المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الرق: 1- مبحث الرق في الإسلام لم ينقض عهده بعد لسببين: أ- - حقوق الإنسان في الإسلام لجمل الليل

[طاهر أحمد مولانا جمل الليل]

الفصل: ‌ ‌الرق: 1- مبحث الرق في الإسلام لم ينقض عهده بعد لسببين: أ-

‌الرق:

1-

مبحث الرق في الإسلام لم ينقض عهده بعد لسببين:

أ- سبب واقعي ألا وهو تصفية الرق بكافة صوره، تلك العمليات التي لم تتم بعد في أرجاء المعمورة، فما زالت تجارة الرقيق منتشرة في كثير من البلدان التي تعاني من الفقر الشديد في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ونشأت بالتالي شبكات دولية على اتصال بالعالم الأوروبي تنظم ترحيل المسترقين إلى مسترقيهم، لتنهض بالتالي تجارة مربحة على أشكال مختلفة عن تجارة العبيد التقليدية.

وبالإضافة إلى وجود علاقات عبودية في أماكن بأفريقيا نوهت إليها منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، وخاصة منظمات العفو الدولية سنة 1988م والمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة1.

ب- سبب بحثي تاريخي: وذلك ليعلم الدارسون منهج الإسلام في معالجة الأمور الاجتماعية، وأسلوبه في تغطية هذه القضية الإنسانية الحيوية المهمة التي ظلت عبئا على ضمير العالم أحقابا.

2-

فحق حرية الإرادة الإنسانية من أهم الحقوق؛ لأن المؤمن يعتقد أن إرادته لا تملك إلا من قبل خالقه جل شأنه.

ولكن كيف كان موقف الإسلام من هذا الوضع؟

ما كان الرق مجرد عادة اجتماعية وأخلاقية بغيضة، بل كان نظاما اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا راسيا بين الناس، ولذا كان هدمه بقرار مفاجئ ذا عواقب وخيمة، ومن ثم سعى الإسلام إلى معالجة الأمر بفتح باب العتق على مصراعيه في كل حادث من حوادث الشخص. وحبب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في إعتاق الرقيق وحسن معاملتهم، فعن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين:

1 الكتاب الأسود السنوي الذي تصدره الإمنستي. البيان الختامي سنة 1988م.

ص: 32

الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها، ويؤدبها فيحسن أدبها، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران، ومؤمن من أهل الكتاب الذي كان مؤمنا، ثم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فله أجران، والعبد الذي يؤدي حق الله، وينصح لسيده فله أجران"1. ويؤدبها: يعلمها الأخلاق الحميدة، ويحسن: أي يرفق.

1 مختصر ابن أبي جمرة، تأليف الشنواني، ويلاحظ أيضا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إدماج الرقيق في المجتمع.

ص: 33