

ص: 288

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ربنا الله

(1)

الذي في السماء»

(2)

، وقوله للجارية:«أين الله» ؟ قالت: في السماء. قال: «أعتقها فإنها مؤمنة»

(3)

. رواه مالك بن أنس وغيره من الأئمة.

وروى أبو داود في «سننه» أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا. وذكر الحديث إلى أن قال ـ: «وفوق ذلك العرش والله تعالى فوق ذلك»

(4)

.

نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير ردٍّ ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تمثيل

(5)

، ولا نتعرض له بكيف. ولما سئل مالك بن أنس رحمه الله فقيل له: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأُخرج»

(6)

.

(1)

من (أ).

(2)

تقدم تخريجه (ص/108 - 109).

(3)

تقدم تخريجه (ص/109).

(4)

تقدم تخريجه في (ص/106 - 107).

(5)

في (أ، ع، ت): «تأويل» .

(6)

تقدم تخريجه (ص/201 - 202).

ص: 289

قول إمام الشافعية في وقته ــ بل هو الشافعي الثاني ــ أبي حامد الإسفراييني رحمه الله تعالى، كان من كبار أئمة السنة المثبتين للصفات :

قال: مذهبي ومذهب الشافعي رحمه الله تعالى وجميع علماء الأمصار: أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، وأن جبرائيل عليه السلام سمعه من الله عز وجل وحمله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم

(1)

وسمعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جبرائيل عليه السلام وسمعه الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن كل حرف منه كالباء والتاء

(2)

كلام الله عز وجل ليس بمخلوق [ظ/ق 46 أ].

ذكره في كتابه في «أصول الفقه» وذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية

(3)

في كتاب «الأجوبة المصرية» .

قال شيخنا رحمه الله: وكان الشيخ أبو حامد يصرِّح بمخالفة القاضي أبي بكر بن الطيب في مسألة القرآن

(4)

.

(1)

من (ت، ظ، ع): قوله: «وحمله إلى محمد صلى الله عليه وسلم» .

(2)

في (أ، ت، ع): «كالتاء والباء» .

(3)

ليس في (أ، ت، ظ، ع): «ابن تيمية» .

(4)

انظر: نقض التأسيس (1/ 181، 182).

ص: 290

قول إمام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام السنة:

قال

(1)

شيخ الإسلام الأنصاري

(2)

سمعت يحيى بن عمار يقول: حدثنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: [ب/ق 49 أ] حدثنا جدي إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة

(3)

قال: «نحن نؤمن بخبر الله سبحانه: أن خالقنا مستوٍ على عرشه، لا نبدِّل كلام الله، ولا نقول ــ غير الذي قيل لنا ــ كما قالت الجهمية المعطلة: إنه استولى على عرشه لا استوى، فبدَّلوا قولًا غير الذي قيل لهم، كفعل اليهود: كفروا بخبر الله عز وجل

(4)

.

وقال في كتاب «التوحيد» : باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعَّال لما يشاء على عرشه، فكان فوقه

(5)

فوق كل شيء عاليًا. ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.

ثم قال: باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق

(6)

السماء من الإيمان، ثم ساق حديث الجارية.

(1)

في (ب، ظ): «ذَكَرَ» .

(2)

هو أبو إسماعيل الهروي.

(3)

سقط من (ت): «يقول: حدثنا جدِّي إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة» .

(4)

من (ب، ظ) فقط «كفعل اليهود: كفروا بخبر الله عز وجل» .

(5)

في (ب): «وكان فوق كل شيء» ، والمثبت من (أ، ت، ظ، ع) والتوحيد.

(6)

في (أ، ت، ظ): «في» .

ص: 291

ثم قال: باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام، رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نزول الرب سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا كل ليلة. ثم قال: نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب تبارك وتعالى، من غير أن نصف الكيفية. ثم ساق الأحاديث.

ثم قال: باب كلام الله تعالى لكليمه موسى عليه الصلاة والسلام. ثم ساق الأدلة على ذلك.

ثم قال: باب صفة تَكَلُّم الله تعالى بالوحي وشِدَّة خوف السماوات منه، وذكر صعقة أهل السماوات وسجودهم.

ثم قال: باب البيان أن الله سبحانه يكلِّم عباده يوم القيامة من غير تَرْجُمان يكون بين الله تعالى وبين عباده. ثم ذكر الأحاديث في ذلك.

ثم قال: باب ذكر بيان الفرق بين كلام الله تعالى الذي به يكون خلقه؛ وبين خلقه الذي يكون بكلامه.

ثم قال: باب ذكر البيان أن الله تعالى ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة برُّهم وفاجرهم وإن رَغِمتْ أُنوف الجهمية المعطلة المنكرة لصفات الله سبحانه وتعالى

(1)

.

(1)

انظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 231 ـ 406).

ص: 292

وكتابه في «السنة» كتاب جليل.

قال أبو عبد الله الحاكم في «علوم الحديث»

(1)

له، وفي كتاب «تاريخ نيسابور»

(2)

: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سماواته، وأنه بائن من خلقه؛ فهو كافر يستتاب

(3)

، فإن تاب وإلا ضُرِبت عنقه، وأُلْقِي على مزبلةٍ لئلا يتأذَّى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة.

توفي الإمام ابن خزيمة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

ذكره

(4)

الشيخ [ظ/ق 46 ب] أبو إسحق الشيرازي في «طبقات [ب/ق 49 ب] الفقهاء»

(5)

، أخذ الفقه عن المزني، قال المُزني:«هو أعلم بالحديث مني» ، ولم يكن في وقته مثله في العلم بالحديث والفقه جميعًا.

وقال في كتابه: فمن ينكر رؤية الله تعالى في الآخرة فهم عند المؤمنين شر من اليهود والنصارى والمجوس، وليسوا بمؤمنين عند جميع المؤمنين.

(1)

(ص/84)، ومن طريقه: أخرجه الجورقاني في الأباطيل (1/ 80، 81).

(2)

وهو مفقود، ويوجد مختصره بالفارسية، طبع في طهران.

(3)

في (أ، ت، ظ): «ويستتاب» .

(4)

في (ت): «وذكره» .

(5)

(ص/105، 106).

ص: 293

قول الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري

(1)

الإمام في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ واللغة والنحو والقرآن

(2)

:

قال في كتاب «صريح السنة» : «وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر

(3)

.

وقال في تفسيره الكبير

(4)

في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف/54] قال: علا وارتفع

(5)

.

وقال في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت/11]: عن الربيع ابن أنس أنه يعني: ارتفع

(6)

.

وقال في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}

(1)

تأخَّر قول الطبري هذا في (أ، ت، ع) إلى ما بعد قول سعد الزنجاني الآتي بعده.

(2)

في (أ، ظ): «القراءات» .

(3)

انظر: صريح السنة (ص/17).

(4)

هو «جامع البيان» .

(5)

انظر: تفسير الطبري (8/ 205)، (16/ 138).

(6)

سقطت هذه الآية مع قول الربيع بن أنس من (ب).

وانظر: تفسير الطبري (24/ 98).

ص: 294

[الإسراء/79]، قال: يجلسه معه على العرش

(1)

.

وقال في قوله عز وجل: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر/ 36، 37] يقول: وإني لأظن موسى كاذبًا فيما يقول ويدَّعي أن له ربًّا في السماء أرسله إلينا

(2)

.

وقال في كتاب «التبصير في معالم الدين»

(3)

له

(4)

: القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرًا، وذلك نحو إخباره أنه سميع بصير

(5)

.

وأن له يدين بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة/64].

وأن له وجهًا بقوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن/27].

وأن له قدمًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «حتى

(6)

يضع

(1)

انظر: تفسير الطبري (15/ 145).

(2)

انظر: تفسير الطبري (24/ 66).

(3)

(ص/133 - 134).

(4)

ليس في (أ، ظ، ع).

(5)

سقط من (ت) قوله: «خبرًا، وذلك نحو إخباره أنه سميع بصير» .

وهو يشير إلى قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى/11].

(6)

سقط من (ب).

ص: 295

رب العزة فيها قدمه»

(1)

.

وأنه يضحك لقوله: «لقي الله وهو يضحك إليه»

(2)

.

وأنه يهبط إلى سماء الدنيا بخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

(3)

.

وأن له إصبعًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن»

(4)

.

فإن هذه المعاني التي وصفت

(5)

ونظائرها مما

(6)

وصف الله بها

(7)

نفسه ورسوله مما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية؛ لا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهائها إليه».

ذكر هذا الكلام عنه القاضي أبو يعلى في كتاب «إبطال التأويل» .

قال الخطيب: «كان ابن جرير أحد العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره،

(1)

تقدم تخريجه (ص/243).

(2)

تقدم تخريجه (ص/244).

(3)

تقدم تخريجه (ص/227).

(4)

تقدم تخريجه (ص/244).

(5)

في (أ، ت): «وضعت» .

(6)

في (أ، ب، ع، ت): «ما» .

(7)

في (ت، ع) ونسخة على حاشية (ظ): «به» .

ص: 296

وكان عارفًا [ب/ق 50 أ] بالقرآن، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها صحيحها

(1)

وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين في الأحكام والحلال والحرام»

(2)

.

قال أبو حامد الإسفراييني: «لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له

(3)

كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرًا».

وقال ابن خزيمة: «ما أعلم على أديم الأرض أعلم [ظ/ق 47 أ] من محمد بن جرير» .

وقال الخطيب: سمعت علي بن عبد الله اللغوي: يحكي أن محمد ابن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة».

قلت: وكان له مذهب مُستقل، له أصحاب عليه

(4)

منهم: أبو الفرج المعافى بن زكريا

(5)

.

ومن أراد معرفة أقوال الصحابة والتابعين في هذا الباب فليطالع ما قاله

(1)

في (ظ، ع، مط): «وصحيحها» .

(2)

انظر: تاريخ بغداد (2/ 161، 162) وكذلك إحالة ما بعده.

(3)

في (ظ): «يَصِلُ إلى» بدل «يحصل له» .

(4)

كذا في (أ، ب، ت، ظ) ولعل مقصوده: على مذهبه ووقع في (ع، مط): «عِدَّة» .

(5)

هو النهرواني القاضي، من الفقهاء الأُدباء، كان يُقال له: الجريري، لتمذهبه بقول الطبري له:«الجليس الصالح الكافي والأنيس الصالح الشافي» توفي سنة 390 هـ.

ص: 297

عنهم في تفسير

(1)

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف/143]، وقوله:{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [الشورى/5]، وقوله:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف/54] يتبين له أيّ الفريقين أولى بالله ورسوله: الجهمية المعطلة أو أهل السنة والإثبات، والله المستعان.

قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزِّنْجاني

(2)

:

صرَّح بالفوقية بالذات فقال: «وهو فوق عرشه بوجود ذاته» هذا لفظه.

وهو إمام في السنة، له قصيدة فيها

(3)

معروفة أوّلها:

تمسَّكْ بحبل الله واتبعِ الأثَر

(4)

وقال في شرح هذه القصيدة: والصواب عند أهل الحق: أن الله تعالى خلق السماوات والأرض، وكان عرشه على الماء مخلوقًا قبل خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض، على ما ورد به النص ونطق به القرآن.

(1)

انظر: تفسير الطبري (1/ 428 ـ 437).

(2)

هو شيخ الحرم، أبو القاسم، كان إمامًا كبيرًا عالمًا زاهدًا، جليل القدر، عارفًا بالسنة، توفي سنة 471 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء (18/ 385).

(3)

كتب ناسخ (أ) عليها: «كذا» ، والضمير في «فيها» يعود إلى السُّنة.

(4)

وتتمَّة البيت: ودع عنك رأيًا لا يلائمه خَبَر. كما في العلو للذهبي (2/ 1349).

ص: 298

وليس معنى استوائه أنه مَلَكَهُ واستولى عليه، لأنه كان مستوليًا عليه قبل ذلك، وهو أحدَثَه، لأنه مالك جميع الخلائق ومستولٍ عليها.

وليس معنى الاستواء أيضًا أنه ماسَّ

(1)

العرش أو اعتمد عليه أو طابقه؛ فإن كل ذلك ممتنع في صفته جل ذكره، ولكنه مستوٍ بذاته على عرشه بلا كيف، كما أخبر عن نفسه.

وقد أجمع المسلمون على

(2)

أن الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/1]، وأن لله علو الغلبة، والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو [ب/ق 50 ب]؛ لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن لله علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة. وجماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله جل ثناؤه من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق= حُجَّة، ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل، ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق، وقال تعالى:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل/50] وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر/10]، {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج/4] وأخبر عن فرعون أنه قال: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)

(1)

في (ب): «ما بين» وهو خطأ.

(2)

سقط من (ت).

ص: 299

أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر/ 36، 37] وكان فرعون قد فهم [ظ/ق 47 ب] عن موسى أنه يثبت إلهًا فوق السماء حتى رام بِصَرْحه أن يطَّلع إليه، واتهم موسى بالكذب في ذلك، ومخالفنا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذاته، فهو أعجز فهمًا من فرعون.

وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سأل الجارية التي أراد مولاها عتقها: «أين الله؟» ، قالت: في السماء وأشارت برأسها،

وقال: «من أنا؟» ، قالت: أنت رسول الله. فقال: «أعتقها فإنها مؤمنة»

(1)

، فحكم النبي صلى الله عليه وسلم بإيمانها حين قالت: إن الله في السماء.

وقال الله عز وجل: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف/54] وقال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة/5] وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما بين كل سماء إلى سماء، وما بين السماء السابعة وبين العرش، ثم قال:«ثُمَّ الله فوق ذلك»

(2)

(3)

.

وله أجوبة سُئِل عنها في السنة، فأجاب عنها بأجوبة أئمة السنة، وصدَّرها بجواب إمام وقته أبي العباس بن سريج

(4)

.

(1)

تقدم تخريجه (ص/105).

(2)

يشير إلى حديث العباس بن عبد المطلب وقد تقدم تخريجه (ص/107).

(3)

انظر: العلو للذهبي (2/ 1349).

(4)

وقد تقدم (ص/252 - 259).

