المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مُقَدِّمَة التَّحقِيق إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، - حسن التنبه لما ورد في التشبه - مقدمة

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة التَّحقِيق

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُ تَرْجَمَةُ العَلَاّمَة نَجمِ الدِّينِ الغَزِّي

- ‌الفَصْلُ الثَّاني: دِرَاسَة الكِتَاب

- ‌المبحث الأَوَّل: تَحقِيْق اسمِ الكِتَاب

- ‌المبحث الثَّاني: إِثباتُ صِحَّةِ نِسبَةِ الكِتَابِ إِلَى مُؤَلِّفِهِ

- ‌المبحث الثَّالث: مَنْهَج المؤلِّف في الكِتَابِ

- ‌ ترتيب الكتاب:

- ‌ طول مادة الكتاب:

- ‌ تحقيقات المؤلف وتنبيهاته وإشاراته:

- ‌ منهجه في الاستدلال بالأحاديث النبوية والآثار:

- ‌ شعره:

- ‌المبحث الرابع مَوَارِد المؤَلِّف في الكِتَابِ

- ‌ أما مؤلفاتُه التي ذكرها في ثنايا كتابه هذا، ونقل عنها، وأحال في الرجوع إليها:

- ‌المبحث الخامس مَنرِلَة الكِتَاب العِلْمِيَّة

- ‌ أهمية الكتاب ومزاياه:

- ‌ المآخذ على الكتاب:

- ‌المبحث السادس وَصف النّسخِ الخَطِيَّة المُعتَمَدَة في التَّحْقِيقِ

- ‌ النسخة الأولى:

- ‌ النسخة الثانية:

- ‌ النسخة الثالثة:

- ‌المبحث السابع بَيَان منْهَج التَّحِقيق

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مُقَدِّمَة التَّحقِيق إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره،

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مُقَدِّمَة التَّحقِيق

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعد:

فإن الله- سبحانه وتعالى قد جعل هذه الأمة وسطاً بين الأمم، فقال:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

والوسط هو: الخيار والأجود.

ولذا خصَّها سبحانه وتعالى بأكمل الشرائع، وأنهج السبل، وشرَّفها بمكارم الأخلاق ومعاليها، وكرَّه لها سفاسفها وأدانيها، فحثَّهم وأمرهم بالتشبه بمن امتدحهم في كتابه، وأنالهم الدرجة الرفيعة المبينة في آياته من قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ

ص: 5

مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} [المجادلة: 22].

وقال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 113 - 114].

وقال- جلَّ شأنه-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على معالم أولي الأخلاق من الأنبياء والصالحين ومكانتهم وفضلهم.

ثم إن الله تعالى لما أراد لهذه الأمة أن تكون خير الأمم، وأكثرَها هدًى وبصيرة، حذَّرها من سلوك طرق الضلالة والهلاك، والتشبه بمن ظلم نفسه، وزاغ عن المنهج القويم الذي ارتضاه سبحانه وتعالى لبني آدم؛ فقال- جل جلاله في جملة آيات كثيرة:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

وقال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].

ص: 6

في فلك هذه الآيات وغيرها ألَّف العلَاّمة نجمُ الدين الغزيُّ كتابه الموسوم بـ "حسن التنبه لما ورد في التشبه"، والذي يُعدُّ أجمعَ موسوعة قرآنية حديثية فقهية وعظية في هذا الباب؛ حيث لم يعهد له مثالٌ سابق، ولا شبيهٌ لاحِق، جرَّد لتأليفه مطيَّة العزم والهمَّة، وبثَّ فيه أشياء مهمَّة، وقد بقي في تأليفه قرابة الأربعين عاماً يحرِّر وينقح، ويزيد ويفيد.

وقد ذكر فيه من يحسُنُ التشبهُ بهم من الملائكة والأخيار من بني آدم والصالحين والشهداء والصديقين والنبيين، والتخلُّقُ بأخلاقهم وصفاتهم وأعمالهم.

