المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطفولة والأبناء: 1- وتأتي التوصية الإسلامية على الأبناء، وحرص الدين على - حقوق الإنسان في الإسلام لجمل الليل

[طاهر أحمد مولانا جمل الليل]

الفصل: ‌ ‌الطفولة والأبناء: 1- وتأتي التوصية الإسلامية على الأبناء، وحرص الدين على

‌الطفولة والأبناء:

1-

وتأتي التوصية الإسلامية على الأبناء، وحرص الدين على رعاية النشء دليلا على عنايته بحقوق الفئات الضعيفة في المجتمع، ومنهم الصغار.

2-

فعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب في ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصابه من ذلك شيئا ثم ستره الله عز وجل فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه"، فبايعناه على ذلك1.

3-

ويشرح الشنواني قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تقتلوا أولادكم" بأنه كانت الجاهلية تفعل ذلك عند المجاعة، خصوصا الإناث. وقال محمد بن إسماعيل التيمي وغيره: خص القتل بالأولاد، لأنه قتل وقطيعة رحم، فالعناية به آكد، أو لأنه كان شائعا فيهم، وهو وأد البنات، أو قتل البنين خشية الإملاق، أو خصهم بالذكر لأنهم بصدد ألا يدفعوا عن أنفسهم2.

4-

وهكذا بدأ الإسلام بإقرار حق الحياة للأبناء، ثم أتبعها بالحقوق الأخرى كحق النفقة، ومن قبل ذلك اختيار الاسم المناسب والأجمل، والرعاية الصحية، واحتساب نفقة للأم المطلقة الحاضنة، إذ يقول تعالى:{فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [الطلاق: 6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وإذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فصدقة"3. وقوله: "على أهله" أي عياله من زوجة وولد4.

1 حاشية على مختصر ابن أبي جمرة للبخاري، باب كيف كانت مبايعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم.

2 محمد بن علي الشافعي الشنواني المتوفى سنة 1233هـ "مختصر ابن أبي جمرة".

3 صحيح البخاري، باب ما جاء أن الأعمال بالنيات.

4 وقد ذكره البخاري في باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، عن أبي مسعود.

ص: 34

وقوله: "يحتسبها" أي يريد بها وجه الله تعالى.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتاها تسألني، فلم أجد شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها، فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال:"من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار".

5-

ووقع في حديث أنس عند مسلم: "من عال جاريتين"، ولأحمد في حديث أم سلمة:"من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذاتي قرابة محتسبا عليهما"، والذي وقع في أكثر الروايات بلفظ الإحسان. وفي رواية عبد المجيد:"فصبر عليهن"، ومثله في حديث عقبة بن عامر في الأدب المفرد، وزاد:"وأطعمهن وسقاهن وكساهن"، وفي حديث ابن عباس عند الطبراني:"فأنفق عليهن وزوجهن وأحسن تأديبهن"، وفي حديث جابر عند أحمد، وفي الأدب المفرد:"يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن". زاد الطبراني: "ويزوجهن"، وله نحوه في حديث أبي هريرة في الأوسط والترمذي1.

ويقول جل شأنه في تلك المعاني: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233] .

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع" رواه الترمذي من رواية ناصح.

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" رواه ابن ماجه2.

1 الترغيب والترهيب من الحديث الشريف: 3/ 72.

2 انظر كذلك الترغيب والترهيب للإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، المتوفى سنة 656هـ: 3/ 66.

ص: 35