ص: 300

قول الإمام أبي القاسم الطبري اللالكائي أحد أئمة

(1)

أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه في السنة

(2)

، وهو من أجلِّ الكتب:

«سياق ما جاء في قوله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] وأن الله عز وجل على عرشه في السماء، ثم ذكر قول مَنْ هذا قوله من الصحابة والتابعين والأئمة قال: وهو قول عمر، وعبد الله بن مسعود وأحمد بن حنبل وعدَّد

(3)

جماعة يطول ذكرهم، ثم ساق الآثار في ذلك عن: عمر وعلي [ب/ق 51 أ] وابن مسعود وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وغيرهم

(4)

.

قول الإمام محيي السنة الحسين بن مسعود البغوي قدس الله روحه:

قال في تفسيره ـ الذي هو شجًى في حلوق الجهمية والمعطلة ـ في سورة الأعراف

(5)

في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال الكلبي ومقاتل: استقر. وقال أبو عبيدة: صعد. قال: وأوَّلت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، قال: وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء على العرش صفة

(1)

في (ظ): «الأئمة» .

(2)

في (ب): «في كتاب السنة» والمثبت أولى، والمراد به:«شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» .

(3)

في (أ، ت): «وعدَّ» .

(4)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 387 ـ 402).

(5)

آية/54.

ص: 301

الله بلا كيف، يجب على العبد

(1)

أن يؤمن بذلك ويكل العلم فيه إلى الله تعالى، ثم حكى قول مالك: الاستواء غير مجهول

(2)

.

ومراد السلف بقولهم: بلا كيف، هو نفي التأويل

(3)

، فإنه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنهم هم الذين يثبتون كيفية تخالف الحقيقة فيقعون

(4)

في ثلاثة محاذير: نفي الحقيقة، وإثبات التكييف بالتأويل، وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه. وأما أهل الإثبات فليس أحد منهم يُكيِّف ما أثبته الله تعالى لنفسه، ويقول: كيفيته كذا وكذا حتى يكون قول السلف بلا كيف ردًّا عليه وإنما ردوا على أهل التأويل الذي يتضمن التحريف والتعطيل: تحريف اللفظ، وتعطيل معناه.

فصل

في ذكر [ظ/ق 48 أ] قول الإمام أحمد وأصحابه رحمه الله تعالى:

قال الخلال في كتاب «السنة» : حدثنا يوسف بن موسى قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: قيل لأبي: ربنا تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال: نعم، لا

(1)

في (أ، ع) ونسخة على حاشية (ظ): «الرجل» .

(2)

انظر: معالم التنزيل (3/ 235، 236).

(3)

في (أ): «للتأويل» .

(4)

في (ت): «فيقولون» وهو خطأ.

ص: 302

يخلو شيء من علمه

(1)

.

قال الخلال: وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سألت أبا عبد الله أحمد عمَّن يقول

(2)

: إن الله تعالى ليس على العرش؟ فقال: كلامهم كله يدور على الكفر

(3)

.

وروى أبو القاسم الطبري

(4)

الشافعي في كتاب «السنة» له بإسناده: عن حنبل قال: قيل لأبي عبد الله: ما معنى قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7] وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد/4]؟ قال: علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حدٍّ ولا صفةٍ

(5)

، وسع كرسيه السماوات والأرض

(6)

.

(1)

انظر هذا النقل من كتاب الخلال في نقض التأسيس لابن تيمية (1/ 208)، وذكره اللالكائي (674) معلقًا، وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص/167)، رقم (80).

(2)

في (أ، ت، ظ): «قال» .

(3)

انظر هذا النقل في نقض التأسيس (1/ 207، 208).

(4)

هو اللالكائي، وكتابه في السنة هو: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.

وسقط من (ع، مط): «أبو القاسم» .

(5)

في (ب): «وصف» .

(6)

سقط من (ع). وانظر: شرح أصول الاعتقاد (3/ 402) رقم (675).

ص: 303

وقال أبو طالب

(1)

: سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال إن الله معنا، وتلا قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ [ب/ق 51 ب]

إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}؟ قال: يأخذون بآخر الآية ويَدَعُون أوَّلها، هلا قرأت عليه:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} فعلمه

(2)

معهم، وقال في «ق»

(3)

[آية/16]: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} »

(4)

.

وقال المرُّوذي: قلت لأبي عبد الله إن رجلًا قال: أقول كما قال الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة/7] أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره، فقال أبو عبد الله: هذا كلام الجهمية. قلت: فكيف نقول: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}

(5)

قال: علمه في كل مكان وعلمه معهم قال: أول الآية يدل على أنه علمه

(6)

.

(1)

في (ت): «الطيب» وهو خطأ.

(2)

في (ت، ع): «بالعلم» ، وفي (ب):«فالعلم» ، وفي (ظ):«فالعلم هو» .

(3)

من (أ، ظ).

(4)

انظر: الإبانة لابن بطة (3/ 159، 160 ــ الرد على الجهمية) رقم (116).

(5)

سقط من (ب، ظ) من قوله: «أقول هذا ولا أُجاوزه» إلى هنا.

(6)

انظر: الإبانة لابن بطة (3/ 160، 161) رقم (117)، والعلو للذهبي (2/ 1115) رقم (440).

ص: 304

وقال في موضعٍ آخر: وإن الله عز وجل على عرشه فوق السماء السابعة، يعلم ما تحت الأرض السفلى، وأنه غير مُمَاسٍّ

(1)

لشيء من خلقه، هو تبارك وتعالى بائن من خلقه، وخلقه بائنون منه

(2)

.

وقال في كتاب «الرد على الجهمية» الذي رواه عنه الخلال من طريق ابنه عبد الله.

قال: «باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله تعالى على العرش. قلنا لهم: ما أنكرتم أن يكون الله تعالى على العرش، وقد قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(3)

[طه/5]؟ فقالوا: هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش، وفي السماوات والأرض

(4)

وفي كل مكان، وتلوا

(5)

: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام/3] قال أحمد: فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء: أجسامكم وأجوافكم

(6)

والحشوش والأماكن القذرة ليست فيها من عظمته تعالى شيء، وقد أخبرنا الله عز وجل: أنه في السماء

(1)

في (ب): «ماسٍّ» .

(2)

لم أقف عليه.

(3)

سقط من (ب، ظ) من قوله: «قلنا لهم: ما أنكرتم:» إلى هنا.

(4)

في (ب): «وفي الأرض» .

(5)

في (ب): «وتلا» .

(6)

في (ب): «أجسامهم وأجوافهم» .

ص: 305

فقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ

} الآية [الملك/16، 17]، وقال:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر/10]، وقال:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران/ 55]، {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء/158]، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل/50]».

ذكر هذا الكتاب كله [ظ/ق 48 ب] أبو بكر الخلال في كتاب «السنة» له

(1)

الذي جمع فيه نصوص أحمد وكلامه. وعلى منواله جمع البيهقي في كتابه الذي سمَّاه «جامع النصوص من كلام الشافعي» . وهما كتابان جليلان لا يستغني عنهما عالم.

وخطبة كتاب الإمام

(2)

أحمد بن حنبل

(3)

: «الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل عليهم الصلاة والسلام بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى

(4)

، ويبصّرون بنور الله تعالى أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائهٍ قد هدوه، فما أحسن آثارهم

(5)

على الناس

(1)

سقط من (ت، ع).

(2)

من (أ، ت).

(3)

سقط من (أ، ت، ع): «بن حنبل» .

(4)

سقط من (ب).

(5)

في (أ، ت، ع): «أثرهم» .

ص: 306

وما أقبح آثار

(1)

الناس [ب/ق 52 أ] عليهم، ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين

(2)

وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، الذين

(3)

عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون الجهال بما يشبِّهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين».

ثم

(4)

قال: «باب بيان ما ضلت فيه الجهمية الزنادقة من متشابه القرآن، ثم تكلَّم على قوله تعالى:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء/56]. قال: «قالت الزنادقة: فما بال جلودهم التي قد

(5)

عصت قد احترقت وأبدلهم الله جلودًا غيرها، فلا نرى إلا أن الله عز وجل يعذِّب جلودًا بلا ذنب حين يقول:{بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء/56]، فشكّوا في القرآن وزعموا أنه متناقض.

(1)

(أ، ب، ت): «أثر» .

(2)

في (ب، ظ): «الضالين» ، ولعله تصحيف.

(3)

سقط من (ظ).

(4)

سقط من (ب).

(5)

من (أ، ب، ت).

ص: 307

فقلنا: إن قول الله عز وجل: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ليس يعني جلودًا أُخرى غير جلودهم، وإنما يعني بتبديلها: تجديدها

(1)

، لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله».

ثم تكلَّم على آياتٍ من مشكل القرآن، ثم قال: «مما

(2)

أنكرت الجهمية الضُّلّال أن الله عز وجل على العرش، وقد قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]، وقال تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان/59]، ثم ساق أدلة القرآن ثم قال: ووجدنا كل شيء أسفل مذمومًا، وقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ

} [النساء/145]، وقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} [فصلت/29]».

ثم قال: «ومعنى قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام/3]، يقول: هو إله مَنْ في السماوات، وإله مَنْ في الأرض، وهو على العرش، وقد أحاط علمه بما دون العرش، لا يخلو من علمه مكان، ولا

(1)

سقط من (ب): «غير جلودهم، وإنما يعني بتبديلها: تجديدها» .

(2)

في كتاب الرد على الجهمية: «وإن مما» .

ص: 308

يكون علم الله تعالى في مكان دون مكان [ظ/ق 49 أ]، وذلك قوله:{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق/12]».

قال الإمام أحمد: «ومن الاعتبار في ذلك: لو أن رجلًا كان في يده قدح من قوارير وفيه شيء

(1)

، كان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح، فالله سبحانه ـ وله المَثَل الأعلى [ب/ق 52 ب] ـ قد أحاط بجميع ما خلق، وقد علم كيف هو وما هو، من غير أن يكون في شيء مما خلق».

قال: «وخَصْلة أُخرى: لو أن رجلًا بنى دارًا بجميع مرافقها، ثم أغلق بابها كان لا يخفى عليه كم بيتًا في داره، وكم سعة كل بيت، من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار، فالله سبحانه قد أحاط بجميع ما خلق، وقد علم كيف هو وما هو، وله المَثَل الأعلى، وليس هو في شيء مما خلق

(2)

».

قال الإمام أحمد: «ومما تأولت الجهمية من قول الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7]، فقالوا: إن الله معنا وفينا.

(1)

سقط من (ب).

(2)

انظر: كتاب الرد على الجهمية (ص/85، 86، 135 ـ 137).

ص: 309

فقلنا لهم: لِمَ قطعتم الخبر من أوله؟ إن الله تعالى يقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة/7]، يعني علمه فيهم أينما كانوا

(1)

: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة/7] ففتح الخبر بعلمه، وختمه بعلمه».

قال الإمام

(2)

أحمد: «وإذا

(3)

أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله سبحانه وتعالى حين زعم أنه في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له: أليس كان الله ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: فحين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فإنه يصير إلى أحد ثلاثة أقوال

(4)

:

إن زعم أن الله تعالى خلق الخلق في نفسه: كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين وإبليس في نفس الله

(5)

.

وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم: كفر أيضًا حين

(1)

سقط من (أ، ت): «يعني: علمه فيهم أينما كانوا» .

(2)

من (ب).

(3)

في (ب، ع): «وإن» والمثبت من كتاب أحمد، وباقي النسخ.

(4)

في (أ، ب، ع): «أقاويل» ، وزاد أحمد في كتابه:«لابُدَّ له من واحدٍ منها» .

(5)

في (أ، ظ، ع): «نفسه» .

ص: 310

زعم أنه دخل في كل مكان وحشٍّ وقذر

(1)

.

وإن قال: خلقهم خارجًا من

(2)

نفسه ثم لم يدخل فيهم: رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة

(3)

».

قال الإمام

(4)

أحمد: «باب بيان ما ذكر في القرآن {وَهُوَ مَعَكُمْ} وهذا

(5)

على وجوه:

قال الله تعالى

(6)

لموسى وهارون عليهما السلام: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه/46] يقول في الدفع عنكما.

وقال: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة/40]، يعني في الدفع عنا.

وقال تعالى: {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة/249] يعني في النصرة لهم على عدوهم.

(1)

سقط من (ب): «وإن قال: خلقهم خارجًا

» إلى هنا.

(2)

في (ظ، ع): «عن» .

(3)

انظر: كتاب الرد على الجهمية (ص/138، 139).

(4)

من (ب) فقط.

(5)

سقط من (أ، ب، ت، ظ)، ووقع في (ع):«وهو» .

(6)

في (أ، ب، ظ، ع): «قوله» بدل «قول الله تعالى» .

ص: 311

وقوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} [محمد/35] يعني في النصرة لكم

(1)

على عدوكم

(2)

.

وقال تعالى: {وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء/108]، يقول: بعلمه فيهم.

وقوله: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء/62]، يقول: في العون على فرعون [ب/ق 53 أ].

فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله سبحانه أنه مع خلقه قال: هو في كل شيء غير مماس

(3)

لشيء ولا مباينٌ له

(4)

.

فقلنا له: فإذا كان غير مبائن للبشر أهو مماس لهم؟ قال: لا.

قلنا: فكيف يكون [ظ/ق 49 ب] في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباينٌ لشيء

(5)

؟ فلم يحسن الجواب. فقال: بلا كيف، ليخدع الجهال بهذه الكلمة ويموِّه عليهم.

(1)

سقط من (ع).

(2)

سقط من (أ، ت): «وقوله تعالى: (وأنتم الأعلون

)» إلى هنا.

(3)

في (ب): «ماسٍّ» .

(4)

سقط من (ظ).

(5)

في (ب): «مباين لشيء، ولا مماس لشيء» بدل «مماسٍ لشيء ولا مباينًا لشيء» .

ص: 312

ثم قلنا له: إذا

(1)

كان يوم القيامة أليس إنما تكون الجنة والنار والعرش والهواء؟ فقال: بلى.

فقلنا: فأين يكون ربنا؟ قال: يكون في كل شيء، كما كان حيث كانت الدنيا.