ثم ذكر مَنْ لا يحسُن التشبهُ بهم من الشياطين، وكَفَرَة الأقوام الغابرة؛ كقوم نوح وعاد وثمود وفرعون، ثم أهل الكتاب والأعاجم وأهل الجاهلية والمنافقين والمبتدعة والفاسقين.

ثم ختم الكتاب بفصل عزيز نفيس في التوبة والإنابة.

وقد حَفَل هذا المؤلَّف بجملة وافرة من الاستشهاد بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية والآثار.

وبثَّ فيه فوائد ومسائل كثيرة فقهية، ونثر الأجوبة والفتاوى للمرضِيَّة، وعُني فيه بذكر تفاسير الأئمة، وشرح غريب القرآن والسنة النبوية.

وحلَاّه بأشعاره التي طابت معانيها، وحسُنت مبانيها، وشَرُفت مراميها.

ص: 7

وقد ناهزت موارده المئةَ مَورد وزيادة؛ من مؤلَّفٍ حديثيٍّ، وتفسيريٍّ، وفقهيٍّ، ووعظيٍّ إرشاديٍّ.

فجاء كتاباً بديعاً، مفيداً، جامعاً لكل ما هو مستحسَنٌ في الشرع وغيرُ مستحسن، حافلاً بتحقيقاته النفيسة، وفوائده الجليلة، وتنبيهاته القيمة، وإشاراته اللطيفة، فكان بحقٍّ - كما وصفه مؤلِّفه بأنه -: كتاب كريم، تطمئن إليه قلوب الأتقياء، وتنشرح له صدور الفضلاء، وتنقبض منه نفوس أهل الآراء الفاسدة والأهواء (1).

وكان - جزماً - كتاباً موضوعاً لطريق العمل بمقتضى العقل والعلم اللذين بهما يصير الإنسان إنسانا كاملاً، فمن ظفر بهذا الكتاب، وتمسك به، وعمل بما فيه، كان إنسانا كاملاً، وبشراً سوياً، ورُجي له زيادة الهداية من الله تعالى، كما قال سبحانه وتعالى:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76].

وهذا الكتاب إنما هو للإرشاد إلى أن يتجرد العبد عن مساوئ الأخلاق والأعمال والأقوال، ويتبدل بها محاسن الأخلاق والأعمال والأقوال (2).

هذا، وقد وفقنا الله تعالى للوقوف على ثلاث نسخ خطية للكتاب؛ أجلُّها النسخة الخطية التي كتبها المؤلف رحمه الله بخطه، ثم النسخة الخطية التي كتبت في حياته، وعليها تعليقاته بخطه، ثم نسخة

(1) انظر: (1/ 6).

(2)

انظر: (12/ 270 - 272) من هذا الكتاب.

ص: 8

ثالثة مفيدة في مجملها.

وإذ نشكر الله تعالى على إخراج هذا السِّفْر الجليل لأول مرة بهذه الحُلَّة وهذا الجهد الذي نَحْسَبه قد بلغ الغاية المنشودة - بإذن الله - تحقيقاً وإخراجاً، لابدَّ من توجيه الشكر والثناء إلى اللجنة العلمية التي قامت على تحقيق هذا العمل المبارك - إن شاء الله - وهم الأساتذة والباحثون الأفاضل:

1 -

محمَّد خَلُّوف العبد الله.

2 -

د. محمود أحمد صالح.

3 -

جمال عبد الرَّحيم الفارس.

والشكرُ موصولٌ لجميع الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات، الذين وفِّقوا في مجال النَّسخ والمراقبة والمقابلة والتنضيد والفهرسة لهذا الكتاب.

هذا وصلى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

حَرَّرَهُ

نُوْرُ الدِّيْن طَالِب

دمشق الشام

17/ ربيع الأول/ 1432

ص: 9