قلنا: ففي مذهبكم أن ما كان من الله تعالى على العرش فهو على العرش، وما كان من الله تعالى في الجنة فهو في الجنة

(2)

، وما كان من الله تعالى في النار فهو في النار، وما كان منه في الهواء فهو في الهواء، فعند ذلك تبين للناس كذبهم على الله عز وجل

(3)

».

قال الإمام

(4)

أحمد: «وقلنا للجهمية حين زعموا

(5)

أن الله تعالى في كل مكان، قلنا: أخبرونا عن قول الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف/143]، أكان في الجبل بزعمكم؟ فلو كان فيه كما تزعمون لم يكن تجلَّى لشيء هو فيه

(6)

؛ بل كان سبحانه على العرش

(1)

في (ب): «إنْ» .

(2)

قوله: «ما كان من الله تعالى على العرش فهو على العرش، وما كان من الله تعالى في الجنة فهو في الجنة» من (ع) فقط.

(3)

انظر: الرد على الجهمية (ص/140 ـ 142).

(4)

من (ب).

(5)

في جميع النسخ «زعمتم» .

(6)

كذا في (ب)، ووقع في (أ، ت، ظ): «تجلَّى له» بدل «تجلى لشيء هو فيه» ، ووقع في (ع):«يتجلَّى له» .

ص: 313

فتجلى لشيء لم يكن فيه، ورأى الجبل شيئًا لم يكن رآه قط قبل ذلك

(1)

».

قال الإمام

(2)

أحمد: «وقلنا للجهمية: الله نور؟ فقالوا: هو نور كله.

فقلنا لهم: قال الله عز وجل: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر/69]، فقد أخبر جَلَّ ثناؤه أن له نورًا.

وقلنا لهم: أخبرونا حين زعمتم أن الله سبحانه في كل مكان وهو نور؛ فلم لا يضيء البيت المظلم بلا سراج؟ وما بال السراج إذا دخل البيت المظلم

(3)

يضيء؟ فعند ذلك تبين للناس كذبهم على الله تعالى

(4)

».

قال الإمام

(5)

أحمد رحمه الله: «كان جهم وشيعته كذلك دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث، فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرًا كثيرًا

(6)

. وكان فيما بلغنا: أن الجهم ـ عدو الله

(7)

ـ كان من أهل خراسان، وكان صاحب خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله تعالى، فلقي

(1)

انظر: الرد على الجهمية (ص/148).

(2)

من (ب).

(3)

سقط من (ت).

(4)

انظر: الرد على الجهمية (ص/148، 149).

(5)

ليس في (ظ).

(6)

من (ب) فقط.

(7)

في (أ، ت، ظ، ع): «عن الجهم عدو الله أنه كان» .

ص: 314

أُناسًا من الكفار يقال لهم: السُّمَنِيَّة

(1)

، فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، وكان فيما

(2)

كلموا جهمًا، قالوا: ألست تزعم أن لك إلهَا؟ قال الجهم [ب/ق 53 ب]: نعم. قالوا له: فهل رأت عينك إلهك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له حِسًّا؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له مَجَسًّا؟ قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحيَّر الجهم فلم يدر مَنْ يعبد

(3)

أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حُجَّة من جنس حُجج

(4)

زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي

(5)

في عيسى ابن مريم روح الله ومن ذات الله، فإذا أراد أن يُحْدِث أمرًا دخل في بعض خلقه؛ فتكلم على لسانه، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائب عن الأبصار، فاستدرك الجهم حجة

(6)

مثل هذه الحجة، فقال للسُّمَني: ألست تزعم أن فيك روحًا؟ [ظ/ق 50 أ] قال: نعم. قال: فهل رأيت روحك؟ قال: لا. قال: فهل سمعت كلامه؟ قال:

(1)

هكذا ضبطها ناسخ (ظ).

(2)

في (أ، ت، ع): «مما» .

(3)

سقط من (أ، ت، ظ، ع): «من يعبد» .

(4)

في (أ، ت، ظ، ع): «حُجَّة» .

(5)

في (أ، ت، ظ، ع): «التي» .

(6)

سقط من (ت) ..

ص: 315

لا. قال: فهل وجدت له مجسًّا أو حِسًّا؟ قال: لا. قال: فكذلك الله، لا يرى له وجه، ولا يسمع له صوت، ولا يشمّ له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يكون في مكان دون مكان. ووجد

(1)

ثلاث آيات في القرآن من المتشابه قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى/11]، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام/3]، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام/103] فبنى أصل كلامه

(2)

على هؤلاء الآيات، وتأول القرآن على غير تأويله، وكذّب بأحاديث

(3)

النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وزعم أن من وصف الله تعالى بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدّث عن

(4)

النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كافرًا أو كان من المشبّهة، فأضلَّ بَشَرًا كثيرًا، وتبعه على قوله رجال من أصحاب عمرو بن عبيد وأصحاب فلان، ووضع دين الجهمية.

فإذا سألهم الناس عن قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى/11] ما تفسيره؟ يقولون: ليس كمثله شيء من الأشياء، هو تحت الأرض السابعة، كما هو على العرش، لا يخلو منه مكان، ولا هو في

(1)

في (ت): «وجدت» وهو خطأ.

(2)

في (ظ): «أصله» بدل «أصل كلامه» .

(3)

في (ب): «أحاديث» .

(4)

في (ت): «عنه» .

ص: 316

مكان دون مكان، ولا يتكلم ولا يكلم، ولا ينظر إليه أحد؛ لا

(1)

في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يوصف، ولا يعرف بصفة، ولا يعْقِل ولا يغفَل

(2)

ولا له غاية ولا منتهى، ولا يدرك بعقل وهو وجه كله، وهو علم كله، وهو سمع كله، وهو بصر كله، وهو نور كله، وهو قدرة كله، لا يوصف بوصفين [ب/ق 54 أ] مختلفين، وليس بمعلوم ولا معقول، وكل ما خطر بقلبك أنه شيء تعرفه فهو على خلافه.

فقلنا لهم: فمن تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق. قلنا: فالذي يدبر أمر هذا الخلق مجهول لا يعرف بصفةٍ؟ قالوا: نعم. قلنا

(3)

: قد عرف المسلمون أنكم لا تُثْبِتون شيئًا، إنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون.

ثم قلنا لهم: هذا الذي يدبر هو الذي كلَّم موسى؟ قالوا: لم يكلم ولا يتكلم، لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة، والجوارح منفية عن الله سبحانه وتعالى. فإذا سمع الجاهل قولهم ظن أنهم من

(4)

أشد الناس تعظيمًا لله سبحانه، ولم يعلم أن كلامهم إنما يعود إلى ضلالة وكفر

(1)

سقط من (أ، ت، ظ).

(2)

من (ب، ظ)، ولعلها:«يُعقَل» .

(3)

سقط من (ت): «مجهول لا يُعرف بصفةٍ؟ قالوا: نعم. قلنا» .

(4)

من (ت، ع).

ص: 317

فلعنهم الله

(1)

».

قال الخلّال: كتبت هذا الكتاب من خطِّ عبد الله، وكتبه عبد الله من خط أبيه.

واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه «إبطال التأويل»

(2)

بما نقله منه عن أحمد.

وذكر ابن عقيل في كتابه بعض ما فيه عن أحمد.

ونقل منه أصحابه قديمًا وحديثًا، ونقل منه البيهقي وعزاه إلى أحمد، وصححه شيخ الإسلام [ظ/ق 50 ب] ابن تيمية عن أحمد، ولم يُسْمَع من أحدٍ من متقدمي أصحابه ولا متأخريهم طعن فيه.

فإن قيل: هذا الكتاب يرويه أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال عن الخلال عن الخضر بن المثنى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه. وهؤلاء كلهم أئمة معروفون إلا الخضر بن المثنى

(3)

فإنه مجهول، فكيف تثبتون هذا الكتاب عن أحمد بروايةِ مجهولٍ

(4)

؟!

(1)

من (ب).

(2)

(1/ 233).

(3)

هو الكندي، نقل عن عبد الله بن أحمد أشياء، منها «الرد على الجهمية» هذا، انظر: طبقات الحنابلة (2/ 47) رقم (592).

(4)

في (ع، مط): «بروايةٍ مجهولةٍ» ، والمثبت أولى.

ص: 318

فالجواب من وجوه:

أحدها: أن الخضر هذا قد عرفه الخلال وروى عنه، كما روى كلام أبي عبد الله عن أصحابه وأصحاب أصحابه، ولا يضر جهالة غيره له.

الثاني: أن الخلال قد قال: كتبته

(1)

من خطِّ عبد الله بن أحمد، وكتبه عبد الله من خطِّ أبيه، والظاهر أن الخلال إنما رواه عن الخضر لأنه أحب أن يكون متصل السند على طريق أهل النقل، وضم ذلك إلى الوِجادة، والخضر كان صغيرًا حين سمعه من عبد الله، ولم يكن من المعمرين المشهورين بالعلم، ولا

(2)

هو من الشيوخ.

وقد روى الخلال عنه غير هذا في «جامعه» فقال في كتاب الأدب من «الجامع» فقال: دفع إليَّ الخضر بن المثنى بخط عبد الله بن أحمد أجاز لي أن أرويه

(3)

عنه، قال الخضر [ب/ق 54 ب] حدثنا مهنا، قال: سألت أحمد بن حنبل: عن الرجل يبزق عن يمينه في الصلاة؟ فقال: يكره أن يبزق الرجل عن يمينه في الصلاة وفي غير الصلاة. فقلت له: لمَ يُكره أن يبزق الرجل عن يمينه في غير الصلاة

(4)

؟ قال: أليس عن يمينه الملك؟ فقلت: وعن يساره أيضًا مَلَك. فقال: الذي عن يمينه

(1)

قال ناسخ (ظ): «لعله: كتبه» .

(2)

من (ع) فقط.

(3)

في (ب): «أروي» .

(4)

سقط من (ت، ب، ظ): «في الصلاة وفي غير الصلاة» إلى هنا.

ص: 319

يكتب الحسنات، والذي عن يساره يكتب السيئات»

(1)

.

قال الخلال: «وأخبرنا الخضر بن المثنى الكندي قال: حدثنا عبدالله بن أحمد قال: قال أبي: «لا بأس بأكل ذبيحة المرتد، إذا كان ارتداده إلى يهودية أو نصرانية ولم يكن إلى المجوسية»

(2)

.

قلت: والمشهور في مذهبه خلاف هذه الرواية، وأن ذبيحة المرتد حرام، رواها عنه جمهور أصحابه ولم يذكر أكثر أصحابه غيرها.

ومما يدل على صِحَّة هذا الكتاب: ما ذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى، فقال: قرأتُ في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل قال: قرأت على أبي: صالح بن أحمد بن حنبل هذا الكتاب، وقال: هذا كتاب عمله أبي في محبسه، ردًّا على من احتج بظاهر القرآن، وترك ما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما يلزم اتباعه

(3)

.

وقال الخلال في كتاب «السنة» : «أخبرني عبيد الله

(4)

بن حنبل

(1)

انظر: الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح الحنبلي (3/ 143 ـ 144).

(2)

وقع في (ب، ظ): «وكذلك إلى مجوسية» بدل «ولم يكن إلى مجوسية» وهو خطأ.

(3)

انظر: طبقات الحنابلة (2/ 65).

(4)

في (ب، ظ): «عبد الله» .

ص: 320

أخبرني أبي حنبل بن إسحاق قال: قال عمِّي ــ يعني أحمد بن حنبل ــ: نحن نؤمن أن الله تعالى على العرش استوى

(1)

كيف شاء وكما يشاء، بلا حدٍّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد، فصفات [ظ/ق 51 أ] الله له ومنه، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، وهو يدرك الأبصار، وهو عالم الغيب والشهادة وعلّام الغيوب

(2)

.

قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلًا حدثهم، قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى: أن الله سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا، وأن الله يُرى، وأن الله يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث؟ فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد منها شيئًا، ونعلم أن ما جاء به رسول

(3)

الله صلى الله عليه وآله وسلم حق إذا كانت بأسانيد صحاح

(4)

، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه؛ بلا حدٍّ ولا غاية:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(5)

[الشورى/11].

(1)

سقط من (ب، ت).

(2)

انظر نحوه في: درء تعارض النقل والعقل (2/ 31، 32).

(3)

في (أ، ب، ت): «الرسول» .

(4)

في (أ، ت، ع): «أسانيد صحاح» .

(5)

انظر: درء تعارض العقل والنقل (2/ 30، 31).

ص: 321

وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد: ليس كمثله شيء في ذاته

(1)

، كما وصف نفسه، قد أجمل الله تبارك وتعالى الصفة لنفسه، فحدّ لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، وصفاته غير محدودة ولا معلومة [ب/ق 55 أ] إلا بما وصف به نفسه. قال: فهو سميع بصير بلا حدٍّ ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدَّى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك، ولا يبلغ صفته الواصفون.

نؤمن بالقرآن كله، محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلامٍ ونزولٍ وخلوةٍ بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه؛ فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يُرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم فيه بغير صفة ولا حدٍّ إلا ما وصف به نفسه. سميع بصير، لم يزل متكلمًا عالمًا غفورًا عالم الغيب والشهادة علّام الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تُدفع ولا تُردُّ، وهو على العرش بلا حدٍّ، كما قال تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان/59]، كيف شاء، المشيئة إليه والاستطاعة إليه

(2)

، ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، وهو [كما وصف نفسه]

(3)

، سميع بصير بلا حدٍّ ولا تقدير، لا نتعدى القرآن والحديث ـ تعالى عما تقول الجهمية، والمشبهة.

(1)

في (ع) فقط «في ذاته ولا في صفاته» .

(2)

في (أ، ب، ت، ظ، ع): «إليه» .

(3)

من درء التعارض (2/ 31).

ص: 322

قلت له

(1)

: والمشبهة ما تقول؟ قال: من قال: بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي؛ فقد شبَّه الله سبحانه بخلقه.

وكلام أحمد في هذا كثير فإنه امُتِحن بالجهمية، وجميع المتقدمين من أصحابه على مثل منهاجه في ذلك؛ وإن كان بعض المتأخرين منهم دخل

(2)

في نوع من البدعة التي أنكرها الإمام أحمد، ولكن الرعيل الأول من أصحابه كلهم وجميع أئمة الحديث قولهم قوله.

أقوال أئمة أهل الحديث الذين رفع الله تعالى منارهم

(3)

في العالمين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين

ذكر قول إمامهم وشيخهم

(4)

: الذي روى له

(5)

كل محدِّث: أبي هريرة رضي الله عنه:

روى الدارمي [ظ/ق 51 ب] عنه في كتاب «النقض» بإسنادٍ جيدٍ قال لما أُلقيَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار قال: «اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك»

(6)

.

(1)

من (أ، ظ، ع).

(2)

في (أ، ت، ع): «يدخل» .

(3)

في (ب): «منازلهم» .

(4)

في (أ): «شيخهم وإمامهم» .

(5)

في (ب): «عنه» .

(6)

تقدم تخريجه (ص/146).

ص: 323

ذكر قول إمام الشام

(1)

في وقته، أحد أئمة الدنيا الأربعة: أبو عمرو الأوزاعي رحمه الله تعالى:

روى البيهقي عنه في «الصفات» أنه قال: «كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله عز وجل فوق عرشه. ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته» ، وقد تقدم حكاية ذلك عنه

(2)

.

ذكر

(3)

قول إمام أهل

(4)

الدنيا [ب/ق 55 ب] في وقته: عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى:

وقد صح عنه صحةً قريبة من التواتر أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ قال: «بأنه فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه» .

ذكره البيهقي، وقبله الحاكم، وقبله عثمان الدارمي

(5)

وقد تقدم

(6)

.

(1)

في (ب، ع): «الشافعية» وهو خطأ.

(2)

في (ص/186).

(3)

ليس في (ظ، ع).

(4)

من (أ، ظ، ع).

(5)

في (ت، ظ، ع): «الدارمي عثمان» .

(6)

سقط من (ب): «وقد تقدَّم» راجع (ص/191).

ص: 324

قول حماد بن زيد إمام وقته رحمه الله تعالى:

تقدم عنه قوله في

(1)

الجهمية: «إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء. وكان من أشد الناس على الجهمية»

(2)

.

قول يزيد بن هارون رحمه الله تعالى:

قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب «السنة» : حدثنا عباس

(3)

حدثنا شاذ

(4)

بن يحيى قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يَقِرُ

(5)

في قلوب العامة فهو جهمي

(6)

.

قال شيخ الإسلام: والذي يَقِرُ

(7)

في قلوب العامة: هو ما فطر الله تعالى عليه الخليقة من توجهها لربها تعالى

(8)

عند النوازل والشدائد

(1)

سقط من (أ، ت، ع).

(2)

تقدم تخريجه (ص/193 - 194).

(3)

سقط من (أ، ت، ع): «حدثنا عباس» .

(4)

في (ب، ظ): «شداد» وهو خطأ.

(5)

في (ب، ظ، ع): «تقرّر» ، قال الذهبي في العلو (2/ 1031): يَقِرُ: مخفَّف.

(6)

أخرجه أبو داود في مسائل أحمد (ص/268)، وعبد الله بن أحمد في السنة رقم (54، 1110) وسنده حسن.

(7)

في (ب، ظ، ع): «تقرّر» .

(8)

في (أ، ت، ع): «توجُّه قلوبها عند الشدائد» .

ص: 325

والدعاء والرغبات إليه تعالى= نحو العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة، من غير مُوقفٍ وَقفهم عليه، لكن

(1)

فطرة الله التي فطر الناس عليها، وما من مولود إلا وهو يولد على هذه الفطرة

(2)

، حتى يجهمه وينقله إلى التعطيل مَنْ يُقَيَّض له

(3)

.

قول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله:

روى عنه غير واحدٍ بإسنادٍ صحيحٍ أنه قال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلَّم موسى، وأن يكون على العرش، أرى أن يُستتابوا؛ فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم

(4)

.

قال علي بن المديني: لو حُلِّفت لحلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت أعلم

(5)

من عبد الرحمن بن مهدي

(6)

.

(1)

في (أ، ت، ع): «ولكن» .

(2)

في (أ): «الفِطَر» .

(3)

قارن بدرء تعارض العقل والنقل (6/ 265، 266).

(4)

أخرجه أبو داود في مسائل أحمد (ص/262)، وعبد الله بن أحمد في السنة (44، 48)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم (505، 580) وغيرهم.

وصححه ابن تيمية والذهبي والمؤلف.

(5)

سقط من (ت).

(6)

انظر: مقدمة الجرح والتعديل (1/ 252).

ص: 326

قول سعيد بن عامر الضُّبَعي إمام أهل البصرة على رأس المائتين رحمه الله تعالى:

روى ابن أبي حاتم عنه في كتاب «السنة» أنه ذُكِر عنده الجهمية فقال: هم شر قولًا من اليهود والنصارى، وقد أجمع أهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء

(1)

.

قول عبَّاد بن العوَّام أحد أئمة الحديث بواسط رحمه الله:

قال: كلَّمت بشرًا المريسي وأصحابه فرأيت آخر كلامهم يقولون: ليس في السماء شيء. أرى والله أن لا يُناكحوا ولا يُوارثوا

(2)

.

قول عبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى:

قال بيان بن أحمد: كنا عند القعنبي [ظ/ق 52 أ] فسمع رجلًا من الجهمية يقول: الرحمن على العرش استولى. فقال القعنبي: من لا

(1)

نقله بتمامه شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/ 261)، ونقض التأسيس (1/ 188)، وعزاه لعبد الله بن أحمد في السنة، ولابن أبي حاتم في الرد على الجهمية.

قلت: لم أجده في كتاب السنة لعبد الله المطبوع.

(2)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة رقم (65، 516)، والخلال في السنة (1753، 1756).

ص: 327

يوقن

(1)

أن [ب/ق 56 أ] الرحمن على العرش استوى كما تقرر في قلوب العامة فهو جهمي

(2)

.

قال البخاري محمد بن إسماعيل رحمه الله تعالى في كتاب «خلق أفعال العباد» : عن يزيد بن هارون مثله سواء، وقد تقدم

(3)

.

قول علي بن عاصم شيخ الإمام أحمد رحمهما الله تعالى:

صحَّ عنه أنه قال: ما الذين قالوا: إن لله سبحانه ولدًا أكفر من الذين قالوا: إن الله سبحانه لم يتكلم

(4)

.

وقال: احذروا من المريسي وأصحابه فإن كلامهم الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم فلم يُثْبت أن في السماء إلاهًا

(5)

.

حكاه عنه غير واحد ممن صنّف في «السنة» .

وقال يحيى بن علي بن عاصم: كنت عند أبي فاستأذن عليه

(1)

في (أ، ت، ع): «يؤمن» .

(2)

أخرجه عبد العزيز القحيطي في تصانيفه كما في العلو للذهبي (2/ 1065) رقم (412).

(3)

في (ص/ 325)، وانظر: خلق الأفعال للبخاري (ص/24) رقم (63).

(4)

ذكره البخاري في خلق أفعال العباد رقم (22).

(5)

ذكره البخاري في خلق أفعال العباد رقم (23).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (191) بنحوه.

ص: 328

المريسي فقلت له: يا أبت

(1)

مثل هذا يدخل عليك! فقال: وما له؟ فقلت: إنه يقول: إن القرآن مخلوق، ويزعم أن الله معه في الأرض، وكلامًا ذكرته، فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله: إن القرآن مخلوق وقوله إن الله معه في الأرض

(2)

.

ذكر هذين الأثرين عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية» .

قول وهب بن جرير رحمه الله تعالى:

صحَّ عنه أنه قال: إياكم ورأي جهم؛ فإنهم يحاولون أن ليس في السماء شيء، وما هو إلا من وحي إبليس، وما هو إلا الكفر.

حكاه محمد بن عثمان الحافظ

(3)

في رسالته في «السنة» .

وقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب «خلق الأفعال»

(4)

:

وقال وهب بن جرير: الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى.

(1)

في (أ، ب، ظ): «يا أبه» .

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 63) مطولًا، وابن حبان في الثقات (9/ 258) مختصرًا.

(3)

هو الذهبي، ورسالته في السنة هي «العرش» وقد أكثر عنه، ويحتمل أنها «العلو» . والأثر أخرجه في العرش (2/ 268)(184) وفي العلو (2/ 1039)(396).

(4)

(ص/13) رقم (6)، وقد تقدم في (ص/195).

ص: 329

قول عاصم بن علي أحد شيوخ النَّبَل، شيخ البخاري وغيره، أحد الأئمة الحفَّاظ الثقات حدَّث عن شعبة، وابن أبي ذئب، والليث رحمهم الله تعالى:

قال الخطيب: وجَّه المعتصم مَنْ يحزر

(1)

مجلسه في جامع الرصافة، وكان عاصم يجلس على سطح الرحبة، ويجلس الناس في الرحبة وما يليها

(2)

، فعظم الجمع مرةً

(3)

جدًّا حتى قال أربع عشرة مرةً: حدثنا الليث بن سعد، والناس لا يسمعون لكثرتهم، فحزر المجلس فكان عشرين ومائة ألف رجل

(4)

.

قال يحيى بن معين فيه: هو سيد المسلمين

(5)

.

قال عاصم: ناظرت جهميًا فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء ربًّا

(6)

.

قال شيخ الإسلام: كان الجهمية يدورون على هذا [ب/ق 56 ب]،

(1)

في (أ، ع): «يحرز» .

(2)

في (ب): «بينهما» .

(3)

في (ب): «يومًا» .

(4)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 242).

(5)

أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 242).

(6)

أخرجه ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية كما في درء التعارض (6/ 261)، ونقض التأسيس (1/ 189).

ص: 330

ولم يكونوا يصرحون به لوفور السلف والأئمة وكثرة أهل السنة، فلما بَعُد العهد وانقرض الأئمة صرَّح أتباعهم بما كان أولئك يشيرون إليه ويدورون حوله، قال: وهكذا [ظ/ق 52 ب] ظهرت البدع، كلما طال الأمر وبعد العهد اشتد أمرها وتغلظت. قال: وأول بدعة ظهرت في الإسلام بدعة القدر والإرجاء، ثم بدعة التشيع، إلى أن انتهى الأمر إلى الاتحاد والحلول وأمثالهما.

قول الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني صاحب الشافعي رحمهما الله تعالى:

له كتاب في «الرد على الجهمية» قال فيه: باب قول الجهمي في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ! زعمت الجهمية أن معنى استوى: استولى، مِن قول العرب: استوى فلان على مصر يريدون استولى عليها، قال: فيقال له: هل يكون خلْقٌ من خلق الله أتت عليه مدة ليس بمستولٍ عليه

(1)

؟ فإذا قال: لا. قيل له: فمن زعم ذلك فهو كافر. فيقال له: يلزمك أن تقول: إن العرش أتت عليه مدة ليس الله بمستولٍ عليه، وذلك لأنه أخبر سبحانه أنه

(2)

خلق العرش قبل السماوات والأرض، ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول: المدة التي

(1)

في (ب): «ليس الله بمستولٍ عليه» ، وفي (ظ):«ليس هو مستولٍ» .

(2)

في (ت): «أنه سبحانه» ، وفي (أ):«لأنه سبحانه أخبر أنه خلق» والمثبت أولى.

ص: 331

كان

(1)

العرش [فيها]

(2)

قبل خلق السماوات والأرض ليس الله تعالى بمستولٍ عليه فيها، ثم ذكر كلامًا طويلًا في تقرير العلو والاحتجاج عليه

(3)

.

ذكر قول جرير بن عبد الحميد: شيخ إسحاق بن راهويه وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى:

قال: كلام الجهمية أوله عسل، وآخره سُمٌّ، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله.

رواه ابن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية»

(4)

.

ذكر قول عبد الله بن الزبير الحُميدي أحد شيوخ النبل شيخ البخاري إمام أهل الحديث والفقه في وقته، وهو أول رجل افتتح به البخاري «صحيحه»:

قال: وما نطق به القرآن والحديث مثل قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة/ 64]، ومثل

(1)

في (ت): «كان على» ، وهو خطأ.

(2)

من درء التعارض، وسقط من جميع النسخ.

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل (6/ 115، 116).

(4)

كما في درء تعارض العقل والنقل (6/ 265)، ونقض التأسيس (1/ 199، 200)، والعلو للذهبي (2/ 985) رقم (360).

ص: 332

قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر/67]، وما أشبه هذا من القرآن والحديث= لا نزيد فيه، ولا نفسِّره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة، ونقول:{الرَّحْمَنُ [ب/ق 57 أ] عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5]، ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي

(1)

.

وليس مقصود السلف بأن من أنكر لفظ القرآن يكون جهميًّا مبتدعًا، فإنه يكون كافرًا زنديقًا، وإنما مقصودهم من أنكر معناه وحقيقته

(2)

.

قول نُعَيم بن حماد الخزاعي أحد شيوخ النَّبَل شيخ البخاري رحمهما الله تعالى:

قال في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد/4] معناه

(3)

: لا يخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى إلى قوله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7] أراد أن لا تخفى عليه خافية

(4)

.

(1)

انظر: أصول السنة للحميدي (2/ 546، 547) المطبوع في آخر مسنده. ومن طريقه أخرجه: ابن منده في التوحيد (3/ 409) رقم (903)، والذهبي في العلو (2/ 1070) رقم (415) وغيرهما.

(2)

في (ظ): «أو حقيقته» .

(3)

في (ب، ظ): «معناها» .

(4)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1092) رقم (428).

ص: 333

قال البخاري

(1)

: سمعته يقول: من شبّه الله تعالى بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما [ظ/ق 53 أ] وصف الله تعالى به نفسه

(2)

ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيهًا

(3)

.

قول عبد الله بن أبي جعفر الرازي رحمه الله تعالى:

قال صالح بن الضريس: «جعل عبد الله بن أبي جعفر الرزاي

(4)

يضرب قرابةً له بالنعل على رأسه، يرى رأي جهم، ويقول: لا حتى تقول: الرحمن على العرش استوى، بائن من خلقه».

ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية»

(5)

.

(1)

كذا في جميع النسخ وهو وهم، فليس هو البخاري محمد بن إسماعيل، إنما هو محمد بن إسماعيل الترمذي أبو إسماعيل السلمي، فلعل المؤلف: رأى محمد بن إسماعيل فسبق إلى ذهنه أنه البخاري صاحب الصحيح، فكتب البخاري.

(2)

سقط من (ت): «فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه» .

(3)

أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى، المختار ـ الرد على الجهمية (3/ 146)(106)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 163)، وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية كما عند اللالكائي رقم (936)، والذهبي في العلو (3/ 1093) رقم (429).

قال الذهبي: سمعناه بأصح إسناد ثم ذكره في السير (10/ 610).

(4)

ليس في (ب).

(5)

كما في نقض التأسيس (1/ 197، 198)، ودرء تعارض العقل والنقل (6/ 265) لابن تيمية، والعلو للذهبي (2/ 1048) رقم (402).

ص: 334

قول الحافظ أبي معمر القطيعي

(1)

رحمه الله:

ذكر

(2)

ابن أبي حاتم عنه أنه قال: آخر كلام الجهمية

(3)

أنه ليس في السماء إله

(4)

.

قول بشر بن الوليد

(5)

وأبي يوسف

(6)

رحمهما الله تعالى:

روى ابن أبي حاتم قال: جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له: تنهاني عن الكلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون. فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون: إن الله في كل مكان. فبعث أبو يوسف وقال: عليَّ بهم، فانتهوا إليه، وقد قام بشر، فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال: لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك، وأمر به إلى الحبس، وضرب علي الأحول وطُوِّف

(7)

به، وقد استتاب

(1)

هو أحمد بن جعفر بن حمدان، مسنِد العراق في عصره، وراوي مسند الإمام أحمد، توفي سنة 368 هـ.

(2)

في (أ، ت، ع): «ذكره» .

(3)

في (مط): «الجهمي» .

(4)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1105) رقم (435) عن ابن أبي حاتم.

(5)

هو الكندي، قاضي بغداد، أخذ العلم عن أبي يوسف، توفي سنة 238 هـ.

(6)

هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، صاحب أبي حنيفة، صاحب كتاب «الخراج» ، توفي سنة 182 هـ.

(7)

في (أ، ت): «وطِيف به» .

ص: 335

أبو يوسف بشرَ المريسي لمّا أنكر أن الله يكون فوق عرشه.

وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم

(1)

وغيره.

وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا.

قال محمد بن الحسن رحمه الله: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن [ب/ق 57 ب] والأحاديث التي جاء

(2)

بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة

(3)

الرب عز وجل، من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر شيئًا من ذلك فقد خرج ممَّا كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا؛ ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة؛ لأنه وصفه بصفة لا شيء.

وقال محمد رحمه الله تعالى أيضًا في الأحاديث التي جاءت أن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا هذه الأحاديث قد رواها الثقات، فنحن نرويها، ونؤمن بها، ولا نفسرها.

(1)

في الرد على الجهمية كما في نقض التأسيس لابن تيمية (1/ 194 ـ 196)، والذهبي في العلو (2/ 999)(369).

(2)

في (ع، مط): «جاءت» .

(3)

في (مط): «صفات» .

ص: 336

ذكر ذلك عنه

(1)

أبو القاسم اللالكائي

(2)

. وهذا تصريح منه بأن من قال بقول جهم فقد فارق جماعة المسلمين.

وقد

(3)

ذكر الطحاوي في اعتقاد أبي حنيفة وصاحبيه رحمهم الله تعالى ما يوافق هذا، وأنهم أبرأ الناس من التعطيل والتجهم.

فقال في عقيدته المعروفة

(4)

: «وأنه تعالى محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه»

(5)

.

قول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى:

ذكر الثعلبي عنه

(6)

في «تفسيره»

(7)

قال ابن عيينة

(8)

: ثم استوى على العرش: صعد.

(1)

ليس في (ب).

(2)

في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 432، 433) رقم (740، 741).

(3)

سقط من (ب).

(4)

بالعقيدة الطحاوية (ص/7).

(5)

انظرها مع شرح ابن أبي العز الحنفي (

2/ 372 - 394).

(6)

من (ظ، ب).

(7)

هو «الكشف والبيان» ، ولم أجد هذا النقل عن سفيان بن عيينة في جميع المواضع من تفسيره التي ذكر فيها لفظ «الاستواء» ، وكذلك لم أجده في مختصره تفسير البغوي «معالم التنزيل» ، وإنما ذكر لفظ «صعد» ونسبهُ لأبي عبيدة معمر بن المثنى صاحب كتاب «مجاز القرآن» .

(8)

في (ظ): «قتيبة» .

ص: 337

قول خالد بن سليمان أبي معاذ البلخي أحد الأئمة

(1)

رحمه الله تعالى:

روى عبد الرحمن بن أبي حاتم عنه بإسناده قال: كان جهم على معبر ترمذ [ظ/ق 53 ب]، وكان فصيح اللسان لم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلمه السُّمَنِية فقالوا: صِف لنا ربك الذي تعبده؟ فدخل البيت لا يخرج. ثم خرج إليه بعد أيام فقال: هو هذا الهواء، مع كل شيء، وفي كل شيء، ولا يخلو منه شيء».

قال أبو معاذ: كذب عدو الله، إن الله في السماء على العرش

(2)

كما وصف نفسه

(3)

.

وهذا صحيح عنه، وأول من عُرف عنه في هذه الأمة إنكار أن يكون الله فوق سماواته

(4)

على عرشه هو جهم بن صفوان، وقبله الجعد بن درهم، ولكن الجهم هو الذي دعا إلى هذه المقالة وقررها، وعنه أُخِذَت.

(1)

كان من تلامذة أبي حنيفة، وأحد أئمة الرأي ببلخ. توفي سنة 199 هـ.

(2)

في (ظ): «عرشه» .

(3)

ذكره اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 380، 381) رقم (6359) عن ابن أبي حاتم.

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 337) رقم (904) وسنده صحيح.

(4)

في (ظ): «سمائه» .

ص: 338

فروى ابن أبي حاتم وعبد الله بن أحمد في كتابيهما في «السنة» عن شجاع ابن أبي نصر ـ أبي نعيم البلخي

(1)

[ب/ق 58 أ] ـ وكان قد أدرك جهمًا قال: كان لجهم صاحب يكرمه ويقدِّمه على غيره، فإذا هو قد وقع به، فصيح به، ونذر

(2)

به، وقيل له: لقد كان يكرمك فقال: إنه قد جاء منه ما لا يُحْتَمل، بينما هو يقرأ طه والمصحف في حِجْره فلما أتى على هذه الآية:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] قال: لو

(3)

وجدت السبيل إلى أن أحُكَّها من المصحف لفعلت، فاحتملت هذه. ثم إنه بينما هو يقرأ آية إذ قال: ما أظرف محمدًا حين قالها. ثم بينما هو يقرأ

(4)

طسم القصص ــ والمصحف في حِجره ــ إذ مرَّ بذكر موسى عليه الصلاة والسلام، فدفع المصحف بيديه ورجليه، وقال: أي شيء هذا؟ ذكره هاهنا، فلم يتم ذكره

(5)

.

فهذا شيخ النافين لعلو الرب على عرشه ومباينته لخلقه.

(1)

هو المقرئ، سُئل عنه الإمام أحمد فقال: بخٍ بخٍ، وأين مثل شجاع اليوم؟

(2)

كذا في (أ، ت)، وفي (ب، ظ) غير منقوطة، ووقع في (ع):«برز» .

(3)

في خلق أفعال العباد للبخاري: «قال: أما والله لو وجدت» .

(4)

سقط من (ت): «آية إذ قال: ما أظرف محمدًا حين قالها، ثم بينما هو يقرأ» .

(5)

أخرجه ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية كما في العلو (2/ 1015)(379)، والبخاري في خلق أفعال العباد 226، رقم (70)، وعبد الله بن أحمد في السنة رقم (190).

وسنده صحيح.

ص: 339

وذكر ابن أبي حاتم

(1)

بإسناده عن الأصمعي قال: قدمت امرأة جهم فقال رجل عندها: الله على عرشه. فقالت: محدود على محدود؟! فقال الأصمعي: هي كافرة بهذه المقالة

(2)

.

فهذه المقالة إماماها

(3)

هذا الرجل وامرأته، وما أولاه بأن يصلى {نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد/4، 5].

قول إسحاق بن راهويه إمام أهل المشرق نظير أحمد رحمهما الله تعالى:

قال حرب

(4)

بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد: قلت لإسحاق ابن راهويه: قول الله عز وجل: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7] كيف تقول فيه

(5)

؟ قال: حيث ما كنت فهو أقرب إليك

(6)

من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه»

(7)

ثم قال: وأعلى شيء

(1)

في (أ، ت): «حاتم عنه» .

(2)

ذكره شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (5/ 53)، والذهبي في العلو (2/ 1041)(397).

(3)

في (أ، ت): «إمامها» وهو خطأ. وسقطت هذه الكلمة من (ع).

(4)

في (ظ، ب): «أحمد» وهو خطأ.

(5)

سقط من (ب).

(6)

في (ب): «إليه» .

(7)

انظر: مسائل حرب الكرماني (ص/412).

وأخرجه الهروي في ذم الكلام (4/ 337) رقم (1208) من طريق: حرب الكرماني به.

ص: 340

في ذلك وأثبته قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(1)

[طه/5].

وقال الخلال في كتاب «السنة» : أخبرنا أبو بكر المَرُّوذي حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري حدثنا سليمان بن داود الخفّاف قال: قال إسحاق بن راهويه: قال الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ [ظ/ق 54 أ] عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} . إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى، ويعلم كل شيء أسفل الأرض السابعة، وفي قعور البحار

(2)

، ورؤوس الجبال وبطون الأودية وفي كل موضع، كما يعلم ما في السماوات السبع، وما دون العرش، أحاط بكل شيء علمًا، ولا

(3)

تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات البر

(4)

والبحر إلا قد [ب/ق 58 ب] عرف ذلك كله وأحصاه، لا يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره.

(1)

انظر: مسائل حرب «في الاستواء» (ص/414).

(2)

إلى هنا انتهى النقل لهذه الرواية كما في درء التعارض (6/ 260).

وقال في درء التعارض: وفي رواية: «ورؤوس الجبال

إلخ».

(3)

في الدرء «فلا» .

(4)

في درء التعارض (6/ 260): «ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس» .

ص: 341

وقال السراج: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت

يومًا على عبد الله بن طاهر

(1)

وعنده منصور بن طلحة

(2)

، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب تقول: إن الله ينزل كل ليلة

(3)

؟ قلت له: ونؤمن به

(4)

إذا أنت لا تؤمن أن الله في السماء، لا تحتاج أن تسألني، فقال له عبد الله

(5)

. ألم أنهك عن هذا الشيخ

(6)

؟!

ذكر

(7)

قول حافظ الإسلام يحيى بن معين رحمه الله تعالى:

روى ابن بطة عنه في «الإبانة»

(8)

بإسناده، قال: إذا قال لك الجهمي

(1)

وقع في جميع النسخ «طاهر بن عبد الله» والتصويب من السير ومصدر التخريج. وهو الأمير العادل حاكم خراسان وما وراء النهر، وكان أميرًا مطاعًا سائسًا مهيبًا جوادًا ممدحًا، وله يد في النثر والنظم، توفي 230 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 684، 685).

(2)

هو رجل من أهل البدع والأهواء.

(3)

في (ب): «ليلة إلى سماء الدنيا» .

(4)

في (ظ): «تؤمن إذا» .

(5)

في جميع النسخ، وذم الكلام:«طاهر» وهو خطأ، كما سبق.

(6)

أخرجه أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في «ذم الكلام وأهله» (4/ 325، 326) رقم (1193).

(7)

ليس في (ب، ظ).

(8)

كما في المختار من الإبانة «الرد على الجهمية» (3/ 206) رقم (161).

وسنده صحيح.

ص: 342

كيف ينزل؟ فقل: كيف صعد

(1)

؟».

قول الإمام حافظ أهل

(2)

المشرق وشيخ الأئمة عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله:

قال فيه أبو الفضل القرَّاب: «ما رأيت مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى عثمان مثل نفسه»

(3)

.

أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني، وأثنى عليه أهل العلم، صاحب كتاب «الرد على الجهمية» ، و «النقض على بشر المريسي» .

وقال في كتابه «النقض على بشر» : وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سماواته، ولا

(4)

ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض. ولم يشكّوا أنه ينزل يوم القيامة ليفصل بين عباده ويحاسبهم ويثيبهم، وتشقق السماء

(5)

يومئذ لنزوله وتنزل الملائكة تنزيلًا، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية، كما قال الله

(6)

سبحانه

(1)

في (ع، مط): «يصعد» ، والمثبت أولى كما في مصدر التخريج، وباقي النسخ.

(2)

ليس في (ب).

(3)

انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 622).

(4)

في النقض على بشر: «وأنه لا ينزل

» وكذا في (ع).

(5)

في (أ، ظ، ع): «السماوات» .

(6)

يشير إلى قوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان/25].

=

=

وقوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة/17].

ص: 343

ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلمّا لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا علموا يقينًا أن ما يأتي الناس من العقوبات إنما هو أمره وعذابه بقوله:{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} [النحل/26] إنما هو أمره وعذابه»

(1)

.

وقال في موضع آخر من هذا الكتاب

(2)

وقد ذكر الحلول: «ويحك هذا المذهب أنزه لله تعالى من السوء أم مذهب من يقول: هو بكماله وجماله

(3)

وعظمته وبهائه فوق عرشه فوق سماواته، وفوق جميع الخلائق

(4)

في أعلى مكان وأطهر مكان، حيث لا خلق هناك ولا إنس ولا جان فأيّ الحزبين أعلم بالله وبمكانه وأشد تعظيمًا وإجلالًا له؟».

وقال في هذا الكتاب

(5)

: «علمه بهم من

(6)

فوق العرش محيط، وبصره فيهم نافذ، وهو بكماله فوق عرشه [ب/ق 59 أ] والسماوات، ومسافة ما بينهن بينه وبين خلقه في الأرض فهو كذلك معهم، رابعهم

(1)

انظر: النقض على بشر المريسي (ص/154، 155).

(2)

النقض (ص/248).

(3)

في (أ، ت، ظ): «وجلاله» .

(4)

في (ب): «خلقه» .

(5)

(ص/242).

(6)

من النقض.

ص: 344

وخامسهم وسادسهم

وإنما يُعْرَف فضل [ظ/ق 54 ب] الربوبية وعظم القدرة بأن الله من فوق عرشه

(1)

، ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض، يعلم ما في الأرض».

وقال في موضع آخر من الكتاب

(2)

: «والقرآن كلام الله، وصفة من صفاته، خرج منه كما شاء أن يخرج، والله بكلامه وعلمه وقدرته

(3)

وسلطانه وجميع صفاته غير مخلوقة، وهو بكماله على عرشه».

وقال في موضع آخر

(4)

وقد ذكر حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل في شأن الروح وقبضها ونعيمها وعذابها، وفيه «فيُصعد بروحه حتى يُنتهى بها إلى سماء الدنيا فيستفتح لها» إلى أن قال: «حتى يُنتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في علِّيين في السماء السابعة، وأعيدوه إلى الأرض

» وذكر الحديث، ثم قال: وفي قوله: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف/40]، دلالة ظاهرة أن الله تعالى فوق السماء؛ لأنه لو لم يكن فوق السماء لما عُرج بالأرواح والأعمال

(5)

إلى السماء، ولما غُلِّقت

(1)

من قوله: «والسماوات ومسافة ما بينهن

» إلى هنا سقط من (ت).

(2)

(ص/574).

(3)

في (ب): «بقدرته وعلمه وكلامه» .

(4)

من كتاب الرد على الجهمية (ص/58، 59).

(5)

سقط من (ظ).

ص: 345

أبواب السماء عن قوم وفُتحت لآخرين».

وقال في موضع آخر

(1)

: «وقد بلغنا: أن حملة العرش حين حملوا العرش وفوقه الجبار جل جلاله في عزته وبهائه ضعفوا عن حَمْلِه، واستكانوا وجثوا على ركبهم، حتى لُقِّنوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فاستقلّوا به بقدرة الله وإرادته ـ ثم ساق بإسناده عن معاوية بن صالح: أول ما خلق الله حين كان عرشه على الماء حملة العرش، فقالوا: ربنا لم خلقتنا؟ فقال: خلقتكم لحمل عرشي، فقالوا: ربنا ومن يقوى على حمل عرشك، وعليه جلالك وعظمتك ووقارك؟ فقال لهم: إني خلقتكم لذلك، قالوا: ربنا ومن يقوى على حمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ووقارك؟ قال: فقال: خلقتكم لحمل عرشي، قال: فيقولون ذلك مرارًا، قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله» .

وقال في موضع آخر

(2)

: ولكنا نقول: رب عظيم وملك كريم

(3)

كبير نور السماوات والأرض وإله السماوات والأرض، على عرش مخلوق عظيم

(4)

، فوق السماء السابعة دون ما سواها [ب/ق 59 ب] من الأماكن، من لم يعرفه بذلك كان كافرًا به وبعرشه».

(1)

من النقض (ص/252، 253).

(2)

من النقض (ص/241).

(3)

سقط من (أ، ت، ظ).

(4)

في (ب): «على عرش عظيم، فوق عرش عظيم» .

ص: 346

وقال في موضع آخر

(1)

: «في حديث الحصين: كم تعبد؟ فلم ينكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحصين إذ عرف أن إله العالمين في السماء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحصين رضي الله عنه قبل إسلامه كان أعلم بالله الجليل من المريسي وأصحابه مع ما ينتحلون من الإسلام، إذ مَيَّز بين الإله الخالق الذي في السماء وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض، قال: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله سبحانه في السماء وعرفوه بذلك إلا المريسي [ظ/ق 55 أ] وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث» .

وقال

(2)

: «في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة: «أين الله؟» تكذيب لمن يقول: هو في كل مكان، وأن الله لا يوصف بأين؛ بل

(3)

يستحيل أن يقال: أين هو؟ فالله فوق سماواته بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف الإله

(4)

الذي يعبده».

وكتاباه من أجلّ الكتب المصنفة في السنة وأنفعها، وينبغي لكل

(1)

من النقض (ص/62).

(2)

في الرد على الجهمية (ص/39) رقم (64 ـ 66).

(3)

كذا في جميع النسخ، وفي الرد على الجهمية:«لأن شيئًا لا يخلو منه مكان» بدل «بل» .

(4)

في (أ، ت): «إلهه» .

ص: 347

طالب سنة مراده الوقوف على ما كان

(1)

عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه

(2)

. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جدًّا، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما.

قول قتيبة بن سعيد الإمام الحافظ أحد أئمة الإسلام وحفاظ الحديث من شيوخ الأئمة الذين تجملوا بالحديث عنه:

قال أبو العباس السراج: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا سبحانه بأنه في السماء السابعة على عرشه، كما قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(3)

.

وقال موسى بن هارون: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(4)

[طه/5].

(1)

سقط من (ب): «على ما كان» .

(2)

في (ب): «أن يقتنيا كتابه» .

(3)

أخرجه أبو بكر النقاش كما في درء التعارض (6/ 260)، ونقض التأسيس (1/ 209)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص/34) رقم (17). وسنده صحيح.

(4)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1103) رقم (434).

ص: 348

قول عبد الوهاب الوراق أحد الأئمة الحفاظ:

أثنى عليه الأئمة وقيل للإمام أحمد رحمه الله: من نسأل بعدك؟ فقال: عبد الوهاب، وهو من شيوخ النَّبَل.

قال عبد الوهاب

(1)

وقد رُوي حديث ابن عباس رضي الله عنهما [ب/ق 60 أ]«ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك»

(2)

، ومن زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث، إن الله فوق العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة»

(3)

.

صحَّ ذلك عنه، حكاه عنه محمد بن عثمان

(4)

في رسالته في الفوقية، وقال: ثقة حافظ، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي، مات سنة خمسين ومائتين.

قول خارجة بن مصعب رحمه الله تعالى:

قال عبد الله بن أحمد في كتاب «السنة» : حدثني أحمد بن سعيد الدارمي ـ أبو جعفر ـ قال: سمعت أبي يقول: سمعت خارجة بن مصعب

(1)

من (أ، ت): «قال عبد الوهاب» ، وليس في (ع)«قال» .

(2)

تقدم تخريجه (ص/173).

(3)

أخرجه الحافظ أبو أحمد الحاكم العسَّال في كتاب «المعرفة» كما في نقض التأسيس (1/ 129، 130)، ودرء التعارض (6/ 203، 204).

(4)

هو الذهبي في كتاب العرش (2/ 333)، وانظر العلو للعلي الغفَّار (2/ 1177).

ص: 349

يقول: الجهمية كفار؛ أبلغ نساءهم أنّهن طوالق لا يحللن لهم، لا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم. ثم تلا:{طه} إلى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(1)

[طه/1 ــ 5].

قول إمامي أهل الحديث: أبي زرعة وأبي حاتم رحمهما الله تعالى:

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء

(2)

في ذلك، فقالا: أدركنا

(3)

العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا [ومصرًا]

(4)

وشامًا ويَمَنًا، فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق [ظ/ق 55 ب] بجميع جهاته.

والقدر خيره وشره من الله عز وجل.

وخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم

(1)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 105، 106) رقم (10)، ومن طريقه: الخلال في السنة (5/ 88، 89) رقم (1691).

وزادا في آخره: «وهل يكون الاستواء إلا بجلوس؟» .

(2)

في (مط): «أئمة العلم» مكان «العلماء» .

(3)

سقط من (ب): «في ذلك؟ فقالا: أدركنا» .

(4)

من كتاب أصل السنة واعتقاد الدين، وقد سقطت من جميع النسخ.

ص: 350

عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين

(1)

.

وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علمًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى/ 11].

وأنه سبحانه يُرى في الآخرة، يَراه أهل الجنة بأبصارهم، ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء.

والجنة حق، والنار حق، وهما مخلوقتان، لا تفنيان أبدًا

(2)

.

ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم؛ كفرًا ينقل عن الملة، ومن شكَّ في كُفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر، ومن وقف في القرآن فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي

(3)

، أو قال: القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي

(4)

»

(5)

.

(1)

من (ت) فقط.

(2)

زاد في أصل السنة: «والجنة ثواب لأوليائه» .

(3)

سقط من (ت، ع): «ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي» .

(4)

سقط من (ظ): «فهو جهمي» .

(5)

انظر: كتاب أصل السنة واعتقاد الدين لابن أبي حاتم (ص/38 ـ 40).

ومن طريقه أخرجه الطبري في صريح السنة رقم (321)، وأبو العلاء الهمداني العطار في فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف (ص/90 ـ 93) رقم (30)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1/ 177) رقم (321).

ص: 351

قال أبو حاتم: والقرآن كلام الله، وعلمه وأسماؤه وصفاته وأمره ونهيه ليس بمخلوق بجهة من الجهات.

ونقول: إن الله على عرشه بائن من خلقه، ليس كمثله شيء وهو السميع [ب/ق 60 ب] البصير

(1)

.

ثم ذكر عن أبي زرعة رحمه الله تعالى: أنه سُئل عن تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/5] فغضب، وقال: تفسيرها كما تقرأ، هو على العرش استوى، وعلمه في كل مكان، من قال غير ذلك: فعليه لعنة الله

(2)

.

وهذان الإمامان إماما أهل الرَّيِّ، وهما من نظراء الإمام أحمد والبخاري رحمهما الله تعالى.

قول حرب الكرماني صاحب أحمد وإسحاق رحمهم الله تعالى، وله مسائل جليلة عنهما:

قال يحيى بن عمار: أخبرنا أبو عصمة قال: حدثنا إسماعيل بن الوليد حدثنا حرب بن إسماعيل قال: والماء فوق السماء السابعة، والعرش على الماء، والله على العرش.

(1)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، اللالكائي (1/ 180) رقم (323)، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 286).

(2)

أخرجه أبو إسماعيل الهروي في كتابه «الفاروق» كما في مجموع فتاوى ابن تيمية (5/ 50)، والعلو للذهبي (2/ 1153) رقم (465).

ص: 352

قلت: هذا لفظه في مسائله

(1)

، وحكاه إجماعًا لأهل السنة من سائر أهل

(2)

الأمصار.

قول إمام أهل الحديث علي بن المديني

(3)

شيخ البخاري بل شيخ الإسلام رحمه الله:

قال البخاري: علي بن المديني سيِّد المسلمين.

وقال البخاري: لو قيل لي: ماذا تشتهي؟ لقلت: قلبًا خاليًا، وعلي ابن المديني وأنا أسأله

(4)

.

قيل له: ما قول الجماعة في الاعتقاد؟ قال: يثبتون الكلام والرؤية ويقولون: إن الله تعالى على العرش استوى. فقيل له: ما تقول في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} ؟ فقال: اقرأ أول الآية. يعني: بالعلم؛ لأن أول الآية {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} [المجادلة/7]

(5)

.

(1)

(ص/359).

(2)

سقط من (ت).

(3)

جاء هذا النص كاملًا في (ظ، ب) بعد قول «سُنيد بن داود» الآتي بعد هذا.

(4)

من (ظ) فقط: «وقال البخاري

وأنا أسأله».

وانظر نحو مقولة البخاري في تاريخ بغداد (11/ 461).

(5)

أخرجه أبو إسماعيل الهروي في «الفاروق» كما في مجموع الفتاوى (5/ 49)، الذهبي في العلو (2/ 1109)(437).

ص: 353

قال البخاري في كتاب «خلق الأفعال» : وقال ابن المديني: القرآن كلام الله غير مخلوق، من قال إنه مخلوق فهو كافر لا يُصلّى خلفه

(1)

.

قال البخاري: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي ابن المديني

(2)

.

وقال الحسن بن محمد بن الحارث [ظ/ق 56 أ]: سمعت علي بن المديني يقول: أهل الجماعة يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن الله فوق السماوات على العرش استوى. فسُئِل عن قوله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7] الآية؟ فقال: اقرأ ما قبله. يعني علم الله تعالى

(3)

.

قول سُنيد بن داود شيخ البخاري رحمهما الله تعالى:

قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أبو عمران موسى الطرسوسي قال: قلت لسنيد بن داود: هو على عرشه بائن من خلقه؟ قال: نعم. ألم تسمع قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}

(4)

[الزمر/75].

(1)

انظر: خلق أفعال العباد (ص/18) رقم (32).

(2)

انظر: تاريخ بغداد (11/ 461).

(3)

أخرجه أبو إسماعيل في الفاروق كما في مجموع الفتاوى (5/ 49) كما تقدم.

(4)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1091)(427).

ص: 354

قول إمام أهل الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله:

قال في كتاب التوحيد من «صحيحه»

(1)

: باب قول الله عز وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود/7]، {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

} [التوبة/129]. قال أبو العالية: استوى إلى السماء: ارتفع. فسواهن: خلقهن. وقال مجاهد: استوى: علا على العرش [ب/ق 61 أ]. ثم ساق البخاري

(2)

حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها: أنها كانت تفخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات.

وذكر تراجم أبواب هذا الكتاب الذي ترجمه بـ «كتاب التوحيد، والرد على الجهمية» ردًّا على أقوال الجهمية التي خالفوا بها الأمة، فمن تراجم أبواب هذا الكتاب:

باب قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

(3)

[الإسراء/ 110].

ومن أبوابه أيضًا: باب قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ

(1)

(6/ 2698)، (100) التوحيد، (12) باب: «وكان عرشه على الماء

» ط: البُغا.

(2)

(6/ 4699) رقم (6984).

(3)

(6/ 2686) باب رقم (2).

ص: 355

الْمَتِينُ}

(1)

[الذاريات/58] وذكر أحاديث.

ثم قال: باب قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن/26]{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان/34] و {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء/166]، {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}

(2)

[فاطر/11]، ثم ساق أحاديث مستدلًا بها على إثبات صفة العلم.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ}

(3)

[الحشر/23]، ثم ساق حديث ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله تعالى هو السلام

(4)

. ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله عنه: يقول الله: أنا الملك

(5)

.

ثم قال: باب قول الله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت/42]{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات/180] و {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ

(1)

(62687) باب رقم (3)، ولم يذكر فيه إلا حديث أبي موسى «ما أحد أصبر على أذىً سمعه من الله

» رقم (6943).

(2)

(6/ 2687) باب رقم (4)، وذكر حديثين عن ابن عمر وعائشة، برقم (6944، 6945).

(3)

(6/ 2688) باب رقم (5).

(4)

رقم (6946).

(5)

ساقه في باب رقم (6) باب قول الله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} [الناس/2](6/ 2688) رقم (6947).

ص: 356

وَلِرَسُولِهِ} [المنافقون/8]

(1)

وذكر أحاديث في ذلك

(2)

.

ثم قال: باب قول الله: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}

(3)

ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض»

(4)

إلى آخره

(5)

.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}

(6)

، ثم ساق أحاديث منها حديث أبي موسى رضي الله عنه «إن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته»

(7)

.

(1)

(6/ 2688) باب رقم (7) وذكر ثلاثة أحاديث معلقة، وحديثين مسندين برقم (6948، 6949).

(2)

سقط من (ب): «في ذلك» .

(3)

(6/ 2689) باب رقم (8).

(4)

في (أ، ت) زيادة: «ومن فيهنَّ» وليست هنا في هذا الموضع في البخاري.

(5)

رقم (6950).

(6)

(6/ 2689) باب رقم (5). وساق فيه حديثًا معلقًا، وثلاثة مسندة.

(7)

كذا وقع في جميع النسخ والمطبوعة، وهذا اللفظ لم يخرجه البخاري، والذي خرَّجه في هذا المكان بلفظ « .. فإنكم لا تدعون أصمَّ غائبًا، تدعون سميعًا بصيرًا قريبًا

» برقم (6952)، وله طرق في البخاري بأرقام (2830، 3968، 6021، 6046، 6236) ليس فيها هذا اللفظ. وإنما أخرج هذا اللفظ مسلم في صحيحه (2704)(46) من طريق: الثقفي عن خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي موسى فذكره. فلعله أورده بالمعنى أو من حفظه.

ص: 357

ثم قال: باب قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ}

(1)

ثم ساق أحاديث في إثبات القدرة.

ثم قال: باب مقلب القلوب وقول الله عز وجل: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}

(2)

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حلفه: «لا ومقلب القلوب» .

ثم قال: باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا

(3)

.

ثم قال: باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها

(4)

. ومقصوده بذلك أنها غير مخلوقة، فإنه لا يُستعاذ بمخلوق ولا يُسْألُ به.

ثم قال: باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي

(5)

الله تعالى

(6)

.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}

(7)

، ثم

(1)

(6/ 2690) باب رقم (10)، وساق فيه حديثًا واحدًا «حديث جابر في الاستخارة» برقم (6955).

(2)

(6/ 2691) باب رقم (11)، وساق فيه حديثًا واحدًا «حديث ابن عمر» برقم (6956).

(3)

(6/ 2691) باب رقم (12)، وساق فيه حديثًا واحدًا.

(4)

(6/ 2691) باب رقم (13)، وساق فيه تسعة أحاديث.

(5)

في (أ، ت): «وأسماء» .

(6)

(6/ 2693) باب رقم (14)، وساق فيه حديثًا واحدًا.

(7)

(6/ 2693) باب رقم (15)، وساق فيه ثلاثة أحاديث (6968 ـ 6970).

ص: 358

ساق أحاديث.

ثم قال: باب [ظ/ق 56 ب] قول الله عز وجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}

(1)

، ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه: أعوذ بوجهك

(2)

.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}

(3)

، ثم ذكر حديث الدجال: إن ربكم ليس بأعور

(4)

.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: [ب/ق 61 ب]{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}

(5)

.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}

(6)

، ثم ذكر أحاديث

(7)

في إثبات اليدين.

ثم قال: باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا شخص أغير

(1)

(6/ 2694) باب رقم (16).

(2)

رقم (6971).

(3)

(6/ 2695) باب رقم (17).

(4)

من حديث ابن عمر رقم (6972)، ومن حديث أنس بن مالك رقم (6973).

(5)

(6/ 2695) باب رقم (18)، وساق فيه حديثًا واحدًا، وآخر معلقًا.

(6)

(6/ 2695) باب رقم (19).

(7)

ذكر خمسة أحاديث من رقم (6975 ـ 6979).

ص: 359

من الله»

(1)

.

ثم قال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}

(2)

، فسمَّى نفسه شيئًا.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}

(3)

، ثم ذكر بعض أحاديث الفوقية، ثم قررها بترجمة أُخرى، فقال: باب: قول الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}

(4)

، وقوله:{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}

(5)

، ثم ساق في ذلك أحاديث في إثبات صفة الفوقية.

ثم قال: باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}

(6)

، ثم ذكر الأحاديث الدالة على إثبات الرؤية في الآخرة.

(1)

(6/ 2698) باب رقم (20)، وساق فيه حديثًا واحدًا «للمغيرة بن شعبة» رقم (6980).

(2)

(6/ 2698) باب رقم (21)، وساق فيه حديثًا واحدًا لسهل بن سعد رقم (6981).

(3)

(6/ 2698 ـ 2701) باب رقم (22)، وساق فيه عشرة أحاديث من رقم (6982) إلى (6991)، وواحدًا معلقًا.

(4)

كذا في جميع النسخ، وفي البخاري تأتي هذه الآية بعد التي تليها.

(5)

(6/ 2701 ـ 2703) باب رقم (23)، وساق فيه خمسة أحاديث من رقم (6992) إلى (6996).

(6)

(6/ 2703 ـ 2711) باب رقم (24)، وساق فيه ثلاثة عشر حديثًا من رقم (6997) إلى (7009).

ص: 360

ثم قال: باب ما جاء في قوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

(1)

، ثم ذكر أحاديث في إثبات صفة الرحمة.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}

(2)

، ثم ساق في هذا الباب حديث الحَبْر الذي فيه: «إن الله يمسك

(3)

السماوات على إصبع

» الحديث.

ثم قال: باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرهما من الخلائق، وهو فعل الرب عز وجل وأمره، فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه

(4)

هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره و تخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مُكوَّن

(5)

.

وهذه الترجمة من أدل شيء على دقَّة علمه ورسوخه في معرفة الله

(1)

(6/ 2711 ـ 2712) باب رقم (25)، وساق فيه ثلاثة أحاديث من رقم (7010) إلى (7012).

(2)

(6/ 2712) باب رقم (26).

(3)

كذا في جميع النسخ، وفي البخاري (7013):«يضع» ، وإنما ورد لفظ «يمسك» في باب قول الله تعالى:«لما خلقت بيديّ» .

(4)

كذا في جميع النسخ، وزيادة:«وكلامه» ثابتة في رواية أبي ذر الهروي. انظر: صحيح البخاري (9/ 134) دار طوق النجاة، المطبوع عن الطبعة البولاقية.

(5)

(6/ 2712) باب رقم (27)، وساق فيه حديثًا واحدًا لابن عباس في قيام الليل، رقم (7014).

ص: 361

تعالى وأسمائه وصفاته، وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول وقيام أفعال الرب عز وجل به، وأنها غير مخلوقة، وأن المخلوق هو المنفصل عنه، الكائن بفعله وأمره وتكوينه، فَفَصَل النزاع بهذه الترجمة أحسن فَصْل وأبينه وأوضحه؛ إذ فَرَّق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالرب سبحانه وما لا يقوم به، وبيَّن أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمَّى اسمه، ليست منفصلة خارجة مكونة؛ بل بها يقع التكوين، فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء. وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة، وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرح به في كتاب «خلق أفعال العباد»

(1)

، وجعله قول العلماء مطلقًا، ولم يذكر فيه نزاعًا إلا عن الجهمية. وذكره [ب/ق 62 أ] البغوي إجماعًا من أهل السنة.

وصرَّح البخاري في هذه الترجمة بأن [ظ/ق 57 أ] كلام الله تعالى غير مخلوق، وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ}

(2)

، ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ

(1)

(ص/36 ـ 39، 41، 42) رقم (125).

(2)

(6/ 2712) باب رقم (28)، وساق فيه ستة أحاديث من رقم (7015 ـ 7020).

ص: 362

كُنْ فَيَكُونُ}

(1)

، ثم ساق أحاديث في إثبات

(2)

تكلُّم الرب جل جلاله.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} ، وقوله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}

(3)

.

ومقصوده إثبات صفة الكلام، والفرق بينها وبين صفة الخلق.

ثم قال: باب في المشيئة والإرادة

(4)

، ثم ساق آيات وأحاديث في إثبات ذلك.

(1)

كذا في جميع النسخ، والذي في صحيح البخاري (6/ 2714) ط: البُغا، و (9/ 136) ط. البولاقية، {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} [النحل/40] باب رقم (29).

وساق فيه أربعة أحاديث من رقم (7021 ـ 7024) وليس فيها تكليم الرب، وإنما فيها «أمْرُ الله» .

(2)

في (أ، ت، ع): «باب» .

(3)

(6/ 2715) باب رقم (30)، وساق فيه حديث أبي هريرة رقم (7025).

(4)

(6/ 2715 ـ 2719) باب رقم (31)، وساق فيه سبعة عشر حديثًا من رقم (7026) إلى (7042).

ص: 363

ثم قال: باب قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ

}

(1)

الآية.

قال البخاري رحمه الله: ولم يقولوا

(2)

ماذا خلق ربكم»، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فينادي بصوت

(3)

. وحديث عبد الله بن أُنيس

(4)

، وعلقمة

(5)

: فيناديهم بصوت، يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُب، أنا الملك أنا الديان. ومقصوده أن هذا النداء يستحيل أن يكون مخلوقًا، فإن المخلوق لا يقول: أنا الملك أنا الدَّيان، فالمنادي بذلك هو: الله عز وجل القائل: أنا الملك أنا الديان.

ثم قال: باب كلام الرب تعالى مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام

(1)

(6/ 2719 ـ 2721) باب رقم (32)، وساق فيه أربعة أحاديث مسندة، ومعلقًا مرفوعًا وآخر موقوفًا.

(2)

كذا في جميع النسخ، والذي في البخاري الطبعة البولاقية (9/ 141) وغيرها «ولم يقل» .

(3)

رقم (7045).

(4)

(6/ 2720) معلَّقًا بصيغة التمريض «ويُذكر» . فلعله صدَّره بصيغة التمريض لأنه اختصره، أو لأن مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل وفي حفظه لين.

وقد تقدم طرق هذا الحديث (ص/150 - 151).

(5)

كذا في جميع النسخ، وليست في صحيح البخاري (ط) البُغا، ولا الطبعة البولاقية، فلعل للمؤلف نسخة تختلف عن المطبوعة.

ص: 364

ونداء الله تعالى الملائكة

(1)

. ثم ذكر حديث: «إذا أحب الله عبدًا نادى جبرائيل»

(2)

.

ثم قال: باب قوله عز وجل: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ}

(3)

، ثم ساق أحاديث في نزول القرآن من السماء، مما يدل على أصلين: فوقية الرب تعالى وتكلمه بالقرآن.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}

(4)

، ثم ذكر أحاديث في تكلم الرب تعالى.

ثم قال: باب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم

(5)

، ثم ساق حديث الشفاعة

(6)

، وحديث:«ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه»

(7)

،

(1)

(6/ 2721) باب رقم (33)، وساق فيه ثلاثة أحاديث.

(2)

رقم (7047).

(3)

(6/ 2721، 2722) باب رقم (34)، وساق فيه حديثين، وأثرًا موقوفًا على ابن عباس.

(4)

(6/ 2722 ـ 2726) باب رقم (35)، وساق فيه سبعة عشر حديثًا من رقم (7053) إلى (7070).

(5)

(6/ 2726) باب رقم (36)، وساق فيه ستة أحاديث.

(6)

رقم (7072).

(7)

رقم (7074)، وقد سقط من (ظ) قوله:«من أحد» . ومن (ب): «من» .

ص: 365

وحديث «يدنو المؤمن من ربه»

(1)

.

ثم قال: باب قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

(2)

، ثم ذكر أحاديث في تكليم الله لموسى. ثم قال: باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة

(3)

، ثم ذكر حديثين في ذلك [ب/ق 63 أ].

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

(4)

، وذكر آيات في ذلك، وذكر حديث ابن مسعود

(5)

: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك» .

وغرضه بهذا التبويب: الرد على القدرية والجبرية، فأضاف الجعل إليهم، فهو كسبهم وفعلهم، ولهذا قال في هذا [ظ/ق 57 ب] الباب نفسه:«وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم؛ لقوله: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}» . فأثبت خلق أفعال العباد

(6)

، وأنها أفعالهم وأكسابهم،

(1)

رقم (7076) وفيه «أحدكم» بدل «المؤمن» .

(2)

(6/ 2730) باب رقم (37)، وساق فيه ثلاثة أحاديث من (7077) إلى (7079).

(3)

(6/ 2731) باب رقم (38).

(4)

(6/ 2734) باب رقم (40).

(5)

رقم (7082).

(6)

سقط من (ب) من قوله: «وأكسابهم لقوله

» إلى هنا.

ص: 366

فتضمنت ترجمته مخالفته للقدرية والجبرية.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ}

(1)

.

وقصده بهذا أن يبين أن الصوت والحركة التي يؤدى بها الكلام كسب العبد وفعله وعمله.

ثم ذكر أبوابًا في إثبات خلق أفعال العباد

(2)

، ثم ختم الكتاب بإثبات الميزان

(3)

.

قول مسلم بن الحجاج:

يعرف قوله في السُّنة من سياق الأحاديث التي ذكرها ولم يتأولها، ولم يذكر لها تراجم، كما فعل البخاري، ولكن سردها بلا أبواب، ولكن

(1)

(6/ 2735) باب رقم (41)، وذكر فيه أثر ابن مسعود في سبب نزول الآية.

(2)

من باب (42) قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن/29](6/ 2735)، إلى باب (57): قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم (6/ 2748).

(3)

فقال (6/ 2749)(58) باب: قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} [الأنبياء/47] وأن أعمال بني آدم وقولهم يُوزن.

ثم ساق حديث أبي هريرة رقم (7124): وفيه: «

ثقيلتان في الميزان

».

ص: 367

تعرف التراجم من ذكره للشيء مع نظيره.

فذكر في «كتاب الإيمان» كثيرًا من أحاديث الصفات: كحديث الإتيان يوم القيامة وما فيه من التجلي، وكلام الرب لعباده ورؤيتهم إياه

(1)

، وذكر حديث الجارية

(2)

، وأحاديث النزول

(3)

، وذكر حديث «إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع»

(4)

، وحديث «يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيديه»

(5)

، وأحاديث الرؤية

(6)

وحديث «حتى يضع الجبار فيها قدمه»

(7)

، وحديث: «المقسطون عند

(1)

رقم (182) من حديث أبي سعيد الخدري مطولًا، و (191) من حديث جابر رضي الله عنهما.

(2)

في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم (537) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.

(3)

في كتاب (6) صلاة المسافرين وقصرها رقم (758) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

في كتاب (51) صفة القيامة والجنة والنار، رقم (2786) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

(5)

في كتاب (51) صفة القيامة والجنة والنار، رقم (2788)(24 ـ 26) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

(6)

كتاب الإيمان رقم (180، 181) من حديث أبي موسى وصهيب، وفي كتاب (5) المساجد ومواضع الصلاة رقم (633).

(7)

في كتاب (51) الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم (2846)(35، 36)، ورقم (2848)(37، 38) من حديث أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما.

ص: 368

الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين»

(1)

وحديث: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء»

(2)

، وغيرها من أحاديث الصفات محتجًّا بها وغير مؤوِّلٍ لها، ولو لم يكن معتقدًا لمضمونها لفعل بها ما فعل المتأولون حين ذكروها

(3)

.

قول أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى:

قال في جامعه

(4)

لما ذكر حديث أبي هريرة «لو أدلى أحدكم

(1)

في كتاب (33) الإمارة، رقم (1827) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

(2)

في كتاب (12) الزكاة، رقم (1064)، (144) من حديث أبي سعيد الخدري.

(3)

في (ظ، ع، مط): «ذكرها» ، والمثبت أولى.

(4)

كتاب تفسير القرآن، (57) باب: ومن سورة الحديد (ص/725) رقم (3298).

والحديث أخرجه أحمد (14/ 422، 423)(8828)، وابن أبي عاصم في السنة رقم (590) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (2/ 561 ـ 564) رقم (201، 202)، والجورقاني في الأباطيل (1/ 73، 74) رقم (67)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 287، 288) رقم (849).

من طريق شيبان بن عبد الرحمن والحكم بن عبد الملك (ضعيف)، وأبي جعفر الرازي كلهم عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي هريرة فذكره مطولًا.

ـ ورواه سعيد بن أبي عروبة ومعمر عن قتادة مرسلًا (أرسله معمر مطولًا، ووقفه سعيد على قتادة مختصرًا).

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 239)، والطبري في تفسيره (28/ 154).

وهذا أشبه بالصواب. قال ابن كثير: ولعل هذا هو المحفوظ.

=

=

وقد ضعَّف المرفوع جماعة من أهل العلم:

ـ فقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ثم ذكر عن أيوب ويونس وعلي بن زيد أنهم قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.

ـ وقال الجورقاني: هذا حديث لا يرجع منه إلى صحة.

ـ وقال الذهبي:

لكن الحسن مدلس، والمتن منكر، لا أعرف وجهه. العلو (1/ 589) رقم (144).

وأعلَّه بالانقطاع: ابن تيمية وابن الجوزي والبيهقي والمؤلف. انظر: الفتاوى (6/ 57).

ص: 369

بحبل

(1)

لهبط على الله». قال: معناه لهبط على علم الله، قال: وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه.

وقال في حديث أبي هريرة: «إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه»

(2)

: قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يُشبهه [ب/ق 63 أ] من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء

(3)

الدنيا، قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ويُؤمَنُ بها ولا يُتوهم، ولا يقال

(4)

(1)

كذا في جميع النسخ، وفي مطبوعة الترمذي: «

لو أنكم دلَّيتم بحبل

»، فلعل للمؤلف نسخة تختلف عما في المطبوعة، أو أملاه من حفظه بمعناه.

(2)

في كتاب الزكاة (28)، باب: ما جاء في فضل الصدقة (ص/161، 162) رقم (662).

(3)

كذا في جميع النسخ، وفي مطبوعة الترمذي «كل ليلة إلى السماء» .

(4)

في (أ، ت): «نقول» .

ص: 370

كيف، هكذا رُويَ عن

(1)

مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمِرُّوها بلا كيف.

قال: وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة،

وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات وفسروها على غير ما فسَّر أهل العلم، وقالوا: إن الله [ظ/ق 58 أ] لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد هاهنا: القوة.

وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيدي، أو مثل يدي، أو سمع كسمعي

(2)

، فهذا التشبيه

(3)

. وأما إذا قال كما قال الله، يد وسمع وبصر ولا يقول كيف، ولا يقول

(4)

: مثل سمعٍ ولا كسمعٍ = فهذا لا يكون تشبيهًا عنده

(5)

. قال الله

(6)

تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى/11]، هذا كلُّه كلامه، وقد ذكره عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه

(1)

سقط من (ب).

(2)

زاد في الترمذي: «أو مثل سمعي» .

(3)

كذا في جميع النسخ، وفي الترمذي «تشبيه» .

(4)

سقط من (ب).

(5)

ليست في (ب).

(6)

كذا في النُّسخ، وفي الترمذي:«وهو كما قال الله» .

ص: 371

الفاروق

(1)

بإسناده.

وكذلك من تأمل تبويب ابن ماجه في «السنة والرد على الجهمية» في أول كتابه

(2)

، وتبويب أبي داود

(3)

فيما ذكر في الجهمية والقدرية وسائر أئمة أهل الحديث= علم مضمون قولهم

(4)

، وأنهم كلهم على طريقة واحدة وقول واحد؛ ولكن بعضهم بَوَّب وترجم، ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب. وبعضهم: زاد التقرير وإبطال قول المخالف. وبعضهم سَرَدَ الأحاديث ولم يترجم لها.

وليس فيهم من أبطل حقائقها وحرَّفها عن مواضعها، وسمَّى تحريفها تأويلًا كما فعلته الجهمية؛ بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما

(5)

بين عسكر الكفر وعسكر الإسلام. وابن ماجه قال في أول «سننه» : باب ما أنكرت الجهمية

(6)

، ثم روى

(1)

كما في مجموع الفتاوى (5/ 50): حيث قال: «هو على العرش كما وصف في كتابه، وعلمه وقدرته وسلطانه في كل مكان» .

(2)

السنن، حيث قال في المقدمة، (13) باب: فيما أنكرت الجهمية (ص/35).

(3)

في السنن، في (39) كتاب السنة، (16) باب: في القدر (ص/511)، و (18) باب في الجهمية (ص/514)، وباب في الرد على الجهمية (ص/51، 516).

(4)

في (ظ): «أقوالهم» .

(5)

في (ظ): «ما» .

(6)

باب (13)(ص/35).

ص: 372

أحاديث الرؤية

(1)

. وحديث: «أين كان ربنا»

(2)

، وحديث جابر:«بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم، فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرق عليهم من فوقهم»

(3)

، وحديث الأوعال الذي فيه:«والعرش فوق ذلك والله فوق العرش»

(4)

، وحديث:«إن الله ليضحك إلى ثلاثة»

(5)

. وغيرها من الأحاديث.

قول الحافظ أبي بكر [ب/ق 63 ب] الآجُرِّي إمام عصره في الحديث والفقه:

قال في كتابه «الشريعة» باب التحذير من مذهب

(6)

الحلولية:

الذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله على عرشه فوق سماواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط بجميع ما خلق في السماوات العُلى، وبجميع ما خلق في سبع أرضين، تُرفع إليه أعمال العباد.

فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا

(1)

من (ص/35)، رقم (177) إلى رقم (180)، و (186، 187).

(2)

(ص/35)، رقم (182).

(3)

(ص/36)، رقم (193).

(4)

(ص/37)، رقم (200).

(5)

انظر رقم (188 ـ 192، 194 ـ 202).

(6)

في الشريعة: «مذاهب» .

ص: 373

هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة/7]؟ قيل له: علمه معهم، والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بهم. كذا فسَّره أهل العلم، والآية تدل أولها وآخرها على أنه العلم، وهو على عرشه، هذا

(1)

قول المسلمين

(2)

.

قول الحافظ أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيَّان الأصبهاني:

قال في كتاب «العظمة» : ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه، وعِظَم

(3)

خلقهما، وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه

(4)

.

ثم ساق كثيرًا من أحاديث [ظ/ق 58 ب] هذا الباب بإسناده

(5)

.

قول الحافظ زكريا بن يحيى الساجي إمام أهل البصرة:

قال أبو عبد الله بن بطة: حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبي: القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم: أن الله تعالى على عرشه في سمائه

(6)

، يقرب

(1)

في (ب، ظ): «فهذا» .

(2)

انظر: الشريعة للآجري (49) باب التحذير من مذاهب الحلولية (3/ 1072 ـ 1076) بتصرُّف يسير.

(3)

في (ب، مط): «وعَظَمة» ، والمثبت أولى.

(4)

(2/ 543) الباب التاسع.

(5)

(2/ 543 ـ 653) من رقم (190) إلى رقم (262).

(6)

في (ب، ظ): «سماواته» ، والمثبت أولى.

ص: 374

من خلقه كيف شاء. ثم ذكر بقية الاعتقاد

(1)

.

ذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء»

(2)

، وقال: أخذ عن الربيع والمزني، وله كتاب:«اختلاف الفقهاء» ، وكتاب «علل الحديث» ، وهو شيخ أبي الحسن الأشعري في الفقه والحديث.

ذكر ما حكاه أبو نصر السِّجزي

(3)

عن أهل الحديث.

قال: وأئمتنا كالثوري، ومالك، وابن عيينة، وحماد بن زيد، والفضيل، وأحمد، وإسحاق= مُتَّفقون على أن الله فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان

(4)

.

(1)

نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (1/ 205)، (5/ 61)، والذهبي في العلو (2/ 1203) رقم (482).

(2)

(ص/198).

(3)

هو عبيد الله بن سعيد بن حاتم الحافظ المجوِّد، نزيل الحرم ومصر، من أكابر أهل الإثبات، صاحب كتاب الإبانة الكبرى في مسألة القرآن. وكتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت. توفي سنة: 444 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء (17/ 654 ـ 657).

(4)

نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في «نقض التأسيس» (1/ 167 - 168) و «مجموع الفتاوى» (5/ 190)، والذهبي في «العرش» (2/ 436) و «العلو» (2/ 1321) من كتاب «الإبانة» للسجزي. وهو بنحوه في كتاب «الرد على من أنكر الحرف والصوت» له (ص 125 - 126).

ص: 375

قول الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته:

قال في رسالته المشهورة في السنة

(1)

: وأن الله فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه.

ثم ساق بإسناده

(2)

عن ابن المبارك أنه قال: نعرف ربنا تبارك وتعالى بأنه فوق سبع سماواته على عرشه بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية إنه هاهنا في الأرض.

ثم قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ عن محمد بن صالح عن ابن خزيمة قال: من لم يقر بأن الله على عرشه استوى

(3)

فوق سبع سماواته [ت/ق 64 أ] فهو كافر بربه حلال الدم، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذَّى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئًا ولا يرثه أحد من المسلمين؛ إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم

(4)

.

قول أبي جعفر الطحاوي إمام الحنفية في وقته في الحديث والفقه

(1)

اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة (ص/3، 37)، رقم (19، 22).

(2)

(ص/40)، رقم (28).

(3)

في (ظ): «قد استوى» .

(4)

(ص/40، 41)، رقم (29).

ص: 376

ومعرفة أقوال السلف:

قال في

(1)

العقيدة التي له وهي معروفة عند الحنفية: ذكر

بيان

(2)

السنة والجماعة، على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة، وأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني

نقول في توحيد الله معتقدين

أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله

ما زال بصفاته قديمًا قبل خلقه.

وأن القرآن كلام الله ــ منه بدأ بلا كيفية ــ قولًا، ونزل

(3)

على نبيه وحيًا وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقًّا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق

فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر ..

والرؤية حق لأهل الجنة بغير [ظ/ق 59 أ] إحاطة ولا كيفية

وكل ما جاء

(4)

في ذلك من الحديث

(5)

الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما

(6)

أراد، لا ندخل في ذلك

(1)

في (ب): «في بعض» .

(2)

في الطحاوية «بيان عقيدة أهل السنة» .

(3)

في الطحاوية «وأنزل» .

(4)

سقط من (أ، ت، ع).

(5)

سقط من (أ، ت، ع).

(6)

في (ب، ظ، ع): «كما» بدل «على ما» .

ص: 377

متأولين بآرائنا

ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر

(1)

التسليم والاستسلام، فمن رام [علم]

(2)

ما حظر عنه علمه ولا يقنع بالتسليم فهْمُه؛ حجبه مرامه

(3)

عن خالص التوحيد

وصحيح الإيمان

، ومن لم يتوق النفي والتشبيه زلّ ولم يصب التنزيه

إلى أن قال: والعرش والكرسي حق، كما بيَّن في كتابه، وهو جل جلاله مستغنٍ عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه. وذكر سائر الاعتقاد

(4)

.

قول حماد بن هناد البُوشَنجِي

(5)

، الحافظ أحد أئمة الحديث في وقته:

ذكر شيخ الإسلام الأنصاري، فقال: قرأت على أحمد بن محمد بن منصور: أخبركم جَدُّكم منصور بن الحسين حدثني أحمد بن الأشرف قال: حدثنا حماد بن هناد البوشنجي قال: هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار، وما دلت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح منهاج العلماء وطرق الفقهاء، وصفة السنة وأهلها: أن الله فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وقدرته وسلطانه بكل مكان؟ فقال: نعم

(6)

.

(1)

جاء في حاشية (ب): «لعله: ظاهر» .

(2)

من الطحاوية، وهي ساقطة من جميع النسخ.

(3)

في (ب): «من الله» وهو خطأ.

(4)

انظر: العقيدة الطحاوية (ص/2 ـ 6).

(5)

جاء هذا النص في (أ، ت، ع، مط) قبل «قول أبي عيسى الترمذي» (ص/366).

(6)

ذكره الذهبي في العلو (2/ 1213) رقم (485).

ص: 378